ابو فاطمة العذاري
19-09-2010, 03:11 AM
اغتيال محمد ( ص ) من القاتل ؟؟
قال تعالى :
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ {آل عمران/144} )
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
( ما من نبي أو وصي إلا شهيد )
(بصائر الدرجات ص 148 وبحار الأنوار ج 17 ص 405).
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما الصلاة والسلام :
( ما منا إلا مسموم أو مقتول )
(كفاية الأثر ( للخراز القمي ص 162 وبحار الأنوار ج 45 ص 1 ومن لا يحضره الفقيه ج 4 ص 17)
عن الإمام الصادق (عليه السلام): في حديث الحسين بن علوان الديلمي، أنه حينما أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) إحدى نسائه، لمن يكون الأمر من بعده، أفشت ذلك إلى صاحبتها، فأفشت تلك ذلك إلى أبيها، فاجتمعوا على أن يسقياه سماً، فأخبره الله بفعلهما. فهمَّ (صلى الله عليه وآله) بقتلهما، فحلفا له: أنهما لم يفعلا، فنزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ(سورة التحريم، الآية 7)} ( البحار ج22 ص246 عن الصراط المستقيم)..
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مات مقتولا مسموما
ولكن من الذي اغتال رسول الله ؟؟
سؤال نطرحه وسنحاول الإجابة عليه !!!
كثير من الحقائق الكبيرة والخطيرة في التاريخ يصعب أثباتها خصوصا حينما توضف الجهود عبر الأجيال الى دثرها وتحريف مضمونها .
نعم أيها المسلم تلك هي الحقيقة !
الى الآن تنقسم البشرية على نفسها هل فغلا قتل اليهود المسيح ( ع ) ام لم يقتلوه وأساسا هل قتل فعلا ام انه شبه لهم ؟
قضية كبيرة وبهذا المستوى وغيرها قضايا أخرى كثيرة يلتفها الغموض وتعتريها التأويلات والتحريفات وبدوافع عديدة حتى تصبح هذه الحقيقة الواضحة من الأمور الغامضة ؟
ان المجرم دائما ومهما كان إذا كانت بيده الأموال والسلطة السياسية والمنابر الدينية فانه قادر ان يحرف الحقائق ويغيرها .
وتوجد في عصرنا المعاش عشرات الأمثلة .
رغم ان صدام بلغ بإجرامه حدا لا يطاق وخلف وورائه عشرات المقابر الجماعية التي رآها العالم بأسره لكننا نجد كثير من المأجورين والمغفلين يعتبرونه بطل العروبة والإسلام وأنا على يقين أنهم سيحرفوا التاريخ ويصنعوا منه رمزا تاريخيا لا مثيل له ويدونوا له مئات المواقف والانجازات الكاذبة ويخدعوا من خلاله الأجيال حتى يأتي المؤرخ المنصف بعد سنوات قلائل - وليس بعد إلف واربعمائه سنة - بل سنوات ربما تعد بالأصابع في حينها سيجد المؤرخ الصادق نفسه في حرج من إثبات ان صدام حسين كان طاغية عصره وانه مجرم القرن بلا منازع .
هكذا نصطدم مع تاريخنا المحترم وهكذا نتلقى حقائقه المزيفة التي تعج بالتحريف والتزوير والتشويه .
سارت أقلام المؤرخين مصطفة مع دنانير الطغاة ومع منابر الدجالين حتى صار من الصعب جدا ان تثبت أي حقيقة الا وترى نفسك أمام عشرات الحقائق التي تعارضها.
رغم أننا نذم اليهود والنصارى الذين حرفوا تعاليم أنبيائهم ونعتبره عملا مشينا ونعده من أبشع المحرمات الا أننا تغافلنا عن ضخامة تحريفنا نحن لتاريخنا ولتفسير قراننا ولسنة نبينا ولتعاليم أولياء الله .
وليس هناك من تراث سلم من التحريف الا ألفاظ القران والقليل جدا من الحقائق التاريخية ومع ذلك امتدت للقران يد التحريف من جهة أخرى فتلاعبت بمعانيه وتفسيره .
إن مشكلة التاريخ العربي الإسلامي عموماً ومشكلة الدين خصوصاً وما حصل ويحصل فيهما من اختلاف ليس مرجعه إلى عدم وضوح الحق من الباطل إنما مرجعه إلى خلط الحق بالباطل عند الناس .
وما نريد أن نقوله هنا ان المؤرخين دأبوا على الجدال حول الحقائق والأباطيل والصحيح والخاطئ وتمادوا في ذلك إلى درجة أن كبار المؤرخين أصبحوا يأخذون بفكرة احترام الآراء جميعاً وهم بذلك يبرِّرون التحريف ويزعمون أن الاختلاف في التاريخ وطمس الحقائق أمر ايجابي وأنه ضرورة لإغناء الفكر والبحث .
إن الذين يبرّرون الاختلاف في تاريخنا الإسلامي ويسمحون بتعدد الوجوه في أي حادثة إسلامية هم ظلمة ومنحرفين وإن لبسوا العمائم وتجلببوا بجلباب الدِّين لأنهم يؤمنون بعدم وضوح الفرق بين الحق والباطل ويجعلون حياة النبي وأولياء الله تعالى الذين جاءوا لإزالة الاختلاف ـ يجعلونها مصدراً للاختلاف وساحة لتناقضاتهم .
فهذه الأبحاث التاريخية والروايات والآراء ليست سوى آراء الرجال في بعضهم البعض ولا علاقة لها بالحقيقة.
المؤرخ عندما يرى ما في النص التاريخي من حق وباطل مستقلاً عن ولائه للرجال فقد بدأت عنده بالفعل أول خطوة في الطريق إلى إثبات الحقائق !
إضافة لوجود خطر الكذب التاريخي والتحريف نعلم أن الخطر الأشد أحيانا في التفسير الخاطئ للحادثة الموجودة فعلا وعلى التأويلات المتناقضة لها.
إن ما حصل في تدوين ومن ثم تفسير وتحليل تاريخ المسلمين منذ قرون هو انقلاب وانعكاس للمفاهيم التي يحملها المؤرخ نفسه بحيث أن الدراسة الجّادة لتاريخنا الإسلامي ومحاولة فهمه مستقلاً عن آراء الرجال تبيّن بوضوحٍ ان كثير من الذي بين يدينا اليوم هو نقيض ما كان يدور فعلا آنذاك .
إن التوضيح والتفسير الحقيقي لأحداث التاريخ الإسلامي عموما والنبوي خصوصا يستلزم إجراء سلسلة من التحقيقات الجديدة التي ستكون المفاجأة فيها على كثير من المذاهب أشدُّ وقعا وامضى صدمة .
والان ....
أنا أتوقع أن يقف – عرعور - واتباع عرعور ومعهم أكثر المؤرخين والعلماء والباحثين ضدّ مقالي هذا وقد يقولون اني مندس وفاسق و و و و.... الخ
من أساليبهم المشهورة التي يكررونها دائما أمام الحقائق .
لأنهم يكونوا قد أحسّوا بالخطر الداهم على مسلِّماتهم ومبادئهم التي منها يسترزقون وعبرها يخدعون الناس .
لكني سأواصل الكتابة وليس أمامي شيء يحركني – ان شاء الله – الا مرضات الله وحزني الشديد على الآم جدي محمد الذي قتله أسيادهم وسيداتهم ولوعتي على جدتي فاطمة التي اغتالها كبارهم في جريمة حصلت في وضح النهار .
لأثبت حقيقة هؤلاء الرجال وانحرافهم عن الدين وهم أسماء لامعة مشهورة في الأمة ومعروفة بالـ ( التقوى والزهد والعلم والجهاد ) ، بل أسماء مقدّسة و لأن التاريخ الذي يؤمن به المحرفون والمغفلون و – عرعور - وإتباعه إنما هو في الواقع ليس الا أسماء رجال ونساء لا غير .
نحتاج أيها القارئ إلى تركيز في كتب التاريخ والسير وقراءة السطور وما بين السطور خصوصا للفترة الأخيرة من حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخصوصا في اللحظات الأخيرة لاستشهاده .
وإذا ما عدنا إلى المعطيات والحقائق نجد أن الرسول قد تم اغتياله بصورة عمديه ومخطط لها عن سبق إصرار وترصد ونجد التاريخ يؤكد أن عوارض السم قد ظهرت على وجهه وبدنه الشريف و أن سم يوم خيبر لم تكن له أية مدخليه في استشهاد رسول الله كما يقول المحرفون ويردد ورائهم المغفلون.
وحينما نجمع بين المعطيات التاريخية نستنتج بأن العصابة المجرمة التي خططت للانقلاب على خاتم الأنبياء وإزاحة خليفته الشرعي هي التي دبّرت قتله عن طريق تجريعه السم.
هذه الحقيقة كشف عنها أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام بين فترة وأخرى رغم أنها تمثل أعلى درجات التقية في حياتهم الكريمة فقد جاء عن الصادق عليه السلام ما رواه العلامة المجلسي في البحار :
( عن عبد الصمد بن بشير, عن أبي عبد الله (ع ) قال: تدرون مات النبي أو قتل ؟
إن الله يقول: { أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } فسم قبل الموت, إنهما سقتاه , فقلنا: إنهما وأبوهما شر من خلق الله )
و في رواية أخرى :
روي عن الصادق عن آبائه ( ع ) :
( أن الحسن ( ع ) قال لأهل بيته إني أموت بالسم كما مات رسول الله ص قالوا ومن يفعل ذلك قال امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس فإن معاوية يدس إليها ويأمرها بذلك قالوا أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك قال كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئا ولو أخرجتها ما قتلني غيرها )
والحسن ( ع ) يقارن بين زوجته القاتلة وزوجتي محمد ( ص ) اللتان قتلتاه !
إن أهل البيت عليهم السلام اضطروا لان يخفوا هذه الروايات إلا عن أولياءهم وشيعتهم المخلصين خوفا من الانشقاق في الإسلام و لأنها ستكذب كما كذبت غيرها من الحقائق ولكن ما يهون المصيبة ان هناك وعدا في ان هذه الحقيقة ستظهر في آخر الزمان وسيخرجهم صاحب الزمان (عج ) ويعاقبهم على ذلك كله كما نصت بعض الروايات بذلك .
وهي حقيقة كشف عنها الصحابة الذين عاشوها وان كانوا لم يصرحوا كثيرا ولم يحددوا القتلة الا أنهم اثبتوا الأمر فقد جاء في السيرة النبوية لآبن كثير :ـ
( عن عبد الله بن مسعود إذ قال: لئن أحلف تسعا أن رسول الله قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل وذلك لأن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا )
(السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي ج 4 ص 449).
وهي شهادة ثمينة من هذا الصحابي الكبير
ومن ثم جاء التابعون واعترفوا بالحقيقة فقد قال الشعبي:
( والله لقد سم رسول الله )
(مستدرك الحاكم ج 3 ص 60).
وقد سجل ذلك كثير من المؤرخين من الفريقين السنة والشيعة:
قال الشيخ المفيد :
( وقبض ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من هجرته ، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وذكر العلامة الحلي شهادة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالسم. )
وجاء في كتاب جامع الرواة :
( وقبض ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة مسموما . )
وقال الشيخ الطوسي :
( قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مسموما لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من الهجرة. )
وقال البيهقي :
( أنبأنا الحاكم ، أنبأنا الأصم ، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار عن أبي معن عن الأعمش عن عبد الله بن نمرة عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال : لئن أحلف تسعا أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل ، وذلك إن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا. )
الباحث – المنصف – سيجد ان الاغتيال سرا ليس ظاهرة غريبة في التاريخ البشري ولا الإسلامي وقد تعرض النبي صلى الله عليه واله وسلم لمحاولات اغتيال نجى منها بفضل سبحانه وتعالى وذلك لأنه كان يشكل اكبر خطر يهدد مصالح كفار قريش والمنافقين بل كان خطرا حقيقيا على اليهود والنصارى والدول الكبرى آنذاك .
وهي حقيقة قرانية أكدها القران فان الكثيرين كانوا يتمنون وينتظرون موت محمد ( ص )
قال تعالى :
{ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ }
ما هو التربّص ؟
انت تقول مثلا ان فلان لاَ يَزَالُ يَتَرَبَّصُ فُرْصَتَهُ" : يَتَحَيَّنُهَا. او "يَتَرَبَّصُ بِعَدُوِّه الدَّوَائِرَ" : يَترَصَّدُهُ، يُرِيدُ أَنْ يَنْصِبَ لَهُ كَمِيناً لِيُوقِعَ بِهِ الأذَى .
ونذكر بعض نماذج محاولات الاغتيال التي تعرض لها الرسول كما ذكرها التاريخ .
واغلبها في المدينة الا واحدة في مكة كانت هي سبب هجرته .
حينما اجتمع أكابر كفار قريش وقرروا أن يجمعوا من كل قبيلة في مكة فتى ثم يضربون الرسول ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل ومن هنا نزل الوحي يخبر الرسول بتدبيرهم ويأمره بالهجرة إلى المدينة المنورة وكانت الحماية الربانية ضرورة لإكمال الرسالة وبات علي في فراشه مضحيا بنفسه في حادثة مشهورة .
وبعدها عندما خرج سراقة بن مالك في أثر الرسول وصاحبه في هجرتهم ونجاه الله بقدرته عندما ساخت قوائم فرس سراقة وقيل انه أسلم على يد الرسول.
ومحاولة أخرى كانت على يد يهود بني النضير في المدينة عندما ذهب إليهم النبي صلى الله عليه واله وسلم في أمر معين وجلس بجوار جدار فقرروا أن يلقوا عليه حجرا كبيرا ليقتلوه فنزل الوحي يخبره بذلك فغادر المكان وأخبر المسلمين بالمؤامرة اليهودية .
وكانت محاولة أخرى على يد عمير بن وهب الجمحي الذي كان يوصف أنه من " شياطين العرب " غدرا وفتكا، وقد حرضه صفوان ابن أمية وكان مخططهما سرا لا يعلمه اي شخص فجهز صفوان له سيفا مسموما وذهب عمير للمدينة ودخل على الرسول واظهر نسيان السيف في عنقه فكشف له الرسول حقيقة الامر ولم يكن أحد يعلم به فقيل انه أسلم بين يدي الرسول صلى الله عليه واله وسلم!
محاولة الاغتيال الاخرى – تذكرها مصادر السنة - التي تعرض لها الرسول كانت على يد امرأة يهودية عندما حاصر خيبر وعقد مع يهودها صلحا وقد اعتبره بعض اليهود ظالما قرروا الحيلة وأعدت امرأة واحد من زعمائهم شاة مشوية أهدتها للرسول وسألت: أي جزء منها أحب للرسول ؟
فقيل لها الذراع فوضعت السم في الشاة كلها وجعلت أكثره في الذراع، فذاق الرسول منها ثم لفظها وقال:
( إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم )
وقد كانت تلك المرأة قد قالت: قلت إن كان ملكا استرحنا منه وإن كان نبيا فسيخبر!.
إذن من المسلم به تاريخيا ان محمد ( ص ) كان يشكل خطر كبير على كثير من الجماعات في المجتمع .
وفي التاريخ توجد اغتيالات أخرى لأشخاص غير النبي ( ص ) بعضهم من مخططي تلك الاغتيالات نتيجة لتقاطع المصالح بينهم ودليل على ان هناك يد خبيثة خارجية كانت تتلاعب بمصير المجتمع الإسلامي ومنها :
اغتيال أبي بكر حيث قدم له طعام مسموم وكان يأكل معه طبيب العرب الشهير الحارث بن كلدة فقال له: ارفع يدك يا خليفة رسول الله وإن فيها لسم سنة فرفع يده بعد أن كانت لقيمات وصلت جوفه فمرض مرضا شديدا ومات في مرضه هذا.
( وأنا اتحدا كافة علماء ومؤرخي أهل السنة ان يفتحوا هذا الملف ويجيبوا على السؤال :
( كيف قتل ابو بكر ومن قتله )
او وان يصرحوا بهذه الحقيقة أتحداهم بملأ فمي ؟؟؟
فهل من مجيب سواء كان - عرعور - او غيره !!!!!
ومنها أيضا اغتيال عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و حوادث اغتيال أخرى كثيرة في تاريخ الصحابة.
ومن وقائع الاغتيال الوحشية في التاريخ اغتيال مالك الأشتر النخعي وهو في الطريق لتولي المنصب وينقل إنه اغتيل بسم دسه له الأمويون في العسل وأن معاوية كان يقول قولا مشهورا :
" إن لله جنودا منها العسل "
ومن ثم اغتيال الصحابي الجليل محمد بن ابي بكر .
****************
أخبار النبي ( صلى الله عليه وآله ) بقرب رحيله عن الدنيا
أخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بقرب رحيله و نعى قبل موته.
وقبل ذلك جاء في القرآن الكريم آيات تؤيد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) منها :
{ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } ومنها :
{ إنك ميت وإنهم ميتون }.
ولنذكر بعض النماذج التاريخية على أخباره او إشعاره للمجتمع بقرب وفاته ومعظمها من أهم مصادر إخواننا أهل السنة :
روي:
( انه دخل أبو سفيان على النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوما فقال : يا رسول الله أريد أن أسألك عن شئ . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني . قال : افعل ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : أردت أن تسأل عن مبلغ عمري . فقال : نعم يا رسول الله . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إني أعيش ثلاثا وستين سنة . فقال : أشهد أنك صادق . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : بلسانك دون قلبك )
وروي:
( صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر مودعا مستبراء لذمته من الناس مناديا : ألا من كانت له مظلمة قبل محمد ( صلى الله عليه وآله ) إلا قام فليقتص منه )
وروي:
( قال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قبل موته بليلة لأبي مويهبة : إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة ، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي )
وروي :
( قال ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع أمام مجمع من المسلمين : إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة ، وإنه عارضني هذا العام مرتين ، وما أراه إلا قد حضر أجلي )
وروي :
( قال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أمام المسلمين في غدير خم : أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب ، وأني مسؤول وأنكم مسئولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ )
وروي :
( قد رأى العباس ذات ليلة في منامه أن القمر قد رفع من الأرض إلى السماء . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) له : هو ابن أخيك . وقال العباس : عرفنا أن بقاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فينا قليل )
وروي :
( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتزعمون أني من آخركم وفاة ، ألا وإني من أولكم وفاة )
كان المسلمون وخاصة من أهل المدينة المنورة يعلمون بقرب وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهذه النقطة يجب أن لا يغفل القارئ عنها عندما يقرأ في أحداث السقيفة وما قبلها وما بعدها ويربط نتائجها مع حديثنا فانه سيصل الى فهم أخر وجديد لحجم المؤامرة وخطوط الانقلاب والتحضير له قبل حصول وفاته .
*****************
ملاحظة : هذا المقال او البحث ( اغتيال محمد ( ص ) من القاتل ؟؟ ) سيستمر معنا عدة حلقات ضمن سلسلة مقالات الى عرعور ردها ان استطعت
فليردها عرعور او أتباعه !!!!!!!!!
ابو فاطمة العذاري
قال تعالى :
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ {آل عمران/144} )
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
( ما من نبي أو وصي إلا شهيد )
(بصائر الدرجات ص 148 وبحار الأنوار ج 17 ص 405).
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما الصلاة والسلام :
( ما منا إلا مسموم أو مقتول )
(كفاية الأثر ( للخراز القمي ص 162 وبحار الأنوار ج 45 ص 1 ومن لا يحضره الفقيه ج 4 ص 17)
عن الإمام الصادق (عليه السلام): في حديث الحسين بن علوان الديلمي، أنه حينما أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) إحدى نسائه، لمن يكون الأمر من بعده، أفشت ذلك إلى صاحبتها، فأفشت تلك ذلك إلى أبيها، فاجتمعوا على أن يسقياه سماً، فأخبره الله بفعلهما. فهمَّ (صلى الله عليه وآله) بقتلهما، فحلفا له: أنهما لم يفعلا، فنزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ(سورة التحريم، الآية 7)} ( البحار ج22 ص246 عن الصراط المستقيم)..
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مات مقتولا مسموما
ولكن من الذي اغتال رسول الله ؟؟
سؤال نطرحه وسنحاول الإجابة عليه !!!
كثير من الحقائق الكبيرة والخطيرة في التاريخ يصعب أثباتها خصوصا حينما توضف الجهود عبر الأجيال الى دثرها وتحريف مضمونها .
نعم أيها المسلم تلك هي الحقيقة !
الى الآن تنقسم البشرية على نفسها هل فغلا قتل اليهود المسيح ( ع ) ام لم يقتلوه وأساسا هل قتل فعلا ام انه شبه لهم ؟
قضية كبيرة وبهذا المستوى وغيرها قضايا أخرى كثيرة يلتفها الغموض وتعتريها التأويلات والتحريفات وبدوافع عديدة حتى تصبح هذه الحقيقة الواضحة من الأمور الغامضة ؟
ان المجرم دائما ومهما كان إذا كانت بيده الأموال والسلطة السياسية والمنابر الدينية فانه قادر ان يحرف الحقائق ويغيرها .
وتوجد في عصرنا المعاش عشرات الأمثلة .
رغم ان صدام بلغ بإجرامه حدا لا يطاق وخلف وورائه عشرات المقابر الجماعية التي رآها العالم بأسره لكننا نجد كثير من المأجورين والمغفلين يعتبرونه بطل العروبة والإسلام وأنا على يقين أنهم سيحرفوا التاريخ ويصنعوا منه رمزا تاريخيا لا مثيل له ويدونوا له مئات المواقف والانجازات الكاذبة ويخدعوا من خلاله الأجيال حتى يأتي المؤرخ المنصف بعد سنوات قلائل - وليس بعد إلف واربعمائه سنة - بل سنوات ربما تعد بالأصابع في حينها سيجد المؤرخ الصادق نفسه في حرج من إثبات ان صدام حسين كان طاغية عصره وانه مجرم القرن بلا منازع .
هكذا نصطدم مع تاريخنا المحترم وهكذا نتلقى حقائقه المزيفة التي تعج بالتحريف والتزوير والتشويه .
سارت أقلام المؤرخين مصطفة مع دنانير الطغاة ومع منابر الدجالين حتى صار من الصعب جدا ان تثبت أي حقيقة الا وترى نفسك أمام عشرات الحقائق التي تعارضها.
رغم أننا نذم اليهود والنصارى الذين حرفوا تعاليم أنبيائهم ونعتبره عملا مشينا ونعده من أبشع المحرمات الا أننا تغافلنا عن ضخامة تحريفنا نحن لتاريخنا ولتفسير قراننا ولسنة نبينا ولتعاليم أولياء الله .
وليس هناك من تراث سلم من التحريف الا ألفاظ القران والقليل جدا من الحقائق التاريخية ومع ذلك امتدت للقران يد التحريف من جهة أخرى فتلاعبت بمعانيه وتفسيره .
إن مشكلة التاريخ العربي الإسلامي عموماً ومشكلة الدين خصوصاً وما حصل ويحصل فيهما من اختلاف ليس مرجعه إلى عدم وضوح الحق من الباطل إنما مرجعه إلى خلط الحق بالباطل عند الناس .
وما نريد أن نقوله هنا ان المؤرخين دأبوا على الجدال حول الحقائق والأباطيل والصحيح والخاطئ وتمادوا في ذلك إلى درجة أن كبار المؤرخين أصبحوا يأخذون بفكرة احترام الآراء جميعاً وهم بذلك يبرِّرون التحريف ويزعمون أن الاختلاف في التاريخ وطمس الحقائق أمر ايجابي وأنه ضرورة لإغناء الفكر والبحث .
إن الذين يبرّرون الاختلاف في تاريخنا الإسلامي ويسمحون بتعدد الوجوه في أي حادثة إسلامية هم ظلمة ومنحرفين وإن لبسوا العمائم وتجلببوا بجلباب الدِّين لأنهم يؤمنون بعدم وضوح الفرق بين الحق والباطل ويجعلون حياة النبي وأولياء الله تعالى الذين جاءوا لإزالة الاختلاف ـ يجعلونها مصدراً للاختلاف وساحة لتناقضاتهم .
فهذه الأبحاث التاريخية والروايات والآراء ليست سوى آراء الرجال في بعضهم البعض ولا علاقة لها بالحقيقة.
المؤرخ عندما يرى ما في النص التاريخي من حق وباطل مستقلاً عن ولائه للرجال فقد بدأت عنده بالفعل أول خطوة في الطريق إلى إثبات الحقائق !
إضافة لوجود خطر الكذب التاريخي والتحريف نعلم أن الخطر الأشد أحيانا في التفسير الخاطئ للحادثة الموجودة فعلا وعلى التأويلات المتناقضة لها.
إن ما حصل في تدوين ومن ثم تفسير وتحليل تاريخ المسلمين منذ قرون هو انقلاب وانعكاس للمفاهيم التي يحملها المؤرخ نفسه بحيث أن الدراسة الجّادة لتاريخنا الإسلامي ومحاولة فهمه مستقلاً عن آراء الرجال تبيّن بوضوحٍ ان كثير من الذي بين يدينا اليوم هو نقيض ما كان يدور فعلا آنذاك .
إن التوضيح والتفسير الحقيقي لأحداث التاريخ الإسلامي عموما والنبوي خصوصا يستلزم إجراء سلسلة من التحقيقات الجديدة التي ستكون المفاجأة فيها على كثير من المذاهب أشدُّ وقعا وامضى صدمة .
والان ....
أنا أتوقع أن يقف – عرعور - واتباع عرعور ومعهم أكثر المؤرخين والعلماء والباحثين ضدّ مقالي هذا وقد يقولون اني مندس وفاسق و و و و.... الخ
من أساليبهم المشهورة التي يكررونها دائما أمام الحقائق .
لأنهم يكونوا قد أحسّوا بالخطر الداهم على مسلِّماتهم ومبادئهم التي منها يسترزقون وعبرها يخدعون الناس .
لكني سأواصل الكتابة وليس أمامي شيء يحركني – ان شاء الله – الا مرضات الله وحزني الشديد على الآم جدي محمد الذي قتله أسيادهم وسيداتهم ولوعتي على جدتي فاطمة التي اغتالها كبارهم في جريمة حصلت في وضح النهار .
لأثبت حقيقة هؤلاء الرجال وانحرافهم عن الدين وهم أسماء لامعة مشهورة في الأمة ومعروفة بالـ ( التقوى والزهد والعلم والجهاد ) ، بل أسماء مقدّسة و لأن التاريخ الذي يؤمن به المحرفون والمغفلون و – عرعور - وإتباعه إنما هو في الواقع ليس الا أسماء رجال ونساء لا غير .
نحتاج أيها القارئ إلى تركيز في كتب التاريخ والسير وقراءة السطور وما بين السطور خصوصا للفترة الأخيرة من حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخصوصا في اللحظات الأخيرة لاستشهاده .
وإذا ما عدنا إلى المعطيات والحقائق نجد أن الرسول قد تم اغتياله بصورة عمديه ومخطط لها عن سبق إصرار وترصد ونجد التاريخ يؤكد أن عوارض السم قد ظهرت على وجهه وبدنه الشريف و أن سم يوم خيبر لم تكن له أية مدخليه في استشهاد رسول الله كما يقول المحرفون ويردد ورائهم المغفلون.
وحينما نجمع بين المعطيات التاريخية نستنتج بأن العصابة المجرمة التي خططت للانقلاب على خاتم الأنبياء وإزاحة خليفته الشرعي هي التي دبّرت قتله عن طريق تجريعه السم.
هذه الحقيقة كشف عنها أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام بين فترة وأخرى رغم أنها تمثل أعلى درجات التقية في حياتهم الكريمة فقد جاء عن الصادق عليه السلام ما رواه العلامة المجلسي في البحار :
( عن عبد الصمد بن بشير, عن أبي عبد الله (ع ) قال: تدرون مات النبي أو قتل ؟
إن الله يقول: { أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } فسم قبل الموت, إنهما سقتاه , فقلنا: إنهما وأبوهما شر من خلق الله )
و في رواية أخرى :
روي عن الصادق عن آبائه ( ع ) :
( أن الحسن ( ع ) قال لأهل بيته إني أموت بالسم كما مات رسول الله ص قالوا ومن يفعل ذلك قال امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس فإن معاوية يدس إليها ويأمرها بذلك قالوا أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك قال كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئا ولو أخرجتها ما قتلني غيرها )
والحسن ( ع ) يقارن بين زوجته القاتلة وزوجتي محمد ( ص ) اللتان قتلتاه !
إن أهل البيت عليهم السلام اضطروا لان يخفوا هذه الروايات إلا عن أولياءهم وشيعتهم المخلصين خوفا من الانشقاق في الإسلام و لأنها ستكذب كما كذبت غيرها من الحقائق ولكن ما يهون المصيبة ان هناك وعدا في ان هذه الحقيقة ستظهر في آخر الزمان وسيخرجهم صاحب الزمان (عج ) ويعاقبهم على ذلك كله كما نصت بعض الروايات بذلك .
وهي حقيقة كشف عنها الصحابة الذين عاشوها وان كانوا لم يصرحوا كثيرا ولم يحددوا القتلة الا أنهم اثبتوا الأمر فقد جاء في السيرة النبوية لآبن كثير :ـ
( عن عبد الله بن مسعود إذ قال: لئن أحلف تسعا أن رسول الله قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل وذلك لأن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا )
(السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي ج 4 ص 449).
وهي شهادة ثمينة من هذا الصحابي الكبير
ومن ثم جاء التابعون واعترفوا بالحقيقة فقد قال الشعبي:
( والله لقد سم رسول الله )
(مستدرك الحاكم ج 3 ص 60).
وقد سجل ذلك كثير من المؤرخين من الفريقين السنة والشيعة:
قال الشيخ المفيد :
( وقبض ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من هجرته ، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وذكر العلامة الحلي شهادة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالسم. )
وجاء في كتاب جامع الرواة :
( وقبض ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة مسموما . )
وقال الشيخ الطوسي :
( قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مسموما لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من الهجرة. )
وقال البيهقي :
( أنبأنا الحاكم ، أنبأنا الأصم ، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار عن أبي معن عن الأعمش عن عبد الله بن نمرة عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال : لئن أحلف تسعا أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل ، وذلك إن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا. )
الباحث – المنصف – سيجد ان الاغتيال سرا ليس ظاهرة غريبة في التاريخ البشري ولا الإسلامي وقد تعرض النبي صلى الله عليه واله وسلم لمحاولات اغتيال نجى منها بفضل سبحانه وتعالى وذلك لأنه كان يشكل اكبر خطر يهدد مصالح كفار قريش والمنافقين بل كان خطرا حقيقيا على اليهود والنصارى والدول الكبرى آنذاك .
وهي حقيقة قرانية أكدها القران فان الكثيرين كانوا يتمنون وينتظرون موت محمد ( ص )
قال تعالى :
{ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ }
ما هو التربّص ؟
انت تقول مثلا ان فلان لاَ يَزَالُ يَتَرَبَّصُ فُرْصَتَهُ" : يَتَحَيَّنُهَا. او "يَتَرَبَّصُ بِعَدُوِّه الدَّوَائِرَ" : يَترَصَّدُهُ، يُرِيدُ أَنْ يَنْصِبَ لَهُ كَمِيناً لِيُوقِعَ بِهِ الأذَى .
ونذكر بعض نماذج محاولات الاغتيال التي تعرض لها الرسول كما ذكرها التاريخ .
واغلبها في المدينة الا واحدة في مكة كانت هي سبب هجرته .
حينما اجتمع أكابر كفار قريش وقرروا أن يجمعوا من كل قبيلة في مكة فتى ثم يضربون الرسول ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل ومن هنا نزل الوحي يخبر الرسول بتدبيرهم ويأمره بالهجرة إلى المدينة المنورة وكانت الحماية الربانية ضرورة لإكمال الرسالة وبات علي في فراشه مضحيا بنفسه في حادثة مشهورة .
وبعدها عندما خرج سراقة بن مالك في أثر الرسول وصاحبه في هجرتهم ونجاه الله بقدرته عندما ساخت قوائم فرس سراقة وقيل انه أسلم على يد الرسول.
ومحاولة أخرى كانت على يد يهود بني النضير في المدينة عندما ذهب إليهم النبي صلى الله عليه واله وسلم في أمر معين وجلس بجوار جدار فقرروا أن يلقوا عليه حجرا كبيرا ليقتلوه فنزل الوحي يخبره بذلك فغادر المكان وأخبر المسلمين بالمؤامرة اليهودية .
وكانت محاولة أخرى على يد عمير بن وهب الجمحي الذي كان يوصف أنه من " شياطين العرب " غدرا وفتكا، وقد حرضه صفوان ابن أمية وكان مخططهما سرا لا يعلمه اي شخص فجهز صفوان له سيفا مسموما وذهب عمير للمدينة ودخل على الرسول واظهر نسيان السيف في عنقه فكشف له الرسول حقيقة الامر ولم يكن أحد يعلم به فقيل انه أسلم بين يدي الرسول صلى الله عليه واله وسلم!
محاولة الاغتيال الاخرى – تذكرها مصادر السنة - التي تعرض لها الرسول كانت على يد امرأة يهودية عندما حاصر خيبر وعقد مع يهودها صلحا وقد اعتبره بعض اليهود ظالما قرروا الحيلة وأعدت امرأة واحد من زعمائهم شاة مشوية أهدتها للرسول وسألت: أي جزء منها أحب للرسول ؟
فقيل لها الذراع فوضعت السم في الشاة كلها وجعلت أكثره في الذراع، فذاق الرسول منها ثم لفظها وقال:
( إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم )
وقد كانت تلك المرأة قد قالت: قلت إن كان ملكا استرحنا منه وإن كان نبيا فسيخبر!.
إذن من المسلم به تاريخيا ان محمد ( ص ) كان يشكل خطر كبير على كثير من الجماعات في المجتمع .
وفي التاريخ توجد اغتيالات أخرى لأشخاص غير النبي ( ص ) بعضهم من مخططي تلك الاغتيالات نتيجة لتقاطع المصالح بينهم ودليل على ان هناك يد خبيثة خارجية كانت تتلاعب بمصير المجتمع الإسلامي ومنها :
اغتيال أبي بكر حيث قدم له طعام مسموم وكان يأكل معه طبيب العرب الشهير الحارث بن كلدة فقال له: ارفع يدك يا خليفة رسول الله وإن فيها لسم سنة فرفع يده بعد أن كانت لقيمات وصلت جوفه فمرض مرضا شديدا ومات في مرضه هذا.
( وأنا اتحدا كافة علماء ومؤرخي أهل السنة ان يفتحوا هذا الملف ويجيبوا على السؤال :
( كيف قتل ابو بكر ومن قتله )
او وان يصرحوا بهذه الحقيقة أتحداهم بملأ فمي ؟؟؟
فهل من مجيب سواء كان - عرعور - او غيره !!!!!
ومنها أيضا اغتيال عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و حوادث اغتيال أخرى كثيرة في تاريخ الصحابة.
ومن وقائع الاغتيال الوحشية في التاريخ اغتيال مالك الأشتر النخعي وهو في الطريق لتولي المنصب وينقل إنه اغتيل بسم دسه له الأمويون في العسل وأن معاوية كان يقول قولا مشهورا :
" إن لله جنودا منها العسل "
ومن ثم اغتيال الصحابي الجليل محمد بن ابي بكر .
****************
أخبار النبي ( صلى الله عليه وآله ) بقرب رحيله عن الدنيا
أخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بقرب رحيله و نعى قبل موته.
وقبل ذلك جاء في القرآن الكريم آيات تؤيد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) منها :
{ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } ومنها :
{ إنك ميت وإنهم ميتون }.
ولنذكر بعض النماذج التاريخية على أخباره او إشعاره للمجتمع بقرب وفاته ومعظمها من أهم مصادر إخواننا أهل السنة :
روي:
( انه دخل أبو سفيان على النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوما فقال : يا رسول الله أريد أن أسألك عن شئ . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني . قال : افعل ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : أردت أن تسأل عن مبلغ عمري . فقال : نعم يا رسول الله . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إني أعيش ثلاثا وستين سنة . فقال : أشهد أنك صادق . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : بلسانك دون قلبك )
وروي:
( صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر مودعا مستبراء لذمته من الناس مناديا : ألا من كانت له مظلمة قبل محمد ( صلى الله عليه وآله ) إلا قام فليقتص منه )
وروي:
( قال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قبل موته بليلة لأبي مويهبة : إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة ، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي )
وروي :
( قال ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع أمام مجمع من المسلمين : إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة ، وإنه عارضني هذا العام مرتين ، وما أراه إلا قد حضر أجلي )
وروي :
( قال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أمام المسلمين في غدير خم : أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب ، وأني مسؤول وأنكم مسئولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ )
وروي :
( قد رأى العباس ذات ليلة في منامه أن القمر قد رفع من الأرض إلى السماء . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) له : هو ابن أخيك . وقال العباس : عرفنا أن بقاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فينا قليل )
وروي :
( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتزعمون أني من آخركم وفاة ، ألا وإني من أولكم وفاة )
كان المسلمون وخاصة من أهل المدينة المنورة يعلمون بقرب وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهذه النقطة يجب أن لا يغفل القارئ عنها عندما يقرأ في أحداث السقيفة وما قبلها وما بعدها ويربط نتائجها مع حديثنا فانه سيصل الى فهم أخر وجديد لحجم المؤامرة وخطوط الانقلاب والتحضير له قبل حصول وفاته .
*****************
ملاحظة : هذا المقال او البحث ( اغتيال محمد ( ص ) من القاتل ؟؟ ) سيستمر معنا عدة حلقات ضمن سلسلة مقالات الى عرعور ردها ان استطعت
فليردها عرعور او أتباعه !!!!!!!!!
ابو فاطمة العذاري