احمد الزينبي
26-07-2010, 06:28 PM
من العوامل المهمة التي تساعد في بناء المجتمع واستقراره هو وجود قيادة صالحة وجود امة واعية تلتزم بتوجيهات وتعليمات هذه القيادة وكلما
كانت الأمة أكثر التزاما بتوجيهات قادتها كلما كانت عزيزة مستقرة قوية وكلما ابتعدت الأمة عن قادتها اصبحت قابلة للتفكك والضعف وأصبحت
مرمى للأعداء لذا فان تعامل الأمة مع القادة له جانب مهم في بنائها وعلى هذا الأساس تمكن رسول الله ( ص) من بناء امة قوية متماسكة
استطاعت أن تنشر الاسلام في بقاع مختلفة من العالم خلال عقدين من الزمان فقط 000 لكن الأمة عادت الى الانحراف والضعف بعد رسول الله
(ص) بسبب عدم التزامها بأوامر الرسول الأعظم (ص) بطاعة من يجب عليها طاعته ، هذا من جانب ومن جانب آخر فانها قبلت بتولي من لا
يستحق منصب القيادة 000 لكن مع ذلك بقيت هناك ثلة مؤمنة صابرة واعية ملتزمة بأوامر الرسول (ص)وبطاعة أولي الأمر من بعده وهم
آل البيت (ع)0 سوف نعرض في هذا البحث بعض الصور المشرقة من تعامل المسلمين مع رسول الله (ص) ومع أهل البيت(ع) لعلنا نستفيد منها
في تعاملنا معهم ، ولنضع أنفسنا موضع تلك الثلة المؤمنة ولنتخذ الموقف ذاته الذي اتخذته0 { التعامل مع رسول الله(ص)} : لقد اشار القرآن
الكريم الى الطرق المثلى في التعامل مع رسول الله (ص)وحدد الأساليب التي يجب على المسلمين اتباعها في علاقتهم مع رسول الله (ص)
والتي تحفظ هيبة القيادة واحترامها وعدم تجاوزها والتسليم بكل ما تفرضه هذه القيادة الربانية قال تعالى : (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا )الحشر7
وأكد القرآن أن ألنبي (ص) هو أولى من المؤمنين بأنفسهم وماكان لهم أن يختاروا شيئا بعد اختيار الله ورسوله , وجعل الله طاعة رسوله من
طاعته ومعصية رسوله من معصيته .
وقد أكد القرآن الكريم على أنه لايجوز للمسلمين اذا كانوا مجتمعين مع رسول الله ان يخرجوا من هذا الاجتماع من دون أخذ من الرسول (ص)
واذا لم يأذن لأحد من الانصراف فلا يجوزله ان يتذمر ويعصي أوامر الرسول بالبقاء قال تعالى : (انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله واذا
كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوا ان الذين يستئذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فاذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت
منهم واستغفر لهم الله ان الله غفور رحيم ) النور62
وقد أكد القرآن الكريم أيضا على أن لايكون تعامل المسلم مع أخيه المسلم كتعامله مع رسول وأن لاتكون مناداة المسلمين لبعضهم كمناداتهم
لرسول الله فانه في كثير من مجالات التعامل الاجتماعي تذهب كثير من الحدود ألاخلاقية وكما قيل في المثل المرفوض اسلاميا وأخلاقيا "بين
ألأحباب تسقط ألآداب " .
لقد أكد الاسلام على حفظ ألآداب في المجتمع الاسلامي ابتداءا من حفظها مع القيادة حيث قال تعالى (لا تجعلوا دعاء الرسول كدعاء بعضكم بعضا
) النور63
وقال جل شأنه مبينا قواعد التعامل الصحيح مع رسول الله ومع أهله ونسائه في حياته ومن بعد وفاته ومحذرا من مخالفة هذه ألأوامر ألالهية (
ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين
لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي
فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول
الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا )
فهذا أمر صريح من الله تعالى بعدم جواز التزوج من نساء النبي من بعده ولكن مع ألأسف هناك من يوصف عند البعض بأنه من العشرة المبشرة
بالجنة وهو يتحدى الله جل شأنه بخالفة هذا ألأمر حيث روى السدي انه لما توفي أبو سلمة وخنيس بن حذافة وتزوج رسول الله بامرأتيهما أم سلمة
وحفصة قال طلحة وعثمان : أينكح محمد نساءنا اذا متنا ولا ننكح نساءه اذا مات , والله لو قد مات أجلنا على نسائه بالسهام وكان طلحة يريد
عائشة وعثمان يريد أم سلمة فأنزل الله تعالى (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ) ووأنزل الله (ان تبدوا شيئا
أو تخفوه فان الله كان بكل شيء عليما) وأنزل تعالى (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا وألآخرة وأعد لهم عذابا مهينا )
وقد جعل الله سبحانه وتعالى سبب عدم قبول ألأعمال الصالحة رفع المسلمين صوتهم فوق صوت النبي (ص) وجهرهم معه كجهرهم مع بعضهم
البعض وأكد في الجهة المعاكسة أن من يخفض صوته عند رسول الله (ص) تتوفرفيه ثلاث صفات
1- أنه من الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى
2- أنه من المغفور لهم
3- أنه من أصحاب ألأجر العظيم
وأنزل تعالى الذي ينادي رسول الله (ص) بصوت عال وبلا احترام منزلة غير العاقل .
