[الباحث الطائي]

يتبع

وصلنا فيما سبق بما يمكن تلخيصه ان راية السفياني تخرج في شهر رجب في نفس سنة الظهور ، وخلفه يدعمه في أهدافه في منطقة الظهور من اليهود والغرب وإن الصراع وقتها سيكون سياسي عسكري وذو خلفية عقائدية احد طرفيها أهل الحق وخط الرحمن وسيتمثل بشيعة واتباع مذهب آل البيت ع .
وفي هذا المبحث سوف نسقط اولا الضوء على حركة رايتي اليماني والخرساني التي تتسابق مع راية السفياني باتجاه العراق .
ونقتطع من الرواية السابقة المقطع التالي : (فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون*فيقتله*السفياني ومن تبعه، ثم*يقتل*الأصهب، ثم لا يكون له همة إلا الإقبال نحو*العراق، ويمر جيشه بقرقيسياء ، فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف، ويبعث السفياني جيشا إلى*الكوفة*وعدتهم سبعون ألفا، فيصيبون من أهل*الكوفة*قتلا وصلبا وسبيا، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل*خراسان*وتطوي المنازل طيا حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم .... انتهى ،،،

اقول : بحسب تسلسل الاحدث اعلاه والتي ستكون كما بينت الرواية انها في سنة واحدة إذا بدأت بأول علامة فيها وهي اختلاف بني العباس .
فسيخرج السفياني ( في شهر رجب ) ويقضي على الابقع والاصهب ثم تقريبا بعد شهرين وتحديدا يوم ٢٣ شهر رمضان على أثر النداء الجبرائيلي في ليلته والثاني في نهاره ورنة إبليس قبل طلوع الشمس من مغربها، فسيتوجه السفياني إلى العراق
وتقول الرواية بينما يصل السفياني الكوفة ( النجف الاشرف ) وهو يمارس القتل والصلب إذا تقبل رايات من قبل خرسان وتطوي المنازل طيا حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم .
وهذا يعني بالمنطق رايات الخرساني قد خرجت قبل فترة ما من الزمن حتى وصلت الكوفة ولكن جيش السفياني قد سبقها .
وحيث ان السفياني خرج في رجب ثم قرر غزو العراق بعد الصيحة في ٢٣ شهر رمضان .
سيكون أيضا بالمنطق خروج راية الخرساني محصورة بين احتمالين أو توقيتين رئيسيين لخروجها وهما إما في رجب مع نفس توقيت خروج السفياني
أو بعد الصيحة الجبرائيلية ٢٣ رمضان حيث قرر السفياني غزو العراق .
ونريد من هذا كله هو تحديد موعد خروج الرايات الثلاثة الذي ذكرته الرواية التالية :
( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا )
فإذا افترضنا يخرجون جميعا في رجب فنحتاج قرينة روائية تساعد عليه ولم نجد قرينة مهمة سوى فرض احتمالها كون الروايات تذكر خروج السفياني في رجب ونحتمل هنا ان تخرج رايتي اليماني والخرساني بالمقابل بنفس توقيت خروجه .
ولكن مما يضعف هذا الاحتمال ان خروج السفياني في رجب اول ما يخرج ليس هناك فيه ما يشير انه سيكون باتجاه العراق لغزوه بل الروايات تبين ان اول حركته في الشام تحديدا ، ثم لاحقا تحصل عنده النية والتغيير في الهدف .

أما الاحتمال الثاني وهو ان خروج الرايات الثلاثة سيكون بعد الصيحة في ٢٣ شهر رمضان ، وهنا نجد عدة قرائن تساعد عليه
١- ان توقيت خروج الرايات فيه تحديد زماني دقيق إلى حد اليوم وهذا يساعد عليه كثيرا توقيت الصيحة الجبرائيلية التي سيسمعها ويفهم كل الاطراف بوقت واحد .
٢- ان الروايات تبين ان خروج الرايات الثلاثة يكون بشكل تسابق كأفراس الرهان باتجاه العراق ، وهذا ما يساعد عليه قرينة النص الروائي لما ذكرت ان السفياني ( بعد الصيحة ) لا يكون له همة إلا التوجه الى العراق ، وهنا أيضا سيكون توجه رايتي اليماني والخرساني باتجاه العراق مما يعني سيجمعهم وحدة التوقيت والهدف وهذا التوقيت هو النداء الحبرائيلي
٣- ان الرواية تقول انهم يخرجون في يوم واحد وليس ليلة واحدة وهذا نفس ما توصلنا له في الاستنتاج ان بدأ تحرك راية السفياني ستكون على الارجح في يوم ٢٣

