basheer1957
13-06-2007, 11:03 PM
ابو بكر بين العريش والغار.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العريش هو المكان الذي يدير منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
المعركه ويباشر قيادة المقاتلين وكان ذلك في بدر وأحد وحنين وبقية
المعارك وكان أبو بكر وعمر وعثمان ملازمين لهذا العريش فهو ( آمـــــن )
مكان حيث الأمه كلها تقاتل دون وصول الأعداء لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ولهذا المكان بالذات ,
أما وقد وجدنا ابوبكر وعمر وعثمان هاهنا فأين هو علي عليه السلام ؟
إنه هناك تحت حر السيوف وخطف المنايا والحتوف وثبوت الأقدام أوالخوف
وظهور الأيمان حيث تبذل الروح رخيصة للرحمن سبحانه وتعالى, .
إن هذه المقارنه ذكرتني بهجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخليف
علي عليه السلام مكانه وفي فراشه تحت سيوف قريش ,
فهل من كان في العريش والغار أفضل ممن كان في وجه الكفار وليتهم ثبتوا
ففي أحد وحنين ولوا الأدبار وفروا فــــــــــــــــــرار ,
لقد فروا عندما انكشف العريش وولوا الأدبار لقد ظهرت الحقيقه وما وراء ما
وراء الحقيقه لقد تخلوا عن نصرته وملازمته وهم بذلك تخلوا عن نصرة الله !
وحقيقه أستغرب من فرارهم لماذا فروا ؟!
ألم يكونوا يعلمون أن من قتل هو ذاهب للجنه أم تراهم كانوا زاهدين فيها ؟!
ومن العريش نعود للغار لنكشف بعض الخبايا والأسرار
لقد كادت أن تفر روح أبو بكر في الغار .... إن هذه الروح هي نفسها التي
كانت في العريش في احد وحنين لم تتغبر ولم تتبدل ,
إن الرجل قد فر خوفاَ في حنين وترك رسول الله وأسلمه لسيوف الكفره
إن هذا( الخوف) الذي اعتراه هو نفسه الذي اعتراه في الغار
فصحبته في الغار هي نفسها صحبته في العريش ,
فحنين هي المرآة للغار وكاشفة الأسرار
فإن يكن رسول الله ثاني اثنين في الغار فهوفي العريش ثالث ثلاثه أو
رابع اربعه او خامس خمسه فهم اصحابه في العريش والله معهم في ذلك
الوقت وذلك المكان , فصاحب الغار هو هنا ايضاَ صاحب العريش ,
فلماذا استبد بهم الخوف وجعلهم يفرون !
بدل أن يكون فرار الى الله ورسوله فإذا به فرار من الله ورسوله !
لقد اولتم الحزن والخوف الذي اعترى ابو بكر في الغار بأنه كان خوفاَ على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهاهو ابو بكر بنفسه يُكذبكم ويكذب
تأويلكم بهذا الفرار في حنين ويقول لكم إن الخوف كان واحـــــــــــــــد
.... مع الفـــــــــــــــــــــارق .... هل تعلمون ما هو الفارق ؟
الفارق أن الغار مغـــــــلق و العريش مفتوح بجهاته الأربع
ويمكن أن تنطلق من أي جهة من جهاته الأربع في سباق لإختراق الضاحيه
فهل تكذبون ما يقوله لكم ! لقد قاله عملياَ ! فالعمل يكذب القول أو يصدقه !
نفسي نفسي ..... وليس فداك نفسي يا رسول الله
وهنا نسئل وحق لنا أن نسئل
هل ايمان أبو بكر في مرحلة الغار كان أقوى منه في مرحلة حنين
أقصد في حنين يفترض أن يكون أقوى ايماناَ وأكثر تعلقا وحرصاََ
على رسول الله فإن كان هنا مولياَ للادبار ( الفرار الفرار)
ففي الغار أولى.
وفي الخندق لماذا لم يبرز لعمر بن ود العامري ولا صحابي فحسب قرائتي
للتاريخ فإن الثلاثة كانوا موجودين ولم يخرج له إلا رابعهم عليه الصلاة
والسلام
والغريب أن عمر بن ود وهو كافر فقد كان يدعوهم للقاء الله جل جلاله
فلماذا كانوا زاهدين في هذا اللقاء ولم يلبوا دعوة الله لهم لماذا حل الخوف
في القلوب بدل الإستبشار والسرور اليس في هذا دليل حُب للدنيا وركون لها ,
هل رأيتم أعجب من هذه المفارقه ؟! إبن ود يدعوهم للجنه !
لماذا لم يلبوا وهم.. أفضل.. وأخير.. وأبر.. وأكرم عند الله من رابعهم حسب
زعمكم وجوركم !
رابعهم ذاك الذي هب ملبياَ فرحاَ مستبشراَ بلقاء ربه فقطع الله به دابر الكفر , .
فهل بالله عليكم يا منصفين يجوز على الخالق سبحانه وتعالى تفضيل من
كره لقاءه على من أحب لقاءه ,
لأعطين الراية غداَ رجل (يحب الله ورسوله ) و (يحبه الله ورسوله )
همسه في اذنك عزيزي القاري ... سهل أن تخدع نفسك وسهل أن تخدع
غيرك ولكن الخداع لايصمد أبداَ أمام الحق و الحقيقه فهو زاهق في داخل
نفسك .
ما تقدم كان تمهيداَ للمفاجئه من النوع الثقيل فالموضوع لم يبداء بعد ,
فشمر عن ساعديك عزيزي القاي وتهيأ لما هو آت وأياك أياك أن تفر .
فالموضوع فيه هوام وطوام وليكن فؤادك ثابت ثبات الشمخ الراسيات
الله الله يا ابا الحسن من لها سواك تزول الجبال ولا تزول أيها الوتر
بعد الرسول وكما قيل الحديث ذو شجون .
ابدء بسم الله العضيم متمسكناَ بصراطه المستقيم محمد وآله اللهم صلي وسلم
عليهم أجمعين
يتمسك إخوتنا ممن سلك طريق الخلافه مقدماَ اياها على الإمامه بمقولة
( ثاني اثنين) وهذه المقوله إقتطعوها من جزء من آيه ليثبتوا بها فضيله
للخليفة الأول ابو بكر حتى أن السلف استغل هذه المقوله وجيرها للخليفه في
السقيفه ,
إن هذه المقوله هي جزء من آيه سبقتها آيات مرتبطة بها إرتباط الليل بالنهار
فلا نهار قبل الليل ولا ليل قبل النهار والنهار يكشف ما خبأه الليل .
الآن نتناول الآيات الكريمه بعين البصيره
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ( التوبة)38
إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( التوبة)39
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( التوبة) 40
ثلاث آيات كريمات نزلت قبيل غزوة تبوك فيها التهديد والوعيد من الخالق
سبحانه وتعالى لا يمكن بأي حال من الأحوال فصلها عن بعضها البعض ,
وبناءاَ على ذلك نطرح الأسئله التاليه فبالسؤال يتضح المقال :
هل هذه الآيات فيها تهديد وتقريع أم لا ؟
هل أبو بكر خارج من هذا التهديد والتقريع أم هو داخل فيه ؟
ولمن يبحث عن الإمام عليه السلام فبحثه لن يفيده فهو مستثنى دائماَ وأبداَ
فهو ثاني اثنين خارج هذا التقريع والوعيد . فهو الوتر بعد الرسول وكأن
هذه الآيات نازلة في الخندق أيضاَ فنفس الركون حصل فيها ونفس الوتر كان
نصيراَ فيهاإن هذه الآيات خافظة رافعه ففيها رفعة للإمام عليه السلام جعلته
في مكانة أعلى من الصحابه كل الصحابه ودون رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ففي الهجره كان خليفته وفي تبوك كان أيضاَ خليفته
. وهو خارج عن التقريع في الأولى والثانيه والنصير الأول في كل المعارك
وما حدث في الخندق يحاكي الآيات ...والآيات تحاكي ما حدث في الخندق .
نعود للآيات الكريمه
وكما يعرف الجميع بأن القرآن يتحدث عن ما يدور بأسلوب قرآني وليس كما
يقال نصاَ إذاَ نستشف من ذلك بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان
يحثهم للخروج والقتال ونصرة الله ورسوله ويرغبهم في الجنه ويذكرهم بأن
الله معهم(ياايها اللذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم)
صدق الله العلي العظيم
فهل معية الله جل جلاله تحققت للمتثاقلين منهم والراغبين عن الموت في سبيل
الله وهل ثبات الأقدام يحصل دون ثبات الفؤاد ؟! وهل كان فؤاد ابو بكر ثابت
في الغار (فثبات الفؤاد) هو (السكينه )التي حرم منها ابو بكر بنص القرآن
والسكينه لاتتحقق إلا بشرطها وشرطها ( إن تنصروا الله )
وقد كان منهم تراخي وهذا التراخي دليل على عدم نصرتهم للرسول فأتى
الخطاب القرآني مهدداَ ومقرعاَ ....... ومذكراَ بأن الله جل جلاله غني مستغني
عن نصرتكم له وقائلاَ لهم إن لم تنصروه فقد نصره الله .......
