خادم للمذهب
14-08-2010, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
القناعة
ضد الحرص (القناعة) . و هي ملكة للنفس: توجب الاكتفاء بقدر الحاجة و الضرورة من المال، من دون سعي و تعب في طلب الزائد عنه، و هي صفة فاضلة يتوقف عليها كسب سائر الفضائل، و عدمها يؤدي بالعبد الى مساوئ الاخلاق و الرذائل، و هي المظنة للوصول الى المقصد و اعظم الوسائل لتحصيل سعادة الابد، اذ من قنع بقدر الضرورة من المطعم و الملبس، و يقتصر على اقله قدرا او اخسه نوعا، و يرد امله الى يومه او الى شهره، و لا يشغل قلبه بالزائد عن ذلك، كان فارغ البال مجتمع الهم، فيتمكن من الاشتغال بامر الدين و سلوك طريق الآخرة، و من فاتته القناعة، و تدنس بالحرص و الطمع و طول الامل، و خاض في غمرات الدنيا، تفرق قلبه و تشتت امره. فكيف يمكنه التشمر لتحصيل امر الدين و الوصول الى درجات المتقين؟ و لذلك ورد في مدح القناعة ما ورد من الاخبار، قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «طوبى لمن هدى للاسلام، و كان عيشه كفافا به! » . و قال: «ما من احد، من غني و لا فقير، الا ود يوم القيامة انه كان اوتى قوتا في الدنيا» . و قال -صلى الله عليه و آله-: «ايها الناس، اجملوا في الطلب، فانه ليس للعبد الا ما كتب له في الدنيا، و لن يذهب عبد من الدنيا حتى ياتيه ما كتب له في الدنيا و هي راغمة» و قال صلى الله عليه و آله: «نفث روح القدس في روعي: انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها. فاتقوا الله و اجملوا في الطلب» . و قال صلى الله عليه و آله: «كن ورعا تكن اعبد الناس و كن قانعا تكن اشكر الناس، و احب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا»
و في الخبر القدسي: «يا ابن آدم، لو كانت الدنيا كلها لك لم يكن لك منها الا القوت، فاذا انا اعطيتك منها القوت و جعلتحسابها على غيرك فانا اليك محسن» . و روى: «ان موسى سال ربه تعالى، و قال: اى عبادك اغنى؟ قال: اقنعهم لما اعطيته» . و قال امير المؤمنين عليه السلام «ابن آدم، ان كنت تريد من الدنيا ما يكفيك، فان ايسر ما فيها يكفيك و ان كنت انما تريد ما لا يكفيك، فان كل ما فيها لا يكفيك» . و قال ابو جعفر الباقر عليه السلام: «اياك ان تطمح بصرك الى من هو فوقك فكفى بما قال الله عز و جل لنبيه-صلى الله عليه و آله-:
«فلا تعجبك اموالهم و لا اولادهم» (62) . و قال:
«و لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرةالحياة الدنيا» (63) .
فان دخلك من ذلك شيء، فاذكر عيش رسول الله-صلى الله عليه و آله-فانما كان قوته الشعير-و حلواه التمر، و وقوده السعف اذا وجده» (64) و قال: «من قنع بما رزقه الله فهو من اغنى الناس. و قال الصادق عليه السلام: «من رضى من الله باليسير من المعاش رضى الله عنه باليسير من العمل» . و قال: «مكتوب في التوراة: ابن آدم، كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضى من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل، و من رضى باليسير من الحلال خفت مؤنته و زكت مكسبته و خرج من حد الفجور» . و قال: «ان الله عز و جل يقول:
يحزن عبدى المؤمن ان قترت عليه، و ذلك اقرب له مني، و يفرح عبدى المؤمن ان وسعت عليه، و ذلك ابعد له منى» . و قال: «كلما ازداد العبد ايمانا ازداد ضيقا في معيشته» . و الاخبار الواردة في فضيلة القناعة اكثر من ان تحصى، و ما اوردناه كاف لاهل البصيرة.
-------------------------------------------------------
62) التوبة، الآية. 56.
63) طه، الآية: 131.
64) صححنا الحديث و ما قبله على ما في (الكافي) : باب القناعة، و كذا الحديثين المذكورين بعده. الا ان هذا الحديث مروي في (الكافي) عن ابي جعفر -عليه السلام-و روى في (الوسائل) عن كتاب الزهد، في ابواب جهاد النفس من كتاب الجهاد: الباب 61 الحديث 11، ما يقرب من عبارة هذا الحديث عن ابي عبد الله-عليه السلام-.
