المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدى الحياة


شهيدالله
17-08-2010, 05:07 AM
صدى الحياة..................

..............................

يحكى....... أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي .. بعيد عن صخب المدينة وهمومها سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة وأثناء سيرهما تعثر الطفل في مشيته سقط على ركبته صرخ الطفل على إثرها بصوتِ مرتفع تعبيراً عن ألمه: آآآآه فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل:آآآآه نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت: ومن أنت؟؟ فإذا الجواب يرد عليه سؤاله: ومن أنت؟ انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً: بل أنا أسألك من أنت؟ ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة: بل أنا أسألك من أنت؟ فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب فصاح غاضباً: أنت جبان! فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل وبنفس القوة يجيء الرد: أنت جبان أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس تعامل الأب كعادته بحكمة مع الحدث وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي: إني أحترمك! كان الجواب من جنس العمل أيضاً فجاء بنفس نغمة الوقار: إني أحترمك عجب الشاب من تغير لهجة المجيب ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً: كم أنت رائع! فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية: كم أنت رائع ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة: أي بني نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى)، لكنها في الواقع هي الحياة بعينها إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك إذا......................
أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك وإذا أردت الناس يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع لهم لتفهمهم أولا فلن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء أي بني هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة وهذا ناقوس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة إنه صدى الحياة ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت

من هنا يكون التفائل فنظر الى حياتك وجعل صداها التفائل .....

هذا رسولنا محمد صلى الله عليه واله وسلم واهل بيتة الكرام يؤذوهم المشركون واليهود والنصارى والمنافقين أشد الإيذاء، ويذوقون صنوف البلاء من تكذيب ومجابهة ورد واستهزاء وسخرية وسب وشتم واتهام بالجنون والكهانة والشعر والسحر والافتراء ، ويطاردون تحت كل حجر ومدر ويحاربون ويقتلون وينكل بأتباعهم اشد التنكيل ، ويذوقون أصناف النكبات ، ويهددون بالغارات ويمرو بأزمات، و سجون وجوع ويفقد ون الاحباب والولد ، ويربط بعضهم الحجر على بطنه من الجوع ولا يجد أحيانا خبز الشعير ولا رديء التمر ، ويذوق الغصص ويتجرع كأس المعاناة ، ويزلزلون زلزالا شديدا وتبلغ قلوبهم الحناجر ، ويبتلون بتيه الجبابرة وصلف المتكبرين وسوء أدب الإعراب وعجب الأغنياء وحقد اليهود ومكر المنافقين من الذين مردو على النفاق وبطء استجابة الناس ، ثم تكون العاقبة لهم والنصر حليفهم والفوز رفيقهم فيظهر الله دينه وينصر عبده ويهزم الأحزاب وحده ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وفي نهاية المطاف ......إنه سيد العظماء صلى الله عليه اله وسلم عد إلى سيرته وسيرة اهل بيتة الكرام وقرأها مرات ومرات وانهل من معين عبقريتهم ورواحهم السامية آيات المعاني وشواهد القوة وبسمات التفاؤل التي صنع منها أمجاد البطولة لعله أن يمنحنا شيء من الأمل وإن كنت أعتقد أنه سيمنحنا الأمل كله !.
أيها اليائس من نصر الله؟من الذي نصر نبيك بعدهذا الطوفان من الإبتلاءات؟واعزة بخير البشر الذي من اباه كفرومن عارضة خسر وهوعلي عليه السلام
أليس هوالله!!
من الذي حفظ نبينا؟
من الذي حفظ امام زماننا عج
أليس هو الله!
من الذي سيحفظ دينه وكتابه ويحيه من جديد بلقائم عج ؟
أليس هو الله نعم المولى ونعم النصير!!
فلم اليأس والتشاؤم واستبطاء النصر أليس الله له الحكمة البالغة وراء كل محنة وفتنة؟ أليس يعلم عن كل شيء قبل أن يقع؟ أليس الله هو الحافظ والمعين والناصر؟
فلم تحزن أيها اليائس وتقعد تتربص الموت,وتظن أن لارب ينجيك أعوذبالله أن نخذل أنفسنا والله أمرنا أن نعتز بدينناوأعوذبه أن يجعل حرب أنفسنا من أنفسنا.

كل هذا في طاعة الله تعالى اسمعوا نداء ربكم لداود عليه السلام:
"يا داود..
أنت تريد وأنا أريد، إن أطعتني فيما أريد أرحتك فيما تريد، وإن عصيتني فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ولا يكون إلا ما أريد"
، وفي الخبر الإلهي أيضا................
"إذا أطاعني عبدي رضيت عنه، وإذا رضيت عنه باركته ، وليس لبركتي نهاية، وإن عصاني عبدي غضبت عليه، وإن غضبت عليه لعنته...".
........................

بحب الله نحيا
17-08-2010, 09:51 AM
اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياالله

تـم التصويت للموضوع /
ومنكم نستفيد ..وكمـا تعودنا عليكم أخي الفاضل
مواضيعكم جداً قيّمـة ومشوقـة
الله يجزيكم كل خير ويبارك فيكم
ووفقكم لما يحب ويرضى بحق محمد وآل محمد
^^

ام هاني
17-08-2010, 11:40 AM
بالفعل موضوع يستحق الوقفه والقراءه

ملكة الاحزان
17-08-2010, 11:43 AM
جزاكم الله الف خير

شهيدالله
17-08-2010, 06:39 PM
اخوتي في الاظلة واحبتي بالله ان الدنيا عبرة لاموطن وبالتالي المؤمن لاطمع له بها ..وبمغرياتها مهما كانت ومهما تصورت فان قانون الفناء هو اصلها واساسها
ممنون منكم احبتي واسالكم الدعاء

Dr.Zahra
17-08-2010, 07:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
موضوع يستحق التأمل والوقوف عنده طويلاً,,
وأنا أجد لموضوعكم هذا أيضا صدى في نفسي وفكري,,
فبوركت يمناك اخي الطيب على هذا الأنتخاب العبق,,
http://img523.imageshack.us/img523/5210/yahosain.gif


ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه..

سعودي شرقاوي
17-08-2010, 10:10 PM
مشكورين ووفقكم الله لكل خير

سيدمحمدعلي الموسوي
18-08-2010, 03:25 AM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل اللهم فرج الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف
والعن اعداهم أجمعين من الأولين الى الآخرين
شكرا أخي العزيز (شهيد الله )
موضوع جميل ونتمى الأكثر
ونتمنى منك تفاعل أكثرفي منتدى الكتاب
موفقين لكل خير
والتوفيق للجميع

ترانيم الملائكة
18-08-2010, 07:57 AM
احسنت اخي الفاضل ...... شهيد الله

شكرا على هذه الدرر النفيسة والحكم الرائعة

رحم الله هذه الانامل النورانية وما تخط

فكل كلمة هي عظة ..

وكل جملة هي سراج ..

تنير دروب الحياة ..

جميل بثك روح التفاؤل في هذا الزمن اللذي لا يدفعنا الا الى التشاؤم

اشكر كثيرا قلمك اللذي افتقدناه كثيرا

تحياااااااتي

شهيدالله
19-08-2010, 12:06 AM
اختي وبنت ولايتي الطيبة خادمة السيد الفالي مرورك على كلماتي يسعدني دائما شكرا وهم شكرا والخ شكرا ..!!!
اخي الفاضل سعودي الله يبارك بك وانا تابعت بعض تعليقاتك الكريمة ومشاركاتك احسنتم وفقكم الله وبارك بكم اخي مولاي ..
سيدمحمد مولاي المحترم الله يبارك بكم اخي والحقيقة ربما مروري بقسم الكتاب قليل ان شاء الله تكون لي مشاركات

اختي الفاضلة جوار الزهراء دائما يسعدني تواجدك ويسعدني اكثر مرورك على كلاماتي الفقيرة الا من حسن النية مع الله لاغير...

اختي جوار الزهراء كثير هي المواقف التي تستفز الحليم في كل لحظات حياتك تمر بموقف تحتاج في الى التركيز والهدوء والتبصر ولعل الوقوف بعد ردة الفعل امر شبة صعب قديما اخبرني احد الاساتذة الكرام ان قراة القران تمنح الانسان هدوء وسكينة يستطيع منها ان يخرج من تفاعلة مع ردة الفعل للمواقف الاستفزازية وفعلا جرربتها مرارا وكانت النتيجة كما ذكر الاستاذ رحمة الله ..فصدى الحياة هو ردة فعل للحياة وتفاعلاتها والتفائل هو المحرك الاساسي ليمنح الانسان الهدوء السكينة

المتقي
19-08-2010, 12:50 AM
بارك الله بك اخي على هذا الموضوع

ترانيم الملائكة
19-08-2010, 01:23 AM
اخي الفاضل .....شهيد الله

اسال الله ان يثيبك ..

على جميل ما يبوح به قلمك اللذي يفتح بصيرتي على حقائق حياتي ووجودي

واللذي بجميل عطاءاته يحير كلمات ثنائي ..

اشكر لكم هذه النصيحة المخلصة الصادقة..

واللتي لا تدل الا على انكم من المنتجبون للسير بنا الى

طريق السماء ..

احسنت بان وهبتني هذه النصيحة الثمينة ..

وهل هناك مرب اعظم من الله تبارك في عليائه ..؟؟!!!

وقد قال في كتابه الكريم ((الا بذكر الله تطمئن القلوب ))

بوركت ايها الملاك الارضي وبورك كل سطر كتبته ..

الف تحية لقلمك الطاهر ..

ولا تحرمنا من جميل اشراقاتك ..

دمت على هذا النقاء ..

تحياااااااااتي

شهيدالله
20-08-2010, 04:54 PM
ممنون منك اخي الفاضلة جوارالزهراء ..احسنتم ...ذكر الله يهدي الانفس ويسكن الارواح ...والحياة اختي بسيطة لاتستحق التكلف علينا ان نعيشها ببساطة مثل ماهي لان قانونها الزوال والفناء...........................هكذا فحسب لااكثر .....
اخي المتقي بل البركة بوجودك احسنتم مولاي

ليلى^^
20-08-2010, 05:28 PM
يالروعة ما قرأت

اشعر اني فقدت الحرف

لا املك سوى شكركم اخي الكريم

:)

شهيدالله
23-08-2010, 04:54 AM
اختي الفاضلة ليلى...ممنون من جنابكم