نووورا انا
15-09-2010, 05:10 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
أضواء على الصحيفة السجادية الكاملة للإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام الدعاء السابع والأربعون
دعاؤه عليه السلام في يوم الفطر
بقلم: محمود الربيعي
الرحمة الالهية
الرحمة الالهية هي الرحمة التي يتمتع بها العبد من دون مِنّة وهي رحمة واسعة تسع العباد جميعا، كما انها تختلف عن الرحمة التي يتراحم بها العباد فيما بينهم وكثيرا ماتكون بمِنّة او احتقار او كبرياء وترفّع بينما لايضيق الله سبحانه وتعالى بالحاح الملحين وطلب المخلوقين بينما نجد ان العباد يَردّون بعضهم، ويضيق بعضهم ببع عند الالحاح والطلب . " واذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم " سورة 6 الانعام الاية 54.
الله يتقبل اليسير من العمل ويجازي على القليل بالكثير
الله هو لفظ للذات المقدسة سبحانه وتعالى وهو خالق الخلق، باسط الرزق، مسخر الرياح، فالق الاصباح، ديان الدين رب العالمين.. القوي العزيز، الغني اللطيف يتقبل من عبده العمل القليل ولو كان بمقدار ذرة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " سورة 99 الزلزلة الاية 7. ويجازي على ذلك العمل القليل بالكثير " مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم " سورة 2 البقرة الاية 261.. وعادة الله الاحسان فهو المحسن الكثير الاحسان فإحسانه لاينقطع ولايتوقف عند حد.
الله يفسح المجال للتواصل رغم جفاء العباد
الله سبحانه وتعالى له صفات الكمال ومن صفاته اللطف، والعفو، والمغفرة ورغم معاصي العباد ومخالفتهم إلاّ ان الله سبحانه وتعالى يفسح المجال للعبد، ويذكره ويدعوه للعودة إليه لئلا يتعرض الى العقوبة في الحياة الاخرة فيعرض عليه التوبة لعله يرجع الى رشده، ويقبل منه رغم انه لايحتاج اليه، فهو الرؤوف الرحيم، الحليم الذي لايغضب، وحلمه سبق غضبه.
الله سبحانه لايغير النعمة ولايبادر بالنقمة
الله سبحانه وتعالى غني ودود رحيم عندما يرى من عبده المعصية لايبادر الى تغيير النعمة ولايعرض عباده للنقمة لانه لايحتاج الى المسارعة في العقوبة وينتظر ليرى من عبده التوبة فيقبل عودته ويغفر زلته، وهو الغفور الرحيم قال تعالى: " وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم " سورة 10 يونس الاية 107.
الله سبحانه وتعالى يتجاوز عن السيئة
الله سبحانه وتعالى عظيم القدرة ولايدرك هذا المعنى الا العقول المستنيرة بنور العلم، لذلك فان قدرته تدعوه الى التجاوز عن المسيئين فلاتزيده طاعة المطيعين، ولاتنقصه معصية العاصين. " انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور " سورة 35 فاطر الاية 28.
الله العلي الاعلى والجليل الامجد
الله هو العلي الاعلى اذ لاعلو لغيره ولامجد غير مجده تصاغر كل مجد غير مجده، فهو صاحب الشأن، والامر كله له جل جلاله، له المجد والفخر اذ لانسبة في الصفات بين الخالق والمخلوق. هو " ذو العرش المجيد " سورة 85 البروج الاية 15.
باب الله مفتوح للراغبين
قال تعالى: " تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا " سورة 19 مريم الاية 63.. لذلك كانت الجنة وسيلة لترغيب الخلق في النجاة من النار، وللجنة ابواب، وابواب الله مفتوحة، وباب التوبة مفتوحة للراغبين ".
اغاثة الله قريبة من المستغيثين
الله سبحانه وتعالى يجيب دعوة الداع اذا دعاه ، وهو قريب من المحسنين.. وزكريا اذ نادى ربه .. وذا النون اذ ذهب مغاضبا .. وايوب اذ نادى ربه .
إذ لاخيبة مع الأمل ولايأس من عطاء الله، وما كان عطاء ربك محضورا.
الاستغفار يوجب الرزق
قال تعالى: " فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا " سورة 71 نوح الايات 10و11 و12. . وهي معادلات قرآنية.. ولنتذكر الآيات الست المنجيات كأمثلة لتلك المعادلات.
اهل السعادة واهل الشقاوة
والسعيد من اطاع الله ولم يعصه، والشقي من عصاه ولم يطعه.. والكل صائر الى الله، فان كان العبد مطيعا لله جازاه الله بالجنة، وان كان عاصيا أدخله الله مدخله مع أهل الشقاوة. " كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور " سورة 3 ال عمران الاية 185.
الله هو السلطان الثابت ولاسلطان غيره
فسلطان الله ثابت وقدرته عظيمة.. سلطانه علا على جميع من في السموات والارض من الإنس والجان والملائكة والخلق الآخر تبارك الله أحسن الخالقين. قال تعالى: " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير " سورة 30 الروم الاية 54.
براهين الله وحججه
ولله البراهين الواضحة يرسل الرسل ويقيم الحجج البالغة على جميع خلقه.. وآياته خلق السموات والأرض والملائكة والجن والإنس والحيوان والنبات وخلق أكبر من ذلك مما يُرى ومما لايُرى ومما نعلم ومما لانعلم.
بين الوعيد والترغيب ( العيد لمن امن الوعيد )
ولقد شاء الله ان يَعدَ عباده بالجنة، وشاء أن يتوعد من خالفه بالعذاب.. وقد أقسم أن يُدْخِلَ المعاندين النار ويخلدهم في العذاب. قال تعالى: " والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا " سورة 4 النساء الاية 122.
ويضرب الله الامثال لعلهم يتفكرون
ويضرب الله الأمثال والله بكل شئ عليم عالم الغيب والشهادة والله هو اللطيف الخبير أراد لنا الخير، وأنعم علينا نعمه الظاهرة والباطنة لعلنا نشكر فان شكرناه أعطانا، وما الله يريد ظلما بالعباد.
قدرة الله وعجز العباد
وقدرة الله بالغة حيث لاقدرة غير قدرته.. وكل قدرة لغيره فهي منه وهو قادر على مايشاء، لايعجزه من في السموات ولا في الارض.
الكرم والاحسان والنعمة
وعادة الله الاحسان حيث وصف نفسه بالكريم، فهو اكرم من كل كريم نعمه كثيرة.. فنعمة السمع والبصر، ونعمة الاحساس والنطق ونعم الشم.. وهناك نعمة الهواء والماء والأكل والشرب والأزواج كلها من نعم الله وكرمه واحسانه، فله الحمد وله الشكر على ماأولانا، وله الحمد على ماهدانا.. وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله.
الله يسمع النجوى ويستجيب للدعاء
والله يرى ويسمع أنفاس الحيتان في البحار و دبيب النمل في الصخور ويستجيب لمن دعاه وهو السميع العليم. قال تعالى: " سبحانك تسمع انفاس الحيتان في قعور البحار "من دعاء الامام زين العبدين في الصحيفة السجادية في التسبيح.
حسن العاقبة وقبول العمل
فطوبى لمن حَسُنَتْ عاقبتة ووفق لصالح الاعمال.. نسأل الله ان يتقبل طاعتنا في عيد فطرنا، وأن نكون من الناجين من عذابه والمتنعمين بجنانه. قال تعالى: " وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد " سورة 50 ق الاية 31.
العباد لامحالة منقلبون الى الله
ولابد لنا ان نرجع الى الله إن عاجلاً أو آجلا. قال تعالى: " الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون " سورة 2 البقرة الاية 46.. ولامفر من اللقاء ونسال الله حسن العاقبة انشاء الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى.
الله على كل شئ قدير
لاتنينبغي أن لاننسى بأن الله على كل شئ قدير، وعلينا أن لاتغرنا الحياة الدنيا ولايغرننا بالله الغرور. قال تعالى: " يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " سورة 35 فاطر الاية 5.
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
فكل قوة وكل حول فمن الله، فهو العلي الأعلى، الجليل العظيم سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض واليه ترجعون، والحمد لله، ولااله الا الله، والله أكبر، ملأ الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش وسعة الكرسي.. نستودع الله العلي الأعلى الجليل العظيم دييننا وأنفسنا وأموالنا وأهيلنا وأولادنا وجميع مارزقنا ربنا ومن يعنينا أمره، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا وحبيب قلوبنا وحبيب رب العالمين محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين، وكل عام وأنتم بخير.. تقبل الله أعمالنا وأعمالكم ، ورزقنا خير الدنيا والاخرة، وكفانا شر بلاء الدنيا وشر بلاء الاخرة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
نص الدعاء
وكان من دعائه ( عليه السلام ) في يوم الفِطر إذا انصرف من صلاته قام قائماً ثمّ استقبل القِبْلَةَ وفي يوم الجمعة فقال يَا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ الْعِبَادُ. وَيَا مَنْ يَقْبَلُ مَنْ لا تَقْبَلُهُ الْبِلاَدُ. وَيَا مَن لاَ يَحْتَقِرُ أَهْلَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ. وَيَا مَنْ لا يُخَيِّبُ الملِحِّيْنَ عَلَيْـهِ، وَيَا مَنْ لاَ يَجْبَهُ بِالرَّدِّ أَهْلَ الدَّالَّةِ عَليهِ، وَيَا مَنْ يَجْتَبِي صَغِيرَ مَايُتْحَفُ بِهِ، وَيَشْكُرُ يَسِيرَ مَا يُعْمَلُ لَهُ. وَيَامَنْ يَشْكُرُ عَلَى الْقَلِيْلِ، وَيُجَازيْ بِالْجَلِيلِ، وَيَا مَنْ يَدْنُو إلَى مَنْ دَنا مِنْهُ وَيَا مَنْ يَدعُو إلَى نَفْسِهِ مَنْ أَدْبَرَ عَنْهُ،
وَيَا مَنْ لا يُغَيِّرُ النِّعْمَةَ، وَلا يُبَادِرُ بِالنَّقِمَةِ، وَيَا مَنْ يُثْمِرُ الْحَسَنَةَ حَتَّى يُنْمِيَهَا، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ حَتَّى يُعَفِّيَهَا. انْصَرَفَتِ الآمَالُ دُونَ مَدى كَرَمِكَ بِالحَاجَاتِ وَامْتَلاَتْ بِفَيْضِ جُودِكَ أَوْعِيَةُ الطَّلِبات، وَتَفَسَّخَتْ دُونَ بُلُوغِ نَعْتِـكَ الصِّفَاتُ، فَلَكَ الْعُلُوُّ الأعْلَى فَوْقَ كُلِّ عَال، وَالْجَلاَلُ الأمْجَدُ فَوْقَ كُلِّ جَلاَل، كُلُّ جَلِيْل عِنْدَكَ صَغِيرٌ، وَكُلُّ شَرِيف فِي جَنْبِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ، خَابَ الْوَافِدُونَ عَلَى غَيْرِكَ، وَخَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إلاَّ لَكَ، وَضَاعَ الْمُلِمُّونَ إلاّ بِكَ، وَأَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُـونَ إلاَّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ، وَجُودُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلِينَ، وَإغاثَتُكَ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمُسْتَغِيْثِينَ، لاَ يَخِيبُ مِنْـكَ الآمِلُونَ، وَلاَ يَيْأَسُ مِنْ عَطَائِكَ الْمُتَعَرِّضُونَ، وَلا يَشْقَى بِنَقْمَتِكَ الْمُسْتَغْفِرُونَ. رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَـرِضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ، عَادَتُكَ الإحْسَـانُ إلَى الْمُسِيئينَ، وَسُنَّتُـكَ الإبْقَاءُ عَلَى الْمُعْتَدِينَ
حَتَّى لَقَدْ غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ الرُّجُوعِ، وَصَدَّهُمْ إمْهَالُكَ عَن النُّزُوعِ. وَإنَّمَا تَأَنَّيْتَ بهمْ لِيَفِيئُوا إلَى أَمْرِكَ، وَأَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ خَذَلْتَهُ لَهَا، كُلُّهُمْ صَائِرُونَ إلَى حُكْمِكَ وَأُمُورُهُمْ آئِلَة إلَى أَمْـرِكَ، لَمْ يَهِنْ عَلَى طُـولِ مُـدَّتِهِمْ سُلْطَانُـكَ وَلَمْ يَـدْحَضْ لِتَـرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ. حُجَّتُكَ قَائِمَةٌ لاَ تُدْحَضُ، وَسُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لا يَزُولُ، فَالْوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ، وَالْخَيْبَةُ الْخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ، وَالشَّقاءُ الاشْقَى لِمَنِ اغْتَرَّ بِكَ. مَا أكْثَرَ تَصَرُّفَهُ فِي عَذَابِكَ، وَمَا أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ فِيْ عِقَابِكَ، وَمَا أَبْعَدَ غَايَتَهُ مِنَ الْفَرَجِ، وَمَا أَقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ الْمَخْرَجِ عَدْلاً مِنْ قَضَائِكَ
لاَ تَجُورُ فِيهِ، وَإنْصَافاً مِنْ حُكْمِكَ لاَ تَحِيفُ عَلَيْهِ، فَقَدْ ظَاهَرْتَ الْحُجَجَ، وَأَبْلَيْتَ الاعْذَارَ، وَقَـدْ تَقَدَّمْتَ بِـالْوَعِيْـدِ وَتَلَطَّفْتَ فِي التَّرْغِيْبِ، وَضَرَبْتَ الامْثَالَ، وَأَطَلْتَ الاِمْهَالَ، وَأَخَّرْتَ وَأَنْتَ مُسْتَطِيعٌ لِلْمُعَاجَلَةِ، وَتَأَنَّيْتَ وَأَنْتَ مَليءٌ بِالْمُبَادَرَةِ، لَمْ تَكُنْ أَنَاتُكَ عَجْزاً، وَلا إمْهَالُكَ وَهْناً، وَلاَ إمْسَاكُكَ غَفْلَةً، وَلاَ انْتِظَارُكَ مُدَارَاةً، بَلْ لِتَكُونَ حُجَّتُكَ أَبْلَغَ، وَكَرَمُكَ أكمَلَ، وَإحْسَانُكَ أَوْفَى وَنِعْمَتُكَ أَتَمَّ، كُلُّ ذلِكَ كَانَ وَلَمْ تَزَلْ، وَهُوَ كائِنٌ وَلاَ تَزَالُ ، حُجَّتُكَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ توصَفَ بِكُلِّهَا، وَمَجْدُكَ أَرْفَـعُ مِنْ أَنْ تُحَدَّ بِكُنْهِهِ، وَنِعْمَتُكَ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِهَا، وَإحْسَانُكَ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُشْكَرَ عَلَى أَقَلِّهِ، وَقَدْ قَصَّرَ بِيَ السُّكُوتُ عَنْ تَحْمِيدِكَ، وَفَهَّهَنِي الإمْسَاكُ عَنْ تَمْجيدِكَ، وَقُصَارَايَ الإقْرَارُ بِالْحُسُورِ لاَ رَغْبَةً ـ يا إلهِي ـ بَلْ عَجْزاً، فَهَا أَنَا ذَا أَؤُمُّكَ بِالْوِفَادَةِ، وَأَسأَلُكَ حُسْنَ الرِّفَادَةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ وَاسْمَعْ نَجْوَايَ، وَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَلاَ تَخْتِمْ يَوْمِيَ بِخَيْبَتِي، وَلاَ تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ فِي مَسْأَلَتِي، وَأكْرِمْ مِنْ عِنْدِكَ مُنْصَرَفِي وَإلَيْكَ مُنْقَلَبِي، إنَّكَ غَيْرُ ضَائِق بِمَا تُرِيْدُ وَلاَ عَاجِز عَمَّا تُسْأَلُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيْرٌ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.
المصادر
القران الكريم
الصحيفة السجادية للامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام
أضواء على الصحيفة السجادية الكاملة للإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام الدعاء السابع والأربعون
دعاؤه عليه السلام في يوم الفطر
بقلم: محمود الربيعي
الرحمة الالهية
الرحمة الالهية هي الرحمة التي يتمتع بها العبد من دون مِنّة وهي رحمة واسعة تسع العباد جميعا، كما انها تختلف عن الرحمة التي يتراحم بها العباد فيما بينهم وكثيرا ماتكون بمِنّة او احتقار او كبرياء وترفّع بينما لايضيق الله سبحانه وتعالى بالحاح الملحين وطلب المخلوقين بينما نجد ان العباد يَردّون بعضهم، ويضيق بعضهم ببع عند الالحاح والطلب . " واذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم " سورة 6 الانعام الاية 54.
الله يتقبل اليسير من العمل ويجازي على القليل بالكثير
الله هو لفظ للذات المقدسة سبحانه وتعالى وهو خالق الخلق، باسط الرزق، مسخر الرياح، فالق الاصباح، ديان الدين رب العالمين.. القوي العزيز، الغني اللطيف يتقبل من عبده العمل القليل ولو كان بمقدار ذرة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " سورة 99 الزلزلة الاية 7. ويجازي على ذلك العمل القليل بالكثير " مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم " سورة 2 البقرة الاية 261.. وعادة الله الاحسان فهو المحسن الكثير الاحسان فإحسانه لاينقطع ولايتوقف عند حد.
الله يفسح المجال للتواصل رغم جفاء العباد
الله سبحانه وتعالى له صفات الكمال ومن صفاته اللطف، والعفو، والمغفرة ورغم معاصي العباد ومخالفتهم إلاّ ان الله سبحانه وتعالى يفسح المجال للعبد، ويذكره ويدعوه للعودة إليه لئلا يتعرض الى العقوبة في الحياة الاخرة فيعرض عليه التوبة لعله يرجع الى رشده، ويقبل منه رغم انه لايحتاج اليه، فهو الرؤوف الرحيم، الحليم الذي لايغضب، وحلمه سبق غضبه.
الله سبحانه لايغير النعمة ولايبادر بالنقمة
الله سبحانه وتعالى غني ودود رحيم عندما يرى من عبده المعصية لايبادر الى تغيير النعمة ولايعرض عباده للنقمة لانه لايحتاج الى المسارعة في العقوبة وينتظر ليرى من عبده التوبة فيقبل عودته ويغفر زلته، وهو الغفور الرحيم قال تعالى: " وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم " سورة 10 يونس الاية 107.
الله سبحانه وتعالى يتجاوز عن السيئة
الله سبحانه وتعالى عظيم القدرة ولايدرك هذا المعنى الا العقول المستنيرة بنور العلم، لذلك فان قدرته تدعوه الى التجاوز عن المسيئين فلاتزيده طاعة المطيعين، ولاتنقصه معصية العاصين. " انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور " سورة 35 فاطر الاية 28.
الله العلي الاعلى والجليل الامجد
الله هو العلي الاعلى اذ لاعلو لغيره ولامجد غير مجده تصاغر كل مجد غير مجده، فهو صاحب الشأن، والامر كله له جل جلاله، له المجد والفخر اذ لانسبة في الصفات بين الخالق والمخلوق. هو " ذو العرش المجيد " سورة 85 البروج الاية 15.
باب الله مفتوح للراغبين
قال تعالى: " تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا " سورة 19 مريم الاية 63.. لذلك كانت الجنة وسيلة لترغيب الخلق في النجاة من النار، وللجنة ابواب، وابواب الله مفتوحة، وباب التوبة مفتوحة للراغبين ".
اغاثة الله قريبة من المستغيثين
الله سبحانه وتعالى يجيب دعوة الداع اذا دعاه ، وهو قريب من المحسنين.. وزكريا اذ نادى ربه .. وذا النون اذ ذهب مغاضبا .. وايوب اذ نادى ربه .
إذ لاخيبة مع الأمل ولايأس من عطاء الله، وما كان عطاء ربك محضورا.
الاستغفار يوجب الرزق
قال تعالى: " فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا " سورة 71 نوح الايات 10و11 و12. . وهي معادلات قرآنية.. ولنتذكر الآيات الست المنجيات كأمثلة لتلك المعادلات.
اهل السعادة واهل الشقاوة
والسعيد من اطاع الله ولم يعصه، والشقي من عصاه ولم يطعه.. والكل صائر الى الله، فان كان العبد مطيعا لله جازاه الله بالجنة، وان كان عاصيا أدخله الله مدخله مع أهل الشقاوة. " كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور " سورة 3 ال عمران الاية 185.
الله هو السلطان الثابت ولاسلطان غيره
فسلطان الله ثابت وقدرته عظيمة.. سلطانه علا على جميع من في السموات والارض من الإنس والجان والملائكة والخلق الآخر تبارك الله أحسن الخالقين. قال تعالى: " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير " سورة 30 الروم الاية 54.
براهين الله وحججه
ولله البراهين الواضحة يرسل الرسل ويقيم الحجج البالغة على جميع خلقه.. وآياته خلق السموات والأرض والملائكة والجن والإنس والحيوان والنبات وخلق أكبر من ذلك مما يُرى ومما لايُرى ومما نعلم ومما لانعلم.
بين الوعيد والترغيب ( العيد لمن امن الوعيد )
ولقد شاء الله ان يَعدَ عباده بالجنة، وشاء أن يتوعد من خالفه بالعذاب.. وقد أقسم أن يُدْخِلَ المعاندين النار ويخلدهم في العذاب. قال تعالى: " والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا " سورة 4 النساء الاية 122.
ويضرب الله الامثال لعلهم يتفكرون
ويضرب الله الأمثال والله بكل شئ عليم عالم الغيب والشهادة والله هو اللطيف الخبير أراد لنا الخير، وأنعم علينا نعمه الظاهرة والباطنة لعلنا نشكر فان شكرناه أعطانا، وما الله يريد ظلما بالعباد.
قدرة الله وعجز العباد
وقدرة الله بالغة حيث لاقدرة غير قدرته.. وكل قدرة لغيره فهي منه وهو قادر على مايشاء، لايعجزه من في السموات ولا في الارض.
الكرم والاحسان والنعمة
وعادة الله الاحسان حيث وصف نفسه بالكريم، فهو اكرم من كل كريم نعمه كثيرة.. فنعمة السمع والبصر، ونعمة الاحساس والنطق ونعم الشم.. وهناك نعمة الهواء والماء والأكل والشرب والأزواج كلها من نعم الله وكرمه واحسانه، فله الحمد وله الشكر على ماأولانا، وله الحمد على ماهدانا.. وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله.
الله يسمع النجوى ويستجيب للدعاء
والله يرى ويسمع أنفاس الحيتان في البحار و دبيب النمل في الصخور ويستجيب لمن دعاه وهو السميع العليم. قال تعالى: " سبحانك تسمع انفاس الحيتان في قعور البحار "من دعاء الامام زين العبدين في الصحيفة السجادية في التسبيح.
حسن العاقبة وقبول العمل
فطوبى لمن حَسُنَتْ عاقبتة ووفق لصالح الاعمال.. نسأل الله ان يتقبل طاعتنا في عيد فطرنا، وأن نكون من الناجين من عذابه والمتنعمين بجنانه. قال تعالى: " وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد " سورة 50 ق الاية 31.
العباد لامحالة منقلبون الى الله
ولابد لنا ان نرجع الى الله إن عاجلاً أو آجلا. قال تعالى: " الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون " سورة 2 البقرة الاية 46.. ولامفر من اللقاء ونسال الله حسن العاقبة انشاء الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى.
الله على كل شئ قدير
لاتنينبغي أن لاننسى بأن الله على كل شئ قدير، وعلينا أن لاتغرنا الحياة الدنيا ولايغرننا بالله الغرور. قال تعالى: " يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " سورة 35 فاطر الاية 5.
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
فكل قوة وكل حول فمن الله، فهو العلي الأعلى، الجليل العظيم سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض واليه ترجعون، والحمد لله، ولااله الا الله، والله أكبر، ملأ الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش وسعة الكرسي.. نستودع الله العلي الأعلى الجليل العظيم دييننا وأنفسنا وأموالنا وأهيلنا وأولادنا وجميع مارزقنا ربنا ومن يعنينا أمره، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا وحبيب قلوبنا وحبيب رب العالمين محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين، وكل عام وأنتم بخير.. تقبل الله أعمالنا وأعمالكم ، ورزقنا خير الدنيا والاخرة، وكفانا شر بلاء الدنيا وشر بلاء الاخرة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
نص الدعاء
وكان من دعائه ( عليه السلام ) في يوم الفِطر إذا انصرف من صلاته قام قائماً ثمّ استقبل القِبْلَةَ وفي يوم الجمعة فقال يَا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ الْعِبَادُ. وَيَا مَنْ يَقْبَلُ مَنْ لا تَقْبَلُهُ الْبِلاَدُ. وَيَا مَن لاَ يَحْتَقِرُ أَهْلَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ. وَيَا مَنْ لا يُخَيِّبُ الملِحِّيْنَ عَلَيْـهِ، وَيَا مَنْ لاَ يَجْبَهُ بِالرَّدِّ أَهْلَ الدَّالَّةِ عَليهِ، وَيَا مَنْ يَجْتَبِي صَغِيرَ مَايُتْحَفُ بِهِ، وَيَشْكُرُ يَسِيرَ مَا يُعْمَلُ لَهُ. وَيَامَنْ يَشْكُرُ عَلَى الْقَلِيْلِ، وَيُجَازيْ بِالْجَلِيلِ، وَيَا مَنْ يَدْنُو إلَى مَنْ دَنا مِنْهُ وَيَا مَنْ يَدعُو إلَى نَفْسِهِ مَنْ أَدْبَرَ عَنْهُ،
وَيَا مَنْ لا يُغَيِّرُ النِّعْمَةَ، وَلا يُبَادِرُ بِالنَّقِمَةِ، وَيَا مَنْ يُثْمِرُ الْحَسَنَةَ حَتَّى يُنْمِيَهَا، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ حَتَّى يُعَفِّيَهَا. انْصَرَفَتِ الآمَالُ دُونَ مَدى كَرَمِكَ بِالحَاجَاتِ وَامْتَلاَتْ بِفَيْضِ جُودِكَ أَوْعِيَةُ الطَّلِبات، وَتَفَسَّخَتْ دُونَ بُلُوغِ نَعْتِـكَ الصِّفَاتُ، فَلَكَ الْعُلُوُّ الأعْلَى فَوْقَ كُلِّ عَال، وَالْجَلاَلُ الأمْجَدُ فَوْقَ كُلِّ جَلاَل، كُلُّ جَلِيْل عِنْدَكَ صَغِيرٌ، وَكُلُّ شَرِيف فِي جَنْبِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ، خَابَ الْوَافِدُونَ عَلَى غَيْرِكَ، وَخَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إلاَّ لَكَ، وَضَاعَ الْمُلِمُّونَ إلاّ بِكَ، وَأَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُـونَ إلاَّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ، وَجُودُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلِينَ، وَإغاثَتُكَ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمُسْتَغِيْثِينَ، لاَ يَخِيبُ مِنْـكَ الآمِلُونَ، وَلاَ يَيْأَسُ مِنْ عَطَائِكَ الْمُتَعَرِّضُونَ، وَلا يَشْقَى بِنَقْمَتِكَ الْمُسْتَغْفِرُونَ. رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَـرِضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ، عَادَتُكَ الإحْسَـانُ إلَى الْمُسِيئينَ، وَسُنَّتُـكَ الإبْقَاءُ عَلَى الْمُعْتَدِينَ
حَتَّى لَقَدْ غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ الرُّجُوعِ، وَصَدَّهُمْ إمْهَالُكَ عَن النُّزُوعِ. وَإنَّمَا تَأَنَّيْتَ بهمْ لِيَفِيئُوا إلَى أَمْرِكَ، وَأَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ خَذَلْتَهُ لَهَا، كُلُّهُمْ صَائِرُونَ إلَى حُكْمِكَ وَأُمُورُهُمْ آئِلَة إلَى أَمْـرِكَ، لَمْ يَهِنْ عَلَى طُـولِ مُـدَّتِهِمْ سُلْطَانُـكَ وَلَمْ يَـدْحَضْ لِتَـرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ. حُجَّتُكَ قَائِمَةٌ لاَ تُدْحَضُ، وَسُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لا يَزُولُ، فَالْوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ، وَالْخَيْبَةُ الْخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ، وَالشَّقاءُ الاشْقَى لِمَنِ اغْتَرَّ بِكَ. مَا أكْثَرَ تَصَرُّفَهُ فِي عَذَابِكَ، وَمَا أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ فِيْ عِقَابِكَ، وَمَا أَبْعَدَ غَايَتَهُ مِنَ الْفَرَجِ، وَمَا أَقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ الْمَخْرَجِ عَدْلاً مِنْ قَضَائِكَ
لاَ تَجُورُ فِيهِ، وَإنْصَافاً مِنْ حُكْمِكَ لاَ تَحِيفُ عَلَيْهِ، فَقَدْ ظَاهَرْتَ الْحُجَجَ، وَأَبْلَيْتَ الاعْذَارَ، وَقَـدْ تَقَدَّمْتَ بِـالْوَعِيْـدِ وَتَلَطَّفْتَ فِي التَّرْغِيْبِ، وَضَرَبْتَ الامْثَالَ، وَأَطَلْتَ الاِمْهَالَ، وَأَخَّرْتَ وَأَنْتَ مُسْتَطِيعٌ لِلْمُعَاجَلَةِ، وَتَأَنَّيْتَ وَأَنْتَ مَليءٌ بِالْمُبَادَرَةِ، لَمْ تَكُنْ أَنَاتُكَ عَجْزاً، وَلا إمْهَالُكَ وَهْناً، وَلاَ إمْسَاكُكَ غَفْلَةً، وَلاَ انْتِظَارُكَ مُدَارَاةً، بَلْ لِتَكُونَ حُجَّتُكَ أَبْلَغَ، وَكَرَمُكَ أكمَلَ، وَإحْسَانُكَ أَوْفَى وَنِعْمَتُكَ أَتَمَّ، كُلُّ ذلِكَ كَانَ وَلَمْ تَزَلْ، وَهُوَ كائِنٌ وَلاَ تَزَالُ ، حُجَّتُكَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ توصَفَ بِكُلِّهَا، وَمَجْدُكَ أَرْفَـعُ مِنْ أَنْ تُحَدَّ بِكُنْهِهِ، وَنِعْمَتُكَ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِهَا، وَإحْسَانُكَ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُشْكَرَ عَلَى أَقَلِّهِ، وَقَدْ قَصَّرَ بِيَ السُّكُوتُ عَنْ تَحْمِيدِكَ، وَفَهَّهَنِي الإمْسَاكُ عَنْ تَمْجيدِكَ، وَقُصَارَايَ الإقْرَارُ بِالْحُسُورِ لاَ رَغْبَةً ـ يا إلهِي ـ بَلْ عَجْزاً، فَهَا أَنَا ذَا أَؤُمُّكَ بِالْوِفَادَةِ، وَأَسأَلُكَ حُسْنَ الرِّفَادَةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ وَاسْمَعْ نَجْوَايَ، وَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَلاَ تَخْتِمْ يَوْمِيَ بِخَيْبَتِي، وَلاَ تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ فِي مَسْأَلَتِي، وَأكْرِمْ مِنْ عِنْدِكَ مُنْصَرَفِي وَإلَيْكَ مُنْقَلَبِي، إنَّكَ غَيْرُ ضَائِق بِمَا تُرِيْدُ وَلاَ عَاجِز عَمَّا تُسْأَلُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيْرٌ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.
المصادر
القران الكريم
الصحيفة السجادية للامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام