ابو فاطمة العذاري
07-09-2010, 02:51 AM
ابو فاطمة العذاري
تتميز بعض الأقلام العلمائية بجدارة الإنتاج وغزارة المضامين العميقة التي تفتح أفاق كبيرة لمساحات واسعة من الوعي والتقدم العلمي النافع ومن هنا كانت رافدا مهما لكثير
من النتاجات الموضوعية التي تتميز بصيغها المنتظمة والعالية الإبداع.
السيد محمد الصدر من ابرز تلك الأقلام العلمائية التي رفدت المكتبة الإسلامية بأفضل وانجح الأفكار في مختلف اتجاهات الفكر الإسلامي الأصيل ومن هنا كان السيد محمد الصدر ظاهرة إسلامية خطت لنفسها بصمات قوية في واقع الجيل المعاصر.
الذي نريد نقف عنده هنا محطة في غاية الروعة والجرأة والموضوعية من نتاجات السيد محمد الصدر ولم يلتفت إليها الكثيرون رغم اشتهارها ونقصد كتابه (( فقه الفضاء ))
لسنا في معرض الحديث عن هذا النتاج الفكري من الناحية البحثية على مداها الفقهي ولسنا في معرض مناقشة النتائج الشرعية التي بناها السيد الشهيد على مواضيع الكتاب .
الذي نريد نطرقه هنا هو جوهر الإبداع والجرأة هذه المحاولة النادرة التي طرقها السيد الشهيد.
لم يكتب أي فقيه شيعي و سني في تاريخ البشرية في هذا الموضوع إطلاقا حسب استقرائي.
******************
ولنا مع السيد ومن السيد عدة إفادات من كتابه وبالتحديد من مقدمته الرائعة وهي ما يلي
:
أولا: إن كثير من الفقهاء لم يكتبوا عن موضوع الفقه الفضائي أي إن هناك إهمال أو قل إعراض من علماء الإسلام عن هذا الموضوع ولعلهم كانوا يمتلكون عذرا باعتبار إن مواضيع هذا الجانب – الفقه في الفضاء – ليس مدار حاجه و التكليف الشرعي لعموم المجتمع من الناحية النظرية والعملية .
ولكن السيد محمد الصدر كان يرى الأمر من زاوية أخرى تماما فقد كان يرى انه كما قال (( محاولة بسيطة لملأ الفراغ الموجود في المكتبة الدينية الإسلامية من جهة موضوع هذا الكتاب. إذ لا يوجد حسب علمي كتاب مستقل بهذا الخصوص))
ثانيا: والملاحظ أيضا أن السيد الشهيد كان يرى ان الفقه الإسلامي منظومة حركية تستوعب كل مجالات حياة الإنسان في مختلف الجوانب ولا تضيق على حدود معينة لا يمكن لها أن تتعداها كما يرى بعض الفقهاء فقد كان السيد الشهيد يرى أن الكتاب ((يبرز سعة التصور الفقهي من حيث إنه يعالج كل الاحتمالات والموضوعات المتصورة ذهنياً، مهما كانت. وذلك هو الصحيح بعد أن ثبت فقهياً أنه : ما من واقعة إلا ولها حكم))
ثالثا: كذلك رأينا السيد الشهيد يقدم لنا الفقه الإسلامي في إطاره الحقيقي من حيث انه منظومة تشريعية تواكب الحياة في كافة مجالاتها فقد كان يرى ان الفقه الفضائي ((يبرز مواكبة الفقه الإسلامي للتصور الحديث والعلم الحديث وأنه ليس خاصاً بالوضع القديم بأي حال قد يبدو للبعض. وإنما هو مطابق للقاعدة القائلة : حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة)) من المعلوم أن هناك منهجين سار عليهما فقهاء الإسلام احدهما يختصر الفقه في زوايا ضيقة من حياة الانسان تعيش مع الموروث وتتأقلم عليه
الثانية – الصحيحة – تتحرك مع الحياة من خلال أن النصوص القرآنية والروائية إنما هي دستور متحرك ومستوعب لحياة الإنسان عبر الأجيال.
ومن موارد حياة الإنسان مستقبلا السفر والحياة في الفضاء.
رابعا: إن الإسلام دين الله تعالى في الوجود كافة فهو دين سماوي كوني وليس ارضي فقط – و يالها من فكرة جديدة يثيرها السيد الصدر تحتاج لبحث مستقل – من هنا رأينا وسمعنا القران والمعصومون يتحدثون عن السموات باعتبارها جزء من حياة الإنسان.
في كتابه يرى السيد الشهيد ((يبرز إمكان تطبيق الفقه الإسلامي في كل الكون سواء على وجه الأرض أو غيره. فليس الإسلام ديناً أرضياً فقط بل هو دين سماوي المصدر وسماوي التطبيق أيضا))
خامسا: إن الموضوع – السفر والحياة في الفضاء – إنما هو موضوع معاش عمليا في هذا العصر وان كان بحدود قليلة ولكنه من المتوقع انه سيتوسع الى ما هو اكبر كلما تقدم العلم فقد كان السيد الشهيد في كتابه يرى ((إن بعض مسائل هذا الفقه، وإن لم تكن (عملية) خلال العصر الحاضر. لعدم وصول المستوى الصناعي إلى هذا الحد كالسكنى البشرية في جرم خارج المجموعة الشمسية. أو اللقاء المباشر مع المخلوقات أو السكان الأصليين لأي جرم سماوي. إلا أن كثيراً من فروعه هي محل ابتلاء فعلاً، يعني كونها تطبيقات معاشة، ويحمل همها عدد من المسلمين لا يستهان به مضافاً إلى إمكان تحقق بعض الفروع الأخرى في القريب العاجل نسبياً من الدهر. من يدري؟))
والمعلوم أن البشرية لا زالت تجهل كيفية السكن في كوكب خارج المجموعة الشمسية. أو وجود حقيقي للمخلوقات أو السكان الأصليين لأي كوكب فضائي
ولكن السيد الشهيد يطرق هذا الموضوع كاحتمال فقهي ويبني عليه تصوراته ويقول ((إمكان تحقق بعض الفروع الأخرى في القريب العاجل نسبياً من الدهر. من يدري؟))
سادسا: ان السيد الشهيد اظهر لنا براعة فقهية فاق به غيره من حيث خوضه في هكذا مواضيع يشوبها التعتيم والغموض وخصوصا قصور الفهم - فهمنا للكتاب والسنة – والانغلاق حتى في العصر الحاضر بحياتنا الاعتيادية على وجه الأرض، وعدم النظر بها إلى تلك الفسحة العظيمة من الكون فقد كان يرى في كتابه ((إن الفقهاء الممارسين يعلمون : أن الاستدلال الفقهي على أمثال هذه الفروع هي من أصعب أشكال الاستدلال الفقهي. لاختصاص فهم الكتاب والسنة إلى العصر الحاضر بحياتنا الاعتيادية على وجه الأرض، وعدم النظر بها إلى تلك الفسحة العظيمة من الكون. الأمر الذي ينتج ان الفقيه الذي يستطيع أن يخوض هذا الغمار لا ينبغي أن يكون ذا فهم متوسط))
سابعا: أشار السيد انه لم يكن في تصوراته مستغرقا في التصورات والخيال العلمي بل كان حديثة مبنيا على احتمالات قريبة للتصور الصحيح فقط تحتاج البشرية الى وقت وتقدم علمي في العلوم الفلكية لإثباتها فقد كان يرى ((هذا وينبغي ان يلاحظ القارئ، أنني حاولت أن لا أذكر عدداً كثيراً من التفريعات التي تحتوي على زيادة في الخيال، أو تكون من قبيل ما يسمى بالخيال العلمي. وإنما اقتصرت على التفريعات والمسائل والأنسب والأقرب إلى الحياة العلمية، مع ضمها إلى أمور فضائية قد لا يطول الزمان لحصول الإنسان عليها ووصوله إليها))
****************
من هنا وجدنا السيد الشهيد يطرح طرحا متميزا وفريدا من نوعه لم يشهد له العقل الإسلامي مثيل على الإطلاق
ولنأخذ نماذج من الكتاب نرى من خلالها سعة التصور وتميز الإبداع وروعة الاستنتاج.
وعلى الأقل إنما هي جولة ممتعة للقارئ الكريم , فمن تلك النماذج من كتاب (( فقه الفضاء ))
قال السيد الشهيد :
((لا يفرق في هذه المسائل بين أن يكون الفرد على القمر أو في كوكب من توابع الشمس أو في خارج المجموعة الشمسية أو في مركبة فضائية أو غير ذلك وإنما المهم في ذلك هو كونه خارج سطح الأرض ))
قال السيد الشهيد :
((يعتبر ما في الكواكب والنجوم الأخرى من مواد منقولة وغير منقولة، مأكولة وغير مأكولة، هي من المباحات العامة وتدخل في ملك من يحوزها. ))
قال السيد الشهيد :
((إذا وجد في بعض الكواكب أو النجوم مخلوقات عاقلة مالكة لبعض الحاجات المنقولة أو غير المنقولة. فمقتضى الاحتياط صيانة هذه الملكية وعدم سرقتها. إلا إذا ثبت كونهم غير مسلمين.
))
قال السيد الشهيد :
((يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أحكامه وتحقيق شروطه مع تلك المخلوقات. فإن الإسلام وأحكامه شامل لكل الكون بل يجب الجهاد بشروطه وأحكامه معهم إن رفضوا. إلا أن مبادرتهم بالقتال تتوقف على إذن من له حق الإذن، وهو الحاكم الشرعي أو المعصوم))
قال السيد الشهيد :
((يمكن أن يوجد حاكم شرعي بشري خارج الأرض - كما أشرنا – كما يمكن ان يكون أحد المخلوقات الأخرى العاقلة حاكماً شرعياً إذا كان جامعاً للشرائط، حيث لا يشترط فيه أن يكون بشرياً.))
قال السيد الشهيد :
((قد يكون حال الفرد في داخل المركبة لا يساعد على الوضوء والتيمم. إما لعدم إمكانه نزع البدلة الفضائية أو لعدم إمكان جمع القطرات المتساقطة مع فقدان الجاذبية وإذا بقيت في الجو أدت إلى الضرر. أو لقلة الماء المجلوب بحيث يحتاج إلى شربة أو لغير ذلك من الموانع. وعندئذ يسقط التكليف بالوضوء فيتيمم مع إمكانه، وإلا كان فاقد الطهورين.
))
قال السيد الشهيد :
((قلنا إنه يجوز استعمال سطح أي كوكب للدفن. وهذا لا يفرق فيه بين ان يكون من جنس التراب أو الصخر أو المعدن أو غيرها. بل المطلوب إمكان إيجاد قبر فيه لمواراة الجسد.
))
قال السيد الشهيد :
((الحكم في القمر الصناعي الدائر حول الأرض، يختلف عن الحكم في الطائرة، من حيث الأوقات. فإن الطائرة جزء من الأرض عرفاً، بخلاف القمر الصناعي، لمدى بعده الشاسع عنها. فله شروقه وغروبه وأوقاته الخاصة له. فإن سارت على نسق معقول مماثل نسبياً لها على سطح الأرض في الترتيب فلا إشكال. وإلا فقد تحدث بعض المسائل التي نتعرض لأهمها.
))
قال السيد الشهيد :
((لو سار القمر الصناعي بعكس اتجاه الأرض، أسرع منها فستكون أوقاته بعكس أوقات الأرض، فتشرق عليه الشمس من جهة الغرب وتغرب من جهة المشرق وهكذا فالاحوط أداء الصلاة باعتبار وقت القمر، وقضاؤها بعد ذلك.))
قال السيد الشهيد :
((الأيام في الأجرام السماوية، تحسب بحسابها، لا بحساب الأرض، سواء طالت أم قصرت. وان كان الأحوط خلافه. وذلك في الحيض والنفاس والعدة وغيرها.))
قال السيد الشهيد :
((المركبة والقمر الصناعي التابع لكوكب أو نجم. حكمه حكم ما على الأرض من أقمار صناعية، كما سمعناه، فتكون أوقاته مستقلة إلا أن أيامه تابعة للجرم الذي يدور حوله.
))
قال السيد الشهيد :
((المركبة المسافرة في الفضاء ان دخلت في حدود جرم معين ([3]) كانت كالقمر الصناعي، في المسألة السابقة. وإن لم تدخل في حدود أي جرم، لم يكن لها أوقات ولا أيام فالاحوط للفرد أن يحسب حساب وطنه الأرضي ثم يقضي.
))
قال السيد الشهيد :
((تحصل في الأقمار الصناعية والمركبات في الفضاء البعيد أحياناً بعض المسائل المشابهة لما قلناه في صورة قربها في الأرض، إلا أنه لا حاجة إلى تكرارها لعدم كونها فروضاً (عملية) في العصر الحاضر. وعلى أي حال. فيمكن التعرف على الحكم من خلال المسائل نفسها بعد جعل الجرم المركزي بدل الأرض بالنسبة إلى المركبة أو القمر الصناعي.
))
قال السيد الشهيد :
((تختلف الصلاة في القمر الصناعي عن غيره من وسائط النقل السابقة، لمدى بعده عن الأرض. فإن كانت نسبته إلى الكعبة معلومة، وجب استقبالها. وإن لم تكن نسبته معلومة، كما في بعض الصور، كما لو كان القمر الصناعي فوق الكعبة أو قريباً منها أو كان في الجانب الآخر من الأرض. أو كان راكبه يجهل محل وجوده. وفي مثل ذلك يكون المصلي مخيراً في الاتجاه إلى أي جهة. ما لم يكن بعض الجهات مظنوناً فالأحوط العمل عليه.
))
قال السيد الشهيد :
((إذا كان المصلي، خارج المجموعة الشمسية، فإن أمكن الاتجاه إلى الأرض، وجب، وإلا كانت القبلة هي الشمس، مع إمكان الاتجاه إليها، أو تعيين محل تواجدها. فإن لم يمكن ذلك وأمكن الاتجاه إلى الحيز العام للمجموعة الشمسية، وجب، وإن لم يمكن ذلك وكان الاتجاه إلى الحيز العام لمجرتنا (درب التبانة) وجب ذلك. فإن لم يمكن حتى ذلك صلى إلى أي جهة شاء. لا يختلف في كل ذلك وجود المصلي على كوكب أو نجم أو قمر أو مركبة فضائية أو غير ذلك.
))
قال السيد الشهيد :
((قد تكون أرض بعض الكواكب أو الأقمار الطبيعية، شديدة الجاذبية، بحيث تصعب الصلاة عليها ركوعاً أو سجوداً أو وقوفاً أو غير ذلك، فيؤدي الفرد ما هو ممكن ويترك المتعذر، فإن لم يمكن شيء منها صلى إيماء بالرأس وإلا فبالعين.
))
قال السيد الشهيد :
((إذا حصل الكسوف لمن كان في القمر أو الخسوف لمن كان في كوكب من المجموعة الشمسية، أو حصلت زلزلة في أراضيها، وجبت الصلاة. والمراد بالكسوف احتراق قرص الشمس، والمراد بالخسوف احتراق قرص القمر الأرضي.
))
قال السيد الشهيد :
((يجوز الإقتداء بالصلاة وراء بعض المخلوقات العاقلة الموجودة في الأجرام السماوية - إن تم العثور عليها - بشرائط الإمامة المسطورة في الفقه. ويجوز أن يكون بعضهم مأموماً وراء إنسان جامع للشرائط.
))
قال السيد الشهيد :
((أما إذا كان الفرد خارج المجرة، فالأحوط هو الاعتماد على الحساب الأرضي، في ذلك أيضا مع الإمكان، وان لم يمكن العمل على الظن ولو باعتبار حساب فلكي معين. فإن لم يمكن عمل بالاحتمال. ولا يمكن المصير إلى سقوط الصوم عن الفرد.
))
قال السيد الشهيد :
((إذا كان في بعض الأجرام السماوية نوعية من الغذاء لا يصدق عليها الأكل والشرب، ولا يلزم منها دخول أجسام صلبة إلى المعدة لم تكن تلك التغذية مفطرة، كما لو كانت التغذية بالرائحة أو النور أو الصوت أو اللطع بدون بلع شيء. وهكذا.
))
قال السيد الشهيد :
((قد يقال: بأنه إذا لم يمكن الإطلاع على الأيام الأرضية فإنه يمكن التعرف على نسبة زمانها إلى زمان ذلك الجرم الذي يعيش ذلك الفرد فيه. فيمكن أن نحسب بمقداره مما يساوي الزمان الأرضي.
وهذا الحساب إذ كان شكلاً من الإطلاع على الأيام الأرضية، إذن، فهو صحيح ويندرج فيما قلنا. وإن لم يكن كذلك، أو كان الفرد في جرم بعيد جداً لا يمكن أو لا يجب فيه ذلك.إذن، يكون الأحوط العمل على ما قلناه في المسألة السابقة.
))
قال السيد الشهيد :
((إذا خرج طفل بصاروخ من الأرض يسير قريباً من سرعة الضوء، ثم عاد إلى الأرض. وكان قد مضى في الأرض خمس عشرة سنة أو ما يكمل له سنة في التكليف. إلا أن الزمن في الصاروخ لم يكن أكثر من يوم أو أسبوع. لم يحسب له هذا الزمان أكثر مما أحس به وعاشه في الصاروخ، واحتاج قضاؤه الفترة إلى عدة سنوات إضافية أخرى.
))
قال السيد الشهيد :
(( نعم لو فرضنا انقلاب الزمان في الصاروخ، وهذا يصح في النظرية النسبية إن سار أسرع من سرعة الضوء، وإن كان هذا محالاً عندهم. فإذا انقلب الزمان صغر الوالد المسافر في الصاروخ، حتى يصبح طفلاً، وعندئذ تزول ولايته على ولده (إذا كان ممن تجب الولاية عليه) كما لو أصبح الوالد مجنوناً أو سفيهاً، وتكون الولاية للحاكم عليهما معاً.
))
قال السيد الشهيد :
((لا يكون الحج إلا على الأرض، ولا يجزي أن يبنى شيء يشبه الكعبة المشرفة والمسجد الحرام لكي يتم الحج فيه، في بعض الأجرام السماوية أو في عدد منها. ولا يكون الحج إليه مجزياً.
))
قال السيد الشهيد :
((يحرم الصيد مع الإحرام، سواء كان الحيوان على مرأى الفرد مباشرة أو مكشوفاً بالرادار أو القمر الصناعي. وسواء كانت الآلة المعدة للصيد بهذا القرب أو تنال الحيوان من بعيد، وسواء كان الحيوان المصطاد أرضياً أم غيره، وسواء كان وجوده على وجه الأرض أم في غيرها.
))
قال السيد الشهيد :
((يعتبر الفرد القاصد من خارج الكرة الأرضية، للحج، من غير (حاضري المسجد الحرام) فيتعين عليه حج التمتع. ))
قال السيد الشهيد :
((إن كانت في بعض الأسواق خارج الأرض معاملات غير معهودة في الأرض، فإن لم تتناف مع شيء من القواعد الشرعية. جاز العمل بها والبناء عليها.
))
قال السيد الشهيد :
((يجوز الزواج بالمخلوقات الأخرى، التي قد تكون موجودة في بعض الأجرام السماوية، بنفس الشرائط والأحكام الموجودة بين البشر أنفسهم، طبقاً للشريعة الإسلامية المقدسة.
))
قال السيد الشهيد :
((إذا حصل الزواج بين بشري وغيره، فقد يحصل الأولاد ذكوراً وإناثاً من جنس البشر وقد يكونون من الجنس الآخر، وقد يكونون خلقاً وسطاً بينهما. وعلى أي حال فهم مشمولون لأحكام الأولاد حقوقاً وواجبات وميراثاً، كما هو مسطور في محله. ))
قال السيد الشهيد :
((إذا صدق على الحيوان المائي خارج الأرض أنه سمك، كانت حيلته مشروطة بوجود فلس. وكذلك إن كانت البحار هناك متكونة من غير الماء، أو كان هناك سمك غير مائي يعيش في الجو.))
قال السيد الشهيد :
((يجوز أن يحكم القاضي بعلمه إذا كان على يقين عرفاً. فأذا كان على بعض الأجرام السماوية أساليب صناعية أو نفسية موجبة لحصول اليقين لدى القاضي، جاز حكمه به.
تتميز بعض الأقلام العلمائية بجدارة الإنتاج وغزارة المضامين العميقة التي تفتح أفاق كبيرة لمساحات واسعة من الوعي والتقدم العلمي النافع ومن هنا كانت رافدا مهما لكثير
من النتاجات الموضوعية التي تتميز بصيغها المنتظمة والعالية الإبداع.
السيد محمد الصدر من ابرز تلك الأقلام العلمائية التي رفدت المكتبة الإسلامية بأفضل وانجح الأفكار في مختلف اتجاهات الفكر الإسلامي الأصيل ومن هنا كان السيد محمد الصدر ظاهرة إسلامية خطت لنفسها بصمات قوية في واقع الجيل المعاصر.
الذي نريد نقف عنده هنا محطة في غاية الروعة والجرأة والموضوعية من نتاجات السيد محمد الصدر ولم يلتفت إليها الكثيرون رغم اشتهارها ونقصد كتابه (( فقه الفضاء ))
لسنا في معرض الحديث عن هذا النتاج الفكري من الناحية البحثية على مداها الفقهي ولسنا في معرض مناقشة النتائج الشرعية التي بناها السيد الشهيد على مواضيع الكتاب .
الذي نريد نطرقه هنا هو جوهر الإبداع والجرأة هذه المحاولة النادرة التي طرقها السيد الشهيد.
لم يكتب أي فقيه شيعي و سني في تاريخ البشرية في هذا الموضوع إطلاقا حسب استقرائي.
******************
ولنا مع السيد ومن السيد عدة إفادات من كتابه وبالتحديد من مقدمته الرائعة وهي ما يلي
:
أولا: إن كثير من الفقهاء لم يكتبوا عن موضوع الفقه الفضائي أي إن هناك إهمال أو قل إعراض من علماء الإسلام عن هذا الموضوع ولعلهم كانوا يمتلكون عذرا باعتبار إن مواضيع هذا الجانب – الفقه في الفضاء – ليس مدار حاجه و التكليف الشرعي لعموم المجتمع من الناحية النظرية والعملية .
ولكن السيد محمد الصدر كان يرى الأمر من زاوية أخرى تماما فقد كان يرى انه كما قال (( محاولة بسيطة لملأ الفراغ الموجود في المكتبة الدينية الإسلامية من جهة موضوع هذا الكتاب. إذ لا يوجد حسب علمي كتاب مستقل بهذا الخصوص))
ثانيا: والملاحظ أيضا أن السيد الشهيد كان يرى ان الفقه الإسلامي منظومة حركية تستوعب كل مجالات حياة الإنسان في مختلف الجوانب ولا تضيق على حدود معينة لا يمكن لها أن تتعداها كما يرى بعض الفقهاء فقد كان السيد الشهيد يرى أن الكتاب ((يبرز سعة التصور الفقهي من حيث إنه يعالج كل الاحتمالات والموضوعات المتصورة ذهنياً، مهما كانت. وذلك هو الصحيح بعد أن ثبت فقهياً أنه : ما من واقعة إلا ولها حكم))
ثالثا: كذلك رأينا السيد الشهيد يقدم لنا الفقه الإسلامي في إطاره الحقيقي من حيث انه منظومة تشريعية تواكب الحياة في كافة مجالاتها فقد كان يرى ان الفقه الفضائي ((يبرز مواكبة الفقه الإسلامي للتصور الحديث والعلم الحديث وأنه ليس خاصاً بالوضع القديم بأي حال قد يبدو للبعض. وإنما هو مطابق للقاعدة القائلة : حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة)) من المعلوم أن هناك منهجين سار عليهما فقهاء الإسلام احدهما يختصر الفقه في زوايا ضيقة من حياة الانسان تعيش مع الموروث وتتأقلم عليه
الثانية – الصحيحة – تتحرك مع الحياة من خلال أن النصوص القرآنية والروائية إنما هي دستور متحرك ومستوعب لحياة الإنسان عبر الأجيال.
ومن موارد حياة الإنسان مستقبلا السفر والحياة في الفضاء.
رابعا: إن الإسلام دين الله تعالى في الوجود كافة فهو دين سماوي كوني وليس ارضي فقط – و يالها من فكرة جديدة يثيرها السيد الصدر تحتاج لبحث مستقل – من هنا رأينا وسمعنا القران والمعصومون يتحدثون عن السموات باعتبارها جزء من حياة الإنسان.
في كتابه يرى السيد الشهيد ((يبرز إمكان تطبيق الفقه الإسلامي في كل الكون سواء على وجه الأرض أو غيره. فليس الإسلام ديناً أرضياً فقط بل هو دين سماوي المصدر وسماوي التطبيق أيضا))
خامسا: إن الموضوع – السفر والحياة في الفضاء – إنما هو موضوع معاش عمليا في هذا العصر وان كان بحدود قليلة ولكنه من المتوقع انه سيتوسع الى ما هو اكبر كلما تقدم العلم فقد كان السيد الشهيد في كتابه يرى ((إن بعض مسائل هذا الفقه، وإن لم تكن (عملية) خلال العصر الحاضر. لعدم وصول المستوى الصناعي إلى هذا الحد كالسكنى البشرية في جرم خارج المجموعة الشمسية. أو اللقاء المباشر مع المخلوقات أو السكان الأصليين لأي جرم سماوي. إلا أن كثيراً من فروعه هي محل ابتلاء فعلاً، يعني كونها تطبيقات معاشة، ويحمل همها عدد من المسلمين لا يستهان به مضافاً إلى إمكان تحقق بعض الفروع الأخرى في القريب العاجل نسبياً من الدهر. من يدري؟))
والمعلوم أن البشرية لا زالت تجهل كيفية السكن في كوكب خارج المجموعة الشمسية. أو وجود حقيقي للمخلوقات أو السكان الأصليين لأي كوكب فضائي
ولكن السيد الشهيد يطرق هذا الموضوع كاحتمال فقهي ويبني عليه تصوراته ويقول ((إمكان تحقق بعض الفروع الأخرى في القريب العاجل نسبياً من الدهر. من يدري؟))
سادسا: ان السيد الشهيد اظهر لنا براعة فقهية فاق به غيره من حيث خوضه في هكذا مواضيع يشوبها التعتيم والغموض وخصوصا قصور الفهم - فهمنا للكتاب والسنة – والانغلاق حتى في العصر الحاضر بحياتنا الاعتيادية على وجه الأرض، وعدم النظر بها إلى تلك الفسحة العظيمة من الكون فقد كان يرى في كتابه ((إن الفقهاء الممارسين يعلمون : أن الاستدلال الفقهي على أمثال هذه الفروع هي من أصعب أشكال الاستدلال الفقهي. لاختصاص فهم الكتاب والسنة إلى العصر الحاضر بحياتنا الاعتيادية على وجه الأرض، وعدم النظر بها إلى تلك الفسحة العظيمة من الكون. الأمر الذي ينتج ان الفقيه الذي يستطيع أن يخوض هذا الغمار لا ينبغي أن يكون ذا فهم متوسط))
سابعا: أشار السيد انه لم يكن في تصوراته مستغرقا في التصورات والخيال العلمي بل كان حديثة مبنيا على احتمالات قريبة للتصور الصحيح فقط تحتاج البشرية الى وقت وتقدم علمي في العلوم الفلكية لإثباتها فقد كان يرى ((هذا وينبغي ان يلاحظ القارئ، أنني حاولت أن لا أذكر عدداً كثيراً من التفريعات التي تحتوي على زيادة في الخيال، أو تكون من قبيل ما يسمى بالخيال العلمي. وإنما اقتصرت على التفريعات والمسائل والأنسب والأقرب إلى الحياة العلمية، مع ضمها إلى أمور فضائية قد لا يطول الزمان لحصول الإنسان عليها ووصوله إليها))
****************
من هنا وجدنا السيد الشهيد يطرح طرحا متميزا وفريدا من نوعه لم يشهد له العقل الإسلامي مثيل على الإطلاق
ولنأخذ نماذج من الكتاب نرى من خلالها سعة التصور وتميز الإبداع وروعة الاستنتاج.
وعلى الأقل إنما هي جولة ممتعة للقارئ الكريم , فمن تلك النماذج من كتاب (( فقه الفضاء ))
قال السيد الشهيد :
((لا يفرق في هذه المسائل بين أن يكون الفرد على القمر أو في كوكب من توابع الشمس أو في خارج المجموعة الشمسية أو في مركبة فضائية أو غير ذلك وإنما المهم في ذلك هو كونه خارج سطح الأرض ))
قال السيد الشهيد :
((يعتبر ما في الكواكب والنجوم الأخرى من مواد منقولة وغير منقولة، مأكولة وغير مأكولة، هي من المباحات العامة وتدخل في ملك من يحوزها. ))
قال السيد الشهيد :
((إذا وجد في بعض الكواكب أو النجوم مخلوقات عاقلة مالكة لبعض الحاجات المنقولة أو غير المنقولة. فمقتضى الاحتياط صيانة هذه الملكية وعدم سرقتها. إلا إذا ثبت كونهم غير مسلمين.
))
قال السيد الشهيد :
((يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أحكامه وتحقيق شروطه مع تلك المخلوقات. فإن الإسلام وأحكامه شامل لكل الكون بل يجب الجهاد بشروطه وأحكامه معهم إن رفضوا. إلا أن مبادرتهم بالقتال تتوقف على إذن من له حق الإذن، وهو الحاكم الشرعي أو المعصوم))
قال السيد الشهيد :
((يمكن أن يوجد حاكم شرعي بشري خارج الأرض - كما أشرنا – كما يمكن ان يكون أحد المخلوقات الأخرى العاقلة حاكماً شرعياً إذا كان جامعاً للشرائط، حيث لا يشترط فيه أن يكون بشرياً.))
قال السيد الشهيد :
((قد يكون حال الفرد في داخل المركبة لا يساعد على الوضوء والتيمم. إما لعدم إمكانه نزع البدلة الفضائية أو لعدم إمكان جمع القطرات المتساقطة مع فقدان الجاذبية وإذا بقيت في الجو أدت إلى الضرر. أو لقلة الماء المجلوب بحيث يحتاج إلى شربة أو لغير ذلك من الموانع. وعندئذ يسقط التكليف بالوضوء فيتيمم مع إمكانه، وإلا كان فاقد الطهورين.
))
قال السيد الشهيد :
((قلنا إنه يجوز استعمال سطح أي كوكب للدفن. وهذا لا يفرق فيه بين ان يكون من جنس التراب أو الصخر أو المعدن أو غيرها. بل المطلوب إمكان إيجاد قبر فيه لمواراة الجسد.
))
قال السيد الشهيد :
((الحكم في القمر الصناعي الدائر حول الأرض، يختلف عن الحكم في الطائرة، من حيث الأوقات. فإن الطائرة جزء من الأرض عرفاً، بخلاف القمر الصناعي، لمدى بعده الشاسع عنها. فله شروقه وغروبه وأوقاته الخاصة له. فإن سارت على نسق معقول مماثل نسبياً لها على سطح الأرض في الترتيب فلا إشكال. وإلا فقد تحدث بعض المسائل التي نتعرض لأهمها.
))
قال السيد الشهيد :
((لو سار القمر الصناعي بعكس اتجاه الأرض، أسرع منها فستكون أوقاته بعكس أوقات الأرض، فتشرق عليه الشمس من جهة الغرب وتغرب من جهة المشرق وهكذا فالاحوط أداء الصلاة باعتبار وقت القمر، وقضاؤها بعد ذلك.))
قال السيد الشهيد :
((الأيام في الأجرام السماوية، تحسب بحسابها، لا بحساب الأرض، سواء طالت أم قصرت. وان كان الأحوط خلافه. وذلك في الحيض والنفاس والعدة وغيرها.))
قال السيد الشهيد :
((المركبة والقمر الصناعي التابع لكوكب أو نجم. حكمه حكم ما على الأرض من أقمار صناعية، كما سمعناه، فتكون أوقاته مستقلة إلا أن أيامه تابعة للجرم الذي يدور حوله.
))
قال السيد الشهيد :
((المركبة المسافرة في الفضاء ان دخلت في حدود جرم معين ([3]) كانت كالقمر الصناعي، في المسألة السابقة. وإن لم تدخل في حدود أي جرم، لم يكن لها أوقات ولا أيام فالاحوط للفرد أن يحسب حساب وطنه الأرضي ثم يقضي.
))
قال السيد الشهيد :
((تحصل في الأقمار الصناعية والمركبات في الفضاء البعيد أحياناً بعض المسائل المشابهة لما قلناه في صورة قربها في الأرض، إلا أنه لا حاجة إلى تكرارها لعدم كونها فروضاً (عملية) في العصر الحاضر. وعلى أي حال. فيمكن التعرف على الحكم من خلال المسائل نفسها بعد جعل الجرم المركزي بدل الأرض بالنسبة إلى المركبة أو القمر الصناعي.
))
قال السيد الشهيد :
((تختلف الصلاة في القمر الصناعي عن غيره من وسائط النقل السابقة، لمدى بعده عن الأرض. فإن كانت نسبته إلى الكعبة معلومة، وجب استقبالها. وإن لم تكن نسبته معلومة، كما في بعض الصور، كما لو كان القمر الصناعي فوق الكعبة أو قريباً منها أو كان في الجانب الآخر من الأرض. أو كان راكبه يجهل محل وجوده. وفي مثل ذلك يكون المصلي مخيراً في الاتجاه إلى أي جهة. ما لم يكن بعض الجهات مظنوناً فالأحوط العمل عليه.
))
قال السيد الشهيد :
((إذا كان المصلي، خارج المجموعة الشمسية، فإن أمكن الاتجاه إلى الأرض، وجب، وإلا كانت القبلة هي الشمس، مع إمكان الاتجاه إليها، أو تعيين محل تواجدها. فإن لم يمكن ذلك وأمكن الاتجاه إلى الحيز العام للمجموعة الشمسية، وجب، وإن لم يمكن ذلك وكان الاتجاه إلى الحيز العام لمجرتنا (درب التبانة) وجب ذلك. فإن لم يمكن حتى ذلك صلى إلى أي جهة شاء. لا يختلف في كل ذلك وجود المصلي على كوكب أو نجم أو قمر أو مركبة فضائية أو غير ذلك.
))
قال السيد الشهيد :
((قد تكون أرض بعض الكواكب أو الأقمار الطبيعية، شديدة الجاذبية، بحيث تصعب الصلاة عليها ركوعاً أو سجوداً أو وقوفاً أو غير ذلك، فيؤدي الفرد ما هو ممكن ويترك المتعذر، فإن لم يمكن شيء منها صلى إيماء بالرأس وإلا فبالعين.
))
قال السيد الشهيد :
((إذا حصل الكسوف لمن كان في القمر أو الخسوف لمن كان في كوكب من المجموعة الشمسية، أو حصلت زلزلة في أراضيها، وجبت الصلاة. والمراد بالكسوف احتراق قرص الشمس، والمراد بالخسوف احتراق قرص القمر الأرضي.
))
قال السيد الشهيد :
((يجوز الإقتداء بالصلاة وراء بعض المخلوقات العاقلة الموجودة في الأجرام السماوية - إن تم العثور عليها - بشرائط الإمامة المسطورة في الفقه. ويجوز أن يكون بعضهم مأموماً وراء إنسان جامع للشرائط.
))
قال السيد الشهيد :
((أما إذا كان الفرد خارج المجرة، فالأحوط هو الاعتماد على الحساب الأرضي، في ذلك أيضا مع الإمكان، وان لم يمكن العمل على الظن ولو باعتبار حساب فلكي معين. فإن لم يمكن عمل بالاحتمال. ولا يمكن المصير إلى سقوط الصوم عن الفرد.
))
قال السيد الشهيد :
((إذا كان في بعض الأجرام السماوية نوعية من الغذاء لا يصدق عليها الأكل والشرب، ولا يلزم منها دخول أجسام صلبة إلى المعدة لم تكن تلك التغذية مفطرة، كما لو كانت التغذية بالرائحة أو النور أو الصوت أو اللطع بدون بلع شيء. وهكذا.
))
قال السيد الشهيد :
((قد يقال: بأنه إذا لم يمكن الإطلاع على الأيام الأرضية فإنه يمكن التعرف على نسبة زمانها إلى زمان ذلك الجرم الذي يعيش ذلك الفرد فيه. فيمكن أن نحسب بمقداره مما يساوي الزمان الأرضي.
وهذا الحساب إذ كان شكلاً من الإطلاع على الأيام الأرضية، إذن، فهو صحيح ويندرج فيما قلنا. وإن لم يكن كذلك، أو كان الفرد في جرم بعيد جداً لا يمكن أو لا يجب فيه ذلك.إذن، يكون الأحوط العمل على ما قلناه في المسألة السابقة.
))
قال السيد الشهيد :
((إذا خرج طفل بصاروخ من الأرض يسير قريباً من سرعة الضوء، ثم عاد إلى الأرض. وكان قد مضى في الأرض خمس عشرة سنة أو ما يكمل له سنة في التكليف. إلا أن الزمن في الصاروخ لم يكن أكثر من يوم أو أسبوع. لم يحسب له هذا الزمان أكثر مما أحس به وعاشه في الصاروخ، واحتاج قضاؤه الفترة إلى عدة سنوات إضافية أخرى.
))
قال السيد الشهيد :
(( نعم لو فرضنا انقلاب الزمان في الصاروخ، وهذا يصح في النظرية النسبية إن سار أسرع من سرعة الضوء، وإن كان هذا محالاً عندهم. فإذا انقلب الزمان صغر الوالد المسافر في الصاروخ، حتى يصبح طفلاً، وعندئذ تزول ولايته على ولده (إذا كان ممن تجب الولاية عليه) كما لو أصبح الوالد مجنوناً أو سفيهاً، وتكون الولاية للحاكم عليهما معاً.
))
قال السيد الشهيد :
((لا يكون الحج إلا على الأرض، ولا يجزي أن يبنى شيء يشبه الكعبة المشرفة والمسجد الحرام لكي يتم الحج فيه، في بعض الأجرام السماوية أو في عدد منها. ولا يكون الحج إليه مجزياً.
))
قال السيد الشهيد :
((يحرم الصيد مع الإحرام، سواء كان الحيوان على مرأى الفرد مباشرة أو مكشوفاً بالرادار أو القمر الصناعي. وسواء كانت الآلة المعدة للصيد بهذا القرب أو تنال الحيوان من بعيد، وسواء كان الحيوان المصطاد أرضياً أم غيره، وسواء كان وجوده على وجه الأرض أم في غيرها.
))
قال السيد الشهيد :
((يعتبر الفرد القاصد من خارج الكرة الأرضية، للحج، من غير (حاضري المسجد الحرام) فيتعين عليه حج التمتع. ))
قال السيد الشهيد :
((إن كانت في بعض الأسواق خارج الأرض معاملات غير معهودة في الأرض، فإن لم تتناف مع شيء من القواعد الشرعية. جاز العمل بها والبناء عليها.
))
قال السيد الشهيد :
((يجوز الزواج بالمخلوقات الأخرى، التي قد تكون موجودة في بعض الأجرام السماوية، بنفس الشرائط والأحكام الموجودة بين البشر أنفسهم، طبقاً للشريعة الإسلامية المقدسة.
))
قال السيد الشهيد :
((إذا حصل الزواج بين بشري وغيره، فقد يحصل الأولاد ذكوراً وإناثاً من جنس البشر وقد يكونون من الجنس الآخر، وقد يكونون خلقاً وسطاً بينهما. وعلى أي حال فهم مشمولون لأحكام الأولاد حقوقاً وواجبات وميراثاً، كما هو مسطور في محله. ))
قال السيد الشهيد :
((إذا صدق على الحيوان المائي خارج الأرض أنه سمك، كانت حيلته مشروطة بوجود فلس. وكذلك إن كانت البحار هناك متكونة من غير الماء، أو كان هناك سمك غير مائي يعيش في الجو.))
قال السيد الشهيد :
((يجوز أن يحكم القاضي بعلمه إذا كان على يقين عرفاً. فأذا كان على بعض الأجرام السماوية أساليب صناعية أو نفسية موجبة لحصول اليقين لدى القاضي، جاز حكمه به.