والله اعلم

ومما يلفت النظر في الرواية ايضا ويحتاج الى تفسير ممكن هو في التالي :
( إذ أقبلت رايات من قبل*خراسان*وتطوي المنازل طيا حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم )
فمن يكون هؤلاء " أصحاب القائم "

الجواب : لعلنا نجده في مقطع الرواية التالية : ( وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختوم في رأس القناة بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق، وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا*الكوفة*طالبين بدماء آبائهم.
فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنهما فرسي رهان )

اقول : عبارة " أصحاب القائم " قد تحتمل تفسيرين وفهمين ،
الاول : إما يكونوا حقيقتا من أصحاب القائم وليس بالاعتبار أو النتيجة أو الموقف ، وهذا يعني ان القائم قد ظهر بالفعل ويمكن افتراض انهم بعض أصحابه الذين ياخذون بالمباشر من الإمام ع ويكونوا في جيش الخرساني ، خاصة وأننا استنتجنا ان خروج الرايات سيكون بعد تحقق الظهور . وحيث نعلم ان راية اليماني ستكون أيضا مع راية الخرساني في دخولها العراق وتوجهها للكوفة

فهذا قد يعني ان أصحاب القائم في راية الخرساني هم في الارجح ضمن راية اليماني وهذا إن أصح ففيه أيضا كلام
١- انه يعطينا دليل اضافي على ان خروج الرايات الثلاثة يحصل قبل الظهور وليس كما فهم بعض الباحثين ان بين خروج السفياني وظهور القائم ١٥ شهر .
٢- ان اليماني له اتصال بالامام الحجة ع كون ان بعض أصحاب القائم ع في راية الخرساني

الثاني : إن عبارة " أصحاب القائم " ليس المقصود هم أصحابه من الذين يلتقون به ويشاهدونه ويأخذون منه بالمباشر ،
بل أصحابه بالاعتبار والموقف والانتماء مثلا ، وهنا يواجه هذا التفسير بعض الأشكال كون لماذا خصهم هذا التعبير ونعلم ان راية الخرساني واليماني يحملون نفس السمة والموقف والتأييد بل راية اليماني أهدى الرايات وإنه يدعوا الى الحق وصراط مستقيم ؟ لذلك يضعف هذا الاحتمال بسبب هذا الأشكال والله اعلم .

ومن الملاحظات الأخرى التي تحتاج الوقوف عندها هو المقطع التالي :

وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختوم في رأس القناة بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق، وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا*الكوفة*طالبين بدماء آبائهم.
فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنهما فرسي رهان*...

اقول : هذه الرايات التي تقبل من شرقي الأرض وما فيها من مواصفات تشبه إلى حد كبير راية رسول الله ص ، ولكن المفروض انها راية واحدة والتعبير جاء برايات ، ولذلك اظن هناك خطأ في النقل / النسخ . وانها ( راية من شرقي الأرض... الخ )
وراية رسول الله ص وهي ذخر عند الامام الحجة ع وورد انه سيخرجها وينشرها في الكوفة بعن نزوله من مكة عند قتاله بعض المنحرفين .
ولكن المشكلة هنا حتى وإن اصبنا في تعيينها تظهر لنا مشكلة توقيت تواجدها حيث يظهر من الرواية انها تصل قبل رايتي الخرساني واليماني والمفروض هذا الحدث يكون بعد وليس قبل ، ولا اعلم بحسب اطلاعي انه ذكر تفصيل عن مثل هذه الراية وبهذا التوقيت في الروايات الأخرى ، وايضا لا يمكن حملها على انها قد تعني ( بعض أصحاب القائم ) الذين ذكروا في الرواية السابقة كون ان هذه الراية تصل قبلها ، وايضا ان سائق هذه الراية رجل من آل محمد ص فهذا أقرب كونه الإمام الحجة ع خاصة مع فرض إن الراية راية رسول الله ص . ولذلك تبقى لحد الآن تفاصيل هذه الراية الخاصة وهذا المقطع لغز لم أستطع حله لحد الآن . والله اعلم

يتبع لاحقا الإضافة الأخيرة

،،،

،،،