هشام حيدر
09-08-2010, 06:53 PM
مثيرة للسخرية كانت تصريحات بعض من اعتادوا ان يقولوا للسيد الرئيس ...سيدي انت لاتخطأ ابدا !
فلأن سيادته كان قد اعتاد مذ راى الزغب على جناحيه ...ان ينفرد خارج السرب.... وان يحدد السرب ذاته, ويشخصه كعدو, ومنافس لدود, لايهاجم سواه احدا ولايكيل صنوف التهم, الا اليه .....فقد اخذ هؤلاء مؤخرا يقلدون (سيادته) في هذا الانحدار فصدرت مثل تصريحات الشهرستاني التي اتهم فيها المجلس الاعلى بانه هو المتسبب بعرقلة تشكيل الحكومة لانه المتسبب بعرقلة الاتفاق على مرشح لرئاسة الوزراء من التحالف الوطني !
تصريح الشهرستاني هذا يتناقض دون وعيه وادراكه مع تصريحات وتلميحات من (الاخ الاكبر) وزملاء اخرين حيث اشاروا الى انه (لايحق للمجلس ان يتدخل او ان يحاول فرض راي ما)... وان عليه ان .....(يعرف حجمه)!
هذا( الحجم ) وفقا لكمال الساعدي من على (الحرة) كان مجرد ...(سبعة مقاعد)...!
شلون ؟ ماادري !!
رغم اني قرأت التايتل من على شاشة القناة والذي حاول (ترقيع) تصريح الساعدي فذكر ان عدد المقاعد (وفقا لتصريح الساعدي)...سبعة عشر مقعدا!
لكن هذا غير صحيح ايضا !
انتظرت تفصيل الخبر فاذا بالساعدي نفسه يذكر ان عدد المقاعد سبعة فقط !
بل ولقد اضاف مؤكدا وقاطعا الطريق على تلك المحاولة الترقيعية .....(وهذا يعني ان المجلس يشكل مانسبته 10% من مقاعد الائتلاف الوطني ..)!
واضاف لقد كان المجلس يسعى طيلة السنوات الاربع الماضية للاطاحة بالسيد المالكي والنيل منه وتشويه صورته والحط من قيمة منجزاته لاجل صعود مرشحه عادل عبد المهدي....!
وأعجب حقا من قابلية بعض اشباه الساسة على التلاعب بعقل المشاهد واستغفاله بهذه الصورة الهزيلة !
وبفرض صحة تخريف الساعدي بشان عدد مقاعد المجلس فان كلامه مردود عليه وعلى الشهرستاني اذ كيف يقوى من كان بهذا الحجم ان يعرقل برلمانا مؤلفا من 325 مقعدا من تشكيل حكومته ؟
وكيف يقوى من كان بهذا الحجم ان يمنع كتلة (التحالف الوطني) المؤلفة من 169 مقعدا من الاتفاق على مرشحها؟؟
ولكن هل سأل المالكي او الساعدي انفسهم اولا..كم كان حجمكم في 2005 حين قررتم فرض مرشحكم فرضا دون تشاور او توافق مع الاخرين بل لمجرد انكم قلتم انه )القوي الامين...وبررتم ذلك بانه (امتثال ...للتكليف الشرعي )؟!
ثم لماذا يستهدف المجلس الاعلى دون غيره رغم ان الكتلة الاكبر داخل الائتلاف هي الكتلة الصدرية المؤلفة من اربعين مقعدا؟
ولو انها اتفقت مع المالكي لضمن نسبة الثمانين بالمئة التي يتطلبها مرشح التحالف الوطني وبخلاف تاييد الصدريين فان تاييد المجلس لايحقق هذه النسبة!
هذا فيما يخص المرحلة الحالية....اما فيما يخص المرحلة السابقة فقد كان التيار الصدري (خارج على القانون)بحسب توصيف السيد الرئيس نفسه اولا ....وان محاربة التيار و(كسر ظهره) واحد من اهم (منجزات) ...السيد الرئيس التي يفتخر بها ثانيا!
وان الكتلة الصدرية سبق ان انسحبت من الائتلاف وايدت بصورة مبدئية سحب الثقة من المالكي وعارضت بشدة توقيع الاتفاقية الامنية وووووو الخ !
في حين كان المجلس الاعلى داعما للمالكي في كل هذا الى الحد الذي اصبح فيه المجلس الجهة الوحيدة التي تقف الى جانب المالكي بعد انسحاب الفضيلة والتيار من الائتلاف اضافة الى جبهة التوافق ومناواة العراقية اصلا والموقف الكردي المتحفظ على حزب الدعوة منذ ايام الجعفري وحتى نشوب الخلافات المتعددة مع المالكي !
بل لقد اعترف المالكي نفسه وبعظمة لسانه انه سمع انهم يحاولون تشكيل حكومة بديلة في بغداد وانه قرر الرجوع لمعالجة الامر لولا موقف سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رضوان الله تعالى عليه الذي ابلغه هاتفيا (بحسب المالكي) بانه سيتولى معالجة الموقف ...فلاتهتم !
(في كلمته في اربعينية السيد الحكيم رض )!
فكيف يتفق هذا مع تلميحات المالكي واخرها على العراقية...ثم تصريحات الساعدي مؤخرا على الحرة ..؟؟!
وقد يقول البعض ان عدد مقاعد المجلس وان كانت (20) فانها فعلا لاتؤهله للعب دور فعال في العملية السياسية وان على المجلس.. ان يتصرف (وفق حجمه ) الذي افرزته الانتخابات !!
اقول ان الامر لايتعلق بتصرف المجلس الاعلى نفسه بل بحقيقة حجمه الذي يعرف الشهرستاني والساعدي والمالكي ..حقيقته!
والا فلم لاتتصرف جبهة التوافق مثلا باكبر من حجمها لتكون طرفا فاعلا ومؤثرا ....سلبا او ايجابا ..؟؟!
يعرف المالكي وفريقه انه لولا المفوضية وسجلات وزارة التجارة لما كانت النتائج بهذه الصورة اصلا !
هذا اولا !
وثانيا يعلم هؤلاء انه ووفقا للنتائج ذاتها فان عدد الاصوات التي حصدها مرشحوا المجلس كانت اكبر من أي كتلة اخرى داخل الائتلاف !
وقد يثير هذا استغرابا او سخرية حتى عند البعض لكن اولا واخيرا هذا هو واقع الحال وان افرزت النتائج تقدم الكتلة الصدرية بعدد المقاعد النيابية !
مارفع عدد مقاعد الكتلة الصدرية هو الكوتا النسوية... اذ حصدت الكتلة كل المقاعد النسوية للائتلاف تقريبا وهي تعادل نصف عدد مقاعد الكتلة وباستثناء نائبة او اثنتين فان باقي العضوات لم يحصلن الى على عدد بسيط من الاصوات!
ناهيك عن تقسيم التيار الصدري لجمهوره لينتخب حسب المناطق كي لاتتبعثر اصوات ناخبيه وبالنتيجة فقد ركزوا اصواتهم في حين تفرقت اصوات انصار المجلس وتبعثرت لتعود بالفائدة بالتالي على من يحتاج اصواتا اضافية من مرشحي الكتلة الصدرية وكتلة الفضيلة التي لم يصل مرشح لها مثل حسن الشمري الى العتبة الانتخابية بل لقد تخلف عنها باكثر من عشرة الاف صوت رغم الاتيان به ليرشح عن مدينة الناصرية معقل الكتلة وبالتالي فقد صعد عن الناصرية مع مرشحة اخرى عن الكتلة رغم انهما لم يحصلا معا على القاسم الانتخابي انما عاد عليهم من فائض الاصوات المبعثرة من انصار المجلس داخل الائتلاف !
يعلم هؤلاء كل هذا واكثر ويعلمون انه وبمجرد تغيير خارطة التشكيلة الحكومية وقدوم مجلس نواب جديد فان مفوضية جديدة لابد ان تاتي على انقاض هذه المفوضية التي مسح النائب اليعقوبي بها الارض !
اضافة الى ان هذا العام سيشهد باذن الله تعالى اجراء التعداد العام للسكان والذي ستعتمد عليه سجلات الناخبين لاحقا الامر الذي ينهي تلاعبات وزارةالتجارة وينفي الحاجة الى تحديث سجل الناخبين بين يوم واخر الامر الذي حرم ملايين الناخبين من التصويت بطريقة معدة سلفا تعتمد نتائج كل مركز انتخابي في الانتخابات السابقة فيتم اقصاء ناخبي هذا المركز او اقصاء المركز باكمله من خلال ابعاده عن محل سكن ناخبيه !
الامر الذي تجيده الدول المتمرسة فقد اطلعت على حدوث اعمال مشابهة مع (الاخوان) وناخبيهم في مصر او كما فعل (جيب بوش) شقيق الرئيس الامريكي جورج بوش في ولاية فلوريدا (اذ كان هو حاكم الولاية) بتلاعبه بسجل الناخبين من خلال تشخيص اسماء بارزة معروفة بموالاتها للمرشح الخصم فتم ادراجها (سهوا) ضمن قائمة (المحكومين .الممنوعين من التصويت)!
ولعل هذه (الملاعيب) الانتخابية التي مارستها (دولة القانون) بحق المجلس الاعلى من اهم الاسباب التي دفعت الاخير لهذا الموقف الحاد من قضية اعادة ترشيح المالكي لدورة ثانية !
عموما....
نعود لصلب الموضوع لنقول ان هؤلاء يعرفون حجم المجلس الاعلى حق المعرفة كما تعرفه الكتل الاخرى التي سارعت بعيد الانتخابات الى المجلس لتتشاور معه امام ذهول (قياديي الحزب الحاكم) الذين كانوا ينتظرون ان يقف الناس على بابهم ليقف سامي العسكري مثلا كمنظم طابور لهم ويدخلهم بمزاجه واحدا واحدا على دولة الرئيس (للتشرف)بالقاء التحية عليه والدعاء له!
لقد اضر المالكي وفريقه بسمعتهم وحجبوا الثقة عن انفسهم بمثل هذه المواقف والتصريحات واثاروا الخوف والريبة لدى باقي الكتل منهم ......فكيف يامنهم الاخرون الذين كانوا يقفون سابقا بالضد منهم بعدما لمسوه منهم تجاه اقرب حلفائهم ؟
فضلا عن تمسكهم بالكرسي واستعدادهم للتخلي عن كل شيء لاجل الاحتفاظ به الى ان وصلت التنازلات الى حقائب الدفاع والداخلية والامن والمجلس السياسي بعد توسيع صلاحياته ..؟!
فاي حكومة واي حاكم هذا الذي يسلم مقاليد امنه وحكومته باجمعها بيد حليف مؤقت دفعته الظروف للتحالف معه ..؟؟!
واذا كان مستعدا لتقديم هذا الكم من التنازلات اليوم وان يبيع كل حلفائه السابقين لاجل المنصب فما المانع من ان يبيع غيرهم لاجل مكاسب اخرى اجلا ام عاجلا ..؟؟!
في حين لمس الجميع جدية ومصداقية التحالف مع مثل المجلس الاعلى الذي لم يتخل عن حزب الدعوة ومرشحيه رغم مواقفهم المتتالية !
ورغم ان الفرصة قد سنحت له مرارا وتكرارا لكنه قدم المصلحة العامة على المصلحة الحزبية الضيقة !
وخير من يعرف حقيقة هذا الموقف ويحفظه للمجلس هم الاخوة الكرد الذين يستحقون الاشادة بموقفهم المشرف !
فقد رفضوا هم ايضا (بيع) حلفائهم لاجل وعود بمنافع ممن لمسوا ان نكث الوعد عنده كمثل شربة ماء !
وهم يستذكرون ولاشك تاريخ العراق الحديث ووعود حكامه ومواقفهم كما يستذكرون مواقف اخوتهم وحلفائهم والتي حقنت دمائهم ومنعت من ارتكاب المجازر بحقهم بالامس الامر الذي دفع بهم الى رفض كل الوعود والمغريات الاخيرة بل ولقد ابلغوا الاخرين انهم لن يشتركوا في حكومة لايشترك فيها من اتفقتم بامر (الباب العالي) على تهميشه واقصائه !
لقد قامت العملية السياسية خلال السنوات الماضية بفضل تحالف الاخوة الكرد مع المجلس الاعلى !
كما حال هذا التحالف اليوم دون تمرير المخطط الامريكي الذي افترض ان هذه هي المحطة الاخيرة بحسب تخطيطه للمجلس الاعلى مقابل تثبيت حزب الدعوة كممثل وحيد للشيعة ليتقاسم السلطة مع علاوي...ممثلا مؤقتا ...للاخوة السنة !
وهذا مايعني بالنسبة للكرد من جانب اخر عودة وانقلابا خطيرا ليس الى ماقبل 2003 بل الى العام 1990 !
لانه يعني ووبساطة ومع (تنازلات) المالكي الامنية تعيينه رئيسا مؤقتا لمرحلة انتقالية يعرف الكرد عواقبها لذا قرروا منع حدوث ذلك وان اضر بعلاقتهم الوطيدة بالامريكان .....فالمسالة هنا اصبحت ...مسالة حياة او موت !
و ياروح.....مابعدك يروح !
ويبدو ان كل زيارات ومحاولات بايدن وهيل وغيرهم لم تقنع القادة الكرد بالتخلي عن ثوابتهم ولم تفلح في زرع الثقة بعلاوي او بالمالكي ..وحتى زايارت علاوي نفسه !
بعد ان تيقنت الادارة الامريكية باستحالة تمرير (المشروع الوطني )للقائمة العراقية ومرشحها (الشيعي) اياد علاوي ...وان كل الاطراف لايمكنها القبول به .....عن قناعة ولاسباب مبدئية او مجاراة لقناعات جمهور تلك الاطراف تحولت البوصلة الامريكية لدعم الخيار الاحتياطي ....المالكي!
ويمكن ببساطة مراقبة وتحديد توجه هذه البوصلة الامريكية من خلال قناة الحرة والافضل من خلال .....(العراقية) تحديدا ومن خلال تركيزها وتقديمها لهذا الطرف او ذاك !
المالكي.......الذي (ضيع) درب النجف وشق عليه ان يطرق باب المرجع الاعلى (ليدخل السرور على قلبه برؤيته ولتبادل الشكوى مع سماحته من المجلس ..) وجد الطريق اقرب الى كردستان حيث ابلغ ان لااحد يمكنه ان يولد القناعة ويزرع الثقة لدى الكرد به....الاهو !
لذا توجه اولا الى مام جلال ثم توجه شمالا ليلتقي البارزاني !
ومن كلا الرجلين صدرت بعض التصريحات التي توحي بحصول بعض التغييرات في مواقف الكرد تجاه حزب الدعوة...او لنقل تجاه المالكي !
ومنها يتضح حجم الضغط الامريكي والدولي وحتى العربي.....على الساسة الكرد !
بل ولقد بان الان سبب الدعوات التي وجهت لرئيس الاقليم وافتتاح القنصليات فيه وما الى ذلك !
فهل يقوى الساسة الكرد على مقاومة كل تلك الاغراءات ؟؟
وهل كانت تلك التصريحات تعلن الاستجابة للمغريات.....ام انها مجرد (انحناءة) بسيطة امام العاصفة , يجيد الكرد ادائها على الطريقة اليابانية!
اذ ليس من الحكمة عادة ان يقف المرء بوجه العاصفة دون ان ينحني بانتظار .....مرورها !
هشام حيدر
الناصرية
فلأن سيادته كان قد اعتاد مذ راى الزغب على جناحيه ...ان ينفرد خارج السرب.... وان يحدد السرب ذاته, ويشخصه كعدو, ومنافس لدود, لايهاجم سواه احدا ولايكيل صنوف التهم, الا اليه .....فقد اخذ هؤلاء مؤخرا يقلدون (سيادته) في هذا الانحدار فصدرت مثل تصريحات الشهرستاني التي اتهم فيها المجلس الاعلى بانه هو المتسبب بعرقلة تشكيل الحكومة لانه المتسبب بعرقلة الاتفاق على مرشح لرئاسة الوزراء من التحالف الوطني !
تصريح الشهرستاني هذا يتناقض دون وعيه وادراكه مع تصريحات وتلميحات من (الاخ الاكبر) وزملاء اخرين حيث اشاروا الى انه (لايحق للمجلس ان يتدخل او ان يحاول فرض راي ما)... وان عليه ان .....(يعرف حجمه)!
هذا( الحجم ) وفقا لكمال الساعدي من على (الحرة) كان مجرد ...(سبعة مقاعد)...!
شلون ؟ ماادري !!
رغم اني قرأت التايتل من على شاشة القناة والذي حاول (ترقيع) تصريح الساعدي فذكر ان عدد المقاعد (وفقا لتصريح الساعدي)...سبعة عشر مقعدا!
لكن هذا غير صحيح ايضا !
انتظرت تفصيل الخبر فاذا بالساعدي نفسه يذكر ان عدد المقاعد سبعة فقط !
بل ولقد اضاف مؤكدا وقاطعا الطريق على تلك المحاولة الترقيعية .....(وهذا يعني ان المجلس يشكل مانسبته 10% من مقاعد الائتلاف الوطني ..)!
واضاف لقد كان المجلس يسعى طيلة السنوات الاربع الماضية للاطاحة بالسيد المالكي والنيل منه وتشويه صورته والحط من قيمة منجزاته لاجل صعود مرشحه عادل عبد المهدي....!
وأعجب حقا من قابلية بعض اشباه الساسة على التلاعب بعقل المشاهد واستغفاله بهذه الصورة الهزيلة !
وبفرض صحة تخريف الساعدي بشان عدد مقاعد المجلس فان كلامه مردود عليه وعلى الشهرستاني اذ كيف يقوى من كان بهذا الحجم ان يعرقل برلمانا مؤلفا من 325 مقعدا من تشكيل حكومته ؟
وكيف يقوى من كان بهذا الحجم ان يمنع كتلة (التحالف الوطني) المؤلفة من 169 مقعدا من الاتفاق على مرشحها؟؟
ولكن هل سأل المالكي او الساعدي انفسهم اولا..كم كان حجمكم في 2005 حين قررتم فرض مرشحكم فرضا دون تشاور او توافق مع الاخرين بل لمجرد انكم قلتم انه )القوي الامين...وبررتم ذلك بانه (امتثال ...للتكليف الشرعي )؟!
ثم لماذا يستهدف المجلس الاعلى دون غيره رغم ان الكتلة الاكبر داخل الائتلاف هي الكتلة الصدرية المؤلفة من اربعين مقعدا؟
ولو انها اتفقت مع المالكي لضمن نسبة الثمانين بالمئة التي يتطلبها مرشح التحالف الوطني وبخلاف تاييد الصدريين فان تاييد المجلس لايحقق هذه النسبة!
هذا فيما يخص المرحلة الحالية....اما فيما يخص المرحلة السابقة فقد كان التيار الصدري (خارج على القانون)بحسب توصيف السيد الرئيس نفسه اولا ....وان محاربة التيار و(كسر ظهره) واحد من اهم (منجزات) ...السيد الرئيس التي يفتخر بها ثانيا!
وان الكتلة الصدرية سبق ان انسحبت من الائتلاف وايدت بصورة مبدئية سحب الثقة من المالكي وعارضت بشدة توقيع الاتفاقية الامنية وووووو الخ !
في حين كان المجلس الاعلى داعما للمالكي في كل هذا الى الحد الذي اصبح فيه المجلس الجهة الوحيدة التي تقف الى جانب المالكي بعد انسحاب الفضيلة والتيار من الائتلاف اضافة الى جبهة التوافق ومناواة العراقية اصلا والموقف الكردي المتحفظ على حزب الدعوة منذ ايام الجعفري وحتى نشوب الخلافات المتعددة مع المالكي !
بل لقد اعترف المالكي نفسه وبعظمة لسانه انه سمع انهم يحاولون تشكيل حكومة بديلة في بغداد وانه قرر الرجوع لمعالجة الامر لولا موقف سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رضوان الله تعالى عليه الذي ابلغه هاتفيا (بحسب المالكي) بانه سيتولى معالجة الموقف ...فلاتهتم !
(في كلمته في اربعينية السيد الحكيم رض )!
فكيف يتفق هذا مع تلميحات المالكي واخرها على العراقية...ثم تصريحات الساعدي مؤخرا على الحرة ..؟؟!
وقد يقول البعض ان عدد مقاعد المجلس وان كانت (20) فانها فعلا لاتؤهله للعب دور فعال في العملية السياسية وان على المجلس.. ان يتصرف (وفق حجمه ) الذي افرزته الانتخابات !!
اقول ان الامر لايتعلق بتصرف المجلس الاعلى نفسه بل بحقيقة حجمه الذي يعرف الشهرستاني والساعدي والمالكي ..حقيقته!
والا فلم لاتتصرف جبهة التوافق مثلا باكبر من حجمها لتكون طرفا فاعلا ومؤثرا ....سلبا او ايجابا ..؟؟!
يعرف المالكي وفريقه انه لولا المفوضية وسجلات وزارة التجارة لما كانت النتائج بهذه الصورة اصلا !
هذا اولا !
وثانيا يعلم هؤلاء انه ووفقا للنتائج ذاتها فان عدد الاصوات التي حصدها مرشحوا المجلس كانت اكبر من أي كتلة اخرى داخل الائتلاف !
وقد يثير هذا استغرابا او سخرية حتى عند البعض لكن اولا واخيرا هذا هو واقع الحال وان افرزت النتائج تقدم الكتلة الصدرية بعدد المقاعد النيابية !
مارفع عدد مقاعد الكتلة الصدرية هو الكوتا النسوية... اذ حصدت الكتلة كل المقاعد النسوية للائتلاف تقريبا وهي تعادل نصف عدد مقاعد الكتلة وباستثناء نائبة او اثنتين فان باقي العضوات لم يحصلن الى على عدد بسيط من الاصوات!
ناهيك عن تقسيم التيار الصدري لجمهوره لينتخب حسب المناطق كي لاتتبعثر اصوات ناخبيه وبالنتيجة فقد ركزوا اصواتهم في حين تفرقت اصوات انصار المجلس وتبعثرت لتعود بالفائدة بالتالي على من يحتاج اصواتا اضافية من مرشحي الكتلة الصدرية وكتلة الفضيلة التي لم يصل مرشح لها مثل حسن الشمري الى العتبة الانتخابية بل لقد تخلف عنها باكثر من عشرة الاف صوت رغم الاتيان به ليرشح عن مدينة الناصرية معقل الكتلة وبالتالي فقد صعد عن الناصرية مع مرشحة اخرى عن الكتلة رغم انهما لم يحصلا معا على القاسم الانتخابي انما عاد عليهم من فائض الاصوات المبعثرة من انصار المجلس داخل الائتلاف !
يعلم هؤلاء كل هذا واكثر ويعلمون انه وبمجرد تغيير خارطة التشكيلة الحكومية وقدوم مجلس نواب جديد فان مفوضية جديدة لابد ان تاتي على انقاض هذه المفوضية التي مسح النائب اليعقوبي بها الارض !
اضافة الى ان هذا العام سيشهد باذن الله تعالى اجراء التعداد العام للسكان والذي ستعتمد عليه سجلات الناخبين لاحقا الامر الذي ينهي تلاعبات وزارةالتجارة وينفي الحاجة الى تحديث سجل الناخبين بين يوم واخر الامر الذي حرم ملايين الناخبين من التصويت بطريقة معدة سلفا تعتمد نتائج كل مركز انتخابي في الانتخابات السابقة فيتم اقصاء ناخبي هذا المركز او اقصاء المركز باكمله من خلال ابعاده عن محل سكن ناخبيه !
الامر الذي تجيده الدول المتمرسة فقد اطلعت على حدوث اعمال مشابهة مع (الاخوان) وناخبيهم في مصر او كما فعل (جيب بوش) شقيق الرئيس الامريكي جورج بوش في ولاية فلوريدا (اذ كان هو حاكم الولاية) بتلاعبه بسجل الناخبين من خلال تشخيص اسماء بارزة معروفة بموالاتها للمرشح الخصم فتم ادراجها (سهوا) ضمن قائمة (المحكومين .الممنوعين من التصويت)!
ولعل هذه (الملاعيب) الانتخابية التي مارستها (دولة القانون) بحق المجلس الاعلى من اهم الاسباب التي دفعت الاخير لهذا الموقف الحاد من قضية اعادة ترشيح المالكي لدورة ثانية !
عموما....
نعود لصلب الموضوع لنقول ان هؤلاء يعرفون حجم المجلس الاعلى حق المعرفة كما تعرفه الكتل الاخرى التي سارعت بعيد الانتخابات الى المجلس لتتشاور معه امام ذهول (قياديي الحزب الحاكم) الذين كانوا ينتظرون ان يقف الناس على بابهم ليقف سامي العسكري مثلا كمنظم طابور لهم ويدخلهم بمزاجه واحدا واحدا على دولة الرئيس (للتشرف)بالقاء التحية عليه والدعاء له!
لقد اضر المالكي وفريقه بسمعتهم وحجبوا الثقة عن انفسهم بمثل هذه المواقف والتصريحات واثاروا الخوف والريبة لدى باقي الكتل منهم ......فكيف يامنهم الاخرون الذين كانوا يقفون سابقا بالضد منهم بعدما لمسوه منهم تجاه اقرب حلفائهم ؟
فضلا عن تمسكهم بالكرسي واستعدادهم للتخلي عن كل شيء لاجل الاحتفاظ به الى ان وصلت التنازلات الى حقائب الدفاع والداخلية والامن والمجلس السياسي بعد توسيع صلاحياته ..؟!
فاي حكومة واي حاكم هذا الذي يسلم مقاليد امنه وحكومته باجمعها بيد حليف مؤقت دفعته الظروف للتحالف معه ..؟؟!
واذا كان مستعدا لتقديم هذا الكم من التنازلات اليوم وان يبيع كل حلفائه السابقين لاجل المنصب فما المانع من ان يبيع غيرهم لاجل مكاسب اخرى اجلا ام عاجلا ..؟؟!
في حين لمس الجميع جدية ومصداقية التحالف مع مثل المجلس الاعلى الذي لم يتخل عن حزب الدعوة ومرشحيه رغم مواقفهم المتتالية !
ورغم ان الفرصة قد سنحت له مرارا وتكرارا لكنه قدم المصلحة العامة على المصلحة الحزبية الضيقة !
وخير من يعرف حقيقة هذا الموقف ويحفظه للمجلس هم الاخوة الكرد الذين يستحقون الاشادة بموقفهم المشرف !
فقد رفضوا هم ايضا (بيع) حلفائهم لاجل وعود بمنافع ممن لمسوا ان نكث الوعد عنده كمثل شربة ماء !
وهم يستذكرون ولاشك تاريخ العراق الحديث ووعود حكامه ومواقفهم كما يستذكرون مواقف اخوتهم وحلفائهم والتي حقنت دمائهم ومنعت من ارتكاب المجازر بحقهم بالامس الامر الذي دفع بهم الى رفض كل الوعود والمغريات الاخيرة بل ولقد ابلغوا الاخرين انهم لن يشتركوا في حكومة لايشترك فيها من اتفقتم بامر (الباب العالي) على تهميشه واقصائه !
لقد قامت العملية السياسية خلال السنوات الماضية بفضل تحالف الاخوة الكرد مع المجلس الاعلى !
كما حال هذا التحالف اليوم دون تمرير المخطط الامريكي الذي افترض ان هذه هي المحطة الاخيرة بحسب تخطيطه للمجلس الاعلى مقابل تثبيت حزب الدعوة كممثل وحيد للشيعة ليتقاسم السلطة مع علاوي...ممثلا مؤقتا ...للاخوة السنة !
وهذا مايعني بالنسبة للكرد من جانب اخر عودة وانقلابا خطيرا ليس الى ماقبل 2003 بل الى العام 1990 !
لانه يعني ووبساطة ومع (تنازلات) المالكي الامنية تعيينه رئيسا مؤقتا لمرحلة انتقالية يعرف الكرد عواقبها لذا قرروا منع حدوث ذلك وان اضر بعلاقتهم الوطيدة بالامريكان .....فالمسالة هنا اصبحت ...مسالة حياة او موت !
و ياروح.....مابعدك يروح !
ويبدو ان كل زيارات ومحاولات بايدن وهيل وغيرهم لم تقنع القادة الكرد بالتخلي عن ثوابتهم ولم تفلح في زرع الثقة بعلاوي او بالمالكي ..وحتى زايارت علاوي نفسه !
بعد ان تيقنت الادارة الامريكية باستحالة تمرير (المشروع الوطني )للقائمة العراقية ومرشحها (الشيعي) اياد علاوي ...وان كل الاطراف لايمكنها القبول به .....عن قناعة ولاسباب مبدئية او مجاراة لقناعات جمهور تلك الاطراف تحولت البوصلة الامريكية لدعم الخيار الاحتياطي ....المالكي!
ويمكن ببساطة مراقبة وتحديد توجه هذه البوصلة الامريكية من خلال قناة الحرة والافضل من خلال .....(العراقية) تحديدا ومن خلال تركيزها وتقديمها لهذا الطرف او ذاك !
المالكي.......الذي (ضيع) درب النجف وشق عليه ان يطرق باب المرجع الاعلى (ليدخل السرور على قلبه برؤيته ولتبادل الشكوى مع سماحته من المجلس ..) وجد الطريق اقرب الى كردستان حيث ابلغ ان لااحد يمكنه ان يولد القناعة ويزرع الثقة لدى الكرد به....الاهو !
لذا توجه اولا الى مام جلال ثم توجه شمالا ليلتقي البارزاني !
ومن كلا الرجلين صدرت بعض التصريحات التي توحي بحصول بعض التغييرات في مواقف الكرد تجاه حزب الدعوة...او لنقل تجاه المالكي !
ومنها يتضح حجم الضغط الامريكي والدولي وحتى العربي.....على الساسة الكرد !
بل ولقد بان الان سبب الدعوات التي وجهت لرئيس الاقليم وافتتاح القنصليات فيه وما الى ذلك !
فهل يقوى الساسة الكرد على مقاومة كل تلك الاغراءات ؟؟
وهل كانت تلك التصريحات تعلن الاستجابة للمغريات.....ام انها مجرد (انحناءة) بسيطة امام العاصفة , يجيد الكرد ادائها على الطريقة اليابانية!
اذ ليس من الحكمة عادة ان يقف المرء بوجه العاصفة دون ان ينحني بانتظار .....مرورها !
هشام حيدر
الناصرية