al-baghdady
04-09-2010, 12:31 AM
مستبصِر تونسي: السير الى الحسين سبيل الوصول إلى الله سبحانه وتعالى
حاوره: ميثم العتابي
محمد غانمي ابو عبد الرحمن، تونسي مقيم في هولندا بسبب نشاطه السياسي السابق، كان فيما مضى اسلامي متشدد، منحاز على غير هدى إلى جماعة الأخوان، وبعد التقصي والبحث الدقيق، قذف الله سبحانه وتعالى في قلبه، وميض الحقيقة وبرق الصدق، إذ يعد من الناشطين في مجال التقصي عن الحقيقة الإيمانية، ليصل به الطريق إلى الاستبصار واتِّباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، فحدثنا بدوره قائلا:
حركة التشيع انطلقت في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، فكان هناك توجه ديني، خاصة بدخول الكثير من الأفكار الثقافية التي كان يتداولها الإخوة المثقفون هناك، بوجود برامج مكثفة لدى الاخوة المؤمنين للإطلاع على هذه الأفكار والعقائد، كما كان في تونس ايام الثورة الاسلامية في ايران، هناك توجه بين المثقفين التونسيين وعلى صعد ومستويات شتى، للبحث الدائم عن الفكر الإسلامي الحقيقي بغض النظر عن هذا الفكر بكونه سنيا او شيعيا، لذلك كانت كتابات السيد الشهيد محمد باقر الصدر موجودة بكثرة في تونس ذلك انها من الكتب القيمة والشيقة، فهو لدينا مفكر كبير للحركة الإسلامية وكما قلت سابقا بغض النظر عن انتمائه المذهبي، اما الجذور الاصلية لشعب تونس تجد فيه حس للتشيع بشكل متجلي، فمثلا مناسبة عاشوراء هناك من يحييها ولكن بطريقة تختلف عما يفعله الشيعة في هذه المنطقة، واحياء عاشوراء لايقتصر هناك على مذهب معين، ذلك ان المسلمين في المغرب العربي غير متعصبين كما هو الحال في بقية الدول العربية التي احتوت الكثير من التطرف خاصة بعد نشوء الحركة الوهابية ونشاط التيار والمد السلفي.
نشهد اليوم في تونس حركة تشيع لامثيل لها في العالم، وهذا يشمل بعض الاخوة من الذين كانوا على مستوى الخط الاول للقيادات في الحركة الاسلامية، واغلب قيادة هذه الحركة هم من الاخوان المسلمين او من لهم توجهات هذه الحركة.
بالنسبة للتحول الذي يطرأ على تغيير المعتقد لأي انسان لابد له من مقدمات، وهناك مقدمات تكون على مستوى اسس ثابتة لايمكن لها التزحزح او يمكن للإنسان التراجع عنها، خاصة وان كانت تلك الأسس مبنية على اسس سليمة متينة وقوية، وبالنسبة للإستبصار تم بعد نقاشات عدة مع بعض الاخوة وهم بدورهم استبصروا، هنالك منهم من درس في الحوزة سنوات عدة في سوريا، وكانت تتم بيننا نقاشات كثيرة على مستوى العقائد والتاريخ الإسلامي، وبالضبط اذكر تاريخ استبصاري، وهو احد الاصدقاء الذين عاشرتهم لفترة طويلة من المذهب المالكي كان يقوم بأبحاث عدة، وقد أخفى عني استبصاره لمدة خمس سنوات، وفي آخر فترة بين 1999 وعام 2000 رجعت علاقتي به، وهي علاقة قائمة على الاخوة، باشر معي ببعض النقاشات وعادة ما تكون هذه النقاشات في بيوتنا، بعد هذا كله وجدت نفسي أمام أدلة موضوعية دامغة لايمكن ان اتجاوزها ابدا، وهي ادلة على المستويين العقلي والنقلي، وبعد هذا وبحمد الله تمت مسألة استبصاري وهو امر ليس بهين ابدا، ولكن الله عز وجل ألقى في نفسي هذه الطمأنينة المباركة، ولايخفى هو تحول كامل في الشخصية والبنية النفسية، إذ تجد نفسك امام دور ومسؤولية مناطة بك تختلف كليا عما كان في السابق، ذلك ان ابناء العامة من المذاهب الاخرى يعتمدون على التسليم دون المناقشة او الحوار او الفحص والبحث، وهذا بعكس ما هو موجود في المذهب الشيعي والمدرسة الجعفرية، إذ يكون اساسها قائم على الدليل والبحث العلمي الدقيق، وهي صفة ايجابية كبيرة عند الشيعة. ولا اعرف كيف اصف حالتي اليوم إذ يعجز اللسان عن وصف ما أشعر به من راحة وأمان، واعتقد ان الاسبتصار وإن كان مجيئه عبر البحث والتقصي، ولكني اقول انما هو نور يقذفه الله تعالى بقلب وصدر من يشاء، وينير دربه به، خاصة وان كان ذلك الانسان مستعدا استعدادا كاملا (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) وما هي إلا نعمة الله سبحانه وتعالى عليّ، ومن هنا ادعو جميع حملة العلوم الدينية ان يدققوا ويتفحصوا ليجدوا ان الطريق الأمثل هو في ركب أهل البيت عليهم السلام وخلاف ذلك لايمكن ان يكون اي طريق حقيقي، فما نفع علمهم بلا عمل يقودهم لمعرفة الأحقية لدى أئمة الهدى من ابناء الرسول الكريم صلى الله عليه وآله.
- في الفترة التي اعقبت استبصارك، هل تمكنت من ايصال صوتك الى اهلك وذويك في تونس، وتبليغهم بالطريق الصحيح الذي اتبعته، لتمثل قول الله سبحانه وتعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)؟
هذه الحرقة التي تؤرقني، لأني لم استطع الوصول الى بلدي، ولايمكن مناقشة هذا الموضوع أو اقناعهم عن طريق الهاتف او غيره، إذ ان مثل هذه الامور تتم بالنقاش والمواجهة المباشرة، لذلك أسأل الله سبحانه وتعالى ان يسهل رجوعي الى تونس، إذ بوسعي وبمعونة الله سبحانه وتعالى ان اقوم بدعوة واقناع اقاربي واصدقائي ومعارفي وإرشادهم إلى سبيل الحق.
التحول الجذري الذي اصبحت عليه اليوم من الفكر السلفي الوهابي الى سبيل أهل البيت عليهم السلام وطريقهم الامثل، كان لزاما علي ان اقطع علاقاتي السابقة، فهم أدرى بمدى خطورة هذا التحول لما أحمله واعرفه جيدا وعن كثب، ما تتضمنه صفحات كتبهم وطريقة تفكريهم، لذلك اليوم وبحمد الله اذا دخلت اي نقاش فإني عارف تماما بجميع الأولويات التي يحاول الوهابية الإستناد عليها، وبعد تسلحي بعلم أهل البيت عليهم السلام اصبحت قادرا على تفنيدها وارجاعها من الضلالة الى الهدي. ومن الجدير بالذكر ان بعض النقاشات مع الاخوة التونسيين في أوربا قادتهم فيما بعد الى الاستبصار والتشيع، وهذا أيضا بفضل الله ومنته علينا.
- دخلتم العراق من المنطقة البرية الجنوبية، ثم وصلتم الى كربلاء، حين لاحت لكم منائر كربلاء كيف كانت مشاعركم؟
هنا توقف قليلا... وأشرع الاخ محمد غانمي ابو عبد الرحمن بالبكاء، ونظر صوب القبة العباسية المقدسة ملياً، وعيناه مغرورقتان بالدموع تعبِّران عن الشوق والجوى اللذين يملآن قلبه، وقال:
كيف يمكن لإنسان ان يتمالك نفسه امام هذا الصرح الكبير، واما هذا العطاء المتمثل بأبي عبد الله الحسين وأخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام امنيتي ان يوفقني الله سبحانه وتعالى وان ازور مراقد أهل البيت عليهم السلام سواء في النجف او سامراء او الكاظمية. ان حبنا لأهل البيت عليهم السلام تجاوز الفكر ولايمكن وصف هذه الحالة، فاي انسان توصل إلى معرفة أهل البيت عليهم السلام لايمكن له إلا ان يعشقهم، وبحسب رواية لحديث الرسول صلى الله عليه وآله يقول: (ياعلي لايعرفني إلا الله وانت، ولايعرف الله إلا أنا وأنت، ولايعرفك إلا الله وأنا). هذه المعرفة التي تخص أحقية أهل البيت عليهم السلام والتي نتوق إلى التوصل إليها او جزء منها، كما ندعو الله سبحانه وتعالى ان نكون اهلا لأتباع أهل البيت عليهم السلام والسائرين على خطاهم. كما أود ان اقدم شكري الجزيل لجميع الاخوة في العبتة العباسية المباركة الذين قدموا لنا التسهيلات للوصول اليوم إلى كربلاء الشهادة والقداسة. كما أسأل الله سبحانه وتعالى ان يعم الخير على أهل العراق الذين يمثلون بصدق مذهب أهل البيت عليهم السلام والرسالة المحمدية السمحاء.
* منقول عن شبكة النبأ المعلوماتية
حاوره: ميثم العتابي
محمد غانمي ابو عبد الرحمن، تونسي مقيم في هولندا بسبب نشاطه السياسي السابق، كان فيما مضى اسلامي متشدد، منحاز على غير هدى إلى جماعة الأخوان، وبعد التقصي والبحث الدقيق، قذف الله سبحانه وتعالى في قلبه، وميض الحقيقة وبرق الصدق، إذ يعد من الناشطين في مجال التقصي عن الحقيقة الإيمانية، ليصل به الطريق إلى الاستبصار واتِّباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، فحدثنا بدوره قائلا:
حركة التشيع انطلقت في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، فكان هناك توجه ديني، خاصة بدخول الكثير من الأفكار الثقافية التي كان يتداولها الإخوة المثقفون هناك، بوجود برامج مكثفة لدى الاخوة المؤمنين للإطلاع على هذه الأفكار والعقائد، كما كان في تونس ايام الثورة الاسلامية في ايران، هناك توجه بين المثقفين التونسيين وعلى صعد ومستويات شتى، للبحث الدائم عن الفكر الإسلامي الحقيقي بغض النظر عن هذا الفكر بكونه سنيا او شيعيا، لذلك كانت كتابات السيد الشهيد محمد باقر الصدر موجودة بكثرة في تونس ذلك انها من الكتب القيمة والشيقة، فهو لدينا مفكر كبير للحركة الإسلامية وكما قلت سابقا بغض النظر عن انتمائه المذهبي، اما الجذور الاصلية لشعب تونس تجد فيه حس للتشيع بشكل متجلي، فمثلا مناسبة عاشوراء هناك من يحييها ولكن بطريقة تختلف عما يفعله الشيعة في هذه المنطقة، واحياء عاشوراء لايقتصر هناك على مذهب معين، ذلك ان المسلمين في المغرب العربي غير متعصبين كما هو الحال في بقية الدول العربية التي احتوت الكثير من التطرف خاصة بعد نشوء الحركة الوهابية ونشاط التيار والمد السلفي.
نشهد اليوم في تونس حركة تشيع لامثيل لها في العالم، وهذا يشمل بعض الاخوة من الذين كانوا على مستوى الخط الاول للقيادات في الحركة الاسلامية، واغلب قيادة هذه الحركة هم من الاخوان المسلمين او من لهم توجهات هذه الحركة.
بالنسبة للتحول الذي يطرأ على تغيير المعتقد لأي انسان لابد له من مقدمات، وهناك مقدمات تكون على مستوى اسس ثابتة لايمكن لها التزحزح او يمكن للإنسان التراجع عنها، خاصة وان كانت تلك الأسس مبنية على اسس سليمة متينة وقوية، وبالنسبة للإستبصار تم بعد نقاشات عدة مع بعض الاخوة وهم بدورهم استبصروا، هنالك منهم من درس في الحوزة سنوات عدة في سوريا، وكانت تتم بيننا نقاشات كثيرة على مستوى العقائد والتاريخ الإسلامي، وبالضبط اذكر تاريخ استبصاري، وهو احد الاصدقاء الذين عاشرتهم لفترة طويلة من المذهب المالكي كان يقوم بأبحاث عدة، وقد أخفى عني استبصاره لمدة خمس سنوات، وفي آخر فترة بين 1999 وعام 2000 رجعت علاقتي به، وهي علاقة قائمة على الاخوة، باشر معي ببعض النقاشات وعادة ما تكون هذه النقاشات في بيوتنا، بعد هذا كله وجدت نفسي أمام أدلة موضوعية دامغة لايمكن ان اتجاوزها ابدا، وهي ادلة على المستويين العقلي والنقلي، وبعد هذا وبحمد الله تمت مسألة استبصاري وهو امر ليس بهين ابدا، ولكن الله عز وجل ألقى في نفسي هذه الطمأنينة المباركة، ولايخفى هو تحول كامل في الشخصية والبنية النفسية، إذ تجد نفسك امام دور ومسؤولية مناطة بك تختلف كليا عما كان في السابق، ذلك ان ابناء العامة من المذاهب الاخرى يعتمدون على التسليم دون المناقشة او الحوار او الفحص والبحث، وهذا بعكس ما هو موجود في المذهب الشيعي والمدرسة الجعفرية، إذ يكون اساسها قائم على الدليل والبحث العلمي الدقيق، وهي صفة ايجابية كبيرة عند الشيعة. ولا اعرف كيف اصف حالتي اليوم إذ يعجز اللسان عن وصف ما أشعر به من راحة وأمان، واعتقد ان الاسبتصار وإن كان مجيئه عبر البحث والتقصي، ولكني اقول انما هو نور يقذفه الله تعالى بقلب وصدر من يشاء، وينير دربه به، خاصة وان كان ذلك الانسان مستعدا استعدادا كاملا (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) وما هي إلا نعمة الله سبحانه وتعالى عليّ، ومن هنا ادعو جميع حملة العلوم الدينية ان يدققوا ويتفحصوا ليجدوا ان الطريق الأمثل هو في ركب أهل البيت عليهم السلام وخلاف ذلك لايمكن ان يكون اي طريق حقيقي، فما نفع علمهم بلا عمل يقودهم لمعرفة الأحقية لدى أئمة الهدى من ابناء الرسول الكريم صلى الله عليه وآله.
- في الفترة التي اعقبت استبصارك، هل تمكنت من ايصال صوتك الى اهلك وذويك في تونس، وتبليغهم بالطريق الصحيح الذي اتبعته، لتمثل قول الله سبحانه وتعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)؟
هذه الحرقة التي تؤرقني، لأني لم استطع الوصول الى بلدي، ولايمكن مناقشة هذا الموضوع أو اقناعهم عن طريق الهاتف او غيره، إذ ان مثل هذه الامور تتم بالنقاش والمواجهة المباشرة، لذلك أسأل الله سبحانه وتعالى ان يسهل رجوعي الى تونس، إذ بوسعي وبمعونة الله سبحانه وتعالى ان اقوم بدعوة واقناع اقاربي واصدقائي ومعارفي وإرشادهم إلى سبيل الحق.
التحول الجذري الذي اصبحت عليه اليوم من الفكر السلفي الوهابي الى سبيل أهل البيت عليهم السلام وطريقهم الامثل، كان لزاما علي ان اقطع علاقاتي السابقة، فهم أدرى بمدى خطورة هذا التحول لما أحمله واعرفه جيدا وعن كثب، ما تتضمنه صفحات كتبهم وطريقة تفكريهم، لذلك اليوم وبحمد الله اذا دخلت اي نقاش فإني عارف تماما بجميع الأولويات التي يحاول الوهابية الإستناد عليها، وبعد تسلحي بعلم أهل البيت عليهم السلام اصبحت قادرا على تفنيدها وارجاعها من الضلالة الى الهدي. ومن الجدير بالذكر ان بعض النقاشات مع الاخوة التونسيين في أوربا قادتهم فيما بعد الى الاستبصار والتشيع، وهذا أيضا بفضل الله ومنته علينا.
- دخلتم العراق من المنطقة البرية الجنوبية، ثم وصلتم الى كربلاء، حين لاحت لكم منائر كربلاء كيف كانت مشاعركم؟
هنا توقف قليلا... وأشرع الاخ محمد غانمي ابو عبد الرحمن بالبكاء، ونظر صوب القبة العباسية المقدسة ملياً، وعيناه مغرورقتان بالدموع تعبِّران عن الشوق والجوى اللذين يملآن قلبه، وقال:
كيف يمكن لإنسان ان يتمالك نفسه امام هذا الصرح الكبير، واما هذا العطاء المتمثل بأبي عبد الله الحسين وأخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام امنيتي ان يوفقني الله سبحانه وتعالى وان ازور مراقد أهل البيت عليهم السلام سواء في النجف او سامراء او الكاظمية. ان حبنا لأهل البيت عليهم السلام تجاوز الفكر ولايمكن وصف هذه الحالة، فاي انسان توصل إلى معرفة أهل البيت عليهم السلام لايمكن له إلا ان يعشقهم، وبحسب رواية لحديث الرسول صلى الله عليه وآله يقول: (ياعلي لايعرفني إلا الله وانت، ولايعرف الله إلا أنا وأنت، ولايعرفك إلا الله وأنا). هذه المعرفة التي تخص أحقية أهل البيت عليهم السلام والتي نتوق إلى التوصل إليها او جزء منها، كما ندعو الله سبحانه وتعالى ان نكون اهلا لأتباع أهل البيت عليهم السلام والسائرين على خطاهم. كما أود ان اقدم شكري الجزيل لجميع الاخوة في العبتة العباسية المباركة الذين قدموا لنا التسهيلات للوصول اليوم إلى كربلاء الشهادة والقداسة. كما أسأل الله سبحانه وتعالى ان يعم الخير على أهل العراق الذين يمثلون بصدق مذهب أهل البيت عليهم السلام والرسالة المحمدية السمحاء.
* منقول عن شبكة النبأ المعلوماتية