المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى عرعور ردها ان استطعت .... الحلقة الثامنة


ابو فاطمة العذاري
14-09-2010, 01:46 AM
عمر يصف رسول الله بأنه يهجر
أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أخر حياته الشريفة أن يكتب للصحابة كتاباً كي لا يضلّوا من بعده ، و ربط صلى الله عليه وآله وسلم بين الكتاب وبين عدم الضلالة ، وهذا يعني إنّ كتابة الكتاب من أهم وصاياه صلى الله عليه وآله وسلم التي يجب مراعاتها بعد وفاته .
لكن بعضهم عصوا أمره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكتفوا بالعصيان بل اتهموا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه يهجر .
تنص الرواية أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : « ائتوني بكتابٍ أكتب كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً » ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : (هجر رسول الله) ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « دعوني فالذي أنا فيه خير ممّا تدعونني إليه»
(صحيح البخاري 4 : 85 . وصحيح مسلم 3 : 1258 . وتاريخ الطبري 3 : 193 . والكامل في التاريخ 2 : 320 . وتاريخ ابن الوردي 1 : 129 ).
وفي رواية : قالوا : ما شأنه ؟ أهجر ! إستفهموه ، فذهبوا (يعيدون عليه) القول
(تاريخ الطبري 3 : 193 . وتاريخ ابن الوردي 1 : 129 . والكامل في التاريخ 3 : 320 .) .
ويؤكد المؤرخون ان ( عمر بن الخطاب ) هو الرادّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ويرى ابن أبي الحديد أنّ الحديث المذكور :
(اتفق المحدِّثون كافة على روايته) .
اذن عمر هو من اتهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالهجر وجهاً لوجه و الذين أيدوا قول عمر هم من الصحابة ومنهم آباء زوجاته .
والمشهور جدا جدا ان أكثر المحدثين والمؤرخين ذكروا بأن عمر شخصيا قال : أن رسول الله (ص) يهجر .
ففي كتاب (صحيح البخاري ج4 ص 85) .
(( عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رض) أنه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال : اشتد برسول الله (ص) وجعه يوم الخميس فقال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله (ص) ، قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة " ))

ورفع شعار( حسبنا كتاب الله ) من اجل نسف أهمية سنة الرسول (ص) ؟
بينما الله تعالى يقول ( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) .
حاول بعض العراعرة الدجالون تبرير قول عمر بأنه نبع من شفقته على رسول الله (ص) !
بينما كان الإشفاق يقتضي إعانته على الوصية وأن يقال : تحدث يا رسول الله بما تراه أنت المصلحة ، فكلنا آذان صاغية لحديثك .
وقد صرح ابن الأثير في كتابه ( النهاية في غريب الأثـر ) ونقل عنه ابن منظور في ( لسان العرب ) وأبو حامد الغزالي في كتابه ( سر العالمين ) أن قائل كلمة ( هجر ) هو عمر .
قال ابن الأثير في مادة [ هجر ] :
" ومنه حديث مرض النبي (ص) قالوا : ما شأنه ؟ أهجر ؟ أي اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام ، أي هل تغير كلامه واختلط ، لأجل ما به من المرض ، وهذا أحسن ما يقال فيه ولا يجعل إخبار فيكون إما من الفحش أو الهذيان ، والقائل كان عمر ، ولا يظن به ذلك "
( النهاية في غريب الأثر ج5 ص212 ، لسان العرب ج5 ص254 ) .
قال أبو عيسى – الترمذي - : " هذا حديث حسن صحيح "
( سنن الترمذي ج5 ص 37 ) .

وكلام عمر إنما هو اتهام للرسول بأنه يتكلم بالخطأ أو أنه يهذي .
من يقرأ ما جرى على الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) في أخر حياته يتأسف على ما وقع فيها و يتعجب من سوء أدب عمر و بعض الصحابة مع النبي (صلى الله عليه واله)
وليراجع القارئ هذه المصادر :
( و صحيح البخاري ج 5 - باب مرض النبي ( ص)وج 4 - باب اخراج اليهود من جزيرة العرب-و صحيح مسلم ج 5 - في كتاب الوصية بثلاثة أسانيد و مسند أحمد ج 1 ص 222 و 355 ، السنن الكبرى للبيهقي ج 9 ص 207 ، المصنف لعبد الرزاق ج 6 ص 57 وج 10 ص 361 ، مسند الحميدي ج 1 ص 241 ، مسند أبي يعلى ج 4 ص 298 ، المعجم الكبير ج 11 ص 30 و 352 ، تاريخ الطبري ج 2 ص 436 ، البداية والنهاية ج 5 ص 247 ، السنن الكبرى للنسائي ج 3 ص 433 و 435 ،)
ومصادر أخرى لأهل السنة .....