منقول نصا من كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين
القناعة
ضد الحرص (القناعة) . و هي ملكة للنفس: توجب الاكتفاء بقدر الحاجة و الضرورة من المال، من دون سعي و تعب في طلب الزائد عنه، و هي صفة فاضلة يتوقف عليها كسب سائر الفضائل، و عدمها يؤدي بالعبد الى مساوئ الاخلاق و الرذائل، و هي المظنة للوصول الى المقصد و اعظم الوسائل لتحصيل سعادة الابد، اذ من قنع بقدر الضرورة من المطعم و الملبس، و يقتصر على اقله قدرا او اخسه نوعا، و يرد امله الى يومه او الى شهره، و لا يشغل قلبه بالزائد عن ذلك، كان فارغ البال مجتمع الهم، فيتمكن من الاشتغال بامر الدين و سلوك طريق الآخرة، و من فاتته القناعة، و تدنس بالحرص و الطمع و طول الامل، و خاض في غمرات الدنيا، تفرق قلبه و تشتت امره. فكيف يمكنه التشمر لتحصيل امر الدين و الوصول الى درجات المتقين؟ و لذلك ورد في مدح القناعة ما ورد من الاخبار، قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «طوبى لمن هدى للاسلام، و كان عيشه كفافا به! » . و قال: «ما من احد، من غني و لا فقير، الا ود يوم القيامة انه كان اوتى قوتا في الدنيا» . و قال -صلى الله عليه و آله-: «ايها الناس، اجملوا في الطلب، فانه ليس للعبد الا ما كتب له في الدنيا، و لن يذهب عبد من الدنيا حتى ياتيه ما كتب له في الدنيا و هي راغمة» و قال صلى الله عليه و آله: «نفث روح القدس في روعي: انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها. فاتقوا الله و اجملوا في الطلب» . و قال صلى الله عليه و آله: «كن ورعا تكن اعبد الناس و كن قانعا تكن اشكر الناس، و احب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا»
و في الخبر القدسي: «يا ابن آدم، لو كانت الدنيا كلها لك لم يكن لك منها الا القوت، فاذا انا اعطيتك منها القوت و جعلتحسابها على غيرك فانا اليك محسن» . و روى: «ان موسى سال ربه تعالى، و قال: اى عبادك اغنى؟ قال: اقنعهم لما اعطيته» . و قال امير المؤمنين عليه السلام «ابن آدم، ان كنت تريد من الدنيا ما يكفيك، فان ايسر ما فيها يكفيك و ان كنت انما تريد ما لا يكفيك، فان كل ما فيها لا يكفيك» . و قال ابو جعفر الباقر عليه السلام: «اياك ان تطمح بصرك الى من هو فوقك فكفى بما قال الله عز و جل لنبيه-صلى الله عليه و آله-:
«فلا تعجبك اموالهم و لا اولادهم» (62) . و قال:
«و لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرةالحياة الدنيا» (63) .
فان دخلك من ذلك شيء، فاذكر عيش رسول الله-صلى الله عليه و آله-فانما كان قوته الشعير-و حلواه التمر، و وقوده السعف اذا وجده» (64) و قال: «من قنع بما رزقه الله فهو من اغنى الناس. و قال الصادق عليه السلام: «من رضى من الله باليسير من المعاش رضى الله عنه باليسير من العمل» . و قال: «مكتوب في التوراة: ابن آدم، كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضى من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل، و من رضى باليسير من الحلال خفت مؤنته و زكت مكسبته و خرج من حد الفجور» . و قال: «ان الله عز و جل يقول:
يحزن عبدى المؤمن ان قترت عليه، و ذلك اقرب له مني، و يفرح عبدى المؤمن ان وسعت عليه، و ذلك ابعد له منى» . و قال: «كلما ازداد العبد ايمانا ازداد ضيقا في معيشته» . و الاخبار الواردة في فضيلة القناعة اكثر من ان تحصى، و ما اوردناه كاف لاهل البصيرة.
-------------------------------------------------------
62) التوبة، الآية. 56.
63) طه، الآية: 131.
64) صححنا الحديث و ما قبله على ما في (الكافي) : باب القناعة، و كذا الحديثين المذكورين بعده. الا ان هذا الحديث مروي في (الكافي) عن ابي جعفر -عليه السلام-و روى في (الوسائل) عن كتاب الزهد، في ابواب جهاد النفس من كتاب الجهاد: الباب 61 الحديث 11، ما يقرب من عبارة هذا الحديث عن ابي عبد الله-عليه السلام-.
منقول نصا من كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين