ramialsaiad
12-08-2010, 06:52 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الكرامات و الفضائل و الايات و الاحاديث في حق امير المؤمنين وقسيم النار و الجنة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام و السلام
روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني عن ابن بريدة عن أبيه قال: بينا شيبة بن أبي طلحة، والعباس بن عبدالمطلب عم النبي، يتفاخران إذ مرّ بهما علي بن ابي طالب (عليه السلام) فقال: «بماذا تتفاخران»، فقال العباس: لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد: سقاية الحاج.
وقال شيبة: أوتيت عمارة المسجد الحرام.
قال عليٌّ (عليه السلام) «إستحييت لكما فقد أُوتيت على صِغَرِي ما لم تأتيا».
فقالا: وما أُوتيت يا عليّ؟
قال: ضربت خراطِمَكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله».
فقام العباس يجر ذيل ثوبه حتى دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال: أما ترى إلى ما يستقبلني به علي؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «ادعوا لي علياً» فدعي له، فقال: «ما حملك على ما استقبلت به عمك»؟
فقال: «يا رسول الله صدمته بالحق، فمن شاء فليغضب، ومن شاء فليرضى».
فنزل جبرئيل وقال: «يا محمّد إنّ ربك يقرأ عليك السلام ويقول: اتل عليهم: (أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحَاجِّ وَعمَارةَ المسجدِ الحرامَ كمن آمَنَ باللهِ واليومِ الأخر وَجاهَدَ في سبيل اللهِ لا يَستوُن).
صعود علي (ع) على منكب النبي (ص)
وقد ذكرناه مع بعض مصادره في الجزء الاول من كتابنا «عليٌّ في الكتاب والسنة» ص 178 في قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل)، وأشرنا إلى أسماء بعض المؤلفات الخاصّة بهذا الحديث الشريف، وإليك هذا الحديث برواية الحافظ ابن المغازلي، مع مصادر أُخرى.
روى في «المناقب» ص 202 ح 240 طـ بيروت، بإسناده إلى سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليٍّ بن أبي طالب يوم فتح مكّة: أماترى هذا الصَّنم بأعلى الكعبة؟
قال: بلى يا رسول الله.
قال: فأحملك فتناوله.
فقال: بل أنا أحملك يا رسول الله.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): والله، لو أنَّ ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة وأنا حىٌّ ما قدروا، ولكن قف يا عليُّ.
فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده إلى ساقي عليّ فوق القُرنوس، ثمَّ اقتلعه من الارض بيده فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه، ثمَّ قال له: ماترى يا عليُّ؟
قال: أرى أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد شرَّفني بك حتّى أنّي لو أردت أن أمسَّ السّماء لمسستها.
فقال له: تناول الصَّنم يا عليُّ! فتناوله ثمَّ رمى به.
ثمَّ خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من تحت عليّ وترك رجليه، فسقط على الارض، فضحك فقال له: ما أضحكك يا عليُّ؟ فقال: سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شيء.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وكيف يصيبك شيء وإنّما حملك محمّد، وأنزلك جبريل!
وروى في ص 429 ح 5 بإسناده إلى أبي مريم، عن عليٍّ (عليه السلام)، قال: انطلقت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اجلس لي! فصعد على منكبي، فذهبت أنهض به فرآني من ضعفي، فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجلس لي، وقال: اصعد على منكبي.
قال: فنهض بي، فإنّه يخيَّل إليَّ لو شئت لنلت أُفق السَّماء، حتّى صعدت على البيت، وعليه تمثال صفر - أو نحاس - فجعلت أزيله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه، حتّى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اقذف به! فقذفته، فتكسَّر كما تنكسر القوارير.
ورواه جماعة من كبار حفّاظ العامّة وأبناءهم.
1 - الحافظ أحمد بن حنبل في «المسند» ج 1 ص 84 طـ مصر.
2 - النسائي في «الخصائص» ص 31 طـ التقديم - مصر.
3 - سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» ص31 طـ النجف.
4 - محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» ص 85 طـ مصر.
5 - الحاكم النيشابوري في «المستدرك» ج2/ 367 و ج 3/ 5 طـ حيدر آباد.
6 - الخطيب البغدادي في «موضع أوهام الجمع والتفريق» ج 2/ 432 طـ حيدر آباد.
وفي «تاريخ بغداد» ج13/ 302 طـ القاهرة.
7 - أخطب خوارزم في «المناقب» ص 71 طـ تبريز.
8 - المتقي الهندي في «كنز العمال» ج 15/ 151 طـ حيدر آباد دكن.
9 - جلال الدين السيوطي في «أنيس الجليس» ص 184.
ولمزيد من المصادر راجع «إحقاق الحق» ج 8/ 679 - 691، و ج 18/ 162 - 170، والغدير 7/ 9 - 13.
وفي بعض المصادر المتقدِّمة وردت هذه الابيات منسوبة للشافعي:
قيل لي قل في علي مِدحاً * * * ذكره يخمد ناراً مؤصدة
قلت لا أقدم في مدح امرئ * * * ضلَّ ذو اللبِّ إلى أن عبده
والنبي المصطفى قال لنا * * * ليلة المعراج لما صعده
وضع الله بظهري يده * * * فأحسَّ القلب أن قد برده
وعليٌّ واضع أقدامهُ * * * في محل وضع الله يده
وللشيخ الشاعر البارع صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلّي، أحد أعلام الشيعة ومن مؤلّفي علمائها في الفقه والاُصول، المتوفّى في الحلة حدود سنة 840 هـ، والمدفون فيها وقبره شاخص يزار ويتبرّك به، له قصيدة طويلة ذكر فيها جملة وافرة من مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومنها:
وصعود غارب أحمد فضلٌ له * * * دون القرابة والصحابة أفضلا
إلى أن قال:
هذا الذي حاز العلوم بأسرها * * * ما كان منها مجملاً ومفصّلاً
هذا الذي بصَلاته وصِلاته * * * للدين والدنيا أتمّ وأكملا
هذا الذي بحسامه وقناته * * * في خيبر صعب الفتوح تسهّلا
وأباد مرحب في النزال بضربة * * * ألقت على الكفّار عبئاً مُثقلا
وكتائب الاحزاب صيّر عَمروها * * * بدمائه فوق الرمال مُرمَّلا
وتبوك نازل شوسها فأبادهم * * * ضرباً بصارم عزمه لن يُفللا
فضائل الامام علي (عليه السلام) ومناقبه
1 - عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أنَّ الغياض أقلام، والبحر مداد، والجن حسّاب، والانس كتّاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب.
ونظم هذا المعنى الأمام الشافعي فقال:
يقولون لي قل في علي مدائحاً * * * فإن أنا لم أفعل يقولوا معاندُ
إلى أن قال ونِعْمَ ما قال:
فلو أن ماء الابحر السبعة التي * * * خلقن مداداً والسماوات كاغدُ
وأشجار أرض الله أقلام كاتب * * * إذا الخط أفناهنّ عُدن عوائدُ
وكان جميع الجن والإنس كتّباً * * * إذا كَلَّ منهم واحد قام واحدُ
وراموا جميعاً منقباً أثر منقب * * * لما خطَّ من تلك المناقب واحدُ
وقال العوفي ونعم ما قال:
ولو كانت الآجام كلّ بأسرها * * * تقطع أقلاماً وتُبرى وتحضر
وكانت سماء الله والأرض كاغداً * * * وكانت بأمر الله تطوى وتنشر
وكان جميع الانس والجن كتَّباً * * * وكان مداد القوم سبعة أبحر
لكلَّت أياديهم وغار مدادهم * * * ولم يعطِ عشر العُشر من فضل حيدرِ
2 - عن أبي الحمراء، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مَن أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
3 - عن الامام الباقر (عليه السلام)، عن أبيه، عن جدِّه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: قال رسول الله: كنتُ أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب حتّى أقرّه في صلب عبد المطّلب، ثمَّ أخرجه من صلب عبد المطّلب، وقسمه قسمين: قسماً في صلب عبد الله، وقسماً في صلب أبي طالب، فعليٌّ منّي وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمَن أحبَّه فبحبي أحبّه، ومَن أبغضه فببغضي أبغضه.
رواه جماعة من أعلام القوم وحفّاظهم، منهم: العلاّمة الحمويني المتوفّى سنة 722 في «فرائد السمطين» مخطوط.
ومنهم: العلاّمة الزرندي الحنفي المتوفّى سنة 750 في «نظم درر السمطين» ص 79 طـ مصر.
ومنهم العلاّمة الترمذي المتوفّى سنة 1025 في «المناقب المرتضوية» ص 71 طـ بومباي.
ومنهم العلاّمة سليمان القندوزي سنة 1392 في «ينابيع المودّة» ص 10 طـ الاستانة.
ومَن أراد المزيد فليراجع كتاب إحقاق الحق ج5 ص2 الحديث الحادي والخمسون.
4 - روى العلاّمة المحدِّث الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفّى سنة 680 في «در بحر المناقب» مخطوط، قال: روى عن جماعة ثقات أنّه لما وردت حُرَّة بنت حليمة السعدية على الحجّاج الثقفي ومثلت بين يديه، قال لها: أنتِ حرّة بنت حليمة السعدية؟ فقالت له: فراسة من غير مؤمن.
فقال لها: الله جاء بك، فقد قيل عليكِ أنّك تفضِّلين عليّاً على أبي بكر وعمر وعثمان.
قالت: لقد كذب الذي قال أنّي أفضّله على هؤلاء خاصّة.
قال: وعلى مَن غير هؤلاء؟!
قالت: أُفضِّله على آدم ونوح ولوط وإبراهيم، وموسى، وداود، وسليمان، وعيسى بن مريم.
فقال لها: أقول لك أنك تفضّلينه على الصحابة فتزيدين عليهم سبعة من الانبياء من أُولي العزم! فإنْ لم تأتيني ببيان ما قلتِ وإلاّ ضربتُ عنقك.
فقالت: ما أنا فضّلته على هؤلاء الانبياء، بل الله عَزَّ وجلَّ فضّله في القرآن عليهم، في قوله تعالى في حقّ آدم: (وعصى آدم ربَّه فغوى) وقال في حقّ عليٍّ (عليه السلام): (وكان سعيكم مشكوراً).
فقال: أحسنت يا حرّة، فبمَ تفضّليه على نوح ولوط؟ قالت: الله تعالى فضّله عليهما بقوله: (ضربَ اللهُ مثلاً للذينَ كفروا امرأةَ نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدينِ من عِبَادنا صالحين فخانتاهما) وعلي بن أبي طالب كان ملائكة تحت سدرة المنتهى زوجته بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة الزهراء، الذي يرضى الله لرضاها، ويسخط لسخطها.
فقال الحجّاج: أحسنتِ يا حرَّة، فَبم تفضّليه على أبي الانبياء إبراهيم خليل الله؟
فقالت: الله ورسوله فضّله بقوله: (وإذ قال إبراهيم ربِّ أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمِن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) وأمير المؤمنين (عليه السلام) قال قولاً لم يختلف فيه أحد من المسلمين: «لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً» وهذه كلمة لم يقلها قبله ولا بعده أحد.
قال: أحسنت يا حرّة، فبمَ تفضّليه على موسى نجي الله؟
قالت: يقول الله عز وجل: (فخرج منها خائفاً يترقب) وعلي بن أبي طالب بات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يخف حتّى أنزل الله في حقّه: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله).
قال: أحسنتِ يا حرّة، فبمَ تفضّليه على داود؟
قالت: الله فضّله عليه بقوله: (يا داود إنّا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحقّ ولا تتبع الهوى).
قال لها: في أي شيء كانت حكومته؟
قالت: في رجلين: أحدهما كان له كرم، وللاخر غنم، فنفشت الغنم في الكرم فرعته، فاحتكما إلى داود، فقال: تباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتّى يعود إلى ما كان عليه ; فقال له ولده: لا يا أبة، بل نأخذ من لبنها وصوفها. فقال الله عزَّ وجلَّ: (ففهمناها سليمان).
وإنَّ مولانا أمير المؤمين (عليه السلام) قال: اسألوني عمّا فوق، اسألوني عمّا تحت، اسألوني قبل أن تفقدوني، وإنّه (عليه السلام)دخل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم فتح خيبر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)للحاضرين: أفضلكم وأعلمكم عليّ.
فقال لها: أحسنتِ يا حرَّة، فبمَ تفضّليه على سليمان؟
وقالت: الله فضّله عليه بقوله: (ربِّ اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لاحد من بعدي) ومولانا علي (عليه السلام)لما ادّعوا النصيرية فيه ما ادّعوا قاتلهم ولم يؤخِّر حكومتهم، فهذه كانت فضائله لا تعدل بفضائل غيره.
قال: أحسنتِ يا حرَّة، خرجت من جوابك، ولولا ذلك لكان ذلك. ثمَّ أجازها وأعطاها وسرّحها تسريحاً حسناً، رحمة الله عليها.
5 - عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مَن سرَّه أن يحيي حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن، غرسها ربّي فليوالي عليّاً من بعدي، وليوالي وليّه، وليقتدِ بالائمة من بعدي، فإنّهم عترتي، خُلِقُوا من طينتي، رزقوا فهماً وعلماً، وويل للمكذّبين بفضلهم من أُمَّتي، القاطعين فيهم صِلَتي، لا أنالهم الله شفاعتي.
