مشاهدة النسخة كاملة : الامام علي في سطور من نور عن نور في بحث
علي الكاظمي
30-08-2010, 05:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
الامام علي في سطور من نور عن نور
ونحن مقبلين على ذكرى استشهاد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الذي ما قام الاسلام الا بسيفه وشجاعته وعلمه الثاقب الذي ورثه من رسول رب العالمين صلى الله عليه واله ؟؟؟
وخير ما نفتتح به سطورنا هو حديث الرسول الاعظم صلى الله عليه واله (( عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال\يا علي : أما إنك المبتلى والمبتلى بك ، أما إنك الهادي لمن اتبعك ، ومن خالف طريقك ضل إلى يوم القيامة. (بحار الأنوار:ج38: 39)))
ولادته الشريفه "
ولد عليه السلام بمكة في البيت الحرام لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب ، بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، وامه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهو اول هاشمي في الاسلام ، ولده هاشمي مرتين ولا نعلم مولود ولد في الكعبة غيره
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام قال : كان العباس بن عبد المطلب ويزيد ابن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام ، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين وكانت حاملة بأمير المؤمنين عليه السلام لتسعة أشهر وكان يوم التمام .
قال : فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء وقالت : أي رب إني مؤمنة بك ، وبما جاء به من عندك الرسول ، وبكل نبي من أنبيائك ، وكل كتاب أنزلته ، وإني مصدقة بكلام [ جدي ] إبراهيم الخليل ، وإنه بني بيتك العتيق ، فأسألك بحق هذا البيت ومن بناه ، وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه ، وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ودلائلك لما يسرت علي ولادتي .
قال العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب : فلما تكلمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء رأينا البيت قد انفتح من ظهره ، ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا ، ثم عادت الفتحة والتزقت بإذن الله ، فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا ، فلم ينفتح الباب ، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله ، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام ، قال : وأهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك ، و تتحدث المخدرات في خدورهن .
قال : فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه ، فخرجت فاطمة وعلي على يديها ، ثم قالت : معاشر الناس إن الله عز وجل اختارني من خلقه ، وفضلني على المختارات ممن مضي قبلي ، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنها عبدت الله سرا في موضع لا يحب الله أن يعبد فيه إلا اضطرارا ، و [ أن ] مريم بنت عمران هانت ويسرت عليها ولادة عيسى ، فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليها رطبا جنيا .
وأن الله اختارني وفضلني عليهما وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين لأني ولدت في بيته العتيق ، وبقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة وأرزاقها .
فلما أردت أن أخرج وولدي على يدي هتف بي هاتف وقال : يا فاطمة سمية عليا فأنا العلي الاعلى ، وإني خلقته من قدرتي وعز جلالي وقسط عدلي ، واشتققت اسمه من اسمي ، وأدبته بأدبي ، [ وفوضت إليه أمري ، ووقفته على غامض علمي ، وولد في بيتي ، ] وهو أول من يؤذن فوق بيتي ، ويكسر الأصنام ويرميها على وجهها ، ويعظمني ويمجدني ويهللني ، وهو الامام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمد رسولي ووصيه ، فطوبى لمن أحبه ونصره ، والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقه .
[ قال : ] فلما رآه أبو طالب سر ، وقال علي : السلام عليك يا أبة ورحمة الله وبركاته .
قال : ثم دخل رسول الله صلى الله عليخ واله فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين وضحك في وجهه ، وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . قال : ثم تنحنح بإذن الله تعالى وقال : * ( بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) * إلى آخر الآيات ، فقال رسول الله : قد أفلحوا بك ، وقرأ تمام الآيات إلى قوله * ( أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) * فقال رسول الله : أنت والله أميرهم تميرهم من علومك فيمتارون ، وأنت والله دليلهم وبك يهتدون .
ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لفاطمة : اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه به ، فقالت : فإذا خرجت أنا فمن يرويه ؟ قال : أنا أرويه .
فقالت فاطمة : أنت ترويه ؟ ! قال : نعم ، فوضع رسول الله لسانه في فيه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، فسمي ذلك اليوم يوم التروية .
فلما أن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نورا قد ارتفع من علي إلى عنان السماء ، قال : ثم شددته وقمطته بقماط فبتر القماط ، [ قال : فأخذت فاطمة قماطا جيدا فشدته به ، فبتر القماط ، ] ثم جعلته [ في ] قماطين ، فبترهما ، فجعلته ثلاثة ، فبترها ، فجعلته أربعة أقمطة من رق مصر لصلابته ، فبترها ، فجعلته خمسة أقمطة ديباج لصلابته ، فبترها كلها ، فجعلته ستة من ديباج وواحد من الادم ، فتمطي فيها فقطعها كلها بإذن الله ، ثم قال بعد ذلك : يا أمه لا تشدي يدي فإني أحتاج إلى أن ابصبص لربي بإصبعي .
قال : فقال أبو طالب عند ذلك : إنه سيكون له شأن ونبأ ( قال : ) فلما كان من غد دخل رسول الله على فاطمة ، فلما بصر علي رسول الله [ سلم عليه ] وضحك في وجهه ، وأشار إليه أن خذني [ إليك ] واسقني مما سقيتني بالأمس ، قال : فأخذه رسول الله ، فقالت فاطمة : عرفه ورب الكعبة ، قال : فلكلام فاطمة سمي ذلك اليوم يوم عرفة يعني أن أمير المؤمنين عليه السلام عرف رسول الله صلى الله عليه واله .
فلما كان اليوم الثالث أذن أبو طالب في الناس إذنا جامعا ، وقال : هلموا إلى وليمة ابني علي ، قال : ونحر ثلاثمائة من الإبل ، وألف رأس من البقر والغنم ، واتخذ وليمة عظيمة ، وقال : معاشر الناس ألا من أراد من طعام علي ولدي فهلموا إلى أن طوفوا بالبيت سبعا ، وادخلوا ، وسلموا على ولدي علي ، فإن الله شرفه ، ولفعل أبي طالب شرف يوم النحر .
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين ؟؟؟يتبع البحث!! قائم انشاء الله تعالى
ارجواااااااااااااااااااا الانتباه !!انتباه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!انتباه
سؤال من خلال هذه المشاركه في الاعلى !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
من اين جاء تسمية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
1_يوم الترويه
2_ يوم عرفة
3_ يوم النحر
وارجوا التفاعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" ""البحث يتبع
علي الكاظمي
30-08-2010, 05:10 AM
سطور بحق بالإمام علي عليه السلام ,
تفاصيل الصياغ في أنحاء سيرته الكريمة ، فكل نقطة فيها تستحق إثارة القلم , ويكفينا في هذا المقام قول سيد البشرية وأشرف الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله : يا علي لا يعرفك إلا الله وأنا..
""
الإمام علي عليه السلام .. هو علي بن أبي طالب بن عبد المطَّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان , أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم.
ولد عليه السلام يوم الجمعة في الثالث من شهر رجب في جوف الكعبة المشرفة ولعمري فقد شرفها بولادته فيها وشرفه الله بأن لم يسبقه أحد بهذه الكرامه ولا بعده , ومنها لم يفارق رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم , فتربى في حجره و أخذ من علومه وتأدب بأدبه , وكان أول من آمن به وعمره يومئذ عشر سنين.
تزوج الإمام علي عليه السلام بسيدة نساء العالمين وبضعة المصطفى خير الورى اجمعين فاطمة عليها السلام , ولم يتزوج مادامت الزهراء كانت على قيد الحياة اكراما لها.
كان الإمام عليه السلام المثال الأعلى في الشجاعة والإقدام في غزواته مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي حروبه أيام خلافته , ومن غزواته مع الرسول الكريم..
غزوة بدر: وهي أول غزوات الرسول صلى الله علي وآله وسلم وقد قتل فيها أشجع رجالات قريش مثل حنظله بن أبي سفيان و العاص بن سعيد ونوفل بن خويلد الذي قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه : اللهم اكفني ابن العدوية.
ولم يزل ينصر الدين ويجاهد المشركين ويذب عن الايمان، ويقتل أهل الزيغ والطغيان وينشر معالم السنة والقرآن، ويحكم بالعدل ويأمر بالاحسان.وكان مقامه مع رسول الله صلى الله عليه وآله بعد البعثة: ثلاثا وعشرين سنة، منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة مشاركا في محنه كلها متحملا عنه اكثر أثقاله، وعشر سنين بعد الهجرة بالمدينة يكافح
"""""""""""!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!يتبع
علي الكاظمي
30-08-2010, 05:12 AM
(نقلاً عن كتاب "الامام علي ع من المهد إلى اللحد").
كان الإمام عليه السلام المثال الأعلى في الشجاعة والإقدام في غزواته مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي حروبه أيام خلافته , ومن غزواته مع الرسول الكريم..
غزوة بدر: وهي أول غزوات الرسول صلى الله علي وآله وسلم وقد قتل فيها أشجع رجالات قريش مثل حنظله بن أبي سفيان و العاص بن سعيد ونوفل بن خويلد الذي قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه : اللهم اكفني ابن العدوية.
غزوة أحد: ثبت الإمام عليه السلام في أرض المعركة حين انهزم أغلب المسلمين وولوا الدبر , وحمل على القوم الكافرين حتى نودي في السماء أن لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.
غزوة الخندق: قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يومها للإمام : برز الإيمان كله إلى الشرك كله حين برز الإمام عليه السلام إلى فارس قريش عمرو بن عبدود العامري في الوقت الذي امتنع عنه المسلمون , وبعد ان صرع الإمام عليه السلام عمرو بن عبدود قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين.
غزوة خيبر: أعطيت الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار وليس فرار على قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الرجل هو الإمام عليه السلام, بعد أن رجع أبو بكر وعمر من المعركه يجبنون أصحابهم ويجبنونهم , ففتح الله على يد أمير المؤمنين علي.
وغير هذه الغزوات التي من أشهرها غزوة بني النضير , غزوة ذات السلاسل, غزوة حنين , فتح مكة , و كان الإمام عليه السلام قد شارك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في جميع غزواته إلا تبوك فقد استخلفه على المدينة.
في أيام خلافته صلوات ربي عليه قاتل الناكثين في حرب الجمل , و القاسطين في حرب صفين , و الخوارج في حرب النهراوان.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"يتبع
علي الكاظمي
30-08-2010, 05:17 AM
سطور في خصائص الامام علي عليه السلام
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين!!!!!!!!!!!!
ان للامام علي عليه السلام خصائص لم ينالها اي احد من الصحابه وغير الصحابه وايا الخصائص التي لم يسبقها اليه احد والامام علي عليه السلام هو بحد ذاته قد وهب نفسه الى خدمة الرسول الكرم صلى الله عليه واله وخدمة الدين الحنيف ولله دره فقد بالغ في نصرة الرسول الاكرم والاسلام""""""""
روي عن أبي أيّوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : «لقد صلّت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنّه لم يصلّ معي رجل غيره» .
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله :«صلّت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنّه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله إلاّ منّي ومن علي» .
وعن أبي رافع قال : صلّى النبيّ ص غداة الاثنين ، وصلّت خديجة يوم الاثنين اخر النهار، وصلى علي يوم الثلاثاء صلاة الغداة .
وقال عليّ عليه السلام : «فكنت اُصلّي سبع سنين قبل الناس .
وفي ذلك يقول خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين :
إذا نحن بايعنا عليّاً فحسبنا أبوحسن ممّا نخاف من الفتن
وجدناه أولى الناس بالناس أنّه أطبّ قريش بالكتاب وبالسنن
ففيه الذي فيهم من الخير كلّه وما فيه مثل الذي فيهم من حسن
وصيّ رسول الله من دون أهله وفارسه قد كان في سالف الزمن
وأول من صلّى من الناس كلّهم سوى خيرة النسوان والله ذو منن
وفيه يقول ربيعة بن الحارث بن عبدالمطّلب :
ما كنتُ أحسبُ أن الأمر ( منصرف ) من هاشم ثمّ منها عن أبي حسن
أليس أوّل من صلّى بقبلتهم وأعرف الناس بالأثار والسنن
وآخر الناس عهداً بالنبيّ ومن جبرئيلُ عونٌ له في الغسلِ والكَفن
ولعمري أليس من من حمله الرسول غلى منكبيه كان هو علي عليه السلام وفيه يروى""
فروى عبد الله بن داود، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي مريم ، عن عليّ عليه السلام قال : «قال لي رسول الله : احملني لنطرح الأصنام من الكعبة، فلم أطق حمله ، فحملني ، فلو شئت ان أتناول السماء فعلت» .
فقد اشتهرفي الرواية : انه آخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان وعبدالرحمن بن عوف ، وبين ابن مسعود وأبي ذرّ، وبين سلمان وحذيفة ، وبين المقداد وعمّار بن ياسر، وبين حمزة بن عبدالمطّلب وزيد بن حارثة، وضرب بيده على علي فقال : «أنا أخوك وأنت أخي» .
فكان عليّ إذا أعجبه الشيء قال : «أنا عبدالله وأخو رسوله ، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب» .
ومنها: أنّ النبيّ تفل في عينيه يوم خيبر ودعا له بأن لا يصيبه حرّ ولا قرّ، فكان بعد ذلك لا يجد حرّاً ولا قرّاً ، ولا ترمد عينه ، ولا يصدع ، فكفى بهذه الخصلة شرفاً وفضلاً.
فروي عن عبدالرحمن بن أبي ليلى : أنّ الناس قالوا له : قد أنكرنا من أمير المؤمنين أنّه يخرج في البرد في الثوبين الخفيفين وفي الصيف في الثوب الثقيل والمحشوّ، فهل سمعت أباك يذكر أنّه سمع من أمير المؤمنين في ذلك شيئاً ؟ قال : لا، قال : وكان أبي يسمر مع علي بالليل ، فسألته قال : فسأله عن ذلك فقال : يا أميرالمؤمنين إنّ الناس قد أنكروا ، وأخبره بالذي قالوا .
فقال : «أوما كنت معنا بخيبر؟» قال : بلى .
قال : «فإنّ رسول الله بعث أبا بكر وعقد له لواء، فرجع وقد انهزم هو وأصحابه . ثمّ عقد لعمر فرجع منهزماً بالناس .
فقال رسول الله : والذي نفسي بيده لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ليس بفرّار، يفتح الله على يده ، فارسل إليّ وأنا أرمد فتفل في عيني ، وقال : اللهمّ اكفه أذى الحرّ والبرد، فما وجدتُ حرّاً بعد ُولا برداً» .
وفي رواية اُخرى : «فنفث في عيني فما اشتكيتها بعد، وهزّ لي الراية فدفعها إليّ ، فانطلقت ، ففتح لي ، ودعا لي أن لا يضرّني حرّ ولا قر» .
وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت :
وَكانَ عليّ أرمدَ العينِ يَبتغي دواءً فَلَمّالم يحسن مُداويا
شفاهُ رسولُ اللهِ منهُ بتفلةٍ فبوركَ مَرقيّاً ويُورك راقيا
وقال ساُعطي الراية اليومَ صارماً كميّا مُحبّاً للرّسولِ مُواليا
يُحبّ إلهي والإلهُ يُحبّهُ بهِ يفتحُ الله الحصونَ الأوابيا
فَاصفى بها دونَ البريّةِ كلّها عليّاً وسمّاه الوزيرَ المؤاخيا
ومنها: ما قاله فيه يوم خيبر، ممّا لم يقله في أحد غيره ، ولا يوازيه إنسان ، ولا يقارنه فيه ، فقد ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الثقفيّ في كتاب المعرفة : حدّثني الحسن بن الحسين العرفي -وكان صالحاً- قال : حدّثنا كادح بن جعفر البجلي ـ وكان من الأبدال ـ عن ابن لهيعة، عن عبدالرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، عن جابر بن عبد الله الأنصار يقال : لمّا قدم عليّ عليه السلام على رسول الله بفتح خيبر قال له رسول الله : «لولا أن يقول فيك طوائف من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم قولاً لا تمرّ بملأ إلاّ أخذوا من تراب رجليك ومن فضل طهورك فيستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنك منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنّك تؤدّي ذمتي ، وتقاتل على سنّتي ، وأنّك في الآخرة غداً أقرب الناس منّي ، وأنّك غداً على الحوض خليفتي ، وأنّك أوّل من يرد عليّ الحوض غداً، وأنك أول من يكسى معي ، وأنّك أوّل من يدخل الجنّة من اُمّتي ، وأنّ شيعتك على منابر من نور، مبيضّة وجوههم حولي ، أشفع لهم ، ويكونون في الجنّة جيراني ، وأنّ حربك حربي ، وأنّ سلمك سلمي ، وأنّ سرّك سرّي ، وأنّ علانيتك علانيتي ، وأنّ سريرة صدر ككسريرة صدري ، وأنّ ولدك ولدي ، وأنّك منجز عدتي ، وأنّ الحقّ معك ، وأنّ الحقّ على لسانك وفي قلبك وبين عينيك ، وأنّ الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وأنّه لا يرد على الحوض مبغض لك ، ولن يغيب عنه محبّ لك غداً حتّى يردوا الحوض معك ».
فخرّ عليّ لله ساجداً، ثمّ قال : «الحمد لله الذي منّ عليّ بالإسلام ، وعلّمني القرآن ، وحبّبني إلى خير البريّة خاتم النبيّين وسيّد المرسلين ، إحساناً منه إليّ ، وفضلاً منه عليّ» .
فقال له النبيّ عند ذلك : «لولا أنت يا عليّ لم يعرف المؤمنون بعدي» .
وهذا الخبر بما تضمنه من مناقب أمير المؤمنين لو قسّم على الخلائق كلّهم من أوّل الدهر إلى آخره لاكتفوا به شرفاً ومكرمة وفخراً.
ومنها: أن شرّفه الله تعالى بطاعة النار له .
روى الأعمش ، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمر قال : سمعت عليّاً يقول : «أنا قسيم النار، أقول : هذا لي وهذا لك » .
قال : وحدّثني موسى بن طريف ، عن عباية بن ربعي قال : سمعت عليّاً يقول : « والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّي لقسيم النار ، أقول : هذا لي وهذا لك ».
قال : فذكرته لمحمّد بن أبي ليلى فقال : يعني : أنّ وليّي في الجنّة وعدوّي في النار. قلت : سمعته ؟ قال : نعم .
وروى جابر الجعفي قال : أخبرني وصيّ الأوصياء قال : «قال رسول الله لعائشة : لا تؤذيني في عليّ ، فإنه أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، يقعده الله غداً يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنّة وأعداءه النار»
ومنها : ما رواه عباد بن يعقوب ، ويحيى بن عبدالحميد الحماني قالا : حدّثنا عليّ بن هاشم ، عن محمّد بن عبيدالله ، عن أبيه عبيداللهّ بن أبيرافع ، عن جدّه ابي رافع قال : إنّ رسول الله كان إذا جلس ثمّ أراد أن يقوم لا يأخذ بيده غير عليّ ، وإنّ أصحاب النبيّ كانوا يعرفون ذلك له فلا يأخذ بيد رسول الله أحد غيره .
وقال الحماني في حديثه : كان إذا جلس اتّكأ على عليّ ، وإذا قام وضع يده على عليّ .
ومنها: أنّه صاحب حوض رسول الله يوم القيامة .
روى محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : «كأنّي أنظر إلى تدافع مناكب اُمّتي على الحوض ، فيقول الوارد للصادر: هل شربت ؟ فيقول : نعم واللهّ لقد شربت ، ويقول بعضهم : لا واللهّ ما شربت فيا طول عطشاه » .
وقال لعلّي : «والذي نبّأ محمّداً وأكرمه ، إنّك لذائد عن حوضي ، تذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الصادي عن الماء، بيدك عصا من عوسج ، كأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي».
وعن طارق عن عليّ قال : «ربّ العباد والبلاد ، والسبع الشداد ، لأذودنّ يوم القيامة عن الحوض بيديّ هاتين القصيرتين» قال : وبسط يديه .
وفي رواية اُخرى : «والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لاقمعنّ بيديّ هاتين عن الحوض أعداءنا، ولا وردنّ أحبّاءنا».
ومنها : اختصاصه عليه السلام بالمناجاة يوم الطائف .
فروي عن جابر بن عبدالله : أن النبي لما خلا بعلي يوم الطائف وناجاه طويلاً قال أحد الرجلين لصاحبه : لقد طالت مناجاته لابن عمّه ، فبلغ ذلك النبيّ فقال : «ما أنا ناجيته ، بل الله انتجاه ».
ومنها: تفرّده بآية النجوى والعمل بها .
فروي عن مجاهد قال : قال عليّ : «آية من القران لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكلّما أردت أن اُناجي النبيّ تصدّقت بدرهم ثمّ نسخت بقوله :﴿ فَاِن لَم تَجدوا فَاِنّ اللهَ غَفُور رَحيم ﴾
وفي رواية اُخرى : «بي خفّف الله عن هذه الاُمّة، فلم تنزل في أحد قبلي ولا تنزل في أحد بعدي».
وروى السندي ، عن ابن عبّاس قال : كان الناس يناجون رسول الله في الخلاء إذا كانت لأحدهم حاجة، فشقّ ذلك على النبيّ ففرض الله على من ناجاه سرّاً أن يتصدّق بصدقة، فكفّوا عنه وشقّ ذلك عليهم
ومنها : أنّ حبّه إيمان وبغضه نفاق . .
فقد اشتهر عنه أنّه قال : «لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجملتها على المنافق أن يحبّني ما أحبّني ، وذلك أنّه قضي فانقض على لسان النبيّ الاُمّي : أنّه لا يبغضك مؤمن ولا يحبّك منافق ».
ومنها : ما قاله فيه يوم الحديبية لمّا كتب عليه السلام كتاب الصلح بين رسول الله وأهل مكّة فكتب : «بسم الله الرحمن الرحيم».
فقال سهيل بن عمرو: هذا كتاب بيننا وبينك يا محمّد، فافتتحه بما نعرفه واكتب باسمك اللهم .
فقال : «اُكتب باسمك اللهم وامح ما كتبت» .
فقال علي : «لولا طاعتك يا رسول اللهّ لما محوت» .
فقال النبيّ : «اكتب : هذا ما قاضى عليه محمّد رسول اللهّ سهيل بن عمرو».
فقال سهيل : لو أجبتك في الكتاب إلى هذا لأقررت لك بالنبوّة ، فامح هذا الاسم واكتب محمّد بن
عبدالله .
فقال له عليّ : «إنّه واللهّ لرسول اللهّ على رغم أنفك» .
فقال النبيّ : «امحها يا عليّ» .
فقال له : «يا رسول الله ، إنّ يدي لا تنطلق تمحو اسمك من النبوّة» .
قال : فضع يدي عليها. فمحاها رسول الله بيده وقال لعليّ : «ستدعى إلى مثلها فتجيب وأنت على مضض».
ومنها: ما رواه ربعي بن خراش عن أمير المؤمنين قال :
«أقبل سهيل بن عمر ورجلان - أوثلاثة - معه إلى رسول الله في الحديبية فقالوا له : إنّه ياتيك قوم من سفلنا وعبداننا فارددهم علينا، فغضب حتّى احمرّ وجهه ، وكان إذا غضب صللا الله عليه واله يحمرّ وجهه ثمّ قال : لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثنّ الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه للايمان ، يضرب رقابكم وأنتم مجفلون عن الدين . فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله ؟ قال: «لا». قال عمر: أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا، ولكنّه ذلكم خاصف النعل في الحجرة . وأنا أخصف نعل رسول الله في الحجرة».
ثمّ قام وقال علي : "اما انه قد قال : من كذّب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار».
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهناك الكثير الكثير ولا يسع المقام ذكره
وولى الله على محمد وال محمد الطاهرين
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""يتبع
علي الكاظمي
30-08-2010, 05:21 AM
سطور في الإمام علي _ عليه السلام _ والجانب الموروث في شخصيته:
1 _ الإمام علي _ عليه السلام _ والوراثة من الأبوين:
لقد انحدر الإمام علي من صلب والد عظيم الشأن، رفيع الشخصية هو أبو طالب، ولقد كان أبو طالب زعيم مكّة، وسيّد البطحاء، ورئيس بني هاشم، وهو إلى جانب ذلك، كان معروفاً بالسماحة والبذل والجود والعطاء والعطف والمحبّة والفداء والتضحية في سبيل الهدف المقدّس، والعقيدة التوحيديّة المباركة.
فهو الذي تكفّل رسول الله مند توفّي عنه جدّه وكفيله الأوّل عبد المطلب وهو آنذاك في الثامنة من عمره، وتولّى العناية به والقيام بشؤونه، وحفظه وحراسته في السفر والحضر، بإخلاص كبير واندفاع وحرص لا نظير لهما، بل وبقي يدافع عن رسالة التوحيد، والدين الحق الذي جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ويقوم في سبيل ارساء قواعده ونشر تعاليمه بكل تضحية وفداء، ويتحمّل لتحقيق هذه الأهذاف العليا كل تعب ونصب وعناء.!!!!!!!!!!!!
فروي عن رسول الله صلى الله عليه واله(لو ان كل الناس اولدهم ابو طالب لكانوا كلهم شجعان)
2- وأمّا اُمّه فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي من السابقات إلى الإسلام والإيمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد كانت قبل ذلك تتّبع ملّة إبراهيم.
إنّها المرأة الطاهرة التي لجأت _ عند المخاض _ إلى المسجد الحرام، وألصقت نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول:
«يا ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي ابراهيم وانّه بنى البيت العتيق، فبحقّ الذي بنى هذا البيت و(بحق) المولود الذي في بطني إلاّ ما يسّرت عليّ ولادتي».
فدخلت فاطمة بنت اسد في الكعبة ووضعت عليّاً هناك؟؟؟؟؟؟
وقد مر علينا ذكر الحديث سابقا"""
3_ الإمام علي والتربية في حجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم"
أودعت يد الخالق في كيان الطفل من سجايا طيّبة وصفات كريمة، وفضائل أخلاقية نبيلة، ويوقفوا الطفل _ عن طريق التربية _ على القيم الأخلاقية والقواعد الإنسانية وطريقة الحياة السعيدة، وتحقيقاً لهذا الهدف السامي تولّى النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه تربية علي _ عليه السلام _ بعد ولادته، وذلك عندما أتت فاطمة بنت أسد بوليدها علي _ عليه السلام _ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلقيت من رسول الله حبّاً شديداً لعلي حتى أنّه قال لها:
اجعلي مهده بقرب فراشي وكان صلى الله عليه وآله وسلم يطهّر علياً في وقت غسله، ويوجر اللبن عند شربه، ويحرّك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويلاحظه ويقول: هذا أخي، ووليّي وناصري وصفيّي وذخري وكهفي، وصهري، ووصيّي، وزوج كريمتي، وأميني على وصيّتي وخليفتي
ولقد كانت الغاية من هذه العناية هي ان يتم توفير الضلع الثاني في مثلّث الشخصية (وهو التربية) بواسطته صلى الله عليه وآله وسلم وان لا يكون لاحد غير النبي دخل في تكوين الشخصية العلوية الكريمة.
وقد ذكر الامام علي ما أسداه الرسول الكريم اليه وما قام به تجاهه في تلكم الفترة اذ قال:
(وقد علمتم موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد يضمّني الى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمّني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثمّ يلقمنيه»
بل وبعد ذلك!!!!!!!!!!!
النبي يأخذ عليّاً إلى بيته:
وإذا كان الله تعالى يريد لولي دينه أن ينشأ نشأة صالحة وأن يأخذ النبي عليّاً الى بيته وأن يقع منذ نعومة أظفاره تحت تربية النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ألفت نظر نبيّه الى ذلك.
فقد ذكر المؤرخّون أنّه أصابت مكّة _ ذات سنة _ أزمة مهلكة وسنة مجدبة منهكة، وكان أبو طالب _ رضي الله عنه _ ذا مال يسير وعيال كثير فأصابه ما أصاب قريشاً من العدم والضائقة والجهد والفاقة: فعند ذلك دعا رسول الله عمّه العباس الى أن يتكفّل كل واحد منهما واحداً من أبناء أبي طالب وكان العباس ذا مال وثروة وجدة فوافقه العباس على ذلك:
فأخذ النبي عليّاً، واخذ العباس جعفراً وتكفّل أمره، وتولّى شؤونه
وهكذا وللمرّة الأُخرى أصبح علي _ عليه السلام _ في حوزة رسول الله صلى الله عليه وآله بصورة كاملة، واستطاع بهذه المرافقة الكاملة ان يقتطف من ثمار أخلاقه العالية وسجاياه النبيلة، الشيء الكثير، وأن يصل تحت رعاية النبي وعنايته وبتوجيهه وقيادته، الى أعلى ذروة من ذرى الكمال الروحي.
وهذا هو الإمام أمير المؤمنين _ عليه السلام _ يشير إلى تلك الأيام القيّمة وإلى تلك الرعاية النبويّة المباركة المستمرّة إذ يقول:
«ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل اثر اُمّه، يرفع لي كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به »
4_ علي في غار حراء
كان النبي _ حتى قبل أن يبعث بالرسالة والنبوّة _ يعتكف ويتعبّد في غار حراء شهراً من كل سنة، فإذا انقضى الشهر وقضى جواره من حراء انحدر من الجبل، وتوجّه إلى المسجد الحرام رأساً وطاف بالبيت سبعاً، ثمّ عاد إلى منزله. وهنا يطرح سؤال: وماذا كان شأن علي _ عليه السلام _ في تلك الأيام التي كان يتعبّد ويعتكف فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك المكان مع ما عرفنا من حبّ الرسول الأكرم له؟ هل كان يأخذ صلى الله عليه وآله وسلم علياً معه إلى ذلك المكان العجيب أم كان يتركه ويفارقه؟
إنّ القرائن الكثيرة تدل على أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ أن أخذ علياً لم يفارقه يوماً أبداً فهاهم المؤرّخون يقولون:
كان علي يرافق النبي دائماً ولا يفارقه أبداً حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا خرج إلى الصحراء أو الجبل أخذ علياً معه
يقول ابن أبي الحديد:
وقد ذكر علي _ عليه السلام _ هذا الأمر في الخطبة القاصعة اذ قال:
«ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري»
إنّ هذه العبارة وإن كانت محتملة في مرافقته للنبي في حراء بعد البعثة الشريفة إلاّ انّ القرائن السابقة وكون مجاورة النبي بحراء كانت في الأغلب قبل البعثة، تؤيّد أنّ هذه الجملة، يمكن أن تكون اشارة الى صحبة علي للنبي في حراء قبل البعثة.
إنّ طهارة النفسيّة العلوية، ونقاوة الروح التي كان علي _ عليه السلام _ يتحلىّ بها، والتربية المستمرّة التي كان يحظى بها في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كل ذلك كان سبباً في أن يتّصف علي _ عليه السلام _ ومنذ نعومة أظفاره _ ببصيرة نفّاذة وقلب مستنير، واُذن سميعة واعية تمكّنه من أن يرى أشياءً ويسمع امواجاً تخفى على الناس العاديين ويتعذّر عليهم سماعها ورؤيتها، كما يصرّخ نفسه بذلك اذ يقول:
«أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوّة»
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام):
«كان علي _ عليه السلام _ يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الرسالة، الضوء ويسمع الصوت».
وقد قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لولا أنّي خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوّة فإن لا تكن نبيّاً فإنّك وصيّ نبيّ ووارثه، بل أنت سيّد الاوصياء وإمام الأتقياء""
ويقول الإمام علي _ عليه السلام _: لقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله ما هذه الرنّة؟ فقال: هذا الشيطان ايس من عبادته، ثمّ قال له:
«إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلاّ أنّك لست بنبي ولكنّك وزير»
5_ شخصيته وعقدته عليه السلام
ولو أضفنا ذينك الأمرين (أي ما اكتسبه من والديه الطاهرين بالوراثة، وما تلقّاه في حجر النبي ) الى ما أخذه من بيئة الرسالة والإسلام من أفكار وآراء رفيعة، وتأثر عنها أدركنا عظمة الشخصية العلوية من هذا الجانب.
ومن هنا يحظى الإمام علي _ عليه السلام _ بمكانة مرموقة لدى الجميع: مسلمين وغير مسلمين، لما كان يتمتع به من شخصية سامقة، وخصوصيات خاصة يتميّز بها.
وقال الإمام الفخر الرازي:
من اتّخذ عليّاً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه"
وقال أيضاً:
من اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اللّهم أدر الحقّ مع علي حيث دار
وقال عمر بن الخطاب:
«عقمت النساء أن يلدن مثل علي بن أبي طالب»
ول جورج جرداق الكاتب المسيحي اللبناني المعروف:
«وماذا عليك يا دنيا لو حشدت قواك فأعطيت في كل زمن عليّاً بعقله وقلبه ولسانه وذي فقاره»
كل هذه الجوانب جعلت من علي بن ابي طالب عليه السلام بأـن يكون!!!!!!!!!!!!!!
كما قال عبد الله بن عباس؟؟؟
قال ابن عباس _ عندما سئل عن علي فقال _: رحمة الله على أبي الحسن كان والله علم الهدى وكهف التقى وطود النهى ومحل الحجى وغيث الندى، ومنتهى العلم للورى، ونوراً أسفر في الدجى، وداعياً إلى المحجّة العظمى ومستمسكاً بالعروة الوثقى، أتقى من تقمّص وارتدى، وأكرم من شهد النجوى بعد محمد المصطفى، وصاحب القبلتين، وابو السبطين، وزوجته خير النساء فما يفوقه احد، لم تر عيناي مثله، ولم أسمع بمثله، فعلى من أبغضه لعنة الله ولعنة العباد الى يوم التناد
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""البحث يتبع
علي الكاظمي
30-08-2010, 05:32 AM
سطور في لا بد من تنصيب امام بعد النبي صلى الله عليه واله
ان الله سبحانه وتعالى قد نص على ولايته في القرآن حيث يقول جل اسمه: " إنما وليكم الله و رسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " معلوم انه لم يزك في حال ركوعه أحد سواه، وقد ثبت في اللغة ان الولى هوالاولى بلا اختلاف.وإذا كان أميرالمؤمنين عليه السلام بحكم القرآن اولى بالناس من أنفسهم لكونه وليهم بالنص في التبيان وجبت طاعته على كافتهم بجلى البيان.كما وجبت طاعة الله تعالى وطاعة رسوله عليه السلام بما تضمنه الخبرعن ولايتهما للخلق في هذه لآية بواضح البرهان.وبقول
النبي صلى الله عليه وآله يوم الدار وقد جمع بني عبدالمطلب خاصة فيها للانذار، من يوازرنى على هذا الامر يكن أخى ووصيى ووزيرى ووارثى وخليفتى من بعدى،
فقام اليه أميرالمؤمنين على عليه السلام من بين جماعتهم وهو أصغرهم يومئذ سنا فقال: أنا او ازرك يا رسول الله فعلها ثلاث مرات ولم يجبه الا علر سلام الله عليه فقال له النبي صلى الله عليه وآله اجلس فانت اخى ووصيى ووزيرى ووارثى وخليفتى من بعدى،
واما واقعة يوم الغدير فلا اجد ان احد ينكرها من الخاص والعام ثم انه لا اعتقد ان اجد ينساها ممن كانوا حاضرين الوقعه ؟؟؟؟؟؟؟؟الروايه !!!
قصة الغدير:
لمّا انتهت مراسيم الحج، وتعلّم المسلمون مناسك الحجّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرحيل عن مكة، والعودة الى المدينة، فأصدر امراً بذلك، ولمّا بلغ موكب الحجيج العظيم الى منطقة «رابغ»(!!التي تبعد عن «الجحفة» بثلاثة أميال، نزل امين الوحي جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنطقة تدعى «غدير خم»، وخاطبه بالآية التالية:
{يا أيُّها الرَّسُولُ بَلُّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ وإن لمّ تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسالَتهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ}
إنّ لسان الآية وظاهرها يكشف عن أن الله تعالى ألقى على عاتق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مسؤولية القيام بمهمّة خطيرة، وأيّ امر اكثر خطورة من أن ينصّب علياً _ عليه السلام _ لمقام الخلافة من بعده على مرأى ومسمع من مائة ألف شاهد؟!
من هنا أصدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمره بالتوقّف، فتوقّف طلائع ذلك الموكب العظيم، والتحق بهم من تأخر.
لقد كان الوقت وقت الظهيرة ، وكان المناخ حارّاً الى درجة كبيرة جداً، وكان الشخص يضع قسماً من عباءته فوق رأسه والقسم الآخر منها تحت قدميه،وصنع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مظلّة وكانت عبارة عن عباءة أُلقيت على اغصان شجرة (سمرة)، وصلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحاضرين الظهر جماعة وفيما كان الناس قد أحاطوا به صعد صلى الله عليه وآله وسلم على منبر أعدّ من احداج الإبل وأقتابها، وخطب في الناس رافعاً صوته، وهو يقول:
«الحمد لله ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات اعمالنا الذي لا هادي لمن اضلّ، ولا مضلّ لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلاّ هو، وأنّ محمداً عبده ورسوله.
أمّا بعد: ايّها الناس انّي أوشك ان أدعى فأجيب، وأنّي مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا انتم قائلون؟»
قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وجهدت، فجزاك الله خيراً.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله، وأنّ جنّته حق، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور؟».
قالوا: بلى نشهد بذلك.
قال صلى الله عليه وآله وسلم : «اللّهمّ اشهد».
ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «وإنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً».
فنادى مناد: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وما الثقلان؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: « كتاب الله سبب طرف بيد الله، وطرف بأيديكم، فتمسّكوا به، والآخر عترتي، وانّ اللطيف الخبير نبّأني إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا».
وهنا اخذ بيد «عليّ _ عليه السلام _ » ورفعها، حتى رؤي بياض ابطيهما، وعرفه الناس اجمعون ثمّ قال:
«أيّها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟»
قالوا: الله ورسوله أعلم
فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
«إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا اولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه
لقد كرّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه العبارة ثلاث مرات دفعاً لايّ التباس او اشتباه.
اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحب من أحبّه، وابغض من بغضه، وأدر الحق معه حيث دار»
فلمّا نزل من المنبر، استجاز حسان بن ثابت شاعر عهد الرسالة في أن يفرغ ما نزل به الوحي في قالب الشعر، فأجازه الرسول، فقام وأنشد:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم *** بخمّ وأكرم بالنبيّ مناديا
يقول فمن مولاكم ووليكم *** فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت وليّنا *** ولم تَرَ منّا في الولاية عاصيا
فقال له قم يا عليّ فانّني *** رضيتك من بعدي إماماً وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليّه *** فكونوا له أنصار صدقٍ مواليا
هناك دعا: اللهّم! وال وليّه *** وكن للذي عادى علياً معاديا
ويعد ذلك أمر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم المهاجرين والأنصار، بل امر زوجاته ونساءه في ذلك اليوم بالدخول على عليّ _ عليه السلام _ وتهنئته بهذه الفضيلة الكبرى.
يقول زيد بن أرقم: كان أوّل من صافح النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعليّاً: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وباقي المهاجرين والأنصار، وباقي الناس؟؟؟؟؟؟؟؟
وقد جعلوا الشيعه هذا اليوم عيدا لاتمام النعمة عليهم بولاية غلي بن ابي طالب عليه السلام
وهناك الكثير من هذه القرائن ولكن اختصرنا للمنفعه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولعمري يا ترى عندما اغتصب الحق من علي عليه السلام وزعموا ان فلان الخليفه !!!!!!!!!!!!ماذا كانت حجتهم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يتبع
علي الكاظمي
30-08-2010, 05:55 AM
سطور في فضائل ومناقب علي بن ابي طالب عليه السلام
فضائل على بن أبى طالب لا تحصى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولو أن الغياض أقلام، والبحر مداد، والجن حساب والانس كتاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبى طالب عليه السلام
1_عن قيس بن الربيع، قال:
حدثنى الاعمش قال: حدثني عباية عن حبة العرني عن أمير المؤمنين علي ابن أبي الطالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا سيد الاولين والآخرين، وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي، وأولنا كآخرنا، وآخرنا كأولنا
2_: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن علي بن أبي طالب أفضل خلق الله تعالى غيري، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما
وإن فاطمة سيدة نساء العالمين وإن عليا خطبني ولو وجدت لفاطمة خيرا من علي لم أزوجها منه
3_قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سمي الحسن حسنا لان باحسان الله قامت السماوات والارض، والحسن مشتق من الاحسان، وعلي والحسن إسمان [مشتقان] من أسماء الله تعالى، والحسين تصغير الحسن
4_قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بي انذرتم وبعلي بن أبي طالب عليه السلام اهتديتم، وقرأ { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } وبالحسن أعطيتم الاحسان. وبالحسين تسعدون وبه تشقون، ألا إن الحسين باب من أبواب الجنة، من عاداه حرم الله عليه رائحة الجنه
5_قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا واردكم على الحوض وأنت يا علي الساقي، والحسن الذائد والحسين الآمر، وعلي بن الحسين الفارض ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين، وعلي بن موسى مزين المؤمنين، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم، وعلي ابن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور [العين] والحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به، والقائم شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلا لمن يشاء ويرضى
6_قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي أنا نذير أمتي، وأنت هاديها، والحسن قائدها، الحسين سائقها، وعلي ابن الحسين جامعها، ومحمد بن علي عارفها، وجعفر بن محمد كاتبها، وموسى بن جعفر محصيها، وعلي بن موسى معبرها ومنجيها وطارد مبغضيها ومدني مؤمنيها ومحمد بن علي قائمها وسائقها، وعلي بن محمد ساترها وعالمها، والحسن ابن علي مناديها ومعطيها، والقائم الخلف ساقيها ومناشدها { إن في ذلك لآيات للمتوسمين }
7_عن جابر عبدالله الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى لما خلق السماوات والارض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلنها ثم خلق الخلق وفوض إلينا أمر الدين، فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقي بنا، نحن المحللون لحلاله والمحرمون لحرامه
8_عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: كنت جالسا بين يدي النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم، وبين يديه علي وفاطمة والحسن والحسين، إذ هبط جبرئيل عليه السلام ومعه تفاحة، فحيا بها النبي صلى الله عليه وآله فتحيا بها النبي صلى الله عليه وآله.
وحيا بها علي بن أبي طالب، فتحيا بها علي وقبلها وردها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فتحيا بها رسول الله صلى الله عليه وآله، وحيا بها الحسن، فتحيا بها الحسن وقبلها وردها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فتحيا بها رسول الله صلى الله عليه وآله، وحيا بها الحسين، فتحيا بها الحسين وقبلها وردها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحيا بها، وحيا بها فاطمة فتحيت بها [وقبلتها] وردتها إلى النبي صلى الله عليه وآله، فتحيا بها الرابعة، وحيا بها علي بن أبي طالب، فتحيا بها علي بن أبي طالب، فلما هم أن يردها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله سقطت التفاحة من بين أنامله، فانفلقت نصفين فسطع منها نور حتى بلغ [إلى] السماء الدنيا، فاذا عليها سطران مكتوبان: بسم الله الرحمن الرحيم تحية من الله تعالى إلى محمد المصطفى وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وأمان لمحبيهما يوم القيامة من النار
9_عنعلي بن الحسين، عن أبيه قال: حدثني أبي أمير المؤمنين قال: قال
[لي] رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين.يا علي أنت سيد الوصيين ووارث علم النبيين وخير الصديقين وأفضل السابقين. يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين وخليفة خير المرسلين. يا علي أنت مولى المؤمنين.
(يا علي أنت الحجة) بعدي على الناس أجمعين، استوجب الجنة من تولاك، واستحق النار من عاداك. يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبدالله
ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الائمة من ولدك، وإن ولايتك (لا تقبل) إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الائمة من ولدك.بذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
10_قال رسول الله صلى الله عليه وآله (لعلي: يا علي) إذا كان يوم القيامة يؤتى بك على نجيب من نور [و] على رأسك تاج يضئ يكاد نوره يخطف أبصار أهل الحشر فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: " أين خليفة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فتقول: يا علي ها أنا (فينادي المنادي) من أحبك أدخله الجنة، ومن عاداك أدخله النار " فأنت (القسيم بين الجنة والنار بأمر الملك الجبار)
وهذا جزء من غيض من فيض
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
علي الكاظمي
30-08-2010, 06:01 AM
سطور في ذكر الامام علي عليه السلام في القرأن
1_ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
2_ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
3_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ
4_ سورة الإنسان
5_ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ
6_ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى
7_ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ
8_ وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ
9_ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
10_ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ
11_ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ
12_ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً
13_ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً
14_ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ
15_ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ
16_ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
17_ الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً
َ18_ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ
19_ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ
20_ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ
21_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
22_ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
23_ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ
24_ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ
25_ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ
26_ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
27_ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ
28_ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ
29_ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ
30_ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ
31_ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
32_ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
33_ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
34_ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ
35_ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ
36_ فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ
37_ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
38_ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً
39_ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ
40_أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ
41_ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ
42_ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ
43_ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ
44_ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
45_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً
46_ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ
47_ وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ
48_ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً
49_ وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
علي الكاظمي
30-08-2010, 06:20 AM
سطور من مواعظ الامير علي عليه السلام
لا تكن ممن يرجو الاخرة بغير العمل، ويرجّي التوبة بطول الامل، يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها بعمل الراغبين، إن أعطي منها لم يشبع، وإن منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، يحب الصالحين ولا يعمل عملهم، ويبغض المذنبين وهو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه، ويقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ظلَّ نادماً، وإن صحَّ أمن لاهياً، يعجب بنفسه إذا عوفي، ويقنط إذا ابتلي، إن أصابه بلاء دعا مضطراً، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً، تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأَكثر من عمله، إن استغنى بطر وفتن، وإن افتقر قنط ووهن، يقصّر إذا عمل، ويبالغ إذا سأل، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية وسوف التوبة، وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة، يصف العبرة ولا يعتبر، ويبالغ في الموعظة ولايتعظ، فهو بالقول مدلّ، ومن العمل مقلّ، ينافس فيما يفنى، ويسامح فيما يبقى، يرى الغنم مغرماً، والغرم مغنماً، يخشى الْموت ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية غيره ما يستقل أَكثر منه من نفسه، ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره، فهو على الناس طاعن، ولنفسه مداهن، اللهو مع الاغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء، يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يرشد غيره يغوي نفسه، فهو يطاع ويعصي، ويستوفي ولا يوفي، ويخشى الخلق في غير ربه، ولا يخشى ربه في خلقه. (نهج البلاغة: 811)
**************
إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا، ونهب تبادره المصائب، ومع كل جرعة شرق، وفي كل أَكلة غصص، ولا ينال العبد نعمةً إلا بفراق أخرى، ولا يستقبل يوماً من عمره إلا بفراق آخر من أجله , فنحن أَعوان المنون، وأنفسنا نصب الحتوف، فمن أَين نرجوا البقاء وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شيء شرفاً إلا أَسرعا الكرة في هدم ما بنيا، وتفريق ما جمعا؟! (نهج البلاغة: 818)
**************
الناس في الدنيا عاملان:عامل عمل في الدنيا للدنيا، قد شغلته دنياه عن آخرته، يخشى على من يخلفه الفقر، ويأمنه على نفسه، فيفني عمره في منفعة غيره , وعامل عمل في الدنيا لما بعدها، فجاءه الذي له من الدنيا بغير عمل، فأحرز الحظين معاً، وملك الدارين جميعاً، فأصبح وجيهاً عندالله، لا يسأَل الله حاجة فيمنعه. (نهج البلاغة: 843)
**************
اعلموا علماً يقيناً أَن الله لم يجعل للعبد ـ وإن عظمت حيلته، واشتدت طلبته، وقويت مكيدته ـ أَكثر مما سمّي له في الذكر الحكيم، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين أن يبلغ ما سمّي له في الذكر الحكيم، والعارف لهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعة، والتارك له الشاكّ فيه أعظم الناس شغلاً في مضرَّة. وربَّ منعم عليه مستدرج بالنعمى، وربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى ! فزد أَيها المستمع في شكرك، وقصّر من عجلتك، وقف عند منتهى رزقك. (نهج البلاغة: 844)
**************
كان لي فيما مضى أَخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد، وكان أَكثر دهره صامتاً فإن قال بذّ القائلين ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً! فإن جاء الجدّ فهو ليث غاب وصل واد لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضياً، وكان لا يلوم أَحداً على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعاً إلا عند برئه، وكان يقول ما يفعل ولا يقول ما لا يفعل، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه على أَن يتكلم، وكان إذا بدهه أَمران نظر أَيهما أَقرب إلى الهوى فخالفه , فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها، فإن لم تستطيعوها فاعلموا أَن أخذ القليل خير من ترك الكثير. (نهج البلاغة: 847)
**************
الاقاويل محفوظة، والسرائر مبلوَّة ، و " كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدّثر : 38] "، والناس منقوصون مدخولون إلا من عصم الله، سائلهم متعنّت، ومجيبهم متكلف، يكاد أفضلهم رأياً يردّه عن فضل رأيه الرضى والسخط، ويكاد أصلبهم عوداً تنكؤه اللحظة، وتستحيله الكلمة الواحدة. معاشر الناس، اتقوا الله، فكم من مؤمل ما لا يبلغه، وبان ما لا يسكنه، وجامع ما سوف يتركه، ولعله من باطل جمعه، ومن حق منعه، أصابه حراماً، واحتمل به آثاماً، فباء بوزره، وقدم على ربه، آسفاً لاهفاً، قَدْ " خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الحج : 11] ". (نهج البلاغة: 858)
**************
من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن كابد الامور عطب، ومن اقتحم اللجج غرق، ومن دخل مداخل السوء اتهم، ومن كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه،من قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار، ومن نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الاحمق بعينه. والقناعة مال لا ينفد، ومن أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. (نهج البلاغة: 859)
**************
يا أيها الناس، متاع الدنيا حطام موبىء فتجنبوا مرعاه! قلعتها أَحظى من طمأْنينتها، وبلغتها أَزكى من ثروتها، حكم على مكثر منها بالفاقة، وأعين من غني عنها بالراحة، من راقه زبرجها أَعقبت ناظريه كمهاً، ومن استشعرالشغف بها ملات ضميره أشجاناً، لهن رقص على سويداء قلبه: هم يشغله، وغم يحزنه، كذلك حتى يؤخذ بكظمه فيلقى بالفضاء، منقطعاً أَبهراه، هيناً على الله فناؤه، وعلى الاخوان إلقاؤه , وإنما ينظر المؤمن إلى الدنيا بعين الاعتبار، ويقتات منها ببطن الاضطرار، ويسمع فيها بأذن المقت والابغاض، إن قيل أَثرى قيل أكدى! وإن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء! هذا ولم يأتهم يوم فيه يبلسون. (نهج البلاغة: 864)
**************
لا شرف أعلى من الاسلام، ولا عز أَعز من التقوى، ولا معقل أَحصن من الورع،لا شفيع أَنجح من التوبة، ولا كنز أَغنى من القناعة، ولا مال أَذهب للفاقة من الرضى بالقوت، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة، وتبوأ خفض الدعة، والرغبة مفتاح النصب، ومطية التعب، والحرص والكبر والحسد دواع إلى التقحم في الذنوب، والشر جامع مساوىء العيوب. (نهج البلاغة: 868)
**************
أيها الذام للدنيا، المغتر بغررها، [الـمخدوع بأباطيلها! أَتغتر بالدنيا ]ثم تذمها؟ أَ أَنت المتجرّم عليها، أَم هي المتجرّمة عليك؟ متى استهوتك، أَم متى غرّتك؟ أَبمصارع آبائك من البلى، أَم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم علّلت بكفّيك، وكم مرّضت بيديك! تبغي لهم الشفاء، وتستوصف لهم الاطباء، لم ينفع أَحدهم إشفاقك، ولم تسعف فيه بطلبتك، ولم تدفع عنه بقوتك! قد مثلت لك به الدنيا نفسك، وبمصرعه مصرعك , إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوَّد منها، ودار موعظة لمن اتّعظ بها، مسجد أَحباء الله، ومصلَّى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أَولياء الله، اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة , فمن ذا يذمّها وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها، فمثّلت لهم ببلائها البلاء،شوّقتهم بسرورها إلى السرور؟! راحت بعافية، وابتكرت بفجيعة، ترغيباً وترهيباً، وتخويفاً وتحذيراً، فذمّها رجال غداة الندامة، وحمدها آخرون يوم القيامة، ذكَّرتهم الدنيا فذكروا، وحدَّثتهم فصدّقوا، ووعظتهم فاتعظوا. (نهج البلاغة: 803)
**************
الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أَتاك، فلا تحمل هم سنتك على هم يومك! كفاك كل يوم ما فيه، فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى سيؤتيك في كل غد جديد ماقسم لك، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم لما ليس لك، ولن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب، ولن يبطىء عنك ما قد قدر لك. (نهج البلاغة: 872)
**************
إن الذي في يدك من الدنيا قد كان له أهل قبلك، وهو صائر إلى أَهل بعدك، وإنما أنت جامع لاحد رجلين: رجل عمل فيما جمعته بطاعة الله فسعد بما شقيت به، أو رجل عمل فيه بمعصية الله فشقي بما جمعت له، وليس أحد هذين أهلاً أن تؤثره على نفسك تحمل له على ظهرك، فارج لمن مضى رحمة الله،لمن بقي رزق الله. (نهج البلاغة: 880)
**************
إن أولياء الله هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا إذا نظر الناس إلى ظاهرها، واشتغلوا بآجلها إذا آشتغل الناس بعاجلها، فأَماتوا منها ما خشوا أن يميتهم، وتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم، ورأوا استكثار غيرهم منها استقلالاً، ودركهم لها فوتاً، أعداء ما سالم الناس، وسلم ما عادى الناس! بهم علم الكتاب وبه علموا، وبهم قام الكتاب وبه قاموا، لايرون مرجواً فوق ما يرجون، ولا مخوفاً فوق ما يخافون. (نهج البلاغة: 884)
**************
المؤمن إذا نظر اعتبر ، و إذا سكت تفكر ، و إذا تكلم ذكر ، و إذا استغنى شكر ، و إذا أصابته شدة صبر ، فهو قريب الرضا ، بعيد السخط ، ينوي كثيراً من الخير ، ويعمل بطائفة منه ، ويتلهف على ما فاته كيف لم يعمل به ، و المنافق إذا نظر لها و إذا سكت سها و إذا تكلم لغا و إذا استغنى طغى و إذا أصابته شدة عصا فهو قريب السخط بعيد الرضا ، ينوي كثيراً من الشر ، ويعمل بطائفة منه ، ويتلهف على ما فاته كيف لم يعمل به. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
سئل عن الاستطاعة فقال للسائل : إنك سألت عن الاستطاعة فهل تملكها من دون الله أو تملكها مع الله ؟ فسكت ، فقال "ع": إن قلت تملكها مع الله قتلتك وإن قلت تملكها من دون الله قتلتك ، فقال السائل فما أقول : قال : تقول :إنك تملكها بالله الذي يملكها من دونك ، فإن ملَّكَك إياها كان ذلك من عطائه ، وإن سلبكها كان ذلك من بلائه ، فهو المالك لما ملَّك ، و القادر على ما أقدرك. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
قال "ع"للحارث الهمداني : إن خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ، وبهم يلحق التالي و إنك امرؤ ملبوس عليك إن دين الله لا يعرَّف بالرجال فاعرف الحق تعرف أهله ، يا حارث ، إن الحق احسن الحديث ، و الصادع به مجاهد ، و بالحق أخبرك فأْعرني سمعك ثم خبّر به من كان له حصاة من أصحابك إلا أني عبد الله و أخو رسوله وصديقه وصاحب نجواه، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب – إلى أن قال – أنت مع من أحببت ، ولك ما اكتسبت . (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
في حديث كميل قال : سألت مولانا أمير المؤمنين فقلت له : أريد أن تعرفني نفسي فقال "ع": يا كميل ، و أي الأنفس تريد أن أعرِّفَك ؟ قلت : يا مولاي ، هل هي إلا نفس واحدة ؟ قال "ع": يا كميل ، إنما هي أربع : النامية النباتية، و الحسية الحيوانية ، و الناطقة القدسية ، و الكلية الإلهية ولكل واحدة من هذه خمس قوى و خاصيتان : فالنامية النباتية لها خمس قوى ، جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية ، ولها خاصيتان الزيادة و النقصان ، و انبعاثها من الكبد ، وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان ، و الحسية الحيوانية لها خمس قوى ، سمع وبصر وشم وذوق ولمس ، ولها خصيتان الشهوة و الغضب ، و انبعاثها من القلب ، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع ، و الناطقة القدسية ولها خمس قوى ، فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة ، وليس لها انبعاث ، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية ، ولها خاصيتان النزاهة و الحكمة ، و الكلية الإلهية ولها خمس قوى ، بقاء في فناء ونعيم في شقاء وعز في ذل وغنى في فقر وصبر في بلاء ، ولها خاصيتان ، الرضا و التسليم ، وهذه التي هي مبدؤها من الله ، و إليه تعود ، قال تعالى :" وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي" ، وقال تعالى :" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً" ، و العقل وسط الكل ، لكيلا يقول أحدكم شيئاً من الخير و الشر إلا بقياس معقول. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
قال له إعرابي يوم الجمل : يا أمير المؤمنين ، أتقول إن الله واحد ؟ فحمل الناس عليه وقالوا : يا إعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين "ع"من تقسيم القلب ، فقال أمير المؤمنين : دعوه ، فإن الذي يريده الإعرابي هو الذي نريده من القوم ثم قال"ع": يا إعرابي ، إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام : فوجهان منهما لا يجوزان على الله ، ووجهان يثبتان فيه ، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز لأن ما لا ثاني له ، لا يدخل في باب الأعداد ، ألا ترى أنه كفر من قال ثالث ثلاثة؟وقول القائل هو واحد,من الناس من يريد النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه,وجل ربنا عن ذلك وتعالى واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبهة,كذلك ربنا,وقول القائل إِنه عز وجل أَحَدٌ,المعنى يعني به انه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ,كذلك ربنا عز وجل. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
النساء أربع,جامع مجمع وربيع مربع وكرب مقمع وغل قمل يجعله الله في عنق من يشاء وينتزعه منه إذا شاء.((قال الصدوق"رضي الله عنه":جامع مجمع أي كثيرة الخير مخصبة وربيع مربع في حجرها ولد وفي بطنها آخر,وكرب مقمع سيئة الخلق مع زوجها,وغل قمل هي عند زوجها كالغل القمل وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ له أن يحك منه شيء وهو مثل للعرب)). (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
قوام الدين بأربعة عالم مستعمل لعلمه,وغني لا يبخل بفضله,وجاهل لا يتكبر عن طلب العلم,وفقير لا يبيع اخرته بدنياه,فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني بماله واستكبر الجاهل عن طلب العلم وباع الفقير اخرته بدنياه رجعت الدنيا القهقري فقيل كيف العيش يا أمير المؤمنين في ذلك الزمان؟فقال:خالطوهم في الظاهر,وخالفوهم في الباطن وللمرء ما اكتسب,وهو مع من احب,و انتظروا مع ذلك الفرج من الله عز وجل. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
ان الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة:رضاه في طاعته,وسخطه في معصيته,وإِجابته في دعوته,ووليه في عباده,فلا تستصغرن شيئاً,من طاعته فربما وافق رضاه,ولا شيئا من معصيته فربما وافق سخطه,ولا شيئا من دعائه فربما وافق إجابته,ولا عبداً من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
قال لما مر على بعض المقابر السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع,وبكم عما قليل لاحقون,اللهم غفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم,الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا أحياء وامواتا والحمد لله الذي خلقكم ومنها يبعثكم وعليها يحشركم,طوبى لمن ذكر المعاد.وأعد للحساب ورضي بالكفاف. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
جاء إليه رجل من ناحية الشام عليه سحنة السفر فقال :يا أمير المؤمنين،أنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل مالا أحصي وإِني أظنك ستُغتال،فعلمني ما علمك الله فقال "ع" :نعم يا شيخ،من اعتدل يوماه فهو مغبون،ومن كانت الدنيا همه اشتدت حسرته عند فراقها،ومن كان غده شراً من يومه فهو محروم،ومن لم يبال ما زُوِيَ عنه من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك،ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى،ومن كان في نقص فالموت خير له،يا شيخ،ارض للناس ما ترضاه لنفسك،وآت إلى الناس ما تحب،أن يؤتى إِليك. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
قال له زيد بن صوحان العبدي:يا أمير المؤمنين،أي سلطان أغلب وأقوى؟قال:الهوى،قال فأي ذل أذل؟قال :الحرص على الدنيا،قال فأي فقر أشد؟قال:الكفر بالله بعد الإيمان,قال:فأي عمل أفضل،قال:التقوى،قال:فأي صاحب لك شر؟قال:المزين لك معصية الله،قال:فأي الخلْق أشقى؟قال:من باع دينه بدنيا غيره،قال:فأي الناس أكيس؟قال من أبصر رشده من غيه،قال:فأي الناس أحمق؟قال المغتر بالدنيا وهو يرى فيها من تقلب أحوالها،قال فأي المصائب أشد؟قال:المصيبة في الدين،قال:فأي الناس خير عند الله عز وجل؟قال "ع" :أخوفهم لله وأعلمهم بالتقوى وأزهدهم في الدنيا. . (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
إِن الله خلق خلقاً ضيق الدنيا عليهم زهدهم في حطامها فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها وصبروا على ضيق المعيشة واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة فلقوا الله عز وجل وهو راض عنهم،وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي،فتزودوا لأخرتهم ولبسوا الخشن وصبروا على الذل واحبوا في الله وأبغضوا في الله،أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
الأخوان صنفان إخوان الثقة و إخوان المكاشرة فأما إخوان الثقة فهم كالكف والجناح والأهل والمال,فإذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك,وصاف من صافاه.وعاد من عاداه,واكتم سره,واعنه,واظهر منه الحسن,واعلم أيها السائل إنهم أعز من الكبريت الأحمر,و أما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك,فابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن:أمس مضى بما فيه فلا يرجع أبداً فإن كنت عملت فيه خيراً لم تحزن لذهابه وفرحت مما استقبلته منه,وإن كنت فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه انك من غد في غرة لا تدري لعلك لا تبلغه وان بلغته لعل حظك فيه التفريط مثل حظك في الأمس وانما هو يومك الذي أصبحت فيه وقد ينبغي لك ان عقلت وفكرت فيما فرطت في الأمس الماضي مما فاتك فيه من حسنات أن لا تكون اكتسبتها ومن سيئات ان لا تكون أقصرت عنها فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
إذا كان ابن آدم في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله,فيلتفت إلى ماله فيقول له والله أني كنت عليك حريصاً وبك شحيحاً فمالي عندك؟فيقول له خذ مني كفنك,ويلتفت إلى ولده فيقول والله أني كنت لكم محباً وكنت عنكم محامياً فمالي عندكم فيقولون نؤديك إلى حفرتك ثم نواريك فيها,ويلتفت إلى عمله فيقول والله إني كنت فيك لزاهد وانك كنت علىَّ لثقيلا فيقول له أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
من حلم ساد,ومن ساد استفاد,ومن استحيا حرم,ومن هاب خاب,ومن طلب الرياسة صبر على السياسة,ومن نسي زلته استعظم زلة غيره,ومن هتك حجاب غيره انهتكت عورات بيته,ومن أعجب برأيه ضل,ومن استغنى بعقله زل,ومن تجبر على الناس ذل,ومن تعمق في العمل مل,ومن صاحب الأنذال حقر,ومن جالس العلماء وقر,ومن خشي الله فاز,ومن عرف أجله قصر أمله. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
طلبت هذا العلم على ثلاثة أصناف ألا فاعرفوهم بصفاتهم صنف منهم يتعلمون العلم للمراء والجدل وصنف للاستطالة والحيل وصنف للفقه والعمل؛فأما صاحب المراء والجدل فانك تراه ممارياً للرجال في أندية المقال قد تسربل بالتخشع وتخلى من الورع فدق الله من هذا حيزومه وقطع منه خيشومه,و أما صاحب الاستطالة والحيل فان يستطيل على أشباهه من أشكاله ويتواضع للأغنياء من دونهم فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله من هذا بصره ومحا من العلماء أثره,وأما صاحب الفقه والعمل فتراه ذا كآبة وحزن قام الليل في حندسه وانحنى في برنسه يعمل ويخشى فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة الفاجر والأحمق,فأما الفاجر فيزين لك فعله ويحب أن تكون مثله,ولا يعينك على أمر دينك و معادك فمقاربته جفاء وقسوة,ومدخله ومخرجه عليك شين وعار,وأما الأحمق فانه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه,ولربما أراد منفعتك فضرك,فموته خير من حياته,وسكوته خير من نطقه,وبعده خير من قربه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
ان لأهل الدين علامات يعرفون بها:صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله زلفى ألا وان المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة إذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا كونوا. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
يا طالب العلم! انّ العلم ذو فضائلَ كثيرة، فرأسُه التّواضعُ و عينه البراءةُ من الحسدِ، و أُذُنه الفهم و لسانه الصّدق و حِفْظه الفَحص و قلبه حُسن النيّةِ، و عقله معرفة الاشياءِ و الامور، و يدُه الرحمةُ، و رجلُه زيارةُ العلماء و هِمَّته السلامةُ و حكمته الورعُ و مستقرُّه النجاةُ و قائده العافيةُ و مَركبُه الوفاء و سلاحه لينُ الكلمةِ وسيفه الرِّضا و قَوسُه المداراةُ و جيشُه محاورةُ العلماء و ماله الأدب و ذخيرتُه اجتناب الذّنُوب و زاده المعروف و ماؤُه المُوادَعةُ و دليلُه الهُدى و رفيقُه محبّة الأخيار. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
الذنوب ثلاثة ذنب مغفور وذنب غير مغفور وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه فقيل له بيّنها لنا يا أمير المؤمنين , فقال اما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا والله أجل وأكرم من أن يعاقب عبده مرتين و أما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض و أما الذنب الثالث ذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه فاصبح خائفا من ذنبه راجياً لربه , فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العقاب. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
قيل له :ان ههنا رجلاً يتكلم في المشيئة فقال له:يا عبد الله خلقك الله لما شاء أو لما شئت؟قال:لما شاء.قال:فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت؟قال:بل إذا شاء.قال:فيميتك إذا شاء أو إذا شئت؟قال:إذا شاء.قال فيدخلك حيث شاء أو حيث شئت؟قال:حيث شاء.قال :والله لو قلت غير هذا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف.ثم قال : "وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير : 29] " . (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
حسب المرء من عرفانه علمه بزمانه,ومن ورعه غض بصره وعفة بطنه ومن حسن خلقه كفه أذاه ومن سخائه بره بمن يجب عليه حقه وإِخراجه حق الله من ماله,وحسبه من صبره قلة شكواه ومن عقله إِنصافه من نفسُه ومن حلمه تركه الغضب عند مخالفته ومن صلاحه شدة خوفه من ذنوبه ومن شكره معرفة إِحسان من أحسن إليه,ومن تواضعه معرفته بقدره وحسبه من كمال المروة تركه ما لا يجمل به,ومن الحياء أن لا يلقى أحداً بما يكره ومن الأدب أن لا يترك ما لابد منه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
**************
الايمان على أَربع دعائم: على الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد: فالصبر منها على أَربع شعب: على الشوق، والشفق، والزهد، والترقّب: فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اجتنب الـمحرمات، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات , واليقين منها على أَربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأول الحكمة، وموعظة العبرة، وسنة الاولين: فمن تبصَّر في الفطنة تبينت له الحكمة، ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأَنما كان في الاولين , والعدل منها على أَربع شعب: على غائص الفهم، وغور العلم، وزهرة الحكم، ورساخة الحلم: فمن فهم علم غور العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، ومن حلم لم يفرط في أَمره وعاش في الناس حميداً , والجهاد منها على أَربع شعب: على الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين: فمن أمر بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أَرغم أنوف المنافقين،من صدق في المواطن قضى ما عليه، ومن شنىء الفاسقين وغضب لله غضب الله له وأَرضاه يوم القيامة. (نهج البلاغة: 774)
**************
فرض الله الايمان تطهيراً من الشرك، والصلاة تنزيهاً عن الكبر، والزكاة تسبيباً للرزق، والصّيام ابتلاء لاخلاص الخلق، والحجَّ تقربة للدين، والجهاد عزّاً للاسلام، والامر بالمعروف مصلحةً للعوامّ، والنهي عن المنكر ردعاً للسفهاء، وصلة الارحام منماةً للعدد، والقصاص حقناً للدماء، وإقامة الحدود إعظاماً للمحارم، وترك شرب الخمر تحصيناً للعقل، ومجانبة السرقة إيجاباً للعفّة، وترك الزنى تحصيناً للنسب، وترك اللواط تكثيراً للنسل، والشهادات استظهاراً على الـمجاحدات، وترك الكذب تشريفاً للصدق، والسلام أماناً من الـمخاوف، والامامة نظاماً للامة، والطاعة تعظيماً للامامة. (نهج البلاغة: 830)
**************
لا يقولنّ أحدكم: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، لانه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاَّت الفتن، فإن الله سبحانه يقول: " وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ [الأنفال : 28] "، ومعنى ذلك أَنه سبحانه يختبرهم بالاموال والاولاد ليتبيّن الساخط لرزقه والراضي بقسمه، وإن كان سبحانه أَعلم بهم من أنفسهم، ولكن لتظهر الافعال التي بها يستحق الثواب والعقاب، لان بعضهم يحب الذكور ويكره الاناث، وبعضهم يحب تثمير المال ويكره انثلام الحال. (نهج البلاغة: 790)
**************
لقد علّق بنياط هذا الانسان بضعة هي أعجب ما فيه: وذلك القلب، وله موادّ من الحكمة وأضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أذلّه الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص،إن ملكه اليأس قتله الاسف، وإن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ، وإن أَسعده الرضى نسي التحفّظ،إن غاله الخوف شغله الحذر، وإن اتّسع له الامن استلبته الغرَّة، وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع، وإن أفاد مالاً أَطغاه الغنى، وإن عضّته الفاقة شغله البلاء، وإن جهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط به الشبع كظّته البطنة، فكل تقصير به مضرّ، وكلّ إفراط له مفسد. (نهج البلاغة: 795)
**************
لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أَوحش من العجب، ولا عقل كالتدبير، ولا كرم كالتقوى، ولا قرين كحسن الخلق، ولا ميراث كالادب، ولا قائد كالتوفيق، ولا تجارة كالعمل الصالح، ولا ربح كالثواب، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة، ولا زهد كالزهد في الحرام، ولا علم كالتفكّر، ولا عبادة كأَداء الفرائض، ولا إيمان كالحياء والصبر، ولا حسب كالتواضع، ولا شرف كالعلم، ولا مظاهرة أوثق من مشاورة. (نهج البلاغة: 797)
**************
يأْتي على النَّاس زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه، ومن الاسلام إلاَّ اسمه، مساجدهم يومئذ عامرة من البنى، خراب من الهدى، سكَّانها وعمَّارها شرّ أَهل الارض، منهم تخرج الفتنة، وإليهم تأوي الخطيئة، يردّون من شذَّ عنها فيها، ويسوقون من تأَخَّر عنها إليها، يقول الله تعالى: فبي حلفت لابعثنَّ على أولئك فتنة أَترك الحليم فيها حيران، وقد فعل، ونحن نستقيل الله عثرة الغفلة. (نهج البلاغة: 869)
**************
قال(عليه السلام) وقد رجع من صفين، فأَشرف على القبور بظاهر الكوفة: يا أَهل الديار الموحشة، والـمحالّ المقفرة، والقبور المظلمة.يا أهل التربة، يا أَهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق، ونحن لكم تبع لاحق.أما الدور فقد سكنت، وأما الازواج فقد نكحت، وأما الاموال فقد قسمت.هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ , ثم التفت إلى أَصحابه فقال: أما لو أذن لهم في الكلام لاخبروكم أَن " خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة : 197] ". (نهج البلاغة: 802)
**************
علي الكاظمي
30-08-2010, 06:32 AM
سطور في ذكر الغدر بعلي بن ابي طالب عليه السلام
لم يتحمل المنافقين واهل الغدر والطلقاء الجلوس مكتوفي الايد والامام عليه السلام دأبه اصلاح ما افسده من كان قبله بالخلافه والاهتمام بالاسلام واهله واحياء سنة رسول اللع صلى الله عليه واله وكيفية وضع قواعد متينه للدين الحنيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فبادروا الى وضع الخطط لقتل الامام علي الذي طالما لقب ب!!!!!!!!!!!!!!!
أمير المؤمنين , المرتضى , حيدرة , يعسوب الدين , يعسوب المؤمنين , زوج البتول , سيف الله المسلول , أمير البررة , قاتل الفجرة , قسيم النار , صاحب اللواء , سيد العرب , كشّاف الكرب , الصديق الأكبر , الفاروق , الكرار الاسم الاكثر شهرة وذلك بعد استلام الخلافه ممن لم يراعوا حقوق الرعيه وهو ابا الارامل والايتام .!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كانت وفاة أميرالمؤمنين عليه السلام قبل الفجر ليلة الجمعة احدى وعشرين من شهر رمضان سنة اربعين من الهجرة، قتيلا بالسيف قتله ابن ملجم المرادى لعنه الله في مسجد الكوفة، وقد خرج عليه السلام يوقظ الناس لصلوة الصبح ليلة تسع عشر من شهر رمضان، وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك، فلما مر به في المسجد وهو مستخف بأمره مماكر باظهار النوم في جملة النيام ثار اليه فضربه على ام رأسه بالسيف وكان مسموما فمكث يوم تسعة عشر وليلة عشرين ويومها وليلة احدى و عشرين إلى نحو الثلث الاول من الليل، ثم قضى نحبه عليه السلام شهيدا ولقى ربه تعالى مظلوما وقد كان عليه السلام يعلم ذلك قبل أوانه، ويخبر به الناس قبل زمانه.]
وفي ذلك ورد
عن فطر، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة - رحمة الله عليه - قال: جمع أمير المؤمنين عليه السلام الناس للبيعة، فجاء عبدالرحمن بن ملجم المرادي - لعنه الله - فرده مرتين أوثلاثا ثم بايعه، وقال عند بيعته له: " ما يحبس أشقاها ! فوالذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذا " ووضع يده على لحيته ورأسه عليه السلام،
وروى الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الاصبغ بن نباته، قال: أتى ابن ملجم أمير المؤمنين عليه السلام فبايعه فيمن بايع، ثم أدبر عنه فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام فتوثق منه، وتوكد عليه ألا يعذر ولا ينكث ففعل، ثم أدبر عنه فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام الثانية فتوثق منه وتوكد عليه ألا يغدر ولا يكث ففعل، ثم أدبر عنه فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام الثالثه فتوثق منه وتوكد عليه ألا يغدر ولا ينكث، فقال ابن ملجم: والله - يا أمير المؤمنين - ما رأيتك فعلت هذا بأحد غيري.فقال أمير المؤمنين عليه السلام:
" أريد حباءه ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد
امض - يا بن ملجم - فوالله ما أرى أن تفي بما قلت "
وروى جعفر بن سليمان الضبعي عن المعلى بن زياد قال: جاء عبدالرحمن بن ملجم - لعنه الله - إلى أمير المؤمنين عليه السلام يستحمله، فقال له: يا أمير المؤمنين، إحملني.فنظر إليه أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال له: " أنت عبدالرحمن بن ملجم المرادي؟ " قال: نعم.قال: " أنت
عبدالرحمن بن ملجم المرادي؟ " قال: نعم.
قال: " يا غزوان، احمله على الاشقر " فجاء بفرس أشقر فركبه ابن ملجم المرادي وأخذ بعنانه، فلما ولى قال أمير المؤمنين عليه السلام:
" أريد حباءه ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد "
قال: فلما كان من أمره ما كان، وضرب أمير المؤمنين عليه السلام قبض عليه وقد خرج من المسجد، فجئ به إلى أمير المؤمنين، فقال عليه السلام: " والله لقد كنت أصنع بك ما أصنع، وأنا أعلم أنك قاتلي، ولكن كنت أفعل ذلك بك لاستظهر بالله عليك ".
وروى علي بن الحزور، عن الاصبغ بن نباتة قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام في الشهر الذي قتل فيه فقال: " أتاكم شهر رمضان، وهو سيد الشهور، وأول السنة، وفيه تدور رحا السلطان.ألا وإنكم حاج العام صفا واحدا، وآية ذلك أني لست فيكم " قال: فهو ينعى نفسه عليه السلام ونحن لا ندري.
واليكم كيف اتفق الكافرين في قتل سيد الكونين عليه السلام
في الاخبار الواردة بسبب قتله وكيف جرى الامر في ذلك: ما رواه جماعة من أهل السير: منهم أبومخنف لوط بن يحيى.واسماعيل بن راشد.(وأبوهشام الرفاعي)، وأبوعمرو الثقفي، وغيرهم، أن نفرا من الخوارج إجتمعوا بمكة، فتذاكروا الامراء فعابوهم وعابوا أعمالهم عليهم وذكروا أهل النهروان وترحموا عليهم، فقال بعضهم لبعض: لو أنا شرينا أنفسنا الله، فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرتهم فأرحنا منهم العباد والبلاد، وثأرنا بإخواننا للشهداء بالنهروان، فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك، فقال عبدالرحمن بن ملجم: أنا أكفيكم
عليا، وقال البرك بن عبدالله التميمي: أنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر التميمي: أنا أكفيكم عمرو بنالعاص، (وتعاقدوا)على ذلك، (وتوافقوا)عليه وعلى الوفاء واتعدوا لشهر رمضان في ليلة تسع عشرة، ثم تفرقوا."""""""""
""""""""""""""""""""""""""""""""""""يتبع
علي الكاظمي
30-08-2010, 08:27 AM
بسم الله الرجمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
سطور في ذكر مقتل الامام علي عليه السلام
روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب في آخر جمعة من شهر شعبان وتحدث عن شهر رمضان وشرفه وثواب الطاعة فيه فقام إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟
فقال: يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل، ثم بكى (صلى الله عليه وآله).
قال له أمير المؤمنين: يا رسول الله ما يبكيك؟
قال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك، وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة صالح فيضربك ضربة على مفرق رأسك، ويشقه نصفين ويخضّب لحيتك من دم رأسك!!!.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟
فقال (صلى الله عليه وآله): في سلامة دينك؛ ثم قال (صلى الله عليه وآله): يا علي من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنك مني كنفسي، وروحك من روحي وطينتك من طينتي، وإن الله عز وجل خلقني وإياك واصطفاني وإياك، واختارني للنبوة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية انك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده.
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
كان الإمام قد بلغ من العمر ثلاثاً وستين سنة، وفي شهر رمضان عام أربعين للهجرة كان الإمام يفطر ليلة عند ولده الحسن وليلة عند ولده الحسين وليلة عند ابنته زينب الكبرى زوجة عبد الله بن جعفر وليلة عند ابنته زينب الصغرى المكنات بأم كلثوم.
وفي الليلة التاسعة عشر كان الإمام في دار ابنته أم كلثوم فقدمت له فطوره في طبق فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن حامض وجريش ملح، فقال لها: قدمت إدامين في طبق واحد وقد علمت أنني متبع ما كان يصنع ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قدّم له إدامان في طبق واحد حتى قبضه الله إليه مكرماً، ارفعي أحدهما فإن من طاب مطعمه ومشربه طال وقوفه بين يدي الله. فرفعت اللبن الحامض بأمر منه وأفطر بالخبز والملح.
قالت أم كلثوم: ثم أكل قليلاً وحمد الله كثيراً وأخذ في الصلاة والدعاء ولم يزل راكعاً وساجداً ومبتهلاً ومتضرّعاً إلى الله تعالى، وكان يكثر الدخول والخروج وينظر إلى السماء ويقول: هي، هي والله الليلة التي وعدنيها حبيبي رسول الله. ثم رقد هنيئة وأنتبه وجعل يمسح وجهه بثوبه ونهض قائماً على قدميه وهو يقول: اللهم بارك لنا في لقائك. ثم صلى حتى ذهب بعض الليل، وجلس للتعقيب ثم نامت عيناه وهو جالس،فانتبه من نومته، فقال لأولاده: إني رأيت في هذه الليلة رؤيا هالتني، وأريد أن أقصها عليكم.
قالوا: ما هي؟
قال: إني رأيت الساعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منامي وهو يقول لي: يا أبا الحسن إنك قادم إلينا عن قريب، يجيء إليك أشقاها فيخضب شيبتك من دم رأسك، وأنا والله مشتاق إليك، وإنك عندنا في العشر الأواخر من شهر رمضان، فهلمّ إلينا فما عندنا خير لك وأبقى.
قالت: فلما سمعوا كلامه ضجوا بالبكاء والنحيب وأبدوا العويل، فأقسم عليهم بالسكوت فسكتوا، ثم أقبل عليهم يوصيهم ويأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر.
قالت أم كلثوم: لم يزل أبي تلك الليلة قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً، يخرج ساعة بعد ساعة يقلّب طرفه في السماء وينظر في الكواكب وهو يقول: والله ما كَذِِِبت ولا كذّبت،وإنها الليلة التي وعدت بها. ثم يعود إلى مصلاّه و يقول: اللهم بارك لي في الموت و يكثر من قول: إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله) ويستغفر الله كثيراً.
قالت أم كلثوم: فلما رأيته في تلك الليلة قلقاً متململاً كثير الذكر والاستغفار، أرقت معه ليلتي وقلت: يا أبتاه مالي أراك هذه الليلة لا تذوق طعم الرقاد؟
قال: يا بنية إن أباك قتل الأبطال وخاض الأهوال وما دخل الخوف له جوفاً وما دخل في قلبي رعب أكثر مما دخل في هذه الليلة ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
فقلت: يا أبه؛ مالك تنعى نفسك منذ الليلة؟!
قال:بنية، قد قرب الأجل وانقطع الأمل. فبكيت، فقال لي: يا بنية لا تبكي، فإني لم أقل ذلك إلا بما عهد إلي النبي (صلى الله عليه وآله). ثم إنه نعس وطوى ساعة ثم استيقظ من نومه وقال: يا بنية إذا قَرب الأذان فأعلميني، ثم رجع إلى ما كان عليه أول الليل من الصلاة والدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.
قالت أم كلثوم: فجعلت أرقب الأذان، فلما لاح الوقت أتيته ومعي إناء فيه ماء، ثم أيقظته فأسبغ الوضوء وقام ولبس ثيابه وفتح بابه ثم نزل إلى الدار
وكان في الدار إوز قد أهدي إلى أخي الحسين (عليه السلام)، فلما نزل خرجن وراءه ورفرفن وصحن في وجهه وكن قبل تلك الليلة لم يصحن فقال (عليه السلام): لا إله إلا الله، صوائح تتبعها نوايح، وفي غداة غد يظهر القضاء
فلما وصل إلى الباب فعالجه ليفتحه فتعلق الباب بمئزره فانحل حتى سقط فأخذه وشده وهو يقول:
أشــدد حيازيمك للموت فـــــإن المــــوت لاقـيكا
ولا تــــجزع من الموت إذ احــــــلّ بـــــناديــــكا
كما أضــــحـــكك الـدهر كـــــذاك الــدهر يبـكيكا
ثم قال: اللهم بارك لنا في الموت، اللهم بارك لنا في لقائك.
قالت أم كلثوم: وكنت أمشي خلفه فلما سمعته يقول ذلك قلت:واغوثاه يا أبتاه أراك تنعى نفسك منذ الليلة.
قال: يا بنية ما هو بنعاء ولكنها دلالات وعلامات للموت يتبع بعضها بعضا، ثم فتح الباب وخرج إلى المسجد وهو ينشأ ويقول:
خـــــلوا سبـــــيل المـــــؤمن المـــجاهد فـــــي الله ذي الكتــب وذي المشاهد
فـــــــي الله لا يـــــــعـبد غـــــير الواحد ويــــــوقظ النـــــاس إلــى المســــــاجد
قالت أم كلثوم: فجئت إلى أخي الحسن (عليه السلام) فقلت: يا أخي قد كان أمر أبيك الليلة كذا وكذا، وهو قد خرج في هذا الليل الغلس فألحقه.
فقام الحسن بن علي (عليه السلام) وتبعه فلحق به قبل أن يدخل المسجد فأمره بالرجوع فرجع.
وكان عدو الله ابن ملجم متخفيا في بيوت الخوارج بالكوفة يتربص الغفلة وينتهز الفرصة بأمير المؤمنين (عليه السلام) وانبرى لمساعدة ابن ملجم شخصان آخران من الخوارج هما شبيب بن بحره ووردان بن مجالد، وسار الإمام إلى المسجد فصلى النافلة في المسجد ثم علا المئذنة فأذن، فلم يبق في الكوفة بيت إلا اخترقه صوت أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم نزل عن المئذنة وهو يسبح الله ويقدسه ويكبره و يكثر من الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وكان يتفقد النائمين في المسجد ويقول للنائم: الصلاة، الصلاة يرحمك الله، قم إلى الصلاة المكتوبة، ثم يتلو (إنّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الفَحْشَاءَ وَالمُنْكَرِ) لم يزل الإمام يفعل ذلك حتى وصل إلى ابن ملجم وهو نائم على وجهه وقد أخفى سيفه تحت إزاره، فقال له الإمام: يا هذا قم من نومتك هذه فإنها نومة يمقتها الله، وهي نومة الشيطان ونومة أهل النار، بل نم على يمينك فإنها نومة العلماء، أو على يسارك فإنها نومة الحكماء، أو نم على ظهرك فإنها نومة الأنبياء.
ثم قال له الإمام: لقد هممت بشيء تكاد السماوات أن يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا، ولو شئت لأنبأتك بما تحت ثيابك. ثم تركه، واتجه إلى المحراب وبدأ يصلي وكان (عليه السلام) يطيل الركوع والسجود في صلاته، فقام الشقي ابن ملجم وأقبل مسرعاً يمشي حتى وقف بإزاء الأسطوانة التي كان الإمام يصلي عندها، فأمهله حتى صلى الركعة الأولى وسجد السجدة الأولى ورفع رأسه منها
وشد عليه اللعين ابن ملجم فضرب الإمام على رأسه فشقه نصفين، فوقع يخور في دمه وهو يقول: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله؛ ثم صاح الإمام فزت ورب الكعبة.
وقد وقعت الضربة على مكان الضربة التي ضربه عمرو بن عبد ود العامري في واقعة الخندق، ثم اتم صلاته من جلوس؛ فجعل يشد الضربة ويضع التراب على رأسه وهو يقول: (مِنْـها خَلَقْنَاكُـمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)، (هَذَا مَا وَعَدَنا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ)
فاصطفقت أبواب الجامع، وضجت الملائكة في السماء وهبت ريح عاصفة سوداء مظلمة،
ونادى جبرائيل بين السماء والأرض: تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى، وانفصمت والله العروة الوثقى، قتل ابن عم المصطفى، قتل الوصي المجتبى، قتل علي المرتضى، قتل سيد الأوصياء، قتله أشقى الأشقياء.
ونـــــعاه جـــبريل ونـــــادى بــــــالسما وعلـــــيه كـــــادت بـــــالندا تـــــتـقطع
اليـــــوم أركــــــان الهـــدى قــد هدمت اليـــــوم شـــــمل المــسلمين مـــــوزع
اليـــــوم قـــــد قــتل ابن عم المصطفى اليــــــوم قـــــد قـــتل الــــوصي الأنزع
فلما سمعت أم كلثوم نعي جبرائيل لطمت على وجهها وصاحت: وا أبتاه وا علياه.
فخرج الحسنان إلى المسجد وهما يناديان: وا أبتاه وا علياه ليت الموت أعدمنا الحياة حتى وصلا المسجد وإذا بالإمام في محرابه والدماء تسيل على وجهه وشيبته ووجدوه مشقوق الرأس وقد علته الصفرة من انبعاث الدم وشدّة السم، فتقدّم الحسن (عليه السلام) وصلى بالناس وصلى أمير المؤمنين (عليه السلام) إيماء من جلوس وهو يمسح الدم عن وجهه وكريمته يميل تارة ويسكن أخرى، والحسن ينادي: وا انقطاع ظهراه يعز عليّ أن أراك هكذا.
ففتح الإمام (عليه السلام) عينه وقال: يا بني لا جزع على أبيك بعد اليوم، هذا جدك محمد المصطفى وجدتك خديجة الكبرى وأمك فاطمة الزهراء والحور العين محدقون ينتظرون قدوم أبيك، فطب نفساً وقر عيناً وكف عن البكاء فإن الملائكة قد ارتفعت أصواتهم إلى السماء.
ثم شاع الخبر في الكوفة فهرع الناس رجالاً ونساءً حتى المخدرات خرجن من خدورهن إلى الجامع وهم ينادون: وا إماماه، قتل والله إمام عابد مجاهد، لم يسجد لصنم، كان أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد روي أسيد بن صفوان صاحب رسول الله قال: لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ارتج الموضع بالبكاء، ودهش الناس كيوم قبض النبي (صلى الله عليه وآله). فدخل الناس إلى المسجد فوجدوا الحسن ورأس أبيه في حجره وقد شد الضربة وهي لم تزل تشخب دماً، ووجهه قد زاد بياضاً بصفرة، وهو يرمق السماء بطرفه و لسانه يسبح الله ويوحده، فأخذ الحسن (عليه السلام) رأسه في حجره فوجده مغشياً عليه، فعندها بكى بكاء شديدا وجعل يقبل وجه أبيه وما بين عينيه وموضع سجوده، فسقطت من دموعه قطرات على وجه أمير المؤمنين (عليه السلام) ففتح عينيه فرآه باكيا.
فقال له الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): يا بني يا حسن، ما هذا البكاء؟ يا بني لا روع على أبيك بعد اليوم، يا بني أتجزع على أبيك وغداً تقتل بعدي مسموماً مظلوماً؟ ويقتل أخوك بالسيف هكذا، وتلحقان بجدكما وأبيكما وأمكما.
فقال له الحسن (عليه السلام): أبه من الذي فعل بك هذا؟
قال (عليه السلام): يا بني قتلني ابن اليهودية عبد الرحمن بن ملجم المرادي.
فقال: يا أبه من أي طريق مضى؟
قال: لا يمضي أحد في طلبه فإنه سيطلع عليكم من هذا الباب. وأشار بيده الشريفة إلى باب كندة.
ولم يزل السم يسري في رأسه وبدنه الشريفين حتى أغمي عليه ساعة، والناس ينتظرون قدوم ابن ملجم من باب كندة، فاشتغل الناس بالنظر إلى الباب، وقد غص المسجد بالناس ما بين باكٍ ومحزون، فما كانت إلا ساعة وإذا بالصيحة قد ارتفعت من الناس، وقد جاؤوا بعدو الله ابن ملجم مكتوفا.
فوقع الناس بعضهم على بعض ينظرون إليه، فأقبلوا به وهم يقولون له يا عدو الله ما فعلت؟ أهلكت أمة محمد بقتلك خير الناس.وهو صامت لا ينطق وبين يديه رجل يقال له حذيفة النخعي بيده سيف مشهور وهو يرد الناس عن قتله يقول: هذا قاتل الإمام علي (عليه السلام) حتى أدخلوه المسجد.
وكانت عيناه قد طارتا في أم رأسه كـأنهما قطعتا علق، وقد وقعت في وجهه ضربة قد هشمت وجهه وأنفه والدم يسيل على لحيته وصدره، ينظر يمينا وشمالا. فلما جاؤوا به أوقفوه بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما نظر إليه الحسن (عليه السلام) قال له: يا عدو الله أنت قاتل أمير المؤمنين ومثكلنا بإمام المسلمين؟ هذا جزاؤه منك حيث آواك وقربك وأدناك وآثرك على غيرك؟ هل كان بئس الإمام لك حتى جازيته هذا الجزاء يا شقي؟
فلم يتكلم بل دمعت عيناه، ثم قال له ابن ملجم: يا أبا محمد أفأنت تنقذ من في النار؟ فعند ذلك ضج الناس بالبكاء والنحيب، فأمر الحسن (عليه السلام) بالسكوت. ثم التفت الحسن (عليه السلام) إلى حذيفة وقال له: كيف ظفرت بعدو الله وأين لقيته؟
فقال: يا مولاي كنت نائما في داري إذ سمعت زوجتي صوت جبرائيل ينعى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يقول: تهدمت والله أركان الهدى وانطمست والله أعلام التقى قتل ابن عم المصطفى قتل علي المرتضى قتله أشقى الأشقياء، فأيقظتني وقالت لي: أنت نائم؟ وقد قتل إمامك علي بن أبي طالب!
فانتبهت من كلامها فزعا مرعوبا، وقلت لها: يا ويلك ما هذا الكلام؟ رض الله فاك، لعل الشيطان قد ألقى في سمعك هذا، إن أمير المؤمنين ليس لأحد من خلق الله تعالى قبله تبعة ولا ظلامة، فمن ذا الذي يقدر على قتل أمير المؤمنين؟ وهو الأسد الضرغام والبطل الهمام والفارس القمقام. فأكثرت علي وقالت: إني سمعت ما لم تسمع، وعلمت ما لم تعلم.
فقلت لها: وما سمعت؟
فأخبرتني بالصوت. ثم قالت: ما أظن بيتا في الكوفة إلا وقد دخله هذا الصوت.
قال: وبينما أنا وهي في مراجعة الكلام وإذا بصيحة عظيمة وجلبة وقائل يقول: قتل أمير المؤمنين (عليه السلام). فحس قلبي بالشر فمددت يدي إلى سيفي وسللته من غمده، وأخذته ونزلت مسرعا وفتحت باب داري وخرجت، فلما صرت في وسط الجادة نظرت يمينا وشمالا وإذا بعدو الله يجول فيها، يطلب مهرباً فلم يجد، وقد انسدت الطرقات في وجهه، فلما نظرت إليه وهو كذلك رابني أمره فناديته: من أنت وما تريد؟ فتسمى بغير اسمه، وانتمى إلى غير كنيته.
فقلت له: مِن أين أقبلت؟
قال: من منزلي.
قلت: وإلى أين تريد أن تمضي في هذا الوقت؟
قال: إلى الحيرة.
فقلت: ولم لا تقعد حتى تصلي مع أمير المؤمنين (عليه السلام) صلاة الغداة وتمضي في حاجتك؟
فقال: أخشى أن أقعد للصلاة فتفوتني حاجتي.
فقلت: يا ويلك إني سمعت صيحة وقائلا يقول: قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فهل عندك من ذلك خبر؟
قال: لا علم لي بذلك.
فقلت له: ولم لا تمضي معي حتى نحقق الخبر وتمضي في حاجتك؟
فقال: أنا ماض في حاجتي وهي أهم من ذلك.
فلما قال لي مثل ذلك القول، قلت: يا لكع الرجال حاجتك أحب إليك من السؤال عن أمير المؤمنين وإمام المسلمين؟ إذا والله ما لك عند الله من خلاق. وحملت عليه بسيفي وهممت أن أعلو به، فراغ عني فبينما أنا أخاطبه وهو يخاطبني إذ هبت ريح فكشفت إزاره وإذا بسيفه يلمع تحت الإزار وكأنه مرآة مصقولة، فلما رأيت بريقه تحت ثيابه قلت: يا ويلك ما هذا السيف المشهور تحت ثيابك؟ لعلك أنت قاتل أمير المؤمنين فأراد أن يقول لا، فأنطق الله لسانه فقال: نعم. فرفعت سيفي وضربته فرفع سيفه وهم أن يعلوني به فانحرفت عنه فضربته على ساقيه فأوقعته ووقع لحينه، ووقعت عليه وصرخت صرخة شديدة وأردت أخذ سيفه فمانعني عنه، فخرج أهل الحيرة فأعانوني عليه حتى أوثقته وجئتك به، فهو بين يديك جعلني الله فداك فاصنع به ما شئت.
فقال الإمام الحسن (عليه السلام) لأمير المؤمنين (عليه السلام): هذا عدو الله وعدوك ابن ملجم، قد أمكن الله منه وقد حضر بين يديك. ففتح أمير المؤمنين (عليه السلام) عينه ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلق في عنقه، فقال له بضعف وانكسار صوت ورأفة ورحمة: يا هذا لقد جئت أمرا عظيما، وخطبا جسيما، أبئس الإمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء؟ ألم أكن شفيقاً عليك وآثرتك على غيرك وأحسنت إليك وزدت في عطائك؟ ألم أكن يقال لي فيك كذا وكذا، فخليت لك السبيل ومنحتك عطائي؟ وقد كنت أعلم أنك قاتلي لا محالة، ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك يا لكع، فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقي الأشقياء؟ فدمعت عينا ابن ملجم وقال: يا أمير المؤمنين أفأنت تنقذ من في النار.
ثم التفت (عليه السلام) إلى ولده الحسن (عليه السلام) وقال له: ارفق يا ولدي بأسيرك، وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه وقلبه يرتجف خوفا وفزعا؟
فقال له الإمام الحسن (عليه السلام): يا أبه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به؟
فقال: نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلا كرما وعفوا، والرحمة والشفقة من شيمتنا، بحقي عليك فأطعمه يا بني مما تأكله واسقه مما تشرب، ولا تقيد له قدما ولا تغل له يدا، فإن أنا مت فاقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة وإن أنا عشت فأنا أولى به بالعفو عنه وأنا أعلم بما أفعل به. ثم أمر أن يحملوه من ذلك المحراب إلى موضع مصلاه في منزله.
قال محمد بن الحنفية: فحملناه والناس حوله وهم في أمر عظيم، باكون محزونون قد أشرفوا على الهلاك من شدة البكاء والنحيب، وكان الحسين (عليه السلام) يبكي ويقول: وا أبتاه من لنا بعدك ولا يوم كيومك إلا يوم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكأني بزينب لما نظرت إلى أمير المؤمنين وهو محمول على الأكتاف نادت: وا أبتاه وا علياه.
قال محمد بن الحنفية: لما طرحناه على فراشه أقبلت أم كلثوم وزينب وهما يندبانه ويقولان: من للصغير حتى يكبر، ومن للكبير بين الملأ، يا أبتاه حزننا عليك طويل وعبرتنا لا تبرح ولا ترقى.
قال: فضج الناس من وراء الحجرة بالبكاء والنحيب، وفاضت دموع أمير المؤمنين على خديه وهو يقلّب طرفه وينظر إلى أهل بيته(10).
اجتمع الأطباء والجراحون فوصفوا للإمام اللبن، لأن سيف ابن ملجم كان مسموماً، فكان اللبن طعامه وشرابه، ودعى الإمام بولديه الحسن والحسين وجعل يقبلهما ويحضنهما لأنه علم أنه سيفارقهما وكان يغمى عليه ساعة بعد ساعة، فناوله الحسن قدحا من اللبن فشرب منه قليلا، ثم نحاه عن فمه وقال: احملوه إلى أسيركم! ثم قال للحسن: يا بني بحقي عليك إلا ما طيبتم مطعمه ومشربه وارفقوا به وتطعمه مما تأكل، وتسقيه مما تشرب حتى تكون أكرم منه!!
وكان اللعين ابن ملجم محبوسا في بيت، فحملوا إليه اللبن وأخبروه بعطف الإمام وحنانه على قاتله فشرب اللبن.
قال محمد بن الحنفية: بتنا ليلة عشرين من شهر رمضان مع أبي وقد نزل السم إلى قدميه، وكان يصلي تلك الليلة من جلوس، ولم يزل يوصينا بوصاياه ويعزينا عن نفسه، ويخبرنا بأمره إلى طلوع الفجر، فلما أصبح استأذن الناس عليه فأذن لهم بالدخول، فدخلوا عليه واقبلوا يسلمون عليه وهو يرد عليهم السلام ثم يقول: أيها الناس اسألوني قبل أن تفقدوني، وخففوا سؤالكم لمصيبة أمامكم.
فبكى الناس بكاء شديدا، وأشفقوا أن يسألوه تخفيفا عنه
ولا حول ولا قوة الا بالله العلؤ العظيم """"""""""""يتبع
علي الكاظمي
31-08-2010, 04:24 AM
اللهم العن عبد الرحمن بن ملجم
علي الكاظمي
31-08-2010, 04:57 AM
الشيخ عبد الرضا معاش
لبــــس الإســــــلام أبـــراد الســـــــواد***يـــــوم أردى المرتضى سيف المرادي
ليـــــــلة مــــا أصبـــــحــــت إلا وقـــــد***غـــــــلب الغــــــي عـــلى أمــر الرشاد
والصـــــــلاح انخــــــفــــضت أعـــلامه***وغــــــدت تــــــــرفع أعـــــلام الفــساد
مـــــا رعـــــى الغـــــادر شــهر الله في***حــــــجة الله عـــــــلى كـــــل العــــــباد
وبــــبــــيـــــــت الله قــــــد جـــــــدلــــه***ساجـــــدا ينـــــشج مــن خــوف المعاد
قـــــــتـــــلوه وهــــــو فـــــي محــــرابه***طــــــاوي الأحـــــشاء عـــن ماء وزاد
فــــــبكتـــه الإنـــــس والجــــــن مــــعا***وطيـــــور الجـــــو مـع وحش البوادي
وبــــــكـــاه المـــــلأ الأعـــــــلى دمـــــا***وغــــــدا جــــــبريل بالـــــويل يــــنادي
هــــــدمـــــت والله أركـــــان الهــــــدى***حــــــيث لا مـــــن منذرٍ فينا ينادي
دخل حجر بن عدي على الامام عليه السلام وانشد قائلا:
فـــــيا أســـــفي عــــلى الــمـولى التقي***أبــــــي الأطــــــهار حــــــيدرة الــزكي
قتـــــله كـــــافر حــــــنــــــث زنـــيـــــم***لعــــــين فـــــــــاســــق نــــــغل شقـــي
فـــــــيلعن ربـــــنا مـــــن حــــاد عــنكم***ويــــــبرء منــــــــكم لعـــــــناً وبــــــيّ
لأنـــــكم بـــــيوم الحــــــشــــر ذخـــري***وأنــــــتــم عـــــدة الهـــــادي النـــــبي
فلما بصر به الإمام وسمع شعره قال له: كيف بك إذا دعيت إلى البراءة مني؟ فما عساك أن تقول؟
فقال: والله يا أمير المؤمنين لو قطعت بالسيف إربا إربا، وأضرم لي النار وألقيت فيها لآثرت ذلك على البراءة منك.
فقال (عليه السلام): وفقت لكل خير يا حجر، جزاك الله عن أهل بيت نبيك.
ثم قال (عليه السلام): هل من شربة لبن؟ فأتوه بلبن فشربه كله، فذكر (عليه السلام) ابن ملجم وأنه لم يترك له من اللبن شيئا فقال: وكان أمر الله قدرا مقدورا، اعلموا أني شربت الجميع، ولم أبق لأسيركم شيئا من هذا، ألا وإنه آخر رزقي من الدنيا، فبالله عليك ـ يا بني ـ إلا ما سقيته مثل ما شربت.
فحمل الإمام الحسن (عليه السلام) إلى ابن ملجم اللبن فشرب.
والناس مجتمعون على باب بيت الإمام فخرج إليهم الإمام الحسن وأمرهم عن قول أبيه بالانصراف، فانصرف الناس، وكان الأصبغ بن نباتة جالسا فلم ينصرف، فخرج الإمام الحسن مرة ثانية وقال: يا أصبغ أما سمعت قولي عن أمير المؤمنين؟
فقال: بلى، ولكني رأيت حاله، فأحببت أن أنظر إليه فأسمع منه حديثا، فاستأذن لي رحمك الله.
فدخل الحسن ولم يلبث أن خرج فقال له: أدخل.
قال الأصبغ: فدخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء فلم أشعر أن وجهه أشد صفرة من العمامة أو العمامة أشد صفرة منه.. وقد نزف الدم.. واصفر وجهه.. فأكببت عليه فقبلته وبكيت. فقال لي: لا تبك يا أصبغ.. فإنها والله الجنة.
فقلت له: جعلت فداك إني اعلم والله انك تصير إلى الجنة، وإنما أبكي لفقدك يا أمير المؤمنين ثم دعى بابنيه الحسن والحسين وفتح يده وضمهما إلى صدره وعيناه تهملان دموعاً، ثم أغمي عليه ساعة طويلة وأفاق، وإذا هو يرفع فخذا ويضع أخرى من شدة الضربة وكثرة السم.
فقال لي: يا أصبغ أما سمعت قول الحسن عن قولي؟
قلت: بلى يا أمير المؤمنين، و لكني رأيتك في حالة فأحببت النظر إليك، وأن أسمع منك حديثا.
فقال لي: اقعد، فما أراك تسمع مني حديثاً بعد يومك هذا، اعلم يا أصبغ أني أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عائدا كما جئت الساعة فقال: يا أبا الحسن اخرج فناد في الناس: الصلاة جامعة، واصعد المنبر وقم دون مقامي بمرقاة، وقل للناس: ألا من عق والديه فلعنة الله عليه، ألا من أبقَ من مواليه فلعنة الله عليه، ألا من ظلم أجيراً أجرتَه فلعنة الله عليه.
يا أصبغ: ففعلت ما أمرني به حبيبي رسول الله، فقام من أقصى المسجد رجل فقال: يا أبا الحسن تكلمت بثلاث كلمات أوجزتهن. فلم أر جوابا حتى أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت ما كان من الرجل؟
قال الأصبغ: ثم أخذ بيدي وقال: يا أصبغ ابسط يدك، فبسطت يدي، فتناول إصبعا من أصابع يدي وقال يا أصبغ كذا تناول رسول الله إصبعا من أصابع يدي، كما تناولت إصبعاً من أصابع يدك، ثم قال: يا أبا الحسن ألا وإني وأنت أبوا هذه الأمة، فمن عقنا فلعنة الله عليه، ألا وإني وأنت موليا هذه الأمة، من أبقَ عنا لعنة الله عليه، ألا وإني وأنت أجيرا هذه الأمة، فمن ظلمنا أجرنا فلعنة الله عليه، ثم قال: آمين. فقلت: آمين.
قال الأصبغ: ثم أغمي على الإمام فأفاق وقال لي: أقاعد أنت يا أصبغ؟
قلت: نعم يا مولاي.
قال: أزيدك حديثا آخر؟
قلت: نعم، زادك الله من مزيدات الخير.
قال: يا أصبغ لقيني رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض طرقات المدينة وأنا مغموم، قد تبين الغم في وجهي قال لي: يا أبا الحسن أراك مغموما، ألا أحدثك بحديث لا تغتم بعده أبدا؟ قلت: نعم قال: إذا كان يوم القيامة نصب الله منبرا يعلو منابر النبيين والشهداء ثم يأمرني الله أن أصعد فوقه ثم يأمرك الله أن تصعد دوني بمرقاة ثم يأمر الله ملكين فيجلسان دونك بمرقاة، فإذا استقللنا على المنبر لا يبقى أحد من الأولين والآخرين إلا حضر فينادي الملك الذي دونك بمرقاة معاشر الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا رضوان خازن الجنان، ألا إن الله بمنه وكرمه وفضله وجلاله أمرني أن أدفع مفاتيح الجنة إلى محمد، وأن محمدا أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي طالب، فاشهدوا لي عليه.
ثم يقوم الذي تحت ذلك الملك بمرقاة منادياً يسمعه أهل الموقف: معاشر الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا مالك خازن النيران، ألا إن الله بمنه وكرمه وفضله وجلاله قد أمرني أن أدفع مفاتيح النار إلى محمد، وأن محمدا أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي طالب، فاشهدوا لي عليه. فآخذ مفاتيح الجنان والنيران، يا علي فتأخذ بحجزتي، وأهل بيتك يأخذون بحجزتك، وشيعتك يأخذون بحجزة أهل بيتك. قال الإمام: فصفقت بكلتا يدي وقلت: وإلى الجنة يا رسول الله؟ قال: إي ورب الكعبة.
ثم نظر الإمام إلى أولاده فرآهم تكاد أنفسهم تزهق من النوح والبكاء، فجرت دموعه على خديه ممزوجة بدمه قال (عليه السلام): أتبكيا علي؟ ابكيا كثيرا واضحكا قليلا، أما أنت يا أبا محمد ستقتل مظلوما مسموما مضطهدا، وأما أنت يا أبا عبد الله فشهيد هذه الأمة وسوف تذبح ذبح الشاة من قفاك وترض أعضاؤك بحوافر الخيل ويطاف برأسك مماليك بني أمية وحريم رسول الله (صلى الله عليه وآله) تسبى وأن لي ولهم موقفا يوم القيامة.
وفي مثل هذه الليلة أحضر عند الإمام (عليه السلام) عروة السلولي وكان أعرف أهل زمانه بالطب فذبح شاة وأخرج منها عرقاً فأدخله في جراحة الإمام ثم أخرجه وإذا عليه بياض الدماغ فقال الطبيب بعد أن استعبر وبكى: إعهد عهدك يا أمير المؤمنين، فان الضربة وصلت إلى الدماغ
"""""""""""""""""""""""""""""""""يتبع
علي الكاظمي
01-09-2010, 02:01 AM
سطور في ذكر وصية الامام امير المؤمنين عليه السلام
روى الشيخ الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) عن سليم بن قيس الهلالي قال:
شهدت وصية علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين أوصى إلى ابنه الحسن، واشهد على وصيته الحسين ومحمد بن الحنفية وجميع ولده ورؤساء أهل بيته وشيعته ودفع إليه الكتب والسلاح ثم قال:
يا بني أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي، كما أوصى إلي رسول الله ودفع إلي كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعه إلى أخيك الحسين.
ثم أقبل على ابنه الحسين فقال: وأمرك رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن تدفعه إلى ابنك علي بن الحسين. ثم اقبل إلى ابنه علي بن الحسين فقال له: وأمرك رسول الله أن تدفع وصيتك إلى ابنك محمد بن علي، فأقرأه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومني السلام. ثم أقبل على ابنه الحسن فقال: يا بني أنت ولي الأمر بعدي وولي الدم فإن عفوت فلك، وإن قتلت فضربة مكان ضربة، ثم قال اكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى
به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.. ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما، وقولا بالحق واعملا للأجر وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا.
أوصيكما.. وجميع ولدي وأهل بيتي، ومن بلغهم كتابي هذا من المؤمنين بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم.
أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإن البغضة حالقة الدين ولا قوة إلا بالله، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن الله عليكم الحساب، الله الله في الأيتام لا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار، الله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، الله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم، الله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا، الله الله في الصلاة فإنها خير العمل وإنها عمود دينكم، الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم، الله الله في صيام شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار، الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم فإنما يجاهد في سبيل الله
رجلان: إمام هدى، ومطيع له مقتد بهداه، الله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم وأنتم تقدرون على المنع عنهم، الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤوا محدثا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم، ولعن المحدث منهم ومن غيرهم، والمؤوي للمحدث، الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم، الله الله في النساء وما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن قال: أوصيكم بالضعيفين: نسائكم وما ملكت أيمانكم،
ثم قال: الصلاة، الصلاة، الصلاة، ولا تخافن في الله لومة لائم، يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم أشراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل والتبار وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم، واستودعكم الله خير مستودع، واقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يا بني عبد المطلب: لا ألفيكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتلن بي إلاّ قاتلي انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة ولا يمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور.
ثم عرق جبين الإمام فجعل يمسح العرق بيده، فقالت ابنته زينب: يا أبه أراك تمسح جبينك؟
قال: يا بنية سمعت جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن المؤمن إذا نزل به الموت ودنت وفاته، عرق جبينه وصار كاللؤلؤ الرطب وسكن أنينه.
فقامت (عليها السلام) وألقت بنفسها على صدر أبيها وقالت: يا أبه حدثتني أم أيمن بحديث كربلاء، وقد أحببت أن اسمعه منك.
فقال: يا بنية الحديث كما حدثتك أم أيمن، وكأني بك وبنساء أهلك لسبايا بهذا البلد، خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس، فصبراً صبراً.
ثم التفت الإمام إلى ولديه الحسن والحسين (عليه السلام) وقال: يا أبا محمد ويا أبا عبد الله، كأني بكما وقد خرجت عليكما من بعدي الفتن من هاهنا وهاهنا فأصبرا حتى يحكم الله وهــو خيـــر الحاكمين، يا أبا عبد الله أنت شهيد هذه الأمة، فعليك بتقوى الله والصبر على بلائه.
ثم أغمي عليه وأفاق وقال:
هذا رسول الله، وعمي حمزة وأخي جعفر وأصحاب رسول الله، كلهم يقولون: عجل قدومك علينا فإنا إليك مشتاقون.
ثم أدار عينيه في أهل بيته كلهم وقال: استودعكم الله جميعاً،حفظكم الله، سددكم الله جميعاً، وهو خليفتي عليكم، وكفى بالله خليفة، ثم قال: وعليكم السلام يا رسل ربي،(لمثل هذا فليعمل العاملون)، (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
ومازال يذكر الله، ويتشهد الشهادتين، ثم استقبل القبلة، وغمض عينيه ومدد رجليه ويديه وقال: أشـــهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
ثم قضى نحبه وفاضت روحه الطاهرة،
ولقي ربه شهيدا مظلوما.
رحم الله من نادى وا إماماه وا علياه وا سيداه.
""""""""""""انا لله ةانا اليه راجعون واماماه وا علياه وا سيداه
علي الكاظمي
01-09-2010, 05:51 AM
سطور في ذكر دفن الامام علي عليه السلام
روى العلامة المجلسي في بحار الأنوار
عن محمد بن الحنفية انه قال: ثم أخذنا بجهاز الامير عليه السلام ليلاً وكان الحسن يغسله والحسين يصب الماء عليه وكان لا يحتاج إلى من يقلبه بل كان يتقلب كما يريد الغاسل يمينا وشمالا وكانت رائحته أطيب من رائحة المسك والعنبر، ثم نادى الإمام الحسن أخته زينب وقال: يا أختاه هلمي بحنوط جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم لفوا الإمام (عليه السلام) بخمسة أثواب كما أمر، ثم وضعوه على السرير وتقدم الحسن والحسين (عليه السلام) إلى السرير من مؤخره، وإذا مقدمه قد ارتفع ولا يرى حامله، وكان حامله من مقدمه جبرائيل وميكائيل وسارا يتعقبان مقدمه.
قال محمد بن الحنفية: لقد نظرت إلى السرير فما مر بشيء على وجه الأرض إلا انحنى له، ومضوا به إلى النجف إلى موضع قبره الآن، وضجت الكوفة بالبكاء والعويل وخرجت النساء يتبعنه لاطمات حاسرات، فمنعهن الحسن وردهن إلى أماكنهن، هذا والحسين ينادي: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، وا أبتاه وا انقطاع ظهراه من أجلك تعلمت البكاء إلى الله المشتكى.
فلما انتهيا إلى قبره وإذا مقدم السرير قد وضع فوضع الحسن والحسين مؤخره، ثم قام الحسن وصلى عليه والجماعة خلفه وكبر سبعا كما أمره أبوه (عليه السلام). ثم زحزحنا سريره وكشفنا التراب وإذا نحن بقبر محفور ولحد مشقوق وساجة منقورة، مكتوب عليها: هذا ما ادخره له جده نوح النبي للعبد الصالح الطاهر المطهر . فلما أرادوا إنزاله سمعوا هاتفا: أنزلوه إلى التربة الطاهرة فقد اشتاق الحبيب إلى الحبيب. فدهش الناس وألحدوا أمير المؤمنين (عليه السلام) قبل طلوع الفجر.
ولما فرغوا من دفن أمير المؤمنين (عليه السلام)
قام صعصعة بن صوحان يؤبن الإمام بهذه الكلمات، فوقف على القبر ووضع إحدى يديه على فؤاده والأخرى قد أخذ بها التراب وضرب به رأسه ثم قال: بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين، هنيئا لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك، وعظم جهادك، وظفرت برأيك، وربحت تجارتك، وقدمت على خالقك فتلقاك ببشارته، وحفتك ملائكته، واستقررت في جوار المصطفى، فأكرمك الله بجواره، ولحقت بدرجة أخيك المصطفى، وشربت بكأسه الأوفى فاسأل الله أن يمن علينا باقتفائنا أثرك، والعمل بسيرتك، والموالاة لأوليائك، والمعاداة لأعدائك، وأن يحشرنا في زمرة أوليائك، فقد نلت ما لم ينله أحد، وأدركت ما لم يدركه أحد، وجاهدت في سبيل ربك بين يدي أخيك المصطفى حق جهاده، وقمت بدين الله حق القيام حتى أقمت السنن، وأبرت الفتن، واستقام الإسلام وانتظم الإيمان، فعليك مني أفضل الصلاة والسلام، بك اعتدل ظهر المؤمنين واتضحت أعلام الســــبل، وأقيمت الســـنن، وما جمع لأحد مناقبك وخصالك، سبقت إلى إجابة النبي (صلى الله عليه وآله) مقدما مؤثرا، وسارعت إلى نصرته، ووقيته بنفسك ورميت سيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر، قصم الله بك كل جبار عنيد، وذل بك كل ذي بأس شديد، وهدم بك حصون أهل الشرك والكفر والعدوان والردى، وقتل بك أهل الضلال من العدى، فهنيئا لك يا أمير المؤمنين كنت اقرب الناس من رسول الله قربى وأولهم سلما وأكثرهم علما وفهما.
فهنيئا لك يا أبا الحسن، لقد شرف الله مقامك، وكنت اقرب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نسبا، وأولهم إسلاما، وأوفاهم يقينا، وأشدهم قلبا، وأبذلهم لنفسه مجاهدا، وأعظمهم في الخير نصيبا، فلا حرمنا الله أجرك، ولا ذلنا بعدك، فوالله لقد كانت حياتك مفاتح للخير ومغالق للشر، وإن يومك هذا مفتاح كل شر ومغلاق كل خير، ولو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة.
ثم رثا أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه الأبيات:
ألا، مــــــن لــــــي بــــــأنـــسك يا أخيا***ومـــــن لـــــــي أن أبـــــثك مـــــا لــديا
طوتــــــك خــــــطوب دهــــر قـــد تولى***لــــــذاك خطــــــوبه نـــــــشرا وطـــــيا
فـــــلو نـــــشرت قـــــواك لــي المــنايا***شــــــكوت إليـــــــك مـــــا صــنعت إليا
بــكيـــــتك يــــــا عــــــلي بــــدر عيـني***فــــــلم يـــــغن الـــــبكاء عـــــليك شـيا
كــــــفى حـــــزنا بدفــــــنك ثــــم إنـــي***نفـــــضت تـــراب قبـــــرك مــــن يــديا
وكـــــانت فـــي حـــــــياتك لـــي عــظاة***وأنــــــت اليــــــوم أوعـــــظ مــنك حيا
فــــــيا أســـــفي علـــــيك وطول شوقي***ألا لــــــــو أن ذلــــــــــك رد شــــــيــــا
بعد دفن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) رجع الحسنان ومعهما من خواصهما وأهل بيتهما جماعة،
خرج الإمام الحسن (عليه السلام) واعتلى المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لقد قبض الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل، ولم يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقيه بنفسه، وكان رسول الله يوجهه برايته، فيكفيه جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه، ولقد توفي في الليلة التي نزل فيها القرآن، وعرج فيها بعيسى ابن مريم، والتي قبض فيها يوشع بن نون وصي موسى، وما خلف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطيته أراد أن يبتاع بها خادما لأهله. ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم
ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب علي بالحسام المصمم
ولا مهر أغلى من علي وإن غلا * ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم
http://www.alhnuf.com/up/pics-gif/upload/uploads/images/alhnufe06916ca49.jpg (http://www.alhnuf.com/)رفع الصور (http://www.alhnuf.com/up/)
علي الكاظمي
10-09-2010, 06:17 AM
سئل الامام علي عليه السلام
بماذا عرفت ربك؟فقال بفسخ العزائم ونقض الهمم لمّا هممتُ فحيل بيني وبين همي,وعزمت فخالف القضاء والقدر عزمي, علمت أن المدبّر غيري.
قال "ع" – في تلاوة القرآن – : بيِّنْه تبييناً ولا تهذّه هذّ الشعر,ولا تنثره نثر الرمل,ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة.
بصنع الله يستدل عليه وبالعقول تعتقد معرفته وبالتفكير تثبت حجته معروف بالدلالات مشهور بالبينات.
بالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البلية,ومن ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر,ومن عاب عيب ومن شتم أجيب,ومن غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى.
علي الكاظمي
04-11-2010, 10:48 PM
حدثني نوح بن أحمد بن أيمن (رحمه الله) قال: حدثني ابراهيم بن أحمد بن
أبي حصين [قال: حدثني جدي] قال: حدثني يحيى بن عبدالحميد قال: حدثني قيس بن الربيع قال: حدثني سليمان الاعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن الحسين، عن أبيه قال: حدثني أبي أمير المؤمنين قال: قال [لي] رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين.يا علي أنت سيد الوصيين ووارث علم النبيين وخير الصديقين وأفضل السابقين. يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين وخليفة خير المرسلين. يا علي أنت مولى المؤمنين.
(يا علي أنت الحجة) بعدي على الناس أجمعين، استوجب الجنة من تولاك، واستحق النار من عاداك. يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبدالله
ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الائمة من ولدك، وإن ولايتك (لا تقبل) إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الائمة من ولدك.بذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024