عبد الامير
17-08-2010, 11:33 PM
روى عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال له عن عليّ(عليه السلام): (إنّه أولى الناس بكم بعدي)(1)، فهذا الحديث أصرحها دلالة وأدلّها على مقام ومعنى ولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
تناقض الألباني:
أذكر أنّي قبل اطّلاعي على كلام الشيخ الألباني كنت قد اقتنعت حينها بقول المباركفوري طبعاً، فأزال همّي وارتحت قليلاً بسبب شرحه وقوله وتنفّست حينها الصعداء!
ولكن بعد أيام قلائل حصل ما لم يكن بالحسبان! حين وجدت بأنّ الألباني يصحح هذا الحديث، بل وجدت أنّه أتى له بطريق ثالث صححه أيضاً ــ بعد دفاعه المستميت طبعاً عن الطريقين الأوّلين وتصحيحه لهما ــ والذي أخرجه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وكذا ابن حجر العسقلاني والهيثمي عن ابن عباس، وهو بسند آخر وليس فيه الأجلح الكندي أو جعفر بن سليمان.
ففاجأني الألباني حين صحح هذا الحديث بقوّة! ثمّ فاجأني أيضاً حينما ردّ واستنكر كلام ابن تيمية بأشدّ أسلوب وأعنف لفظ! بل لم أرَ كلاماً للألباني بهذا المستوى من الهجوم والقسوة في حقّ ابن تيمية كما فعل هنا ــ مع إعجابه الشديد به والسير على نهجه، بل التزامه لنفس مدرسته وآرائه ــ حين وصف ابن تيمية ورماه بالجرأة والتسرّع والمبالغة في الردّ على الشيعة، قائلاً: "فمن العجيب حقّاً أن يتجرّأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في منهاج السنّة
____________
1- مجمع الزوائد للهيثمي (9/109) وقال: رواه الطبراني وفيه دكين ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعّفه أحد وبقية رجاله وثّقوا.
الصفحة 98
(4/104) كما فعل بالحديث المتقدّم هناك (من كنت مولاه) مع تقريره رحمه الله أحسن تقرير... ــ إلى أن قال ــ هذا كلّه من بيان شيخ الإسلام وهو قويّ متين كما ترى!! فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث؛ إلاّ التسرّع والمبالغة في الردّ على الشيعة، غفر الله لنا وله"(1).
ولمّا رجعت إلى كلام ابن تيمية فوجئت مرّة ثالثة ممّا قاله الألباني عن تقرير وردّ وفهم ابن تيمية ووصفه إيّاه بأنّه قويّ متين(!!)؛ فإنّ الواضح والصريح من كلام ابن تيمية أنّه يكذّبُ الحديثَ ويقول باستحالة صدوره عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ويردّ معناه، بل لا يرى له معنى صحيحاً لأجل تناقض متنه(بزعمه)! وعدم استفادة معنى له يصح لغةً، فتناقض الألباني هنا! وقام بتصحيح الحديث وفهمه في نفس الوقت بفهم ابن تيمية الذي يكذّب الحديث ويردّه بسبب خطورة معناه وادّعائه عدم وجود معنى صحيح يفهم منه أصلاً!! فوقع الألباني هنا في تناقض صارخ وتخبّط واضح وخلط فاضح وغفلة غير لائقة بمثله، ولكن ما جعلني أصدّق بصدور مثل هذا الأمر عنه هو قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}(2).
تناقض الألباني:
أذكر أنّي قبل اطّلاعي على كلام الشيخ الألباني كنت قد اقتنعت حينها بقول المباركفوري طبعاً، فأزال همّي وارتحت قليلاً بسبب شرحه وقوله وتنفّست حينها الصعداء!
ولكن بعد أيام قلائل حصل ما لم يكن بالحسبان! حين وجدت بأنّ الألباني يصحح هذا الحديث، بل وجدت أنّه أتى له بطريق ثالث صححه أيضاً ــ بعد دفاعه المستميت طبعاً عن الطريقين الأوّلين وتصحيحه لهما ــ والذي أخرجه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وكذا ابن حجر العسقلاني والهيثمي عن ابن عباس، وهو بسند آخر وليس فيه الأجلح الكندي أو جعفر بن سليمان.
ففاجأني الألباني حين صحح هذا الحديث بقوّة! ثمّ فاجأني أيضاً حينما ردّ واستنكر كلام ابن تيمية بأشدّ أسلوب وأعنف لفظ! بل لم أرَ كلاماً للألباني بهذا المستوى من الهجوم والقسوة في حقّ ابن تيمية كما فعل هنا ــ مع إعجابه الشديد به والسير على نهجه، بل التزامه لنفس مدرسته وآرائه ــ حين وصف ابن تيمية ورماه بالجرأة والتسرّع والمبالغة في الردّ على الشيعة، قائلاً: "فمن العجيب حقّاً أن يتجرّأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في منهاج السنّة
____________
1- مجمع الزوائد للهيثمي (9/109) وقال: رواه الطبراني وفيه دكين ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعّفه أحد وبقية رجاله وثّقوا.
الصفحة 98
(4/104) كما فعل بالحديث المتقدّم هناك (من كنت مولاه) مع تقريره رحمه الله أحسن تقرير... ــ إلى أن قال ــ هذا كلّه من بيان شيخ الإسلام وهو قويّ متين كما ترى!! فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث؛ إلاّ التسرّع والمبالغة في الردّ على الشيعة، غفر الله لنا وله"(1).
ولمّا رجعت إلى كلام ابن تيمية فوجئت مرّة ثالثة ممّا قاله الألباني عن تقرير وردّ وفهم ابن تيمية ووصفه إيّاه بأنّه قويّ متين(!!)؛ فإنّ الواضح والصريح من كلام ابن تيمية أنّه يكذّبُ الحديثَ ويقول باستحالة صدوره عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ويردّ معناه، بل لا يرى له معنى صحيحاً لأجل تناقض متنه(بزعمه)! وعدم استفادة معنى له يصح لغةً، فتناقض الألباني هنا! وقام بتصحيح الحديث وفهمه في نفس الوقت بفهم ابن تيمية الذي يكذّب الحديث ويردّه بسبب خطورة معناه وادّعائه عدم وجود معنى صحيح يفهم منه أصلاً!! فوقع الألباني هنا في تناقض صارخ وتخبّط واضح وخلط فاضح وغفلة غير لائقة بمثله، ولكن ما جعلني أصدّق بصدور مثل هذا الأمر عنه هو قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}(2).