وأي سوء أدب و إهانة أعظم مما أن يقول أحد الناس لنبيهم إنك تهجر و هو في فراش الموت !!!!
لنسمع ما جاء عن الزهري :
( عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما حضر رسول اله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه وسلم هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا قال عبيد الله وكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطه )
جاء في الرواية ـ بعد طلب النبي كتابة الكتاب وقول عمر غلب عليه الوجع وقوله حسبنا كتاب الله ـ : (( فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر )) ؛
والنتيجة التي لا تقبل الشك أن الحاضرين انقسموا قسمين قسم قال القول ما قال النبي وقسم قال القول ما قال عمر ؛ وعليه فإن قول عمر كان مضاداً لقول النبي أي أنه في مقام المعارضة وعليه لو كان عمر لو كان قوله ( غلب عليه الوجع ) من باب الإشفاق لوجه الكلام إلى النبي وقال إني مشفق عليك بسبب غلبة مرضك .
و لو سلمنا أن هذه الرواية لا تدل على الاعتراض والمخالفة ؛ فهل الرواية المروية عن جابر تقبل التأويل ؟؟؟؟
عن ‏ ‏جابر :
((‏‏‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلون بعده قال فخالف عليها ‏‏عمر بن الخطاب ‏ ‏حتى رفضها ‏ )) .
وأيضاً ما رواه الطبراني في الأوسط والهيثمي في مجمع الزوائد :
(( عن عمر بن الخطاب قال لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم قال ادعوا لي بصحيفة ودواة اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ابدا فكرهنا ذلك أشد الكراهة ثم قال ادعوا لي بصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فقال النسوة من وراء الستر الا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إنكن صواحبات يوسف إذا مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عصرتن أعينكن وإذا صح ركبتن عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحزنتني فإنهن خير منكم ))
و حتى بحملها على الاستفهام الإنكاري من الواضح أن قائليها هم أنفسهم المعترضين على النبي فهم فاستفهامهم إنكارا لقول النبي لا لقول الطرف الآخر فإن الطرف الآخر إنما كانوا موافقين للنبي مخالفين لقول عمر ومن وافقه ؛ ولذلك وقع التخاصم مع الطرف الذي وافق عمر ؛ ولو سلمنا أن القائلين قالوا لأولئك الذين قالوا حسبنا كتاب ؛ فإن ذلك دال على ما صدر من عمر ومن وافقه قد تجرءوا على النبي صلى الله عليه وآله ؛ فقالوا لهم أهو يهجر كالمريض العادي حتى تقولوا حسبنا دون ترجعوا إليه .
والعجيب ممن يدافع عن عمر يحاول أن يصرف التهمة عنه على حساب النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فهو لا يهمه ما قيل في حق النبي بقدر دفاعه عن عمر ؟؟؟؟
الحديث لا يحتاج التعليلات فالأمر متعلق بأن النبي يريد كتابة كتاباً حتى لا يضل الناس بعده ؛ والآية صريحة في وجوب امتثال أمر النبي بلا نقاش :
( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ؛
وقوله تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) ، وقوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى ) ،
وقوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ، وقوله تعالى : ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ) ؛
فيا اتباع عرعور لماذا نخطأ النبي لتبرئة عمر !!!
إن مبادرة عمر للاعتراض على النبي ومخالفته لأجل كتابة الكتاب لا يمكن أن يمر عليها مرور الكرام ؛ فإنها كانت مبادرة مقصودة في الحيلولة دون الكتاب عن تعمد وقصد وقد نجح بذلك في إحداث الضجة والبلبلة وكثرة اللغط مما أغضب النبي وأقل ما يقال في ذلك أنه خالف الآية الكريمة :
( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض )
ومن أشد ما أثر في النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قوله : ( حسبنا كتاب الله ) ؛أليس يعني ذلك أن الرسول فهم أنه يقصد أننا وبعد موتك لا حاجة لنا بما ستكتبه فإن القرآن يكفينا ؟؟؟
ابن عباس شهد القضية وكان معارضا لمقالة عمر ورأيه صريحاً في امتثال أمر النبي وإلا لما قال الرزية .
يا ترى من هو الآمر في ذلك الموقف وبيده زمام الأمة أعمر أم النبي ؛ وما شأن عمر ومن هو حتى يعترض على النبي ويحول بين كتابة الكتاب ويقرر الأمر والنهي ؛ إذاً النبي لا أمر له وأن الآمر صار عمر هو الذي يقرر هل النبي قال ذلك جازما أو لا بسبب غلبت الوجع وهو الذي يقرر أن القرآن كاف ولا حاجة لكتاب النبي !!!! .

نعم يا عرعور عمر جريء !!!
ولكن جرأته على من ؟؟؟
جريء على حبيب الله محمد ؟؟ !!
عمر يملك جرأة في الوقوف أمام النبي ( صلى الله عليه وآله ) في أي مورد شاء . فقد أغضب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في عدة مواضع وأحداث . وتجرأ عمر على ابنته الصغيرة فدفنها حية ، وتجرأ على أخته فأدماها ، وتجرأ على فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فرفسها ، وتجرأ على أم فروة بنت أبي قحافة فضربها ، وتجرأ على سعد بن عبادة وتجرأ على علي ( عليه السلام ) فسحبه من بيته إلى مقر أبي بكر بمساعدة أعوانه
(السقيفة وفدك ، الجوهري ص 51 . ) .
تجرأ عمر على النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبل إسلامه وبعد إسلامه ، وفي حياة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وبعد موته . ومن جرأته في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصفة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشجرة نبتت في كبا !!!
راجع :
(تذكرة الفقهاء 2 / 470 ، صحيح البخاري 8 / 94 ، 95 ، صحيح مسلم 7 / 92 ، 93 ، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 7 / 188 ) .
ومن جرأته على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد موته منع دفنه وإبقائه بلا دفن انتظارا لمجئ أبي بكر يومين وقيل ثلاثة أيام
راجع :
(تاريخ الطبري 2 / 443 ، 444 ، الملل والنحل للشهرستاني 1 / 15 ، مسند أحمد بن حنبل 3 / 196 ، سنن الدارمي 1 / 39 ، طبقات ابن سعد 2 / 267 ، كنز العمال 7 / 232 ، السقيفة وفدك ، عبد الفتاح عبد المقصود ص 109 ، 111 )


جرأته في انه أنكر على الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أمورا كان يرى فيها المصلحة ، مما هي خلاف النص وذلك نحو إنكاره عليه في الصلاة على عبد الله بن أبي المنافق ، وإنكاره : فداء أسارى بدر ، وإنكاره قضية الحديبية ، وإنكاره أمان العباس لأبي سفيان بن حرب ، وإنكاره واقعة أبي حذيفة بن عتبة ، وإنكاره أمره بالنداء من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، وإنكاره أمره بذبح النواضح ، وإنكاره على النساء بحضرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هيبتهن له دون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إلى غير ذلك من أمور كثيرة تشتمل عليها كتب الحديث .
أشد المخالفات خطورة هي منع النبي ( صلى الله عليه وآله ) من كتابة وصيته واتهامه بالهجر .
العجيب إن عمر بن الخطاب قد صرح في خلافته بمنعه النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الوصية
(فتح الباري على صحيح البخاري ، ابن حجر 8 / 132 )،
ولكنه نفسه أوصى إلى عثمان بن عفان ! وهنا يحق لنا أن نسأل : لماذا منع عمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الوصية وراح هو يوصي إلى من يريد ؟
فهل مكانته الدينية والعلمية والاجتماعية أعلى من مكانة المصطفى ؟
وإذا كانت وصية خاتم الأنبياء هجرا وهذيانا ، فلماذا لا يتهم نفسه بالهجر ، يوم أوصى وهو على أعتاب الموت ؟

******************
على القارئ ان يدقق فإننا سننقل هذه القضية من كبريات مصادر أهل السنة التي يعتمدها عرعور وغيره فاسمع معي :
صحيح البخاري - الحديث رقم 2825
فعَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ ‏
‏يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى ‏ ‏خَضَبَ ‏ ‏دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ ‏ ‏ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ ‏ ‏جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ‏ ‏وَأَجِيزُوا ‏ ‏الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ ‏ ‏أُجِيزُهُمْ ‏ ‏وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ

صحيح البخاري - الحديث رقم 5237
و‏عَنْهُ‏ ‏ايضا قَالَ ‏
‏لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ ‏ ‏عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ‏ ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ فَقَالَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏إِنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ ‏ ‏وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قُومُوا قَالَ ‏ ‏عُبَيْدُ اللَّهِ ‏ ‏فَكَانَ ‏ ‏ابْنُ عَبَّاسٍ ‏ ‏يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ

صحيح مسلم - الحديث 3090
‏حدثنا ‏ ‏إسحق بن إبراهيم ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏عن ‏ ‏مالك بن مغول ‏ ‏عن ‏ ‏طلحة بن مصرف ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏أنه قال ‏
‏يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ائتوني بالكتف ‏ ‏والدواة ‏ ‏أو اللوح ‏ ‏والدواة ‏ ‏أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقالوا إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يهجر

صحيح مسلم - الحديث 1834
‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏سليمان بن أبي مسلم ‏ ‏خال ‏ ‏ابن أبي نجيح ‏ ‏سمع ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏يقول قال ‏ ‏ابن عباس ‏
‏يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه ‏ ‏وقال ‏ ‏مرة دموعه ‏ ‏الحصى قلنا يا ‏ ‏أبا العباس ‏ ‏وما يوم الخميس قال اشتد برسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وجعه فقال ‏ ‏ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه ‏ ‏أهجر ‏ ‏قال ‏ ‏سفيان ‏ ‏يعني هذى ‏ ‏استفهموه فذهبوا يعيدون عليه فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأمر بثلاث ‏ ‏وقال ‏ ‏سفيان ‏ ‏مرة أوصى بثلاث ‏ ‏قال أخرجوا المشركين من ‏ ‏جزيرة العرب ‏ ‏وأجيزوا ‏ ‏الوفد بنحو ما كنت ‏ ‏أجيزهم ‏
‏وسكت ‏ ‏سعيد ‏ ‏عن الثالثة فلا أدري أسكت عنها عمدا وقال مرة أو نسيها ‏ ‏و قال ‏ ‏سفيان ‏ ‏مرة ‏ ‏وإما أن يكون تركها أو نسيها

مسند عبدالله الحميدي / شيخ البخاري / المتوفى سنة 219 هـ / المجلد الأول ، باب أحاديث ابن عباس ، حديث رقم 526 .
حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا سليمان بن أبي مسلم الأحول وكان ثقة قال : سمعت سعيد بن جبير يقول : سمعت ابن عباس يقول : اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس ، فقال : ايتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقال : ما شأنه أهجر استفهموه ، فردوا عليه فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، قال وأوصاهم بثلاث فقال : أخرجو المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجبيزهم ، قال سفيان قال سليمان : لا أدري أذكر سعيد الثالثة فنسيتها أو سكت عنها .

من مسند أحمد بن حنبل / إمام الحنابلة / في مسند جابر بن عبدالله الأنصاري / حديث رقم 14783 .
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عِنْدَ مَوْتِهِ بِصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ فِيهَا كِتَابًا لَا يَضِلُّونَ بَعْدَهُ قَالَ فَخَالَفَ عَلَيْهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى رَفَضَهَا

من المعجم الكبير للحافظ الطبراني ، المتوفى سنة 360 هـ / المجلد الحادي عشر / حديث رقم 10961 .
حدثنا محمد بن يحيى بم مالك الضبي الأصبهاني ثنا محمد بن عبدالعزيز بن أبي رزمة ثنا علي بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال : دعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتف فقال : ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تختلفوا بعدي أبدا ، فأخذ من عنده من الناس في لغط ، فقالت إمرأة ممن حضر : ويحكم عهد رسول الله إليكم ، فقال بعض القوم : اسكتي فإنه لا عقل لك ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أنتم لا أحلام لكم .

من مصنف عبدالرزاق الصنعاني ، المتوفى سنة 211 هـ / كتاب أهل الكتاب / باب إجلاء اليهود من المدينة / حديث رقم 10026 .
أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن عيينة عن سليمان الاحول عن سعيد بن جبير قال : قال لي ابن عباس : يوم الخميس ، وما يوم الخميس ؟ [ ثم بكى ، حتى خضب دمعه الحصا ، فقلت : يا أبا عباس ! وما يوم الخميس ؟ ] قال : يوم اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه ، قال : ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، قال : فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : ما شأنه أهجر ؟ استفهموه ، فقال : دعوني ، فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، قال : وأوصى عند موته بثلاث ، فقال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، قال : فإما أن يكون سعيد سكت عن الثالثة عمدا ، وإما أن يكون قالها فنسيتها .

من السنن الكبرى للإمام النسائي ، المتوفى سنة 303 هـ / كتاب العلم ، باب كتابة العلم ، حديث رقم 5854 .
أنبأ محمد بن منصور عن سفيان قال سمعت مسكين عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي الله صلى الله عليه وسلم تنازع قالوا ما شأنه أهجر استفهموه فذهبوا يفدون عليه قال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصاهم عند موته قال اخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم .
**********************
أرجو مراجعة هذه المصادر أيضا تجده بألفاظ مختلفة:
1ــ صحيح البخاري 1/32 كتاب العلم / باب كتابة العلم و 4 / 7 كتاب المرضى / باب قول المريض قوموا عني و 4/271 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب كراهية الخلاف و 2/178 كتاب الجهاد والسير / باب هل يستشفع إلى أهل الذمة و 4/62 باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
2ــ صحيح مسلم 3/1259 كتاب الوصية / باب ترك الوصية و 3/1257 كتاب الوصية / باب ترك الوصية
3ــ مسند أحمد 1/24 و 222 و 3/346
4 - تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 62
5 - سر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد
6 - تاريخ الطبري ج 2 ص 192
7 - الكامل لابن الأثير ج 2 ص 320،

ابو فاطمة العذاري