خادم للمذهب
30-08-2010, 01:24 AM
http://www.mrsawalyeh.com/vb/al.gif
العلم الالهي (http://www.mrsawalyeh.com/vb)و علم الاخلاق (http://www.mrsawalyeh.com/vb)و الفقه (http://www.mrsawalyeh.com/vb)اشرف (http://www.mrsawalyeh.com/vb)العلوم
العلم كله و ان كان كمالا للنفس و سعادة، الا ان فنونه متفاوتة في الشرافة و الجمال و وجوب التحصيل و عدمه، فان بعضها كالطب و الهندسة و العروض و الموسيقى و امثالها، مما ترجع جل فائدته الى الدنيا و لا يحصل بها مزيد بهجة و سعادة في العقبى، و لذا عدت من علوم الدنيا دون الآخرة، و لا يجب تحصيلها، و ربما وجب تحصيل بعضها كفاية.
و ما هو علم الآخرة الواجب تحصيله، و اشرف العلوم (http://www.mrsawalyeh.com/vb)و احسنها هو العلم (http://www.mrsawalyeh.com/vb)الالهي المعرف لاصول الدين، و علم الاخلاق المعرف لمنجيات النفس و مهلكاتها، و علم الفقه المعرف لكيفية العبادات و المعاملات، و العلوم التي مقدمات لهذه الثلاثة كالعربية و المنطق و غيرهما يتصف بالحسن و وجوب التحصيل من باب المقدمة، و هذه العلوم الثلاثة و ان وجب اخذها اجمالا الا انها في كيفية الاخذ مختلفة! فعلم الاخلاق يجب اخذه عينا على كل احد على ما بينته الشريعة و اوضحه علماء الاخلاق، و علم الفقه يجب اخذ بعضه عينا اما بالدليل او التقليد من مجتهد حي، و التارك للطريقين غير معذور، و لذا ورد الحث الاكيد على التفقه في الدين، قال الصادق (ع) ! «عليكم بالتفقه في دين الله و لا تكونوا اعرابا، فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر اليه يوم القيامة و لم يزك له عملا» ، و قال! «ليت السياط على رؤس اصحابي حتى يتفقهوا في الحلال و الحرام» ، و قال (ع) ! «ان آية الكذاب ان يخبرك خبر السماء و الارض و المشرق و المغرب، فاذا سالته عن حرام الله و حلاله لم يكن عنده شيء» .
و اما اصول العقائد فيجب اخذها عينا من الشرع و العقل، و هما متلازمان لا يتخلف مقتضى احدهما عن مقتضى الآخر، اذ العقل هو حجة الله الواجب امتثاله و الحاكم العدل الذي تطابق احكامه الواقع و نفس الامر، فلا يرد حكمه، و لولاه لما عرف الشرع، و لذا ورد! «انه ما ادى العبد فرائض الله حتى عقل عنه، و لا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل» (1) ، فهما متعاضدان و متظاهران، و ما يحكم به احدهما يحكم به الآخر ايضا، و كيف يكون مقتضى الشرع مخالفا لمقتضى ما هو حجة قاطعة و احكامه للواقع مطابقة، فالعقل هو الشرع الباطن و النور الداخل، و الشرع هو العقل الظاهر و النور الخارج، و ما يتراءى في بعض المواضع من التخالف بينهما انما هو لقصور العقل او لعدم ثبوت ما ينسب الى الشرع منه، فان كل عقل ليس تاما، و كلما ينسب الى الشرع ليس ثابتا منه، فالمناط هو العقل الصحيح و ما ثبت قطعا من الشريعة، و اصح العقول و اقواها و امتنها و اصفاها هو عقل صاحب الوحي، و لذا يدرك بنوريته ما لا سبيل لامثال عقولنا الى دركه، كتفاصيل احوال نشاة الآخرة، فاللازم في مثله ان ناخذه منه اذعانا و ان لم نعرف ماخذه العقلي
------------------------------
(1) هذا الحديث رواه في اصول الكافي عن النبي-صلى الله عليه و آله في كتاب العقل و الجهل فصححناه عليه، و في نسخ جامع السعادات اختلاف عما هنا.
من كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين
العلم الالهي (http://www.mrsawalyeh.com/vb)و علم الاخلاق (http://www.mrsawalyeh.com/vb)و الفقه (http://www.mrsawalyeh.com/vb)اشرف (http://www.mrsawalyeh.com/vb)العلوم
العلم كله و ان كان كمالا للنفس و سعادة، الا ان فنونه متفاوتة في الشرافة و الجمال و وجوب التحصيل و عدمه، فان بعضها كالطب و الهندسة و العروض و الموسيقى و امثالها، مما ترجع جل فائدته الى الدنيا و لا يحصل بها مزيد بهجة و سعادة في العقبى، و لذا عدت من علوم الدنيا دون الآخرة، و لا يجب تحصيلها، و ربما وجب تحصيل بعضها كفاية.
و ما هو علم الآخرة الواجب تحصيله، و اشرف العلوم (http://www.mrsawalyeh.com/vb)و احسنها هو العلم (http://www.mrsawalyeh.com/vb)الالهي المعرف لاصول الدين، و علم الاخلاق المعرف لمنجيات النفس و مهلكاتها، و علم الفقه المعرف لكيفية العبادات و المعاملات، و العلوم التي مقدمات لهذه الثلاثة كالعربية و المنطق و غيرهما يتصف بالحسن و وجوب التحصيل من باب المقدمة، و هذه العلوم الثلاثة و ان وجب اخذها اجمالا الا انها في كيفية الاخذ مختلفة! فعلم الاخلاق يجب اخذه عينا على كل احد على ما بينته الشريعة و اوضحه علماء الاخلاق، و علم الفقه يجب اخذ بعضه عينا اما بالدليل او التقليد من مجتهد حي، و التارك للطريقين غير معذور، و لذا ورد الحث الاكيد على التفقه في الدين، قال الصادق (ع) ! «عليكم بالتفقه في دين الله و لا تكونوا اعرابا، فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر اليه يوم القيامة و لم يزك له عملا» ، و قال! «ليت السياط على رؤس اصحابي حتى يتفقهوا في الحلال و الحرام» ، و قال (ع) ! «ان آية الكذاب ان يخبرك خبر السماء و الارض و المشرق و المغرب، فاذا سالته عن حرام الله و حلاله لم يكن عنده شيء» .
و اما اصول العقائد فيجب اخذها عينا من الشرع و العقل، و هما متلازمان لا يتخلف مقتضى احدهما عن مقتضى الآخر، اذ العقل هو حجة الله الواجب امتثاله و الحاكم العدل الذي تطابق احكامه الواقع و نفس الامر، فلا يرد حكمه، و لولاه لما عرف الشرع، و لذا ورد! «انه ما ادى العبد فرائض الله حتى عقل عنه، و لا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل» (1) ، فهما متعاضدان و متظاهران، و ما يحكم به احدهما يحكم به الآخر ايضا، و كيف يكون مقتضى الشرع مخالفا لمقتضى ما هو حجة قاطعة و احكامه للواقع مطابقة، فالعقل هو الشرع الباطن و النور الداخل، و الشرع هو العقل الظاهر و النور الخارج، و ما يتراءى في بعض المواضع من التخالف بينهما انما هو لقصور العقل او لعدم ثبوت ما ينسب الى الشرع منه، فان كل عقل ليس تاما، و كلما ينسب الى الشرع ليس ثابتا منه، فالمناط هو العقل الصحيح و ما ثبت قطعا من الشريعة، و اصح العقول و اقواها و امتنها و اصفاها هو عقل صاحب الوحي، و لذا يدرك بنوريته ما لا سبيل لامثال عقولنا الى دركه، كتفاصيل احوال نشاة الآخرة، فاللازم في مثله ان ناخذه منه اذعانا و ان لم نعرف ماخذه العقلي
------------------------------
(1) هذا الحديث رواه في اصول الكافي عن النبي-صلى الله عليه و آله في كتاب العقل و الجهل فصححناه عليه، و في نسخ جامع السعادات اختلاف عما هنا.
من كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين