نووورا انا
20-08-2010, 11:08 AM
النَّبي عيسى (ع): ابن يومين، يدهش العالم
د. سامر شري
قال الله تعالى في سورة مريم عن عيسى ابن مريم (ع): (فناداها من تحتها ألاّ تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً). (مريم: 24).
(وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً. فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً). (مريم: 25 ـ 26).
(قال إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبياً * وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً * وبراً بوالدتي ولم أكن جباراً شقياً * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً) (مريم: 30 - 33).
* نبيٌ بكلمة طيبة:
أذن الله تعالى لجبريل بلُقيا مريم في معبدها، هناك أخبرها أنها ستحمل نبياً من غير أبٍ بكلمة طيبة، فأسلمت بعد روع، ورضيت بالقضاء. وبالروح والريحان، نفخت الروح. ومن لحظتها، جرت العجائب عليها.
في بطنها نما جنينها في تسع ساعات يكالمها خلالها ويسليها إلى ميقات ساعته، فلما انبلجت شقائق أنواره عن فجر مولده، فاجأ المخاض والطلق والوضع مريم عند نخلة يابسة سرعان ما اخضرّت ودبّت فيها الحياة ورَبَتْ وحملت بطيب الرطَب. ومن وقتها، تسلسل عليها العَجب، وكيف لا تعجَب وهي تنظر إلى طفل ابن ساعته، يخاطبها وجهاً لوجه بما يعنيها، متكلماً كالعارف بالأطوار النفسية، ناصحاً ومذلِّلاً للعقد. فلما كبُر يومين، تكلم بما يعني العالم أسره، وجرت حكمة النبوة على لسانه أمام الملأ الذين اتهموا أمه، فشدّهم إلى كلامه، وقطع عليهم ما كانوا يرومونه منها، إذ نطْقُه بحد ذاته كافٍ لبراءة أمه تحت تأثير معجزة الكلام، وقدرته على توجيه أحاسيسهم مع عقولهم إلى مضمون معانيه، وإشغالهم بربه حتى عجزوا وحاروا فأقمعوا.
وللحق، لقد أدهش عيسى (ع) ولا يزال كل حي قرأ قصته.
أما لماذا؟ وبماذا أدهش العالم؟ فهذا ما توضحه الآيات المعجزة التي دلّت على حجم معارف عيسى ولمّا يبلغ بعد أشده، فتابع معي.
* المعارف التي تفوّه بها عيسى (ع):
أ ـ في معرفة الحالة النفسية:
أول قوله: ألا تحزني، وهذا يدل على أنه كان عارفاً بالواقع النفسي لأمّه، من ضيقٍ وكربٍ لمّا سمعها تقول: (يا ليتني كنت نسياً منسياً)، محدداً المشكلة على أنّ ما أصابها من كرب ناتج عن حملها ولا رجل لها، فكيف لها أن تبرر للناس شأنها.
وكالمسؤول العارف، طرح نوعية العلاج مع النصح الممزوج بالحنوّ والعطف عليها والتأييد لها بقوله: (وقرّي عيناً).
كلمته تلك وموقفه من أمه في حل مشكلتها النفسية والوقوف على خاطرها، درس عملي معتبر واجب التطبيق على كل مخلوق كأحد مداخل البر بوالديه.
ب ـ في الطب:
قوله: (وهزي إليك بجذع النخل تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي)، إيذان منه بأنه عالم بطب الجسد كما طب النفس والروح، وقد كتب الكثير من الدراسات عن أكل الرطب خلال فترة نفاس المرأة وشرب الماء عليه، وإن أضفنا قوله: (وأُبرىء الاكمه والأبرص)، يتأكد لنا أن أحد وجوه معارفه، تقسيمات أنواع الأمراض البشرية ومعرفة طبابة الأجساد من أسقامها.
ج ـ في الألوهية:
صرّح عيسى (ع) بأربعة أسماء إلهية: الله تعالى في قوله: (إني عبد الله)، وهو الاسم الجامع لكافة الأسماء الإلهية المباركة.
ثم ذكر اسم الرب الدال على الصفة الأفعالية للربوبية لقوله: (قد جعل ربك).
كما ذكر اسم الرحمن: (نذرت للرحمن). والرحمن اسم يدل على رحمة الله تعالى العامة للمؤمن ولغيره.
وختمها باسم السلام لقوله: (والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً).
د ـ في العبودية لله وحده
في مقابل هذه الالوهية التي أشار إليها عيسى، جعل أول لفظ يلفظه أمام البشر الذين التقاهم: (إني عبد الله)، مما يعني إقراره بالعبودية لله تعالى وحده، وحدد مفهوم العبودية في مقابل التوحيد الخالص.
هـ ـ في النبوة والرسالة
قوله: (وجعلني نبياً)، إيذان آخر منه بأنه نبي الزمان، وصاحب رسالة، لقوله: (آتاني الكتاب)، مع فارق أنه النبي الوحيد في الإنسانية الذي أعلن نبوته على الملأ وهو في مهد صدر أمه.
و ـ في شؤون النبوة:
شؤون الأنبياء (سلام الله عليهم أجمعين) تكاد لا تحصر، لكن ثمة أدواراً أساسية مشتركة بينهم، وهي تعليم الناس وتربيتهم، وقد اختصرها عيسى بكلمة: مباركاً. وهو يعني لغة: نماء الخير وقوله: أينما كنت، تدل على بركته في كل حال وزمان ومكان، بل ذهب أهل اللغة إلى أن البركة تعني: التعليم، بمعنى أن عيسى كسائر الأنبياء معلّم للناس، يعلمهم أمر دينهم ويتولى تعريفهم بربهم، وتربيتهم وتأديبهم وتزكيتهم وهدايتهم إلى سواء السبيل.
ومنها النطق بالغيب لشيء لم يقع بعد، كدعواه أمام الملأ أنه نبي مرسل بكتاب هدى للناس.
ومنها معجزاته المصاحبة ضرورة للشؤون اللازمة في النبوة المرسلة. وبلحاظ أن كلامه أذهلهم وحيّرهم وأبكمهم، كان كل هذا بحد ذاته أول معجزاته فيهم.
ز ـ في الأصول الاعتقادية:
في هذا الباب تعرض طفل مريم (عليهما السلام) إلى ذكر الأصول الاعتقادية الثلاثة المنصوص عليها في العقيدة الإسلامية، والتي إذا نفى الإنسان إحداها كان في زمرة الكافرين ومن أصحاب السعير وهي: التوحيد، والنبوة، والبعث. تجد كل ذلك في قوله: (إني عبد الله، وجعلني نبياً، وأبعث حياً).
ح ـ في الفروع:
لم يكتف عيسى(ع) بذكر الأصول الاعتقادية بل ثنّاها بذكر بعض أهم الفروع العملية المترتّبة على كل مكلف كالصلاة، والزكاة، وبر الوالدين فقال: وأوصاني بالصلاة والزكاة. ثم أتبعها ببر والدته التي تعتبر فريضة عين.
ط ـ في التطوع:
من دقة كلامه، لم ينسَ ابنُ يومين حالة التطوع عند المكلف متى أراد، فذكر منها: النذر. وقال: (فقولي إني نذرت للرحمن صوماً).
ي ـ في الموجودات الطبيعية:
تفوّه الطفل بعدة مرادفات تدل على علمه بمحيطه الأرضي مذ ولد، فذكر منها التالي:
النخل. لقوله: (وهزي إليك بجذع النخل) مع لحاظ تقسيمات هذه الشجرة كالجذر والجذع والرأس وما تنتجه من خير أكلا كالرطب، حيث قال: (تساقط عليك رطباً جنياً).
وكلمة (تساقط) دلت على علمه بالجهات، ومنها العلو والتحت، لقوله: (تحتك سرياً)، منبهاً على قاعدة تساقط الأشياء بما لم يسبقه إليها نيوتن، بمعرفة جاذبية الأرض.
ولم تقف معرفته عند هذا الحد، وإنما تفوه بذكر مادة الحاجات الأساسية للإنسان: الطعام والماء، لقوله: (وكلي واشربي). وعند ذكر الشراب، ذكر السريّ، وهو النهر أو الجدول الصغير الذي بضربة من قدمه الناعمة تفجر الماء الزلال حيث أنجبته أمه.
أما عن المخلوقات الأرضية، فتناول منها مفردتين: الإنس والبشر لقوله: (فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً).
وفي قوله: (ترينّ)، دلالة على علمه بمفهوم العين والنظر.
ك ـ في الصفات الإنسانية:
أتى عيسى على ذكر الصفات المذمومة شرعاً، فتحدث (ع) عن مفردتين منها: التجبر والشقاوة في قوله: (ولم يجعلني جباراً شقياً).
والتجبر صفة الطاغوت الذي يدعي العظمة والتكبر.
والشقاوة خلاف السعادة.
في مآل الإنسان
قوله: (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت)، دليل علمه بوجوده كفرد مخلوق، وأن هذا المخلوق عابر طريق، لا خلود له في دار الفناء، وأن الله قهر عباده بالموت، لكن بعثه حياً، دليل عودته إلى ربه في نشأة أخرى.
فسبحان من علّم جنيناً، وجعله مُعلّما طفلاً.
د. سامر شري
قال الله تعالى في سورة مريم عن عيسى ابن مريم (ع): (فناداها من تحتها ألاّ تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً). (مريم: 24).
(وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً. فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً). (مريم: 25 ـ 26).
(قال إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبياً * وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً * وبراً بوالدتي ولم أكن جباراً شقياً * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً) (مريم: 30 - 33).
* نبيٌ بكلمة طيبة:
أذن الله تعالى لجبريل بلُقيا مريم في معبدها، هناك أخبرها أنها ستحمل نبياً من غير أبٍ بكلمة طيبة، فأسلمت بعد روع، ورضيت بالقضاء. وبالروح والريحان، نفخت الروح. ومن لحظتها، جرت العجائب عليها.
في بطنها نما جنينها في تسع ساعات يكالمها خلالها ويسليها إلى ميقات ساعته، فلما انبلجت شقائق أنواره عن فجر مولده، فاجأ المخاض والطلق والوضع مريم عند نخلة يابسة سرعان ما اخضرّت ودبّت فيها الحياة ورَبَتْ وحملت بطيب الرطَب. ومن وقتها، تسلسل عليها العَجب، وكيف لا تعجَب وهي تنظر إلى طفل ابن ساعته، يخاطبها وجهاً لوجه بما يعنيها، متكلماً كالعارف بالأطوار النفسية، ناصحاً ومذلِّلاً للعقد. فلما كبُر يومين، تكلم بما يعني العالم أسره، وجرت حكمة النبوة على لسانه أمام الملأ الذين اتهموا أمه، فشدّهم إلى كلامه، وقطع عليهم ما كانوا يرومونه منها، إذ نطْقُه بحد ذاته كافٍ لبراءة أمه تحت تأثير معجزة الكلام، وقدرته على توجيه أحاسيسهم مع عقولهم إلى مضمون معانيه، وإشغالهم بربه حتى عجزوا وحاروا فأقمعوا.
وللحق، لقد أدهش عيسى (ع) ولا يزال كل حي قرأ قصته.
أما لماذا؟ وبماذا أدهش العالم؟ فهذا ما توضحه الآيات المعجزة التي دلّت على حجم معارف عيسى ولمّا يبلغ بعد أشده، فتابع معي.
* المعارف التي تفوّه بها عيسى (ع):
أ ـ في معرفة الحالة النفسية:
أول قوله: ألا تحزني، وهذا يدل على أنه كان عارفاً بالواقع النفسي لأمّه، من ضيقٍ وكربٍ لمّا سمعها تقول: (يا ليتني كنت نسياً منسياً)، محدداً المشكلة على أنّ ما أصابها من كرب ناتج عن حملها ولا رجل لها، فكيف لها أن تبرر للناس شأنها.
وكالمسؤول العارف، طرح نوعية العلاج مع النصح الممزوج بالحنوّ والعطف عليها والتأييد لها بقوله: (وقرّي عيناً).
كلمته تلك وموقفه من أمه في حل مشكلتها النفسية والوقوف على خاطرها، درس عملي معتبر واجب التطبيق على كل مخلوق كأحد مداخل البر بوالديه.
ب ـ في الطب:
قوله: (وهزي إليك بجذع النخل تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي)، إيذان منه بأنه عالم بطب الجسد كما طب النفس والروح، وقد كتب الكثير من الدراسات عن أكل الرطب خلال فترة نفاس المرأة وشرب الماء عليه، وإن أضفنا قوله: (وأُبرىء الاكمه والأبرص)، يتأكد لنا أن أحد وجوه معارفه، تقسيمات أنواع الأمراض البشرية ومعرفة طبابة الأجساد من أسقامها.
ج ـ في الألوهية:
صرّح عيسى (ع) بأربعة أسماء إلهية: الله تعالى في قوله: (إني عبد الله)، وهو الاسم الجامع لكافة الأسماء الإلهية المباركة.
ثم ذكر اسم الرب الدال على الصفة الأفعالية للربوبية لقوله: (قد جعل ربك).
كما ذكر اسم الرحمن: (نذرت للرحمن). والرحمن اسم يدل على رحمة الله تعالى العامة للمؤمن ولغيره.
وختمها باسم السلام لقوله: (والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً).
د ـ في العبودية لله وحده
في مقابل هذه الالوهية التي أشار إليها عيسى، جعل أول لفظ يلفظه أمام البشر الذين التقاهم: (إني عبد الله)، مما يعني إقراره بالعبودية لله تعالى وحده، وحدد مفهوم العبودية في مقابل التوحيد الخالص.
هـ ـ في النبوة والرسالة
قوله: (وجعلني نبياً)، إيذان آخر منه بأنه نبي الزمان، وصاحب رسالة، لقوله: (آتاني الكتاب)، مع فارق أنه النبي الوحيد في الإنسانية الذي أعلن نبوته على الملأ وهو في مهد صدر أمه.
و ـ في شؤون النبوة:
شؤون الأنبياء (سلام الله عليهم أجمعين) تكاد لا تحصر، لكن ثمة أدواراً أساسية مشتركة بينهم، وهي تعليم الناس وتربيتهم، وقد اختصرها عيسى بكلمة: مباركاً. وهو يعني لغة: نماء الخير وقوله: أينما كنت، تدل على بركته في كل حال وزمان ومكان، بل ذهب أهل اللغة إلى أن البركة تعني: التعليم، بمعنى أن عيسى كسائر الأنبياء معلّم للناس، يعلمهم أمر دينهم ويتولى تعريفهم بربهم، وتربيتهم وتأديبهم وتزكيتهم وهدايتهم إلى سواء السبيل.
ومنها النطق بالغيب لشيء لم يقع بعد، كدعواه أمام الملأ أنه نبي مرسل بكتاب هدى للناس.
ومنها معجزاته المصاحبة ضرورة للشؤون اللازمة في النبوة المرسلة. وبلحاظ أن كلامه أذهلهم وحيّرهم وأبكمهم، كان كل هذا بحد ذاته أول معجزاته فيهم.
ز ـ في الأصول الاعتقادية:
في هذا الباب تعرض طفل مريم (عليهما السلام) إلى ذكر الأصول الاعتقادية الثلاثة المنصوص عليها في العقيدة الإسلامية، والتي إذا نفى الإنسان إحداها كان في زمرة الكافرين ومن أصحاب السعير وهي: التوحيد، والنبوة، والبعث. تجد كل ذلك في قوله: (إني عبد الله، وجعلني نبياً، وأبعث حياً).
ح ـ في الفروع:
لم يكتف عيسى(ع) بذكر الأصول الاعتقادية بل ثنّاها بذكر بعض أهم الفروع العملية المترتّبة على كل مكلف كالصلاة، والزكاة، وبر الوالدين فقال: وأوصاني بالصلاة والزكاة. ثم أتبعها ببر والدته التي تعتبر فريضة عين.
ط ـ في التطوع:
من دقة كلامه، لم ينسَ ابنُ يومين حالة التطوع عند المكلف متى أراد، فذكر منها: النذر. وقال: (فقولي إني نذرت للرحمن صوماً).
ي ـ في الموجودات الطبيعية:
تفوّه الطفل بعدة مرادفات تدل على علمه بمحيطه الأرضي مذ ولد، فذكر منها التالي:
النخل. لقوله: (وهزي إليك بجذع النخل) مع لحاظ تقسيمات هذه الشجرة كالجذر والجذع والرأس وما تنتجه من خير أكلا كالرطب، حيث قال: (تساقط عليك رطباً جنياً).
وكلمة (تساقط) دلت على علمه بالجهات، ومنها العلو والتحت، لقوله: (تحتك سرياً)، منبهاً على قاعدة تساقط الأشياء بما لم يسبقه إليها نيوتن، بمعرفة جاذبية الأرض.
ولم تقف معرفته عند هذا الحد، وإنما تفوه بذكر مادة الحاجات الأساسية للإنسان: الطعام والماء، لقوله: (وكلي واشربي). وعند ذكر الشراب، ذكر السريّ، وهو النهر أو الجدول الصغير الذي بضربة من قدمه الناعمة تفجر الماء الزلال حيث أنجبته أمه.
أما عن المخلوقات الأرضية، فتناول منها مفردتين: الإنس والبشر لقوله: (فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً).
وفي قوله: (ترينّ)، دلالة على علمه بمفهوم العين والنظر.
ك ـ في الصفات الإنسانية:
أتى عيسى على ذكر الصفات المذمومة شرعاً، فتحدث (ع) عن مفردتين منها: التجبر والشقاوة في قوله: (ولم يجعلني جباراً شقياً).
والتجبر صفة الطاغوت الذي يدعي العظمة والتكبر.
والشقاوة خلاف السعادة.
في مآل الإنسان
قوله: (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت)، دليل علمه بوجوده كفرد مخلوق، وأن هذا المخلوق عابر طريق، لا خلود له في دار الفناء، وأن الله قهر عباده بالموت، لكن بعثه حياً، دليل عودته إلى ربه في نشأة أخرى.
فسبحان من علّم جنيناً، وجعله مُعلّما طفلاً.