خادم للمذهب
30-08-2010, 02:27 AM
http://www.mrsawalyeh.com/vb/al.gif
لا تنحصر (http://www.mrsawalyeh.com/vb)الغيبة (http://www.mrsawalyeh.com/vb)باللسان
اعلم ان الغيبة لا تنحصر باللسان، بل كل ما يفهم نقصان الغير، و يعرف ما يكرهه فهو غيبة، سواء كان بالقول او الفعل، او التصريح او التعريض او بالاشارة و الايماء، او بالغمز و الرمز، او بالكتابة و الحركة، و لا ريب في ان الذكر باللسان (http://www.mrsawalyeh.com/vb)غيبة محرمة. لتفهيمه الغير نقصان اخيك و تعريفه بما يكرهه، لا لكون المفهم و المعرف لسانا، فكل ما كان مفهما و معرفا فهو مثله. فالغيبة تتحقق باظهار النقص بالفعل و المحاكاة، كمشية الاعرج، بل هو اشد من الغيبة باللسان، لانه اعظم في التصوير و التفهيم منه، و بالايماء و الاشارة، و قد روي: «انه دخلت امراة على عائشة، فلما ولت، اومات بيدها انها قصيرة. فقال رسول الله-صلى الله عليه و آله-قد اغتبتها» .
و بالكتابة، اذ القلم احد اللسانين، و بالتعريض، كان يقول: الحمد لله الذي لم يبتلنا بالدخول على الظلمة، و التبذل في طلب الجاه و المال، او يقول: «نعوذ بالله من قلة الحياء، و نساله ان يعصمنا منه، معرضا في كل ذلك بمن ارتكب ذلك، فيذكره بصيغة الدعاء، و ربما قدم مدح من يريد غيبته، ثم اتبعه باظهار عيبه، كان يقول: لقد كان فلان حسن الحال، و لكنه ابتلى بما ابتلى به كلنا من سوء الحال، و هو جمع بين الرياء و الغيبة، و مدح نفسه بالتشبه بالصلحاء في ذم انفسهم.
و من المغتابين المنافقين من يظهر في مقام غيبة مسلم الاغتمام و الحزن من سوء حاله، كان يقول: لقد ساءني ماجرى على صديقنا فلان من الاهانة و الاستخفاف، او ارتكابه معصية كذا، فنسال الله ان يجعله مكرما او يصلح حاله، او يقول: قد ابتلى ذلك المسكين بآفة عظيمة، تاب الله علينا و عليه. و هو كاذب في ادعائه الحزن و الكآبة، و في اظهار الدعاء، اذ لو اغتم لاغتم باظهار ما يكرهه ايضا، و لو قصد الدعاء لاخفاه في خلواته، فاظهار الحزن و الدعاء ناش عن خبثسريرته، و هو يظن انه ناش عن صفاء طويته، هكذا يلعب الشيطان بمن ليس له قوة البصيرة بمكائد اللعين و تلبيساته، فيسخر بهم و يضحك عليهم، و يحبط اعمالهم بمكائده، و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا. و ربما ذكر بعض المغتابين عيب مسلم و لم يتنبه له بعض الحاضرين، فيقول اسماعا له و اعلاما لما يقوله: «سبحان الله ما اعجب هذه! » حتى يتوجه اليه و يعلم ما يريد، فيستعمل اسم الله آلة لتحقيق خبثه. ثم المستمع للغيبة احد المغتابين، كما ورد به الخبر (27) . و قد دل ذلك ايضا ما تقدم من حديث الشيخين، و ما روى: «انه صلى الله عليه و آله لما رجم ما عزا في الزنا، قال رجل لآخر: هذا اقعص كما يقعص الكلب.
فمر النبي صلى الله عليه و آله معهما بجيفة، فقال: انهشا من هذه الجيفة، فقالا: يا رسول الله ننهش جيفة! فقال: ما اصبتما من اخيكما انتن من هذه» . فجمع بينهما، مع ان احدهما كان قائلا و الآخر مستمعا.
و هو اما لا يسر باستماعها، الا انه لا ينكرها باللسان و لا يكرهها بالقلب، او يسر و يفرح باستماعها، الا ان النفاق و التزهد حملاه على عدم التصديق، و ربما منع منها رياء و تزهدا، مع كونه مشتهيا لها بقلبه، و ربما توصل بالحيل المرغبة للمغتاب في زيادة الغيبة. مع التباس الامر عليه بانه يشتهيها، مثل ان يظهر التعجب و يقول: عجبت منه ما علمت انه كذلك و ما عرفته الى الآن الا بالخير، و كنت احسب فيه غير هذا عافانا الله من بلائه. فان ذلك تصديق للمغتاب، و باعث لزيادة نشاطه في الغيبة، فكانه يستخرج منه الغيبة بهذا الطريق.
و الحاصل ان المستمع لا يخرج عن اثم الغيبة الا بان ينكر بلسانه، او يقطع الكلام بكلام آخر، او يقوم من المجلس، و ان لم يقدر على شيء من ذلك، فلينكر بقلبه، و ان قال بلسانه: اسكت، و هو يشتهيه بقلبه فذلك نفاق، و لا يخرجه من الاثم ما لم يكرهه بقلبه. و مع عدم الخوف لا يكفي ان يشير باليد او حاجبه او جبينه، اي اسكت، اذ ذلك استحقار للمذكور، مع انه ينبغي ان يعظمه فيذب عنه صريحا. قال النبي صلى الله عليه و آله: «من اذل عنده مؤمن و هو يقدر على ان ينتصر له فلم ينصره، اذله الله يوم القيامة على رؤس الخلائق» . و قال «من رد عن عرض اخيه بالغيب، كان حقا على الله ان يرد عن عرضه يوم القيامة» . و قال صلى الله عليه و آله: «من ذب عن عرض اخيه بالغيب، كان حقا على الله ان يعتقه من النار» . و قال صلى الله عليه و آله-: «من رد عن عرض اخيه، كان له حجابا من النار» . و قال -صلى الله عليه و آله-: «ما من رجل ذكر عنده اخوه المسلم، و هو يستطيع نصره و لم بكلمة و لم ينصره، الا اذله الله عز و جل في الدنيا و الآخرة. و من ذكر عنده اخوه المسلم فنصره، نصره الله في الدنيا و الآخرة» . و قال-صلى الله عليه و آله-: «من حمى عرض اخيه المسلم في الدنيا، بعث الله له ملكا يحميه يوم القيامة من النار» . و قال -صلى الله عليه و آله-: «من تطول على اخيه فى غيبته، سمعها عنه في مجلس فردها، رد الله عنه الف الف باب من الشر في الدنيا و الآخرة و ان لم يردها و هو قادر على ردها، كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة»
و قال الباقر عليه السلام «من اغتيب عنده اخوه المؤمن فنصره و اعانه، نصره الله في الدنيا و الآخرة، و من لم ينصره و لم يدفع عنه و هو يقدر على نصرته و عونه، الا خفضه الله في الدنيا و الآخرة» . و بهذه المضامين اخبار كثيرة اخر.
-------------------------------------------
27) اشارة الى ما رواه الشيخ ابو الفتوح الرازي في تفسيره، عن رسول الله -صلى الله عليه و آله-انه قال: «المستمع احد المغتابين» . و الى قول امير المؤمنين -عليه السلام- «السامع للغيبة احد المغتابين» . (بحار الانوار) : 4 مج 15 179
منقول من كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين
لا تنحصر (http://www.mrsawalyeh.com/vb)الغيبة (http://www.mrsawalyeh.com/vb)باللسان
اعلم ان الغيبة لا تنحصر باللسان، بل كل ما يفهم نقصان الغير، و يعرف ما يكرهه فهو غيبة، سواء كان بالقول او الفعل، او التصريح او التعريض او بالاشارة و الايماء، او بالغمز و الرمز، او بالكتابة و الحركة، و لا ريب في ان الذكر باللسان (http://www.mrsawalyeh.com/vb)غيبة محرمة. لتفهيمه الغير نقصان اخيك و تعريفه بما يكرهه، لا لكون المفهم و المعرف لسانا، فكل ما كان مفهما و معرفا فهو مثله. فالغيبة تتحقق باظهار النقص بالفعل و المحاكاة، كمشية الاعرج، بل هو اشد من الغيبة باللسان، لانه اعظم في التصوير و التفهيم منه، و بالايماء و الاشارة، و قد روي: «انه دخلت امراة على عائشة، فلما ولت، اومات بيدها انها قصيرة. فقال رسول الله-صلى الله عليه و آله-قد اغتبتها» .
و بالكتابة، اذ القلم احد اللسانين، و بالتعريض، كان يقول: الحمد لله الذي لم يبتلنا بالدخول على الظلمة، و التبذل في طلب الجاه و المال، او يقول: «نعوذ بالله من قلة الحياء، و نساله ان يعصمنا منه، معرضا في كل ذلك بمن ارتكب ذلك، فيذكره بصيغة الدعاء، و ربما قدم مدح من يريد غيبته، ثم اتبعه باظهار عيبه، كان يقول: لقد كان فلان حسن الحال، و لكنه ابتلى بما ابتلى به كلنا من سوء الحال، و هو جمع بين الرياء و الغيبة، و مدح نفسه بالتشبه بالصلحاء في ذم انفسهم.
و من المغتابين المنافقين من يظهر في مقام غيبة مسلم الاغتمام و الحزن من سوء حاله، كان يقول: لقد ساءني ماجرى على صديقنا فلان من الاهانة و الاستخفاف، او ارتكابه معصية كذا، فنسال الله ان يجعله مكرما او يصلح حاله، او يقول: قد ابتلى ذلك المسكين بآفة عظيمة، تاب الله علينا و عليه. و هو كاذب في ادعائه الحزن و الكآبة، و في اظهار الدعاء، اذ لو اغتم لاغتم باظهار ما يكرهه ايضا، و لو قصد الدعاء لاخفاه في خلواته، فاظهار الحزن و الدعاء ناش عن خبثسريرته، و هو يظن انه ناش عن صفاء طويته، هكذا يلعب الشيطان بمن ليس له قوة البصيرة بمكائد اللعين و تلبيساته، فيسخر بهم و يضحك عليهم، و يحبط اعمالهم بمكائده، و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا. و ربما ذكر بعض المغتابين عيب مسلم و لم يتنبه له بعض الحاضرين، فيقول اسماعا له و اعلاما لما يقوله: «سبحان الله ما اعجب هذه! » حتى يتوجه اليه و يعلم ما يريد، فيستعمل اسم الله آلة لتحقيق خبثه. ثم المستمع للغيبة احد المغتابين، كما ورد به الخبر (27) . و قد دل ذلك ايضا ما تقدم من حديث الشيخين، و ما روى: «انه صلى الله عليه و آله لما رجم ما عزا في الزنا، قال رجل لآخر: هذا اقعص كما يقعص الكلب.
فمر النبي صلى الله عليه و آله معهما بجيفة، فقال: انهشا من هذه الجيفة، فقالا: يا رسول الله ننهش جيفة! فقال: ما اصبتما من اخيكما انتن من هذه» . فجمع بينهما، مع ان احدهما كان قائلا و الآخر مستمعا.
و هو اما لا يسر باستماعها، الا انه لا ينكرها باللسان و لا يكرهها بالقلب، او يسر و يفرح باستماعها، الا ان النفاق و التزهد حملاه على عدم التصديق، و ربما منع منها رياء و تزهدا، مع كونه مشتهيا لها بقلبه، و ربما توصل بالحيل المرغبة للمغتاب في زيادة الغيبة. مع التباس الامر عليه بانه يشتهيها، مثل ان يظهر التعجب و يقول: عجبت منه ما علمت انه كذلك و ما عرفته الى الآن الا بالخير، و كنت احسب فيه غير هذا عافانا الله من بلائه. فان ذلك تصديق للمغتاب، و باعث لزيادة نشاطه في الغيبة، فكانه يستخرج منه الغيبة بهذا الطريق.
و الحاصل ان المستمع لا يخرج عن اثم الغيبة الا بان ينكر بلسانه، او يقطع الكلام بكلام آخر، او يقوم من المجلس، و ان لم يقدر على شيء من ذلك، فلينكر بقلبه، و ان قال بلسانه: اسكت، و هو يشتهيه بقلبه فذلك نفاق، و لا يخرجه من الاثم ما لم يكرهه بقلبه. و مع عدم الخوف لا يكفي ان يشير باليد او حاجبه او جبينه، اي اسكت، اذ ذلك استحقار للمذكور، مع انه ينبغي ان يعظمه فيذب عنه صريحا. قال النبي صلى الله عليه و آله: «من اذل عنده مؤمن و هو يقدر على ان ينتصر له فلم ينصره، اذله الله يوم القيامة على رؤس الخلائق» . و قال «من رد عن عرض اخيه بالغيب، كان حقا على الله ان يرد عن عرضه يوم القيامة» . و قال صلى الله عليه و آله: «من ذب عن عرض اخيه بالغيب، كان حقا على الله ان يعتقه من النار» . و قال صلى الله عليه و آله-: «من رد عن عرض اخيه، كان له حجابا من النار» . و قال -صلى الله عليه و آله-: «ما من رجل ذكر عنده اخوه المسلم، و هو يستطيع نصره و لم بكلمة و لم ينصره، الا اذله الله عز و جل في الدنيا و الآخرة. و من ذكر عنده اخوه المسلم فنصره، نصره الله في الدنيا و الآخرة» . و قال-صلى الله عليه و آله-: «من حمى عرض اخيه المسلم في الدنيا، بعث الله له ملكا يحميه يوم القيامة من النار» . و قال -صلى الله عليه و آله-: «من تطول على اخيه فى غيبته، سمعها عنه في مجلس فردها، رد الله عنه الف الف باب من الشر في الدنيا و الآخرة و ان لم يردها و هو قادر على ردها، كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة»
و قال الباقر عليه السلام «من اغتيب عنده اخوه المؤمن فنصره و اعانه، نصره الله في الدنيا و الآخرة، و من لم ينصره و لم يدفع عنه و هو يقدر على نصرته و عونه، الا خفضه الله في الدنيا و الآخرة» . و بهذه المضامين اخبار كثيرة اخر.
-------------------------------------------
27) اشارة الى ما رواه الشيخ ابو الفتوح الرازي في تفسيره، عن رسول الله -صلى الله عليه و آله-انه قال: «المستمع احد المغتابين» . و الى قول امير المؤمنين -عليه السلام- «السامع للغيبة احد المغتابين» . (بحار الانوار) : 4 مج 15 179
منقول من كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين