ابو فاطمة العذاري
27-08-2010, 02:32 AM
(
ربما يكون الاستغراب كبيرا وربما مستهجنا عند كثير من الشخصيات السياسية والدينية عندما يجدوا قائدا جماهيريا يوضف الجماهير في أمور يرونها تافهة.
ذلك خصوصا في زمن تلهث قيادات الحكومة والأحزاب الإسلامية وغيرها وراء الجدليات السياسية وخصوصا التحضير لخوض الانتخابات وغيرها من المسائل العالقة.
في زمن يشغل الوزير الفلاني – شخص في بالي – يشغل نفسه في تحشيد قواعده الجماهيرية – ان كان له قواعد – يشغلهم في الدفاع عنه وعن اختلاساته المفضوحة ويوضف جماهيره باتجاه شن حملات تسقيط ضد مناوئيه.
في العراق معظم الشخصيات السياسية والدينية والشعبية تحشد جماهيرها باتجاه اهدافها السياسية وهذا الأمر من الوضوح والعيان لا يحتاج لبيان ولأدلة وبرهان.
نجد سماحة السيد مقتدى الصدر وفي ازدحام هذه الأجواء يوجه جماهيره من أتباع الشهيد الصدر الى أمر أخر تماما !!
لقد أجال مقتدى الصدر بعينيه في ثنايا التراث الديني والشرعي المهجور من قبل قيادات الحكومة والأحزاب الإسلامية وغيرها بل حتى المرجعيات الدينية والحوزات الشريفة
ونادى جماهيره من أتباع الشهيد الصدر بل كل العراقيين الى إحياء حكما من أحكام الله تعالى وهو ( الاعتكاف )
انا لست مستغربا من موقف السيد الصدر هذا لان المواقف الصحيحة شان القيادات النزيهة ولان آل الصدر اخذوا على عاتقهم إحياء شعائر الله فبالأمس أقام السيد الشهيد محمد الصدر الجمعة بعد ان أماتها غيره من العلماء واليوم هو يحيي الشعيرة المندثرة شعيرة الاعتكاف المقدسة بعد ان أماتها غيره الا ممارسات محدودة للسادة آل الحكيم او توجيهات مختصرة وضئيلة من مكتب السيد السيستاني .
المهم اننا نرى هنا ان هذه المسالة تصلح ان تكون مقارنة بسيطة وسريعة بين السيد مقتدى الصدر وغيره من القيادات السياسية والدينية المتحركة في الساحة.
فنقول :
ان قضية إحياء الاعتكاف تنجلي من خلالها أمور كثيرة:
1- السيد الصدر باعتباره قائد إسلامي يبرز اهتمامه بقيم الإسلام وتعاليمه وليس استخدامها كشعارات فقط كما يصنع كثير من القيادات الإسلامية من جعل التعاليم الإسلامية جسرا للوصول الى مكاسبهم ومصالحهم الدنيئة
2- الاهتمام بكل قيم الإسلام سواء كان المشهور منها او المندثر والمعروف اوالمجهول ومن هنا كانت الدعوة للاعتكاف بينما تركز القيادات الإسلامية الموجودة في الساحة السياسة والدينية على الأمور المشهورة والتي توضف الجماهير من خلالها باتجاه أهدافهم السياسية
فخذ شعائر الحسين (ع) مثالا على ذلك ....
هناك اتجاه إسلامي شيعي حاكم – مشهور - يستخدم شعائر الحسين (ع) بصورة كبيرة للترويج لأفكاره وخطواته السياسية وخصوصا استخدامه القبيح في الانتخابات وللان نتذكر شعارهم (( انصر الحسين بانتخاب قائمة ......)) وشعائرهم ((هيهات منا الذلة ......والذلة المقصودة الخسارة في العملية الانتخابية ))
ان الفرق كبير بين الصدر وهؤلاء فهو يحي الشعائر المجهولة والمتروكة من اجل رضا الله تعالى وتربية المجتمع إيمانيا وإما هؤلاء فهم يركضون فقط نحو الشعائر الجماهيرية من اجل مصالحهم السياسية وخصوصا الانتخابية.
3- الجماهير تحتاج دوما من قياداتها الى توضيف صحيح يتناسب مع ما ينفعها دينيا وأخرويا وهذا ما لمسناه في دعوة الصدر كافة الجماهير للاعتكاف فالأمر هنا توضيف الجماهير بما ينفعها وما يصلح شانها.
بينما كان ولازال ديدن القيادات الأخرى هو توضيف الجماهير من اجل مكاسبها السياسية وامتيازاتها ومكاسبها وليس من اجل نفع المجتمع وإصلاح شانه
4- كلنا يعرف الضغوطات الكبيرة التي يواجهها أبناء الخط الصدري ومدى الحملات الشرسة والمسعورة التي تشنها قوى الاحتلال والحكومة والقوى الحزبية المسيطرة على الأجهزة الأمنية.
رغم ذلك لا ينسى السيد الصدر وأتباع الصدرين العظيمين ان هناك واجبات و فرائض إلهية على عاتقهم لا توقفهم و تثنيهم عنها الحملات الشرسة والمسعورة التي تشنها قوى الاحتلال والحكومة والقوى الحزبية المسيطرة على الأجهزة الأمنية لم اسمع ولم اقرأ بتاريخ الحياة البشرية قابلية كهذه.
لم نرى في تجارب الإنسانية ثباتا يلين مع اشد صعوبات الحياة كثبات الصدريين.
أيها الصدريون لقد كنتم ولا زلتم رائعين في موقفكم وثباتكم ويا ترى ؟؟
هل يرجع هذا لقائدكم المخلص الشريف الوطني حتى النخاع ؟
هل يرجع هذا لجماهير شرسة وشجاعة تتدرع بقيم ومبادئ أصلها علوي ونتاجها صدري ؟
هل يرجع هذا لمنظومة فكرية هائلة ورثتموها من الصدرين العظيمين ؟
انتم أيها الملاحقون من قبل صولات فرسان العملاء
انتم أيها المدانون من قبل قضاء دولة القانون الأبتر
انتم أيها المشكك بكم من قبل مؤسسات الدجل الديني
انتم أيها المحاربون من مجاميع الانشقاق والمنقلبين على الأعقاب
ايها المعتكفون رغم كل الصعوبات.
وعلى العكس فانه من الواضح ان تلك القيادات الموجودة في الساحة ومن يلتف حولها لا يمكن ان تقوم بأي عمل و واجب تحت أي ضغوط وتحت أي صعوبة .
**********
نبارك للإخوة المعتكفين طاعاتهم وسعيهم ونثمن جهود مكاتب السيد الشهيد في عموم العراق لإنجاح هذا العمل.
ونحيي السيد مقتدى الصدر موقفه الإسلامي النبيل وننتظر منه المزيد
ابو فاطمة العذاري
ربما يكون الاستغراب كبيرا وربما مستهجنا عند كثير من الشخصيات السياسية والدينية عندما يجدوا قائدا جماهيريا يوضف الجماهير في أمور يرونها تافهة.
ذلك خصوصا في زمن تلهث قيادات الحكومة والأحزاب الإسلامية وغيرها وراء الجدليات السياسية وخصوصا التحضير لخوض الانتخابات وغيرها من المسائل العالقة.
في زمن يشغل الوزير الفلاني – شخص في بالي – يشغل نفسه في تحشيد قواعده الجماهيرية – ان كان له قواعد – يشغلهم في الدفاع عنه وعن اختلاساته المفضوحة ويوضف جماهيره باتجاه شن حملات تسقيط ضد مناوئيه.
في العراق معظم الشخصيات السياسية والدينية والشعبية تحشد جماهيرها باتجاه اهدافها السياسية وهذا الأمر من الوضوح والعيان لا يحتاج لبيان ولأدلة وبرهان.
نجد سماحة السيد مقتدى الصدر وفي ازدحام هذه الأجواء يوجه جماهيره من أتباع الشهيد الصدر الى أمر أخر تماما !!
لقد أجال مقتدى الصدر بعينيه في ثنايا التراث الديني والشرعي المهجور من قبل قيادات الحكومة والأحزاب الإسلامية وغيرها بل حتى المرجعيات الدينية والحوزات الشريفة
ونادى جماهيره من أتباع الشهيد الصدر بل كل العراقيين الى إحياء حكما من أحكام الله تعالى وهو ( الاعتكاف )
انا لست مستغربا من موقف السيد الصدر هذا لان المواقف الصحيحة شان القيادات النزيهة ولان آل الصدر اخذوا على عاتقهم إحياء شعائر الله فبالأمس أقام السيد الشهيد محمد الصدر الجمعة بعد ان أماتها غيره من العلماء واليوم هو يحيي الشعيرة المندثرة شعيرة الاعتكاف المقدسة بعد ان أماتها غيره الا ممارسات محدودة للسادة آل الحكيم او توجيهات مختصرة وضئيلة من مكتب السيد السيستاني .
المهم اننا نرى هنا ان هذه المسالة تصلح ان تكون مقارنة بسيطة وسريعة بين السيد مقتدى الصدر وغيره من القيادات السياسية والدينية المتحركة في الساحة.
فنقول :
ان قضية إحياء الاعتكاف تنجلي من خلالها أمور كثيرة:
1- السيد الصدر باعتباره قائد إسلامي يبرز اهتمامه بقيم الإسلام وتعاليمه وليس استخدامها كشعارات فقط كما يصنع كثير من القيادات الإسلامية من جعل التعاليم الإسلامية جسرا للوصول الى مكاسبهم ومصالحهم الدنيئة
2- الاهتمام بكل قيم الإسلام سواء كان المشهور منها او المندثر والمعروف اوالمجهول ومن هنا كانت الدعوة للاعتكاف بينما تركز القيادات الإسلامية الموجودة في الساحة السياسة والدينية على الأمور المشهورة والتي توضف الجماهير من خلالها باتجاه أهدافهم السياسية
فخذ شعائر الحسين (ع) مثالا على ذلك ....
هناك اتجاه إسلامي شيعي حاكم – مشهور - يستخدم شعائر الحسين (ع) بصورة كبيرة للترويج لأفكاره وخطواته السياسية وخصوصا استخدامه القبيح في الانتخابات وللان نتذكر شعارهم (( انصر الحسين بانتخاب قائمة ......)) وشعائرهم ((هيهات منا الذلة ......والذلة المقصودة الخسارة في العملية الانتخابية ))
ان الفرق كبير بين الصدر وهؤلاء فهو يحي الشعائر المجهولة والمتروكة من اجل رضا الله تعالى وتربية المجتمع إيمانيا وإما هؤلاء فهم يركضون فقط نحو الشعائر الجماهيرية من اجل مصالحهم السياسية وخصوصا الانتخابية.
3- الجماهير تحتاج دوما من قياداتها الى توضيف صحيح يتناسب مع ما ينفعها دينيا وأخرويا وهذا ما لمسناه في دعوة الصدر كافة الجماهير للاعتكاف فالأمر هنا توضيف الجماهير بما ينفعها وما يصلح شانها.
بينما كان ولازال ديدن القيادات الأخرى هو توضيف الجماهير من اجل مكاسبها السياسية وامتيازاتها ومكاسبها وليس من اجل نفع المجتمع وإصلاح شانه
4- كلنا يعرف الضغوطات الكبيرة التي يواجهها أبناء الخط الصدري ومدى الحملات الشرسة والمسعورة التي تشنها قوى الاحتلال والحكومة والقوى الحزبية المسيطرة على الأجهزة الأمنية.
رغم ذلك لا ينسى السيد الصدر وأتباع الصدرين العظيمين ان هناك واجبات و فرائض إلهية على عاتقهم لا توقفهم و تثنيهم عنها الحملات الشرسة والمسعورة التي تشنها قوى الاحتلال والحكومة والقوى الحزبية المسيطرة على الأجهزة الأمنية لم اسمع ولم اقرأ بتاريخ الحياة البشرية قابلية كهذه.
لم نرى في تجارب الإنسانية ثباتا يلين مع اشد صعوبات الحياة كثبات الصدريين.
أيها الصدريون لقد كنتم ولا زلتم رائعين في موقفكم وثباتكم ويا ترى ؟؟
هل يرجع هذا لقائدكم المخلص الشريف الوطني حتى النخاع ؟
هل يرجع هذا لجماهير شرسة وشجاعة تتدرع بقيم ومبادئ أصلها علوي ونتاجها صدري ؟
هل يرجع هذا لمنظومة فكرية هائلة ورثتموها من الصدرين العظيمين ؟
انتم أيها الملاحقون من قبل صولات فرسان العملاء
انتم أيها المدانون من قبل قضاء دولة القانون الأبتر
انتم أيها المشكك بكم من قبل مؤسسات الدجل الديني
انتم أيها المحاربون من مجاميع الانشقاق والمنقلبين على الأعقاب
ايها المعتكفون رغم كل الصعوبات.
وعلى العكس فانه من الواضح ان تلك القيادات الموجودة في الساحة ومن يلتف حولها لا يمكن ان تقوم بأي عمل و واجب تحت أي ضغوط وتحت أي صعوبة .
**********
نبارك للإخوة المعتكفين طاعاتهم وسعيهم ونثمن جهود مكاتب السيد الشهيد في عموم العراق لإنجاح هذا العمل.
ونحيي السيد مقتدى الصدر موقفه الإسلامي النبيل وننتظر منه المزيد
ابو فاطمة العذاري