ذوالفقار حيدر
27-07-2010, 01:01 AM
قوافل زوّار الإمام الرضا عليه السّلام من أهل السنّة
مشروعيّة واستحباب زيارة قبر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمّة الأطهار عليهم السّلام
اتّفق علماء المسلمين على جواز زيارة القبور عامّة، وقبور الأنبياء والأولياء والصالحين خاصّة، وروَوا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم زار قبر أُمّه فبكُى وأبكى مَن حَوله، وقال: استأذنتُه ( أي الله تعالى ) في أن أزور قبرها فأذِن لي، فزوروا القبور فإنّها تذكّر الموت (1).
وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: مَن زار قبري وَجَبتْ له شفاعتي (2). وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: مَن حجّ فزارني بعد وفاتي، كان كمن زارني في حياتي (3).
وقد دأب محبّو أهل البيت عليهم السّلام من الشيعة والسنّة ومنذ القرون الهجرية الأولى على زيارة قبر سول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومشاهد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، ومنهم الإمام الهمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، حيث روى الشيخ الصدوق في خاتمة كتابه « عيون أخبار الرضا » أخباراً عن زيارة أهل السنّة لمرقد هذا الإمام الرؤوف، فضلاً عن شيعته (4).
ونورد فيما يلي أسماء بعض أعلام أهل السنّة ورجالاتهم ممّن تشرّفوا بزيارة المرقد الطاهر للإمام الرضا عليه السّلام.
أبو بكر بن خُزَيمة ( ت 311 هـ ) وأبو علي الثقفي ( ت 329 هـ):
أبو بكر بن خزيمة النيسابوري ( 223 ـ 311 هـ ) أحد المحدّثين المشهورين الذين خلّفوا تراثاً روائياً ضخماً، ومن مؤلّفاته: « صحيح ابن خُزيمة »، و« كتاب التوحيد ».
وأبو علي محمّد بن عبدالوهاب الثقفي ( ت 329 هـ ) أحد علماء نيشابور الأعلام، وكان يحظى بمنزلة علميّة مرموقة، إلاّ أنّه لزم بيته جرّاء مخالفته لابن خُزيمة في أبحاثه العقائديّة.
يقول ابن حَجَر: كتب الحاكم النيسابوري في تاريخ نيشابور يقول:
سمعتُ أبا بكر محمّد بن مؤمّل يقول: خَرَجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خُزيمة وعَديلِه أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا ـ وهم إذ ذاك متوفّرون ـ إلى زيارة عليّ بن موسى الرضا بطوس. قال: فرأيت من تعظيمه ـ يعني ابن خُزيمة ـ لتلك البُقعة وتواضعه لها وتضرّعه عندها ما حَيَّرنا (5).
ابن حَبّان البُستي ( ت 354 هـ ):
أبو حاتم محمّد بن حَبّان البُستي ( م 354 هـ ) أحد محدّثي أهل السنّة وعلمائهم البارزين في علم الرجال خلال القرن الرابع الهجري، ألّف كتابَين مهمَّين في علم الرجال، أوّلها « كتاب الثقات »، والثاني « كتاب المجروحين »، إضافة إلى مؤلّفاته في المجالات الأخرى.
يقول ابن حَبّان في كتاب « الثقات » ي خاتمة ترجمته للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام: مات عليّ بن موسى الرضا بطوس من شربةٍ سقاه إيّاها المأمون، فمات من ساعته، وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين، وقبره بسناباد خارج النُّوقان مشهور يُزار بجنب قبر الرشيد. قد زُرتُه مراراً كثيرة، وما حَلّت بي شدّةٌ في وقتِ مقامي بطوس، فزُرتُ قبرَ عليّ بن موسى الرضا صلوات الله على جدّه وعليه ودعوتُ الله إزالتها عنّي، إلاّ استُجيب لي وزالت عني تلك الشدّة، وهذا شيءٌ قد جرّبتُه مِراراً فوجدتُه كذلك، أماتَنا الله على محبّة المصطفى وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم أجمعين (6).
أبو منصور بن عبدالرزّاق والأبِيوَردي ( النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ):
أبو منصور محمّد بن عبدالرزاق مؤلّف « شاهنامه أبو منصورى »، أحد أعلام مدينة طوس وأحد حكّامها، وكان قد عارض السامانيين ولجأ إلى البُويهيين، ثمّ عاد إلى طوس من جديد. وأبو منصور مؤلّف « شاهنامه منصورى » وهو متن منثور أفاد منه الشاعران الفردوسي ودقيقي، وألّف الفردوسي على أساسه ديوانه المنظوم «شاهنامه»
ينقل الشيخ الصدوق ( ت 381 هـ ) عن أبي طالب حسين بن عبدالله بن بنان الطائي، أنّ أبا منصور خاطب الأبيوردي ـ حاكم طوس، وكان لم يُرزق أولاداً ـ بقوله:
لِم لا تقصد مشهد الرضا عليه السّلام وتدعو الله عنده، حتّى يرزقك ولداً ؟ فإنّي سألتُ الله تعالى هناك في حوائج قُضيت لي.
قال الحاكم: فقصدتُ المشهد ـ على ساكنه السّلام ـ ودعوتُ الله عزّوجلّ عند الرضا عليه السّلام أن يرزقني ولداً، فرزقني الله عزّوجلّ ولداً ذَكراً، فجئتُ إلى أبي منصور بن عبدالرزاق وأخبرتُه باستجابة الله تعالى في هذا المشهد، فوهب لي وأعطاني وأكرمني على ذلك (7).
ونقل الشيخ الصدوق واقعةً أُخرى عن أبي منصور بن عبدالرزّاق تتضمّن أخباراً عن المضايقات التي كان يتعرّض لها زائرو مرقد الإمام الرضا عليه السّلام في طريقهم إليه، وتفاصيل الحادثة التي وقعت له، فكان لها الأثر الكبير في تغيير وجهة نظره (8).
الحاكم النَّيسابوري ( المتوفى سنة 405 هـ ):
محمّد بن عبدالله، المعروف بالحاكم النَّيسابوري ( 321 ـ 405 هـ ) أحد علماء ومحدّثي أهل السنة وأعلامهم البارزين، ألّف كتاباً مهمّاً باسم المستدرك، استدرك فيه على كتابَي أهل السنة المشهورَين: صحيح البخاري وصحيح مسلم.
والحاكم النيسابوري من محبّي أمير المؤمنين عليه السّلام، ومن أعداء معاوية بن أبي سفيان الألدّاء، خلافاً لما كان عليه أهل السنّة في عصره. ويَعتبر الحاكم مقام أمير المؤمنين عليه السّلام أعلى وأرفع من جميع الصحابة، كما أنّه دوّن في تاريخ نيشابور ترجمةً مفصّلة للإمام الرضا عليه السّلام، بَيْد أنّ كتابه فُقد للأسف، فلم يصل إلينا من هذه الترجمة إلاّ ما نقله ابن حَجَر في كتابه ( تهذيب التهذيب ) وما ورد في التلخيص الفارسي لتاريخ نيشابور (9).
وكان الحاكم قد دوّن ـ كذلك ـ كتاباً خاصّاً بالإمام الرضا عليه السّلام، سمّاه «مفاخر الرضا»، فُقد أيضاً فلم يَبقَ منه الاّ ما نُقل في كتاب « الثاقب في المناقب » لابن حمزة الطوسي (10).
ولا ريب أنّ من يؤلّف ترجمة مفصّلة للإمام الرضا عليه السّلام ويؤلّف في مناقبه، ينبغي أن يكون في عداد زائريه.
السلطان محمود الغَزنَوي ( المتوفى سنة 421 هـ ):
كان السلاطين الغزنويّون ـ والسلطان محمود منهم ـ من أتباع المذهب السنّي، وقد غيرّ السلطان محمود انتماءه المذهبي فتنقّل بين الفرق السنيّة المختلفة، إلاّ أنّه بقي مخالفاً للتشيّع. وكان أبوه السلطان سبَكتِكين قد شَرَع بتخريب مرقد الإمام الرضا عليه السّلام لدوافع لا نعلمها، ثمّ عمد ابنه محمود ـ لرؤيا شاهدها ـ إلى إعادة تعمير المرقد المطهّر (11).
وروى « شبانكاره اى » أنّ السلطان محموداً سافر إلى طوس في سفره الأخير، فزار مرقد عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام (12).
أبو الفضل البَيهقي ( المتوفى سنة 470 هـ ):
أبو الفضل محمد بن حسين البَيهقي ( 385 ـ 470 هـ ) أحد الأساتذة المشهورين في البلاط الغَزنوي، وفي عداد كبار المؤرّخين الإيرانيين، بَيْد أنّ كتابه في التاريخ فُقد ولم يبقَ منه إلاّ جزء يسير، وهو ترجمة مسعود الغزنوي ( ت 433 هـ ) ابن السلطان محمود الغزنوي ( ت 421 هـ ).
وأبو الفضل من جملة زائري الإمام الرضا عليه السّلام، حيث يقول عن وفاة أبي الحسن العراقي: وتوفّي أبو الحسن العراقي رحمة الله عليه يوم الاثنين السادس من شهر شعبان، قيل أنّ نساءه سقَينه دواءً... في الأُسبوع الذي تُوفّي فيه، وكنتُ قد ذهبتُ لعيادته، فوجدتُ بدنه قد غدا من هُزاله كالشعرة، لكنّه كان واعياً يَقِظاً.