وهنا يجب أن نتوقف وقفة تأمل وتدبر كما أمرنا الخالق سبحانه وتعالى
(افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) وفي آية اخرى
(يا ايها اللذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم )
وهنا الآيه تدل على السكينه فلماذا حُرم منها ابو بكر ؟!
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَاثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
فالمخاطبين هم الأصحاب وهم في هذه الحاله كثير
ونفس الخطاب ينسحب على حادثة الغار والصاحب هنا واحد
والخطاب هنا مقارنه لا خطاب مفارقه ... والمقارنة هنا تو جب التشبيه والتجسيد
فالناصر هنا هو الله جل جلاله ... والناصر في الهجره ايضاَ هو الله جل جلاله
ونصرة الله هنا متحققه مع الإستغناء عن الكل
فإن كان الباري جل وعلا مستغني عن الكثير فالإستغناء عن القليل أولى
فذاك الصاحب الذي أظهر تعلقاَ بالدنيا هو اليوم مخاطب وسط الأصحاب
والتمسك بالحياة الدنيا وخوف مفارقتها هو قاسم مشترك في الحالتين
فإن كان الصحابه قرعتهم الآيه مرة واحده
فأبو بكر قد قرعته مرتين
وفضحته
نعم فضحته فالخوف والحزن دليل عدم الثبات وعدم الثبات دليل عدم السكينه
وعدم السكينه دليل عدم النصره
إن الخوف من الموت ... هو تمسك بالحياة
والتمسك بالحيــــاه ... هو رغبة عن الآخره
وهذا هو شهد الآية ورحيقها وشاهدها
يوم أن كان الصاحب واحد متمسك بالحياة كنا له ناصرين
ويوم أن كان الأصحاب كثرمتمسكون بالحياة فنحن أيضاَ له ناصرين
فإسقاط الكثره هو إسقاط للقله إذا تشابه الفعــــــــــــل
والفعل هنا هـــــــــــــــــــو ذاك ..... وذاك هو هــــــــــــــذا .
والحمد لله على منه وتوفيقه فإن اصبت فمنه جل جلاله واليه
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العريش هو المكان الذي يدير منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
المعركه ويباشر قيادة المقاتلين وكان ذلك في بدر وأحد وحنين وبقية
المعارك وكان أبو بكر وعمر وعثمان ملازمين لهذا العريش فهو ( آمـــــن )
مكان حيث الأمه كلها تقاتل دون وصول الأعداء لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ولهذا المكان بالذات ,
أما وقد وجدنا ابوبكر وعمر وعثمان هاهنا فأين هو علي عليه السلام ؟
إنه هناك تحت حر السيوف وخطف المنايا والحتوف وثبوت الأقدام أوالخوف
وظهور الأيمان حيث تبذل الروح رخيصة للرحمن سبحانه وتعالى, .
إن هذه المقارنه ذكرتني بهجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخليف
علي عليه السلام مكانه وفي فراشه تحت سيوف قريش ,
فهل من كان في العريش والغار أفضل ممن كان في وجه الكفار وليتهم ثبتوا
ففي أحد وحنين ولوا الأدبار وفروا فــــــــــــــــــرار ,
لقد فروا عندما انكشف العريش وولوا الأدبار لقد ظهرت الحقيقه وما وراء ما
وراء الحقيقه لقد تخلوا عن نصرته وملازمته وهم بذلك تخلوا عن نصرة الله !
وحقيقه أستغرب من فرارهم لماذا فروا ؟!
ألم يكونوا يعلمون أن من قتل هو ذاهب للجنه أم تراهم كانوا زاهدين فيها ؟!
ومن العريش نعود للغار لنكشف بعض الخبايا والأسرار
لقد كادت أن تفر روح أبو بكر في الغار .... إن هذه الروح هي نفسها التي
كانت في العريش في احد وحنين لم تتغبر ولم تتبدل ,
إن الرجل قد فر خوفاَ في حنين وترك رسول الله وأسلمه لسيوف الكفره
إن هذا( الخوف) الذي اعتراه هو نفسه الذي اعتراه في الغار
فصحبته في الغار هي نفسها صحبته في العريش ,
فحنين هي المرآة للغار وكاشفة الأسرار
فإن يكن رسول الله ثاني اثنين في الغار فهوفي العريش ثالث ثلاثه أو
رابع اربعه او خامس خمسه فهم اصحابه في العريش والله معهم في ذلك
الوقت وذلك المكان , فصاحب الغار هو هنا ايضاَ صاحب العريش ,
فلماذا استبد بهم الخوف وجعلهم يفرون !
بدل أن يكون فرار الى الله ورسوله فإذا به فرار من الله ورسوله !
لقد اولتم الحزن والخوف الذي اعترى ابو بكر في الغار بأنه كان خوفاَ على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهاهو ابو بكر بنفسه يُكذبكم ويكذب
تأويلكم بهذا الفرار في حنين ويقول لكم إن الخوف كان واحـــــــــــــــد
.... مع الفـــــــــــــــــــــارق .... هل تعلمون ما هو الفارق ؟
الفارق أن الغار مغـــــــلق و العريش مفتوح بجهاته الأربع
ويمكن أن تنطلق من أي جهة من جهاته الأربع في سباق لإختراق الضاحيه
فهل تكذبون ما يقوله لكم ! لقد قاله عملياَ ! فالعمل يكذب القول أو يصدقه !
نفسي نفسي ..... وليس فداك نفسي يا رسول الله
وهنا نسئل وحق لنا أن نسئل
هل ايمان أبو بكر في مرحلة الغار كان أقوى منه في مرحلة حنين
أقصد في حنين يفترض أن يكون أقوى ايماناَ وأكثر تعلقا وحرصاََ
على رسول الله فإن كان هنا مولياَ للادبار ( الفرار الفرار)
ففي الغار أولى.
وفي الخندق لماذا لم يبرز لعمر بن ود العامري ولا صحابي فحسب قرائتي
للتاريخ فإن الثلاثة كانوا موجودين ولم يخرج له إلا رابعهم عليه الصلاة
والسلام
والغريب أن عمر بن ود وهو كافر فقد كان يدعوهم للقاء الله جل جلاله
فلماذا كانوا زاهدين في هذا اللقاء ولم يلبوا دعوة الله لهم لماذا حل الخوف
في القلوب بدل الإستبشار والسرور اليس في هذا دليل حُب للدنيا وركون لها ,
هل رأيتم أعجب من هذه المفارقه ؟! إبن ود يدعوهم للجنه !
لماذا لم يلبوا وهم.. أفضل.. وأخير.. وأبر.. وأكرم عند الله من رابعهم حسب
زعمكم وجوركم !
رابعهم ذاك الذي هب ملبياَ فرحاَ مستبشراَ بلقاء ربه فقطع الله به دابر الكفر , .
فهل بالله عليكم يا منصفين يجوز على الخالق سبحانه وتعالى تفضيل من
كره لقاءه على من أحب لقاءه ,
لأعطين الراية غداَ رجل (يحب الله ورسوله ) و (يحبه الله ورسوله )
همسه في اذنك عزيزي القاري ... سهل أن تخدع نفسك وسهل أن تخدع
غيرك ولكن الخداع لايصمد أبداَ أمام الحق و الحقيقه فهو زاهق في داخل
نفسك .
ما تقدم كان تمهيداَ للمفاجئه من النوع الثقيل فالموضوع لم يبداء بعد ,
فشمر عن ساعديك عزيزي القاي وتهيأ لما هو آت وأياك أياك أن تفر .
فالموضوع فيه هوام وطوام وليكن فؤادك ثابت ثبات الشمخ الراسيات
الله الله يا ابا الحسن من لها سواك تزول الجبال ولا تزول أيها الوتر
بعد الرسول وكما قيل الحديث ذو شجون .
ابدء بسم الله العضيم متمسكناَ بصراطه المستقيم محمد وآله اللهم صلي وسلم
عليهم أجمعين
يتمسك إخوتنا ممن سلك طريق الخلافه مقدماَ اياها على الإمامه بمقولة
( ثاني اثنين) وهذه المقوله إقتطعوها من جزء من آيه ليثبتوا بها فضيله
للخليفة الأول ابو بكر حتى أن السلف استغل هذه المقوله وجيرها للخليفه في
السقيفه ,
إن هذه المقوله هي جزء من آيه سبقتها آيات مرتبطة بها إرتباط الليل بالنهار
فلا نهار قبل الليل ولا ليل قبل النهار والنهار يكشف ما خبأه الليل .
الآن نتناول الآيات الكريمه بعين البصيره
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ( التوبة)38
إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( التوبة)39
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( التوبة) 40
ثلاث آيات كريمات نزلت قبيل غزوة تبوك فيها التهديد والوعيد من الخالق
سبحانه وتعالى لا يمكن بأي حال من الأحوال فصلها عن بعضها البعض ,
وبناءاَ على ذلك نطرح الأسئله التاليه فبالسؤال يتضح المقال :
هل هذه الآيات فيها تهديد وتقريع أم لا ؟
هل أبو بكر خارج من هذا التهديد والتقريع أم هو داخل فيه ؟
ولمن يبحث عن الإمام عليه السلام فبحثه لن يفيده فهو مستثنى دائماَ وأبداَ
فهو ثاني اثنين خارج هذا التقريع والوعيد . فهو الوتر بعد الرسول وكأن
هذه الآيات نازلة في الخندق أيضاَ فنفس الركون حصل فيها ونفس الوتر كان
نصيراَ فيهاإن هذه الآيات خافظة رافعه ففيها رفعة للإمام عليه السلام جعلته
في مكانة أعلى من الصحابه كل الصحابه ودون رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ففي الهجره كان خليفته وفي تبوك كان أيضاَ خليفته
. وهو خارج عن التقريع في الأولى والثانيه والنصير الأول في كل المعارك
وما حدث في الخندق يحاكي الآيات ...والآيات تحاكي ما حدث في الخندق .
نعود للآيات الكريمه
وكما يعرف الجميع بأن القرآن يتحدث عن ما يدور بأسلوب قرآني وليس كما
يقال نصاَ إذاَ نستشف من ذلك بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان
يحثهم للخروج والقتال ونصرة الله ورسوله ويرغبهم في الجنه ويذكرهم بأن
الله معهم(ياايها اللذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم)
صدق الله العلي العظيم
فهل معية الله جل جلاله تحققت للمتثاقلين منهم والراغبين عن الموت في سبيل
الله وهل ثبات الأقدام يحصل دون ثبات الفؤاد ؟! وهل كان فؤاد ابو بكر ثابت
في الغار (فثبات الفؤاد) هو (السكينه )التي حرم منها ابو بكر بنص القرآن
والسكينه لاتتحقق إلا بشرطها وشرطها ( إن تنصروا الله )
وقد كان منهم تراخي وهذا التراخي دليل على عدم نصرتهم للرسول فأتى
الخطاب القرآني مهدداَ ومقرعاَ ....... ومذكراَ بأن الله جل جلاله غني مستغني
عن نصرتكم له وقائلاَ لهم إن لم تنصروه فقد نصره الله .......
وهنا يجب أن نتوقف وقفة تأمل وتدبر كما أمرنا الخالق سبحانه وتعالى
(افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) وفي آية اخرى
(يا ايها اللذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم )
وهنا الآيه تدل على السكينه فلماذا حُرم منها ابو بكر ؟!
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَاثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
فالمخاطبين هم الأصحاب وهم في هذه الحاله كثير
ونفس الخطاب ينسحب على حادثة الغار والصاحب هنا واحد
والخطاب هنا مقارنه لا خطاب مفارقه ... والمقارنة هنا تو جب التشبيه والتجسيد
فالناصر هنا هو الله جل جلاله ... والناصر في الهجره ايضاَ هو الله جل جلاله
ونصرة الله هنا متحققه مع الإستغناء عن الكل
فإن كان الباري جل وعلا مستغني عن الكثير فالإستغناء عن القليل أولى
فذاك الصاحب الذي أظهر تعلقاَ بالدنيا هو اليوم مخاطب وسط الأصحاب
والتمسك بالحياة الدنيا وخوف مفارقتها هو قاسم مشترك في الحالتين
فإن كان الصحابه قرعتهم الآيه مرة واحده
فأبو بكر قد قرعته مرتين
وفضحته
نعم فضحته فالخوف والحزن دليل عدم الثبات وعدم الثبات دليل عدم السكينه
وعدم السكينه دليل عدم النصره
إن الخوف من الموت ... هو تمسك بالحياة
والتمسك بالحيــــاه ... هو رغبة عن الآخره
وهذا هو شهد الآية ورحيقها وشاهدها
يوم أن كان الصاحب واحد متمسك بالحياة كنا له ناصرين
ويوم أن كان الأصحاب كثرمتمسكون بالحياة فنحن أيضاَ له ناصرين
فإسقاط الكثره هو إسقاط للقله إذا تشابه الفعــــــــــــل
والفعل هنا هـــــــــــــــــــو ذاك ..... وذاك هو هــــــــــــــذا .
والحمد لله على منه وتوفيقه فإن اصبت فمنه جل جلاله واليه
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين .