بنت الهدى/النجف
01-09-2010, 12:38 PM
لماذا يتناوب ال الحكيم على قيادة المجلس الاعلى ؟؟
اهو تكالب على المناصب واحتكار لها ..؟؟ الا يوجد للمجلس نظام داخلي يحدد الية تعيين او انتخاب رئيس له في حالة غياب الرئيس ..؟؟ ام ان المجلس مؤسسة لال الحكيم يديرونها كيف يشاؤون فيتوارثها ابنائهم كما يرثون ( عقارات ال الحكيم) في الكرادة والجادرية ....والنجف ؟؟! راجع
http://www.burathanews.com/news_article_100680.html (http://www.burathanews.com/news_article_100680.html)
طرحت هذه المقدمة عدة صحف وفضائيات ومواقع الكترونية ووسائل اعلام مختلفة عرفت بـ(حبها ) الشديد لال الحكيم بعد ارتحال السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله الى بارئه كما طرحتها عن انتخابه رئيسا للمجلس !
وشددت وسائل الاعلام وكثفت حملتها بعد انتخاب السيد عمار الحكيم من قبل شورى المجلس الاعلى !
ركزت تلك الحملات على مسالتين
الاولى - تعاقب ال الحكيم على زعامة المجلس الاعلى !
والثانية - (صغر) سن السيد عمار الحكيم !
بخصوص المسالة الاولى وهي تعاقب ال الحكيم على زعامة المجلس !
--------------------------------------------------------------------------
اقول اولا ان الحملة على المرجعية وعلى العلماء وعلى ال الحكيم وعلى المجلس ليست وليدة اليوم ولم تقتصر بالسيد عمار الحكيم اذ ان نفس التهم والاشكالات كانت قد وجهت لابيه وعمه- رضوان الله عليهما- من قبل...وان القائمين عليها انما شرعوا بها قبل قدوم نظام العبث المقبور للحكم فضلا عن تاسيس المجلس الاعلى مطلع ثمانينيات القرن المنصرم !
وهذا يتطلب منا العودة الى الوراء لنقلب بعض صفحات التاريخ!
بعد الاجتماع التاسيسي لحزب الدعوة في منزل الامام الحكيم قد في كربلاء واداء القسم في ذلك اليوم من قبل القياديين الخمسة وانسحاب الخامس لاحقا تبلورت قضية القيادة الرباعية للحزب متمثلة بالسيد مرتضى العسكري والسيد الشهيد الصدر والسيد الشهيد مهدي الحكيم والسيد الشهيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليهم جميعا!
وكانت مكتبات الامام الحكيم العامة في مختلف انحاء العراق مقرات يجتمع فيها اعضاء الحزب في مناطقهم!
قبل ذلك كان قد تقرر انشاء فرع لحزب التحرير الذي يتزعمه الفلسطيني المشبوه (النبهاني) والذي استقر في الاردن وبرع في التخطيط لانقلابات وهمية متتالية تتم بعدها تصفية كل المشاركين في الانقلاب...الا هو !
يدعو حزب التحرير هذا الى احياء...... (دولة الخلافة الاسلامية)!
اسندت زعامة حزب التحرير في العراق للمهندس السبيتي الذي درس في الكاظمية في المدرسة التي يديرها العلامة العسكري اصلا ومن هنا جائت علاقته بالعلامة وبالسيد الصدر الذي يدرس في المدرسة ذاتها!
ومن جملة الاسباب التي دفعت قيادة حزب التحرير لتعيين السبيتي الشيعي اميرا للحزب السني في العراق اضافة لكونه على علاقة ومعرفة وطيدة بكثير من الشخصيات العلمائية الشيعية وقابليته الذهنية واندفاعه وقناعته في بادىء الامر ... هو ان السيد عبد الحسين شرف الدين جده من جهة الام !
ارسل السبيتي الى النجف ممثلا عنه لافتتاح فرع للحزب في النجف واتصل ببعض الاسماء التي اوصاه بها السبيتي عارضا عليها الانتماء للحزب الا ان ماحصل لاحقا وبعد ان علم السبيتي بتاسيس حزب الدعوة هو انضمامه وقادة حزبه الى الحزب الجديد بعد قرار مسرحي من النبهاني بفصل قيادة فرع العراق لحزب التحرير فصلا جماعيا تمهيدا لقبولهم في حزب الدعوة !
رغم ان اللقاءات ظلت مستمرة بين الطرفين في عمان لاحقا اثناء وجود السبيتي في مواقع قيادية للدعوة !
كانت اسماء القيادة الرباعية سرية كما هو شان حزب الدعوة نفسه لكن تم تسريب اسماء القادة الى الاجهزة المخابراتية وايصال نبأ علم هذه الاجهزة بالاسماء عن طريق (حسين الصافي)الى المرجع الاعلى الذي طلب بدوره من اولاده الاثنين والشهيد الصدر الانسحاب من الحزب لتجنيبهم والحوزة العلمية لاحقا اية مخاطر وعلى اساس (هم يعملون ونحن نوجههم)!
وتم تسليم القيادة للعلامة العسكري ! ولنا ان نتخيل الطرف الذي قام بتسريب هذه الاسماء والمعلومات التي يفترض انها تدور بين الصفوة ! وبتشخيص الجهة المستفيدة والمخططة لازاحة هؤلاء القادة لتستولي لاحقا على قيادة الحزب فلن نجد صعوبة بتشخيص من قام بتسريب او ايصال هذه التفاصيل !
لاحقا طلب الامام الحكيم قد من العلامة العسكري ان يختار بديلا له لقيادة الحزب ليتفرغ لمنصب وكيل الامام الحكيم في بغداد فوقع اختيار العسكري على تلميذه القديم ...المهندس السبيتي ! هذا الاختيار الذي يقول عنه العلامة العسكري لاحقا......كانت تلك غلطة عمري ! وهكذا وبتخطيط محكم وبدلا من ان يكون هؤلاء قادة لحزب سني غير مقبول في الوسط الشيعي صاروا قادة الحزب الشيعي الجديد والذي يحمل بصمات المرجعية والحوزة وسمعتهما !
احكم السبيتي قبضته على الحزب شيئا فشيئا وقاده بمعونة من جاء معه من التحرير بقبضة من حديد من 1963 الى 1981وبرزت ملامح مدرسة جديدة مفادها الابتعاد (عما يثير الخلافات الطائفية) وعلى راسها الشعائر الحسينية للوصول الى..... (اسلام بلا مذاهب) وان خالف ذلك مدرسة اهل البيت! كما يرى السبيتي وتياره ضرورة قيادة الحزب للامة وان يقتصر دور المرجعية على اسناد الحزب ودعمه او كواجهة له ! كما ينظر التيار للمعمم نظرة دونية باعتباره اقل ثقافة منهم وهم مجموعة الاكاديميين وقد شملت تلك النظرة الشهيد الصدر قد ذاته !
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=6647&stc=1&d=1255008505
بينما كان هناك في الحزب تيار يمثل السيدين مهدي ومحمد باقر الحكيم يركز على قضية الشعائر بشدة ويرى انها السبيل الامثل للحفاظ على الامة وارتباطها بقضيتها لانها تمس وجدان الانسان وضميره كما ان تلقي رسالتها سهل يسير للفرد البسيط كما للعالم الفقيه فلاتختص بالتالي بفئة دون اخرى كما هو الحال بالنسبة للعلوم الاخرى !
كما يرى هذا التيار حاكمية المرجعية وعلماء الدين وقيادة الحوزة والمرجعية للامة وضرورة انصياع الحزب لها!
ومع انسحاب السيد مهدي والسيد محمد باقر صارت الغلبة تدريجيا للتيار الاول...تيار السبيتي وبتوليه القيادة لاحقا صار هذا الفكر منهجا رسميا للحزب!
وقد شخص هذا التيار خطر المرجعية عموما و مرجعية الامام الحكيم قد وخطر وجود ولديه في الحزب خاصة على توجهاتهم وعملوا على ابعاد وتسقيط الحميع فكانت تلك بذرة الحملات الاولى التي لم تنته حتى اليوم !
وكان السبيتي يمثل القائد الاوحد للحزب وهو الذي يوجه كافة مساراته ويكتب نشرته الثقافية وقد استغل ذلك في التمهيد لنشر افكاره حتى وصل به الامر الى ان يكتب في احدى النشرات (ان اجتهاد المكلف كاشف عن حكم الله ) الامر الذي اثار ضجة كبيرة وخلافا حادا الزمه ان يرجع مع مخالفيه للشهيد الصدر والذي رفض مثل هذا المنطق الغريب على المدرسة الفقهية الشيعية لانه يعني وببساطة ان كل فرد يمكن ان يكون مجتهدا...ومرجعا لنفسه بالتالي !
وكانت هذه خطوة متسرعة من السبيتي لسحب البساط من تحت اقدام المرجعية لكنها بائت بالفشل الذريع !
ومن خلال نقاشات السبيتي مع الشهيد الصدر وبعد ان طلبوا من السيد الشهيد كتابة اسس تكون منهاجا للدعاة وقاعدة شرعية لعمل الحزب اقتنع سماحته بمدأ الشورى وقام بكتابة تلك الاسس على اساس ذلك المبدا لكن سماحته وبعد ان طرح الامر على عدة مراجع منهم الامام الخوئي قد عدل عن رايه هذا وطلب من الدعوة سحب تلك الاسس من التداول الا ان قيادة الدعوة رفضت طلبه وادعت ان الاسس تحولت الى منهاج وملك للدعوة التي باتت مقتنعة بها وبشرعيتها ولايحق للسيد الصدر ان يطلب سحبها بالتالي !...راجع..
http://www.yahosein.com/vb/showpost.php?p=1401962&postcount=66 (http://www.yahosein.com/vb/showpost.php?p=1401962&postcount=66)
كان السبيتي في وسط بعيد عن عالم السياسة كما رسمت له احداث مابعد ثورة العشرين وماتلاها من احداث ادت الى تسفير عدد من العلماء الى ايران وخلق حالة من الشد والجذب مع الاحتلال البريطاني وواجهته النظام الملكي المقبور فرضت بالتالي اتفاقا بين الطرفين على امتناع المرجعية من التدخل في الشان السياسي....بينما كان السبيتي ملما واسع الاطلاع وذو قابلية على تحليل الاوضاع السياسية بخبرته من مرحلة الاعداد في الاردن او في مرحلة الايفاد الى الولايات المتحدة لعدة اشهر في بادرة شاذة انذاك لان مثل هذه الزمالات والايفادات الدراسية وماشابه تنحصر بفئة او طائفة دون اخرى لاسيما مع وصول النظام العارفي ذو النزعة الطائفية المتطرفة ....ولاسيما وان هذه الرحلة كانت....للولايات المتحدة ولايعقل انسان ان مخابراتها تجهل ان هذا الشخص كان اميرا لحزب التحرير وانه الان امير لحزب شيعي يؤسس لاول مرة !
كون السبيتي عنصرا متميزا في التنظيم بخبرته السياسية ولعلاقته القديمة بالشهيد الصدر سهل له ان يكون عنصرا مؤثرا ضاغطا على الشهيد الصدر محاولا دفعه باسرع وقت للتصدي للمرجعية وفي ذات الوقت كانت عناصر السبيتي تبث الاخبار عن مرجعية الشهيد الصدر وانه اعلم الاحياء بما فيهم السيد الخوئي قد وان العلماء يخافون ان يتصدى الشهيد الصدر للمرجعية ويحاولون ثنيه عن ذلك لاسيما السيد الخوئي قد مما ولد حالة من النفور بينهما لاسيما لدى الشهيد الصدر تجاه الامام الخوئي قد ! مما دفع ببعض من كان في حيرة من امره للتقدم باستفتاء خطي للشهيد الصدر حول هذا الموضوع وكانت النتيجة صاعقة تنزل على راس من يقفون خلف مثل هذه الاقاويل والاحابيل الشيطانية !
رد بخط يد السيد الشهيد الصدر!!
http://www.yahosein.com/vb/showpost.php?p=1445255&postcount=128 (http://www.yahosein.com/vb/showpost.php?p=1445255&postcount=128)
كما اشاعوا في الاثناء ان الشهيد الصدر هو مؤسس حزب الدعوة وانه قائد الحزب .... واذا علمنا ان عضوا مثل الشيخ الكوراني ظل يعتقد الى مابعد استشهاد السيد الشهيد الصدر قد بهذه الاشاعات ...علمنا حجم الحملة التي تقف خلف هذا كله !
ولقد تقدم بعضهم بالسؤال للامام الخوئي حول جواز الانضمام لحزب جديد يقال ان السيد الصدر كان قد اسسه ...فقال قدس سره لو كان السيد الصدر قد اسس حزبا فانا اول المنتمين اليه !
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=6644&stc=1&d=1254811693
عموما كانت علاقة الحزب بالمرجعية علاقة تقاطع وعدم انسجام وقد نتج ذلك لان الدعوة لم تكن ترى حاكمية المرجعية ووجوب الانصياع لمطالبها عليه رفضت الدعوة خطة الامام الحكيم قد لتحريك الاوضاع والاخذ بزمام الامور بحجة التزام الدعوة بـ(المرحلية)التي تبنتها والتي تقضي بان (الامة غير مؤهلة حاليا للدخول في المرحلة السياسية) في وقت كان نظام البعث الوليد لازال يحبو وفي اشهره الاولى رغم انه كشر عن انيابه مبكرا ومع اشتداد الازمة بينه وبين المرجعية لاحقا فقد رفضت الدعوة ان تقف الى جانب المرجعية للمبرر ذاته حتى ولو بمقدار نشر دعاء الفرج في نشرتها الثقافية اشعارا للامة بوجود المحنة!
وظلت تدعي ان عليها (توعية الامة وتثقيفها ) رغم ان معظم مناهج الدعوة الثقافية كانت عبارة عن كراسات مؤسس حزب التحرير العشر او منشورات الاخوان المسلمين وماشابه الامر الذي راق بعض من يرون انهم (اكاديميون ومثقفون) بعيدا عن (المنبر والنعي والبكاء واللطم )...الذي كان يتعرض للتشنيع والتشهير ولازال.. ويؤدي الى حرج لهؤلاء (الافندية) الذين كانوا يعيشون زمن الهجمة البعثية الشيوعية ضد الدين ورجالاته ويصفونهما بالرجعية والتخلف في عصر العلم فوجدوا في هذه الطروحات وفي حزب يمثله الاكاديميون لا المعممون وتديره الاجتماعات الحزبية ومناهجها السياسية بدلا من العلماء والمنابر ...وجدوا في ذلك حلا مثاليا حسب رايهم للمحافظة على التزامهم الديني من جهة وتجنب الوقوع في الحرج في مجتمع غزته الثقافة العلمانية من جهة اخرى !
وان نسب الحزب للشهيد الصدر فلا غضاضة في ذلك..فهو مرجع (حركي)...انه مؤلف فلسفتنا واقتصادنا !
وقد نجحت قيادة السبيتي في التوفيق بين وجود بعض المعممين في الحزب وبين تبني مثل هذه الافكار رغم حصول العديد من الخلافات الحادة والانشقاقات الكبيرة احتجاجا على مثل هذه التوجهات او على تفرد السبيتي باتخاذ القرار وعدم موضوعية الكثير من قراراته من جهة اخرى !
ولما اشتد ساعد نظام البعث واجهزته القمعية شرعت بحملتها لتصفية الحوزة العلمية وخيرة شباب مذهب اهل البيت بذريعة وجود حزب محظور يسعى لقلب نظام الحكم رغم انه لم يحرك ساكنا ولم يناقش ذلك في ادبياته حتى !
ولم تحرك قيادة الحزب ساكنا حتى بعد بدء هذه الحملة وثبوت ان الدعوة مخترقة طولا وعرضا اذ رفض السبيتي حتى تجميد الحزب لستة اشهر لحين اعادة غربلة اعضاءه وترك الحزب مسرحا لرجال امن البعث يعبثون به كيف يشاؤون الامر الذي جعل سجون النظام تغص بخير طلبة الحوزة العلمية فضلا عن مختلف القطاعات الاخرى ...مما دفع الشهيد الصدر لاصدار حكم شرعي يقضي بحرمة انتماء طلبة العلوم الدينية الى أي حزب ....وهذا ما اغاض قيادة السبيتي وجعلها تشن حملتها الاولى ضد الشهيد الصدر الذي تروج انه قائدها....فاخذت التهم تتوالى ضده قدس سره حتى وصفوه بانه .....ابن الدعوة العاق !
وهذا مااكده وذكرهم به السيد الحائري لاحقا برسالة خطية حين شرعوا بالحملة ضده هو شخصيا وهم في طريقهم لازاحة اخر رابط لهم بالمرجعية والحوزة العلمية مطلع الثمانينات من القرن العشرين !
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=6592&stc=1&d=1253709599
ومع اشتداد ساعد النظام وصعود الطاغية صدام للسلطة وتنكيله حتى باقرب البعثيين اليه وبعد تصفية معظم كوادر وقيادات الحزب ومع توجه انظار العالم للعراق بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران لتهيئة النظام الصدامي لشن الحرب ضد الثورة الوليدة..ادعت الدعوة انها مؤهلة الان لدخول (المرحلة السياسية) وعادت للشهيد الصدر وهو في اوج ازمته مع النظام لتعرض عليه (خدماتها) ...وفي موقف غريب تخلت الدعوة عن قيادة الامة لتخبر الشهيد الصدر ان القيادة للمرجعية وتعلن بيعتها له وتنظم مسيرات البيعة التي تلاشت مع اطلاق الرصاصة الاولى فلم يصل الشهيد الصدر منهم مبايعا بعد ان اوصلوه الى نهاية الطريق!
وفي هذا يقول الشاعر
الف يد ياصدر مدت مبايعة * * * فهل وفت اليك منها يد ؟
وظل محاصرا في بيته منقطعا عن العالم الخارجي الا من خلال السيد الفقيد عبد العزيز الحكيم الذي كان يتواصل مع محمد رضا النعماني من سطح الدار معرضا نفسه وعائلته للخطر المميت بشهادة النعماني نفسه اذ يقول
(كان لسماحته دور بطولي و فدائي في خدمة السيد الشهيد فمن اليوم الآخر من شهر شعبان وحتى نهاية الحجز كان اهم حلقة توصل السيد بخارج البيت و المنفذ الحكيم لكل ما كان يطلبه السيد الشهيد رغم احتمال ان يؤدي به الأمر ان يضحي بنفسه وعائلته في أي لحظة وقد اشاد به السيد الشهيد كثيراً وفي آخر رسالة كتبها وهي اقرب ما تكون الى الوصية , وبعثها الى سماحة آية الله السيد محمود الهاشمي اوصاه به وبي بعبارات قلما يعبر السيد الشهيد بمثلها لأحد)!
http://www.iraqcenter.net/vb/36721-page3.html (http://www.iraqcenter.net/vb/36721-page3.html)
اما عن حملتهم ضد السيد الحائري فقد جائت هذه الحملة بعد خروج الحزب الى ايران بالنفس الاخير ومحاولات الشيخ الاصفي والسيد الحائري لتصحيح المسار هناك بوضع نظام داخلي للحزب وتشكيلة قيادة والية انتخاب ....حيث كان الحديث عن كل هذا محرما في العراق تحت قيادة السبيتي المركزية الحديدية من عمان حيث يعمل -بقدرة قادر- مديرا للطاقة الكهربائية في الاردن !
كان هو القائد الاوحد ...وكان يتفرج على الحملات القمعية تتوالى على كوادر الحزب وقياداته دون ان يحرك ساكنا الا اللهم الطلب منهم اعادة تشكيل الحزب من جديد كلما تم تدميره لتساق الالاف من جديد الى زنازين البعث !
لاسيما ان الحزب كان يتبنى تنظيم الشباب على اساس الكم لا الكيف وهذا امر مريب بحد ذاته بالنسبة لحزب سري محظور يتبنى عقيدة اسلامية ثورية تواجه نظاما مخابراتيا قمعيا كنظام البعث الصدامي ولم تنفع اعتراضات واشكالات بعض القياديين حول اسلوب (الكسب) هذا مطلقا!
التحق السبيتي من عمان بحزبه في ايران لاحقا ليجد امامه امرا واقعا جديدا ....لاعودة لديكتاتورية الفرد !
وجد ان الحزب قد وضع الية لانتخاب القائد والقيادة فرفض ذلك وقال كلمته (القائد لاياتي بالانتخاب..القائد يبقى قائد)!
ولما راى ان صوته لم يعد هو الاعلى وان الكثيرين باتوا يحملونه مسؤولية ماحل بالحزب ومسؤولية تغييب الاف الشبان من اعضاء الحزب بلا مبرر قرر ان يتخلى عن الحزب ويعود الى الاردن لادارة طاقتها الكهربائية !!
ولربما لو ظل هو على راس الحزب لما عانينا من ضياع الكهرباء في ظل حكومة حزب السبيتي !
كان مبرر السبيتي المعلن لتركه الحزب وايران معا هو انه لايتمكن من العيش في ايران لانه لايجيد اللغة الفارسية !
ولانه لاياكل الا من كد يمينه .......طبعا كمدير عام للطاقة الكهربائية....اين؟ في.....الاردن !
ارجو ان اكون قد وفقت في القاء نظرة خاطفة اولى على تاريخ واسباب ومبررات تلك الحملة الشعواء والتي لم يسلم منها احد رغم ان ال الحكيم قد نالوا القسط الاوفر منها !
افلا يحق لنا الان ان نعجب....كيف يحق لذرية من يرى ان (القائد لاياتي بالانتخاب ..القائد يبقى قائد)...ان يطعنوا بانتخاب السيد عمار الحكيم من قبل شورى الحزب وهم من خضع لقيادة الفرد لما يقرب من عشرين عاما بلا الية ولاضوابط ولانظام داخلي حتى ؟؟!
لذا اقول ان الطعن ليس بالامر الجديد وانهم كما طعن بعض (الصحابة) بجد ال الحكيم صلى الله عليه واله يوم قام بتامير زيد ثم ابنه اسامة من بعد على جيش فيه ابو بكر وعمر !
وكانت لهم بعض المبررات المعلنة منها صغر سن اسامة .......فجائت كلمة رسول الله ص المشهورة :
ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله !!
يتبع.....ان شاء الله
--------------
للمزيد حول تفاصيل وتوثيق ماطرح اعلاه يرجى التفضل بزيارة الرابط
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=124698 (http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=124698)
هشام حيدر
الناصرية
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
تعليق
متألق انت دائما اخينا الباحث هشام حيدر بكل ماتطرحه من حقائق علمية ونتمنى منك توثيق هذه الحقب التأريخية بكتاب يضم هذه الحقائق التي لم يصدح بها الا الشيخ جلال الدين الصغير وقد نال منال من التسقيط بسبب مواقفه الغيورة هذه.
لا املك الا الدعاء لك اخي العزيز.
اهو تكالب على المناصب واحتكار لها ..؟؟ الا يوجد للمجلس نظام داخلي يحدد الية تعيين او انتخاب رئيس له في حالة غياب الرئيس ..؟؟ ام ان المجلس مؤسسة لال الحكيم يديرونها كيف يشاؤون فيتوارثها ابنائهم كما يرثون ( عقارات ال الحكيم) في الكرادة والجادرية ....والنجف ؟؟! راجع
http://www.burathanews.com/news_article_100680.html (http://www.burathanews.com/news_article_100680.html)
طرحت هذه المقدمة عدة صحف وفضائيات ومواقع الكترونية ووسائل اعلام مختلفة عرفت بـ(حبها ) الشديد لال الحكيم بعد ارتحال السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله الى بارئه كما طرحتها عن انتخابه رئيسا للمجلس !
وشددت وسائل الاعلام وكثفت حملتها بعد انتخاب السيد عمار الحكيم من قبل شورى المجلس الاعلى !
ركزت تلك الحملات على مسالتين
الاولى - تعاقب ال الحكيم على زعامة المجلس الاعلى !
والثانية - (صغر) سن السيد عمار الحكيم !
بخصوص المسالة الاولى وهي تعاقب ال الحكيم على زعامة المجلس !
--------------------------------------------------------------------------
اقول اولا ان الحملة على المرجعية وعلى العلماء وعلى ال الحكيم وعلى المجلس ليست وليدة اليوم ولم تقتصر بالسيد عمار الحكيم اذ ان نفس التهم والاشكالات كانت قد وجهت لابيه وعمه- رضوان الله عليهما- من قبل...وان القائمين عليها انما شرعوا بها قبل قدوم نظام العبث المقبور للحكم فضلا عن تاسيس المجلس الاعلى مطلع ثمانينيات القرن المنصرم !
وهذا يتطلب منا العودة الى الوراء لنقلب بعض صفحات التاريخ!
بعد الاجتماع التاسيسي لحزب الدعوة في منزل الامام الحكيم قد في كربلاء واداء القسم في ذلك اليوم من قبل القياديين الخمسة وانسحاب الخامس لاحقا تبلورت قضية القيادة الرباعية للحزب متمثلة بالسيد مرتضى العسكري والسيد الشهيد الصدر والسيد الشهيد مهدي الحكيم والسيد الشهيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليهم جميعا!
وكانت مكتبات الامام الحكيم العامة في مختلف انحاء العراق مقرات يجتمع فيها اعضاء الحزب في مناطقهم!
قبل ذلك كان قد تقرر انشاء فرع لحزب التحرير الذي يتزعمه الفلسطيني المشبوه (النبهاني) والذي استقر في الاردن وبرع في التخطيط لانقلابات وهمية متتالية تتم بعدها تصفية كل المشاركين في الانقلاب...الا هو !
يدعو حزب التحرير هذا الى احياء...... (دولة الخلافة الاسلامية)!
اسندت زعامة حزب التحرير في العراق للمهندس السبيتي الذي درس في الكاظمية في المدرسة التي يديرها العلامة العسكري اصلا ومن هنا جائت علاقته بالعلامة وبالسيد الصدر الذي يدرس في المدرسة ذاتها!
ومن جملة الاسباب التي دفعت قيادة حزب التحرير لتعيين السبيتي الشيعي اميرا للحزب السني في العراق اضافة لكونه على علاقة ومعرفة وطيدة بكثير من الشخصيات العلمائية الشيعية وقابليته الذهنية واندفاعه وقناعته في بادىء الامر ... هو ان السيد عبد الحسين شرف الدين جده من جهة الام !
ارسل السبيتي الى النجف ممثلا عنه لافتتاح فرع للحزب في النجف واتصل ببعض الاسماء التي اوصاه بها السبيتي عارضا عليها الانتماء للحزب الا ان ماحصل لاحقا وبعد ان علم السبيتي بتاسيس حزب الدعوة هو انضمامه وقادة حزبه الى الحزب الجديد بعد قرار مسرحي من النبهاني بفصل قيادة فرع العراق لحزب التحرير فصلا جماعيا تمهيدا لقبولهم في حزب الدعوة !
رغم ان اللقاءات ظلت مستمرة بين الطرفين في عمان لاحقا اثناء وجود السبيتي في مواقع قيادية للدعوة !
كانت اسماء القيادة الرباعية سرية كما هو شان حزب الدعوة نفسه لكن تم تسريب اسماء القادة الى الاجهزة المخابراتية وايصال نبأ علم هذه الاجهزة بالاسماء عن طريق (حسين الصافي)الى المرجع الاعلى الذي طلب بدوره من اولاده الاثنين والشهيد الصدر الانسحاب من الحزب لتجنيبهم والحوزة العلمية لاحقا اية مخاطر وعلى اساس (هم يعملون ونحن نوجههم)!
وتم تسليم القيادة للعلامة العسكري ! ولنا ان نتخيل الطرف الذي قام بتسريب هذه الاسماء والمعلومات التي يفترض انها تدور بين الصفوة ! وبتشخيص الجهة المستفيدة والمخططة لازاحة هؤلاء القادة لتستولي لاحقا على قيادة الحزب فلن نجد صعوبة بتشخيص من قام بتسريب او ايصال هذه التفاصيل !
لاحقا طلب الامام الحكيم قد من العلامة العسكري ان يختار بديلا له لقيادة الحزب ليتفرغ لمنصب وكيل الامام الحكيم في بغداد فوقع اختيار العسكري على تلميذه القديم ...المهندس السبيتي ! هذا الاختيار الذي يقول عنه العلامة العسكري لاحقا......كانت تلك غلطة عمري ! وهكذا وبتخطيط محكم وبدلا من ان يكون هؤلاء قادة لحزب سني غير مقبول في الوسط الشيعي صاروا قادة الحزب الشيعي الجديد والذي يحمل بصمات المرجعية والحوزة وسمعتهما !
احكم السبيتي قبضته على الحزب شيئا فشيئا وقاده بمعونة من جاء معه من التحرير بقبضة من حديد من 1963 الى 1981وبرزت ملامح مدرسة جديدة مفادها الابتعاد (عما يثير الخلافات الطائفية) وعلى راسها الشعائر الحسينية للوصول الى..... (اسلام بلا مذاهب) وان خالف ذلك مدرسة اهل البيت! كما يرى السبيتي وتياره ضرورة قيادة الحزب للامة وان يقتصر دور المرجعية على اسناد الحزب ودعمه او كواجهة له ! كما ينظر التيار للمعمم نظرة دونية باعتباره اقل ثقافة منهم وهم مجموعة الاكاديميين وقد شملت تلك النظرة الشهيد الصدر قد ذاته !
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=6647&stc=1&d=1255008505
بينما كان هناك في الحزب تيار يمثل السيدين مهدي ومحمد باقر الحكيم يركز على قضية الشعائر بشدة ويرى انها السبيل الامثل للحفاظ على الامة وارتباطها بقضيتها لانها تمس وجدان الانسان وضميره كما ان تلقي رسالتها سهل يسير للفرد البسيط كما للعالم الفقيه فلاتختص بالتالي بفئة دون اخرى كما هو الحال بالنسبة للعلوم الاخرى !
كما يرى هذا التيار حاكمية المرجعية وعلماء الدين وقيادة الحوزة والمرجعية للامة وضرورة انصياع الحزب لها!
ومع انسحاب السيد مهدي والسيد محمد باقر صارت الغلبة تدريجيا للتيار الاول...تيار السبيتي وبتوليه القيادة لاحقا صار هذا الفكر منهجا رسميا للحزب!
وقد شخص هذا التيار خطر المرجعية عموما و مرجعية الامام الحكيم قد وخطر وجود ولديه في الحزب خاصة على توجهاتهم وعملوا على ابعاد وتسقيط الحميع فكانت تلك بذرة الحملات الاولى التي لم تنته حتى اليوم !
وكان السبيتي يمثل القائد الاوحد للحزب وهو الذي يوجه كافة مساراته ويكتب نشرته الثقافية وقد استغل ذلك في التمهيد لنشر افكاره حتى وصل به الامر الى ان يكتب في احدى النشرات (ان اجتهاد المكلف كاشف عن حكم الله ) الامر الذي اثار ضجة كبيرة وخلافا حادا الزمه ان يرجع مع مخالفيه للشهيد الصدر والذي رفض مثل هذا المنطق الغريب على المدرسة الفقهية الشيعية لانه يعني وببساطة ان كل فرد يمكن ان يكون مجتهدا...ومرجعا لنفسه بالتالي !
وكانت هذه خطوة متسرعة من السبيتي لسحب البساط من تحت اقدام المرجعية لكنها بائت بالفشل الذريع !
ومن خلال نقاشات السبيتي مع الشهيد الصدر وبعد ان طلبوا من السيد الشهيد كتابة اسس تكون منهاجا للدعاة وقاعدة شرعية لعمل الحزب اقتنع سماحته بمدأ الشورى وقام بكتابة تلك الاسس على اساس ذلك المبدا لكن سماحته وبعد ان طرح الامر على عدة مراجع منهم الامام الخوئي قد عدل عن رايه هذا وطلب من الدعوة سحب تلك الاسس من التداول الا ان قيادة الدعوة رفضت طلبه وادعت ان الاسس تحولت الى منهاج وملك للدعوة التي باتت مقتنعة بها وبشرعيتها ولايحق للسيد الصدر ان يطلب سحبها بالتالي !...راجع..
http://www.yahosein.com/vb/showpost.php?p=1401962&postcount=66 (http://www.yahosein.com/vb/showpost.php?p=1401962&postcount=66)
كان السبيتي في وسط بعيد عن عالم السياسة كما رسمت له احداث مابعد ثورة العشرين وماتلاها من احداث ادت الى تسفير عدد من العلماء الى ايران وخلق حالة من الشد والجذب مع الاحتلال البريطاني وواجهته النظام الملكي المقبور فرضت بالتالي اتفاقا بين الطرفين على امتناع المرجعية من التدخل في الشان السياسي....بينما كان السبيتي ملما واسع الاطلاع وذو قابلية على تحليل الاوضاع السياسية بخبرته من مرحلة الاعداد في الاردن او في مرحلة الايفاد الى الولايات المتحدة لعدة اشهر في بادرة شاذة انذاك لان مثل هذه الزمالات والايفادات الدراسية وماشابه تنحصر بفئة او طائفة دون اخرى لاسيما مع وصول النظام العارفي ذو النزعة الطائفية المتطرفة ....ولاسيما وان هذه الرحلة كانت....للولايات المتحدة ولايعقل انسان ان مخابراتها تجهل ان هذا الشخص كان اميرا لحزب التحرير وانه الان امير لحزب شيعي يؤسس لاول مرة !
كون السبيتي عنصرا متميزا في التنظيم بخبرته السياسية ولعلاقته القديمة بالشهيد الصدر سهل له ان يكون عنصرا مؤثرا ضاغطا على الشهيد الصدر محاولا دفعه باسرع وقت للتصدي للمرجعية وفي ذات الوقت كانت عناصر السبيتي تبث الاخبار عن مرجعية الشهيد الصدر وانه اعلم الاحياء بما فيهم السيد الخوئي قد وان العلماء يخافون ان يتصدى الشهيد الصدر للمرجعية ويحاولون ثنيه عن ذلك لاسيما السيد الخوئي قد مما ولد حالة من النفور بينهما لاسيما لدى الشهيد الصدر تجاه الامام الخوئي قد ! مما دفع ببعض من كان في حيرة من امره للتقدم باستفتاء خطي للشهيد الصدر حول هذا الموضوع وكانت النتيجة صاعقة تنزل على راس من يقفون خلف مثل هذه الاقاويل والاحابيل الشيطانية !
رد بخط يد السيد الشهيد الصدر!!
http://www.yahosein.com/vb/showpost.php?p=1445255&postcount=128 (http://www.yahosein.com/vb/showpost.php?p=1445255&postcount=128)
كما اشاعوا في الاثناء ان الشهيد الصدر هو مؤسس حزب الدعوة وانه قائد الحزب .... واذا علمنا ان عضوا مثل الشيخ الكوراني ظل يعتقد الى مابعد استشهاد السيد الشهيد الصدر قد بهذه الاشاعات ...علمنا حجم الحملة التي تقف خلف هذا كله !
ولقد تقدم بعضهم بالسؤال للامام الخوئي حول جواز الانضمام لحزب جديد يقال ان السيد الصدر كان قد اسسه ...فقال قدس سره لو كان السيد الصدر قد اسس حزبا فانا اول المنتمين اليه !
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=6644&stc=1&d=1254811693
عموما كانت علاقة الحزب بالمرجعية علاقة تقاطع وعدم انسجام وقد نتج ذلك لان الدعوة لم تكن ترى حاكمية المرجعية ووجوب الانصياع لمطالبها عليه رفضت الدعوة خطة الامام الحكيم قد لتحريك الاوضاع والاخذ بزمام الامور بحجة التزام الدعوة بـ(المرحلية)التي تبنتها والتي تقضي بان (الامة غير مؤهلة حاليا للدخول في المرحلة السياسية) في وقت كان نظام البعث الوليد لازال يحبو وفي اشهره الاولى رغم انه كشر عن انيابه مبكرا ومع اشتداد الازمة بينه وبين المرجعية لاحقا فقد رفضت الدعوة ان تقف الى جانب المرجعية للمبرر ذاته حتى ولو بمقدار نشر دعاء الفرج في نشرتها الثقافية اشعارا للامة بوجود المحنة!
وظلت تدعي ان عليها (توعية الامة وتثقيفها ) رغم ان معظم مناهج الدعوة الثقافية كانت عبارة عن كراسات مؤسس حزب التحرير العشر او منشورات الاخوان المسلمين وماشابه الامر الذي راق بعض من يرون انهم (اكاديميون ومثقفون) بعيدا عن (المنبر والنعي والبكاء واللطم )...الذي كان يتعرض للتشنيع والتشهير ولازال.. ويؤدي الى حرج لهؤلاء (الافندية) الذين كانوا يعيشون زمن الهجمة البعثية الشيوعية ضد الدين ورجالاته ويصفونهما بالرجعية والتخلف في عصر العلم فوجدوا في هذه الطروحات وفي حزب يمثله الاكاديميون لا المعممون وتديره الاجتماعات الحزبية ومناهجها السياسية بدلا من العلماء والمنابر ...وجدوا في ذلك حلا مثاليا حسب رايهم للمحافظة على التزامهم الديني من جهة وتجنب الوقوع في الحرج في مجتمع غزته الثقافة العلمانية من جهة اخرى !
وان نسب الحزب للشهيد الصدر فلا غضاضة في ذلك..فهو مرجع (حركي)...انه مؤلف فلسفتنا واقتصادنا !
وقد نجحت قيادة السبيتي في التوفيق بين وجود بعض المعممين في الحزب وبين تبني مثل هذه الافكار رغم حصول العديد من الخلافات الحادة والانشقاقات الكبيرة احتجاجا على مثل هذه التوجهات او على تفرد السبيتي باتخاذ القرار وعدم موضوعية الكثير من قراراته من جهة اخرى !
ولما اشتد ساعد نظام البعث واجهزته القمعية شرعت بحملتها لتصفية الحوزة العلمية وخيرة شباب مذهب اهل البيت بذريعة وجود حزب محظور يسعى لقلب نظام الحكم رغم انه لم يحرك ساكنا ولم يناقش ذلك في ادبياته حتى !
ولم تحرك قيادة الحزب ساكنا حتى بعد بدء هذه الحملة وثبوت ان الدعوة مخترقة طولا وعرضا اذ رفض السبيتي حتى تجميد الحزب لستة اشهر لحين اعادة غربلة اعضاءه وترك الحزب مسرحا لرجال امن البعث يعبثون به كيف يشاؤون الامر الذي جعل سجون النظام تغص بخير طلبة الحوزة العلمية فضلا عن مختلف القطاعات الاخرى ...مما دفع الشهيد الصدر لاصدار حكم شرعي يقضي بحرمة انتماء طلبة العلوم الدينية الى أي حزب ....وهذا ما اغاض قيادة السبيتي وجعلها تشن حملتها الاولى ضد الشهيد الصدر الذي تروج انه قائدها....فاخذت التهم تتوالى ضده قدس سره حتى وصفوه بانه .....ابن الدعوة العاق !
وهذا مااكده وذكرهم به السيد الحائري لاحقا برسالة خطية حين شرعوا بالحملة ضده هو شخصيا وهم في طريقهم لازاحة اخر رابط لهم بالمرجعية والحوزة العلمية مطلع الثمانينات من القرن العشرين !
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=6592&stc=1&d=1253709599
ومع اشتداد ساعد النظام وصعود الطاغية صدام للسلطة وتنكيله حتى باقرب البعثيين اليه وبعد تصفية معظم كوادر وقيادات الحزب ومع توجه انظار العالم للعراق بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران لتهيئة النظام الصدامي لشن الحرب ضد الثورة الوليدة..ادعت الدعوة انها مؤهلة الان لدخول (المرحلة السياسية) وعادت للشهيد الصدر وهو في اوج ازمته مع النظام لتعرض عليه (خدماتها) ...وفي موقف غريب تخلت الدعوة عن قيادة الامة لتخبر الشهيد الصدر ان القيادة للمرجعية وتعلن بيعتها له وتنظم مسيرات البيعة التي تلاشت مع اطلاق الرصاصة الاولى فلم يصل الشهيد الصدر منهم مبايعا بعد ان اوصلوه الى نهاية الطريق!
وفي هذا يقول الشاعر
الف يد ياصدر مدت مبايعة * * * فهل وفت اليك منها يد ؟
وظل محاصرا في بيته منقطعا عن العالم الخارجي الا من خلال السيد الفقيد عبد العزيز الحكيم الذي كان يتواصل مع محمد رضا النعماني من سطح الدار معرضا نفسه وعائلته للخطر المميت بشهادة النعماني نفسه اذ يقول
(كان لسماحته دور بطولي و فدائي في خدمة السيد الشهيد فمن اليوم الآخر من شهر شعبان وحتى نهاية الحجز كان اهم حلقة توصل السيد بخارج البيت و المنفذ الحكيم لكل ما كان يطلبه السيد الشهيد رغم احتمال ان يؤدي به الأمر ان يضحي بنفسه وعائلته في أي لحظة وقد اشاد به السيد الشهيد كثيراً وفي آخر رسالة كتبها وهي اقرب ما تكون الى الوصية , وبعثها الى سماحة آية الله السيد محمود الهاشمي اوصاه به وبي بعبارات قلما يعبر السيد الشهيد بمثلها لأحد)!
http://www.iraqcenter.net/vb/36721-page3.html (http://www.iraqcenter.net/vb/36721-page3.html)
اما عن حملتهم ضد السيد الحائري فقد جائت هذه الحملة بعد خروج الحزب الى ايران بالنفس الاخير ومحاولات الشيخ الاصفي والسيد الحائري لتصحيح المسار هناك بوضع نظام داخلي للحزب وتشكيلة قيادة والية انتخاب ....حيث كان الحديث عن كل هذا محرما في العراق تحت قيادة السبيتي المركزية الحديدية من عمان حيث يعمل -بقدرة قادر- مديرا للطاقة الكهربائية في الاردن !
كان هو القائد الاوحد ...وكان يتفرج على الحملات القمعية تتوالى على كوادر الحزب وقياداته دون ان يحرك ساكنا الا اللهم الطلب منهم اعادة تشكيل الحزب من جديد كلما تم تدميره لتساق الالاف من جديد الى زنازين البعث !
لاسيما ان الحزب كان يتبنى تنظيم الشباب على اساس الكم لا الكيف وهذا امر مريب بحد ذاته بالنسبة لحزب سري محظور يتبنى عقيدة اسلامية ثورية تواجه نظاما مخابراتيا قمعيا كنظام البعث الصدامي ولم تنفع اعتراضات واشكالات بعض القياديين حول اسلوب (الكسب) هذا مطلقا!
التحق السبيتي من عمان بحزبه في ايران لاحقا ليجد امامه امرا واقعا جديدا ....لاعودة لديكتاتورية الفرد !
وجد ان الحزب قد وضع الية لانتخاب القائد والقيادة فرفض ذلك وقال كلمته (القائد لاياتي بالانتخاب..القائد يبقى قائد)!
ولما راى ان صوته لم يعد هو الاعلى وان الكثيرين باتوا يحملونه مسؤولية ماحل بالحزب ومسؤولية تغييب الاف الشبان من اعضاء الحزب بلا مبرر قرر ان يتخلى عن الحزب ويعود الى الاردن لادارة طاقتها الكهربائية !!
ولربما لو ظل هو على راس الحزب لما عانينا من ضياع الكهرباء في ظل حكومة حزب السبيتي !
كان مبرر السبيتي المعلن لتركه الحزب وايران معا هو انه لايتمكن من العيش في ايران لانه لايجيد اللغة الفارسية !
ولانه لاياكل الا من كد يمينه .......طبعا كمدير عام للطاقة الكهربائية....اين؟ في.....الاردن !
ارجو ان اكون قد وفقت في القاء نظرة خاطفة اولى على تاريخ واسباب ومبررات تلك الحملة الشعواء والتي لم يسلم منها احد رغم ان ال الحكيم قد نالوا القسط الاوفر منها !
افلا يحق لنا الان ان نعجب....كيف يحق لذرية من يرى ان (القائد لاياتي بالانتخاب ..القائد يبقى قائد)...ان يطعنوا بانتخاب السيد عمار الحكيم من قبل شورى الحزب وهم من خضع لقيادة الفرد لما يقرب من عشرين عاما بلا الية ولاضوابط ولانظام داخلي حتى ؟؟!
لذا اقول ان الطعن ليس بالامر الجديد وانهم كما طعن بعض (الصحابة) بجد ال الحكيم صلى الله عليه واله يوم قام بتامير زيد ثم ابنه اسامة من بعد على جيش فيه ابو بكر وعمر !
وكانت لهم بعض المبررات المعلنة منها صغر سن اسامة .......فجائت كلمة رسول الله ص المشهورة :
ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله !!
يتبع.....ان شاء الله
--------------
للمزيد حول تفاصيل وتوثيق ماطرح اعلاه يرجى التفضل بزيارة الرابط
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=124698 (http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=124698)
هشام حيدر
الناصرية
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
تعليق
متألق انت دائما اخينا الباحث هشام حيدر بكل ماتطرحه من حقائق علمية ونتمنى منك توثيق هذه الحقب التأريخية بكتاب يضم هذه الحقائق التي لم يصدح بها الا الشيخ جلال الدين الصغير وقد نال منال من التسقيط بسبب مواقفه الغيورة هذه.
لا املك الا الدعاء لك اخي العزيز.