مشاهدة النسخة كاملة : أضواء على مسيرة ((أنصار الله)) من هم؟ وماهي أهدافهم وعقيدتهم؟
شهيدالله
27-07-2010, 07:48 PM
..........................................
أضواء على مسيرة ((أنصار الله)) من هم؟ وماهيأهدافهم وعقيدتهم؟
بقلم الأستاذ محمد بدر الدين الحوثي
....................................
في ظل الحرب الظالمة التي تشنها السلطة في اليمن ضدأبناء
المحافظات الشمالية المظلومين عسكرياً تشن بإزائها حرباً
إعلامية كبرىلحجب حقيقة ما يجري على الأرض في محاولة جادة
لتضليل الرأي العام في رسم صورةمشوهة لمسيرة أنصار الله
المجاهدين وإلصاق مختلف التهم السيئة البذيئة بهم،وبطرق
وأساليب قد لا يفكر فيها حتى الشيطان الرجيم، وكل من يتابع
وسائلإعلامهم يلمس مدى البذاءة والدناءة والجرأة على الافتراء
والمكر والكيد والسخفوكل ما يبعث على الاشمئزاز مما يجعل
الإنسان يخجل من مجرد الاستماع لذلك التقولالذي يفوح بالأحقاد
والأضغان وينضح بالكراهية والبغضاء والشنآن.
.................................................. ..
وهذا هو ما نسلط الضوء على ما أمكن منه إذ لا حصر لدعاياتهمومعظمها لا يستحق
الرد، ولأننا نترفع عن مجاراة هولاء الجهلة، ونرى في مجاراتهمحماقة ورعونة
وضعة يأباها لنا ديننا وشيمنا وكرامتنا لأننا واثقون بأن الحقيقةلابد أن
تتجلى، وأن الله سبحانه يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرونوالظالمون، وأن
الحق أبلج يأتي ولو من أضيق مخرج، ولان حبل الكذب قصير ((وَلايَحِيقُ
الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ)) صدق الله العظيم
إلا أنه – ورغم ذلك كله – لا مانع من كشف الحقيقة وتوضيح الحق وبيان الصدق
((لِّيَهْلِكَمَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ
وَإِنَّ اللَّهَلَسَمِيعٌ عَلِيمٌ )) ولما لحظناه من تخبط وتردد لدى البعض
وتجاهل وتحامل لدىالبعض الآخر من المحللين والإعلاميين حول حقيقة من نحن؟ وما
هي أهدافنا؟ وما هيمطالبنا؟ وغير ذلك من التساؤلات. وكل يجيب حسب تصوره أو من
منطلق هواه. لذا أصبحلزاماً علينا أن نوضح الحقيقة للمنصفين ونجيب على أسئلة
المتسائلين عَلَّ هذايساهم ولو بجزءٍ في رفع الستار عن الحقيقة ويمسح الغبار
عن الصورة الناصعة التييسعى الكثير لتشويهها.
وعلى كل حال . . مهما تكن وسائلنا الإعلامية بسيطةومحدودة جداً، ومهما تكن
الكتابة – من الناحية الفنية والأدبية على الأقل – ضعيفة كوني لست كاتباً ولا
أديباً إلا أنني آمل أن يجد فيها الأخوة المهتمونبقضيتنا ضالتهم المنشودة وأن
يساهموا في نشرها خدمة للحقيقة وإحقاقاًللحق
والله من وراء القصد ؛؛
من نحن وما هي أهدافنا؟
نحن يمنيون مسلمون،منطلقون في مسيرة قرآنية ثقافية شعبية مؤتلفة متحدة على
نهج أهل البيت (عليهمالسلام) ورموزنا وأعلامنا - بعد الخمسة أهل الكساء صلوات
الله عليهم - هم الإمامالأعظم زيد بن علي، والهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،
ومن سار على نهجهم واقتفىطريقهم والتزم سمتهم من أهل البيت الطاهرين صلوات
الله وسلامه عليهمأجمعين.
اتخذنا القرآن الكريم منهجاً، ودليلاً، وهادياً، وإماماً، وقائداً، وبكلجد
وتفان نسعى لإحياء دوره في تحقيق حياة كريمة يسودها العدل، والأمن،والرخاء،
والمحبة والإخاء.
نعمل بما وافق القرآن مما روي عن الرسول الأعظمصلوات الله عليه وعلى آله،
باعتبار ذلك هو المقياس لصحة ما ورد عنه (ص) والطريقةالصحيحة التي أرشدنا
إليها حينما قال: (سيكذب علي كما كذب على النبيين من قبليفما أتاكم عني
فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فهو مني وأنا قلته وما لم يوافقهفليس مني
ولم أقله).
ونرى أن ذلك هو الحل الأمثل لتخطي الخلافات المذهبيةوالصدامات الفكرية، التي
أنهكت الأمة الإسلامية وقطعت أوصالها، وأوصلتها إلى ماهي عليه من التخلف
والانحطاط.
نعتقد ونجزم بأننا - كمسلمين - مسئولون عنحماية دين الله، ونصرة المستضعفين،
والوقوف في وجه مخططات قوى الاستكبار العالميضد الإسلام والمسلمين، وإعلان
البراءة منهم، ومقاطعة منتجاتهم، وفضح مؤامراتهم،ومحاربة أفكارهم وثقافتهم،
التي تهدف لمحو الإسلام المحمدي الأصيل من نفوسالمسلمين، واستبدالها بالثقافة
الغربية المسمومة المنحطة.
نقدس العلموالمعرفة، سواء العلوم الشرعية أو العلوم الحديثة في مجالاتها
المتعددة، ممايحقق للأمة التقدم، والتحضر، والتطور، والرخاء في شتى مناحي
الحياة.
نسعىللتعايش بسلام مع كل من يحترم ديننا ومبادئنا وهويتنا، من أي فئة، أو
طائفة، أوملة، أو بلد كان، ونمقت العدوان، والظلم، والجور، والأثرة،
والاستبداد، ونرفض منيمارس ذلك من أي فئة أو طائفة أو سلالة كان.
ونرى مواجهة عدوانه وظلمه بأي وسيلةحقاً مشروعاً، وواجباً مفروضاً، دعت إليه
الشريعة السمحاء، ودلت عليه العقولوالفطر السليمة.
أهداف المسيرة:
أولاً - الدعوة للالتفاف حول القرآنالكريم، والسير على هداه في جميع مناحي
الحياة، كمنقذ وملاذ أوحد، ومنهج شاملمسدد ((إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي
لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)).
ثانياً -بث روح التسامح، وتعميق الوحدة بين المسلمين، من خلال العمل على
التقارب الفكريبإخضاع كل الآراء والأفكار للرؤية القرآنية المقدسة، وأيضاً من
خلال الانطلاقةفي عمل موحد قوامه التعاون على البر والتقوى ((وَأَنَّ هَـذَا
صِرَاطِيمُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْعَن سَبِيلِهِ )).
ثالثاً - السعي لتنفيذ أمر الله سبحانه بتكوين أمة قوية مؤهلةللدعوة إلى
الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ((وَلْتَكُن مِّنكُمْأُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَعَنِ
الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )).
رابعاً - تربية النشءوتثقيفهم بالثقافة القرآنية، وحياطتهم من الثقافة
المغلوطة والأفكار المنحرفة،ونشر هدي القرآن الكريم عبر كل الوسائل المتاحة
((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَمُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواالأَلْبَابِ)).
خامساً - الدفع بالشباب إلى العلم والعمل، وتنمية مواهبهم،وتوجيه قدراتهم
وطاقاتهم فيما يخدم الأمة، باعتبارهم طاقتها الكبرى، وعمادنهضتها الأقوى الذي
يرتفع بها إلى مستواها الحضاري اللائق لتمارس دورها الرياديالذي اختاره الله
لها واختارها له ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْلِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِوَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)).
ذلك هو تعريفنا لمن أراد معرفتنا، وهذه هي أهدافنا،نقولها ونعتقدها، ونسعى
لتحقيقها بعون الله، ونعلنها لا تباهياً ولا رياءً،وإنما نزولاً عند متطلبات
الواقع الذي يلحظه من يتابع وسائل الإعلام في هذهالأيام بالذات .. ومن الله
نستمد التوفيق والهداية.
شهيدالله
27-07-2010, 07:52 PM
عقيدتنا:
هي عقيدة أهل البيت الطاهرين (سلام الله عليهم) والتي مرجعها وأساسها القرآن
الكريم، وقد لخصها الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن
إبراهيم (عليهم السلام) في مقدمة كتابه (الأحكام في الحلال والحرام) وبسطها
وفصلها هو وغيره من كبار أئمتنا كالإمام الأعظم زيد بن علي، وكذا الإمام
القاسم بن إبراهيم، وولده محمد بن القاسم، والإمام الناصر الحسن بن علي الملقب
(الأطروش) وكتبهم في مجال العقيدة معظمها مطبوع يمكن الإطلاع عليها، فلا حاجة
بنا إلى سرد معتقداتنا وهي تتلخص في: العدل والتوحيد، وولاية أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب (عليه السلام) باعتباره الخليفة الشرعي بعد رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) ووجوب موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله، ووجوب
جهاد الظالمين، ونعتبر من يعتقد ذلك زيدياً مهما كان توجهه في الفرعيات.
وقد استدل أئمتنا (عليهم السلام) على صحة هذا المعتقد بأقوى الأدلة من القرآن
الكريم، وبما جاء عن النبي الأمين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فليراجعها
من أراد معرفة أدلتنا في العقيدة.
كما زخرت كتب العالم الرباني السيد المجاهد الوالد/ بدر الدين بن أمير الدين
الحوثي بالأدلة القوية لتثبيت العقيدة، والردود على تقولات وافتراءات العديد
من الكتاب والمؤلفين، ومن أبرز مؤلفاته وأوسعها (التيسير في التفسير) سبعة
أجزاء في تفسير القرآن الكريم، و(تحرير الأفكار) و(الغارة السريعة في الرد على
الطليعة).
أما فقهنا: فهو فقه أهل البيت الطاهرين، فقه الإمام زيد بن علي (عليهما
السلام)، والإمام الهادي يحيى بن الحسين (عليهما السلام) وبإمكان من أراد
الإطلاع مراجعة (مسند الإمام زيد بن علي) وكتاب (الأحكام في الحلال والحرام)
للإمام الهادي (عليه السلام) وهما المرجع الأساس للفقه الزيدي.
أما ثقافتنا: فهي ثقافة القرآن الكريم، والذي هو المصدر للثقافة الإسلامية
الصحيحة، ونرى أن أي ثقافة لا تعتمد القرآن الكريم، ولا تستمد منه هي ثقافة
مغلوطة لا يصح الاعتماد عليها، وقد تحدث السيد/ حسين بدر الدين الحوثي حول هذا
الموضوع بتوضيح وتفصيل في محاضرة بعنوان (الثقافة القرآنية) كما تضمنت
محاضراته القيمة - والتي تم نشر معظمها - الكثير الكثير من المواضيع الثقافية
المهمة، والتي تعتبر مرجعاً لطلاب الوعي الصحيح والثقافة الحقة.
منهجيتنا في الدعوة: هي منهجية القرآن الكريم المصرح بها في قول الله سبحانه
وتعالى: ((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) وقوله تعالى: ((قُلْ
هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ
اتَّبَعَنِي)) وقد تم اختيار ما تحدث عنه الأخ السيد/ حسين بدر الدين في مجال
الدعوة إلى الله وإفراده في عدة ملازم تحت عنوان (منهجية الدعوة في القرآن
الكريم) فليراجعها من أراد المزيد.
وتتركز جهودنا الدعوية على دعوة جميع المسلمين للعودة إلى القرآن الكريم،
وتحكيمه في شئون الحياة، والاهتداء بنوره للخروج من المأزق الذي وقعت فيه
الأمة.
موقفنا من السياسة الأمريكية والصهيونية: نرفض الغطرسة الصهيوأمريكية التي
تهدف لاجتياح العالم الإسلامي فكراً، وعقيدةً، وثقافةً، وأرضاً، ونعتبر ذلك
خطراً يهدد كيان أمة الإسلام.
وبعد أحداث (11) سبتمبر - والتي اتخذت منها الإدارة الأمريكية ذريعة لإعلان
الحرب على الإسلام والمسلمين - رأينا أنه لا بد من اتخاذ موقف رافض لسياستها
الإجرامية، وانطلاقا من مبدأ (وجوب البراءة من أعداء الله) فقد تبنى السيد/
حسين بدر الدين الحوثي شعار (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل،
اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) وطلب من المقتنعين به الهتاف به يوم الجمعة
بعد نهاية الخطبة الثانية، ولم يلزم به أحداً إلزاماً، وكل ذلك بناءً على
كوننا بلداً ديمقراطياً ينص دستوره على حرية التعبير عن الرأي، وليس في هذا
الشعار ما يتنافى مع دستور وقانون الجمهورية اليمنية، إضافة إلى كونه موقفاً
سلمياً للغاية لا يدعو إلى العنف، ولا إلى الإخلال بالأمن والاستقرار، ولا يمت
بصلة، أو يشير بأية إشارة، أو يمكن تأويله بأنه يحرض على النظام القائم، أو
ينقد سياسته، أو فساده، أو نحو ذلك مما قد يبرر للسلطة اتخاذ ذلك الموقف
الصارم تجاه هذا الشعار ومن يتبناه ويروج له!.
أما موقفنا العملي تجاه السياسة الصهيوأمريكية فهو ينحصر في الدعوة لمقاطعة
بضائعهم، ومنتجاتهم، دون فرض ذلك على أحد، إضافة إلى تبيين خطرهم، وتعرية
خداعهم، ومكرهم ضد الإسلام والمسلمين، حسب قدراتنا وإمكاناتنا الإعلامية
المحدودة.
مشكلتنا مع النظام القائم: أساساً .. مشكلتنا هي مع التسلط والإستعباد والقهر
الذي تمارسه السلطة، لا مع النظام كنظام جمهوري (إن جاز التعبير)، ولم نسع
يوماً، أو نخطط للإطاحة به، أو نتآمر ضده. كما أن مشكلتنا هي في الأساس مع
أمريكا وإسرائيل العدو اللدود للإسلام والمسلمين، وكل ما طرحه السيد حسين بدر
الدين في محاضراته حول السياسة الأمريكية يشهد بما قلنا، وبإمكان المطلع على
ملازمه - والتي تتوفر على شبكة الإنترنت - أن يلحظ مصداقية هذا القول، وأن تلك
المحاضرات هي لسان حال المجتمع الإسلامي، وكل الأحرار في العالم، الذين يطمحون
للإنعتاق من مخالب الاستعمار، والتحرر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية، وأنها
كلها مستمدة من هدي القرآن الكريم، الذي حذر كثيراً من اليهود والنصارى، وبين
خطرهم على أمة الإسلام.
وقد يقال: فلماذا ستة حروب إذن؟ هذا السؤال يوجه إلى النظام فهو يعرف الجواب
لكونه من أشعل تلك الحروب، لكن من وجهة نظرنا ونظر الكثيرين من السياسيين
والأحرار الواعين: أنها حرب بالوكالة شنتها السلطة تنفيذاً لأجندة أمريكية ضمن
مخطط يسعى لإشعال الفتن والحروب، أو ما يسمى (الفوضى الخلاقة) في المنطقة، وقد
تجلى ذلك بوضوح خلال الحرب السادسة حيث اطلع الجميع على بعض الشواهد على ذلك
من خلال تصريحات بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية الذي أعلن دعم أمريكا
للحكومة اليمنية في حربها علينا ، وكذلك تنفيذاً لتوجيهات سعودية بل لقد ثبت
وتأكد لنا التورط المباشر للسعودية من خلال القصف بالطيران السعودي لعدد من
المناطق اليمنية إبان الحرب السادسة بالذات، كما تم العثور على كثير من
الأسلحة السعودية المتنوعة التي خلفها الجيش اليمني في عدد من المواقع التي
دحر منها. وقد تبين ذلك للجميع حينما عرضت بعض تلك الأسلحة عبر بعض وسائل
الإعلام الخارجية، ولا تزال بحوزتنا الكثير من الأدلة سنعلن عنها في الوقت
المناسب، ولسنا بصدد هذا الموضوع الآن.
وقد تجلى للجميع أن هذا النظام نظام متهالك، يسعى للاستمرار والتماسك من خلال
صنع الأزمات الداخلية، وبذلك ينفذ رغبة وسياسة الاستكبار وبعض دول الجوار في
السعي لتمزيق اليمن لضمه إلى قائمة الدول الفاشلة المنهارة.
في الأخير نؤكد أنه لا مبرر للنظام لشن العدوان علينا، وأن مزاعمه وذرائعه لشن
الحرب بدعوى الدفاع عن النظام الجمهوري، وأننا نسعى للحكم والسلطة وإعادة
الإمامة .. هي مجرد أكاذيب باطلة ـ كما سنوضحه فيما بعد ـ ولسنا بصدد ما يدعون
ولا طمع لنا في الحكم، بل حتى لو افترضنا – جدلاً - أننا وصلنا إلى السلطة
لكان أول ما نقوم به هو تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، لاختيار رئيس للجمهورية
اليمنية ... فهل تفهمون؟
مطالبنا المشروعة: كنت قد تحدثت - إجمالاً - حول موضوع مطالبنا وغيرها تحت
عنوان: (تعرّف على الحقيقة) في مقابلة بثت عبر بعض المواقع الإلكترونية في
15/5/2007م ولكن في الآونة الأخيرة وخلال الحرب السادسة بالذات لاحظنا تخبطاً
لدى الكثير من المحللين السياسيين والكتاب والصحفيين حول هذه النقطة، فهناك من
ينكر أن يكون لنا مطالب أصلاً، وهناك من يطرح مطالب لم نقلها أبداً، والكثير
يتأثر بإعلام السلطة في دعوى أننا نطلب عودة الإمامة، وما أشبه ذلك من
الافتراءات.
وللجميع نقول: إن لنا مطالب قديمة من قبل الحروب علينا بكثير، وقد أفرزت الحرب
شهيدالله
27-07-2010, 07:54 PM
مطالب جديدة وإليكموها بالتفصيل:
مطالبنا من قبل الحروب: قلنا في المقابلة المذكورة: أن واقعنا يعكس مطالبنا
وبكل جلاء، ولكن ربما لم يتح للكثير معرفة وضعنا، والإطلاع على واقعنا جيداً،
ويود معرفة مطالبنا بالتفصيل، وهي بالطبع تعكس وضعنا وواقعنا .. فهذه مطالبنا
التي ننادي بها من قبل الحروب علينا بكثير:
أولاً - نطالب بالحرية الكاملة في ممارسة عقائدنا، وشعائرنا، ومناسباتنا
الدينية، بما في ذلك إقامة المدارس الدينية، وطباعة كتبنا ونشرها، كون المدارس
النظامية قائمة على أساس الفكر الوهابي، وبما في ذلك إقامة المناسبات الدينية
كالمولد النبوي الشريف، وعيد الغدير، وغيرهما، والتوقف عن محاولة طمس هويتنا
الزيدية، وعن تأويل أي نشاط ثقافي نتبناه ، وربطه بمحاولة إعادة الإمامة.
ثانياً - مساواتنا بغيرنا من فئات المجتمع اليمني في حق المواطنة والعيش
الكريم، وعدم الازدواجية في المعايير، أو الإستقواء علينا بدعم الفكر السلفي
ضدنا، ومحاولة إشعال الفتنة الطائفية، ومساواتنا ببقية أبناء المجتمع اليمني
في مجال التنمية، وإطلاق المشاريع المتوقفة، وكذا في جانب الوظيفة، ومنها مجال
التعليم، وتسوية أوضاع المعلمين، وإعادة المفصولين إلى وظائفهم، وصرف
مستحقاتهم، وكذا إعادة من تم التنكيل بهم من المدرسين الذين تم توزيعهم في
أبعد المحافظات عن محافظاتهم للعمل في بلدانهم.
ثالثاً - الحد من التلاعب بمقدرات الشعب، والعبث بثرواته، والاستئثار بخيراته،
واحتكارها في طبقة من المفسدين على حساب الفقراء المعوزين والمستضعفين من
أبناء الشعب.
والعمل المخلص والجاد على إخراج البلاد من هذا المأزق الخطير، والوضع المتدهور
والذي في ظله ساد الفقر والبطالة والمشاكل في شتى مجالات الحياة.
رابعاً - عدم الارتهان للأمريكيين والارتماء في أحضانهم، وتنفيذ أجندتهم، وفتح
البلد لاستخباراتهم تعيث فساداً وتحت أي مبرر كان، إذ أن ذلك كله يتنافى مع
السيادة الوطنية، وهو بلا شك مقدمة لاحتلال اليمن، وكل المؤشرات تدل على ذلك.
وهكذا نطالب بالخروج من تحت الوصاية السعودية، التي ما فتئت تتربص باليمن
الدوائر عبر التاريخ، وتخلق له المشاكل المستعصية لإضعافه وإذلاله وقهره، وذلك
من خلال كسب ولاء الكثير من زعماء القبائل اليمنية، وكبار الشخصيات المؤثرة،
وصرف رواتب شهرية سخية لكي يتغاضوا عن تدخلاتها في البلد، بل ويساندوها في
كثير من القضايا، وبالأخص في المساومة على الحدود، وابتلاع المساحات الواسعة
من الأراضي اليمنية.
________________________________--
وكذلك من خلال المد الوهابي السلفي ودعم مؤسساتهم، وإغراقها بالمال، وتحريضهم،
ورسم المخططات لهم لمحو فكر أهل البيت (عليهم السلام) وطمس هوية أبناء
الزيدية، والشافعية المستنيرة، إلى غير ذلك من المفاسد والجرائم التي ينفذها
النظام السعودي في البلد عبر السلطة العميلة في اليمن.
هذه هي مطالبنا بالنسبة لما قبل الحرب الأولى، ولا بد أن نؤكد على قضية مهمة
هي: أننا - وبالرغم من الوضع السيئ والمزري والاضطهاد طوال العقود الماضية -
لم نرفع سلاحاً، ولم نخل بنظام، ولم نتجاوز الطرق السلمية في سبيل تحقيق
مطالبنا المشروعة، والتي نلح في تنفيذها، ولن نتنازل عنها كحق مشروع مُقرٍ في
دستور الجمهورية اليمنية.
مطالبنا الحالية: لا بد من التأكيد – مقدماً - أن دخولنا في الحرب مع السلطة
لم تكن من أجل تحقيق ما ذكرنا من المطالب كما يروج له الكثير من المحللين،
وإنما لأننا اضطررنا للدفاع عن أنفسنا، فقد فرضت علينا الحرب عام 2004م دون
مبرر يعقل، سوى ذرائع واهية اختلقتها السلطة يوم ذاك أثبت الواقع زيفها
وكذبها، بل كان الواقع ما أشرت إليه سابقاً من أن هذه الحروب كلها كانت حرباً
بالوكالة، ولها أهداف سياسية كبيرة وخطيرة.
ولقد نتج عن هذه الحروب مآسي كثيرة، وخلفت الخراب والدمار، وآلاف الضحايا من
أبناء المحافظات الشمالية،الذين سقطوا شهداء وجرحى ومعوقين، وآلاف السجناء
والمفقودين، وعشرات الآلاف من النازحين والمشردين الذين لم يجدوا مأوى بعد قصف
بيوتهم بالطيران والصواريخ وغيرها من وسائل الدمار، كما خلفت الآلاف من
الثكالى واليتامى والفقراء والمعوزين.....الخ.
من هنا فقد نتج عن هذه المآسي مطالب جديدة كنا ولا زلنا ننادي بها من بعد
الحرب الأولى وهي تتلخص فيما يلي:
أولاً - وقف الحرب وسحب الجيش من جميع المواقع التي استحدثت خلال الحروب،
وعودته إلى معسكراته المعروفة من قبل الحرب الأولى.
ثانياً - إطلاق جميع السجناء بلا استثناء، والكشف عن جميع المفقودين.
ثالثاً - إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وإعادة جميع المنهوبات على المواطنين.
وتعويض المتضررين في أي مجال كان الضرر، ومعالجة الجرحى ورعاية المعوقين.
رابعاً - التحلي بالحكمة والعقلانية والشفافية في معالجة كل الأزمات التي تمر
بها البلاد، والتخلي عن نهج التخوين والافتراء وخلط الأوراق، واتخاذ ذلك كمبرر
لضرب المعارضين لسياسة الحزب الحاكم ونهجه في إدارة البلاد، أو المنادين
بحقوقهم المشروعة ممن يئنون تحت وطأة الظلم والقهر في شمال اليمن وجنوبه، كون
ذلك النهج، وسياسة العصا الغليظة هي التي أشعلت الحروب، وأججت المشاكل، وزرعت
الفتن في ربوع اليمن، مع أن التجربة قد أثبتت استحالة حل الأزمات الداخلية
بالذات عبر تلك الوسيلة الحمقى، كما يشهد التاريخ وكل العقلاء بذلك، خصوصاً
ونحن أبناء بلد الإيمان والحكمة، فلماذا نتخلى عن هذا الوسام الرفيع الذي
منحنا واختصنا به الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم دون سائر
الأمم؟!!.
خامساً - المسارعة وعدم المماطلة في تنفيذ ما ذكرنا من المطالب، تحت رعاية
لجنة مشكلة من الناس المخلصين الأوفياء الصادقين، ومنحهم كامل الصلاحية في
تنفيذ مهمتهم دون ممارسة أي ضغوط عليهم مما يعكر الأجواء ويؤدي إلى تجدد الحرب
كما حصل في الماضي.
شهيدالله
27-07-2010, 07:56 PM
إضاءة على بعض النقاط المهمة
لكي تتجلى الصورة الحقيقية:
مسيرتنا هي ثقافية بحته، بيد أنه – وبعد أن شنت السلطة الظالمة حروبها
المتتالية ضدنا وحاولت إذلالنا واستعبادنا - اضطررنا للدفاع عن أنفسنا بعد
استنفاد كل الوسائل، وفشل كل محاولة للحلول السلمية، فكان لا بد من حمل السلاح
لردع المعتدي والدفاع عن الكرامة.
وخلال خمس سنوات من الحرب أصبحت الصورة لهذه المسيرة وكأنها حركة مسلحة لا
تريد إلا القتل والقتال وليست توجهاً ثقافياً يحمل للأمة مشروعاً حضارياً
رائداً، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة.
لهذا فإنه لا بد لمن يتطلع لمعرفتنا ومعرفة توجهنا أن لا ينظر إلينا من زاوية
الحروب المفروضة علينا، وما تروج له السلطة لتكريس تلك الصورة غير الحقيقية،
فهناك الكثير من أدبياتنا متاحة للمستطلع ويمكنه تناولها بيسر وسهولة إن أراد
معرفة الحقيقة.
ولكن - للأسف الشديد - دأبت السلطة على اعتبار أي نشاط ثقافي نقوم به - رغم
كونه متواضعاً جداً - نشاطاً مشبوهاً، ومؤامرة ضد النظام وضد الوحدة
و..و..الخ، وتتخذ موقفاً صارماً إزاء ذلك، فقد تزج بالواحد منا في السجن
لسنوات لكونه ضبط متلبساً بجريمة حيازة ملزمة أو قرص مدمج من محاضرات الأخ/
حسين بدر الدين!! وكذا قد تعتقل من تسنى لها اعتقاله بسبب كونه شارك بالحضور
في مناسبة (المولد النبوي الشريف) أو (مهرجان عيد الغدير) أو أي مناسبة دينية
نحييها..!! وهكذا هدمت المدارس الدينية التي بناها المواطنون بأموالهم لتعليم
أبنائهم خلال العطلة الصيفية، وصادرت الكتب وحتى (الصحيفة السجادية) و(نهج
البلاغة) تصادر من المكتبات العامة ويعاقب من يبيعها!!، فلم نعد ندري ما الذي
تريد هذه السلطة من شبابنا؟ هل تريدهم أن يصبحوا مجرد فلاحين وحسب؟! أم رعاة
أغنام أم متسكعين في الشوارع مهملين كالأنعام حتى يكونوا (مواطنين صالحين)؟؟!!
هل لنا علاقة مع أي جهة؟
روجت السلطة - وبما تملكه من وسائل إعلام كبيرة ومضللة - لاتهمامنا بأن لنا
علاقات مع جهات وقوى داخلية وخارجية، ونتلقى دعماً من هنا وهناك، وسخرت أمولاً
طائلة لشراء ذمم الكثير من الكتاب والمحللين ووسائل الإعلام الداخلية
والخارجية، وهددت وتوعدت كل من لا يتحدث بما يحلو لها وخاصة حيال هذا الموضوع،
واستدعت سفراء وأرسلت وزراء لبعض الدول الإقليمية وكأننا أمام واقع لا يقبل
الشك أو التشكيك!!.
وكان الهدف من هذا الترويج والتهويل معروفاً دونما ريب، فلقد اعتادت السلطة -
ومنذ زمن بعيد - على هذا النهج لابتزاز الكثير من الدول، كي يهبوا لنجدتها
ودعمها ضد الخطر المحدق والذي سيعم شره كل العالم إن لم تتضافر الجهود لوأده
في مهده - كما تزعم -!
فالمنادون بحقوقهم المنهوبة في الجنوب: انفصاليون مخربون يسعون للقضاء على
الوحدة ومنجزاتها! وأحزاب المشترك في الوسط: خونة متربصون حاقدون يريدون
الانقضاض على السلطة في أي لحظة، والحوثيون في الشمال: جادون لإعادة الحكم
البائد، وإرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء!!.
وهناك ما يسمى الإرهاب الذي لا دين له ولا وطن: منتشر في كل مكان!....الخ.
إذن .. فليهب العالم للنجدة وإلا فإن النتيجة ستكون عامة وطامة!! وهكذا نجد
السلطة تهول وتضخم وتزيف الحقائق وهي هي من تخلق المشاكل، وتؤزم الوضع، وبيدها
الحل للمشاكل كلها في أيام قلائل.
فمطالب الجنوبيين وحل المشكلة معهم بإعطائهم حقوقهم ورفع الظلم عنهم، وما ذا
ينقص الدولة إن فعلت؟!.
وأحزاب اللقاء المشترك تكاد تنحصر مطالبهم فيما يتعلق بانتخابات حرة ونزيهة.
وبالنسبة لنا فنحن لا نطمح للسلطة، وإن كنا لا نريدها حكراً على المفسدين،
وما يهمنا هو العدالة وليس مجرد الأسماء والألقاب، ومطالبنا معروفة معقولة.
أما ما يسمى الإرهاب فهم صنيعتها، تحركهم متى شاءت أمريكا، والتي تتخذهم ذريعة
للتدخل العسكري في اليمن وغيره.
ونحن في الأخير نقول للجميع:
نحن مجرد توجه ومسيرة قرآنية ثقافية لا حاجة لنا في مد جسور علاقات دولية، ولا
نريد التحرك إلا على ضوء إمكاناتنا حتى نضمن استقلالنا، وحريتنا في توجهنا
ومسيرتنا التي قد لا تروق للكثير في الداخل ولا في الخارج ممن لا يرون مصلحة
لهم في دعمنا والعلاقة بنا ما دام الأمر كذلك.
وعلى كل حال.. فإننا لا نرى محظوراً ولا عيباً في العلاقة والتعاون مع أي
إنسان أو بلد مسلم مخلص في علاقته وتعاونه لا يريد بذلك إلا نصر دين الله
والمستضعفين، بل إن ذلك هو ما ندب إليه ديننا الحنيف، وحث عليه الشرع الشريف
في قول الله سبحانه: ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ
تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) وغيرها من الآيات الكريمة. كما
ورد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( مثل المؤمنون في توادهم
وتراحمهم كمثل البنان أو البنيان يشد بعضه بعضا).
فلماذا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لمجرد أكاذيب يختلقونها هم، ودعايات يروجون
لها ضدنا، بينما هم مرتمون في أحضان أمريكا، ومجندون أنفسهم لتنفيذ مخططاتها
ضد شعوبهم وضد أمتهم!! ويتلقون مليارات الدولارات منها ومن غيرها من دول
الاستكبار لنفس الغرض المذكور، بل إن هؤلاء الحكام الطغام قد أذلوا شعب اليمن،
ودنسوا كرامته بكثرة تسولهم واستجدائهم وطرقهم لأبواب الشرق والغرب لنيل
عطاياهم ورفدهم، ويا ليت أن ذلك، أو حتى بعضه يصب في مصلحة الشعب لتنفيذ
المشاريع التنموية، وتخفيف وطأة الفقر التي يكتوي بنارها معظم مواطني اليمن.
شهيدالله
27-07-2010, 07:59 PM
ولكن – للأسف – إنما تصب في جيوب الزمرة من المرتزقة والفاسدين، وتشترى بها
الأسلحة الفتاكة التي تهدم الدور فوق رؤوس النساء والأطفال، وتمون بها الألوية
العسكرية لقتال المؤمنين المستضعفين!! هذا هو العار، والخزي والصغار.
إنها لمفارقة عجيبة يقف الفكر أمامها مشدوها، مذهولاً، لا يدري إلى أي مدى وصل
الانحطاط واللؤم بهولاء، الطغام المفسدين؟!! فأي الفريقين أحق باللوم إن كنتم
تعلمون؟ وألأم من هولاء وأسوء من لازال يصدقهم وتنطلي عليه دعاياتهم وتضليلهم
بعد أزمنة مضت وهم على هذا المنوال من الزيف والكذب والخداع والوعود، وهو يرى
الواقع المرّ ماثلاً أمامه، بل قد يكون ممن يتضور جوعاً ويكاد الفقر يسلب
عقله، وهو لا يزال يستنهض قواه ليقف مصفقاً بعد كل فقرةٍ من خطابات المنجزات
التي ملتها الأسماع، وعافتها الطباع وعفا عليها الزمن.
نظرتنا للعلم والمعرفة:
قضية العلم والمعرفة قدستها رسالة السماء، وهي مقدسة عند كل العقلاء، بل إن حب
المعرفة والاطلاع غريزة في البشر، ولا ينكرها إلا أحمق مغفل، وقداسة العلم
إنما هي لغايته التي هي العمل، ولا خير في علم بلا عمل.
ونظرتنا للعلم والتعليم نظرة تقديس وإجلال وإكبار، لأن بلادنا – صعدة – هي
مهبط أئمة الهدى، وأساطين العلم والمعرفة عبر القرون، والتاريخ خير شاهد.
وصعدة اليوم وعبر التاريخ هي مُهاجر طلاب العلم، ومحط رحالهم، وهناك البقية
الباقية من العلماء الأفاضل ممن لا تأخذهم في الله لومة لائم يؤدون رسالتهم
بكل تفانٍ وجدٍ واجتهاد، والكثير من شبابنا المجاهدين هم من طلبة العلم الشريف
لدى هولاء العلماء، ومن خريجي الجامعات، والثانوية، والمدرسين، وفيهم الخطباء،
والأدباء، والمثقفون، رغم العوائق والإهمال المتعمد، واللامبالاة تجاه هذه
المحافظة من قبل الدولة فيما يتعلق بهذا الجانب وغيره منذ البداية وقبل الحروب
المفروضة عليهم، وجاءت الحروب لتكتمل معاناة طلبة العلم في محاولة لتجهيل
أبناء هذا المجتمع، ووأد تطلعاتهم للعلم والمعرفة، وتحويلهم إلى همج رعاع
أتباع كل ناعق، فأوقفوا الدراسة، وهدموا الكثير من المدارس النظامية، وكل
المدارس الدينية التي بنيت بتمويل المواطنين وكدهم، وما بقي من تلك المدارس
حولوها إلى متارس قبل أن يعلن الرئيس ذلك في مناسبة 26 سبتمبر عام 2009م.
ولأن حب العلم متجذر في نفوس شبابنا منذ القدم، فقد مضوا يلملمون جراحهم،
ويبتلعون آلامهم لمواصلة مشوار التعلم والتعليم، والتشبع بالمفاهيم القرآنية،
فما أن تعلن هدنة، أو تحين فرصة حتى تزدحم المساجد، والمدارس، والمقايل
بالشباب والناشئة لاقتباس المعرفة، والاستنارة بالعلم، والتزود بالثقافة
الصحيحة، النابضة بهدي القرآن الكريم، والتعالم الإلهية القدسية، وتلقي كل ذلك
بإعظام وإجلال ومسئولية، حيث تترجم المفاهيم والنصوص إلى سلوك عملي دؤوب، إذ
لا واسطة لديهم بين العلم والعمل، ولا مكان للتكاسل والملل، ولا قبول للجمود
والركود، ولا للأفكار المسمومة والثقافة المنحطة التي تسعى لتدجين العلماء
وطلاب العلم، وجعلهم مجرد وعاظ للسلاطين يسبحون بحمدهم، ويبررون ظلمهم
وفسادهم.
لقد شب الجميع عن الطوق، وانطلقوا يحملون المصحف في يد والبندقية في الأخرى في
مسيرة قرآنية جهادية، تأبى الظلم، وترفض الاستكانة، حتى تشرق شمس الحرية،
وتستعاد الكرامة المسحوقة، ويسود الأمن والسلام .(والعاقبة للمتقين).
وأخيراً.. فاننا- وفي هذه الأيام العصيبة التي تمر بها أمة الإسلام في ظل
المؤامرة الخطيرة ضد المسجد الأقصى, وانتهاك حرمته, والسعي لهدمه وتحويله إلى
معبد لليهود المجرمين – نعلن تضامننا مع إخواننا في فلسطين ,ونحيي جهادهم
المقدس, ووقفتهم الصامدة للحفاظ على قدسية المسجد الأقصى, وطهارته من رجس
اليهود ودنسهم .
كما ندعوا جميع الشعوب المسلمة إلى تحمل مسئوليتها إزاء هذا المخطط الإجرامي
وإلى مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي ضد الإسلام والمسلمين . وأن تعلم أن
عليها تقع المسئولية في حماية دينها ومقدساتها, وأنه لابد من معالجة أسباب
الضعف والوهن الذي منيت به جراء سياسة الحكام العملاء الفاسدين الذين روضوا
الشعوب على استمراء الظلم والاستعباد من خلال تكريس ثقافة الجمود, والخنوع
للظلم والظالمين , وبعكس ما دعى إليه القرآن الكريم ,والرسول الأمين من وجوب
جهاد الكافرين العتاة المتجبرين ,والأخذ على يد الظالم, وأطره على الحق أطرا.
إن المسجد الأقصى في خطر,وإن الحرمين الشريفين في خطر,وإن ديننا وإسلامنا كله
في خطر,وإن أرضنا بثرواتها العظيمة في خطر!! ولاشك في أن الشعوب المسلمة
تستشعر كل هذه المخاطر,وتفهم المخططات الاستعمارية ومن يقف وراءها, ووعي هذه
الحقيقة أمر مهم, غير أن المشكلة تكمن في عدم وعينا أو اختلافنا في : من
المسئول عن مواجهة ذلك الخطر؟؟.
فأغلب الشعوب المسلمة اليوم لا تزال تراهن على حكامها ,في الوقت الذي نرى فيه
بعض الحكام يمنع شعبه من القيام بمظاهرة سلمية للاحتجاج على جرائم اليهود في
غزة ,أوفي المسجد الأقصى !! والبقية يكتفون بإطلاق عبارات التنديد والاستنكار!
وما موقفهم حيال العدوان الصهيوني على غزة والمسجد الأقصى الشريف عنا ببعيد .
إذاً.. ألا يكفي ما مضى مخبراً عما بقي ؟ ! فحتى متى نبقى نراهن على هؤلاء
الحكام ؟؟.
إن المراهنة – في تحقيق أي خير لهذه الأمة – على الحكام الطغاة إنما هو تغفل
وغباء ,أو تهرب من المسئولية الملقاة على كاهل الشعوب والتي أثبت التأريخ أنها
هي صاحبة القرار,وأنها هي المعنية بقضاياها ,كونها هي المستهدفة أصلا .
ولأن دور الشعوب هو الدور الأخطر على الإطلاق.. فقد تركزت جهود المستعمر عليها
لمسخها وتمييعها ,وبالتالي إذلالها وقهرها من خلال غمسها في ثقافته المنحلة
التي أدت إلى فصل تلك الشعوب عن مصدر عزتها وقوتها,وتقدمها وحضارتها,وهو
القرآن الكريم الذي حول أولئك الأعراب – يوما ما- من رعاة للغنم إلى سادة قادة
للأمم, وصنع لهم حضارة ومجدا وقوة دانت لها الدنيا !!
إنه كلام الله العلي الأعلى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ,هو
مصدر القوة والعزة كما قال الله سبحانه (( لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ
كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ)) أي فيه شرفكم وعزتكم وكرامتكم
.
من هنا يجب أن نعلم أنه لا خلاص للأمة من محنتها,ولا مخرج لها من أزمتها إلا
بعودتها إلى كتاب ربها,والعمل به وتحكيمه في كل شئون حياتها.
ولنختم هذه الصفحات بهذا الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال
: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ستكون فتنة، قلت: فما
المخرج منها يا رسول الله، قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم, وخبر ما بعدكم
وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى
الهدى في غيره أضله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، والصراط
المستقيم, هو الذي لا تزيغ به الأهواء, ولا تلتبس به الألسن, ولا يشبع منه
العلماء, ولا يخلق عن كثرة الرد, ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذا
سمعته إلا أن قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجيباً، من قال به صدق، ومن حكم به عدل،
ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ) أمالي الإمام المرشد بالله
والحمد لله رب العالمين ,وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
الأستاذ محمد بدر الدين الحوثي
شهيدالله
29-07-2010, 01:54 PM
حادثة كربلاء وانصار الله
نرى أن تلك الحادثة التي وقعت في الساحة الإسلامية ، وعلى يد أبناء الإسلام ، بل وتحت غطاء الإسلام وعناوين إسلامية ، وخلافة تسمي نفسها خلافة إسلامية ، نرى أن ذلك الذي كان الضحية هو من؟ هو واحداً من سادة شباب أهل الجنة ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) ، هو ابن سيد النبيين ، هو ابن القرآن ،هو ابن سيد الوصيين ، وسيد العرب ألإمام على بن أبي طالب عليه السلام، هو ابن سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام ، هو ابن سيد الشهداء حمزة.
ما الذي جعل الأمور تصل إلى أن يصبح الضحية في الساحة الإسلامية ،وتحت عنوان خلافة إسلامية ،وعلى يد أبناء هذه الأمة الإسلامية أن يكون الضحية هو هذا الرجل العظيم ؟ إنه حدث ـ أيها الأخوة ـ مليء بالدروس ، مليء بالعبر ، وما أحوجنا نحن في هذا الزمن إلى أن نعود إلى تاريخنا من جديد ، إلى أن نعود إلى الرسول صلوات الله عليه وعلى آلهفنتطلع في سيرته وحركته الرسالية ، منذ أن بعثه الله رسولاً إلى أن صعدت روحه الشريفة للقاء ربه، إلى أن نعود إلى الإمام علي عليه السلام لنقرأ سيرته وحركته في الحياة ، إلى أن نعود إلى الإمام الحسن وإلى فاطمة الزهراء وإلى الإمام الحسين عليهم السلام، إلى الإمام الحسين عليه السلام الذي نجتمع هذا اليوم لنعزي أنفسنا بفقد مثله ، وإلى أن نستلهم في هذا اليوم بالذات ما يمكننا أن نفهمه من دروس وعبر من تلك الحادثة ، التي كان هو وأهل بيته ضحيتها.
حادثة كربلاء ،فاجعة كربلاء هل كانت وليدة يومها ؟ هل كانت مجرد صدفة ؟ هل كانت فَلْتة ؟ أم أنها كانت نتاج طبيعي لانحراف حدث في مسيرة هذه الأمة ، انحراف في ثقافة هذه الأمة ، انحراف في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأمة من اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله هذه الأمة للقاء ربه.
إذا ما فهمنا أن حادثة كربلاء هي نتاج لذلك الإنحراف ، حينئذٍ يمكنا أن نفهم أن تلك القضية هي محط دروس وعبر كثيرة لنا نحن من نعيش في هذا العصر المليء بالعشرات من أمثال يزيد وأسوء من يزيد.
إن الحديث عن كربلاء هو حديث عن الحق والباطل ، حديث عن النور والظلام، حديث عن الشر والخير ، حديث عن السمو في أمثلته العليا ، وعن الإنحطاط . إنه حديث عما يمكن أن تعتبره خيراً وما يمكن أن تعتبره شراً ،ولذا يقول البعض إن حادثة كربلاء إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام حدث تستطيع أن تربطه بأي حدث في هذه الدنيا ، تستطيع أن تستلهم منه العبر والدروس أمام أي من المتغيرات والأحداث في هذه الدنيا ، لذا كان مدرسة مليئة بالعبر مليئةً بالدروس ،لمن يعتبرون ،لمن يفقهون ،لمن يعلمون.
شهيدالله
29-07-2010, 02:02 PM
ثم نجد الفاروق الحقيقي(علي ابن ابي طالب)) ، الذي يفرق بين الحق والباطل لا يسمح لنفسه أن يبقي معاوية دقيقة واحدة على الشام ، ومن هو الشخص الذي قال عنه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله (( أنه مع القرآن )) هل عمر أم الإمام علي عليه السلام ؟. (علي مع القرآن والقرآن مع علي ) أم قال عمر مع القرآن والقرآن مع عمر؟.
عندما نجد أن الإمام علي عليه السلام لا يسمح لنفسه أن يبقي معاوية لحظة واحدة على الشام ، فإنه يتحرك باسم القرآن ، وأنه منطق القرآن ، وموقف القرآن. إذاً فالموقف الآخر الذي سمح لنفسه أن يبقي معاوية سنيناً طويلة لا يحاسبه على شيء من أعماله ، ويقول عنه: (ذلك كسرى العرب). هو الموقف نفسه الذي لا ينسجم مع القرآن بحال، هو الموقف المفارق للقرآن ،هو الموقف الذي ضرب القرآن وأمة القرآن وقرنآء القرآن ، فهنيئاً لفاروق هذه الأمة هنيئاً يوم يلقى الله فيُسئل عن كل حادث حدث في هذه الأمة.
لا تنظر إلى فاجعة كربلاء أنها وليدة يومها ، من الذي حرك الجيوش لتواجه الحسين في كربلاء ؟ من الذي أرسل ابن زياد إلى الكوفة ليغري زعماء العشائر بالأموال ، ويرغّب ويُرهب حتى يجيشهم ، حتى يحولهم إلى جيش يتوجه إلى ضرب الإمام الحسين عليه السلام بعد أن كانوا قد بايعوا الإمام الحسين عليه السلام ، من هو؟. إنه يزيد. من الذي جعل يزيداً خليفة على رقاب المسلمين ؟. إنه معاوية. من الذي جعل الأمة ـ تلك الأمة ـ تقبل مثل يزيد ؟ من الذي جعل ليزيد سنداً قوياً وقاعدة قوية؟. إنه معاوية. من الذي ولى معاوية على الشام ؟ إنه عمر. من الذي ولى عمر ؟ إنه أبو بكر.
أبو بكر وعمر كانا يتحركان كما قال الإمام علي عليه السلام لعمر: ( إحلب حلباً لك شطره) (شدّها لـه اليوم يردها عليك غداً). حركة واحدة كانت على هذا النحو ممن يعشقون السلطة ممن يعشقون المنصب، ممن يعشقون الوجاهة.
يقول البعض: لو كان أولئك ممن يعشقون السلطة لرأيناهم مترفين ؛ لأننا نشاهد أن من يعشقون السلطة هم عادة إنما من أجل أن تتوفر لهم الأموال وتتوفر لهم الملذات.. إلى آخر ما قيل في هذا الموضوع.
يقول أحد العلماء الآخريين -وهو محمد باقر الصدر-: (ليس صحيحاً كل هذا ، بل وجدنا في التاريخ من ظهروا بمظهر المتقشفين الزهاد ، من أجل أن يصلوا إلى السلطة ، أن هناك من يحب السلطة فتبدوا لديه ألذ من كل مطائب العيش ، ألذ من كل ملذات الدنيا كلها ، فمن أجل الوصول إلى السلطة يتقشف ، ومن أجل الوصول إلى السلطة يبدو زاهداً).
وقد وجدنا في اليمن نفسه علي بن الفضل عندما وصل إلى اليمن جلس في وادياً يتعبد زاهداً ويتركع ، يقبل الشيء اليسير مما يُعطى ،زاهد متقشف متعبد. إن هناك نوعيات في البشر يعشقون المنصب، يعشقون الوجاهة فتبدو كل لذة أخرى من ملذات الطعام والشراب والنكاح والبنيان وغيره ، تبدو كلها لا تساوي عنده شيئاً ، سيضحي بها جميعاً من أجل أن يصل إلى المنصب.
هو يجيب على من يحاول أن يقدم أبا بكر وعمر بأنهم لم يكونوا عشاق مناصب. لو لم يكن عمر يعشق المنصب لكان أول من يستجيب يوم قال الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في يوم من أيام مرضه: ((ائتوني بقلم ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده)). عمر اعترض هو يعرف ماذا سيعمل. هو يعرف أنه سيكتب علياً.
إذا كان قد تحدث عن علي طيلة حياته وأعلن ولايته على رقاب الأمة يوم الغدير فماذا يتوقع أن يكتب الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ؟ إلا أن يشد الأمة إلى الإمام علي عليه السلام فيكون قد أستخدم كل الوسائل ، فضج عمر ، وقال: الرسول قد غلب عليه الوجع. وقال: إن الرسول ليهجر. ؛لأنه ـ كما قال الإمام علي عليه السلام ـ( أشددها له اليوم يردها عليك غداً).
لا ننظر إلى فاجعة كربلاء أنها وليدة يومها ، ونتحدث عن ابن زياد وحده أو نتحدث عن يزيد وحده ، إذا كنا على هذا النحو ، إذا لم ننظر دائماً إلى البدايات ، ننظر إلى بدايات الإنحراف ، ننظر إلى الأسباب الأولى ،النظرة التي تجعلنا نرى كل تلك الأحداث المؤسفة ، نرى كل هذا الواقع الذي تعيشه الأمة إنما هو نتاج طبيعي لذلك الإنحراف ، إنما هو تداعيات لتلك الآثار السيئة التي كانت نتاج ذلك الإنحراف ، وإلا فسنعيش في ظل الأسباب نفسها ، وسنكون نحن جزء من الأسباب التي جعلت الإمام الحسين عليه السلام صريعاً في كربلاء ، وجعلت الإمام علي قبله والإمام الحسن قبله يسقطون شهداء.
الله أكبر ـ الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ـ اللعنة على اليهود ـ النصر للإسلام
الشهيدحسين بدرالدين الحوثي
الحانية
29-07-2010, 06:32 PM
يعطيك العافية اخوي شهيد تسلم جزاك الله خير
شهيدالله
30-07-2010, 10:41 PM
شكرا اختي لمرورك الكريم
علينا ان نقف من اخوتنا شيعة اهل البيت عليهم السلام في كل مكان فلقضية واحدة
ترانيم الملائكة
01-08-2010, 05:27 AM
نسال الله الفرج والنصر لاخوتنا انصار الله وان يرفع الله عنهم البلاء
ويرد كيد اعداءهم في نحورهم
والشكر كل الشكر لك اخي الفاضل شهيد الله على هذا التنوير وتعريفنا بحقيقة الظلم الواقع على
انصار الله
نسال الله ان ينصرهم بنصره
تحيااااااتي لك
ahmed2010
03-08-2010, 09:23 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
the_chosen_m
03-08-2010, 10:12 AM
الشكر الجزيل لك
لكن مع ذلك نحن لا نعرف حقيقة ما يحدث على الأرض والله تعالى أعلم
ahmed2010
03-08-2010, 05:38 PM
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافضاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين
ahmed2010
03-08-2010, 05:43 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
ahmed2010
03-08-2010, 05:50 PM
السيد كمال الحيدري
الآية الأولى : { اللهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأرْضِ مَنْ ذا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلاّ بـِإذنِهِ.. }. البقرة 255
ولكي تتّضح دلالة الآية؛ هل الشفاعة الواردة فيها هي التكوينية فقط أم الأعمّ من التكوينية والتشريعية، لابدّ من الوقوف على بعض المقاطع التي سبقت قوله تعالى : { مَنْ ذا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلاّ بـِإذنِهِ }.
( القيّوم ).. فيعول من ( قام، يقوم ) : وهو وزن مبالغة، وأصله قيْوُوم، فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياءً وأُدغمتا، وهو وصف يدلّ على المبالغة، والقيام حفظ الشيء وفعله وتدبيره وتربيته والمراقبة عليه والقدرة عليه، كلّ ذلك مأخوذ من القيام بمعنى الانتصاب؛ للملازمة العادية بين الانتصاب وبين كلّ منها، وقد أثبت الله تعالى أصل القيام بأمور خلقه لنفسه في كلامه حيث قال : { أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْس بـِما كَسَبَتْ } الرعد 33. وقال تعالى : { شَهِدَ اللهُ أنّه لا إلهَ إلاّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قائِماً بـِالْقِسْطِ لا إلهَ إلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } آل عمران 18، فأفاد أنّه قائم على الموجودات بالعدل فلا يعطي ولا يمنع شيئاً في الوجود - وليس الوجود إلاّ الإعطاء والمنع - إلاّ بالعدل، بإعطاء كلّ شيء ما يستحقّه، ثُمّ بيّن أن هذا القيام بالعدل مقتضى اسميه الكريمين : العزيز الحكيم، فبعزّته يقوم على كلّ شيء، وبحكمته يعدل فيه.
والحاصل : لمّا كان تعالى هو المبدأ الذي يبتدئ منه وجود كلّ شيء وأوصافه وآثاره، ولا مبدأ سواه إلاّ وهو ينتهي إليه، فهو القائم على كلّ شيء من كلّ جهة بحقيقة القيام الذي لا يشوبه فتور وخلل، وليس ذلك لغيره قطّ إلاّ بإذنه بوجه، فليس له تعالى إلاّ القيام من غير ضعف وفتور، وليس لغيره إلاّ أن يقوم به.
{ لاَ تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ }.. مقرِّرة لمضمون جملة : { الْحَيُّ الْقَيُّومُ } ولرفع احتمال المبالغة فيها. فالجملة منزّلة منزلة البيان لمعنى : { الْحَيُّ الْقَيُّومُ } ولذلك فُصلت عن التي قبلها. والسنة ( فعْلة ) من الوسن وهو أوّل النوم، والنوم هو الركود الذي يأخذ حواسّ الحيوان؛ لعوامل طبيعية تحدث في بدنه. ونفي استيلاء السنة والنوم على الله تعالى تحقيق لكمال الحياة ودوام التدبير، وإثبات لكمال العلم، فإنّ السنة والنوم يشبهان الموت، فحياة النائم في حالهما حياة ضعيفة وهما يعوقان عن التدبير وعن العلم بما يحصل في وقت استيلائهما على الإحساس.
وتقديم السِنة على النوم - مع أنّه خلاف الترتيب الذي تقتضيه البلاغة لأنّ المقام مقام الترقيّ، والترقّي في الإثبات إنّما هو من الأضعف إلى الأقوى كقولنا : فلان يقدر على حمل عشرة أمنان، بل عشرين منّاً، وفي النفي بالعكس كما نقول : لا يقدر فلان على حمل عشرين، بل ولا عشرة، فكان ينبغي أن يقال : لا تأخذه نوم ولا سنة - فهو لبيان هذه النكتة وهي : لما كان أخذ النوم أقوى تأثيراً وأضرّ على القيّومية من السِنة، كان مقتضى ذلك أن ينفى تأثير السنة وأخْذها أوّلاً، ثُمّ يترقّى إلى نفي تأثير ما هو أقوى منها تأثيراً، ويعود معنى : { لا تَأْخُذُه سنَةٌ وَلا نَوْم } ،إلى مثل قولنا : لا يؤثّر فيه هذا العامل الضعيف بالفتور في أمره ولا ما هو أقوى منه.
{ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض }.. تقرير لانفراده بالإلهية، إذ جميع الموجودات مخلوقاته، وتعليل لاتّصافه بالقيّوميّة، لأنّ من كانت جميع الموجودات مِلكاً له تعالى فهو حقيق بأن يكون قيّومها وألاّ يهملها، ولذلك فُصلت الجملة عن التي قبلها.
واللام للمِلك، والمراد من السموات والأرض استغراق أمكنة الموجودات، فقد دلّت الجملة على عموم الموجودات بالموصول وصلته، وإذا ثبت ملكه للعموم ثبت أنّه لا يشذّ عن مِلكه موجود، فحصل معنى الحصر. إذن فقد تمّ بقوله : { الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأرْضِ } أنّ السلطان المطلق في الوجود لله سبحانه، لا تصرّف إلاّ وهو له ومنه. إذا كان الأمر على ذلك - وهو كذلك - فما هو إذن دور هذه الأسباب والعلل الموجودة في العالم وما شأنها ؟!!.. وكيف يتصوّر فيها ومنها التأثير ولا تأثير إلاّ لله سبحانه ؟!!..
فأجيب بقوله : { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلاّ بـِإذنِهِ }.. أي إن تصرّف هذه العلل والأسباب في هذه الموجودات المعلولة توسّط في التصرّف، وبعبارة أخرى : شفاعة في موارد المسبّبات بإذن الله سبحانه، فإنما هي شفعاء، والشفاعة - وهي بنحوٍ توسّطٌ في إيصال الخير أو دفع الشرّ وتصرّفٌ ما من الشفيع في أمر المستشفع - إنّما تنافي السلطان الإلهي والتصرّف الربوبيّ المطلق إذا لم ينته إلى إذن الله ولم يعتمد على مشيئة الله تعالى، بل كانت مستقلّة غير مرتبطة. وما من سبب من الأسباب ولا علّة من العلل إلاّ وتأثيره بالله ونحو تصرّفه بإذن الله، فتأثيره وتصرّفه نحو من تأثيره وتصرّفه تعالى، فلا سلطان في الوجود إلاّ سلطانه ولا قيّوميّة إلاّ قيّوميّته المطلقة عزّ سلطانه.
وبهذا يتّضح أن الشفاعة في الآية أعمّ من الشفاعة التكوينية وهي توسّط الأسباب في التكوين، والشفاعة التشريعية التي سيأتي الكلام عنها لاحقاً، وذلك أنّ هذا المقطع من الآية مسبوق بحديث القيّوميّة والمِلك المطلق الشاملين للتكوين والتشريع معاً، بل إنّ الحديث عن القيّومية والملك المطلق أكثر انسجاماً مع الشفاعة التكوينية. وعليه فلا موجب لتقييد القيّومية والسلطنة المستفادة من الملكية المطلقة بالأمور التشريعية، حتى يستقيم تذييل الكلام بالشفاعة التشريعية المخصوصة بيوم القيامة، وهي التوسّط في مرحلة المجازاة التي يثبتها الكتاب والسنّة في يوم القيامة.
الآية الثانية : { إنَّ رَبَّكُمُ الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّام ثُمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إلاّ مِن بَعْدِ إذنِهِ ذلِكُمُ الله رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } يونس 3، ومثله قوله تعالى : { الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ } السجدة 4. ذكرت الآية في صدرها خلق السموات والأرض وحدّدت مدة الخلق والإيجاد بستّة أيام، ثُمّ نصّت على سعة قدرة الله تعالى على جميع ما خلق وإحاطته بهم، وأنه بعدما خلق السماوات والأرض استوى على عرش القدرة، وأخذ بتدبير العالم.
ثُمّ عقّبت الآية بقوله تعالى : { مَا مِنْ شَفِيعٍ إلاّ مِنْ بَعْدِ إذنِهِ }. والآية لمّا كانت في مقام وصف الربوبيّة والتدبير التكويني، فلابدّ أن يكون المراد من الشفاعة : الشفاعة في أمر التكوين، وهي السببية التي توجد في الأسباب التكوينية التي هي وسائط بين الحوادث والكائنات وبينه تعالى كالنار المتخلّلة بينه وبين الحرارة التي يخلقها، فنفي الشفاعة والسببية عن كلّ شيء إلاّ من بعد إذنه هو لإفادة التوحيد في الخالقية والتوحيد في التدبير والربوبيّة، فلا خالق إلاّ هو : { اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء } الرعد 16، كما لا مدبّر إلاّ هو : { الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الحمد 2، { يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إلَى الأَرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } السجدة 5، فما يتراءى في صفحة الوجود من الخلق والتدبير فليس على ظاهرهما، وإنما تقوم سائر العلل بالخلقة والتدبير مستمدّاً من حوله وقوّته، فيرجع معنى الآية إلى أنّه لا مؤثّر في الكون إلاّ من بعد إذنه.
إذا اتّضح ما قلناه فلا يناسب حمل الشفاعة في الآية على الشفاعة التشريعية التي تدور حول التكاليف والتشريعات، وعصيان العباد ومخالفتهم لها، ثُمّ توسيط الشفعاء لغفران ذنوبهم وحطّ سيّئاتهم. فهذه الآيات ونظائرها تثبت وجود شفاعة في نظام التكوين ووجود شفعاء مأذون لهم من قبل الله تبارك وتعالى أن يتوسّطوا بينه وبين غيره لنشر رحمته التي لا تنفد ونعمته التي لا تحصى إلى خلقه وصنعه.
ولعلّ من أهمّ هذه الوسائط هم الملائكة الذين عبّر عنهم القرآن الكريم بقوله : { فَالمُدَبِّرات أَمْراً } النازعات 5، حيث جعلهم رسلاً أولي أجنحة : { الْحَمْدُ للهِِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ } فاطر 1، الظاهر بإطلاقه في أنهم خلقوا وشأنهم أن يتوسّطوا بينه تعالى وبين خلقه، ويرسَلوا لإنفاذ أمره، الذي يستفاد من قوله تعالى في صفتهم : { بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ٭ لا يَسْبـِقُونَهُ بـِالْقَوْلِ وَهُم بـِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } الأنبياء 26- 27، وقوله : { يَخَافُونَ رَبَّهُم مِن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } النحل 50، ولعلّ جعل الجناح لهم إشارة إلى ذلك.
ولا ينافي هذا الذي ذُكر في توسّطهم بينه تعالى وبين الحوادث - أعني كونهم أسباباً تستند إليها الحوادث - استناد الحوادث إلى أسبابها القريبة المادّية، فإنّ السببية طولية لا عَرْضية، أي أنّ السبب القريب سبب للحادث، والسبب البعيد سبب للسبب، كما لا ينافي توسّطهم واستناد الحوادث إليهم استناد الحوادث إليه تعالى وكونه هو السبب الوحيد لها جميعاً، على ما يقتضيه توحيد الربوبيّة، فإن السببية طولية كما سمعت لا عَرْضية.
فمثل الأشياء في استنادها إلى أسبابها المترتّبة القريبة والبعيدة وانتهائها إلى الله سبحانه بوجه بعيد، كمثل الكتابة يكتبها الإنسان بيده وبالقلم، فللكتابة استناد إلى القلم ثُمّ إلى اليد التي توسّلت إلى الكتابة بالقلم، وإلى الإنسان الذي توسل إليها باليد وبالقلم، والسبب بحقيقة معناه هو الإنسان المستقلّ بالسببية، من غير أن ينافي سببيّته استناد الكتابة بوجه إلى اليد وإلى القلم.
ahmed2010
03-08-2010, 05:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ahmed2010
03-08-2010, 05:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدمحمدعلي الموسوي
03-08-2010, 11:45 PM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل اللهم فرج الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف
والعن اعداهم أجمعين من الأولين الى الآخرين
شكرا أخي العزيز (شهيد الله ) ورحمه الله
موضوع جميل جداً وامور في الحقيقه مخفية
وبارك الله فيك لعرضها علينا
ونتمى الأكثر
ونتمنى منك تفاعل أكثرفي منتدى الكتاب
موفقين لكل خير
والتوفيق للجميع
ملكة الاحزان
04-08-2010, 11:18 AM
يعطيك العافية اخوي شهيد تسلم جزاك الله خير
شهيدالله
05-08-2010, 10:13 PM
اشكرا لاخوة لمرورهم وخاصة الاخ الفاضل ahmed2010 (http://www.imshiaa.com/vb/member.php?u=51347)
يقول الشهيدحسين الحوثي......
عندما نسمع -أيها الأخوة- زعماء العرب زعماء المسلمين كلهم يسرعون إلى الموافقة على أن تكون أمريكا هي من يَتَزَعَّم الحلف لمحاربة ما يسمى بالإرهاب ، وعندما نراهم جميعاً يعلنون وقوفهم مع أمريكا في مكافحة ما يسمونه بالإرهاب ؛لأنهم جميعاً يعشقون السلطة.
الله أكبرـ الموت لأمريكا ـ الموت لإسرائيل ـ اللعنة على اليهود ـ النصر للإسلام
؛لأنهم جميعاً يحرصون على البقاء في مناصبهم مهما كان الثمن ، لكنهم لا يمكن أن يصرحوا بهذا ، هم يقولون من أجل الحفاظ على الأمن والإستقرار ، من أجل الحفاظ على مصلحة الوطن ، أو يقولون (خوفاً من العصا الغليظة) ـ العبارة الجديدة التي سمعناها من البعض ـ (الخوف من العصا الغليظة) ، وأي عصا أغلظ من عصا الله ، من جهنم ومن الخزي في الدنيا ؟ هل هناك أغلظ من هذه العصا ؟.
الله أكبرالموت لأمريكا ـ الموت لإسرائيل ـ اللعنة على اليهود ـ النصر للإسلام
الإمام علي عليه السلام أراد أن يُعَلِّم كل من يمكن أن يصل إلى موقع السلطة في هذه الأمة أنه لا يجوز بحال أن تكون ممن يعشق المنصب؛ لأنك إذا عشقت المنصب ستضحي بكل شيء في سبيله ، و أن لا تخاف من شيء أبداً فإذا ما خفت من غير الله فسترى كل شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً يبدو عصاً غليظة أمامك
____________________
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024