نداء الإسلام
27-08-2010, 04:25 PM
http://www.an-lb.com/pic/2010514.JPG
العلامة الحسيني : حفظ النظام من الإيمان و يساهم في حماية الأوطان
القى سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني خطبة الجمعة في مصلى بني هاشم في بيروت وتناول فيها وصية الامام علي ( ع ) . وقال : في التّاسع عشر من شهر رمضان، وفي محراب مسجد الكوفة، ضرب عبد الرحمن بن ملجم الإمام أمير المؤمنين (ع)، وهو يصلّي في محرابه.
بقي الإمام (ع) ثلاثة أيّام وهو يعاني من جرحه، حتى كانت شهادته في الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك، وقد أراد الإمام في هذه الأيام الثلاثة أن لا يحرم أمته من وصاياه، فلم تشغله جراحاته عن التفكير في شأن الأمة، وعندما نستمع إلى وصيّة الإمام علي (ع) في آخر أيامه، فنحن معنيّون بهذه الوصية، لأنّ الإمام يقول كل من سمع هذا الكتاب فأنا أوصيه بهذه الوصيّة، وعليه أن يتحمّل مسؤوليته في تطبيق هذه الوصيّة، على واقعه وواقع النّاس من حوله.
وصية امير المؤمنين علي{ع} للمسلمين:{الله الله في نظام أمركم} . والنظام هو الأحكام التي تقنّن حياة الإنسان من قَبل الولادة إلى ما بعد الوفاة، وتنظم المجتمع، وتسعى لعمارة الأرض، وتقدم الحياة، وتوجب إسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة. يقول الإمام (ع): «أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم».
إنّ الإمام (ع) يخاطب النّاس: حاولوا أن تنظّموا أموركم وعلاقاتكم وأوضاعكم في القضايا الّتي تختلفون فيها، وأن تنظّموا أوضاعكم في القضايا التي تتّفقون فيها، حتى تستطيعوا أن تواجهوا علاقاتكم ببعضكم البعض، من موقع التنظيم الواعي لأموركم، في كل ما تلتقون عليه، وفي كل ما تفترقون فيه. وهذا هو الأساس في سلامة كل مجتمع من المجتمعات، هو أن تكون علاقته ببعضه البعض، علاقات ترتكز على أساس القواعد الّتي تنظّم للمجتمع دوره في حركة أفراده، ودوره في علاقات أفراده ببعضهم البعض.
وهذه هي المشكلة الّتي لا يزال المسلمون يعيشون فيها على مستوى كل مجتمعاتهم، فإنّهم يتحرّكون كأفراد، ولا يتحرّكون كمجتمع، بحيث إنّ كل فريق يتصور نفسه كلّ شيء، أو كلّ شخص يتصوّر نفسه أنّ الحياة له، وليس لأحدٍ حقّ الحياة معه، وأنّ السّاحة له وليست لأحد غيره. هذا على مستوى الأفراد، وعلى مستوى العشائر، وعلى مستوى الأحزاب، وعلى مستوى الطوائف. الكل يريد أن يلغي وجود الطرف الآخر، وبذلك يتصرّف كما لو كان الطرف الآخر ليس موجوداً.
من هنا نؤكد ان المدخل للاستقرار الاجتماعي وللحياة المدنية المصانة نظم الامور والاحتكام للقانون. وكذلك الحفاظ على الأنظمة التي تعنى بشؤون المواطنين ومصالحهم تسهم في حماية الوطن .
هذه دعوتنا هي لاخواننا شيعة العرب خاصة ان يعملوا بوصية أمير المؤمنين والتي هي وصية رسول الله ، ومعناها ان الاسلام يرفض الاخلال بالنظام والقانون ويحرم التخريب والعبث والاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة ، ويحرم اللجوء الى العنف في تعاطيه مع النظام . لذا ندعو إلى الالتزام بالقانون والنظام .هذا هو الموقف الشرعي وما عليه اجماع جميع مراجع التقليد ومن يخالفه يكون عمله مخالفا لشرعنا واسلامنا وغير مبرء للذمة شرعا.
تطل علينا الذكرى الثانية والثلاثين لتغييب الامام السد موسى الصدر ورفيقيه ، ونستذكر مواقف الامام القائد المستوحاة من وصية الامام علي ( ع ) بالحفاظ على النظام وعدم ترك البلاد مرتعا للفوضى المسلحة . وقد سار كل الجنوبيين ، ومن خلفهم كل الشيعة اللبنانيين ، ومن خلفهم ايضا جميع اللبنانيين ، خلف هذا الخط التوحيدي للسيد الصدر ، على المستوى الوطني والعربي والاسلامي .
ان هذا الخط الذي كانت ترجمته اقامة افضل العلاقات مع الدول العربية ، يدعونا الى التأمل قليلا في فرضية ان يكون عدو العرب الاول اسرائيل وراء اختطاف الامام ورفيقيه . فالامام لم يكن يوما على علاقة عداء او جفاء مع اي دولة عربية ، وخصوصا ليبيا ، لا بل على العكس ، لقد كان يزور جميع الدول العربية ويقيم معها اطيب العلاقات . وفي المقابل كانت كل حركة الامام الصدر في اتجاه توحيد الموقف اللبناني والعربي ضد اسرائيل . لذا فان العدو الاسرائيلي صاحب مصلحة اكيدة في تغييبه . اما في مسألة القدرة على ذلك ، فكلنا نعلم ما للموساد الاسرائيلي من قدرات ونفوذ في الدول الاوروبية ، بحيث يستطيع اختطاف الامالم الصدر ورفيقيه واخفائهم طوال هذه المدة .
وفي الحديث عن الامام الصدر نذكر انه حرم القتال بين المسليمين في لبنان ، لا بل ذهب الى تحريم القتال بين اللبنانيين لانه يفتك بالبنيان الوطني وبالتالي يسقط النظام الذي اوصانا امير المؤمنين ( ع ) بالحفاظ عليه . من هنا نحرم بدورنا الاقتتال الذي جرى في بيروت قبل ايام ، ونحث الجميع على عدم تكراره ، التزاما منهم بالدين الحنيف ، ورأفة بالمواطنين الابرياء .
ان الجهود العربية والاسلامية يجب ان تتركز على دعم الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لابشع عملية ابادة بطيئة ولكن ممنهجة . كما تتعرض المقدسات الاسلامية خصوصا ، والدينية عموما ، لحملة تهويد وتدنيس . وآخر جرائم العدو الاعتداء الآثم على مسجد سلوان في فلسطين المحتلة. وهذا ما يستوجب ايضا اعادة توحيد الموقف الفلسطيني وتعزيز منعته .
القسم الاعلامي
27/8/2010
العلامة الحسيني : حفظ النظام من الإيمان و يساهم في حماية الأوطان
القى سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني خطبة الجمعة في مصلى بني هاشم في بيروت وتناول فيها وصية الامام علي ( ع ) . وقال : في التّاسع عشر من شهر رمضان، وفي محراب مسجد الكوفة، ضرب عبد الرحمن بن ملجم الإمام أمير المؤمنين (ع)، وهو يصلّي في محرابه.
بقي الإمام (ع) ثلاثة أيّام وهو يعاني من جرحه، حتى كانت شهادته في الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك، وقد أراد الإمام في هذه الأيام الثلاثة أن لا يحرم أمته من وصاياه، فلم تشغله جراحاته عن التفكير في شأن الأمة، وعندما نستمع إلى وصيّة الإمام علي (ع) في آخر أيامه، فنحن معنيّون بهذه الوصية، لأنّ الإمام يقول كل من سمع هذا الكتاب فأنا أوصيه بهذه الوصيّة، وعليه أن يتحمّل مسؤوليته في تطبيق هذه الوصيّة، على واقعه وواقع النّاس من حوله.
وصية امير المؤمنين علي{ع} للمسلمين:{الله الله في نظام أمركم} . والنظام هو الأحكام التي تقنّن حياة الإنسان من قَبل الولادة إلى ما بعد الوفاة، وتنظم المجتمع، وتسعى لعمارة الأرض، وتقدم الحياة، وتوجب إسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة. يقول الإمام (ع): «أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم».
إنّ الإمام (ع) يخاطب النّاس: حاولوا أن تنظّموا أموركم وعلاقاتكم وأوضاعكم في القضايا الّتي تختلفون فيها، وأن تنظّموا أوضاعكم في القضايا التي تتّفقون فيها، حتى تستطيعوا أن تواجهوا علاقاتكم ببعضكم البعض، من موقع التنظيم الواعي لأموركم، في كل ما تلتقون عليه، وفي كل ما تفترقون فيه. وهذا هو الأساس في سلامة كل مجتمع من المجتمعات، هو أن تكون علاقته ببعضه البعض، علاقات ترتكز على أساس القواعد الّتي تنظّم للمجتمع دوره في حركة أفراده، ودوره في علاقات أفراده ببعضهم البعض.
وهذه هي المشكلة الّتي لا يزال المسلمون يعيشون فيها على مستوى كل مجتمعاتهم، فإنّهم يتحرّكون كأفراد، ولا يتحرّكون كمجتمع، بحيث إنّ كل فريق يتصور نفسه كلّ شيء، أو كلّ شخص يتصوّر نفسه أنّ الحياة له، وليس لأحدٍ حقّ الحياة معه، وأنّ السّاحة له وليست لأحد غيره. هذا على مستوى الأفراد، وعلى مستوى العشائر، وعلى مستوى الأحزاب، وعلى مستوى الطوائف. الكل يريد أن يلغي وجود الطرف الآخر، وبذلك يتصرّف كما لو كان الطرف الآخر ليس موجوداً.
من هنا نؤكد ان المدخل للاستقرار الاجتماعي وللحياة المدنية المصانة نظم الامور والاحتكام للقانون. وكذلك الحفاظ على الأنظمة التي تعنى بشؤون المواطنين ومصالحهم تسهم في حماية الوطن .
هذه دعوتنا هي لاخواننا شيعة العرب خاصة ان يعملوا بوصية أمير المؤمنين والتي هي وصية رسول الله ، ومعناها ان الاسلام يرفض الاخلال بالنظام والقانون ويحرم التخريب والعبث والاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة ، ويحرم اللجوء الى العنف في تعاطيه مع النظام . لذا ندعو إلى الالتزام بالقانون والنظام .هذا هو الموقف الشرعي وما عليه اجماع جميع مراجع التقليد ومن يخالفه يكون عمله مخالفا لشرعنا واسلامنا وغير مبرء للذمة شرعا.
تطل علينا الذكرى الثانية والثلاثين لتغييب الامام السد موسى الصدر ورفيقيه ، ونستذكر مواقف الامام القائد المستوحاة من وصية الامام علي ( ع ) بالحفاظ على النظام وعدم ترك البلاد مرتعا للفوضى المسلحة . وقد سار كل الجنوبيين ، ومن خلفهم كل الشيعة اللبنانيين ، ومن خلفهم ايضا جميع اللبنانيين ، خلف هذا الخط التوحيدي للسيد الصدر ، على المستوى الوطني والعربي والاسلامي .
ان هذا الخط الذي كانت ترجمته اقامة افضل العلاقات مع الدول العربية ، يدعونا الى التأمل قليلا في فرضية ان يكون عدو العرب الاول اسرائيل وراء اختطاف الامام ورفيقيه . فالامام لم يكن يوما على علاقة عداء او جفاء مع اي دولة عربية ، وخصوصا ليبيا ، لا بل على العكس ، لقد كان يزور جميع الدول العربية ويقيم معها اطيب العلاقات . وفي المقابل كانت كل حركة الامام الصدر في اتجاه توحيد الموقف اللبناني والعربي ضد اسرائيل . لذا فان العدو الاسرائيلي صاحب مصلحة اكيدة في تغييبه . اما في مسألة القدرة على ذلك ، فكلنا نعلم ما للموساد الاسرائيلي من قدرات ونفوذ في الدول الاوروبية ، بحيث يستطيع اختطاف الامالم الصدر ورفيقيه واخفائهم طوال هذه المدة .
وفي الحديث عن الامام الصدر نذكر انه حرم القتال بين المسليمين في لبنان ، لا بل ذهب الى تحريم القتال بين اللبنانيين لانه يفتك بالبنيان الوطني وبالتالي يسقط النظام الذي اوصانا امير المؤمنين ( ع ) بالحفاظ عليه . من هنا نحرم بدورنا الاقتتال الذي جرى في بيروت قبل ايام ، ونحث الجميع على عدم تكراره ، التزاما منهم بالدين الحنيف ، ورأفة بالمواطنين الابرياء .
ان الجهود العربية والاسلامية يجب ان تتركز على دعم الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لابشع عملية ابادة بطيئة ولكن ممنهجة . كما تتعرض المقدسات الاسلامية خصوصا ، والدينية عموما ، لحملة تهويد وتدنيس . وآخر جرائم العدو الاعتداء الآثم على مسجد سلوان في فلسطين المحتلة. وهذا ما يستوجب ايضا اعادة توحيد الموقف الفلسطيني وتعزيز منعته .
القسم الاعلامي
27/8/2010