المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنكار رفاهية المؤمن


المتقي
17-08-2010, 12:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وال محمد

من الشبهات المتأصلة التي تركزت لدى أذهان العوام من الناس

ان المؤمن او طالب العلم او صاحب الخلق يتحتم عليه العزوف

عن كل لذة مباحة كيما يصبح مقبولاّ عند البعض - فركوب

السيارة والمأكل الطيب والملبس الحسن محرم عليه - إلاأن هذه

الشبهه لا أصل لها في شريعة الله سبحانه - فإن من الأمور التي

حرص الأسلام على بيانها وتركيزها وتربية المسلمين عليها هي

حالة التوازن بين متطلبات الدنيا والأخرة على حد سواء - فكما

أراد الأسلام للمسلم أن يكون مفكراّ في الأخرة عاملاّ لها كذلك

أراد منه أن لايترك ملذات الدنيا ومتعها التي أباحها الله لعباده

ومنذ صدور الرسالة وقف النبي (ص) بالضد أمام بعض

أصحابه الذين فهموا الزهد في الدنيا والرغبه في الأخرة بأنه

يعني الأنزواء الأعراض عن ملذات الدنيا ومتعها المحللة وأن

يتحولوا الى رهبان ينقطعون عن الدنيا وأهلها ولذائذها

فقد سمع النبي (ص) يوماّ ان أحد أصحابه قرر أن لايقرب

النساء والثاني قرر أن يصوم الدهر كله والثالث قرر أن لايهجع

بليل قط لا بالصلاة - فما كان منه (ص) إلا ان دعا الناس الى

المسجد وخطب بهم وبين سنته في ذلك وبأنه يصوم ويفطر

ويصلي وينام ويضع الطيب ويأتي النساء وغيرها من الخصال

الأنسانية المحللة ثم أن القرأن قد حفل بالعديد من الأيات التي

توضح منهج التوازن في شخصية الأنسان بقوله ( وابتغ فيما

أتاك الله الدار الأخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا ) وقوله ( قل من

حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) ولقد كان

منشأ هذه الشبهه عند المتصوفه أبان القرن الثاني للهجرة

حينما أخذ البعض من رموز التصوف وكردة فعل حينما عم

الرخاء المجتمع الأسلامي بسبب الفتوحات بالعزوف عن الدنيا

بحيث كان هؤلاء يأخذون عن كل إئمة المسلمين موقفاّ حينما

يروهم بمظهر العزة والرخاء - ( جاء في تحف العقول لابن

شعبة ) أن سفيان الثوري دخل على الإمام الصادق (ع) فرأى

عليه ثياباّ بيضاء كالحرير فقال له هذا ليس من لباسك - فقال

(ع) ( أسمع مني وعي لقد كان رسول الله (ص) في زمان

مقفر جشب - فأذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا

فجارها ومؤمنوها لا منافقوها ومسلموها لا كفارها - فما أنكرت

ياثوري فوالله اني لمع ماترى ما أتى علي مذ عقلت صباحاّ ولا

مساءا ولله في مالي حق أمرني ان أضعه موضعاّ إلا وضعته)

وجاء في كتاب لأمير المؤمنين لواليه على مصر محمد بن ابي

بكر في هذا المعني قوله ( وإن المتقين حازوا عاجل الخير

واّجله وشاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا

في أخراهم سكنوا بأفضل ما سكنوا ولبسوا أفضل مايلبسون

وركبوا أفضل مايركبون فأصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا وهم

غداّ جيران الله يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون )

فأين من هذا الحديث وسابقه من يعيب على المؤمن وطالب

الحوزة او العالم ان يأخذ زينته المحلله من الدنيا - فبينما

نجد الكثير لا يعيبون على عبدة الدنيا والفسقه حينما يشاهدوهم

في أقصى مظاهر الترف مع علمهم أن مصدرها من الحرام

والشبهات والغصب - فما بالهم يعيبون على المؤمنين رفاهيتهم

أفليس تكثرون عليهم حقاّ لهم خصهم الله به


والله ولي التوفيق

عطر الجنآن
17-08-2010, 03:36 AM
اللهم صلي على محمد وآل محمد

اشكرك اخي على

هذا الطرح الرائع

الله يعطيك العافيه

موفق

ملكة الاحزان
17-08-2010, 11:49 AM
اخي الكريم المقي احسنت دوما متألق

محمد الشرع
19-08-2010, 12:03 AM
الله يحفظك اخي على هذ

المتقي
19-08-2010, 01:06 AM
اللهم صلي على محمد وآل محمد

اشكرك اخي على

هذا الطرح الرائع

الله يعطيك العافيه

موفق


شكراّ اختي على هذا المرور الطيب

المتقي
19-08-2010, 01:07 AM
اخي الكريم المقي احسنت دوما متألق

شكراّ اختي ملكة على هذا المرور

المتقي
19-08-2010, 01:08 AM
الله يحفظك اخي على هذ

شكراّ لكي على هذا المرور

محمد الشرع
19-08-2010, 05:43 AM
اسف كثيرا حول الرد السابق فقد كان عندي خلل ولم ينزل الرد كله ..

بداية اشكرك كثيرا على هذا الموضوع القيم حقيقة ...

نعم هناك مفاهيم مغلوطة ترسخت في اذهان الناس , حول ان المؤمن يجب ان يكون فقيرا , معوزا ..
واذا كان بغير هذه الصورة , فقد تقل درجة ايمانه ...

حتى اني عملت يوما ما استفتاءا , وقد اخذت شريحة من الشباب المؤمن , وكان السؤال اي حال تفضل .. الفقر ام الغنى ..
فكان جواب الاغلبية .. الفقر , لان المؤمن يجب ان يكون هكذا !!!

نعم يا سيدي ., فاية (قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا ... الاية) واضحة جدا بهذا الخصوص ..

وقد فهم الناس الزهد بصورة خاطئة .. فهم يعتقدون ان الزهد يعني التقشف والعزوف عن كل امور الدنيا , وكانهم يجعلون الحقحقة هي الزهد !

والحال ان الزهد كما يقال , ان لا يغلب الجانب المادي على الجانب المعنوي ..

والا فالموازنة بين الدنيا والاخرة مطلوبة ايضا .. (وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ... الاية ) ..

و ربما جميعنا نعرف تلك القصة المشهورة حول الذي حاول تقليد علي ع في جشوبة عيشه وخشونة ماكله وملبسه , فقال له ع انت لست مثلي ...

اي انت لست حاكما حتى تكون كاضعفهم ...

وغاير ذلك كثير ...


موفق اخي لكل خير على هذا الموضوع الرائع ...

حقيقة هناك بحث قيم حول هذه المسالة في كتاب ( معالم الفلسفة الاسلامية نظرات في التصوف و الكرامات) للشيخ محمد جواد مغنية , فمن شاء التوسع فليراجع ....

.

المتقي
22-08-2010, 02:34 PM
اسف كثيرا حول الرد السابق فقد كان عندي خلل ولم ينزل الرد كله ..

بداية اشكرك كثيرا على هذا الموضوع القيم حقيقة ...

نعم هناك مفاهيم مغلوطة ترسخت في اذهان الناس , حول ان المؤمن يجب ان يكون فقيرا , معوزا ..
واذا كان بغير هذه الصورة , فقد تقل درجة ايمانه ...

حتى اني عملت يوما ما استفتاءا , وقد اخذت شريحة من الشباب المؤمن , وكان السؤال اي حال تفضل .. الفقر ام الغنى ..
فكان جواب الاغلبية .. الفقر , لان المؤمن يجب ان يكون هكذا !!!

نعم يا سيدي ., فاية (قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا ... الاية) واضحة جدا بهذا الخصوص ..

وقد فهم الناس الزهد بصورة خاطئة .. فهم يعتقدون ان الزهد يعني التقشف والعزوف عن كل امور الدنيا , وكانهم يجعلون الحقحقة هي الزهد !

والحال ان الزهد كما يقال , ان لا يغلب الجانب المادي على الجانب المعنوي ..

والا فالموازنة بين الدنيا والاخرة مطلوبة ايضا .. (وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ... الاية ) ..

و ربما جميعنا نعرف تلك القصة المشهورة حول الذي حاول تقليد علي ع في جشوبة عيشه وخشونة ماكله وملبسه , فقال له ع انت لست مثلي ...

اي انت لست حاكما حتى تكون كاضعفهم ...

وغاير ذلك كثير ...


موفق اخي لكل خير على هذا الموضوع الرائع ...

حقيقة هناك بحث قيم حول هذه المسالة في كتاب ( معالم الفلسفة الاسلامية نظرات في التصوف و الكرامات) للشيخ محمد جواد مغنية , فمن شاء التوسع فليراجع ....

.

تسلم اخي على اهتمامك في موضوعي

اتمنى لك الموفقية والنجاح