وقد بينت ألآيات المباركة التالية ما أشرنا اليه (ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم ياأيها الذين آمنوا لا
ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ان الذين يغضون أصواتهم عند
رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا
حتى تخرج اليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم ) الحجرات 1-4
كيف تعامل المسلمون مع رسول الله ؟
لقد نقل لنا التاريخ بعض الصور المشرقة حول تعامل المسلمين مع رسول الله (ص) ولقد زينت هذه الصور تاريخ المسلمين وغطت على كثير من
النقاط السوداء التي اكتنفت علاقة بعض المسلمين مع رسول الله والذين يشار اليهم عند كثير من المسلمين بالقداسة والعظمة والعبقرية .
عموما كانت تلك الصور المشرقة تغطي تلك البقع السوداء هنا وهناك ولننقل وصف أمير المؤمنين علي عليه السلام لأحدى هذه الصور
يقول سلام الله عليه " اذا تكلم -اي رسول الله- أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير فاذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث , متى يتكلم
أنصتوا له حتى يفرغ "
هذه صورة ينقلها من هو نفس رسول الله
ولننتقل ألآن الى صورة أخرى ينقلها من كان في الجانب ألآخر من المعادلة - جانب المشركين - حيث يقول عروة بن مسعود الثقفي حين أوفدته
قريش الى النبي (ص) في صلح الحديبية يقول مخاطبا قريش بعد محادثته مع النبي (ص) : أي قوم والله ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما
يعظم أصحاب محمد محمدا اذا أمرهم ابتدروا أمره واذا توضىء كادوا يقتتلون على وضوئه واذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون اليه
النظر تعظيما له .
ويقول البراء بن عازب : لقد كنت أريد أن أسأل رسول الله عن ألأمر فأؤخره سنينا من هيبته .
كانت الأمة أكثر التزاما بتوجيهات قادتها كلما كانت عزيزة مستقرة قوية وكلما ابتعدت الأمة عن قادتها اصبحت قابلة للتفكك والضعف وأصبحت
مرمى للأعداء لذا فان تعامل الأمة مع القادة له جانب مهم في بنائها وعلى هذا الأساس تمكن رسول الله ( ص) من بناء امة قوية متماسكة
استطاعت أن تنشر الاسلام في بقاع مختلفة من العالم خلال عقدين من الزمان فقط 000 لكن الأمة عادت الى الانحراف والضعف بعد رسول الله
(ص) بسبب عدم التزامها بأوامر الرسول الأعظم (ص) بطاعة من يجب عليها طاعته ، هذا من جانب ومن جانب آخر فانها قبلت بتولي من لا
يستحق منصب القيادة 000 لكن مع ذلك بقيت هناك ثلة مؤمنة صابرة واعية ملتزمة بأوامر الرسول (ص)وبطاعة أولي الأمر من بعده وهم
آل البيت (ع)0 سوف نعرض في هذا البحث بعض الصور المشرقة من تعامل المسلمين مع رسول الله (ص) ومع أهل البيت(ع) لعلنا نستفيد منها
في تعاملنا معهم ، ولنضع أنفسنا موضع تلك الثلة المؤمنة ولنتخذ الموقف ذاته الذي اتخذته0 { التعامل مع رسول الله(ص)} : لقد اشار القرآن
الكريم الى الطرق المثلى في التعامل مع رسول الله (ص)وحدد الأساليب التي يجب على المسلمين اتباعها في علاقتهم مع رسول الله (ص)
والتي تحفظ هيبة القيادة واحترامها وعدم تجاوزها والتسليم بكل ما تفرضه هذه القيادة الربانية قال تعالى : (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا )الحشر7
وأكد القرآن أن ألنبي (ص) هو أولى من المؤمنين بأنفسهم وماكان لهم أن يختاروا شيئا بعد اختيار الله ورسوله , وجعل الله طاعة رسوله من
طاعته ومعصية رسوله من معصيته .
وقد أكد القرآن الكريم على أنه لايجوز للمسلمين اذا كانوا مجتمعين مع رسول الله ان يخرجوا من هذا الاجتماع من دون أخذ من الرسول (ص)
واذا لم يأذن لأحد من الانصراف فلا يجوزله ان يتذمر ويعصي أوامر الرسول بالبقاء قال تعالى : (انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله واذا
كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوا ان الذين يستئذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فاذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت
منهم واستغفر لهم الله ان الله غفور رحيم ) النور62
وقد أكد القرآن الكريم أيضا على أن لايكون تعامل المسلم مع أخيه المسلم كتعامله مع رسول وأن لاتكون مناداة المسلمين لبعضهم كمناداتهم
لرسول الله فانه في كثير من مجالات التعامل الاجتماعي تذهب كثير من الحدود ألاخلاقية وكما قيل في المثل المرفوض اسلاميا وأخلاقيا "بين
ألأحباب تسقط ألآداب " .
لقد أكد الاسلام على حفظ ألآداب في المجتمع الاسلامي ابتداءا من حفظها مع القيادة حيث قال تعالى (لا تجعلوا دعاء الرسول كدعاء بعضكم بعضا
) النور63
وقال جل شأنه مبينا قواعد التعامل الصحيح مع رسول الله ومع أهله ونسائه في حياته ومن بعد وفاته ومحذرا من مخالفة هذه ألأوامر ألالهية (
ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين
لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي
فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول
الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا )
فهذا أمر صريح من الله تعالى بعدم جواز التزوج من نساء النبي من بعده ولكن مع ألأسف هناك من يوصف عند البعض بأنه من العشرة المبشرة
بالجنة وهو يتحدى الله جل شأنه بخالفة هذا ألأمر حيث روى السدي انه لما توفي أبو سلمة وخنيس بن حذافة وتزوج رسول الله بامرأتيهما أم سلمة
وحفصة قال طلحة وعثمان : أينكح محمد نساءنا اذا متنا ولا ننكح نساءه اذا مات , والله لو قد مات أجلنا على نسائه بالسهام وكان طلحة يريد
عائشة وعثمان يريد أم سلمة فأنزل الله تعالى (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ) ووأنزل الله (ان تبدوا شيئا
أو تخفوه فان الله كان بكل شيء عليما) وأنزل تعالى (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا وألآخرة وأعد لهم عذابا مهينا )
وقد جعل الله سبحانه وتعالى سبب عدم قبول ألأعمال الصالحة رفع المسلمين صوتهم فوق صوت النبي (ص) وجهرهم معه كجهرهم مع بعضهم
البعض وأكد في الجهة المعاكسة أن من يخفض صوته عند رسول الله (ص) تتوفرفيه ثلاث صفات
1- أنه من الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى
2- أنه من المغفور لهم
3- أنه من أصحاب ألأجر العظيم
وأنزل تعالى الذي ينادي رسول الله (ص) بصوت عال وبلا احترام منزلة غير العاقل .
وقد بينت ألآيات المباركة التالية ما أشرنا اليه (ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم ياأيها الذين آمنوا لا
ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ان الذين يغضون أصواتهم عند
رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا
حتى تخرج اليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم ) الحجرات 1-4
كيف تعامل المسلمون مع رسول الله ؟
لقد نقل لنا التاريخ بعض الصور المشرقة حول تعامل المسلمين مع رسول الله (ص) ولقد زينت هذه الصور تاريخ المسلمين وغطت على كثير من
النقاط السوداء التي اكتنفت علاقة بعض المسلمين مع رسول الله والذين يشار اليهم عند كثير من المسلمين بالقداسة والعظمة والعبقرية .
عموما كانت تلك الصور المشرقة تغطي تلك البقع السوداء هنا وهناك ولننقل وصف أمير المؤمنين علي عليه السلام لأحدى هذه الصور
يقول سلام الله عليه " اذا تكلم -اي رسول الله- أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير فاذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث , متى يتكلم
أنصتوا له حتى يفرغ "
هذه صورة ينقلها من هو نفس رسول الله
ولننتقل ألآن الى صورة أخرى ينقلها من كان في الجانب ألآخر من المعادلة - جانب المشركين - حيث يقول عروة بن مسعود الثقفي حين أوفدته
قريش الى النبي (ص) في صلح الحديبية يقول مخاطبا قريش بعد محادثته مع النبي (ص) : أي قوم والله ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما
يعظم أصحاب محمد محمدا اذا أمرهم ابتدروا أمره واذا توضىء كادوا يقتتلون على وضوئه واذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون اليه
النظر تعظيما له .
ويقول البراء بن عازب : لقد كنت أريد أن أسأل رسول الله عن ألأمر فأؤخره سنينا من هيبته .