مشتاق العلوي
23-08-2010, 02:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يذكر التاريخ ان حدث نزاع حول السلطة طيلة فترة تواجد النبي بين المسلمين اذ كانت الجماعة المسلمة تتعامل مع السلطة على انها الحق الثابت للنبي ربما لانه كان مرتبطا بالسماء وكان شعار التوحيد يعني في بعض ما يعني ان الحكم لله وحده وما دام النبي هو الممثل له فلا مجال لإثارة أي جدل او مناظرة حول ممارسته للسلطة باعتباره على اتصال مع صاحب السلطة الشرعي في الوعي الاسلامي وهو الله
و مايرجح هذا الاحتمال تعرض النبي في الكثير من الاحيان الى اسئلة ذات مضمون واحد وهو : هذا منك او من الله ؟ ما يعني ان الجماعة المسلمة لا تصغ الى النبي الا بقدر ما تامن ان بيانه هو بيان الله
كما ان النبي رغم صلابته في الثبات على الدعوة المنقطعة النظير لم يطرح نفسه كزعيم او سلطان او امير بل اشاع في ذهن الجماعة انه عبد الله ورسوله وبالتالي فهو انما يمارس السلطة بذلك الاعتبار وان الله هو السلطان الفعلي وبعبارة ان سلطته في طول سلطة الله
اضف الى ذلك ان القران كان يشهد بالتطابق بين تصرفات النبي ص وبين ما يوحى اليه وقد عبر بشكل واضح وقاس لدفع أي احتمال لمخالفة النبي لتعليمات الوحي ( ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم قطعنا من الوتين )
نعم وقع النزاع العميق حول السلطة ما ان لفظ النبي انفاسه بين المهاجرين والانصار اولا وبعد دفن النبي دخل بنو هاشم بقيادة علي وفاطمة (ع) في صميم الصراع حولها والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو محور النزاع الذي ظهر فجاة حول مسالة من اهم المسائل المرتبطة والمؤثرة في الجماعة في هويتها وفي صميم وجودها ؟
تلك الجماعة التي يراد لها ان تنطلق لتنشر دين الله في كل التاريخ والجغرافيا وتبسط سلطان الله المطلق عليهما وبذلك تقضي على أي سلطة سوى سلطته اذ ان ذلك شرك وعبادة لغيره كما يقرر النص (من اصغى الى ناطق فقد ) (عبده اتخذوا احبارهم اربابا من دون الله) اذ امروهم فاطاعوا
اذن وقع الصراع بين علي وفاطمة وجماعة من جهة وابي بكر وعمر وجماعة من جهة
من هنا لا بد ان نحدد محور الصراع بدقة ونلاحق امتداداته كي نتمكن من وضع ما حصل في موضعه دون ان نقع في افراط او تفريط تجاه هذه الواقعة التي حصلت
فهل كان النزاع بين علي وابي بكر باشخاصهما كما يتنازع ورثة الميت حول تركته بافتراض انه لم يبين حصص كل منهم ؟
او كان بين فريقين ذوي فهمين مختلفين عن طبيعة المشروع الاسلامي ؟ وبالتالي فالمسالة لا تتجاوز تغايرا في الراي وهو لا يفسد للود قضية اذ الاجتهاد ممارسة منهجية اصاب المجتهد ام اخطا
او كان بين فريقين متضادين لا يمكن قبول الاختلاف المنهجي بينهما لان احتمال الصواب في احدهما معدوم بينما حاز الاخر كل اثباتات الصواب ؟
او هو بين الاسلام واللااسلام بين التوحيد و الشرك ؟ لان اعطاء السلطة لغير من يمثل ارادة الله في الارض ويبسط سلطة الله في الارض يعني عبادته وجعله الها دون الله كما وقع للاحبار والرهبان بعد المسيح وبالتالي تكنيس الاسلام ولكن بثوب جديد اذ تتحول السلطة الى حق للانسان بعد ان كانت حقا لله فيمارسها الانسان من وحي ذاته وشخصه فيفعل ما يشاء وينهى عما يشاء ويسمع في اذنه بوق الفقيه يدق مكبرا مهللا الله اكبر هذا هو حكم الله وكأن الامير والسلطان هو الله !!
وفي تصورنا ان الخلاف الذي وقع عند وفاة الرسول والذي يصطلح عليه اليوم الخلاف السني الشيعي لا يختزل في مسالة كرسي الحكم والسلطة بل انه اعمق من ذلك بكثير وان احتل الحكم والسلطة الواجهة إذ انه اختلاف في جوهر المشروع يتضح ذلك من خلال التداعيات الخطيرة التي تلته إذ ان تلك التداعيات لا يمكن ارجاعها الى مجرد معركة شخصية على كرسي الحكم ومن اهم التداعيات التي افرزها هذا الخلاف :
اولا :الاختلاف على المرجع والزعيم الديني فكان المذاهب الأربعة في الفقه والمدرسة الأشعرية والاعتزالية في الكلام وفي المقابل بقي الشيعة يعتبرون اهل البيت هم المرجع والزعيم الديني في كل تفاصيل الدين فقها واخلاقا وكلاما
ثانيا : الاختلاف على دوام ظاهرة الإمامة وانقطاعها اذ ذهب الشيعة الى ان الامامة دائمة وليس شرطها الظهور والعلن بينما ذهب السنة الى انقطاع الامامة فالغوا ظاهرة الغيبة
ثالثا : الاختلاف على العصمة فكان مقبولية النقيض الذي تمثل في عدم تخطئة الخصوم واعتبارهم جميعا ماجورين كما حصل في حربي الجمل وصفين ،كما تم قبول الاجتهاد في عرض النص إذ لم يأخذ النص موقع الحقانية التامة التي لا تقبل الاخر ففتح الباب أمام الاجتهادات والآراء التي تتقاطع معه وتقفز عليه
رابعا :الاختلاف على دخول الإمامة كجزء من المنظومة الفكرية والمكون العقائدي الإسلامي إذ أصر السنة على أنها فرعية إذ أن تصوير النزاع نزاعا داخليا يستلزم أن يكون فرعيا لان كلا طرفي الصراع لا يملك أن يخطئ الآخر أو يكذبه بينما يعني دخول الإمامة في المنظومة الفكرية عدم إمكان احتمالية الصواب في كلا الطرفين إذ افترض الشيعة أن الصراع على الإمامة صراع الأيمان والكفر، صراع الحق والباطل، صراع النجاة والهلاك لا انه صراع إسلامي إسلامي كما يحاول السنة تصويره.
خامسا : الاختلاف على آلية تحديد الإمام بين الاعتماد على النص عند الشيعة بشكل ثابت لا يقبل التبديل وبين آليات أخرى غير منضبطة ظهرت عند السنة إذ كان التأرجح بين الانتخاب والقوة و (الشورى) و الوراثة .
ان هذه الظواهر التي اتصف بها السنة لم تات من فراغ بل كان لذلك اسباب اهمها :
اولا : ان السنة لم يجعلوا النص الديني القطعي مقياسا يقيّمون من خلاله ما حصل في سقيفة بني ساعدة بل كان الأمر عندهم مقلوبا إذ انطلقوا من الأمر الواقع ليطوعوا النص لصالحه فقاموا بتفسيرما حدث والتنظير لما حصل وبالتالي تحميله على النص الديني.
ثانيا : إن السنة لم يؤمنوا بفكرة الإمامة – بحسب الفهم الديني - إطلاقا وإنما امنوا بالامامة بما هي سلطة سياسية فاختزلت الامامة عندهم في السلطة السياسية
ثالثا: إن السنة قاموا بعملية إقصاء كامل لائمة أهل البيت عليهم السلام من حياة المسلمين مع قبولهم أفضليتهم على المسلمين .
ان هذه الاخطاء ادت الى - بالاضافة الى المواقف الفكرية التي قدمناها – اتهام الشيعة بمجموعة من التهم و تسويقها في الذهنية العامة للمسلمين بهدف الفصل بين الشيعة وبين اهل البيت الذين لم يتمكنوا من التطاول عليهم بشكل علني ومكشوف فقالوا عن الشيعة :غلاة.
وقالوا: باطنية.
وقالوا: حركة شعوبية ذات جذر يهودي.
وقالوا : تشكيل معارض حاول أن يستبقي وهجه باسم أهل البيت بالتنظير لفكرة النيابة ونظام المرجعية.
وقالوا: غنوصية ومانوية.
وقالوا ديانة وليس مذهبا.
لم يذكر التاريخ ان حدث نزاع حول السلطة طيلة فترة تواجد النبي بين المسلمين اذ كانت الجماعة المسلمة تتعامل مع السلطة على انها الحق الثابت للنبي ربما لانه كان مرتبطا بالسماء وكان شعار التوحيد يعني في بعض ما يعني ان الحكم لله وحده وما دام النبي هو الممثل له فلا مجال لإثارة أي جدل او مناظرة حول ممارسته للسلطة باعتباره على اتصال مع صاحب السلطة الشرعي في الوعي الاسلامي وهو الله
و مايرجح هذا الاحتمال تعرض النبي في الكثير من الاحيان الى اسئلة ذات مضمون واحد وهو : هذا منك او من الله ؟ ما يعني ان الجماعة المسلمة لا تصغ الى النبي الا بقدر ما تامن ان بيانه هو بيان الله
كما ان النبي رغم صلابته في الثبات على الدعوة المنقطعة النظير لم يطرح نفسه كزعيم او سلطان او امير بل اشاع في ذهن الجماعة انه عبد الله ورسوله وبالتالي فهو انما يمارس السلطة بذلك الاعتبار وان الله هو السلطان الفعلي وبعبارة ان سلطته في طول سلطة الله
اضف الى ذلك ان القران كان يشهد بالتطابق بين تصرفات النبي ص وبين ما يوحى اليه وقد عبر بشكل واضح وقاس لدفع أي احتمال لمخالفة النبي لتعليمات الوحي ( ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم قطعنا من الوتين )
نعم وقع النزاع العميق حول السلطة ما ان لفظ النبي انفاسه بين المهاجرين والانصار اولا وبعد دفن النبي دخل بنو هاشم بقيادة علي وفاطمة (ع) في صميم الصراع حولها والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو محور النزاع الذي ظهر فجاة حول مسالة من اهم المسائل المرتبطة والمؤثرة في الجماعة في هويتها وفي صميم وجودها ؟
تلك الجماعة التي يراد لها ان تنطلق لتنشر دين الله في كل التاريخ والجغرافيا وتبسط سلطان الله المطلق عليهما وبذلك تقضي على أي سلطة سوى سلطته اذ ان ذلك شرك وعبادة لغيره كما يقرر النص (من اصغى الى ناطق فقد ) (عبده اتخذوا احبارهم اربابا من دون الله) اذ امروهم فاطاعوا
اذن وقع الصراع بين علي وفاطمة وجماعة من جهة وابي بكر وعمر وجماعة من جهة
من هنا لا بد ان نحدد محور الصراع بدقة ونلاحق امتداداته كي نتمكن من وضع ما حصل في موضعه دون ان نقع في افراط او تفريط تجاه هذه الواقعة التي حصلت
فهل كان النزاع بين علي وابي بكر باشخاصهما كما يتنازع ورثة الميت حول تركته بافتراض انه لم يبين حصص كل منهم ؟
او كان بين فريقين ذوي فهمين مختلفين عن طبيعة المشروع الاسلامي ؟ وبالتالي فالمسالة لا تتجاوز تغايرا في الراي وهو لا يفسد للود قضية اذ الاجتهاد ممارسة منهجية اصاب المجتهد ام اخطا
او كان بين فريقين متضادين لا يمكن قبول الاختلاف المنهجي بينهما لان احتمال الصواب في احدهما معدوم بينما حاز الاخر كل اثباتات الصواب ؟
او هو بين الاسلام واللااسلام بين التوحيد و الشرك ؟ لان اعطاء السلطة لغير من يمثل ارادة الله في الارض ويبسط سلطة الله في الارض يعني عبادته وجعله الها دون الله كما وقع للاحبار والرهبان بعد المسيح وبالتالي تكنيس الاسلام ولكن بثوب جديد اذ تتحول السلطة الى حق للانسان بعد ان كانت حقا لله فيمارسها الانسان من وحي ذاته وشخصه فيفعل ما يشاء وينهى عما يشاء ويسمع في اذنه بوق الفقيه يدق مكبرا مهللا الله اكبر هذا هو حكم الله وكأن الامير والسلطان هو الله !!
وفي تصورنا ان الخلاف الذي وقع عند وفاة الرسول والذي يصطلح عليه اليوم الخلاف السني الشيعي لا يختزل في مسالة كرسي الحكم والسلطة بل انه اعمق من ذلك بكثير وان احتل الحكم والسلطة الواجهة إذ انه اختلاف في جوهر المشروع يتضح ذلك من خلال التداعيات الخطيرة التي تلته إذ ان تلك التداعيات لا يمكن ارجاعها الى مجرد معركة شخصية على كرسي الحكم ومن اهم التداعيات التي افرزها هذا الخلاف :
اولا :الاختلاف على المرجع والزعيم الديني فكان المذاهب الأربعة في الفقه والمدرسة الأشعرية والاعتزالية في الكلام وفي المقابل بقي الشيعة يعتبرون اهل البيت هم المرجع والزعيم الديني في كل تفاصيل الدين فقها واخلاقا وكلاما
ثانيا : الاختلاف على دوام ظاهرة الإمامة وانقطاعها اذ ذهب الشيعة الى ان الامامة دائمة وليس شرطها الظهور والعلن بينما ذهب السنة الى انقطاع الامامة فالغوا ظاهرة الغيبة
ثالثا : الاختلاف على العصمة فكان مقبولية النقيض الذي تمثل في عدم تخطئة الخصوم واعتبارهم جميعا ماجورين كما حصل في حربي الجمل وصفين ،كما تم قبول الاجتهاد في عرض النص إذ لم يأخذ النص موقع الحقانية التامة التي لا تقبل الاخر ففتح الباب أمام الاجتهادات والآراء التي تتقاطع معه وتقفز عليه
رابعا :الاختلاف على دخول الإمامة كجزء من المنظومة الفكرية والمكون العقائدي الإسلامي إذ أصر السنة على أنها فرعية إذ أن تصوير النزاع نزاعا داخليا يستلزم أن يكون فرعيا لان كلا طرفي الصراع لا يملك أن يخطئ الآخر أو يكذبه بينما يعني دخول الإمامة في المنظومة الفكرية عدم إمكان احتمالية الصواب في كلا الطرفين إذ افترض الشيعة أن الصراع على الإمامة صراع الأيمان والكفر، صراع الحق والباطل، صراع النجاة والهلاك لا انه صراع إسلامي إسلامي كما يحاول السنة تصويره.
خامسا : الاختلاف على آلية تحديد الإمام بين الاعتماد على النص عند الشيعة بشكل ثابت لا يقبل التبديل وبين آليات أخرى غير منضبطة ظهرت عند السنة إذ كان التأرجح بين الانتخاب والقوة و (الشورى) و الوراثة .
ان هذه الظواهر التي اتصف بها السنة لم تات من فراغ بل كان لذلك اسباب اهمها :
اولا : ان السنة لم يجعلوا النص الديني القطعي مقياسا يقيّمون من خلاله ما حصل في سقيفة بني ساعدة بل كان الأمر عندهم مقلوبا إذ انطلقوا من الأمر الواقع ليطوعوا النص لصالحه فقاموا بتفسيرما حدث والتنظير لما حصل وبالتالي تحميله على النص الديني.
ثانيا : إن السنة لم يؤمنوا بفكرة الإمامة – بحسب الفهم الديني - إطلاقا وإنما امنوا بالامامة بما هي سلطة سياسية فاختزلت الامامة عندهم في السلطة السياسية
ثالثا: إن السنة قاموا بعملية إقصاء كامل لائمة أهل البيت عليهم السلام من حياة المسلمين مع قبولهم أفضليتهم على المسلمين .
ان هذه الاخطاء ادت الى - بالاضافة الى المواقف الفكرية التي قدمناها – اتهام الشيعة بمجموعة من التهم و تسويقها في الذهنية العامة للمسلمين بهدف الفصل بين الشيعة وبين اهل البيت الذين لم يتمكنوا من التطاول عليهم بشكل علني ومكشوف فقالوا عن الشيعة :غلاة.
وقالوا: باطنية.
وقالوا: حركة شعوبية ذات جذر يهودي.
وقالوا : تشكيل معارض حاول أن يستبقي وهجه باسم أهل البيت بالتنظير لفكرة النيابة ونظام المرجعية.
وقالوا: غنوصية ومانوية.
وقالوا ديانة وليس مذهبا.