رواه الحافظ أبو نعيم الاصفهاني المتوفى سنة 430 «في حلية الاولياء» ج1 ص 86 طـ مصر.
والعلاّمة ابن أبي الحديد المتوفّى سنة 955 في «شرح نهج البلاغة» ج2 ص 450.
والعلاّمة الحمويني المتوفّى سنة 722 في «فرائد السمطين» مخطوط.
والعلاّمة المتّقي الحنفي المتوفّى سنة 975 في «كنز العمال» ج 6 ص217 طـ حيدر آباد الدكن.
والعلاّمة سليمان القندوزي المتوفّى سنة 1293 في «ينابيع المودّة» ص 126 طـ إسلامبول.
ومن يريد التفاصيل فعليه بكتاب إحقاق الحق ج 5 ص 111.
6 - قام أبو ذر وأخذ بحلقة باب الكعبة فقال: مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة أبو ذر. ثمَّ قال: أيّها الناس، إنّي سمعت نبيّكم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: مثلُ أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، مَن ركبها نجا، ومَن تركها غرق.
ويقول: مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل، مَن دخله غفر له.
ويقول: إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض.
رواه العلاّمة الحمويني المتوفّى سنة 722 في «فرائد السمطين» مخطوط.
ورواه العلاّمة سليمان القندوزي المتوفّى سنة 1293 في «ينابيع المودّة» ج 1 ص 27 طـ دار الفرقان.
وراجع كتاب «إحقاق الحق» ج 5 ص 86 حديث 90.
7 - عن الامام جعفر بن محمّد الصادق، عن آبائه (عليهم السلام)قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي، مثلك في أُمّتي مثل المسيح عيسى بن مريم، افترق قومه ثلاثة فرق، فرقة مؤمنون وهم الحواريون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه فخرجوا من الايمان ; وإنَّ أُمَّتي ستفترق فيك ثلاث، فرقة شيعتك وهم المؤمنون وفرقة أعداؤك وهم الناكثون، وفرقة غلوا فيك وهم الجاحدون والضالّون.
فأنت يا علي وشيعتك في الجنّة ومحبو شيعتك في الجنّة، وعدوك والغالي فيك في النار.
رواه العلاّمة أخطب خوارزم المتوفّى سنة 568 في كتابه «المناقب» ص 221.
كما رواه العلاّمة الشيخ سليمان القندوزي المتوفّى سنة 1293 في «ينابيع المودّة» ص 109 ط إسلامبول.
8 - روى سُلَيم بن قيس الهلالي في كتابه عن سعد بن عبادة، قال: (ومن عنده علم الكتاب)([20]) عليٌّ.
قال: معاوية بن أبي سُفيان: هو عبد الله بن سلام.
قال سعد: أنزل الله: (إنّما أنت منذر ولكل قوم هاد)([21]).
وأنزل: (أفمن كان على بينة من ربّه ويتلوه شاهد منه)([22]) فالهادي من الاية الاُولى والشاهد من الاية الثانية عليٌّ، لانّه نصبه يوم الغدير وقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.
وقال: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي. فسكت معاوية ولم يستطع أن يردّها.
رواه العلاّمة الشيخ سليمان البلخي النقدوزي المتوفّى سنة 1293 في «ينابيع المودّة» ص 104 طـ إسلامبول.
9 - حديث (أنا وأنت أبوا هذه الاُمّة).
ذكر العلاّمة القندوزي المتوفّي سنة 1293 في كتابه (ينابيع المودّة) ص 123 طـ إسلامبول: في المناقب عن أبي سعيد بن عقيصا، عن سيّد الشهداء الحسين بن علي (عليهما السلام)، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):يا علي، أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوة، وأنت المجتبى للامامة، أنا وأنت أبوا هذه الاُمّة، وأنت وصيي ووارثي وأبو ولدي، أتباعك أتباعي، وأولياؤك أوليائي، وأعداؤك أعدائي، وأنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في المقام المحمود، وصاحب لوائي في الاخرة، كما أنت صاحب لوائي في الدنيا، لقد سَعُدَ من تولاّك وشقي مَن عاداك، وإنَّ الملائكة لتتقرب إلى الله تعالى بمحبتك وولايتك، وإنَّ أهل مودّتك في السماء أكثر من أهل الارض.
يا علي، أنت حجَّة الله على الناس بعدي، قولك قولي، وأمرك أمري، ونهيك نهيي، وطاعتك طاعتي، ومعصيتك معصيتي، وحزبك حزبي، وحزبي حزب الله.
ثمَّ قرأ الاية: (ومن يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا فإنَّ حزب اللهِ هُم الغالبون)([23]).
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الكرامات و الفضائل و الايات و الاحاديث في حق امير المؤمنين وقسيم النار و الجنة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام و السلام
روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني عن ابن بريدة عن أبيه قال: بينا شيبة بن أبي طلحة، والعباس بن عبدالمطلب عم النبي، يتفاخران إذ مرّ بهما علي بن ابي طالب (عليه السلام) فقال: «بماذا تتفاخران»، فقال العباس: لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد: سقاية الحاج.
وقال شيبة: أوتيت عمارة المسجد الحرام.
قال عليٌّ (عليه السلام) «إستحييت لكما فقد أُوتيت على صِغَرِي ما لم تأتيا».
فقالا: وما أُوتيت يا عليّ؟
قال: ضربت خراطِمَكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله».
فقام العباس يجر ذيل ثوبه حتى دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال: أما ترى إلى ما يستقبلني به علي؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «ادعوا لي علياً» فدعي له، فقال: «ما حملك على ما استقبلت به عمك»؟
فقال: «يا رسول الله صدمته بالحق، فمن شاء فليغضب، ومن شاء فليرضى».
فنزل جبرئيل وقال: «يا محمّد إنّ ربك يقرأ عليك السلام ويقول: اتل عليهم: (أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحَاجِّ وَعمَارةَ المسجدِ الحرامَ كمن آمَنَ باللهِ واليومِ الأخر وَجاهَدَ في سبيل اللهِ لا يَستوُن).
صعود علي (ع) على منكب النبي (ص)
وقد ذكرناه مع بعض مصادره في الجزء الاول من كتابنا «عليٌّ في الكتاب والسنة» ص 178 في قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل)، وأشرنا إلى أسماء بعض المؤلفات الخاصّة بهذا الحديث الشريف، وإليك هذا الحديث برواية الحافظ ابن المغازلي، مع مصادر أُخرى.
روى في «المناقب» ص 202 ح 240 طـ بيروت، بإسناده إلى سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليٍّ بن أبي طالب يوم فتح مكّة: أماترى هذا الصَّنم بأعلى الكعبة؟
قال: بلى يا رسول الله.
قال: فأحملك فتناوله.
فقال: بل أنا أحملك يا رسول الله.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): والله، لو أنَّ ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة وأنا حىٌّ ما قدروا، ولكن قف يا عليُّ.
فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده إلى ساقي عليّ فوق القُرنوس، ثمَّ اقتلعه من الارض بيده فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه، ثمَّ قال له: ماترى يا عليُّ؟
قال: أرى أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد شرَّفني بك حتّى أنّي لو أردت أن أمسَّ السّماء لمسستها.
فقال له: تناول الصَّنم يا عليُّ! فتناوله ثمَّ رمى به.
ثمَّ خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من تحت عليّ وترك رجليه، فسقط على الارض، فضحك فقال له: ما أضحكك يا عليُّ؟ فقال: سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شيء.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وكيف يصيبك شيء وإنّما حملك محمّد، وأنزلك جبريل!
وروى في ص 429 ح 5 بإسناده إلى أبي مريم، عن عليٍّ (عليه السلام)، قال: انطلقت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اجلس لي! فصعد على منكبي، فذهبت أنهض به فرآني من ضعفي، فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجلس لي، وقال: اصعد على منكبي.
قال: فنهض بي، فإنّه يخيَّل إليَّ لو شئت لنلت أُفق السَّماء، حتّى صعدت على البيت، وعليه تمثال صفر - أو نحاس - فجعلت أزيله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه، حتّى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اقذف به! فقذفته، فتكسَّر كما تنكسر القوارير.
ورواه جماعة من كبار حفّاظ العامّة وأبناءهم.
1 - الحافظ أحمد بن حنبل في «المسند» ج 1 ص 84 طـ مصر.
2 - النسائي في «الخصائص» ص 31 طـ التقديم - مصر.
3 - سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» ص31 طـ النجف.
4 - محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» ص 85 طـ مصر.
5 - الحاكم النيشابوري في «المستدرك» ج2/ 367 و ج 3/ 5 طـ حيدر آباد.
6 - الخطيب البغدادي في «موضع أوهام الجمع والتفريق» ج 2/ 432 طـ حيدر آباد.
وفي «تاريخ بغداد» ج13/ 302 طـ القاهرة.
7 - أخطب خوارزم في «المناقب» ص 71 طـ تبريز.
8 - المتقي الهندي في «كنز العمال» ج 15/ 151 طـ حيدر آباد دكن.
9 - جلال الدين السيوطي في «أنيس الجليس» ص 184.
ولمزيد من المصادر راجع «إحقاق الحق» ج 8/ 679 - 691، و ج 18/ 162 - 170، والغدير 7/ 9 - 13.
وفي بعض المصادر المتقدِّمة وردت هذه الابيات منسوبة للشافعي:
قيل لي قل في علي مِدحاً * * * ذكره يخمد ناراً مؤصدة
قلت لا أقدم في مدح امرئ * * * ضلَّ ذو اللبِّ إلى أن عبده
والنبي المصطفى قال لنا * * * ليلة المعراج لما صعده
وضع الله بظهري يده * * * فأحسَّ القلب أن قد برده
وعليٌّ واضع أقدامهُ * * * في محل وضع الله يده
وللشيخ الشاعر البارع صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلّي، أحد أعلام الشيعة ومن مؤلّفي علمائها في الفقه والاُصول، المتوفّى في الحلة حدود سنة 840 هـ، والمدفون فيها وقبره شاخص يزار ويتبرّك به، له قصيدة طويلة ذكر فيها جملة وافرة من مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومنها:
وصعود غارب أحمد فضلٌ له * * * دون القرابة والصحابة أفضلا
إلى أن قال:
هذا الذي حاز العلوم بأسرها * * * ما كان منها مجملاً ومفصّلاً
هذا الذي بصَلاته وصِلاته * * * للدين والدنيا أتمّ وأكملا
هذا الذي بحسامه وقناته * * * في خيبر صعب الفتوح تسهّلا
وأباد مرحب في النزال بضربة * * * ألقت على الكفّار عبئاً مُثقلا
وكتائب الاحزاب صيّر عَمروها * * * بدمائه فوق الرمال مُرمَّلا
وتبوك نازل شوسها فأبادهم * * * ضرباً بصارم عزمه لن يُفللا
فضائل الامام علي (عليه السلام) ومناقبه
1 - عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أنَّ الغياض أقلام، والبحر مداد، والجن حسّاب، والانس كتّاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب.
ونظم هذا المعنى الأمام الشافعي فقال:
يقولون لي قل في علي مدائحاً * * * فإن أنا لم أفعل يقولوا معاندُ
إلى أن قال ونِعْمَ ما قال:
فلو أن ماء الابحر السبعة التي * * * خلقن مداداً والسماوات كاغدُ
وأشجار أرض الله أقلام كاتب * * * إذا الخط أفناهنّ عُدن عوائدُ
وكان جميع الجن والإنس كتّباً * * * إذا كَلَّ منهم واحد قام واحدُ
وراموا جميعاً منقباً أثر منقب * * * لما خطَّ من تلك المناقب واحدُ
وقال العوفي ونعم ما قال:
ولو كانت الآجام كلّ بأسرها * * * تقطع أقلاماً وتُبرى وتحضر
وكانت سماء الله والأرض كاغداً * * * وكانت بأمر الله تطوى وتنشر
وكان جميع الانس والجن كتَّباً * * * وكان مداد القوم سبعة أبحر
لكلَّت أياديهم وغار مدادهم * * * ولم يعطِ عشر العُشر من فضل حيدرِ
2 - عن أبي الحمراء، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مَن أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
3 - عن الامام الباقر (عليه السلام)، عن أبيه، عن جدِّه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: قال رسول الله: كنتُ أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب حتّى أقرّه في صلب عبد المطّلب، ثمَّ أخرجه من صلب عبد المطّلب، وقسمه قسمين: قسماً في صلب عبد الله، وقسماً في صلب أبي طالب، فعليٌّ منّي وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمَن أحبَّه فبحبي أحبّه، ومَن أبغضه فببغضي أبغضه.
رواه جماعة من أعلام القوم وحفّاظهم، منهم: العلاّمة الحمويني المتوفّى سنة 722 في «فرائد السمطين» مخطوط.
ومنهم: العلاّمة الزرندي الحنفي المتوفّى سنة 750 في «نظم درر السمطين» ص 79 طـ مصر.
ومنهم العلاّمة الترمذي المتوفّى سنة 1025 في «المناقب المرتضوية» ص 71 طـ بومباي.
ومنهم العلاّمة سليمان القندوزي سنة 1392 في «ينابيع المودّة» ص 10 طـ الاستانة.
ومَن أراد المزيد فليراجع كتاب إحقاق الحق ج5 ص2 الحديث الحادي والخمسون.
4 - روى العلاّمة المحدِّث الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفّى سنة 680 في «در بحر المناقب» مخطوط، قال: روى عن جماعة ثقات أنّه لما وردت حُرَّة بنت حليمة السعدية على الحجّاج الثقفي ومثلت بين يديه، قال لها: أنتِ حرّة بنت حليمة السعدية؟ فقالت له: فراسة من غير مؤمن.
فقال لها: الله جاء بك، فقد قيل عليكِ أنّك تفضِّلين عليّاً على أبي بكر وعمر وعثمان.
قالت: لقد كذب الذي قال أنّي أفضّله على هؤلاء خاصّة.
قال: وعلى مَن غير هؤلاء؟!
قالت: أُفضِّله على آدم ونوح ولوط وإبراهيم، وموسى، وداود، وسليمان، وعيسى بن مريم.
فقال لها: أقول لك أنك تفضّلينه على الصحابة فتزيدين عليهم سبعة من الانبياء من أُولي العزم! فإنْ لم تأتيني ببيان ما قلتِ وإلاّ ضربتُ عنقك.
فقالت: ما أنا فضّلته على هؤلاء الانبياء، بل الله عَزَّ وجلَّ فضّله في القرآن عليهم، في قوله تعالى في حقّ آدم: (وعصى آدم ربَّه فغوى) وقال في حقّ عليٍّ (عليه السلام): (وكان سعيكم مشكوراً).
فقال: أحسنت يا حرّة، فبمَ تفضّليه على نوح ولوط؟ قالت: الله تعالى فضّله عليهما بقوله: (ضربَ اللهُ مثلاً للذينَ كفروا امرأةَ نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدينِ من عِبَادنا صالحين فخانتاهما) وعلي بن أبي طالب كان ملائكة تحت سدرة المنتهى زوجته بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة الزهراء، الذي يرضى الله لرضاها، ويسخط لسخطها.
فقال الحجّاج: أحسنتِ يا حرَّة، فَبم تفضّليه على أبي الانبياء إبراهيم خليل الله؟
فقالت: الله ورسوله فضّله بقوله: (وإذ قال إبراهيم ربِّ أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمِن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) وأمير المؤمنين (عليه السلام) قال قولاً لم يختلف فيه أحد من المسلمين: «لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً» وهذه كلمة لم يقلها قبله ولا بعده أحد.
قال: أحسنت يا حرّة، فبمَ تفضّليه على موسى نجي الله؟
قالت: يقول الله عز وجل: (فخرج منها خائفاً يترقب) وعلي بن أبي طالب بات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يخف حتّى أنزل الله في حقّه: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله).
قال: أحسنتِ يا حرّة، فبمَ تفضّليه على داود؟
قالت: الله فضّله عليه بقوله: (يا داود إنّا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحقّ ولا تتبع الهوى).
قال لها: في أي شيء كانت حكومته؟
قالت: في رجلين: أحدهما كان له كرم، وللاخر غنم، فنفشت الغنم في الكرم فرعته، فاحتكما إلى داود، فقال: تباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتّى يعود إلى ما كان عليه ; فقال له ولده: لا يا أبة، بل نأخذ من لبنها وصوفها. فقال الله عزَّ وجلَّ: (ففهمناها سليمان).
وإنَّ مولانا أمير المؤمين (عليه السلام) قال: اسألوني عمّا فوق، اسألوني عمّا تحت، اسألوني قبل أن تفقدوني، وإنّه (عليه السلام)دخل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم فتح خيبر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)للحاضرين: أفضلكم وأعلمكم عليّ.
فقال لها: أحسنتِ يا حرَّة، فبمَ تفضّليه على سليمان؟
وقالت: الله فضّله عليه بقوله: (ربِّ اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لاحد من بعدي) ومولانا علي (عليه السلام)لما ادّعوا النصيرية فيه ما ادّعوا قاتلهم ولم يؤخِّر حكومتهم، فهذه كانت فضائله لا تعدل بفضائل غيره.
قال: أحسنتِ يا حرَّة، خرجت من جوابك، ولولا ذلك لكان ذلك. ثمَّ أجازها وأعطاها وسرّحها تسريحاً حسناً، رحمة الله عليها.
5 - عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مَن سرَّه أن يحيي حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن، غرسها ربّي فليوالي عليّاً من بعدي، وليوالي وليّه، وليقتدِ بالائمة من بعدي، فإنّهم عترتي، خُلِقُوا من طينتي، رزقوا فهماً وعلماً، وويل للمكذّبين بفضلهم من أُمَّتي، القاطعين فيهم صِلَتي، لا أنالهم الله شفاعتي.
رواه الحافظ أبو نعيم الاصفهاني المتوفى سنة 430 «في حلية الاولياء» ج1 ص 86 طـ مصر.
والعلاّمة ابن أبي الحديد المتوفّى سنة 955 في «شرح نهج البلاغة» ج2 ص 450.
والعلاّمة الحمويني المتوفّى سنة 722 في «فرائد السمطين» مخطوط.
والعلاّمة المتّقي الحنفي المتوفّى سنة 975 في «كنز العمال» ج 6 ص217 طـ حيدر آباد الدكن.
والعلاّمة سليمان القندوزي المتوفّى سنة 1293 في «ينابيع المودّة» ص 126 طـ إسلامبول.
ومن يريد التفاصيل فعليه بكتاب إحقاق الحق ج 5 ص 111.
6 - قام أبو ذر وأخذ بحلقة باب الكعبة فقال: مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة أبو ذر. ثمَّ قال: أيّها الناس، إنّي سمعت نبيّكم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: مثلُ أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، مَن ركبها نجا، ومَن تركها غرق.
ويقول: مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل، مَن دخله غفر له.
ويقول: إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض.
رواه العلاّمة الحمويني المتوفّى سنة 722 في «فرائد السمطين» مخطوط.
ورواه العلاّمة سليمان القندوزي المتوفّى سنة 1293 في «ينابيع المودّة» ج 1 ص 27 طـ دار الفرقان.
وراجع كتاب «إحقاق الحق» ج 5 ص 86 حديث 90.
7 - عن الامام جعفر بن محمّد الصادق، عن آبائه (عليهم السلام)قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي، مثلك في أُمّتي مثل المسيح عيسى بن مريم، افترق قومه ثلاثة فرق، فرقة مؤمنون وهم الحواريون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه فخرجوا من الايمان ; وإنَّ أُمَّتي ستفترق فيك ثلاث، فرقة شيعتك وهم المؤمنون وفرقة أعداؤك وهم الناكثون، وفرقة غلوا فيك وهم الجاحدون والضالّون.
فأنت يا علي وشيعتك في الجنّة ومحبو شيعتك في الجنّة، وعدوك والغالي فيك في النار.
رواه العلاّمة أخطب خوارزم المتوفّى سنة 568 في كتابه «المناقب» ص 221.
كما رواه العلاّمة الشيخ سليمان القندوزي المتوفّى سنة 1293 في «ينابيع المودّة» ص 109 ط إسلامبول.
8 - روى سُلَيم بن قيس الهلالي في كتابه عن سعد بن عبادة، قال: (ومن عنده علم الكتاب)([20]) عليٌّ.
قال: معاوية بن أبي سُفيان: هو عبد الله بن سلام.
قال سعد: أنزل الله: (إنّما أنت منذر ولكل قوم هاد)([21]).
وأنزل: (أفمن كان على بينة من ربّه ويتلوه شاهد منه)([22]) فالهادي من الاية الاُولى والشاهد من الاية الثانية عليٌّ، لانّه نصبه يوم الغدير وقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.
وقال: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي. فسكت معاوية ولم يستطع أن يردّها.
رواه العلاّمة الشيخ سليمان البلخي النقدوزي المتوفّى سنة 1293 في «ينابيع المودّة» ص 104 طـ إسلامبول.
9 - حديث (أنا وأنت أبوا هذه الاُمّة).
ذكر العلاّمة القندوزي المتوفّي سنة 1293 في كتابه (ينابيع المودّة) ص 123 طـ إسلامبول: في المناقب عن أبي سعيد بن عقيصا، عن سيّد الشهداء الحسين بن علي (عليهما السلام)، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):يا علي، أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوة، وأنت المجتبى للامامة، أنا وأنت أبوا هذه الاُمّة، وأنت وصيي ووارثي وأبو ولدي، أتباعك أتباعي، وأولياؤك أوليائي، وأعداؤك أعدائي، وأنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في المقام المحمود، وصاحب لوائي في الاخرة، كما أنت صاحب لوائي في الدنيا، لقد سَعُدَ من تولاّك وشقي مَن عاداك، وإنَّ الملائكة لتتقرب إلى الله تعالى بمحبتك وولايتك، وإنَّ أهل مودّتك في السماء أكثر من أهل الارض.
يا علي، أنت حجَّة الله على الناس بعدي، قولك قولي، وأمرك أمري، ونهيك نهيي، وطاعتك طاعتي، ومعصيتك معصيتي، وحزبك حزبي، وحزبي حزب الله.
ثمَّ قرأ الاية: (ومن يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا فإنَّ حزب اللهِ هُم الغالبون)([23]).