خادم للمذهب
06-08-2010, 11:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بر الوالدين
ضد العقوق (بر الوالدين) و الاحسان اليهما، و هو افضل القربات و اشرف السعادات. و لذلك ورد ما ورد من الحث عليه، و الترغيب اليه قال الله سبحانه:
«و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا» . و قال: «و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين احسانا» .
و قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «بر الوالدين (http://www.mrsawalyeh.com/vb)افضل من الصلاة و الصوم و الحج و العمرة و الجهاد في سبيل الله» . و قال صلى عليه و آله: «من اصبح مرضيا لابويه، اصبح له بابان مفتوحان الى الجنة» . و عن ابي عبد الله عليه السلام قال: «ان رجلا اتى الى النبي -صلى الله عليه و آله-فقال: يا رسول الله اوصني. فقال: لا تشرك بالله شيئا و ان حرقتبالنار و عذبت الا و قلبك مطمئن بالايمان، و والديك فاطعهما و برهما حيين كانا او ميتين و ان امراك، ان تخرج من اهلك فافعل فان ذلك من الايمان» . و عن ابي عبد الله عليه السلام قال: «جاء رجل و سال النبي صلى الله عليه و آله عن الوالدين. فقال: ابرر امك، ابرر امك ابرر امك ابرر اباك ابرر اباك ابرر اباك و بدا بالام قبل الاب» . و عن ابي عبد الله-عليه السلام-قال: «جاء رجل الى النبى صلى الله عليه و آله فقال: يا رسول الله، من ابر؟ قال: امك. قال ثم من؟ قال: امك. قال: ثم من؟ قال: امك. قال: ثم من؟
قال: اباك» و اتاه رجل آخر و قال: «اني رجل شاب نشيط، و احب الجهاد، ولي والدة تكره ذلك. فقال له النبي-صلى الله عليه و آله- ارجع فكن مع والدتك، فو الذى بعثنى بالحق! لانسها بك ليلة خير من جهاد في سبيل الله سنة» . و قال ابو عبد الله عليه السلام: «ان رسول الله-صلى الله عليه و آله-اتته اخت له من الرضاعة، فلما نظر اليها سربها، و بسط ملحفته لها، فاجلسها عليها، ثم اقبل يحدثها و يضحك في وجهها، ثم قامت فذهبت و جاء اخوها، فلم يصنع به ما صنع بها، فقيل له: يا رسول الله، صنعتباخته ما لم تصنع به و هو رجل، فقال:
لانها كانت ابر بوالديها منه» .
و قيل للصادق-عليه السلام-: «اي الاعمال افضل؟ قال: الصلاة لوقتها، و بر الوالدين، و الجهاد في سبيل الله» . و قال له عليه السلام رجل: «ان ابي قد كبر جدا وضعف، فنحن نحمله اذا اراد الحاجة فقال: ان استطعت ان تلى ذلك منه فافعل، و لقمه بيدك، فانه جنة لك غدا» . و قال له عليه السلام رجل: «ان لي ابوين مخالفين. فقال برهما كما تبر المسلمين ممن يتولانا» . و قال رجل للرضا-عليه السلام- «ادعو لوالدى اذا كانا لا يعرفان الحق؟ قال: ادع لهما و تصدق عنهما، و ان كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول الله-صلى الله عليه و آله-قال: ان الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق» . و قد وردت اخبار اخر في الامر بالبر و الاحسان الى الوالدين، و ان كانا على خلاف الحق و قال-عليه السلام-: «ما يمنع الرجل منكم ان يبر و الديه حيين و ميتين و يصلى عنهما، و يتصدق عنهما، و يحج عنهما، و يصوم عنهما، فيكون الذى صنع لهما و له مثل ذلك، فيزيده الله عز و جل ببره و صلاته خيرا كثيرا» .
و الاخبار في ثواب بر الوالدين غير محصورة. فينبغي لكل مؤمن ان يكون شديد الاهتمام في تكريمهما و تعظيمهما و احترامهما، و لا يقصر في خدمتهما، و يحسن صحبتهما، و الا يتركهما حتى يسالاه شيئا مما يحتاجان اليه بل يبادر الى الاعطاء قبل ان يفتقرا الى السؤال، كما ورد في الاخبار، و ان اضجراه فلا يقل لهما اف، و ان ضرباه لا يعبس وجهه، و قال: غفر الله لكما، و لا يملا عينيه من النظر اليهما الا برحمة ورقة، و لا يرفع صوته فوق صوتهما، و لا يده فوق ايديهما، و لا يتقدم قدامهما، بل مهما امكن له لا يجلس عندهما، و كلما بالغ في التذلل و التخضع كان اجره ازيد و ثوابه اعظم.
و بالجملة: اطاعتهما واجبة و طلب رضاهما حتم، فليس للولد ان يرتكب شيئا من المباحات و المستحبات بدون اذنهما، و لذا افتى العلماء بانه لا تجوز المسافرة في طلب العلم الا باذنهما، الا اذا كان في طلب علم الفرائض من الصلاة و الصوم و اصول العقائد، و لم يكن في بلده من يعلمه، و لو كان في بلده من يعلمه لم تجز المسافرة. و قد روى: «ان رجلا هاجر من اليمن الى رسول الله-صلى الله عليه و آله-و اراد الجهاد، فقال له ارجع الى ابويك فاستاذنهما، فان اذنا فجاهد، و الا فبرهما ما استطعت، فان ذلك خير مما كلف به بعد التوحيد» و جاء آخر اليه للجهاد، فقال «الك والدة؟ » قال: نعم! قال: «فالزمها، فان الجنة تحت قدمها»
و جاء آخر، و طلب البيعة على الهجرة الى الجهاد، و قال: ما جئتك حتى ابكيت والدى. قال: «ارجع اليهما، فاضحكهما كما ابكيتهما» . و لو وقعتبين الوالدين مخالفة، بحيث توقف رضى احدهما على سخط الآخر فينبغي ان يجتهد في الاصلاح بينهما باى طريق امكن، و لو بالعرض الى فقيه البلد حتى يطلبهما و يعظهما و يقيمهما على الوفاق، لئلا ينكسر خاطر احدهما منه.
و اعلم ان حق كبير الاخوة على صغيرهم عظيم، فينبغي محافظته.
قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «حق كبير الاخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده» .
كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين
بر الوالدين
ضد العقوق (بر الوالدين) و الاحسان اليهما، و هو افضل القربات و اشرف السعادات. و لذلك ورد ما ورد من الحث عليه، و الترغيب اليه قال الله سبحانه:
«و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا» . و قال: «و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين احسانا» .
و قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «بر الوالدين (http://www.mrsawalyeh.com/vb)افضل من الصلاة و الصوم و الحج و العمرة و الجهاد في سبيل الله» . و قال صلى عليه و آله: «من اصبح مرضيا لابويه، اصبح له بابان مفتوحان الى الجنة» . و عن ابي عبد الله عليه السلام قال: «ان رجلا اتى الى النبي -صلى الله عليه و آله-فقال: يا رسول الله اوصني. فقال: لا تشرك بالله شيئا و ان حرقتبالنار و عذبت الا و قلبك مطمئن بالايمان، و والديك فاطعهما و برهما حيين كانا او ميتين و ان امراك، ان تخرج من اهلك فافعل فان ذلك من الايمان» . و عن ابي عبد الله عليه السلام قال: «جاء رجل و سال النبي صلى الله عليه و آله عن الوالدين. فقال: ابرر امك، ابرر امك ابرر امك ابرر اباك ابرر اباك ابرر اباك و بدا بالام قبل الاب» . و عن ابي عبد الله-عليه السلام-قال: «جاء رجل الى النبى صلى الله عليه و آله فقال: يا رسول الله، من ابر؟ قال: امك. قال ثم من؟ قال: امك. قال: ثم من؟ قال: امك. قال: ثم من؟
قال: اباك» و اتاه رجل آخر و قال: «اني رجل شاب نشيط، و احب الجهاد، ولي والدة تكره ذلك. فقال له النبي-صلى الله عليه و آله- ارجع فكن مع والدتك، فو الذى بعثنى بالحق! لانسها بك ليلة خير من جهاد في سبيل الله سنة» . و قال ابو عبد الله عليه السلام: «ان رسول الله-صلى الله عليه و آله-اتته اخت له من الرضاعة، فلما نظر اليها سربها، و بسط ملحفته لها، فاجلسها عليها، ثم اقبل يحدثها و يضحك في وجهها، ثم قامت فذهبت و جاء اخوها، فلم يصنع به ما صنع بها، فقيل له: يا رسول الله، صنعتباخته ما لم تصنع به و هو رجل، فقال:
لانها كانت ابر بوالديها منه» .
و قيل للصادق-عليه السلام-: «اي الاعمال افضل؟ قال: الصلاة لوقتها، و بر الوالدين، و الجهاد في سبيل الله» . و قال له عليه السلام رجل: «ان ابي قد كبر جدا وضعف، فنحن نحمله اذا اراد الحاجة فقال: ان استطعت ان تلى ذلك منه فافعل، و لقمه بيدك، فانه جنة لك غدا» . و قال له عليه السلام رجل: «ان لي ابوين مخالفين. فقال برهما كما تبر المسلمين ممن يتولانا» . و قال رجل للرضا-عليه السلام- «ادعو لوالدى اذا كانا لا يعرفان الحق؟ قال: ادع لهما و تصدق عنهما، و ان كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول الله-صلى الله عليه و آله-قال: ان الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق» . و قد وردت اخبار اخر في الامر بالبر و الاحسان الى الوالدين، و ان كانا على خلاف الحق و قال-عليه السلام-: «ما يمنع الرجل منكم ان يبر و الديه حيين و ميتين و يصلى عنهما، و يتصدق عنهما، و يحج عنهما، و يصوم عنهما، فيكون الذى صنع لهما و له مثل ذلك، فيزيده الله عز و جل ببره و صلاته خيرا كثيرا» .
و الاخبار في ثواب بر الوالدين غير محصورة. فينبغي لكل مؤمن ان يكون شديد الاهتمام في تكريمهما و تعظيمهما و احترامهما، و لا يقصر في خدمتهما، و يحسن صحبتهما، و الا يتركهما حتى يسالاه شيئا مما يحتاجان اليه بل يبادر الى الاعطاء قبل ان يفتقرا الى السؤال، كما ورد في الاخبار، و ان اضجراه فلا يقل لهما اف، و ان ضرباه لا يعبس وجهه، و قال: غفر الله لكما، و لا يملا عينيه من النظر اليهما الا برحمة ورقة، و لا يرفع صوته فوق صوتهما، و لا يده فوق ايديهما، و لا يتقدم قدامهما، بل مهما امكن له لا يجلس عندهما، و كلما بالغ في التذلل و التخضع كان اجره ازيد و ثوابه اعظم.
و بالجملة: اطاعتهما واجبة و طلب رضاهما حتم، فليس للولد ان يرتكب شيئا من المباحات و المستحبات بدون اذنهما، و لذا افتى العلماء بانه لا تجوز المسافرة في طلب العلم الا باذنهما، الا اذا كان في طلب علم الفرائض من الصلاة و الصوم و اصول العقائد، و لم يكن في بلده من يعلمه، و لو كان في بلده من يعلمه لم تجز المسافرة. و قد روى: «ان رجلا هاجر من اليمن الى رسول الله-صلى الله عليه و آله-و اراد الجهاد، فقال له ارجع الى ابويك فاستاذنهما، فان اذنا فجاهد، و الا فبرهما ما استطعت، فان ذلك خير مما كلف به بعد التوحيد» و جاء آخر اليه للجهاد، فقال «الك والدة؟ » قال: نعم! قال: «فالزمها، فان الجنة تحت قدمها»
و جاء آخر، و طلب البيعة على الهجرة الى الجهاد، و قال: ما جئتك حتى ابكيت والدى. قال: «ارجع اليهما، فاضحكهما كما ابكيتهما» . و لو وقعتبين الوالدين مخالفة، بحيث توقف رضى احدهما على سخط الآخر فينبغي ان يجتهد في الاصلاح بينهما باى طريق امكن، و لو بالعرض الى فقيه البلد حتى يطلبهما و يعظهما و يقيمهما على الوفاق، لئلا ينكسر خاطر احدهما منه.
و اعلم ان حق كبير الاخوة على صغيرهم عظيم، فينبغي محافظته.
قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «حق كبير الاخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده» .
كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين