المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نشاطات الامام في غيبته


نووورا انا
09-08-2010, 08:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد



نشاطات الامام في غيبته


ذکر السيّد محمّد الصدر (رحمه الله) عدّة أعمال وأهداف قام بها الامام المهدي (عليه السلام) خلال غيبته، وقد استقاها من أخبار المشاهدة، منها:


الاغراض والمقاصد العامّة

1 - إنقاذ الشعب المسلم من براثن تعسّف وظلم بعض حکّامه المنحرفين، وخاصّة فيما يعود إلي قواعده الشعبية من الخير والسلامة.
فمن ذلک ما قام به الامام المهدي من إنقاذ شعبه في البحرين، من تعسّف حاکميه الذين تنص الرواية علي کونهم من عملاء الاستعمار ومن المنصوبين من قبل المستعمرين.(25) (ada99:042.htm#_ftn25)
حيث کان للوزير في تلک البلاد، وهو بمنزلة رئيس الوزراء في عالم اليوم... مکيدة کبيرة کادت أن تؤدّي إلي إرهاب القواعد الشعبية للامام المهدي (عليه السلام) إرهاباً غريباً بمعاملتهم معاملة الکفّار الحربيّين من أهل الکتاب... أمّا بأن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون، أو أن تقتل رجالهم وتسبي نساؤهم وأطفالهم. وقد کان للامام المهدي (عليه السلام) اليد الطولي في کشف هذه المکيدة ودفع هذا الشرّ المستطير.
2 - إنقاذ الشعب المسلم من براثن الاشقياء والمعتدين، وعصابات اللصوص المانعين عن الاعمال الاسلامية الخيّرة.
فمن ذلک(26) (ada99:042.htm#_ftn26): العمل الکبير الذي قام به المهدي (عليه السلام) من فتح الطريق إلي کربلاء المقدّسة، أمام زوّار جدّه الامام الحسين (عليه السلام)، في النصف من شعبان.
وکانت عشيرة (عنيزة) تترصّد لکلّ داخل إلي کربلاء وخارج منها، وتتعهّده بالسلب والنهب، فکان الطريق إليها موصداً يخافه الناس. فلولا قيادة المهدي (عليه السلام) للزائرين في الطريق إلي کربلاء وتهديده لعشيرة عنيزة بالموت والدمار إذا حاولت الاعتداء، لامتنع الناس من الذهاب إلي زيارة الامام سيّد شباب أهل الجنّة (عليه السلام)، ولتعطّل هذا الشعار الاسلامي الکبير. فمرحي للالطاف الکبري التي يسبغها المهدي (عليه السلام) علي اُمّته.
وکان ذلک خلال حکم الدولة العثمانية للعراق. وکان من قوّادهم يومئذ: کنج محمّد آغا وصفر آغا... کما تنص الرواية علي ذلک، ولکنّها - مع الاسف - تهمل التعرّض إلي التأريخ المحدّد للحوادث.
3 - إلفات نظر الاخرين إلي عدم تحقّق شرط الظهور الموعود. والتأکيد علي أنّ الاُمّة لم تبلغ إلي المستوي المطلوب من الوعي والشعور بالمسؤولية الذي تستطيع معه أن تحمل علي عاتقها الاثار الکبري في اليوم الموعود. ومعه فلا بدّ من أن يتأجّل الظهور إلي اليوم الذي يتحقّق فيه هذا الشرط مهما تمادي الزمن وطالت المدّة. وليس لاحد أن يقترح تقديمه أو يعيّن تأريخه، سوي الله عزّ وجلّ.
وقد حصل التأکيد علي هذا المفهوم الصحيح الواعي من قبل الامام المهدي (عليه السلام)، علي ملا من الناس، وذلک في خبر السيّد محمّد الصدر (رحمه الله) عن أبيه، وفي ما يلي اختصار لبعض تفاصيله:
قال: إنّ الناس في البحرين، في بعض الازمنة، لمقدار إحساسهم بالظلم وتعسّف الظالمين... تمنّوا ظهور الامام المهدي (عليه السلام) بالسيف ظهوراً عالمياً عامّاً، لکي يجتثّ أساس الظلم لا من بلادهم فحسب بل من العالم کلّه.
فاتّفقوا علي اختيار جماعة من أعاظمهم زهداً وورعاً وعلماً ووثاقة، فاجتمع هؤلاء واختاروا ثلاثة منهم، واجتمع هؤلاء واختاروا واحداً هو أفضلهم علي الاطلاق، ليکون هو واسطتهم في الطلب إلي المهدي بالظهور.
فخرج هذا الشخص المختار، إلي الضواحي والصحراء، وأخذ بالتعبّد والتوسّل إلي الله تعالي وإلي المهدي (عليه السلام) بأن يقوم بالسيف ويظهر فيملا الارض قسطاً وعدلاً، کما ملئت ظلماً وجوراً. وقضي في ذلک ثلاثة أيام بلياليها.
فلمّـا کانت الليلة الاخيرة، أقبل شخص وعرّفه بنفسه أنّه هو المهدي المنتظر، وقد جاء إجابةً لطلبه: وسأله عن حاجته، فأخبره الرجل بأنّ قواعده الشعبية ومواليه في أشدّ التلهّف والانتظار إلي ظهوره وقيام نوره. فأوعز إليه المهدي (عليه السلام) أن يبکّر في غد إلي مکان عامّ عيّنه له، ويأخذ معه عدداً من الغنم في الطابق الثاني علي السطح، ويعلن في الناس أنّ المهدي (عليه السلام) سيأتي في ساعة معيّنة، عليهم أن يجتمعوا في أرض ذلک المکان. وقال له المهدي (عليه السلام) أيضاً: إنّني سأکون علي السطح في ذلک الحين.
وامتثل الرجل هذا الامر، وحلّت الساعة الموعودة، وکان الناس متجمهرين في المکان المعيّن علي الارض، وکان المهدي (عليه السلام) مع هذا الرجل وغنمه علي السطح.
وهنا ذکر المهدي (عليه السلام) اسم شخص، وطلب من الرجل أن يطلّ علي الجماهير ويأمره بالحضور، فامتثل الامر وأطلّ علي الجمع ونادي باسم ذلک الرجل... فسمع الناس وصعد الرجل علي السطح، وبمجرّد وصوله أمر المهدي (عليه السلام) صاحبنا أن يذبح واحدة من غنمه قرب الميزاب، فما رأي الناس إلاّ الدم ينزل من الميزاب بغزارة، فاعتقدوا جازمين بأنّ المهدي (عليه السلام) أمر بذبح هذا الرجل الذي ناداه.
ثمّ نادي المهدي (عليه السلام) بنفس الطريقة رجلاً آخر، وکان أيضاً من الاخيار الورعين، فصعد مضحّياً بنفسه واضعاً في ذهنه الذبح أمام الميزاب، وبعد أن وصل إلي السطح نزل الدم من الميزاب، ثمّ نادي شخصاً ثالثاً ورابعاً، وهنا أصبح الناس يرفضون الصعود، بعد أن تأکّدوا أنّ کلّ من يصعد سيراق دمه من الميزاب، وأصبحوا يفضّلون حياتهم علي أمر إمامهم.
وهنا التفت المهدي (عليه السلام) إلي صاحبنا وأفهمه بأنّه معذور في عدم الظهور ما دام الناس علي هذا الحال.
فمن هنا نفهم بوضوح، کيف أنّ المهدي (عليه السلام) استهدف إفهام الاُمّة بشکل عملي غير قابل للشکّ، بأنّها ليست علي المستوي المطلوب من التضحية والشعور بالمسؤولية الاسلامية، وکشف أمامها واقعها بنحو أحسّه کلّ فرد في نفسه وأنّه علي غير استعداد لاطاعة أمر إمامه (عليه السلام) إذا کان مستلزماً لاراقة دمه، وإذا کانت الاُمّة علي هذا المستوي الوضيع لم يمکنها بحال أن تتکفّل القيام بمهام اليوم الموعود بقيادة المهدي (عليه السلام).
هذه الصورة ربما تکون واقعية وربما تکون استدلاليّة، وعلي کلّ حال لا تخلو من فائدة وتقريب المعني إلي الذهن.
4 - إرجاعه (عليه السلام) للحجر الاسود إلي مکانه من الکعبة، فإنّ القرامطة بعد أن قلعوه أثناء هجومهم علي مکّة المکرّمة عام 317 للهجرة، ونقلوه إلي هجر، وکان ذلک إبّان الغيبة الصغري، کما هو واضح من تأريخها بقي الحجر لديهم عشرين عاماً أو يزيد. وأرجعوه إلي مکّة عام 339، أو عام 337، فکان المهدي (عليه السلام) هو الذي وضعه في مکانه وأقرّه علي وضعه السابق، کما ورد في أخبارنا.
قال الراوي: لمّـا وصلت إلي بغداد في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة عزمت علي الحجّ، وهي السنة التي ردّ القرامطة فيها الحجر إلي مکانه إلي البيت، کان أکثر همّي الظفر بمن ينصب الحجر، لأنّه يمضي في أنباء الکتب قصّة أخذه، فإنّه لا يضعه في مکانه إلاّ الحجّة في الزمان، کما في زمان الحجّاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) في مکانه.
وأوضح الراوي بأنّ الناس فشلوا في وضعه في محلّه، وکلّما وضعه إنسان اضطرب الحجر ولم يستقم، فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه، فتناوله فوضعه في مکانه، فاستقام کأنّه لم يزل عنه، وعلت لذلک الاصوات.
ثمّ إنّ المهدي (عليه السلام)، خرج من المسجد ولاحقه الراوي طالباً منه حاجة، فقضاها له، وأقام الدلالة ساعتئذ علي حقيقته.
وهذه حقيقة تمثّل فجوة تأريخية، سکت عنها التأريخ العامّ، وقد ملاتها أخبارنا الخاصّة بکلّ وضوح، وهو أمر لا يمکن نفيه إلاّ بنفي فکرة غيبة المهدي (عليه السلام) من أصلها، وهو خلاف ما هو المفروض في هذا التأريخ.
نعم، يبقي في الذهن سؤالان حول ذلک لا بدّ من عرضهما ومحاولة الجواب عليهما:
الاوّل: أنّه من أين ثبت أنّ الحجر الاسود لا يضعه في محلّه إلاّ الحجّة في الزمان، کما ادّعاه الراوي؟
والواقع أ نّنا لم نجد رواية تتکفّل هذا المدلول الواسع، ولکنّنا إذا استعرضنا التأريخ المعروف، لم نجد واضعاً للحجر إلاّ من الانبياء والاولياء، فإبراهيم (عليه السلام) هو الذي وضع الحجر حين بني الکعبة ووضع اُسس البيت العتيق. ورسول الله (صلي الله عليه وآله) هو الذي وضع الحجر قبل نبوّته حين بنيت الکعبة في الجاهلية واختلفت القبائل فيمن يضع الحجر قبل نبوّته حين بنيت الکعبة في الجاهلية والحادثة معروفة، ومرويّة في التأريخ. وحين أخرب الحجّاج بن يوسف الکعبة المقدّسة في صراعه مع عبد الله بن الزبير... أعادوا بناءها من جديد، وکان واضع الحجر هو الامام زين العابدين (عليه السلام).
وهذا الراوي في الرواية التي نناقشها، ينسب وجود مثل هذه القاعدة العامّة، أعني أنّ الحجر الاسود لا يضعه إلاّ الحجّة في الزمان... ينسبها إلي الکتب، وظاهره کونها مسلّمة الصحّة، فلعلّه کانت هناک أدلّة أکثر وأوثق قد بادت خلال التأريخ والله العالم بحقائق الاُمور.
الثاني: لو ثبتت هذه الفکرة کقاعدة عامّة، وصادف أن زال الحجر الاسود من مکانه في بعض عصور الغيبة الکبري، فکيف يتسنّي للمهدي (عليه السلام) إرجاعه، وهو حجّـة الزمـان، إلاّ بانکشاف أمره وارتفاع غيبته واطلاع الناس علي شخصه.
والجواب علي ذلک: إنّ أهمّ ما يمکن أن يکون ساتراً لشأنه وصائناً لسرّه حين وضعه الحجر، هو عدم معروفية هذه الفکرة لدي الناس وعدم اشتهارها بينهم، بل وعدم قيام دليل واضح عليها، کما سمعنا. ولعلّه من أجل ذلک لم يصدر في الشريعة الاسلامية مثل هذا الدليل الواضح علي ذلک. ولعلّک لاحظت من خلال هذه الرواية التي نناقشها أنّ الذي عرف هذه الفکرة هو واحد من الالاف المحتشدة بما فيهم العلماء والکبراء، ومن هنا استطاع أن يشخّص في واضع الحجر کونه هو المهدي (عليه السلام).
وبناءً علي خفاء العنوان، يمکن أن نفترض أنّ الامام (عليه السلام) في عصر غيبته، يضع الحجر الاسود مع عمّـال البناء، ويکون آخر من يثبته، ويبقي مجهول الحقيقة علي طول الخطّ، بل قد يکون معروفاً بشخصيّته الثانية باسم آخر کفرد عادي في المجتمع. فيري الرائي أنّ هذه الفکرة العامّة قد انخرمت، في حين إنّه ليس واضع الحجر إلاّ المهدي (عليه السلام) لو انکشف الستر وظهرت الحقيقة.




يتبع...

نووورا انا
09-08-2010, 08:02 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد

الاهداف والمقاصد الخاصة
والمراد منها ما يمتّ بالنفع بشکل رئيسي ومباشر إلي شخص معيّن أو أشخاص قلائل، ممّن حظوا بمقابلة الامام المهدي (عليه السلام)، والاهداف المندرجة تحت هذا العنوان متعدّدة وأمثلتها کثيرة، نذکر منها:
1 - هداية الشخص وتقويمه، وضمّه في النتيجة إلي الشعب المسلم الذي يؤمن بالمهدي (عليه السلام)... بعد إحراز نيّته والعزم علي اتباع الهدي إن ظهر لديه.
مثاله: ذلک الشخص الذي ذهب لشراء السمن من الاعراب في أطراف الحلّة، فتخلّف عن القافلة وتاه في الصحراء. فکان ممّـا قال في نفسه: إنّني کنت أسمع من اُمّي أنّها تقول: إنّ لنا إماماً حيّاً يکنّي بأبي صالح يرشد التائهين ويغيث الملهوفين ويعين الضعفاء. ثمّ إنّه عاهد الله تعالي أنّه إن استغاث به وأنجاه، أن يتّبع دين اُمّه.
قال الراوي: ثمّ إنّني ناديته واستغثت به. وفجأة رأيت شخصاً يسير معي وعلي رأسه عمامة خضراء لونها کلون هذا - وأشار إلي الحشيش المزروع علي النهر -... وأشار لي إلي الطريق. وقال لي: إنّک ستصل بسرعة إلي قرية کلّ أهلها من الشيعة. فقلت له: يا سيّدي ألا تأتي معي إلي هذه القرية. فقال: لا، لانّ ألف شخص في أطراف البلاد يستغيثون بي، ولا بدّ أن اُنجيهم.(1) (ada99:043.htm#_ftn1)
2 - انتصاره لاحد طرفي الجدل عند وقوع الجدل بين اثنين، واقتضاء المصلحة الانتصار لاحد الطرفين.
مثاله: إنّ صديقين مسلمين مختلفين في المذهب، وقع بينهما جدل مذهبي طويل، في أحد المساجد بهمدان، ولم يستطع أحدهما أن يقنع الاخر بمدّعاه. فاقترح أحدهما أن يجعلا بينهما أوّل رجل يدخل المسجد حکماً، وخاف الاخر من هذا الاقتراح، لانّ أهل همدان کانوا علي مذهب صاحبه، لکنّه قبل بالشرط تحت ضغط المجادلة والمباحثة.
وبمجرّد أن قرّرا هذا الشرط، دخل المسجد شابّ تظهر علي سيماه آثار الجلالة والنجابة، وتظهر عليه معالم السفر. فتقدّم إليه صاحب الاقتراح وأظهر له مذهبه، واستدلّ عليه بعدّة أدلّة، وأقسم عليه بقسم مؤکّد أن يظهر عقيدته بالنحو الذي عليه الواقع. فقرأ هذا الشابّ بيتين من الشعر أظهر فيهما عقيدته بنحو لا يقبل الشکّ، ثمّ غاب عن الانظار. وکانت هذه هي المعجزة التي تثبت حقيقته وصحّة مذهبه أيضاً. فاندهش الاخر من فصاحته وبلاغته، واعتنق المذهب الذي انتصر له المهدي (عليه السلام).(2) (ada99:043.htm#_ftn2)
3 - حلّه لبعض المسائل المعضلة التي قد يشکل حلّها علي فطاحل العلماء.
مثاله: إنّ المحقّق الاردبيلي، وهو من أعظم العلماء تحقيقاً وورعاً حتّي لقّب بالمقدّس الاردبيلي أيضاً... أشکلت عليه مسائل، فخرج في جوف الليل سائراً من النجف إلي مسجد الکوفة حيث لاقي المهدي (عليه السلام) في محراب أمير المؤمنين (عليه السلام) هناک، وسأله عن مسائله وعرف جوابها، وعاد.(3) (ada99:043.htm#_ftn3)
4 - إخباره ببعض الاخبار السياسية المهمّة في زمانها، قبل أن يعرفها الناس، نتيجة لضعف وسائل الاعلام في ذلک العصر.
مثاله: إنّ المهدي (عليه السلام) دخل في مجلس درس السيّد مهدي القزويني في الحلّة، فلم يعرفوه، بالطبع، واستمع إلي درسه. وحين انتهي الدرس، سأله السيّد المشار إليه: من أين جئت إلي الحلّة؟ فقال: من بلد السليمانية. فقال السيّد: منذ کم خرجت منها؟ فقال: في اليوم السابق. ولم أخرج منها حتّي دخل فيها نجيب باشا فاتحاً، وقد أخذها بقوّة السيف. وأزال عنها أحمد باشا الباباني الذي کان متمرّداً. وأجلس محلّه أخاه عبد الله باشا. وکان أحمد باشا المذکور قد خرج علي طاعة الدولة العثمانية، وادّعي السلطنة لنفسه.
قال السيّد: وکان والدي في السليمانية، فبقيت متفکّراً. ولم يکن قد وصل خبر هذا الفتح إلي حکّام الحلّة. ولم يجل في خاطري أن أسأله أ نّک کيف قلت: إنّي وصلت إلي الحلّة وخرجت بالامس من السليمانية. علي حين أنّ بين السليمانية والحلّة، أکثر من عشرة أيام للراکب المجدّ.
قال: ثمّ ضبطنا تأريخ ذلک اليوم الذي أخبر فيه بفتح السليمانية، ثمّ وصلت أنباء هذه البشارة إلي الحلّة بعد عشرة أيام من ذلک اليوم وأعلنها حکّام الحلّة، وحيّوا الخبر بضربات المدفع. کما کانوا يعملون عادة في أخبار الفتوحات.(4) (ada99:043.htm#_ftn4)
ومن هنا نفهم أهمية هذا الخبر لدي سلطات العثمانيين في الحلّة. ونعرف المصلحة المهمّة التي تترتّب علي إيصال المهدي (عليه السلام) لهذا الخبر خلال مدّة کانت في ذلک العصر إعجازية.
5 - نصحه للاخرين ورفعه لمعنويّاتهم، وتوجيههم التوجيه الصالح، بعد أن کانوا قد مرّوا في بعض الحالات الصعبة والمشکلات المحزنة بالنسبة إليهم.
مثاله: ما قاله بعض الرواة من مقابلته للمهدي (عليه السلام) في بعض طرقات الحلّة - وقد عرف حقيقته بعد ذلک -، فسلّم عليه فردّ عليه السلام، وقال له فيما قال: لا تغتمّ بما ورد عليک من الخسران وذهاب المال في هذا العام. لا نّک شخص يريد أن يمتحنک الله تعالي بالمال، فرآک تؤدّي الحقّ، وما هو الواجب عليک من الحجّ. وأمّا المال فهو عرض زائل يأتي ويذهب.
قال الراوي: وکنت قد خسرت في هذا العام خسراناً لم يطّلع عليه أحد، وسترته خوفاً من شهرة الانکسار الموجبة لتلف التجارة. فاغتممت في نفسي، وقلت: سبحان الله، شاع خبر انکساري بين الناس حتّي وصل إلي الغرباء. ولکنّني قلت في جوابه: الحمد لله علي کلّ حال.
فقال: إنّ ما فاتک من المال سوف يعود عليک بسرعة بعد مدّة، وتعود إلي حالک الاوّل، وستؤدّي ديونک. قال الراوي: فسکتّ مفکّراً في کلامه...(5) (ada99:043.htm#_ftn5) إلي آخر الحديث.
6 - مساعدته المالية للاخرين.
مثاله: إنّ جماعة من أهل البحرين عزموا علي ضيافة جماعة من المؤمنين، بشکل متسلسل في کلّ مرّة عند واحد منهم. وساروا في الضيافة، حتّي وصلت النوبة إلي أحدهم، ولم يکن لديه شيء. فرکبه من ذلک حزن وغم شديد، فخرج من أحزانه إلي الصحراء في بعض الليالي، فرأي شخصاً... حتّي إذا وصل إليه قال له: اذهب إلي التاجر الفلاني - وسمّـاه -، وقل له: يقول لک محمّد بن الحسن: ادفع لي الاثنا عشر أشرفياً التي کنت نذرتها لنا. ثمّ اقبض المال منه واصرفه في ضيافتک.
فذهب ذلک الرجل إلي ذلک التاجر، وبلغ الرسالة عن ذلک الشخص. فقال له التاجر: أقال لک: محمّد بن الحسن، بنفسه، فقال البحراني: نعم. فقال التاجر: وهل عرفته؟ قال: لا. فقال: ذاک صاحب الزمان (عليه السلام). وکنت نذرت هذا المال له. ثمّ إنّه أکرم هذا البحراني وأعطاه المبلغ وطلب منه الدعاء...(6) (ada99:043.htm#_ftn6).
7 - شفاؤه لامراض مزمنة بعد أن عجز عنها الاطباء، وأخذت من صاحبها مأخذاً عظيماً.
مثاله: ما روي(7) (ada99:043.htm#_ftn7) عن السيّد باقي بن عطوة العلوي الحسني: إنّ أباه عطوة کان لا يعترف بوجود الامام المهدي (عليه السلام)، ويقول: إذا جاء الامام وأبرأني من هذا المرض اُصدّق قولکم. ويکرّر هذا القول. فبينما نحن مجتمعون في وقت العشاء الاخيرة صاح أبونا فأتيناه سراعاً. فقال: الحقوا الامام، في هذه الساعة خرج من عندي. فخرجنا فلم نرَ أحداً.
فجئنا إليه، وقال: إنّه دخل إليَّ شخص، وقال: يا عطوة! فقلت: لبّيک، من أنت؟ قال: أنا المهدي قد جئت إليک أن أشفي مرضک. ثمّ مدّ يده المبارکة وعصر ورکي وراح. فصار مثل الغزال. قال علي بن عيسي الاربلي: سألت عن هذه القصّة غير ابنه فأقرّ بها.
فانظر إلي المهدي (عليه السلام) کيف يقرن شفاءه للمرضي بإقامة الحجّة علي وجوده وإمامته، بحيث لم يبقَ لمنکرها أيّ شکّ أو جدال.
8 - هدايته للتائهين في الصحراء والمتخلّفين عن الرکب إلي مکان استقرارهم وأمنهم. وقد يقرن ذلک بإقامة الحجّة علي الرائي للتوصّل إلي هدايته. کما سمعنا في الهدف الاوّل. وأمثلته کثيرة، نذکر الان واحداً منها:
وهو أنّ شخصاً ذهب إلي الحجّ مع جماعة قليلة عن طريق الاحساء. وعند الرجوع کان يقضي بعض الطريق راکباً وبعضه ماشياً. فاتّفق في بعض المنازل أن طال سيره ولم يجد مرکوباً. فلمّـا نزلوا للراحة والنوم، نام ذلک الرجل وطال به المنام من شدّة التعب، حتّي ارتحلت القافلة بدون أن تفحص عنه.
فلمّـا لذعته حرارة الشمس استيقظ، فلم يرَ أحداً، فسار راجلاً، وکان علي يقين من الهلاک. فاستغاث بالامام المهدي (عليه السلام)، فرأي في ذلک الحال رجلاً علي هيئة أهل البادية راکباً جملاً. وقال له: يا فلان، افترقت عن القافلة؟ فقال: نعم. فقال: هل تحبّ أن اُوصلک برفاقک؟ قال فقلت: نعم، والله. هذا مطلوبي وليس هناک شيء سواه. فاقترب منّي وأناخ راحلته، وجعلني رديفاً له، وسار. فلم نسر إلاّ قليلاً حتّي وصلنا إلي القافلة. فلمّـا اقتربنا منها، قال: هؤلاء رفقاؤک. ووضعني، وذهب.(8) (ada99:043.htm#_ftn8)
9 - تعليمه الادعية والاذکار ذات المضامين العالية الصحيحة، لعدد من الناس.
وأمثلة ذلک کثيرة، ممّـا يفهم منه اهتمام الامام (عليه السلام) بالادعية، لا بصفتها تمتمات لا تسمن ولا تغني من جوع، بل بصفتها نصوصاً ذات معان توجيهية تربوية، ومسائل صالحة واعية، سائرة في طريق الله تعالي.
ومن المعلوم أنّ اُسلوب الدعاء أقرب إلي جوّ التکتّم والحذر، من أيّ شيء آخر، باعتبارها الوسيلة المعترف بمشروعيّتها عموماً، في الاتصال بالله عزّ وجلّ، ولا يمکن لايّ سلطة من السلطات المحاسبة علي ذلک. ومن هنا رأينا الامام زين العابدين (عليه السلام) قد اتّخذ في تربية الاُمّة اُسلوب الدعاء، وضمّن أدعيته أعلي المفاهيم وأجلّ الاساليب.
وکذلک سار الامام المهدي (عليه السلام) في هذا الطريق، وانتهج نفس المنهج فيما انتهجه من أعمال. فکان أن علّم عدداً من الافراد عدداً من الادعية. من أهمّها (دعاء الفرج) الذي يطلع الفرد علي واقعه السيّئ في عصور الفتن والانحراف، ويفهمه أمله المنشود ويربطه بالله تعالي ارتباطاً عاطفياً إيمانياً وثيقاً، إذ يقول: اللّهُمَّ عَظمَ البَلاء وَبَرحَ الخَفَاءُ وَانْقَطَعَ الرَّجَاءُ وَانْکَشَفَ الغطَاءُ وَضَاقَتِ الارْضُ وَمنعَتِ السَّمَاءُ. وَإلَيْکَ يَا رَبِّ المُشْتَکَي وَعَلَيْکَ المُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةَ وَالرَّخَاءِ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، اُولِي الامْرِ الَّذِيْنَ فَرَضْتَ عَلَيْنَا طَاعَتَهُمْ فَعَرَّفْتَنَا بِذلِکَ مَنْزِلَتَهُمْ. فَفَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجَاً عَاجِلاً قَرِيْبَاً کَلَمْحِ البَصَرِ، أوْ هُوَ أقْرَبُ... إلي آخر الدعاء.(9) (ada99:043.htm#_ftn9)
10 - حثّه علي تلاوة الادعية الواردة عن آبائه المعصومين (عليهم السلام)، بما فيها من مضامين عالية وحقائق واعية تربوية وفکرية.
وأوضح أمثلته: ذلک الرجل الذي انقطع عن رکبه في ليل عاصف وماطر بالثلج، إذ رأي أمامه بستاناً وفيه فلاّح بيده (مسحاة) يضرب بها الاشجار ليسقط عنها الثلج.
قال الراوي: فجاء نحوي ووقف قريباً منّي، وقال: من أنت؟ فقلت: ذهب رفاقي وبقيت لا أعلم الطريق، وقد تهت فيه. فقال لي بالفارسية: صلّ النافلة حتّي تجد الطريق. قال: فاشتغلت بالنافلة. وبعد أن فرغت من التهجّد، جاء وقال: ألم تذهب؟ فقلت: والله لا أعرف الطريق. فقال: أقرأ الجامعة.(10) (ada99:043.htm#_ftn10) وأنا لم أکن حافظاً للجامعة، وإلي الان لست حافظاً لها بالرغم من زياراتي المکرّرة للعتبات المشرّفة. ولکنّني قمت من مکاني وقرأت الجامعة بتمامها عن ظهر قلب.
ثمّ ظهر تارةً اُخري، وقال: ألم تذهب، ألا زلت موجوداً، فلم أتمالک عن البکاء، وقلت: نعم... لا أعرف الطريق. فقال: اقرأ عاشوراء.(11) (ada99:043.htm#_ftn11) قال الراوي: وأنا غير حافظ لعاشوراء، وإلي الان لست حافظاً لها. ولکنّني وقفت واشتغلت بالزيارة، فقرأتها بتمامها عن حفظ.
قال: فجاء مرّة اُخري، وقال: ألم تذهب؟ فقلت: کلاّ... لا زلت موجوداً هنا إلي الصباح. فقال: أنا الان اُوصلک بالقافلة.
ثمّ ذهب ورکب ****اً وحمل مسحاته علي کتفه وجاء فأردفني به. قال الراوي: فوضع يده علي رکبتي وقال: أنتم لماذا لا تصلّون النافلة؟ النافلة، النافلة، النافلة... کرّرها ثلاث مرّات.
ثمّ قال: أنتم لماذا لا تقرأون عاشوراء؟... عاشوراء، عاشوراء، عاشوراء... کرّرها ثلاث مرّات.
ثمّ قال: أنتم لماذا لا تقرأون الجامعة؟ الجامعة، الجامعة، الجامعة. ثلاث مرّات. وکان يدور في مسلکه... وإذا به يلتفت إلي الوراء ويقول: اُولئک أصحابک. إلي آخر الخبر.(12) (ada99:043.htm#_ftn12)
وقد احتمل الشيخ النوري أنّ المراد بقوله (عليه السلام): النافلة، هي صلاة الليل(13) (ada99:043.htm#_ftn13)، فإنّ الراوي أتي بها في الليل. وهذه الصلاة من أفضل المستحبّات في الشريعة. وکلّ ما أمر به في هذه الرواية فهو من أفضل المستحبّات... علي أن يفهم فهماً حقيقياً واعياً، بصفته کجزء من کلّ، مرتبط بالکيان العامّ للعمل الاسلامي في سبيل الله تعالي وإعلاء کلمته. ولهذا أمر الامام المهدي (عليه السلام) بالالتزام بها أمراً مؤکّداً، بعد أن رأي الناس قد تسامحوا بها وتهاونوا في امتثالها.(14) (ada99:043.htm#_ftn14)

نووورا انا
09-08-2010, 08:04 AM
الهوامش
(25) (ada99:042.htm#_ftnref25)راجع تفاصيل ذلک في النجم الثاقب: 314 وما بعدها، منتهي الامال 2: 316.

(26) (ada99:042.htm#_ftnref26)راجع تفاصيل ذلک في النجم الثاقب: 370، ومنتهي الامال 2: 326.
(1) (ada99:043.htm#_ftnref1)النجم الثاقب: 346.

(2) (ada99:043.htm#_ftnref2)النجم الثاقب: 331.

(3) (ada99:043.htm#_ftnref3)النجم الثاقب: 334، منتهي الامال 2: 319.

(4) (ada99:043.htm#_ftnref4)النجم الثاقب: 367 وما بعدها.

(5) (ada99:043.htm#_ftnref5)النجم الثاقب: 366.

(6) (ada99:043.htm#_ftnref6)النجم الثاقب: 306 وما بعدها.

(7) (ada99:043.htm#_ftnref7)راجع ينابيع المودّة: 548، کشف الغمّة 3: 287، منتهي الامال 2: 310.

(8) (ada99:043.htm#_ftnref8)النجم الثاقب: 341.

(9) (ada99:043.htm#_ftnref9)النجم الثاقب: 263.

(10) (ada99:043.htm#_ftnref10)وهي الزيارة المرويّة عن الامام الهادي (عليه السلام) ويزار بها الائمّة (عليهم السلام)، راجع مفاتيح الجنان، وتبدأ الزيارة بقوله: السلام عليکم يا أهل بيت النبوّة، وراجع کتابنا الهادي علي (عليه السلام)، ففيه تفصيل لسندها وفضلها.

(11) (ada99:043.htm#_ftnref11)يريد زيارة الامام الحسين (عليه السلام)، راجع مفاتيح الجنان، وتبدأ الزيارة بقوله: السلام عليک يا أبا عبد الله.

(12) (ada99:043.htm#_ftnref12)النجم الثاقب: 343.

(13) (ada99:043.htm#_ftnref13)النجم الثاقب: 344.


المصدر
المهدي المنتظر

بحب الله نحيا
09-08-2010, 08:09 AM
اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يارب

موضوع في غاية الأهمية
شكراً جزيلاً ولي عودة لأقرأه
^^

لبيك داعي الله
09-08-2010, 08:41 AM
©؛°¨¨°؛© أرىَ الـــــــصلاةَ نعـــاساً من يــؤديِها •:*¨`*:• لعل اعجــاماً لاعربا اهــليهــا •:*¨`*:• إن كــنت شِيعيــا مولآك حيدرةً •:*¨`*:•صلي رفــيعا لــذات العــرش عليـِـها©؛°¨¨°؛©اللهُـمَ صـَلْ عَلـىَ مُحَمــَدٍ وََ آَلِ مُحَمــَد ٍوَعَجـِلْ فَرَجَهـُمْ وَإِلْعـَنْ أَعدَائَهِـمْ إَلىَ يَوم الّدِيـنْ وَثَبِّتنَا عَلىَ وِلايَتِهِم واحشُرنا معَهم ياكريــــــــــم ياالله

احسنتم بارك الله فيكم

جعلنا الله من انصاره واعوانه

نووورا انا
10-08-2010, 06:01 AM
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ


بحب الله نحيا
بانتظار عودتك
لبيك داعي الله
شكرا لمرورك العطر

بحب الله نحيا
10-08-2010, 07:44 AM
اللهم صلـِ على محمد وعلى آلـ محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياالله؛
اللهم عجّل لفرج مولانا صاحب العصر والزمان ~

جزاكِ الله خيراً أختي نورااا
ربّنا يبارك فيكِ ويوفقكِ لما يحب ويرضى
لآ عدمناكِ
^^

ربيبة الزهـراء
10-08-2010, 04:03 PM
جعلنا و اياكم من انصار المهدي عج

بارك الله بيكٍ حبيبتي
موفقة لخدمة الامام المهدي

نووورا انا
16-08-2010, 08:01 PM
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ


بحب الله نحيا
ربيبة الزهراء
شكرا لاطلالتكم الجميلة