وأوصى البيهقي أن يُحمل تابوته إلى مشهد عليّ بن موسى الرضا رضوان الله عليه، فحُمل إلى طوس ودُفن هناك، وكان قد أعدّ في حياته المالَ اللازم لذلك. كما أجرى البيهقي قناة الماء في مدينة مشهد ـ وكانت قد جَفّ ماؤها ـ وبنى خاناً لتوقّف القوافل، ثمّ أوقف عائدات إحدى القرى لتأمين نفقات القناة والخان.
وقد ذهبتُ إلى طوس سنة إحدى وثلاثين ( وأربعمائة ) مع راية المنصور، قبل هزيمة دندانقان، فذهبت إلى منطقة نُوقان فزُرت مرقدَ الرضا رضي الله عنه، وشاهدتْ قبر أبي الحسن العراقي في نوقان (13).
منتجب الدين الجُوَيني ( المتوفى بعد سنة 552 هـ ):
منتجب الدين بديع الجُوَيني مِن كتّاب بلاط السلطان سَنجر، ومن تأليفاته الباقية: كتاب « عتبة الكَتَبة » الذي قال في مقدّمته إنّه تعلّم فنّ كتابة الرسائل على الخواجة الشهيد ظهير الدين البَيهقي مدّة من الزمن، فلمّا توفّي البيهقي عاد الجويني من مَرْو إلى مازِندَران، فزار في طريقه الحرمَ الرضويّ المقدّس. يقول:
فمررتُ في طريقي بالمشهد الرضوي المقدّس المعظّم المطهّر ـ على ساكنه الصلاة والسّلام ـ في طوس، فلمّا حَطَطتُ رِحالي في طوس، اغتنمتُ الفرصة للزيارة ـ كما هو واجب ـ ودعوتُ الله تعالى في تضرع وخضوع اقتضاهما حالي آنذاك، أن يمُن عليّ بالمهارة والحذاقة في تلك الصَّنعة التي عكفتُ عليها همّتي، وجعلتُها مطيّة لبلوغ طلبتي، وأن يمُنّ عليّ بذهنٍ صافٍ وذكاءٍ متوقّد ( ثمّ يُشير إلى استجابة دعائه فيقول: ) فعلمتُ أنّ ذلك الاستحسان حصل إثر بركات وميمنة تلك البقعة الشريفة، وأنّه من كرامات ذلك السيّد الهُمام، عليه وعلى آبائه السّلام (14).
كما تطرّق الجويني في كتابه « رُقية القلم » إلى مشكلة أخرى اعترضته، فشدّ الرحال من أجلها لزيارة الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، فقال:
... فلمّا حرّرتُ الرسالةَ وجئت السلطان بها، انزعج كثيراً وجفاني ومزّق الرسالة وقال: لا تَعُد إلى الكتابة بعد هذا!
فسافرتُ إلى المشهد المبارك لأمير المؤمنين عليّ بن موسى الرضا بقلبٍ محزون وخاطرٍ مكدّر، واستعنتُ بروحه الطاهرة، وابتهلتُ إلى الله تعالى في رحابه، وتضرّعت إلى الحضرة الصمديّة وسألته تعالى تسهيل هذا الأمر، فاستجاب الخالق سبحانه دعائي وكشف ما ألمّ بي (15).
محمّد الغزالي ( ت 505 هـ ):
أبو حامد محمّد الغزالي ( 450 ـ 505 هـ ) من علماء القرن الخامس وفلاسفته المشهورين، عاش مطلع حياته في مدينة طوس، ثمّ شدّ الرحال إلى بغداد فاشتغل بالتدريس في المدرسة النظاميّة، ثمّ انصرف إلى تهذيب نفسه في الحجاز وبلاد الشام مدةً تزيد على عشرة سنوات قضاها في عُزلة وانفراد، ثمّ عاد إلى إيران فاستدعاه السلاطين السلاجقة للتدريس من جديد.
كتب الغزالي في سنة 503 هـ في جواب أحد سلاطين السلاجقة، وكان قد دعاه إلى بلاطه، حاكياً عن تاريخ حياته:
وقضى ( يعني نفسه ) عشرين سنة أيّام السلطان الشهيد مَلِكشاه ( السَّلجوقي )، ثمّ حَظِي باقبالٍ في إصفهان وبغداد، وكان رسولاً في أُمور مهمّة بين السلطان وبين أمير المؤمنين ـ يعني الحاكم في بغداد ـ وصنّف في علوم الدين ما يقرب من سبعين كتاباً، فلمّا شاهد الدنيا على حالها أسقطها من عينه بالمرّة.
ثمّ إنّه أقام زمناً في بيت المَقدِس وفي مكّة، فعاهد الله تعالى عند مقام إبراهيم الخليل صلوات الله عليه أن لا يزور سلطاناً، ولا يأخذ مالاً من سلطان، ولا يُناظر أحداً، وأن يترك التعصّب ( للرأي ). ومرّ عليه اثنتا عشرة سنة وفى خلالها بعهده، وكان أمير المؤمنين ( الحاكم ) والسلاطين يعذرونه لعدم إتيانه إيّاهم.
وها قد طرق سمعي أنّ السلطان يستدعيني إلى بلاطه، فقدمتُ إلى مشهد الرضا عليه السّلام ـ لا إلى بلاط السلطان ـ وفاءً بالعهد الذي قطعتُه عند مقام الخليل، وها أنا أضرع في هذا المشهد فأقول: يا ابنَ رسول الله، اشفَع إلى الله ليمنّ على ملك الإسلام بمقامٍ يفوق مقام آبائه في الدنيا، وبمنزلة تعدل في الآخرة منزلة سليمان عليه السّلام الذي كان مَلِكاً وكان نبيّاً (16).
أعلامٌ آخرون
كما أشار البيهقي في كتابه إلى أنّ أبا بكر شهمرد قد بذل جهوداً كبيرة في بناء بقعة الإمام الرضا عليه السّلام، وأنّ أبا الفضل سوري بن المعتزّ قد زاد في عمارتها كثيراً، وأنّه بنى فيها منارة، ثمّ اشترى إحدى القُرى وأوقف عائداتها على تلك البقعة المقدّسة (17).
وأشار الراوندي في كتابه « راحة الصدور » إلى بناء سوري بن المعتزّ ـ عميد نيشابور ـ قبّةً على ضريح الإمام الرضا عليه السّلام (18).
فخر الدين الرازي ( ت 606 هـ ) ورجال الدولة الغوريّة:
في تاريخ رويان تأليف أولياء الله الآملي ص 60 ما ترجمته: ذكروا أن السلاطين الغورية غياث الدين وشهاب الدين جاءوا إلى خراسان واستخلصوا نيسابور، وحضروا لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه. وكان معهم أستاذ العلم ومجتهد العصر فخر الدين الرازي مع جميع العلماء الغوريّة والغزنوية وسلاطين المشهد (19).
السيّد بهاء الدين محمد مهدي الروّاس:
ابن السيّد علي بن السيّد نور الدين الرديني الرفاعي الصيّادي الحسيني الحسني؛ شيخ الطريقة الرفاعية:
... سِرتُ في العراق، حتّى خرجت إلى عراق العجم. وانطلقت أخِبُّ القيعان وأطوف في البلدان بديار فارس حتّى استقصيتُ (تبريز) و(اصفهان) و(خراسان) و(طهران). وزرتُ مشاهد الآل الكرام، وأعظمُهم وأشهرهم بل وسيّدهم وأكبرهم هناك: صاحبُ(طوس) سيّدنا الإمام الهمام، قِبلة أهل الباطن، وليّ الله العظيم المنزلة والجاه، نائب جدّه رسول الله، السيّد المقدَّم، والبحر المُطَمطَم: عليّ الرضا ابن الإمام موسى الكاظم عليهما الرضوان والسّلام.
وفي مشهده الكريم.. انجلى النِّقاب، وأشرقت القباب. وتصدّر على مِنصّة البُروز من بُطونِ الغِياب: سيّدُنا الإمامُ الحجّةُ المهدي عليه الرضوان والسّلام، فرجَفَتْ فرائصي لرؤيته، فقال: مرحباً بمنتظِرنا...
وجاء الليل.. فنمتُ في زاوية بعيدة عن الحضرة الرضوية. وأنا بين النوم واليقظة وإذا برجلٍ أسمرَ حالِكِ اللون، جاء إليّ فهزّني فانتبهت، فقال:
ـ يريدونك!
قلت:
ـ مَن هم ؟
قال:
ـ الأحباب.
فقمتُ، حتّى إذا انتهَينا إلى الحضرة.. فُتح الباب، ودخلنا إلى ساحة المشهد، فرأيت جمعيّة عظيمة، وفيها القطب الغوث وأصحاب الدائرة وسلطان الحضرة: سيّدي وتاج رأسي ومولاي الإمام عليّ الرضا رضي الله عنه وعليه السّلام. فأُحضِرتُ إلى مواجهته، فألبَسَني بيده المباركة خلعة الوَتَديّة من طريق الحال، وقال لي:
ـ طُفْ على بركة الله تحت رايتنا أين ذهبت.
وأفاض علَيّ كلّ من رجال الحضرة ممّا أفاض الله عليه، فابتهجتُ سروراً، وامتلأتُ نوراً... (20).
منقول من موقع شبکة الإمام الرضا علیه السلام
و لمشاهدة الموضوع مع المراجع زوروا هذا الرابط
و عند الإشارة علی کل رقم یظهر المصدر
http://www.imamreza.net/arb/imamreza.php?id=959
مشروعيّة واستحباب زيارة قبر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمّة الأطهار عليهم السّلام
اتّفق علماء المسلمين على جواز زيارة القبور عامّة، وقبور الأنبياء والأولياء والصالحين خاصّة، وروَوا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم زار قبر أُمّه فبكُى وأبكى مَن حَوله، وقال: استأذنتُه ( أي الله تعالى ) في أن أزور قبرها فأذِن لي، فزوروا القبور فإنّها تذكّر الموت (1).
وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: مَن زار قبري وَجَبتْ له شفاعتي (2). وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: مَن حجّ فزارني بعد وفاتي، كان كمن زارني في حياتي (3).
وقد دأب محبّو أهل البيت عليهم السّلام من الشيعة والسنّة ومنذ القرون الهجرية الأولى على زيارة قبر سول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومشاهد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، ومنهم الإمام الهمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، حيث روى الشيخ الصدوق في خاتمة كتابه « عيون أخبار الرضا » أخباراً عن زيارة أهل السنّة لمرقد هذا الإمام الرؤوف، فضلاً عن شيعته (4).
ونورد فيما يلي أسماء بعض أعلام أهل السنّة ورجالاتهم ممّن تشرّفوا بزيارة المرقد الطاهر للإمام الرضا عليه السّلام.
أبو بكر بن خُزَيمة ( ت 311 هـ ) وأبو علي الثقفي ( ت 329 هـ):
أبو بكر بن خزيمة النيسابوري ( 223 ـ 311 هـ ) أحد المحدّثين المشهورين الذين خلّفوا تراثاً روائياً ضخماً، ومن مؤلّفاته: « صحيح ابن خُزيمة »، و« كتاب التوحيد ».
وأبو علي محمّد بن عبدالوهاب الثقفي ( ت 329 هـ ) أحد علماء نيشابور الأعلام، وكان يحظى بمنزلة علميّة مرموقة، إلاّ أنّه لزم بيته جرّاء مخالفته لابن خُزيمة في أبحاثه العقائديّة.
يقول ابن حَجَر: كتب الحاكم النيسابوري في تاريخ نيشابور يقول:
سمعتُ أبا بكر محمّد بن مؤمّل يقول: خَرَجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خُزيمة وعَديلِه أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا ـ وهم إذ ذاك متوفّرون ـ إلى زيارة عليّ بن موسى الرضا بطوس. قال: فرأيت من تعظيمه ـ يعني ابن خُزيمة ـ لتلك البُقعة وتواضعه لها وتضرّعه عندها ما حَيَّرنا (5).
ابن حَبّان البُستي ( ت 354 هـ ):
أبو حاتم محمّد بن حَبّان البُستي ( م 354 هـ ) أحد محدّثي أهل السنّة وعلمائهم البارزين في علم الرجال خلال القرن الرابع الهجري، ألّف كتابَين مهمَّين في علم الرجال، أوّلها « كتاب الثقات »، والثاني « كتاب المجروحين »، إضافة إلى مؤلّفاته في المجالات الأخرى.
يقول ابن حَبّان في كتاب « الثقات » ي خاتمة ترجمته للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام: مات عليّ بن موسى الرضا بطوس من شربةٍ سقاه إيّاها المأمون، فمات من ساعته، وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين، وقبره بسناباد خارج النُّوقان مشهور يُزار بجنب قبر الرشيد. قد زُرتُه مراراً كثيرة، وما حَلّت بي شدّةٌ في وقتِ مقامي بطوس، فزُرتُ قبرَ عليّ بن موسى الرضا صلوات الله على جدّه وعليه ودعوتُ الله إزالتها عنّي، إلاّ استُجيب لي وزالت عني تلك الشدّة، وهذا شيءٌ قد جرّبتُه مِراراً فوجدتُه كذلك، أماتَنا الله على محبّة المصطفى وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم أجمعين (6).
أبو منصور بن عبدالرزّاق والأبِيوَردي ( النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ):
أبو منصور محمّد بن عبدالرزاق مؤلّف « شاهنامه أبو منصورى »، أحد أعلام مدينة طوس وأحد حكّامها، وكان قد عارض السامانيين ولجأ إلى البُويهيين، ثمّ عاد إلى طوس من جديد. وأبو منصور مؤلّف « شاهنامه منصورى » وهو متن منثور أفاد منه الشاعران الفردوسي ودقيقي، وألّف الفردوسي على أساسه ديوانه المنظوم «شاهنامه»
ينقل الشيخ الصدوق ( ت 381 هـ ) عن أبي طالب حسين بن عبدالله بن بنان الطائي، أنّ أبا منصور خاطب الأبيوردي ـ حاكم طوس، وكان لم يُرزق أولاداً ـ بقوله:
لِم لا تقصد مشهد الرضا عليه السّلام وتدعو الله عنده، حتّى يرزقك ولداً ؟ فإنّي سألتُ الله تعالى هناك في حوائج قُضيت لي.
قال الحاكم: فقصدتُ المشهد ـ على ساكنه السّلام ـ ودعوتُ الله عزّوجلّ عند الرضا عليه السّلام أن يرزقني ولداً، فرزقني الله عزّوجلّ ولداً ذَكراً، فجئتُ إلى أبي منصور بن عبدالرزاق وأخبرتُه باستجابة الله تعالى في هذا المشهد، فوهب لي وأعطاني وأكرمني على ذلك (7).
ونقل الشيخ الصدوق واقعةً أُخرى عن أبي منصور بن عبدالرزّاق تتضمّن أخباراً عن المضايقات التي كان يتعرّض لها زائرو مرقد الإمام الرضا عليه السّلام في طريقهم إليه، وتفاصيل الحادثة التي وقعت له، فكان لها الأثر الكبير في تغيير وجهة نظره (8).
الحاكم النَّيسابوري ( المتوفى سنة 405 هـ ):
محمّد بن عبدالله، المعروف بالحاكم النَّيسابوري ( 321 ـ 405 هـ ) أحد علماء ومحدّثي أهل السنة وأعلامهم البارزين، ألّف كتاباً مهمّاً باسم المستدرك، استدرك فيه على كتابَي أهل السنة المشهورَين: صحيح البخاري وصحيح مسلم.
والحاكم النيسابوري من محبّي أمير المؤمنين عليه السّلام، ومن أعداء معاوية بن أبي سفيان الألدّاء، خلافاً لما كان عليه أهل السنّة في عصره. ويَعتبر الحاكم مقام أمير المؤمنين عليه السّلام أعلى وأرفع من جميع الصحابة، كما أنّه دوّن في تاريخ نيشابور ترجمةً مفصّلة للإمام الرضا عليه السّلام، بَيْد أنّ كتابه فُقد للأسف، فلم يصل إلينا من هذه الترجمة إلاّ ما نقله ابن حَجَر في كتابه ( تهذيب التهذيب ) وما ورد في التلخيص الفارسي لتاريخ نيشابور (9).
وكان الحاكم قد دوّن ـ كذلك ـ كتاباً خاصّاً بالإمام الرضا عليه السّلام، سمّاه «مفاخر الرضا»، فُقد أيضاً فلم يَبقَ منه الاّ ما نُقل في كتاب « الثاقب في المناقب » لابن حمزة الطوسي (10).
ولا ريب أنّ من يؤلّف ترجمة مفصّلة للإمام الرضا عليه السّلام ويؤلّف في مناقبه، ينبغي أن يكون في عداد زائريه.
السلطان محمود الغَزنَوي ( المتوفى سنة 421 هـ ):
كان السلاطين الغزنويّون ـ والسلطان محمود منهم ـ من أتباع المذهب السنّي، وقد غيرّ السلطان محمود انتماءه المذهبي فتنقّل بين الفرق السنيّة المختلفة، إلاّ أنّه بقي مخالفاً للتشيّع. وكان أبوه السلطان سبَكتِكين قد شَرَع بتخريب مرقد الإمام الرضا عليه السّلام لدوافع لا نعلمها، ثمّ عمد ابنه محمود ـ لرؤيا شاهدها ـ إلى إعادة تعمير المرقد المطهّر (11).
وروى « شبانكاره اى » أنّ السلطان محموداً سافر إلى طوس في سفره الأخير، فزار مرقد عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام (12).
أبو الفضل البَيهقي ( المتوفى سنة 470 هـ ):
أبو الفضل محمد بن حسين البَيهقي ( 385 ـ 470 هـ ) أحد الأساتذة المشهورين في البلاط الغَزنوي، وفي عداد كبار المؤرّخين الإيرانيين، بَيْد أنّ كتابه في التاريخ فُقد ولم يبقَ منه إلاّ جزء يسير، وهو ترجمة مسعود الغزنوي ( ت 433 هـ ) ابن السلطان محمود الغزنوي ( ت 421 هـ ).
وأبو الفضل من جملة زائري الإمام الرضا عليه السّلام، حيث يقول عن وفاة أبي الحسن العراقي: وتوفّي أبو الحسن العراقي رحمة الله عليه يوم الاثنين السادس من شهر شعبان، قيل أنّ نساءه سقَينه دواءً... في الأُسبوع الذي تُوفّي فيه، وكنتُ قد ذهبتُ لعيادته، فوجدتُ بدنه قد غدا من هُزاله كالشعرة، لكنّه كان واعياً يَقِظاً.
وأوصى البيهقي أن يُحمل تابوته إلى مشهد عليّ بن موسى الرضا رضوان الله عليه، فحُمل إلى طوس ودُفن هناك، وكان قد أعدّ في حياته المالَ اللازم لذلك. كما أجرى البيهقي قناة الماء في مدينة مشهد ـ وكانت قد جَفّ ماؤها ـ وبنى خاناً لتوقّف القوافل، ثمّ أوقف عائدات إحدى القرى لتأمين نفقات القناة والخان.
وقد ذهبتُ إلى طوس سنة إحدى وثلاثين ( وأربعمائة ) مع راية المنصور، قبل هزيمة دندانقان، فذهبت إلى منطقة نُوقان فزُرت مرقدَ الرضا رضي الله عنه، وشاهدتْ قبر أبي الحسن العراقي في نوقان (13).
منتجب الدين الجُوَيني ( المتوفى بعد سنة 552 هـ ):
منتجب الدين بديع الجُوَيني مِن كتّاب بلاط السلطان سَنجر، ومن تأليفاته الباقية: كتاب « عتبة الكَتَبة » الذي قال في مقدّمته إنّه تعلّم فنّ كتابة الرسائل على الخواجة الشهيد ظهير الدين البَيهقي مدّة من الزمن، فلمّا توفّي البيهقي عاد الجويني من مَرْو إلى مازِندَران، فزار في طريقه الحرمَ الرضويّ المقدّس. يقول:
فمررتُ في طريقي بالمشهد الرضوي المقدّس المعظّم المطهّر ـ على ساكنه الصلاة والسّلام ـ في طوس، فلمّا حَطَطتُ رِحالي في طوس، اغتنمتُ الفرصة للزيارة ـ كما هو واجب ـ ودعوتُ الله تعالى في تضرع وخضوع اقتضاهما حالي آنذاك، أن يمُن عليّ بالمهارة والحذاقة في تلك الصَّنعة التي عكفتُ عليها همّتي، وجعلتُها مطيّة لبلوغ طلبتي، وأن يمُنّ عليّ بذهنٍ صافٍ وذكاءٍ متوقّد ( ثمّ يُشير إلى استجابة دعائه فيقول: ) فعلمتُ أنّ ذلك الاستحسان حصل إثر بركات وميمنة تلك البقعة الشريفة، وأنّه من كرامات ذلك السيّد الهُمام، عليه وعلى آبائه السّلام (14).
كما تطرّق الجويني في كتابه « رُقية القلم » إلى مشكلة أخرى اعترضته، فشدّ الرحال من أجلها لزيارة الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، فقال:
... فلمّا حرّرتُ الرسالةَ وجئت السلطان بها، انزعج كثيراً وجفاني ومزّق الرسالة وقال: لا تَعُد إلى الكتابة بعد هذا!
فسافرتُ إلى المشهد المبارك لأمير المؤمنين عليّ بن موسى الرضا بقلبٍ محزون وخاطرٍ مكدّر، واستعنتُ بروحه الطاهرة، وابتهلتُ إلى الله تعالى في رحابه، وتضرّعت إلى الحضرة الصمديّة وسألته تعالى تسهيل هذا الأمر، فاستجاب الخالق سبحانه دعائي وكشف ما ألمّ بي (15).
محمّد الغزالي ( ت 505 هـ ):
أبو حامد محمّد الغزالي ( 450 ـ 505 هـ ) من علماء القرن الخامس وفلاسفته المشهورين، عاش مطلع حياته في مدينة طوس، ثمّ شدّ الرحال إلى بغداد فاشتغل بالتدريس في المدرسة النظاميّة، ثمّ انصرف إلى تهذيب نفسه في الحجاز وبلاد الشام مدةً تزيد على عشرة سنوات قضاها في عُزلة وانفراد، ثمّ عاد إلى إيران فاستدعاه السلاطين السلاجقة للتدريس من جديد.
كتب الغزالي في سنة 503 هـ في جواب أحد سلاطين السلاجقة، وكان قد دعاه إلى بلاطه، حاكياً عن تاريخ حياته:
وقضى ( يعني نفسه ) عشرين سنة أيّام السلطان الشهيد مَلِكشاه ( السَّلجوقي )، ثمّ حَظِي باقبالٍ في إصفهان وبغداد، وكان رسولاً في أُمور مهمّة بين السلطان وبين أمير المؤمنين ـ يعني الحاكم في بغداد ـ وصنّف في علوم الدين ما يقرب من سبعين كتاباً، فلمّا شاهد الدنيا على حالها أسقطها من عينه بالمرّة.
ثمّ إنّه أقام زمناً في بيت المَقدِس وفي مكّة، فعاهد الله تعالى عند مقام إبراهيم الخليل صلوات الله عليه أن لا يزور سلطاناً، ولا يأخذ مالاً من سلطان، ولا يُناظر أحداً، وأن يترك التعصّب ( للرأي ). ومرّ عليه اثنتا عشرة سنة وفى خلالها بعهده، وكان أمير المؤمنين ( الحاكم ) والسلاطين يعذرونه لعدم إتيانه إيّاهم.
وها قد طرق سمعي أنّ السلطان يستدعيني إلى بلاطه، فقدمتُ إلى مشهد الرضا عليه السّلام ـ لا إلى بلاط السلطان ـ وفاءً بالعهد الذي قطعتُه عند مقام الخليل، وها أنا أضرع في هذا المشهد فأقول: يا ابنَ رسول الله، اشفَع إلى الله ليمنّ على ملك الإسلام بمقامٍ يفوق مقام آبائه في الدنيا، وبمنزلة تعدل في الآخرة منزلة سليمان عليه السّلام الذي كان مَلِكاً وكان نبيّاً (16).
أعلامٌ آخرون
كما أشار البيهقي في كتابه إلى أنّ أبا بكر شهمرد قد بذل جهوداً كبيرة في بناء بقعة الإمام الرضا عليه السّلام، وأنّ أبا الفضل سوري بن المعتزّ قد زاد في عمارتها كثيراً، وأنّه بنى فيها منارة، ثمّ اشترى إحدى القُرى وأوقف عائداتها على تلك البقعة المقدّسة (17).
وأشار الراوندي في كتابه « راحة الصدور » إلى بناء سوري بن المعتزّ ـ عميد نيشابور ـ قبّةً على ضريح الإمام الرضا عليه السّلام (18).
فخر الدين الرازي ( ت 606 هـ ) ورجال الدولة الغوريّة:
في تاريخ رويان تأليف أولياء الله الآملي ص 60 ما ترجمته: ذكروا أن السلاطين الغورية غياث الدين وشهاب الدين جاءوا إلى خراسان واستخلصوا نيسابور، وحضروا لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه. وكان معهم أستاذ العلم ومجتهد العصر فخر الدين الرازي مع جميع العلماء الغوريّة والغزنوية وسلاطين المشهد (19).
السيّد بهاء الدين محمد مهدي الروّاس:
ابن السيّد علي بن السيّد نور الدين الرديني الرفاعي الصيّادي الحسيني الحسني؛ شيخ الطريقة الرفاعية:
... سِرتُ في العراق، حتّى خرجت إلى عراق العجم. وانطلقت أخِبُّ القيعان وأطوف في البلدان بديار فارس حتّى استقصيتُ (تبريز) و(اصفهان) و(خراسان) و(طهران). وزرتُ مشاهد الآل الكرام، وأعظمُهم وأشهرهم بل وسيّدهم وأكبرهم هناك: صاحبُ(طوس) سيّدنا الإمام الهمام، قِبلة أهل الباطن، وليّ الله العظيم المنزلة والجاه، نائب جدّه رسول الله، السيّد المقدَّم، والبحر المُطَمطَم: عليّ الرضا ابن الإمام موسى الكاظم عليهما الرضوان والسّلام.
وفي مشهده الكريم.. انجلى النِّقاب، وأشرقت القباب. وتصدّر على مِنصّة البُروز من بُطونِ الغِياب: سيّدُنا الإمامُ الحجّةُ المهدي عليه الرضوان والسّلام، فرجَفَتْ فرائصي لرؤيته، فقال: مرحباً بمنتظِرنا...
وجاء الليل.. فنمتُ في زاوية بعيدة عن الحضرة الرضوية. وأنا بين النوم واليقظة وإذا برجلٍ أسمرَ حالِكِ اللون، جاء إليّ فهزّني فانتبهت، فقال:
ـ يريدونك!
قلت:
ـ مَن هم ؟
قال:
ـ الأحباب.
فقمتُ، حتّى إذا انتهَينا إلى الحضرة.. فُتح الباب، ودخلنا إلى ساحة المشهد، فرأيت جمعيّة عظيمة، وفيها القطب الغوث وأصحاب الدائرة وسلطان الحضرة: سيّدي وتاج رأسي ومولاي الإمام عليّ الرضا رضي الله عنه وعليه السّلام. فأُحضِرتُ إلى مواجهته، فألبَسَني بيده المباركة خلعة الوَتَديّة من طريق الحال، وقال لي:
ـ طُفْ على بركة الله تحت رايتنا أين ذهبت.
وأفاض علَيّ كلّ من رجال الحضرة ممّا أفاض الله عليه، فابتهجتُ سروراً، وامتلأتُ نوراً... (20).
منقول من موقع شبکة الإمام الرضا علیه السلام
و لمشاهدة الموضوع مع المراجع زوروا هذا الرابط
و عند الإشارة علی کل رقم یظهر المصدر
http://www.imamreza.net/arb/imamreza.php?id=959