نووورا انا
15-09-2010, 05:28 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
من سلسلة أضواء على أدعية الصحيفة السجادية للإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام
دعائه عليه السلام عند ختمه القرآن
محمود الربيعي
وكانَ من دُعائِهِ ( عليه السلام ) عند ختمِ القرآنِ
وهو الدعاء الثالث والاربعون
المقدمة الموضوعية
الصحيفة السجادية هي بحار الأنوار وبحر زخار وأنوار قدسية ذات أعماق وأبعاد تتجمع فيها العلوم الربانية مما يسحر الألباب ويذهل العقول وذلك لما وَسَِعهُ عقل الإمام الذي أحاط بما لم يحُِطْ به البشر العادي أمثالنا، ففيها من التعاليم والتفاصيل لما يحيط بنا من الفضاء والسماء والأرض والبحار وحقائق عن الدنيا والآخرة مما يتصل بالملائكة والنبيين والمرسلين والصالحين.
وفي هذه الصحيفة تعرض القيم والمبادئ والنصائح والأمور التي تتعلق بالعقيدة والمبدأ، وبقراءة الصحيفة إنشراح النفوس وطب القلوب ومغفرة الذنوب، وفيها تفاصيل مامضى وماسيكون، وكل مافيها متصل بالله وبملائكته وأنبياءه ورسله، وفيها الدعاء وهو وسيلة المؤمن وسلاحه في السراء والضراء، ومهما قلنا ومهما فصلنا فلن نفي بماجاد به الإمام من نفحات فيضه الغزيز، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا، نسأل الله أن يرزقنا شفاعه جده النبي المصطفى، وشفاعته يوم لاينفع مال ولابنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
الضوء الأول على الجزء الأول من الدعاء الذي تجد نصه بعد التعليق
أسلوب ختم القرآن
إن من المستلزمات الضرورية التي تترتب على قراءة المؤمن للقرآن أمور منها:
أولاً: النظر والإلتفات الى المواضيع التي تتعلق بالعقيدة والتأريخ التي وردت فيه ومنها أن فيه:
أ - أفضل الأحاديث.
ب - وأن القرآن نور وهو أهم الكتب المنزلة التي تنقذ من الجهالة و الضلالة.
ج - وأنه يبين الحلال والحرام والأحكام.
د - وأن فيه الحق الواضح الذي يُثَبِّت به المؤمنين وفيه البرهان الساطع.
هاء - وفيه سُنَّة النجاة.
ثانياً: ويترتب على التصديق به جملة من الأمور منها:
أ - أنه نُزِّلَ على النبي الأكرم.
ب - وفيه تفصيل عميق.
ج - أهمية التصديق بمحكم آياته.
د - الإقرار بمتشابهاته وواضحاته.
ثالثاً: إن قراءة القرآن كما يبين الإمام تحتاج الى:
أ - طاقة ورغبة.
ب - ورعاية: فينبغي الرجوع إلى التفاسير فقد ورث المسلمون هذا العلم عن الرسول وأهل بيته الطاهرين فهم حفظة القرآن.. فتعلم التفسير يقوي شخصيه المؤمن و يرفع منزلته ويعزز مكانتة.
رابعاً: ويستحصل من قراءة القرآن أمور منها أنه:
أ - هو شفاء لمن فهمه وصَدَّقَه.
ب - وأنك تجد في تلاوته لذة البلاغة وجمال العِباراه.
علاقة الرسول بالقرآن:
أ - أن القرآن نُزِّلَ على النبي مجملاً.
ب - وأن الله ألهم رسوله توضيح عجائبه.
إليك عزيزي القارئ الجزء الأول من نص الدعاء وقد تم التعلق عليه
أَللَّهُمَّ إنَّكَ أَعَنْتَنِي عَلَى خَتْمِ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ نُوراً وَجَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلَى كُلِّ كِتَاب أَنْزَلْتَهُ، وَفَضَّلْتَهُ عَلَى كُلِّ حَدِيث قَصَصْتَهُ، وَفُرْقاناً فَرَقْتَ بِهِ بَيْنَ حَلالِكَ وَحَرَامِكَ، وَقُرْآناً أَعْرَبْتَ بِهِ عَنْ شَرَائِعِ أَحْكَامِكَ، وَكِتَاباً فَصَّلْتَهُ لِعِبَادِكَ تَفْصِيلاً، وَوَحْياً أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ تَنْزِيلاً، وَجَعَلْتَهُ نُوراً نَهْتَدِي مِنْ ظُلَمِ الضَّلاَلَةِ وَالْجَهَـالَةِ بِـاتِّبَاعِـهِ، وَشِفَـاءً لِمَنْ أَنْصَتَ بِفَهْم التَّصْدِيقِ إلَى اسْتِمَاعِهِ، وَمِيزَانَ قِسْط لاَ يَحِيْفُ عَنِ الْحَقِّ لِسَانُهُ، وَنُورَ هُدىً لاَ يُطْفَأُ عَنِ الشَّاهِدِينَ بُرْهَانُهُ، وَعَلَمَ نَجَاة لاَ يَضِلُّ مَنْ أَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ وَلاَ تَنَالُ أَيْدِي الْهَلَكَاتِ مَنْ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ، أَللَّهُمَّ فَإذْ أَفَدْتَنَا الْمعُونَةَ عَلَى تِلاَوَتِهِ، وَسَهَّلْتَ جَوَاسِيَ أَلْسِنَتِنَا بِحُسْنِ عِبَارَتِهِ، فَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَرْعَاهُ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَيَدِينُ لَكَ بِاعْتِقَادِ التَّسْلِيْمِ لِمُحْكَمِ آياتِهِ، وَيَفْزَعُ إلى الإِقْرَارِ بِمُتَشَابِهِهِ وَمُوضَحَاتِ بَيِّناتِهِ. أللَّهُمَّ إنَّكَ أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مُجْمَلاً، وَأَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجَائِبِهِ مُكَمَّلاً، َوَوَرَّثْتَنَا عِلْمَهُ مُفَسَّراً، وَفَضَّلْتَنَا عَلَى مَنْ جَهِلَ عِلْمَهُ، وَقَوَّيْتَنَا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنَا فَوْقَ مَنْ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ.
الضوء الثاني على الجزء الثاني من الدعاء الذي تجد نصه بعد التعليق
المدد الذي يحقق الرغبة والطاقة:
أ - الإعتصام بكتاب الله لفهم آياته ويتم ذلك بالتمسك بالنبي وعترته الطاهرة.
ب - إتخاذ القرآن مصباح هدى دون غيره من الكتب والأفكار المضللة.
ج - الإستعانة بالله وتصديق كتابه وعدم الشك بصدوره عن الله، والتوسل به تعالى للوصول الى الغاية والهدف الذي نزل من أجله.
فوائد قراءة القرآن:
أ - تحط أوزار الذنوب وأثقالها.
ب - تدرج الإنسان في منازل الصعود والسلامة.
ج - نيل منازل الأبرار.
د - مؤنس في الوحشة ويدفع نزغات الشيطان.
هاء - يعتبر وسيلة للإمتناع عن المعاصي، وحابساً لزلات اللسان، ويساعد على كف الجوارح.
و - يكون حارساً من الوساوس.
ز - يبيض الوجوه، ويُصْحِي الضمائر، و يساعد في غسل الأدران ويعزز نفسية المؤمن.
ح - يكون رواءاً وكساءاً يوم الفزع الأكبر حال النشور.
ي - يكون عصمة من الكفر والنفاق.
ك - يقود الى المعرفة بالحدود والأحكام والوقوف على حلال الله وحرامه.
ل - يكون التعلق به أحد أسباب الرزق والصلاح.
أصحاب الفضل على الناس:
أ - لله فضل على الناس بإنزال القرآن.
ب - للنبي فضل بخطاب القرآن.
ج - ولآله فضل لخزن علومه.
علاقة القلب بالقرآن: يعتبر القلب مستودع القرآن.
محتوى القرآن:
أ - فيه عجائب.
ب - فيه أمثال زاجرة.
وإليك نص الجزء الثاني من الدعاء وقد تم التعليق عليه
أللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَ قُلُوبَنَا لَهُ حَمَلَةً، وَعَرَّفْتَنَا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ وَفَضْلَهُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد الْخَطِيْبِ بِهِ، وَعَلَى آلِهِ الْخُزّانِ لَهُ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِأَنـَّهُ مِنْ عِنْدِكَ حَتَّى لاَ يُعَارِضَنَا الشَّكُّ فِي تَصْدِيقِهِ وَلاَ يَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَرِيقِهِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ، وَيَـأْوِي مِنَ الْمُتَشَـابِهَاتِ إلَى حِرْزِ مَعْقِلِهِ، وَيَسْكُنُ فِي ظِـلِّ جَنَاحِهِ، وَيَهْتَدِي بِضَوْءِ صَاحِبِهِ، وَيَقْتَدِي بِتَبَلُّج إسْفَارِهِ، وَيَسْتَصْبحُ بِمِصْباحِهِ، وَلا يَلْتَمِسُ ألْهُدَى فِي غَيْرِهِ. أللَّهُمَّ وَكَمَا نَصَبْتَ بِهِ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلالَةِ عَلَيْكَ، وَأَنْهَجْتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضَا إلَيْكَ. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلِ القُرْآنَ وَسِيلَةً لَنَا إلَى أَشْرَفِ مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ، وَسُلَّماً نَعْرُجُ فِيهِ إلَى مَحَلِّ السَّلامَةِ، وَسَبَباً نُجْزَى بِهِ النَّجاةَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ، وَذَرِيعَةً نُقْدِمُ بِهَا عَلَى نَعِيْمِ دَارِ الْمُقَامَةِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاحْطُطْ بالْقُرْآنِ عَنَّا ثِقْلَ الأوْزَارِ، وَهَبْ لَنَا حُسْنَ شَمَائِلِ الأَبْرَارِ وَاقْفُ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ قَامُوا لَكَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ حَتَّى تُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ دَنَس بِتَطْهِيرِهِ، وَتَقْفُوَ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ اسْتَضَـآءُوْا بِنُورِهِ، وَلَمْ يُلْهِهِمُ الأَمَلُ عَنِ الْعَمَـل فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ واجْعَلِ القُرْآنَ لنا فِي ظُلَمِ اللَّيالِي مُونِساً وَمِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ وَخَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ حَارِساً، وَلأقْدَامِنَا عَنْ نَقْلِهَا إلَى الْمَعَاصِيْ حَابِساً، وَلأِلْسِنَتِنَا عَنِ الْخَوْضِ فِي الباطِلِ مِنْ غَيْرِ مَا آفَة مُخْرِساً، وَلِجَوَارِحِنَا عَنِ اقْتِرَافِ الآثامِ زَاجِراً، وَلِمَا طَوَتِ الغَفْلَةُ عَنَّا مِنْ تَصَفُّحِ الاعْتِبَارِ نَاشِراً حَتَّى تُوصِلَ إلَى قُلُوبِنَا فَهْمَ عَجَائِبِهِ وَزَوَاجِرَ أَمْثَـالِهِ الَّتِي ضَعُفَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي عَلَى صَلاَبَتِهَا عَنِ احْتِمَالِهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَدِمْ بِالْقُرْانِ صَلاَحَ ظاهِرِنا، وَاحْجُبْ بِهِ خَطَراتِ الْوَسَاوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمَائِرِنَا، وَاغْسِلْ بِهِ دَرَنَ قُلُوبِنَا وَعَلاَئِقَ أَوْزَارِنَا، وَاجْمَعْ بِهِ مُنْتَشَرَ أُمُورِنَا، وَأَرْوِ بِهِ فِي مَـوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظَمَأ هَوَاجِرِنَا، وَاكْسُنَا بِهِ حُلَلَ الأَمَانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ فِي نشُورِنَا. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْبُرْ بِالْقُرْآنِ خَلَّتَنَا مِنْ عَدَمِ الإمْلاَقِ، وَسُقْ إلَيْنَا بِهِ رَغَدَ الْعَيْشِ وَخِصْبَ سَعَةِ الأرْزَاقِ، وَجَنِّبْنَا بِهِ الضَّرَائِبَ الْمَذْمُومَةَ وَمَدَانِيَ الأخْلاَقِ، وَاعْصِمْنَا بِهِ مِنْ هُوَّةِ الكُفْرِ وَدَوَاعِـي النِّفَاقِ حَتَّى يَكُوْنَ لَنَا فِي الْقِيَامَةِ إلَى رِضْوَانِكَ وَجِنَانِكَ قَائِداً وَلَنَا فِي الدُّنْيا عَنْ سَخَطِكَ وَتَعَدِّي حُدُودِكَ ذَائِداً، وَلِمَا عِنْدَكَ بِتَحْلِيلِ حَلاَلِهِ وَتَحْرِيم حَرَامِهِ شَاهِداً.
الضوء الثالث على الجزء الثالث من الدعاء
فوائد أخرى للقرآن
وهو أحد وسائل النجاة والتخفيف من شدائد الموت وعذاب القبر ورؤية ملك الموت والتهديدات الملازمة لطبيعة اعماله في صحيفته التي تصاحبه وتلازمه.
الإمام زين العابدين من خلال القرآن يبين ويصف:
أ - رحلة الموت وعذاب القبر ورؤية الملائكة.
ب - نزعات الموت وآلآمه ونزع الروح من البدن.
ج - الفزع من مفاجأة رؤية ملك الموت لينذر بالفراق ويذيق طعم سمومه لتبدأ رحلة الإنسان الى عالم الآخرة وهو مُحَمَّلٌ بصحيفة أعماله ليبقى الجسد راقداً في قبره الى أجل مسمى.
نص الجزء الثالث من الدعاء وقد تم التعليق عليه
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَهَوِّنْ بِالْقُرْآنِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَلَى أَنْفُسِنَا كَرْبَ السِّيَاقِ، وَجَهْدَ الأنِينِ، وَتَرادُفَ الْحَشَارِجِ إذَا بَلَغَتِ ألنُّفُوسُ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاق وَتَجَلَّى مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِهَا مِنْ حُجُبِ الْغُيُوبِ، وَرَمَاهَا عَنْ قَوْسِ الْمَنَايَا بِأَسْهُمِ وَحْشَةِ الْفِرَاقِ، وَدَافَ لَهَا مِنْ دُعَافِ الْمَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ الْمَذَاقِ، وَدَنا مِنَّا إلَى الآخِرَةِ رَحِيلٌ وَانْطِلاَقٌ، وَصَارَتِ الأعْمَالُ قَلاَئِـدَ فِي الأَعْنَاقِ، وَكَانَتِ الْقُبُورُ هِيَ الْمَأوَى إلَى مِيقَاتِ يَوْمِ التَّلاَقِ.
الضوء الرابع على الجزء الرابع من الدعاء
عالم القبر ومشاهد يوم القيامة
أ - المؤمن ينظر الى عالم القبر بشكل يختلف عن غيره فهو متوقع لما سيجري عليه من الموت والإنحلال في التراب الى أجل مسمى وتبقى الروح في هذا القبر الضيق ولمدة طويلة لايجير منه الاّ لطف الله ورحمته بالصلاة على محمد وآله.
ب - والمؤمن متأكد وعلى يقين بأنه سيشهد يوم القيامة لذلك فأنه يدعو الله أن لايفضحه أمام الخلق بما أرتكبه من المعاصي وماأقترفته يداه من الذنوب والآثام.
ج - إن مايجري في يوم القيامة يستوجب من المؤمن التمسك بالقرآن لأنه سيكون سبباً للخروج من ذلة الموقف خصوصاً عند إضطراب جسر جهنم يوم يجوز الناس عليه فتزل أقدام قوم وتثبت لآخرين.
أثر القرآن في القبر يوم القيامة
أ - القرآن مصباح للمؤمن ينير قبره قبل البعث ويكون شفيعاً له ينجيه من كرب يوم القيامة ومايرى من شدة الأهوال.
ب - وبالقرآن تبيض وجوه المؤمنين يوم الحسرة والندامة في اليوم الذي تسود فيه وجوه الكفار الظالمين.
فعل القرآن في نفسية المؤمن: القرآن يخلق الود في قلب المؤمن ويبهج حياته.
نص الجزء الرابع من الدعاء وقد تم التعليق عليه
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَارِكْ لَنَا فِي حُلُولِ دَارِ البِلَى وَطُولِ الْمُقَامَـةِ بَيْنَ أَطْبَـاقِ الثَّـرى، وَاجْعَلِ القبُورَ بَعْدَ فِرَاقِ الدُّنْيَا خَيْرَ مَنَازِلِنَا، وَافْسَحْ لَنَا ِرَحْمَتِكَ فِي ضِيقِ مَلاَحِدِنَا، وَلا تَفْضَحْنَا فِي حَاضِرِي الْقِيَامَةِ بِمُوبِقَاتِ آثامِنَا، وَارْحَمْ بِالْقُرْانِ فِيْ مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقَامِنَا، وَثَبِّتْ بِهِ عِنْدَ اضْطِرَابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْمَجَازِ عَلَيْهَـا زَلَلَ أَقْدَامِنَا، وَنَوِّرْ بِهِ قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورنا، وَنَجِّنَا بِهِ مِنْ كُلِّ كَرْب يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشَدَائِدِ أَهْوَالِ يَوْمِ الطَّامَّةِ وَبَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ فِي يَوْمِ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ، وَاجْعَلْ لَنَا فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ وُدّاً، وَلاَ تَجْعَلِ الْحَيَاةَ عَلَيْنَا نَكَداً.
الضوء الخامس على الجزء الخامس من الدعاء
واجبات المؤمن تجاه نبيه من خلال موقفه من القرآن
أ - التصديق برسالة النبي والإقرار بأنه أدى الرسالة ونصح العباد.
ب - ومن التصديق به أن يدعو المؤمن لرسوله ليكون أقرب النبيين الى الله حتى لو إن كان ذلك منطبق فعلاً على حقيقة تلك المنزلة فإن هذا الدعاء يعبر عن حب المؤمن لنبيه الذي تحمل ماتحمل من أعباء الرسالة ليبلغنا إياها، كما ندعو الله جماعة وفرادى أن يكون هو الشفيع الأول بينهم وأعظمهم قدراً وأوجههم جاهاً وكيف لا وهو الحبيب المصطفى والمحمود الأحمد.
لذلك فقد ورد في الدعاء للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم " اللهم إعط منك محمداً الوسيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود "ومن جملة مايشتمل عليه دعاء المؤمن للنبي في هذا الدعاء العظيم أن:
أ - يشرف الله بنيانه. ب - يعظم برهانه. ج - يثقل ميزانه. د - تقبل شفاعته. هاء - يقرب وسيلته. و - يبيض وجهه. ز - يتم نوره. ح - يرفع درجته.
وبالتالي فإن المهم أن نجني الفوائد من القرآن حتى نكون ملتزمين بسنة رسول الله وأن نعمل على إحياءها وأن نتوفى عليها وأن نسلك طريق رسول الله بإقتفاء أثره والعمل بمنهجه وأن ننفذ وصاياه لكي نعد في زمرته وأن نرد حوضه يوم القيامة ونسقى من كأسه.
الجزء الخامس من نص الدعاء وقد تم التعليق عليه
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَمَا بَلَّغَ رِسَالَتَكَ، َصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ. أللَّهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبَ النِّبِيِّينَ مِنْكَ مَجْلِساً، وَأَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفَاعَةً، وَأَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً، وَأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهَاً. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَشَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ، وَثَقِّلْ مِيزَانَهُ، وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ وَقَرِّبْ وَسِيلَتَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَتِمَّ نُورَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَخُذْ بِنَـا مِنْهَاجَـهُ، وَاسْلُكْ بِنَا سَبِيلَهُ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ، وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ، وَاسْقِنَا بِكَأسِهِ.
خاتمة
ونختم الضياءات بجزء الدعاء الأخير الذي سوف لن نضيف عليه شئ ونقول مهما ألقينا الضوء على دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام ومهما أستلهمنا منه أو استمدينا منه فلن نصل الى ماكان يبغيه الإمام من دعائه الشريف لأن هناك الكثير من الحجب بيننا وبين الأنوار الإلهية وأنوار النبيين والأوصياء ولكن رغم ذلك فلن نترك الفرصة من التزود من هذه المحطات المهمة من ميراث الأئمة الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام.
الجزء السادس والأخير من نص الدعاء
أللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاةً تُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا يَأْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وَفَضْلِكَ وَكَرَامَتِكَ إنَّكَ ذُوْ رَحْمَة وَاسِعَة وَفَضْل كَرِيم. أللَّهُمَّ اجْزِهِ بِمَا بَلَّغَ مِنْ رِسَالاتِكَ وَأَدَّى مِنْ آيَاتِكَ وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ. وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ.
المصادر
الصحيفة الكاملة السجادية للامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام
من سلسلة أضواء على أدعية الصحيفة السجادية للإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام
دعائه عليه السلام عند ختمه القرآن
محمود الربيعي
وكانَ من دُعائِهِ ( عليه السلام ) عند ختمِ القرآنِ
وهو الدعاء الثالث والاربعون
المقدمة الموضوعية
الصحيفة السجادية هي بحار الأنوار وبحر زخار وأنوار قدسية ذات أعماق وأبعاد تتجمع فيها العلوم الربانية مما يسحر الألباب ويذهل العقول وذلك لما وَسَِعهُ عقل الإمام الذي أحاط بما لم يحُِطْ به البشر العادي أمثالنا، ففيها من التعاليم والتفاصيل لما يحيط بنا من الفضاء والسماء والأرض والبحار وحقائق عن الدنيا والآخرة مما يتصل بالملائكة والنبيين والمرسلين والصالحين.
وفي هذه الصحيفة تعرض القيم والمبادئ والنصائح والأمور التي تتعلق بالعقيدة والمبدأ، وبقراءة الصحيفة إنشراح النفوس وطب القلوب ومغفرة الذنوب، وفيها تفاصيل مامضى وماسيكون، وكل مافيها متصل بالله وبملائكته وأنبياءه ورسله، وفيها الدعاء وهو وسيلة المؤمن وسلاحه في السراء والضراء، ومهما قلنا ومهما فصلنا فلن نفي بماجاد به الإمام من نفحات فيضه الغزيز، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا، نسأل الله أن يرزقنا شفاعه جده النبي المصطفى، وشفاعته يوم لاينفع مال ولابنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
الضوء الأول على الجزء الأول من الدعاء الذي تجد نصه بعد التعليق
أسلوب ختم القرآن
إن من المستلزمات الضرورية التي تترتب على قراءة المؤمن للقرآن أمور منها:
أولاً: النظر والإلتفات الى المواضيع التي تتعلق بالعقيدة والتأريخ التي وردت فيه ومنها أن فيه:
أ - أفضل الأحاديث.
ب - وأن القرآن نور وهو أهم الكتب المنزلة التي تنقذ من الجهالة و الضلالة.
ج - وأنه يبين الحلال والحرام والأحكام.
د - وأن فيه الحق الواضح الذي يُثَبِّت به المؤمنين وفيه البرهان الساطع.
هاء - وفيه سُنَّة النجاة.
ثانياً: ويترتب على التصديق به جملة من الأمور منها:
أ - أنه نُزِّلَ على النبي الأكرم.
ب - وفيه تفصيل عميق.
ج - أهمية التصديق بمحكم آياته.
د - الإقرار بمتشابهاته وواضحاته.
ثالثاً: إن قراءة القرآن كما يبين الإمام تحتاج الى:
أ - طاقة ورغبة.
ب - ورعاية: فينبغي الرجوع إلى التفاسير فقد ورث المسلمون هذا العلم عن الرسول وأهل بيته الطاهرين فهم حفظة القرآن.. فتعلم التفسير يقوي شخصيه المؤمن و يرفع منزلته ويعزز مكانتة.
رابعاً: ويستحصل من قراءة القرآن أمور منها أنه:
أ - هو شفاء لمن فهمه وصَدَّقَه.
ب - وأنك تجد في تلاوته لذة البلاغة وجمال العِباراه.
علاقة الرسول بالقرآن:
أ - أن القرآن نُزِّلَ على النبي مجملاً.
ب - وأن الله ألهم رسوله توضيح عجائبه.
إليك عزيزي القارئ الجزء الأول من نص الدعاء وقد تم التعلق عليه
أَللَّهُمَّ إنَّكَ أَعَنْتَنِي عَلَى خَتْمِ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ نُوراً وَجَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلَى كُلِّ كِتَاب أَنْزَلْتَهُ، وَفَضَّلْتَهُ عَلَى كُلِّ حَدِيث قَصَصْتَهُ، وَفُرْقاناً فَرَقْتَ بِهِ بَيْنَ حَلالِكَ وَحَرَامِكَ، وَقُرْآناً أَعْرَبْتَ بِهِ عَنْ شَرَائِعِ أَحْكَامِكَ، وَكِتَاباً فَصَّلْتَهُ لِعِبَادِكَ تَفْصِيلاً، وَوَحْياً أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ تَنْزِيلاً، وَجَعَلْتَهُ نُوراً نَهْتَدِي مِنْ ظُلَمِ الضَّلاَلَةِ وَالْجَهَـالَةِ بِـاتِّبَاعِـهِ، وَشِفَـاءً لِمَنْ أَنْصَتَ بِفَهْم التَّصْدِيقِ إلَى اسْتِمَاعِهِ، وَمِيزَانَ قِسْط لاَ يَحِيْفُ عَنِ الْحَقِّ لِسَانُهُ، وَنُورَ هُدىً لاَ يُطْفَأُ عَنِ الشَّاهِدِينَ بُرْهَانُهُ، وَعَلَمَ نَجَاة لاَ يَضِلُّ مَنْ أَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ وَلاَ تَنَالُ أَيْدِي الْهَلَكَاتِ مَنْ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ، أَللَّهُمَّ فَإذْ أَفَدْتَنَا الْمعُونَةَ عَلَى تِلاَوَتِهِ، وَسَهَّلْتَ جَوَاسِيَ أَلْسِنَتِنَا بِحُسْنِ عِبَارَتِهِ، فَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَرْعَاهُ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَيَدِينُ لَكَ بِاعْتِقَادِ التَّسْلِيْمِ لِمُحْكَمِ آياتِهِ، وَيَفْزَعُ إلى الإِقْرَارِ بِمُتَشَابِهِهِ وَمُوضَحَاتِ بَيِّناتِهِ. أللَّهُمَّ إنَّكَ أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مُجْمَلاً، وَأَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجَائِبِهِ مُكَمَّلاً، َوَوَرَّثْتَنَا عِلْمَهُ مُفَسَّراً، وَفَضَّلْتَنَا عَلَى مَنْ جَهِلَ عِلْمَهُ، وَقَوَّيْتَنَا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنَا فَوْقَ مَنْ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ.
الضوء الثاني على الجزء الثاني من الدعاء الذي تجد نصه بعد التعليق
المدد الذي يحقق الرغبة والطاقة:
أ - الإعتصام بكتاب الله لفهم آياته ويتم ذلك بالتمسك بالنبي وعترته الطاهرة.
ب - إتخاذ القرآن مصباح هدى دون غيره من الكتب والأفكار المضللة.
ج - الإستعانة بالله وتصديق كتابه وعدم الشك بصدوره عن الله، والتوسل به تعالى للوصول الى الغاية والهدف الذي نزل من أجله.
فوائد قراءة القرآن:
أ - تحط أوزار الذنوب وأثقالها.
ب - تدرج الإنسان في منازل الصعود والسلامة.
ج - نيل منازل الأبرار.
د - مؤنس في الوحشة ويدفع نزغات الشيطان.
هاء - يعتبر وسيلة للإمتناع عن المعاصي، وحابساً لزلات اللسان، ويساعد على كف الجوارح.
و - يكون حارساً من الوساوس.
ز - يبيض الوجوه، ويُصْحِي الضمائر، و يساعد في غسل الأدران ويعزز نفسية المؤمن.
ح - يكون رواءاً وكساءاً يوم الفزع الأكبر حال النشور.
ي - يكون عصمة من الكفر والنفاق.
ك - يقود الى المعرفة بالحدود والأحكام والوقوف على حلال الله وحرامه.
ل - يكون التعلق به أحد أسباب الرزق والصلاح.
أصحاب الفضل على الناس:
أ - لله فضل على الناس بإنزال القرآن.
ب - للنبي فضل بخطاب القرآن.
ج - ولآله فضل لخزن علومه.
علاقة القلب بالقرآن: يعتبر القلب مستودع القرآن.
محتوى القرآن:
أ - فيه عجائب.
ب - فيه أمثال زاجرة.
وإليك نص الجزء الثاني من الدعاء وقد تم التعليق عليه
أللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَ قُلُوبَنَا لَهُ حَمَلَةً، وَعَرَّفْتَنَا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ وَفَضْلَهُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد الْخَطِيْبِ بِهِ، وَعَلَى آلِهِ الْخُزّانِ لَهُ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِأَنـَّهُ مِنْ عِنْدِكَ حَتَّى لاَ يُعَارِضَنَا الشَّكُّ فِي تَصْدِيقِهِ وَلاَ يَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَرِيقِهِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ، وَيَـأْوِي مِنَ الْمُتَشَـابِهَاتِ إلَى حِرْزِ مَعْقِلِهِ، وَيَسْكُنُ فِي ظِـلِّ جَنَاحِهِ، وَيَهْتَدِي بِضَوْءِ صَاحِبِهِ، وَيَقْتَدِي بِتَبَلُّج إسْفَارِهِ، وَيَسْتَصْبحُ بِمِصْباحِهِ، وَلا يَلْتَمِسُ ألْهُدَى فِي غَيْرِهِ. أللَّهُمَّ وَكَمَا نَصَبْتَ بِهِ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلالَةِ عَلَيْكَ، وَأَنْهَجْتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضَا إلَيْكَ. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلِ القُرْآنَ وَسِيلَةً لَنَا إلَى أَشْرَفِ مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ، وَسُلَّماً نَعْرُجُ فِيهِ إلَى مَحَلِّ السَّلامَةِ، وَسَبَباً نُجْزَى بِهِ النَّجاةَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ، وَذَرِيعَةً نُقْدِمُ بِهَا عَلَى نَعِيْمِ دَارِ الْمُقَامَةِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاحْطُطْ بالْقُرْآنِ عَنَّا ثِقْلَ الأوْزَارِ، وَهَبْ لَنَا حُسْنَ شَمَائِلِ الأَبْرَارِ وَاقْفُ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ قَامُوا لَكَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ حَتَّى تُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ دَنَس بِتَطْهِيرِهِ، وَتَقْفُوَ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ اسْتَضَـآءُوْا بِنُورِهِ، وَلَمْ يُلْهِهِمُ الأَمَلُ عَنِ الْعَمَـل فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ واجْعَلِ القُرْآنَ لنا فِي ظُلَمِ اللَّيالِي مُونِساً وَمِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ وَخَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ حَارِساً، وَلأقْدَامِنَا عَنْ نَقْلِهَا إلَى الْمَعَاصِيْ حَابِساً، وَلأِلْسِنَتِنَا عَنِ الْخَوْضِ فِي الباطِلِ مِنْ غَيْرِ مَا آفَة مُخْرِساً، وَلِجَوَارِحِنَا عَنِ اقْتِرَافِ الآثامِ زَاجِراً، وَلِمَا طَوَتِ الغَفْلَةُ عَنَّا مِنْ تَصَفُّحِ الاعْتِبَارِ نَاشِراً حَتَّى تُوصِلَ إلَى قُلُوبِنَا فَهْمَ عَجَائِبِهِ وَزَوَاجِرَ أَمْثَـالِهِ الَّتِي ضَعُفَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي عَلَى صَلاَبَتِهَا عَنِ احْتِمَالِهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَدِمْ بِالْقُرْانِ صَلاَحَ ظاهِرِنا، وَاحْجُبْ بِهِ خَطَراتِ الْوَسَاوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمَائِرِنَا، وَاغْسِلْ بِهِ دَرَنَ قُلُوبِنَا وَعَلاَئِقَ أَوْزَارِنَا، وَاجْمَعْ بِهِ مُنْتَشَرَ أُمُورِنَا، وَأَرْوِ بِهِ فِي مَـوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظَمَأ هَوَاجِرِنَا، وَاكْسُنَا بِهِ حُلَلَ الأَمَانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ فِي نشُورِنَا. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْبُرْ بِالْقُرْآنِ خَلَّتَنَا مِنْ عَدَمِ الإمْلاَقِ، وَسُقْ إلَيْنَا بِهِ رَغَدَ الْعَيْشِ وَخِصْبَ سَعَةِ الأرْزَاقِ، وَجَنِّبْنَا بِهِ الضَّرَائِبَ الْمَذْمُومَةَ وَمَدَانِيَ الأخْلاَقِ، وَاعْصِمْنَا بِهِ مِنْ هُوَّةِ الكُفْرِ وَدَوَاعِـي النِّفَاقِ حَتَّى يَكُوْنَ لَنَا فِي الْقِيَامَةِ إلَى رِضْوَانِكَ وَجِنَانِكَ قَائِداً وَلَنَا فِي الدُّنْيا عَنْ سَخَطِكَ وَتَعَدِّي حُدُودِكَ ذَائِداً، وَلِمَا عِنْدَكَ بِتَحْلِيلِ حَلاَلِهِ وَتَحْرِيم حَرَامِهِ شَاهِداً.
الضوء الثالث على الجزء الثالث من الدعاء
فوائد أخرى للقرآن
وهو أحد وسائل النجاة والتخفيف من شدائد الموت وعذاب القبر ورؤية ملك الموت والتهديدات الملازمة لطبيعة اعماله في صحيفته التي تصاحبه وتلازمه.
الإمام زين العابدين من خلال القرآن يبين ويصف:
أ - رحلة الموت وعذاب القبر ورؤية الملائكة.
ب - نزعات الموت وآلآمه ونزع الروح من البدن.
ج - الفزع من مفاجأة رؤية ملك الموت لينذر بالفراق ويذيق طعم سمومه لتبدأ رحلة الإنسان الى عالم الآخرة وهو مُحَمَّلٌ بصحيفة أعماله ليبقى الجسد راقداً في قبره الى أجل مسمى.
نص الجزء الثالث من الدعاء وقد تم التعليق عليه
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَهَوِّنْ بِالْقُرْآنِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَلَى أَنْفُسِنَا كَرْبَ السِّيَاقِ، وَجَهْدَ الأنِينِ، وَتَرادُفَ الْحَشَارِجِ إذَا بَلَغَتِ ألنُّفُوسُ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاق وَتَجَلَّى مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِهَا مِنْ حُجُبِ الْغُيُوبِ، وَرَمَاهَا عَنْ قَوْسِ الْمَنَايَا بِأَسْهُمِ وَحْشَةِ الْفِرَاقِ، وَدَافَ لَهَا مِنْ دُعَافِ الْمَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ الْمَذَاقِ، وَدَنا مِنَّا إلَى الآخِرَةِ رَحِيلٌ وَانْطِلاَقٌ، وَصَارَتِ الأعْمَالُ قَلاَئِـدَ فِي الأَعْنَاقِ، وَكَانَتِ الْقُبُورُ هِيَ الْمَأوَى إلَى مِيقَاتِ يَوْمِ التَّلاَقِ.
الضوء الرابع على الجزء الرابع من الدعاء
عالم القبر ومشاهد يوم القيامة
أ - المؤمن ينظر الى عالم القبر بشكل يختلف عن غيره فهو متوقع لما سيجري عليه من الموت والإنحلال في التراب الى أجل مسمى وتبقى الروح في هذا القبر الضيق ولمدة طويلة لايجير منه الاّ لطف الله ورحمته بالصلاة على محمد وآله.
ب - والمؤمن متأكد وعلى يقين بأنه سيشهد يوم القيامة لذلك فأنه يدعو الله أن لايفضحه أمام الخلق بما أرتكبه من المعاصي وماأقترفته يداه من الذنوب والآثام.
ج - إن مايجري في يوم القيامة يستوجب من المؤمن التمسك بالقرآن لأنه سيكون سبباً للخروج من ذلة الموقف خصوصاً عند إضطراب جسر جهنم يوم يجوز الناس عليه فتزل أقدام قوم وتثبت لآخرين.
أثر القرآن في القبر يوم القيامة
أ - القرآن مصباح للمؤمن ينير قبره قبل البعث ويكون شفيعاً له ينجيه من كرب يوم القيامة ومايرى من شدة الأهوال.
ب - وبالقرآن تبيض وجوه المؤمنين يوم الحسرة والندامة في اليوم الذي تسود فيه وجوه الكفار الظالمين.
فعل القرآن في نفسية المؤمن: القرآن يخلق الود في قلب المؤمن ويبهج حياته.
نص الجزء الرابع من الدعاء وقد تم التعليق عليه
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَارِكْ لَنَا فِي حُلُولِ دَارِ البِلَى وَطُولِ الْمُقَامَـةِ بَيْنَ أَطْبَـاقِ الثَّـرى، وَاجْعَلِ القبُورَ بَعْدَ فِرَاقِ الدُّنْيَا خَيْرَ مَنَازِلِنَا، وَافْسَحْ لَنَا ِرَحْمَتِكَ فِي ضِيقِ مَلاَحِدِنَا، وَلا تَفْضَحْنَا فِي حَاضِرِي الْقِيَامَةِ بِمُوبِقَاتِ آثامِنَا، وَارْحَمْ بِالْقُرْانِ فِيْ مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقَامِنَا، وَثَبِّتْ بِهِ عِنْدَ اضْطِرَابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْمَجَازِ عَلَيْهَـا زَلَلَ أَقْدَامِنَا، وَنَوِّرْ بِهِ قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورنا، وَنَجِّنَا بِهِ مِنْ كُلِّ كَرْب يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشَدَائِدِ أَهْوَالِ يَوْمِ الطَّامَّةِ وَبَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ فِي يَوْمِ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ، وَاجْعَلْ لَنَا فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ وُدّاً، وَلاَ تَجْعَلِ الْحَيَاةَ عَلَيْنَا نَكَداً.
الضوء الخامس على الجزء الخامس من الدعاء
واجبات المؤمن تجاه نبيه من خلال موقفه من القرآن
أ - التصديق برسالة النبي والإقرار بأنه أدى الرسالة ونصح العباد.
ب - ومن التصديق به أن يدعو المؤمن لرسوله ليكون أقرب النبيين الى الله حتى لو إن كان ذلك منطبق فعلاً على حقيقة تلك المنزلة فإن هذا الدعاء يعبر عن حب المؤمن لنبيه الذي تحمل ماتحمل من أعباء الرسالة ليبلغنا إياها، كما ندعو الله جماعة وفرادى أن يكون هو الشفيع الأول بينهم وأعظمهم قدراً وأوجههم جاهاً وكيف لا وهو الحبيب المصطفى والمحمود الأحمد.
لذلك فقد ورد في الدعاء للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم " اللهم إعط منك محمداً الوسيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود "ومن جملة مايشتمل عليه دعاء المؤمن للنبي في هذا الدعاء العظيم أن:
أ - يشرف الله بنيانه. ب - يعظم برهانه. ج - يثقل ميزانه. د - تقبل شفاعته. هاء - يقرب وسيلته. و - يبيض وجهه. ز - يتم نوره. ح - يرفع درجته.
وبالتالي فإن المهم أن نجني الفوائد من القرآن حتى نكون ملتزمين بسنة رسول الله وأن نعمل على إحياءها وأن نتوفى عليها وأن نسلك طريق رسول الله بإقتفاء أثره والعمل بمنهجه وأن ننفذ وصاياه لكي نعد في زمرته وأن نرد حوضه يوم القيامة ونسقى من كأسه.
الجزء الخامس من نص الدعاء وقد تم التعليق عليه
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَمَا بَلَّغَ رِسَالَتَكَ، َصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ. أللَّهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبَ النِّبِيِّينَ مِنْكَ مَجْلِساً، وَأَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفَاعَةً، وَأَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً، وَأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهَاً. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَشَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ، وَثَقِّلْ مِيزَانَهُ، وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ وَقَرِّبْ وَسِيلَتَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَتِمَّ نُورَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَخُذْ بِنَـا مِنْهَاجَـهُ، وَاسْلُكْ بِنَا سَبِيلَهُ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ، وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ، وَاسْقِنَا بِكَأسِهِ.
خاتمة
ونختم الضياءات بجزء الدعاء الأخير الذي سوف لن نضيف عليه شئ ونقول مهما ألقينا الضوء على دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام ومهما أستلهمنا منه أو استمدينا منه فلن نصل الى ماكان يبغيه الإمام من دعائه الشريف لأن هناك الكثير من الحجب بيننا وبين الأنوار الإلهية وأنوار النبيين والأوصياء ولكن رغم ذلك فلن نترك الفرصة من التزود من هذه المحطات المهمة من ميراث الأئمة الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام.
الجزء السادس والأخير من نص الدعاء
أللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاةً تُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا يَأْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وَفَضْلِكَ وَكَرَامَتِكَ إنَّكَ ذُوْ رَحْمَة وَاسِعَة وَفَضْل كَرِيم. أللَّهُمَّ اجْزِهِ بِمَا بَلَّغَ مِنْ رِسَالاتِكَ وَأَدَّى مِنْ آيَاتِكَ وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ. وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ.
المصادر
الصحيفة الكاملة السجادية للامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام