ملكة الاحزان
25-07-2010, 12:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم
من هذه الصورة يمكن أن نعرف انّ أمام الشباب فرصة عظيمة للتكامل والرقي والوصول إلى الأهداف المقدسة لا تتوفر أمام غيرهم من الناس.
ولذا نجد الامام علي (عليه السلام) ينبّه على هذه الحقيقة بقوله عليه السلام: [اغتنـم شبابك قبل هرمك وصحـتـك قبل سقمك].
وللاستفادة من هذه الفرصة، أضع أمام أعزائي مجموعة من الخطوط العامة كوصايا للعمل بها والسير على طريقها.
الأول: التفقـّه في الدين ومعرفة الحلال والحرام منه وماشرّع الله لعباده من واجبات ومسؤوليات ومانهاهم عنه من آثام ومحرمات، وكذلك الاتصاف (بالأخلاق الاسلامية)، و (الآداب الالهية)، وتعلّم المعارف و (المفاهيم الاسلامية).
والحصول على ذلك من خلال الدرس، ومجالسة العلماء وطرح الأسئلة عليهم، وقراءة القرآن الكريم والتدبّر فيه وتفسيره، ومراجعة روايات أهل البيت (عليهم السلام) وحضور مجالس الوعظ والارشاد والندوات الفكرية ومطالعة الكتب النافعة والمختارة.
الثاني: الاهتمام بقراءة وصايا النبي وأئمة أهل البيت (ع) كوصية النبي(ص) لعلي عليه السلام، وكذلك ماورد منها في الوصية لأولادهم كوصية الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام) المذكورة في نهج البلاغة. فانها تشتمل على خلاصة الأخلاق الاسلامية العالية المطلوبة في الكمالات الانسانية. كما انها ترشد الانسان إلى مناهج العمل وتهديه إلى الطريق القويم وتدله على مواضع الخطر ومهاوي الهلاك ومراكز الفساد في الحياة الاجتماعية، وهي في نفس الوقت تمثل خلاصة تجربة الأنبياء والمرسلين والهدي الالهي الذي أوحاه الله تعالى إلى عباده الصالحين.
الثالث: الالتزام بالعبادات والواجبات الشرعية في أوقاتها، وحضور صلاة الجماعة والجمعة، والمشاركة في مجالس الدعاء، وزيارات الأئمة، والاقتداء بهم في سلوكهم وأخلاقهم. والالتزام ببعض المستحبات المهمة كصلاة الليل، أو النوافل اليومية، أو التعقيب بعد الصلاة والدعاء إلى الله بالخير والعافية وحسن العاقبة والمغفرة والرحمة، والأدعية المأثورة عن النبي وأهل البيت (عليهم السلام).
الرابع: الاهتمام بطلب العلم والمواظبة على الدرس، والاستزادة من المعرفة والمعلومات الصالحة المفيدة (العلم النافع)، سواء كان العلم نظرياً أو عملياً وسواء كان تجريبياً أو من العلوم الانسانية.
والتاكيد في العلم على جانب العمل والفائدة والنفـع.
الخامس: الشعور بالمسؤولية العامة تجاه الآخرين والمجتمع وقضاياه العامة، ومعرفة طبيعة المواجهات الثقافية والسياسية والفكرية والاجتماعية القائمة في عصرنا الحاضر، سواء على المستوى العالمي العام كالصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الاسلامية بأبعادها المتعددة، أو على المستوى الداخلي كالتحديات والصراعات الاجتماعية والسياسية وتأثيـراتها وتفاعلاتها. بحيث لا يتحول الشاب إلى العزلة عمّا يجري حوله من أحداث كما لا يتحول إلى فريسة لهذه الصراعات.
[كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته].
[من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم].
ولا بد له من هادٍ ومرشد ومرجع في هذا الجانب المهم من الحياة وهي (المرجعية السياسية الدينية) {انّما أنت منذر ولكل قومٍ هاد}، فانّ المرجعية السياسية الدينية تمثل الجانب الآخر من الحياة الدينية للانسان بعد المرجعية الدينية في الفتوى. وأؤكد هنا المسؤولية الكبيرة التي يتحملها شبابنا تجاه قضية الاسلام في العراق وضرورة مساهمتهم فيها والاحتفاظ بالهوية العراقية الاسلامية لهم في بلاد الغربة والمهجر.
السادس: الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار المجتمع المحدود والمحيط الذي يعيش فيه، سواء من خلال الممارسة الفردية التـي تبدأ بالأقربين من الناس والأصدقاء وتنتهي بالجماعة المحيطة به.
أو على مستوى الممارسة الجماعية من خلال الاشتراك والمساهمة والتعاون على البـر والتقوى ومساعدة الآخرين ثقافياً وأخلاقياً وفي حياتهم المعيشية كالمشاركة في الجمعيات واللجان والهيئات وغيرها.
السابع: مجالسة العقلاء وكبار السن والتعلّم من تجاربهم وخبراتهم والتأدّب بآداب الصالحين منهم والاقتـداء بهم، وكذلك الاهتمام باستشارة العقلاء والمتدينيـن بمختلف الشؤون الحياتية.
الثامـن: الاهتمام باختيار الأصدقاء والاخوان في الله بحيث يكونوا اخوان ثقة ويكونوا خير الاخوان وهم من كانت مودته لك في الله لا في الدنيا، ومن سارع إلى الخير وجذبك إليه، وأمرك بالبـرّ وأعانك عليه، وندبك إلى أفضل الأعمال بحسن أعماله، ومن أعانك على طاعة الله وصدّك عن معاصيه، ومن أهدى إليك عيوبك ودلك عليها في النصيحة، كما ورد في الأحاديث الشريفة عن أهل البيت عليهم السلام.
ولا بد من أن يتجنب الانسان أصدقاء السوء ورفقاء الشر والأذى.
ويمكن أن نرجع إلى نصائح أهل البيت (عليهم السلام) في معرفة هؤلاء الاخوان لتكون لائحة بادية لنا في كل أعمالنا.
التاسع: الاجتناب عن المشاهد والمسموعات والمقرؤات المثيـرة للشهوات والميول والغرائز سواء كانت الأفلام الجنسية أو الصور الخليعة أو الأغاني أو الشعر المبتذل، أو القصص والروايات الساقطة، أو الأماكن الموبوءة وغير ذلك مما يكون سبباً لاثارة الأحاسيس وهيجان الشهوات والغرائز.
والالتـزام بالأعمال والنشاطات ذات الطبيعة المهدئة أو المحلَّلة والبعيدة عن الاثم والحرام. مثل الممارسات الرياضية البدنية الجيدة كالسباحة، والرمي، والكرة، أو الرياضيات الفكرية كالمسابقات العلمية والأدبية والرياضية، أو في المعلومات العامة. أو ممارسة ألوان العبادة مثل الصوم الذي ينصح به الأخلاقيون كوسيلة للسيطرة على الغرائز وغير ذلك من الوسائل.
ويحسن بالشباب أن يضعوا منهجاً لذلك في سلوكهم والتزاماتهم اليومية والاسبوعية أو الفصلية.
العاشر: الاهتمام بالزواج المبكر الذي حثّ عليه الاسلام في كثير من النصوص واعتبر في بعضها انّ ذلك من حقوق الولد على والده حيث يحفظ الانسان بذلك نصف دينه. والتأسـي بذلك بسنة الصالحين السابقين مع التبسّط في تكاليف الزواج وشؤونه والتخطيط لمستلزماته.
وختاما لا بد من الالتفات والانتباه انّ الأساس والاطار لكل هذه المناهج والنشاطات هو اللجوء إلى الله والاستعانة به والتوسل المتواصل إليه تعالى بالتوفيق والهداية و {إياك نعبد وإياك نستعين إهدنا الصراط المستـقيم}.
والاخلاص له تعالى في العمل والاستعاذة به من الشيطان الرجيم ومن شرور أنفسنا ومن شر الأعداء.
أسأله تعالى أن يوفقكم ويحفظكم ويرعاكم ويصونكم من كل سوء ومكروه، ويبارك فيكم وفي عملكم ويسدد خطاكم ويتقبل أعمالكم ويرينا فيكم ما يحبه ويرضاه لكم ومانحبه ونتمناه فيكم.
فأنتم الأمل ولكم المستقبل ومن الله التوفيق والسداد وهو نعم المولى ونعم النصير
موفقين بحق محمد وال محمد
نسألكم الدعاء ............
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم
من هذه الصورة يمكن أن نعرف انّ أمام الشباب فرصة عظيمة للتكامل والرقي والوصول إلى الأهداف المقدسة لا تتوفر أمام غيرهم من الناس.
ولذا نجد الامام علي (عليه السلام) ينبّه على هذه الحقيقة بقوله عليه السلام: [اغتنـم شبابك قبل هرمك وصحـتـك قبل سقمك].
وللاستفادة من هذه الفرصة، أضع أمام أعزائي مجموعة من الخطوط العامة كوصايا للعمل بها والسير على طريقها.
الأول: التفقـّه في الدين ومعرفة الحلال والحرام منه وماشرّع الله لعباده من واجبات ومسؤوليات ومانهاهم عنه من آثام ومحرمات، وكذلك الاتصاف (بالأخلاق الاسلامية)، و (الآداب الالهية)، وتعلّم المعارف و (المفاهيم الاسلامية).
والحصول على ذلك من خلال الدرس، ومجالسة العلماء وطرح الأسئلة عليهم، وقراءة القرآن الكريم والتدبّر فيه وتفسيره، ومراجعة روايات أهل البيت (عليهم السلام) وحضور مجالس الوعظ والارشاد والندوات الفكرية ومطالعة الكتب النافعة والمختارة.
الثاني: الاهتمام بقراءة وصايا النبي وأئمة أهل البيت (ع) كوصية النبي(ص) لعلي عليه السلام، وكذلك ماورد منها في الوصية لأولادهم كوصية الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام) المذكورة في نهج البلاغة. فانها تشتمل على خلاصة الأخلاق الاسلامية العالية المطلوبة في الكمالات الانسانية. كما انها ترشد الانسان إلى مناهج العمل وتهديه إلى الطريق القويم وتدله على مواضع الخطر ومهاوي الهلاك ومراكز الفساد في الحياة الاجتماعية، وهي في نفس الوقت تمثل خلاصة تجربة الأنبياء والمرسلين والهدي الالهي الذي أوحاه الله تعالى إلى عباده الصالحين.
الثالث: الالتزام بالعبادات والواجبات الشرعية في أوقاتها، وحضور صلاة الجماعة والجمعة، والمشاركة في مجالس الدعاء، وزيارات الأئمة، والاقتداء بهم في سلوكهم وأخلاقهم. والالتزام ببعض المستحبات المهمة كصلاة الليل، أو النوافل اليومية، أو التعقيب بعد الصلاة والدعاء إلى الله بالخير والعافية وحسن العاقبة والمغفرة والرحمة، والأدعية المأثورة عن النبي وأهل البيت (عليهم السلام).
الرابع: الاهتمام بطلب العلم والمواظبة على الدرس، والاستزادة من المعرفة والمعلومات الصالحة المفيدة (العلم النافع)، سواء كان العلم نظرياً أو عملياً وسواء كان تجريبياً أو من العلوم الانسانية.
والتاكيد في العلم على جانب العمل والفائدة والنفـع.
الخامس: الشعور بالمسؤولية العامة تجاه الآخرين والمجتمع وقضاياه العامة، ومعرفة طبيعة المواجهات الثقافية والسياسية والفكرية والاجتماعية القائمة في عصرنا الحاضر، سواء على المستوى العالمي العام كالصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الاسلامية بأبعادها المتعددة، أو على المستوى الداخلي كالتحديات والصراعات الاجتماعية والسياسية وتأثيـراتها وتفاعلاتها. بحيث لا يتحول الشاب إلى العزلة عمّا يجري حوله من أحداث كما لا يتحول إلى فريسة لهذه الصراعات.
[كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته].
[من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم].
ولا بد له من هادٍ ومرشد ومرجع في هذا الجانب المهم من الحياة وهي (المرجعية السياسية الدينية) {انّما أنت منذر ولكل قومٍ هاد}، فانّ المرجعية السياسية الدينية تمثل الجانب الآخر من الحياة الدينية للانسان بعد المرجعية الدينية في الفتوى. وأؤكد هنا المسؤولية الكبيرة التي يتحملها شبابنا تجاه قضية الاسلام في العراق وضرورة مساهمتهم فيها والاحتفاظ بالهوية العراقية الاسلامية لهم في بلاد الغربة والمهجر.
السادس: الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار المجتمع المحدود والمحيط الذي يعيش فيه، سواء من خلال الممارسة الفردية التـي تبدأ بالأقربين من الناس والأصدقاء وتنتهي بالجماعة المحيطة به.
أو على مستوى الممارسة الجماعية من خلال الاشتراك والمساهمة والتعاون على البـر والتقوى ومساعدة الآخرين ثقافياً وأخلاقياً وفي حياتهم المعيشية كالمشاركة في الجمعيات واللجان والهيئات وغيرها.
السابع: مجالسة العقلاء وكبار السن والتعلّم من تجاربهم وخبراتهم والتأدّب بآداب الصالحين منهم والاقتـداء بهم، وكذلك الاهتمام باستشارة العقلاء والمتدينيـن بمختلف الشؤون الحياتية.
الثامـن: الاهتمام باختيار الأصدقاء والاخوان في الله بحيث يكونوا اخوان ثقة ويكونوا خير الاخوان وهم من كانت مودته لك في الله لا في الدنيا، ومن سارع إلى الخير وجذبك إليه، وأمرك بالبـرّ وأعانك عليه، وندبك إلى أفضل الأعمال بحسن أعماله، ومن أعانك على طاعة الله وصدّك عن معاصيه، ومن أهدى إليك عيوبك ودلك عليها في النصيحة، كما ورد في الأحاديث الشريفة عن أهل البيت عليهم السلام.
ولا بد من أن يتجنب الانسان أصدقاء السوء ورفقاء الشر والأذى.
ويمكن أن نرجع إلى نصائح أهل البيت (عليهم السلام) في معرفة هؤلاء الاخوان لتكون لائحة بادية لنا في كل أعمالنا.
التاسع: الاجتناب عن المشاهد والمسموعات والمقرؤات المثيـرة للشهوات والميول والغرائز سواء كانت الأفلام الجنسية أو الصور الخليعة أو الأغاني أو الشعر المبتذل، أو القصص والروايات الساقطة، أو الأماكن الموبوءة وغير ذلك مما يكون سبباً لاثارة الأحاسيس وهيجان الشهوات والغرائز.
والالتـزام بالأعمال والنشاطات ذات الطبيعة المهدئة أو المحلَّلة والبعيدة عن الاثم والحرام. مثل الممارسات الرياضية البدنية الجيدة كالسباحة، والرمي، والكرة، أو الرياضيات الفكرية كالمسابقات العلمية والأدبية والرياضية، أو في المعلومات العامة. أو ممارسة ألوان العبادة مثل الصوم الذي ينصح به الأخلاقيون كوسيلة للسيطرة على الغرائز وغير ذلك من الوسائل.
ويحسن بالشباب أن يضعوا منهجاً لذلك في سلوكهم والتزاماتهم اليومية والاسبوعية أو الفصلية.
العاشر: الاهتمام بالزواج المبكر الذي حثّ عليه الاسلام في كثير من النصوص واعتبر في بعضها انّ ذلك من حقوق الولد على والده حيث يحفظ الانسان بذلك نصف دينه. والتأسـي بذلك بسنة الصالحين السابقين مع التبسّط في تكاليف الزواج وشؤونه والتخطيط لمستلزماته.
وختاما لا بد من الالتفات والانتباه انّ الأساس والاطار لكل هذه المناهج والنشاطات هو اللجوء إلى الله والاستعانة به والتوسل المتواصل إليه تعالى بالتوفيق والهداية و {إياك نعبد وإياك نستعين إهدنا الصراط المستـقيم}.
والاخلاص له تعالى في العمل والاستعاذة به من الشيطان الرجيم ومن شرور أنفسنا ومن شر الأعداء.
أسأله تعالى أن يوفقكم ويحفظكم ويرعاكم ويصونكم من كل سوء ومكروه، ويبارك فيكم وفي عملكم ويسدد خطاكم ويتقبل أعمالكم ويرينا فيكم ما يحبه ويرضاه لكم ومانحبه ونتمناه فيكم.
فأنتم الأمل ولكم المستقبل ومن الله التوفيق والسداد وهو نعم المولى ونعم النصير
موفقين بحق محمد وال محمد
نسألكم الدعاء ............