عبود مزهر الكرخي
02-08-2010, 09:21 PM
ملاحظات على الزيارة الشعبانية الأخيرة من عام 1431 هـ
في الخامس عشرمن شهر شعبان تكون هناك زيارة مهمة وهي زيارة المنتصف من شعبان التي يحرص الشيعة الموالين على الإتيان على زيارتها وذلك بزيارة كربلاء وتجديد البيعة للحجة المهدي(عج) تحت قبة جده الحسين والذين يسمون عند ذلك بالشعبانيون والذين لهم منزلة كبيرة يوم القيامة وتكون الشفاعة لهم من قبل سيدي مولاي الحسين(ع) والحجة المهدي(عج).
ومن هنا كنت الزيارة الشعبانية وعلى الدوام من الزيارات الضخمة وزحف الحشود المليونية صوب كعبة الثوار وأخذ العبر والدروس من الثورة الحسينية والاستزادة كمعين لا ينضب في الولاء والبيعة لقائم آل محمد(عج).
وبعد سقوط الصنم أصبحت الحشود المليونية تتجه إلى كربلاء وبصورة متزايدة من سنة إلى أخرى وفي كل زيارة ضخمة من عاشوراء إلى الزيارة الشعبانية نلاحظ الإجراءات التي يتم الاستعداد لها من قبل الحكومة المركزية والحكومة المحلية في كربلاء وكلها إجراءات تدل على حجم وضخامة الزيارات والحشود البشرية التي تتجه إلى كربلاء.
وفي كل مرة كنا نوجه ونشير إلى جملة من المؤشرات الايجابية والسلبية في عدد التي تحدث في الزيارات وفي كل العالم من المعلوم تحدث هكذا أحداث ضخمة يتم دراسة الأمور السلبية التي رافقت هذا الحدث لكي يتم في السنة القادمة تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي حدثت في العام السابق لهذا الحدث الضخم .
ولكن ومع الأسف نلاحظ إن أجهزتنا الأمنية والحكومية تتكرر نفس الحوادث والنقاط السلبية التي تقع في كل عام وبنفس الوتيرة وتصبح أشد وطأة وأكبر ومع الأسف الشديد،ولهذا أردت من مقالتي هذه أن أشير إلى بعض النقاط الايجابية والسلبية التي رافقت هذه الزيارة الشعبانية.
في البداية وأول الامور من الضروري الإشارة إلى النقاط الايجابية التي رافقت الزيارة والتي سوف نوردها في نقاط وكما يلي :
1 ـ في البدء يجب الإشادة بدور الأجهزة الأمنية التي كان الدور الرئيس في حفظ الأمن وأمن الزوار ولأيام عدة وصلت للأسبوع نتيجة توافد الزوار إلى كربلاء قبل المنتصف وبعده وكانوا والحق يقال بذلوا جهوداً كبيرة في سبيل إنجاح الزيارة والحفاظ على أمن الزوار وكانوا في أقصى درجات التأهب والحذر والحيطة طوال أيام مدة الزيارة وخدمة الزوار بكل مايستطعيون القيام به.
فبارك الله بجهودهم النبيلة في كل ماقاموا تجاه الزوار وإنجاح الزيارة.
2 ـ وفي هذه النقطة والتي كنت أشير في كل مقالة عن الزيارات أشيد وبكل تقدير واحترام للمواكب الحسينية التي كانت تقدم خدماتها وعلى طول الوقت للزوار المتجهين صوب قبلة الأحرار وكانوا على مدار الساعة يقدمون خدماتهم من طعام وماء وشراب وحتى مداراة الزوار من ناحية التدليك وعمل المساجات وتوفير المياه وحتى عمل المرافق الصحية وتزويدها بالماء فكانوا بحق يستحقون تسميهم بخدام ابا عبدالله فبارك الله بجهودهم السخية في خدمة زوار أبا عبد الله وبجدارة لخدمتهم التي بذلوها في هذه الخدمة الشريفة والمباركة وجعلها الله في ميزان حسناتهم.
3 ـ كما كانت المفارز الطبية المنتشرة على طول الطريق ومع المواكب تؤدي خدماتها للزوار وكانت لديها كافة الخدمات الطبية والأدوية والإسعافات لتقديم وإسعاف الزوار وإمدادهم بما يحتاجونه الزوار من أدوية وإسعافات وكانوا يؤدون خدماتهم بكل حرفية ومهنية وإخلاص في خدمة زائرين أبا عبد الله الحسين(ع) ومن هنا نحيي الجهود المخلصة التي بذلتها هذه المفارز ممثلة بوزارة الصحة ودوائرها التابعة لها كافة.
4 ـ ولاننسى الجهود المخلصة والدائبة لخدام الحرمين ومنطقة ما بين الحرمين الذين كانوا وبحق جنود مجندة في خدمة الزائرين وبسط الأمن في هذه المنطقة الغالية على كل شيعي وتقديم الخدمات للزوار وتنظيف المنطقة من كل المخلفات لهذه الجموع المليونية وإظهار هذه المنطقة بأجمل صورة وتبقى صورة كربلاء ومنطقة بين الحرمين قطعة من أرض الجنة فتحية لهم ولعملهم الدوؤب الذي يربط الليل بالنهار خلال أيام الزيارة.
بعد إن استعرضنا النقاط الإيجابية نبدأ باستعراض النقاط السلبية التي رافقت الزيارة الشعبانية والتي هي كما يلي :
1 ـ لوحظ وهي النقطة التي طالما نكررها وباستمرار وهي ضعف التنسيق ما بين نقاط التفتيش وإنما تكون هناك اجتهادات لكيفية التفتيش ومتى يتم عمل القطوع والتي نشاهد وخلال توجهنا إلى كربلاء المقدسة لاحظنا وجود قطع عند تقاطع أولاد مسلم حيث بقينا في السيارات أكثر من ساعة ونصف وثم تم بعدها فتح السير ثم جابهنا قطع أخر بعد مدينة المسيب بعشرة كيلومترات وهو قطع كبير مما أضطرنا وأغلب الزوار بالنزول من الحافلات والمسير من هناك وتقدر المسافة بخمسة وعشرين كيلومتر وهي مسافة طويلة وهو ليس قطع نظامي وإنما زخم مروري فيه تكدس للسيارات وهو تأخير لا مبرر له.
2 ـ وهذا مما يؤدي إلى التأخر عن أداء مراسيم الزيارة التي هي زيارة ليلية لها أعمال خاصة حيث تحركنا من بغداد في الساعة السادسة مساءً ولم نصل إلى عند الثانية وربع فجراً فلاحظوا مدى التأخير الذي يقع فيه الزائر نتيجة طول الطريق ومدى الإرهاق الذي يصيبه وهذا ناتج عن ضعف التنسيق والقيادة للقوات الأمنية وعدم دراستهم لخططهم الأمنية بصورة مسبقة وإنما يتم فقط عمل القطوع وتأخير الزوار وعمل النقاط التفتيشية بدون إن يكون هناك حس استخباري وأمني وتنسيق لغرض ملافاة الوقوع في الأخطاء السابقة التي تم الوقوع فيها في مثل هذه الزيارات الضخمة.
3 ـ وتبعاً للنقطة أعلاه المفروض عمل قطع عند الأمام عون أو عند نقطة تفتيش الحسينية ومن هناك توجد سيارات نقل سواء من الدولة أو القطاع وتحمل باجات خاصة مصدقة من قبل القيادات الأمنية في كربلاء وتنقل الزوار وبانسيابية عالية وباستمرار لكي يتم تسهيل الزيارة على الزوار وضمان توافد الزوار وبالتتابع وخروجهم أيضاً من كربلاء وهذا بحد ذاته يضمن عدم توافد الحشود المليونية في وقت واحد وإنما بأوقات مختلفة وبالتالي ضمان عدم وجود الحشود المتدافعة في كربلاء المقدسة وبالذات فيما بين منطقة الحرمين.
4 ـ ولكن نحن لاحظنا قلة وسائط النقل التي تنقل الزوار والتي اقتصرت على الدراجات المسماة(الستوتة) وقليل من السيارات الخاصة لنقل الزوار والتي لا تلبي متطلبات هذه الزيارة الضخمة .
وهنا لا بد من الإشارة إلى سيارات اللوري التابعة لوزارة الدفاع والتي كانت على مدار الساعة تنقل الزوار من قطع عون إلى الولاية وعلى مدار الساعة والذين كان لهم جهد مميز في هذا المجال والتي كان يركبها للذي قادر على القفز على اللوري أما النساء وكبار السن فلا يستطيعون الركوب بها لعدم تمكنهم.
وكذلك سيارات العتبتين الكوستر وعلى الرغم من قلتها فكان يلاحظ وجودها لنقل الزوار من وإلى كربلاء وعلى مدار الساعة ولكن كلها كانت وحتى الخاصة تسير وبدون إي تخطيط ولا يوجد باجات خاصة تشير واجبهم وهذا مما يؤدي إلى وجود إلى حصول الخروق الأمنية وما حصل للزوار على طريق النجف كربلاء خير دليل على ذلك.
5 ـ فالأداء الحكومي الخدمي في كل زيارة نلاحظه ضعيف جداً ولا يتناسب مع ضخم كل زيارة التي في مقدمتها زيارة الأربعين القادمة التي سوف يصل أنشاءالله إلى (15) مليون زائر فكيف يتم سيطرة الحكومة على مثل هكذا زيارة والتي كان هناك قصور واضح في هذه الزيارة التي كان حجمها (6)ملايين زائر فالمطلوب من الحكومة التي لا أدري متى تتشكل إن تضع نصب عينيها مثل هذه الزيارات وإن يكون همها الأول والأخير خدمة زوار أبا عبد الله الحسين(ع)والحفاظ على أمنهم وحياتهم وأمن العتبات المقدسة التي هي قيمة عالية لدى كل شيعي وعدم اللجوء إلى التصريحات الرنانة التي شبعنا منها والتي عند الواقع لا نلمس أي شيء منها.
6 ـ كما أود في ختام مقالتي هذه الطلب من الشباب المسلم الشيعي الالتزام بآداب الزيارة والتي أكدت عليها مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الشريف)وعدم الإتيان بالحركات مثل الرقص وغيرها من الأمور والتي هي بعيدة عن كل مقومات ديننا الحنيف ومذهبنا بل الالتزام بأداب الزيارة وعمل الأعمال الخاصة بها لأنها ليلة عظيمة فيها ولادة منقذ البشرية ومخلص الإنسانية الحجة المهدي(عج) وفيها تقسم الأرزاق وترفع الإعمال التي سألوا عنها سيدي مولاي أمير المؤمنين(ع) عن معنى الآية التي في محكم كتابه(فيها يفرق كل أمر حكيم)فقال روحي له الفداء(أنها ليلة المنتصف من شعبان)فالإكثار من الطاعات والصلاة والأدعية هي مفتاح الجواز لقبول أعمالنا في هذه الليلة وليس عمل الأمور الغريبة على مذهبنا وحتى النوم في صحن العتبتين وإن المهم الوصول إلى كربلاء فقط وعدم أقامة هذه الليلة فهذا تصور خاطئ وقصور في معرفة مبادئ مذهبنا.
حتى إني لاحظت إن عند حضور صلاة الفجر في الصحن الحسيني لاحظت الكثير قد نهض من نومه ويريد إن يصلي فقلت له وكثير من الخيرين إن هذا لا يجوز لأن وضوئه منقوض بسبب نومه وهذا يدلل على قصور واضح وعالي في فهم أمور الدين. فياشبابنا وكل أخواننا تفقهوا في دينكم ومذهبكم واعرفوا أمور دينكم في صلاتكم وأعمالكم فهي زادكم إلى أخرتكم وليس هي الزيارة فقط الذهاب إلى مراقدنا المقدسة وعدم القيام بالأمور الواجبة المرافقة لزيارتكم وتزودوا بكل أمور ديننا ومذهبنا من علماؤنا والخيرين والمتفقهين في ديننا ومذهبنا وهم وأنا أجزم لا يبخلون علينا وعليكم بالنصح والإرشاد وتعليمكم مبادئ الصلاة والأمور المتفرعة في ديننا.
7 ـ وأطلب في نقطتي الأخيرة من أخواتنا المسلمات الشابات والأخريات الالتزام بالحجاب الشرعي لأخواتنا والتمسك بالحدود الشرعية لتحجب المسلمة والاقتداء بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(ع) والحوراء زينب(ع) الذين كانوا يلبسن جلبابين الخارجي يخط في الأرض لضمان العفة والتحجب امام الأخرين والحوادث كثيرة التي تروى في التمسك بالحجاب والتعفف عند الحورائتين الزهراء وبنتها زينب روحي لهما الفداء وكذلك نساء أهل البيت.
ولهذا أطلب عند الزيارات التمسك بحدود الله الشرعية وعدم إبداء زينتهن أو مكياجهن أو عمل الأمور التي مخلة بآداب الزيارة والدين والتي لاحظتها أكثر الأخوات الملتزمات بدينهنَّ بصورة صحيحة.
وأقول قولي هذا لكي تكتب لهنَّ ولكل المسلمين الزيارة المقبولة التي نرجوها لكي أخواتنا وأخواتنا وجعل الله أعمالهم كلها مقبولة وتكتب في اعلي ميزان حسناتهم أنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الخامس عشرمن شهر شعبان تكون هناك زيارة مهمة وهي زيارة المنتصف من شعبان التي يحرص الشيعة الموالين على الإتيان على زيارتها وذلك بزيارة كربلاء وتجديد البيعة للحجة المهدي(عج) تحت قبة جده الحسين والذين يسمون عند ذلك بالشعبانيون والذين لهم منزلة كبيرة يوم القيامة وتكون الشفاعة لهم من قبل سيدي مولاي الحسين(ع) والحجة المهدي(عج).
ومن هنا كنت الزيارة الشعبانية وعلى الدوام من الزيارات الضخمة وزحف الحشود المليونية صوب كعبة الثوار وأخذ العبر والدروس من الثورة الحسينية والاستزادة كمعين لا ينضب في الولاء والبيعة لقائم آل محمد(عج).
وبعد سقوط الصنم أصبحت الحشود المليونية تتجه إلى كربلاء وبصورة متزايدة من سنة إلى أخرى وفي كل زيارة ضخمة من عاشوراء إلى الزيارة الشعبانية نلاحظ الإجراءات التي يتم الاستعداد لها من قبل الحكومة المركزية والحكومة المحلية في كربلاء وكلها إجراءات تدل على حجم وضخامة الزيارات والحشود البشرية التي تتجه إلى كربلاء.
وفي كل مرة كنا نوجه ونشير إلى جملة من المؤشرات الايجابية والسلبية في عدد التي تحدث في الزيارات وفي كل العالم من المعلوم تحدث هكذا أحداث ضخمة يتم دراسة الأمور السلبية التي رافقت هذا الحدث لكي يتم في السنة القادمة تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي حدثت في العام السابق لهذا الحدث الضخم .
ولكن ومع الأسف نلاحظ إن أجهزتنا الأمنية والحكومية تتكرر نفس الحوادث والنقاط السلبية التي تقع في كل عام وبنفس الوتيرة وتصبح أشد وطأة وأكبر ومع الأسف الشديد،ولهذا أردت من مقالتي هذه أن أشير إلى بعض النقاط الايجابية والسلبية التي رافقت هذه الزيارة الشعبانية.
في البداية وأول الامور من الضروري الإشارة إلى النقاط الايجابية التي رافقت الزيارة والتي سوف نوردها في نقاط وكما يلي :
1 ـ في البدء يجب الإشادة بدور الأجهزة الأمنية التي كان الدور الرئيس في حفظ الأمن وأمن الزوار ولأيام عدة وصلت للأسبوع نتيجة توافد الزوار إلى كربلاء قبل المنتصف وبعده وكانوا والحق يقال بذلوا جهوداً كبيرة في سبيل إنجاح الزيارة والحفاظ على أمن الزوار وكانوا في أقصى درجات التأهب والحذر والحيطة طوال أيام مدة الزيارة وخدمة الزوار بكل مايستطعيون القيام به.
فبارك الله بجهودهم النبيلة في كل ماقاموا تجاه الزوار وإنجاح الزيارة.
2 ـ وفي هذه النقطة والتي كنت أشير في كل مقالة عن الزيارات أشيد وبكل تقدير واحترام للمواكب الحسينية التي كانت تقدم خدماتها وعلى طول الوقت للزوار المتجهين صوب قبلة الأحرار وكانوا على مدار الساعة يقدمون خدماتهم من طعام وماء وشراب وحتى مداراة الزوار من ناحية التدليك وعمل المساجات وتوفير المياه وحتى عمل المرافق الصحية وتزويدها بالماء فكانوا بحق يستحقون تسميهم بخدام ابا عبدالله فبارك الله بجهودهم السخية في خدمة زوار أبا عبد الله وبجدارة لخدمتهم التي بذلوها في هذه الخدمة الشريفة والمباركة وجعلها الله في ميزان حسناتهم.
3 ـ كما كانت المفارز الطبية المنتشرة على طول الطريق ومع المواكب تؤدي خدماتها للزوار وكانت لديها كافة الخدمات الطبية والأدوية والإسعافات لتقديم وإسعاف الزوار وإمدادهم بما يحتاجونه الزوار من أدوية وإسعافات وكانوا يؤدون خدماتهم بكل حرفية ومهنية وإخلاص في خدمة زائرين أبا عبد الله الحسين(ع) ومن هنا نحيي الجهود المخلصة التي بذلتها هذه المفارز ممثلة بوزارة الصحة ودوائرها التابعة لها كافة.
4 ـ ولاننسى الجهود المخلصة والدائبة لخدام الحرمين ومنطقة ما بين الحرمين الذين كانوا وبحق جنود مجندة في خدمة الزائرين وبسط الأمن في هذه المنطقة الغالية على كل شيعي وتقديم الخدمات للزوار وتنظيف المنطقة من كل المخلفات لهذه الجموع المليونية وإظهار هذه المنطقة بأجمل صورة وتبقى صورة كربلاء ومنطقة بين الحرمين قطعة من أرض الجنة فتحية لهم ولعملهم الدوؤب الذي يربط الليل بالنهار خلال أيام الزيارة.
بعد إن استعرضنا النقاط الإيجابية نبدأ باستعراض النقاط السلبية التي رافقت الزيارة الشعبانية والتي هي كما يلي :
1 ـ لوحظ وهي النقطة التي طالما نكررها وباستمرار وهي ضعف التنسيق ما بين نقاط التفتيش وإنما تكون هناك اجتهادات لكيفية التفتيش ومتى يتم عمل القطوع والتي نشاهد وخلال توجهنا إلى كربلاء المقدسة لاحظنا وجود قطع عند تقاطع أولاد مسلم حيث بقينا في السيارات أكثر من ساعة ونصف وثم تم بعدها فتح السير ثم جابهنا قطع أخر بعد مدينة المسيب بعشرة كيلومترات وهو قطع كبير مما أضطرنا وأغلب الزوار بالنزول من الحافلات والمسير من هناك وتقدر المسافة بخمسة وعشرين كيلومتر وهي مسافة طويلة وهو ليس قطع نظامي وإنما زخم مروري فيه تكدس للسيارات وهو تأخير لا مبرر له.
2 ـ وهذا مما يؤدي إلى التأخر عن أداء مراسيم الزيارة التي هي زيارة ليلية لها أعمال خاصة حيث تحركنا من بغداد في الساعة السادسة مساءً ولم نصل إلى عند الثانية وربع فجراً فلاحظوا مدى التأخير الذي يقع فيه الزائر نتيجة طول الطريق ومدى الإرهاق الذي يصيبه وهذا ناتج عن ضعف التنسيق والقيادة للقوات الأمنية وعدم دراستهم لخططهم الأمنية بصورة مسبقة وإنما يتم فقط عمل القطوع وتأخير الزوار وعمل النقاط التفتيشية بدون إن يكون هناك حس استخباري وأمني وتنسيق لغرض ملافاة الوقوع في الأخطاء السابقة التي تم الوقوع فيها في مثل هذه الزيارات الضخمة.
3 ـ وتبعاً للنقطة أعلاه المفروض عمل قطع عند الأمام عون أو عند نقطة تفتيش الحسينية ومن هناك توجد سيارات نقل سواء من الدولة أو القطاع وتحمل باجات خاصة مصدقة من قبل القيادات الأمنية في كربلاء وتنقل الزوار وبانسيابية عالية وباستمرار لكي يتم تسهيل الزيارة على الزوار وضمان توافد الزوار وبالتتابع وخروجهم أيضاً من كربلاء وهذا بحد ذاته يضمن عدم توافد الحشود المليونية في وقت واحد وإنما بأوقات مختلفة وبالتالي ضمان عدم وجود الحشود المتدافعة في كربلاء المقدسة وبالذات فيما بين منطقة الحرمين.
4 ـ ولكن نحن لاحظنا قلة وسائط النقل التي تنقل الزوار والتي اقتصرت على الدراجات المسماة(الستوتة) وقليل من السيارات الخاصة لنقل الزوار والتي لا تلبي متطلبات هذه الزيارة الضخمة .
وهنا لا بد من الإشارة إلى سيارات اللوري التابعة لوزارة الدفاع والتي كانت على مدار الساعة تنقل الزوار من قطع عون إلى الولاية وعلى مدار الساعة والذين كان لهم جهد مميز في هذا المجال والتي كان يركبها للذي قادر على القفز على اللوري أما النساء وكبار السن فلا يستطيعون الركوب بها لعدم تمكنهم.
وكذلك سيارات العتبتين الكوستر وعلى الرغم من قلتها فكان يلاحظ وجودها لنقل الزوار من وإلى كربلاء وعلى مدار الساعة ولكن كلها كانت وحتى الخاصة تسير وبدون إي تخطيط ولا يوجد باجات خاصة تشير واجبهم وهذا مما يؤدي إلى وجود إلى حصول الخروق الأمنية وما حصل للزوار على طريق النجف كربلاء خير دليل على ذلك.
5 ـ فالأداء الحكومي الخدمي في كل زيارة نلاحظه ضعيف جداً ولا يتناسب مع ضخم كل زيارة التي في مقدمتها زيارة الأربعين القادمة التي سوف يصل أنشاءالله إلى (15) مليون زائر فكيف يتم سيطرة الحكومة على مثل هكذا زيارة والتي كان هناك قصور واضح في هذه الزيارة التي كان حجمها (6)ملايين زائر فالمطلوب من الحكومة التي لا أدري متى تتشكل إن تضع نصب عينيها مثل هذه الزيارات وإن يكون همها الأول والأخير خدمة زوار أبا عبد الله الحسين(ع)والحفاظ على أمنهم وحياتهم وأمن العتبات المقدسة التي هي قيمة عالية لدى كل شيعي وعدم اللجوء إلى التصريحات الرنانة التي شبعنا منها والتي عند الواقع لا نلمس أي شيء منها.
6 ـ كما أود في ختام مقالتي هذه الطلب من الشباب المسلم الشيعي الالتزام بآداب الزيارة والتي أكدت عليها مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الشريف)وعدم الإتيان بالحركات مثل الرقص وغيرها من الأمور والتي هي بعيدة عن كل مقومات ديننا الحنيف ومذهبنا بل الالتزام بأداب الزيارة وعمل الأعمال الخاصة بها لأنها ليلة عظيمة فيها ولادة منقذ البشرية ومخلص الإنسانية الحجة المهدي(عج) وفيها تقسم الأرزاق وترفع الإعمال التي سألوا عنها سيدي مولاي أمير المؤمنين(ع) عن معنى الآية التي في محكم كتابه(فيها يفرق كل أمر حكيم)فقال روحي له الفداء(أنها ليلة المنتصف من شعبان)فالإكثار من الطاعات والصلاة والأدعية هي مفتاح الجواز لقبول أعمالنا في هذه الليلة وليس عمل الأمور الغريبة على مذهبنا وحتى النوم في صحن العتبتين وإن المهم الوصول إلى كربلاء فقط وعدم أقامة هذه الليلة فهذا تصور خاطئ وقصور في معرفة مبادئ مذهبنا.
حتى إني لاحظت إن عند حضور صلاة الفجر في الصحن الحسيني لاحظت الكثير قد نهض من نومه ويريد إن يصلي فقلت له وكثير من الخيرين إن هذا لا يجوز لأن وضوئه منقوض بسبب نومه وهذا يدلل على قصور واضح وعالي في فهم أمور الدين. فياشبابنا وكل أخواننا تفقهوا في دينكم ومذهبكم واعرفوا أمور دينكم في صلاتكم وأعمالكم فهي زادكم إلى أخرتكم وليس هي الزيارة فقط الذهاب إلى مراقدنا المقدسة وعدم القيام بالأمور الواجبة المرافقة لزيارتكم وتزودوا بكل أمور ديننا ومذهبنا من علماؤنا والخيرين والمتفقهين في ديننا ومذهبنا وهم وأنا أجزم لا يبخلون علينا وعليكم بالنصح والإرشاد وتعليمكم مبادئ الصلاة والأمور المتفرعة في ديننا.
7 ـ وأطلب في نقطتي الأخيرة من أخواتنا المسلمات الشابات والأخريات الالتزام بالحجاب الشرعي لأخواتنا والتمسك بالحدود الشرعية لتحجب المسلمة والاقتداء بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(ع) والحوراء زينب(ع) الذين كانوا يلبسن جلبابين الخارجي يخط في الأرض لضمان العفة والتحجب امام الأخرين والحوادث كثيرة التي تروى في التمسك بالحجاب والتعفف عند الحورائتين الزهراء وبنتها زينب روحي لهما الفداء وكذلك نساء أهل البيت.
ولهذا أطلب عند الزيارات التمسك بحدود الله الشرعية وعدم إبداء زينتهن أو مكياجهن أو عمل الأمور التي مخلة بآداب الزيارة والدين والتي لاحظتها أكثر الأخوات الملتزمات بدينهنَّ بصورة صحيحة.
وأقول قولي هذا لكي تكتب لهنَّ ولكل المسلمين الزيارة المقبولة التي نرجوها لكي أخواتنا وأخواتنا وجعل الله أعمالهم كلها مقبولة وتكتب في اعلي ميزان حسناتهم أنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.