خادم للمذهب
19-08-2010, 04:21 AM
http://www.mrsawalyeh.com/vb/al.gif
(حاسبوا انفسكم (http://www.mrsawalyeh.com/vb)قبل ان تحاسبوا)
اعلم ان الكتاب و السنة و اجماع الامة دالة على ثبوت المحاسبة يوم القيامة، و حصول التدقيق و المناقشة في الحساب، و المطالبة بمثاقيل الذر من الاعمال و الخطرات و اللحظات، قال الله-سبحانه-:
«و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلمنفس شيئا و ان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها و كفى بنا حاسبين» (9) . و قال: «يوم يبعثهمالله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله و نسوه و اللهعلى كل شىء شهيد» (10) . و قال: «و وضع الكتابفترى المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا احصاها و وجدوا ما عملوا حاضرا و لا يظلم ربك احدا» (11) .
و قال: «يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، و من يعملمثقال ذرة شرا يره» (12) . و قال: «يوم تجد كلنفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تودلو ان بينها و بينه امدا بعيدا» (13) . و قال: «ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون» (14) . و قال:
«فوربك لنسئلنهم اجمعين عما كانوا يعملون» (15) .
و قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «ما منكم من احد الا و يساله رب العالمين، ليس بينه و بينه حجاب و لا ترجمان» . و ورد بطرق متعددة:
ان كل احد في يوم القيامة لا يرفع قدما عن قدم حتى يسال عن عمره فيما افناه، و عن جسده فيما ابلاه، و عن ماله من اين اكتسبه و فيا انفقه.
و الآيات و الاخبار الواردة في محاسبة الاعمال و السؤال عن القليل و الكثير و النقير و القطمير اكثر من ان تحصى، و بازائها اخبار دالة على الامر بالمحاسبة و المراقبة في الدنيا، و الترغيب عليها، و على كونها سببا للنجاة و الخلاص عن حساب الاخرة، و خطره و مناقشته. فمن حاسب نفسه قبل ان يحاسب، و طالبها في الانفاس و الحركات، و حاسبها في الخطرات و اللحظات، و وزن بميزان الشرع اعماله و اقواله: خف في القيامة حسابه و حضر عند السؤال جوابه، و حسن منقلبه و مآبه. و من لم يحاسب نفسه:
دامتحسراته، و طالت في عرصات القيامة و قفاته، و قادته الى الخزى سيئاته، قال الله-سبحانه-:
«و لتنظر نفس ما قدمت لغد» (16) .
و المراد بهذا النظر: المحاسبة على الاعمال. و قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا، و زنوها قبل ان توزنوا» .
و قال الصادق (ع) : «اذا اراد احدكم الا يسال ربه شيئا الا اعطاه فليياس من الناس كلهم، و لا يكون له رجاء الا من عند الله-تعالى-، فاذا علم الله -تعالى-ذلك من قلبه لم يساله شيئا الا اعطاه، فحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا (http://www.mrsawalyeh.com/vb)عليها، فان للقيامة خمسين موقفا، كل موقف مقام الف سنة.
ثم تلا:
«في يوم كان مقداره خمسين الف سنة» (17) .
و تفريع المحاسبة على الامر بالياس عن الناس و الرجاء من الله، يدل على ان الانسان انما يرجو الناس من دون الله في عامة امره و هو غافل عن ذلك، و ان عامة المحاسبات انما ترجع الى ذلك، و ذكر الوقوف في مواقف يوم القيامة على الامر بمحاسبة النفس يدل على ان الوقفات هناك انما تكون للمحاسبات، فمن حاسب نفسه في الدنيا يوما فيوما لم يحتج الى تلك الوقفات في ذلك اليوم، و قال (ع) : «لو لم يكن للحساب مهول الا حياء العرض على الله-تعالى-، و فضيحة هتك الستر على المخفيات، لحق للمرء الا يهبط من رؤوس الجبال، و لا ياوى الى عمران، و لا ياكل، و لا يشرب، و لا ينام، الا عن اضطرار متصل بالتلف، و مثل ذلك يفعل من يرى القيامة باهوالها و شدائدها قائمة في كل نفس، و يعاين بالقلب الوقوف بين يدى الجبار، حينئذ ياخذ نفسه بالمحاسبة، كانه الى عرصاتها مدعو و في غمراتها مسؤل، قال الله-تعالى-:
«و ان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها و كفى بنا حاسبين» (18) . (19) .
و قال الكاظم-عليه السلام-: «ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فان عمل حسنة استزاد الله-تعالى-، و ان عمل سيئة استغفر الله منها و تاب اليه» . و في بعض الاخبار: ينبغي ان يكون للعاقل اربع ساعات: ساعة يحاسب فيها نفسه. . .
-------------------------------------------
9) الانبياء، الآية: 47.
10) المجادلة، الآية: 6.
11) الكهف، الآية: 50.
12) الزلزال، الآية: 6-8.
13) آل عمران، الآية: 30.
14) البقرة، الآية: 281، آل عمران، الآية: 161.
15) الحجر، الآية: 92.
16) الحشر، الآية: 18.
17) المعارج، الآية: 4.
18) الانبياء، الآية: 47.
19) صححنا الحديث على مصباح الشريعة: باب 85، ص 186.
منقول نصا من كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين
(حاسبوا انفسكم (http://www.mrsawalyeh.com/vb)قبل ان تحاسبوا)
اعلم ان الكتاب و السنة و اجماع الامة دالة على ثبوت المحاسبة يوم القيامة، و حصول التدقيق و المناقشة في الحساب، و المطالبة بمثاقيل الذر من الاعمال و الخطرات و اللحظات، قال الله-سبحانه-:
«و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلمنفس شيئا و ان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها و كفى بنا حاسبين» (9) . و قال: «يوم يبعثهمالله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله و نسوه و اللهعلى كل شىء شهيد» (10) . و قال: «و وضع الكتابفترى المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا احصاها و وجدوا ما عملوا حاضرا و لا يظلم ربك احدا» (11) .
و قال: «يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، و من يعملمثقال ذرة شرا يره» (12) . و قال: «يوم تجد كلنفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تودلو ان بينها و بينه امدا بعيدا» (13) . و قال: «ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون» (14) . و قال:
«فوربك لنسئلنهم اجمعين عما كانوا يعملون» (15) .
و قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «ما منكم من احد الا و يساله رب العالمين، ليس بينه و بينه حجاب و لا ترجمان» . و ورد بطرق متعددة:
ان كل احد في يوم القيامة لا يرفع قدما عن قدم حتى يسال عن عمره فيما افناه، و عن جسده فيما ابلاه، و عن ماله من اين اكتسبه و فيا انفقه.
و الآيات و الاخبار الواردة في محاسبة الاعمال و السؤال عن القليل و الكثير و النقير و القطمير اكثر من ان تحصى، و بازائها اخبار دالة على الامر بالمحاسبة و المراقبة في الدنيا، و الترغيب عليها، و على كونها سببا للنجاة و الخلاص عن حساب الاخرة، و خطره و مناقشته. فمن حاسب نفسه قبل ان يحاسب، و طالبها في الانفاس و الحركات، و حاسبها في الخطرات و اللحظات، و وزن بميزان الشرع اعماله و اقواله: خف في القيامة حسابه و حضر عند السؤال جوابه، و حسن منقلبه و مآبه. و من لم يحاسب نفسه:
دامتحسراته، و طالت في عرصات القيامة و قفاته، و قادته الى الخزى سيئاته، قال الله-سبحانه-:
«و لتنظر نفس ما قدمت لغد» (16) .
و المراد بهذا النظر: المحاسبة على الاعمال. و قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا، و زنوها قبل ان توزنوا» .
و قال الصادق (ع) : «اذا اراد احدكم الا يسال ربه شيئا الا اعطاه فليياس من الناس كلهم، و لا يكون له رجاء الا من عند الله-تعالى-، فاذا علم الله -تعالى-ذلك من قلبه لم يساله شيئا الا اعطاه، فحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا (http://www.mrsawalyeh.com/vb)عليها، فان للقيامة خمسين موقفا، كل موقف مقام الف سنة.
ثم تلا:
«في يوم كان مقداره خمسين الف سنة» (17) .
و تفريع المحاسبة على الامر بالياس عن الناس و الرجاء من الله، يدل على ان الانسان انما يرجو الناس من دون الله في عامة امره و هو غافل عن ذلك، و ان عامة المحاسبات انما ترجع الى ذلك، و ذكر الوقوف في مواقف يوم القيامة على الامر بمحاسبة النفس يدل على ان الوقفات هناك انما تكون للمحاسبات، فمن حاسب نفسه في الدنيا يوما فيوما لم يحتج الى تلك الوقفات في ذلك اليوم، و قال (ع) : «لو لم يكن للحساب مهول الا حياء العرض على الله-تعالى-، و فضيحة هتك الستر على المخفيات، لحق للمرء الا يهبط من رؤوس الجبال، و لا ياوى الى عمران، و لا ياكل، و لا يشرب، و لا ينام، الا عن اضطرار متصل بالتلف، و مثل ذلك يفعل من يرى القيامة باهوالها و شدائدها قائمة في كل نفس، و يعاين بالقلب الوقوف بين يدى الجبار، حينئذ ياخذ نفسه بالمحاسبة، كانه الى عرصاتها مدعو و في غمراتها مسؤل، قال الله-تعالى-:
«و ان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها و كفى بنا حاسبين» (18) . (19) .
و قال الكاظم-عليه السلام-: «ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فان عمل حسنة استزاد الله-تعالى-، و ان عمل سيئة استغفر الله منها و تاب اليه» . و في بعض الاخبار: ينبغي ان يكون للعاقل اربع ساعات: ساعة يحاسب فيها نفسه. . .
-------------------------------------------
9) الانبياء، الآية: 47.
10) المجادلة، الآية: 6.
11) الكهف، الآية: 50.
12) الزلزال، الآية: 6-8.
13) آل عمران، الآية: 30.
14) البقرة، الآية: 281، آل عمران، الآية: 161.
15) الحجر، الآية: 92.
16) الحشر، الآية: 18.
17) المعارج، الآية: 4.
18) الانبياء، الآية: 47.
19) صححنا الحديث على مصباح الشريعة: باب 85، ص 186.
منقول نصا من كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين