المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الرجل الذي طلب المساعدة من النبي الاكرم ( صلى الله عليه وآله ) .


صبر الحوراء
08-09-2010, 01:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الرجل الذي طلب المساعدة


بينما كان يستعرض صور ماضيه المليء بالمشقة ويتذكر الأيام المرة التي خلفها وراءه ، كالأيام التي لم يكن قادرا فيها على الحصول على القوت اليومي لزوجته وأطفاله المساكين . بينما كان كذلك وإذا بحديث سمعه من قبل يطرق سمعه ثلاث مرات مما بعث العزم وغير مسيرة حياته وأنقذه مع عائلته من أسر الفقر والنكبة.


فبعد أن رأت زوجته أن الفقر المدقع قد بلغ أوجه، أشارت عليه بأن يذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويعلمه بحالته المتدهوره تلك ويطلب منه العون والمساعده.


فمضى من ساعته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليخبره بما اقترحت عليه زوجته، وقبل أن يتفوه بحاجته ، سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله".


فلم يقل شيئا وعاد إلى بيته بخفي حنين. ومن شدة وطأة الفقر اضطر إلى أن يذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في اليوم التالي لطلب المساعدة، وإذا بالحديث نفسه يطرق سمعه للمرة الثانية "من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله".
وعاد كما في المرة الأولى الى بيته من دون أن يظهر حاجته إلا أنه وجد نفسه في قبضة الفقر لا مناص منها ، فنهض قاصدا النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمرة الثالثة. وما أن سمع حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى غمر الاطمئنان قلبه لأنه أحس بأن مفتاح مشكلته بيده فخرج وهو يسير بخطوات واثقه مرددا في نفسه : لن أطلب معونة العبيد أبدا ، سأعتمد على الله وأتوكل عليه فهو حسبي ، وسأستعين بما وهبني عزوجل من قوة، وما التوفيق إلا من عند الله .
وبينما هو في غمرة الأفكار استوقفه سؤال : ترى ما العمل الذي بمقدوري أن اعمله؟


وفجأه خطر له أن يذهب إلى الصحراء ويحتطب ، فاستعار معولا وشق طريقه نحو الصحراء ، جمع مقدار من الحطب ، جاء به إلى المدينه ، باعه ، فذاق لذة تعبه وحلاوة كدحه . ولم يزل هذا ديدنه حتى استطاع أن يشتري له ناقة وغلامين وكل ما يحتاجه من لوازم لعمله ، وإذا به يصبح ذا ثراء وغلمان ، وذات يوم التقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره خبره وكيف انه جاءه لطلب المساعدة فابتسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال اتذكر انني قلت حينها "من سألنا اعطيناه ومن استغنى أغناه الله" 1


1- أصول الكافي ج2ص139.