خادم الأميرة
21-09-2010, 10:27 PM
عن عبد الله بن عباس قال خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل وفاته و هي آخر خطبة خطبها بالمدينة حتى لحق بالله عز و جل فوعظنا بمواعظ ذرفت منها العيون و وجلت منها القلوب و اقشعرت منها الجلود و تقلقلت منها الأحشاء أمر بلالا فنادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس و خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ارتقى المنبر فقال:
يا أيها الناس ادنوا و وسعوا لمن خلفكم قالها ثلاث مرات فدنا الناس و انضم بعضهم إلى بعض فالتفتوا فلم يروا خلفهم أحدا ثم قال أيها الناس ادنوا و وسعوا لمن خلفكم فقال رجل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لمن نوسع قال للملائكة فقال إنهم إذا كانوا معكم لم يكونوا من بين أيديكم و لا من خلفكم و لكن يكونون بحار الأنوار ج : 73 ص : 360عن أيمانكم و عن شمائلكم فقال رجل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لم لا يكونون من بين أيدينا و لا من خلفنا أ من فضلنا عليهم أم فضلهم علينا قال أنتم أفضل من الملائكة اجلس فجلس الرجل فخطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال الحمد لله نحمده و نستعينه و نؤمن به و نتوكل عليه و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ يا أيها الناس إنه كائن في هذه الأمة ثلاثون كذابا أول من يكون منهم صاحب صنعاء و صاحب اليمامة يا أيها الناس إنه من لقي الله عز و جل يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا لم يخلط معها غيرها دخل الجنة فقام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بأبي أنت و أمي و كيف يقولها مخلصا لا يخلط معها غيرها فسر لنا هذا حتى نعرفه فقال نعم حرصا على الدنيا و جمعا لها من غير حلها و رضي بها و أقوام يقولون أقاويل الأخيار و يعملون أعمال الجبابرة فمن لقي الله عز و جل و ليس فيه شيء من هذه الخصال و هو يقول لا إله إلا الله فله الجنة فإن أخذ الدنيا و ترك الآخرة فله النار و من تولى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنة الله و نار جهنم خالِداً فِيها وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و من خف لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في النار و من دل سلطانا على الجور قرن مع هامان و كان هو و السلطان من أشد أهل النار عذابا و من عظم صاحب دنيا و أحبه لطمع دنياه سخط الله عليه و كان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار و من بنى بنيانا رياء و سمعة حمله يوم القيامة إلى سبع أرضين ثم يطوقه نارا توقد في عنقه ثم يرمي به في النار فقلنا يا رسول الله كيف يبني رياء و سمعة قال يبني فضلا على ما يكفيه أو يبني مباهاة و من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله و حرم عليه ريح الجنة و ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام
بحارالأنوار ج : 73 ص : 361و من خان جاره شبرا من الأرض طوقه الله يوم القيامة إلى سبع أرضين نارا حتى تدخله نار جهنم و من تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله يوم القيامة مجذوما مغلولا و يسلط الله عليه بكل آية حية موكلة به و من تعلم القرآن فلم يعمل به و آثر عليه حب الدنيا و زينتها استوجب سخط الله عز و جل و كان في الدرجة مع اليهود و النصارى الذين ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم و من نكح امرأة حراما في دبرها أو رجلا أو غلاما حشره الله عز و جل يوم القيامة أنتن من الجيفة يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم و لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا و أحبط الله عمله و يدعه في تابوت مشدود بمسامير من حديد و يضرب عليه في التابوت بصفائح حتى يشبك في تلك المسامير فلو وضع عرق من عروقه على أربع مائة ألف أمة لماتوا جميعا و هو من أشد أهل النار عذابا و من زنى بامرأة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو مسلمة حرة أو أمة أو من كانت من الناس فتح الله عز و جل عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من النار تخرج عليه منها حيات و عقارب و شهب من نار فهو يحترق إلى يوم القيامة يتأذى الناس من نتن فرجه فيعرف به إلى يوم القيامة حتى يؤمر به إلى النار فيتأذى به أهل الجمع مع ما هم فيه من شدة العذاب لأن الله حرم المحارم و ما أحد أغير من الله و من غيرته أنه حرم الفواحش و حد الحدود و من اطلع في بيت جاره فنظر إلى عورة رجل أو شعر امرأة أو شيء من جسدها كان حقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يتبعون عورات الناس في الدنيا و لا يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله و يبدي عورته للناس في الآخرة و من سخط برزقه و بث شكواه و لم يصبر لم ترفع له إلى الله حسنة و لقي الله عز و جل و هو عليه غضبان و من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به قبره من شفير جهنم يتخلخل فيها بحارالأنوار ج : 73 ص : 362ما دامت السماوات و الأرض فإن قارون لبس حلة فاختال فيها فخسف به فهو يتخلخل فيها إلى يوم القيامة و من نكح امرأة بمال حلال غير أنه أراد بها فخرا و رياء لم يزده الله عز و جل بذلك إلا ذلا و هوانا و أقامه الله بقدر ما استمتع منها على شفير جهنم ثم يهوي فيها سبعين خريفا و من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان و يقول الله عز و جل له يوم القيامة عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم تف لي بالعهد فيتولى الله طلب حقها فيستوعب حسناته كلها فلا تفي بحقها فيؤمر به إلى النار و من رجع عن شهادته و كتمها أطعمه الله لحمه على رءوس الخلائق و يدخله النار و هو يلوك لسانه و من كانت له امرأتان و لم يعدل بينهما في القسم من نفسه و ماله جاء يوم القيامة مغلولا مائلا شقه حتى يدخل النار و من كان مؤذيا لجاره من غير حق حرمه الله ريح الجنة وَ مَأْواهُ النَّارُ ألا و إن الله عز و جل يسأل الرجل عن حق جاره و من ضيع حق جاره فليس منا و من أهان فقيرا مسلما من أجل فقره و استخف به فقد استخف بحق الله و لم يزل في مقت الله عز و جل و سخطه حتى يرضيه و من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة و هو يضحك إليه و من عرضت له دنيا و آخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله عز و جل و ليست له حسنة تتقي بها النار و من أخذ الآخرة و ترك الدنيا لقي الله يوم القيامة و هو راض عنه و من قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها مخافة الله عز و جل حرم الله عز و جل عليه النار و آمنه من الفزع الأكبر و أدخله الله الجنة و إن أصابها حراما حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ و أدخله النار و من اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة و لا عتقا و لا حجا و لا اعتمارا و كتب الله عز و جل بعدد أجر ذلك أوزارا و ما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار و من قدر عليها و تركها مخافة الله عز و جل كان في
بحارالأنوار ج : 73 ص : 363محبة الله و رحمته و يؤمر به إلى الجنة و من صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة مغلولا ثم يؤمر به إلى النار و من فاكه امرأة لا يملكها حبس بكل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام في النار و المرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها أو قبلها أو باشرها حراما أو فاكهها أو أصاب منها فاحشة فعليها من الوزر ما على الرجل فإن غلبها على نفسها كان على الرجل وزره و وزرها و من غش مسلما في بيع أو شراء فليس منا و يحشر مع اليهود يوم القيامة لأنه من غش الناس فليس بمسلم و من منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه منعه الله فضله يوم القيامة و وكله إلى نفسه و من وكله الله إلى نفسه هلك و لا يقبل الله عز و جل له عذرا و من كانت له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها و لا حسنة من عملها حتى تعينه و ترضيه و إن صامت الدهر و قامت و أعتقت الرقاب و أنفقت الأموال في سبيل الله و كانت أول من يرد النار ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)و على الرجل مثل ذلك الوزر و العذاب إذا كان لها مؤذيا ظالما و من لطم خد مسلم لطمة بدد الله عظامه يوم القيامة ثم سلط عليه النار و حشره مغلولا حتى يدخل النار و من بات و في قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله و أصبح كذلك و هو في سخط الله حتى يتوب و يرجع و إن مات كذلك مات على غير دين الإسلام ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ألا و من غشنا فليس منا قالها ثلاث مرات و من علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعله الله عز و جل حية طولها ستون ألف ذراع فتسلط عليه في نار جهنم خالدا فيها مخلدا و من اغتاب أخاه المسلم بطل صومه و نقض وضوؤه فإن مات و هو كذلك مات و هو مستحل لما حرم الله و من مشى في نميمة بين اثنين سلط الله عليه في قبره نارا تحرقه إلى يوم القيامة و إذا خرج من قبره سلط الله عليه تنينا أسود تنهش لحمه حتى يدخل النار و من كظم غيظه و عفا عن أخيه المسلم و حلم عن أخيه المسلم أعطاه الله
بحارالأنوار ج : 73 ص : 364تعالى أجر شهيد و من بغى على فقير أو تطاول عليه أو استحقره حشره الله يوم القيامة مثل الذرة في صورة رجل حتى يدخل النار و من رد عن أخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عز و جل عنه ألف باب من الشر في الدنيا و الآخرة فإن لم يرد عنه و أعجب به كان عليه كوزر من اغتاب و من رمى محصنا أو محصنة أحبط الله عمله و جلده يوم القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه و من خلفه و تنهش لحمه حيات و عقارب ثم يؤمر به إلى النار و من شرب الخمر في الدنيا سقاه الله عز و جل من سم الأفاعي و من سم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها فإذا شربها تفسخ لحمه و جلده كالجيفة يتأدى به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار و شاربها و عاصرها و معتصرها في النار و بائعها و متبايعها و حاملها و المحمول إليه و آكل ثمنها سواء في عارها و إثمها ألا و من سقاها يهوديا أو نصرانيا أو صابئا أو من كان من الناس فعليه كوزر من شربها ألا و من باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل الله عز و جل منه صلاة و لا صياما و لا حجا و لا اعتمارا حتى يتوب و يرجع منها و إن مات قبل أن يتوب كان حقا على الله عز و جل أن يسقيه بكل جرعة شرب منها في الدنيا شربة من صديد جهنم ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ألا و إن الله عز و جل حرم الخمر بعينها و المسكر من كل شراب ألا و كل مسكر حرام و من أكل الربا ملأ الله عز و جل بطنه من نار جهنم بقدر ما أكل و إن اكتسب منه مالا لا يقبل الله منه شيئا من عمله و لم يزل في لعنة الله و الملائكة ما كان عنده قيراط واحد و من خان أمانة في الدنيا و لم يردها على أربابها مات على غير دين الإسلام و لقي الله عز و جل و هو عليه غضبان فيؤمر به إلى النار فيهوي به في شفير جهنم أبد الآبدين و من شهد شهادة زور على رجل مسلم أو ذمي أو من كان من الناس غلق بلسانه بحارالأنوار ج : 73 ص : 365يوم القيامة و هو مع المنافقين فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و من قال لخادمه و مملوكه أو من كان من الناس لا لبيك و لا سعديك قال الله تعالى له يوم القيامة لا لبيك و لا سعديك أتعس في النار و من أضر بامرأة حتى تفتدي منه نفسها لم يرض الله عز و جل له بعقوبة دون النار لأن الله عز و جل يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم و من سعى بأخيه إلى سلطان لم يبد له منه سوء و لا مكروه أحبط الله عز و جل كل عمل عمله فإن وصل إليه منه سوء أو مكروه أو أذى جعله الله في طبقة مع هامان في جهنم و من قرأ القرآن يريد به السمع و التماس شيء لقي الله عز و جل يوم القيامة و وجهه مظلم ليس عليه لحم و زجه القرآن في قفاه حتى يدخله النار و يهوي فيها مع من يهوي و من قرأ القرآن و لم يعمل به حشره الله عز و جل يوم القيامة أعمى فيقول رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى فيؤمر به إلى النار و من اشترى خيانة و هو يعلم أنها خيانة فهو كمن خانها في عارها و إثمها و من قاود بين رجل و امرأة حراما حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِيراً و لم يزل في سخط الله حتى يموت و من غش أخاه المسلم نزع الله عنه بركة رزقه و أفسد عليه معيشته و وكله إلى نفسه و من اشترى سرقة و هو يعلم أنها سرقة فهو كمن سرقها في عارها و إثمها و من خان مسلما فليس منا و لسنا منه في الدنيا و الآخرة ألا و من سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن أتاها و من سمع خيرا فأفشاه فهو كمن عمله و من وصف امرأة لرجل و ذكرها جماله فافتتن بها الرجل فأصاب فاحشة
بحارالأنوار ج : 73 ص : 366لم يخرج من الدنيا حتى يغضب الله عليه و من غضب الله عليه غضبت عليه السماوات السبع و الأرضون السبع و كان عليه من الوزر مثل الذي أصابها قيل يا رسول الله فإن تابا و أصلحا قال يتوب الله عز و جل عليهما و لم يقبل توبة الذي خطاها بعد الذي وصفها و من ملأ عينيه من امرأة حراما حشاهما الله عز و جل يوم القيامة بمسامير من نار و حشاهما نارا حتى يقضى بين الناس ثم يؤمر به إلى النار و من أطعم طعاما رياء و سمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم و جعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضى بين الناس و من فجر بامرأة و لها بعل انفجر من فرجهما من صديد واد مسيرة خمسمائة عام يتأذى أهل النار من نتن ريحهما و كانا من أشد الناس عذابا و اشتد غضب الله عز و جل على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو غير ذي محرم منها فإنها إن فعلت ذلك أحبط الله كل عمل عملته فإن أوطأت فراشه غيره كان حقا على الله أن يحرقها بالنار بعد أن يعذبها في قبرها و أيما امرأة اختلعت من زوجها لم تزل في لعنة الله و ملائكته و رسله و الناس أجمعين حتى إذا نزل بها ملك الموت قال لها أبشري بالنار و إذا كان يوم القيامة قيل لها ادخلي النار مع الداخلين ألا و إن الله و رسوله بريئان من المختلعات بغير حق ألا و إن الله عز و جل بريئان ممن أضر بامرأة حتى تختلع منه و من أم قوما بإذنهم و هم عنه راضون فاقتصد بهم في حضوره و قراءته و ركوعه و سجوده و قعوده و قيامه فله مثل أجرهم و من أم قوما فلم يقتصد بهم في حضوره و قراءته و ركوعه و سجوده و قعوده و قيامه ردت عليه صلاته و لم تجاوز تراقيه و كانت منزلته عند الله عز و جل كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح لرعيته و لم يقم فيهم بأمر الله تعالى فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال بأبي أنت و أمي يا رسول الله بحارالأنوار ج : 73 ص : 367ما منزلة أمير جائر معتد لم يصلح لرعيته و لم يقم فيهم بأمر الله تعالى قال هو رابع أربعة من أشد الناس عذابا يوم القيامة إبليس و فرعون و قاتل النفس و رابعهم الأمير الجائر و من احتاج إليه أخوه المسلم في قرض فلم يقرضه حرم الله عليه الجنة يوم يجزي المحسنين و من صبر على سوء خلق امرأته و احتسبه أعطاه الله بكل مرة يصبر عليها من الثواب مثل ما أعطي أيوب ع على بلائه و كان عليها من الوزر في كل يوم و ليلة مثل رمل عالج فإن ماتت قبل أن تعينه و قبل أن يرضى عنها حشرت يوم القيامة منكوسة مع المنافقين فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و من كانت له امرأة لم توافقه و لم تصبر على ما رزقه الله عز و جل و شقت عليه و حملته ما لم يقدر عليه لم يقبل الله منها حسنة تتقي بها النار و غضب الله عليها ما دامت كذلك و من أكرم أخاه فإنما يكرم الله فما ظنكم بمن يكرم الله أن يفعل به و من تولى عرافة قوم و لم يحسن فيهم حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة و حشر و يده مغلولة إلى عنقه فإن كان قام فيهم بأمر الله عز و جل أطلقها الله و إن كان ظالما هوى به في نار جهنم سبعين خريفا و من لم يحكم بما أنزل الله كان كمن شهد شهادة زور و يقذف به في النار و يعذب بعذاب شاهد الزور و من كان ذا وجهين و لسانين كان ذا وجهين و لسانين يوم القيامة و من مشى في صلح بين اثنين صلى عليه ملائكة الله حتى يرجع و أعطي أجر ليلة القدر و من مشى في قطيعة بين اثنين كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الأجر مكتوب عليه لعنة الله حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب و من مشى في عون أخيه و منفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله و من مشى في عيب أخيه فكشف عورته كانت أول خطوة خطاها و وضعها في جهنم و كشف الله عورته على رءوس الخلائق و من مشى إلى ذي قرابة و ذي رحم يسأل به أعطاه
بحارالأنوار ج : 73 ص : 368الله أجر مائة شهيد و إن سأل به و وصله بماله و نفسه جميعا كان له بكل خطوة أربعون ألف ألف حسنة و رفع له أربعون ألف ألف درجة و كأنما عبد الله عز و جل مائة سنة و من مشى في فساد ما بينهما و قطيعة بينهما غضب الله عز و جل عليه و لعنه في الدنيا و الآخرة و كان عليه من الوزر كعدل قاطع الرحم و من عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما زوجه الله عز و جل من ألف امرأة من الحور كل امرأة في قصر من در و ياقوت و كان له بكل خطوة خطاها في ذلك أو بكلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام ليلها و صيام نهارها و من عمل في فرقة بين امرأة و زوجها كان عليه غضب الله و لعنته في الدنيا و الآخرة و كان حقا على الله أن يرضخه بألف صخرة من نار و من مشى في فساد ما بينهما و لم يفرق كان في سخط الله عز و جل و لعنه في الدنيا و الآخرة و حرم الله النظر إلى وجهه و من قاد ضريرا إلى مسجده أو إلى منزله أو لحاجة من حوائجه كتب الله له بكل قدم رفعها و وضعها عتق رقبة و صلت عليه الملائكة حتى يفارقه و من كفى ضريرا حاجة من حوائجه فمشى فيها حتى يقضيها أعطاه الله براءتين براءة من النار و براءة من النفاق و قضى له سبعين ألف حاجة في عاجل الدنيا و لم يزل يخوض في رحمة الله حتى يرجع و من قام على مريض يوما و ليلة بعثه الله مع إبراهيم الخليل ع فجاز على الصراط كالبرق اللامع و من سعى لمريض في حاجة فقضاها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رجل من الأنصار يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فإن كان المريض من أهله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من أعظم الناس أجرا من سعى في حاجة أهله و من ضيع أهله و قطع رحمه حرمه الله حسن الجزاء يوم يجزي المحسنين و ضيعه و من ضيعه الله في الآخرة فهو يرد مع الهالكين حتى يأتي بالمخرج و لما يأت به و من أقرض ملهوفا فأحسن طلبته استأنف العمل و أعطاه الله بكل درهم ألف قنطار من الجنة و من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا نظر الله إليه برحمته
بحارالأنوار ج : 73 ص : 369فنال بها الجنة و فرج الله عنه كربة في الدنيا و الآخرة و من مشى في إصلاح بين امرأة و زوجها أعطاه الله أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله حقا و كان له بكل خطوة يخطوها و كلمة تكلم بها في ذلك عبادة سنة قيام ليلها و صيام نهارها و من أقرض أخاه المسلم كان له بكل درهم أقرضه وزن جبل أحد و جبال رضوى و جبال طور سيناء حسنات فإن رفق به في طلبته بعد أجله جاز على الصراط كالبرق الخاطف اللامع بغير حساب و لا عذاب و من شكا إليه أخوه المسلم فلم يقرضه حرم الله عز و جل عليه الجنة يوم يجزي المحسنين و من منع طالبا حاجته و هو قادر على قضائها فعليه مثل خطيئة عشار فقام إليه عوف بن مالك فقال ما يبلغ خطيئة عشار يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال على العشار كل يوم و ليلة لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً و من اصطنع إلى أخيه معروفا فمن به عليه حبط عمله و خاب سعيه ثم قال ألا و إن الله عز و جل حرم على المنان و المختال و الفتان و مدمن الخمر و الحريص و الجعظري و العتل الزنيم الجنة و من تصدق بصدقة على رجل مسكين كان له مثل أجره و لو تداولها أربعون ألف إنسان ثم وصلت إلى المسكين كان لهم أجرا كاملا وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى للذين اتقوا و أحسنوا لو كنتم تعلمون و من بنى مسجدا في الدنيا أعطاه الله بكل شبر منه أو قال بكل ذراع منه مسيرة أربعين ألف ألف عام مدينة من ذهب و فضة و در و ياقوت و زمرد و زبرجد و لؤلؤ في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر و في كل قصر أربعون ألف ألف دار و في كل دار أربعون ألف ألف سرير على كل سرير زوجة من الحور العين في كل بيت أربعون ألف ألف وصيف و أربعون ألف ألف وصيفة و في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة و على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة و في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام و يعطي الله وليه من القوة ما يأتي على تلك الأزواج و على ذلك الطعام و ذلك الشراب في يوم واحد و من تولى أذان مسجد من مساجد الله فأذن فيه و هو يريد وجه الله أعطاه
بحارالأنوار ج : 73 ص : 370الله ثواب أربعين ألف ألف نبي و أربعين ألف ألف صديق و أربعين ألف ألف شهيد و أدخل في شفاعته أربعين ألف ألف أمة و في كل أمة أربعون ألف ألف رجل و كان له في كل جنة من الجنان أربعون ألف ألف مدينة في كل مدينة أربعون ألف ألف قصرا في كل قصر أربعون ألف ألف دار في كل دار أربعون ألف ألف بيت و في كل بيت أربعون ألف ألف سرير على كل سرير زوجة من الحور العين و في كل بيت منها مثل الدنيا أربعون ألف ألف مرة بين يدي كل زوجة أربعون ألف ألف وصيف و أربعون ألف ألف وصيفة و في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام لو نزل به الثقلان لأدخلهم في أدنى بيت من بيوتها ما شاءوا من الطعام و الشراب و الطيب و اللباس و الثمار و ألوان التحف و الطرائف من الحلي و الحلل كل بيت منها يكتفي بما فيه من هذه الأشياء عما في البيت الآخر فإذا أذن المؤذن فقال أشهد أن لا إله إلا الله اكتنفه أربعون ألف ألف ملك كلهم يصلون عليه و يستغفرون له و كان في ظل الله عز و جل حتى يفرغ و كتب له ثوابه أربعون ألف ألف ملك ثم صعدوا به إلى الله عز و جل و من مشى إلى مسجد من مساجد الله عز و جل فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات و يمحى عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات و من حافظ على الجماعة أين كان و حيث ما كان مر على الصراط كالبرق الخاطف اللامع في أول زمرة مع السابقين و وجهه أضوأ من القمر ليلة البدر و كان له بكل يوم و ليلة يحافظ عليها ثواب شهيد و من حافظ على الصف المقدم فيدرك التكبيرة الأولى و لا يؤذي فيه مؤمنا أعطاه الله من الأجر مثل ما للمؤذن و أعطاه الله عز و جل في الجنة مثل ثواب المؤذن و من بني على ظهر الطريق مأوى لعابر سبيل بعثه الله يوم القيامة على نجيب من در وجهه يضيء لأهل الجمع نورا حتى يزاحم إبراهيم خليل الرحمن ع في قبته فيقول أهل الجمع هذا ملك من الملائكة لم ير مثله قط و دخل في شفاعته الجنة أربعون ألف ألف رجل
بحارالأنوار ج : 73 ص : 371و من شفع لأخيه شفاعة طلبها إليه نظر الله عز و جل إليه و كان حقا على الله أن لا يعذبه أبدا فإن هو شفع لأخيه من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيدا و من صام شهر رمضان في إنصات و سكوت و كف سمعه و بصره و لسانه و فرجه و جوارحه من الكذب و الحرام و الغيبة تقربا إلى الله تعالى قربه الله حتى يمس ركبتي إبراهيم الخليل ع و من احتفر بئرا للماء حتى استنبط ماءها فبذلها للمسلمين كان له كأجر من توضأ منها و صلى و كان له بعدد كل شعرة من شعر إنسان أو بهيمة أو سبع أو طائر عتق ألف رقبة و دخل يوم القيامة في شفاعته عدد النجوم حوض القدس قلنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ما حوض القدس قال حوضي ثلاث مرات و من احتفر لمسلم قبرا محتسبا حرمه الله تعالى على النار و بوأه بيتا في الجنة و أورده حوضا فيه من الأباريق عدد النجوم عرضه ما بين أيلة و صنعاء و من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة كان له بكل شعرة منه عتق رقبة و رفع له به مائة درجة فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله و كيف يؤدي فيه الأمانة قال يستر عورته و يستر شينه و إن لم يستر عورته و يستر شينه حبط أجره و كشفت عورته في الدنيا و الآخرة و من صلى على ميت صلى عليه جبرئيل ع و سبعون ألف ألف ملك و غفر له ما تقدم من ذنبه و إن قام عليه حتى يدفن و حث عليه من التراب انقلب من الجنازة و له بكل قدم من حيث شيعها حتى يرجع إلى منزله قيراط من الأجر و القيراط مثل جبل أحد يكون في ميزانه من الأجر و من ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة من دموعه مثل جبل أحد يكون في ميزانه و كان له من الأجر بكل قطرة عين من الجنة على حافتيها من الميادين و القصور ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر و من عاد مريضا فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف ألف حسنة و محي عنه سبعون ألف ألف سيئة و يرفع له سبعون ألف ألف درجة و وكل به سبعون ألف ألف ملك يعودونه في قبره و يستغفرون له إلى يوم القيامة بحارالأنوار ج : 73 ص : 372و من شيع جنازة فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف حسنة و يمحى عنه مائة ألف ألف سيئة و يرفع له مائة ألف ألف درجة فإن صلى عليها صلى على جنازته ألف ألف ملك كلهم يستغفرون له فإن شهد دفنها وكل الله به ألف ألف ملك كلهم يستغفرون له حتى يبعث من قبره و من خرج حاجا أو معتمرا فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف حسنة و يمحى عنه مائة ألف ألف سيئة و يرفع له ألف ألف درجة و كان له عند ربه بكل درهم يحملها في وجهه ذلك ألف ألف درهم حتى يرجع و كان في ضمان الله فإن توفاه أدخله الجنة و إن رجع رجع مغفورا له مستجابا له دعاؤه فاغتنموا دعوته إذا قدم قبل أن يصيب الذنوب فإن الله لا يرد دعاءه فإنه يشفع في مائة ألف ألف رجل يوم القيامة و من خلف حاجا أو معتمرا في أهله بعده كان له أجر كامل مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء و من خرج مرابطا في سبيل الله أو مجاهدا فله بكل خطوة سبعمائة ألف حسنة و يمحى عنه سبعمائة ألف سيئة و يرفع له سبعمائة ألف درجة و كان في ضمان الله حتى يتوفاه بأي حتف كان كان شهيدا و إن رجع رجع مغفورا له مستجابا له دعاؤه و من مشى زائرا لأخيه فله بكل خطوة حتى يرجع إلى منزله عتق مائة ألف رقبة و يرفع له مائة ألف درجة و يمحى عنه مائة ألف سيئة و يكتب له مائة ألف حسنة فقيل لأبي هريرة أ ليس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من أعتق رقبة فهي فداؤه من النار قال ذلك كذلك و قد قلنا يا رسول الله قلت كذا و كذا قال بلى و لكن يرفع له درجات عند الله في كنوز عرشه و من قرأ القرآن ابتغاء وجه الله و تفقها في الدين كان له من الثواب مثل جميع ما يعطى الملائكة و الأنبياء و المرسلين و من تعلم القرآن يريد به رياء و سمعة
بحارالأنوار ج : 73 ص : 373ليماري به السفهاء و يباهي به العلماء أو يطلب به الدنيا بدد الله عز و جل عظامه يوم القيامة و لم يكن في النار أشد عذابا منه و ليس نوع من أنواع العذاب إلا و يعذب به من شدة غضب الله عليه و سخطه و من تعلم القرآن و تواضع في العلم و علم عباد الله و هو يريد به ما عند الله لم يكن في الجنة أحد أعظم ثوابا منه و لا أعظم منزلة منه و لم يكن في الجنة منزلة و لا درجة رفيعة و لا نفيسة إلا كان له فيها أوفر النصيب و أشرف المنازل ألا و إن العلم خير من العمل و ملاك الدين الورع ألا و إن العالم من يعمل بالعلم و إن كان قليل العمل ألا و لا تحقرن من الذنوب شيئا و إن صغر في أعينكم فإنه لا صغيرة بصغيرة مع الإصرار و لا كبيرة بكبيرة مع الاستغفار ألا و إن الله عز و جل سائلكم عن أعمالكم حتى عن مس أحدكم ثوب أخيه بإصبعه فاعلموا عباد الله أن العبد يبعث يوم القيامة على ما مات و قد خلق الله عز و جل الجنة و النار فمن اختار النار على الجنة انقلب بالخيبة و من اختار الجنة فقد فاز و انقلب بالفوز لقول الله عز و جل فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ ألا و إن ربي أمرني أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها اعتصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله ألا و إن الله جل اسمه لم يدع شيئا مما يحبه إلا و قد بينه لعباده و لم يدع شيئا يكرهه إلا و قد بينه لعباده و نهاهم عنه لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ألا و إن الله عز و جل لا يظلم و لا يجاوزه ظلم و هو بالمرصاد لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى من أحسن فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ يا أيها الناس إنه قد كبر سني و دق عظمي و انهدم جسمي و نعيت إلي نفسي و اقترب أجلي و اشتد مني الشوق إلى لقاء ربي و لا أظن إلا و إن بحارالأنوار ج : 73 ص : 374هذا آخر العهد مني و منكم فما دمت حيا فقد تروني فإذا مت فالله خليفتي على كل مؤمن و مؤمنة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فابتدر إليه رهط من الأنصار قبل أن ينزل من المنبر و كلهم قالوا يا رسول الله و نحن جعلنا الله فداك بأبي أنت و أمي و نفسي لك الفداء يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من يقوم لهذه الشدائد و كيف العيش بعد هذا اليوم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)و أنتم فداكم أبي و أمي إني قد نازلت ربي عز و جل في أمتي فقال لي باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في الصور ثم أقبل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال إنه من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه ثم قال و إن السنة لكثيرة من تاب قبل أن يموت بشهر تاب الله عليه ثم قال و شهر كثير من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه ثم قال و جمعة كثيرة من تاب قبل أن يموت بيوم تاب الله عليه ثم قال و يوم كثير من تاب الله قبل أن يموت بساعة تاب الله عليه ثم قال و إن الساعة لكثيرة من تاب و قد بلغت نفسه هذه و أومأ بيده إلى حلقه تاب الله عز و جل عليه قال ثم نزل فكانت آخر خطبة خطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لحق بالله عز و جل
يا أيها الناس ادنوا و وسعوا لمن خلفكم قالها ثلاث مرات فدنا الناس و انضم بعضهم إلى بعض فالتفتوا فلم يروا خلفهم أحدا ثم قال أيها الناس ادنوا و وسعوا لمن خلفكم فقال رجل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لمن نوسع قال للملائكة فقال إنهم إذا كانوا معكم لم يكونوا من بين أيديكم و لا من خلفكم و لكن يكونون بحار الأنوار ج : 73 ص : 360عن أيمانكم و عن شمائلكم فقال رجل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لم لا يكونون من بين أيدينا و لا من خلفنا أ من فضلنا عليهم أم فضلهم علينا قال أنتم أفضل من الملائكة اجلس فجلس الرجل فخطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال الحمد لله نحمده و نستعينه و نؤمن به و نتوكل عليه و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ يا أيها الناس إنه كائن في هذه الأمة ثلاثون كذابا أول من يكون منهم صاحب صنعاء و صاحب اليمامة يا أيها الناس إنه من لقي الله عز و جل يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا لم يخلط معها غيرها دخل الجنة فقام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بأبي أنت و أمي و كيف يقولها مخلصا لا يخلط معها غيرها فسر لنا هذا حتى نعرفه فقال نعم حرصا على الدنيا و جمعا لها من غير حلها و رضي بها و أقوام يقولون أقاويل الأخيار و يعملون أعمال الجبابرة فمن لقي الله عز و جل و ليس فيه شيء من هذه الخصال و هو يقول لا إله إلا الله فله الجنة فإن أخذ الدنيا و ترك الآخرة فله النار و من تولى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنة الله و نار جهنم خالِداً فِيها وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و من خف لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في النار و من دل سلطانا على الجور قرن مع هامان و كان هو و السلطان من أشد أهل النار عذابا و من عظم صاحب دنيا و أحبه لطمع دنياه سخط الله عليه و كان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار و من بنى بنيانا رياء و سمعة حمله يوم القيامة إلى سبع أرضين ثم يطوقه نارا توقد في عنقه ثم يرمي به في النار فقلنا يا رسول الله كيف يبني رياء و سمعة قال يبني فضلا على ما يكفيه أو يبني مباهاة و من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله و حرم عليه ريح الجنة و ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام
بحارالأنوار ج : 73 ص : 361و من خان جاره شبرا من الأرض طوقه الله يوم القيامة إلى سبع أرضين نارا حتى تدخله نار جهنم و من تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله يوم القيامة مجذوما مغلولا و يسلط الله عليه بكل آية حية موكلة به و من تعلم القرآن فلم يعمل به و آثر عليه حب الدنيا و زينتها استوجب سخط الله عز و جل و كان في الدرجة مع اليهود و النصارى الذين ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم و من نكح امرأة حراما في دبرها أو رجلا أو غلاما حشره الله عز و جل يوم القيامة أنتن من الجيفة يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم و لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا و أحبط الله عمله و يدعه في تابوت مشدود بمسامير من حديد و يضرب عليه في التابوت بصفائح حتى يشبك في تلك المسامير فلو وضع عرق من عروقه على أربع مائة ألف أمة لماتوا جميعا و هو من أشد أهل النار عذابا و من زنى بامرأة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو مسلمة حرة أو أمة أو من كانت من الناس فتح الله عز و جل عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من النار تخرج عليه منها حيات و عقارب و شهب من نار فهو يحترق إلى يوم القيامة يتأذى الناس من نتن فرجه فيعرف به إلى يوم القيامة حتى يؤمر به إلى النار فيتأذى به أهل الجمع مع ما هم فيه من شدة العذاب لأن الله حرم المحارم و ما أحد أغير من الله و من غيرته أنه حرم الفواحش و حد الحدود و من اطلع في بيت جاره فنظر إلى عورة رجل أو شعر امرأة أو شيء من جسدها كان حقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يتبعون عورات الناس في الدنيا و لا يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله و يبدي عورته للناس في الآخرة و من سخط برزقه و بث شكواه و لم يصبر لم ترفع له إلى الله حسنة و لقي الله عز و جل و هو عليه غضبان و من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به قبره من شفير جهنم يتخلخل فيها بحارالأنوار ج : 73 ص : 362ما دامت السماوات و الأرض فإن قارون لبس حلة فاختال فيها فخسف به فهو يتخلخل فيها إلى يوم القيامة و من نكح امرأة بمال حلال غير أنه أراد بها فخرا و رياء لم يزده الله عز و جل بذلك إلا ذلا و هوانا و أقامه الله بقدر ما استمتع منها على شفير جهنم ثم يهوي فيها سبعين خريفا و من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان و يقول الله عز و جل له يوم القيامة عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم تف لي بالعهد فيتولى الله طلب حقها فيستوعب حسناته كلها فلا تفي بحقها فيؤمر به إلى النار و من رجع عن شهادته و كتمها أطعمه الله لحمه على رءوس الخلائق و يدخله النار و هو يلوك لسانه و من كانت له امرأتان و لم يعدل بينهما في القسم من نفسه و ماله جاء يوم القيامة مغلولا مائلا شقه حتى يدخل النار و من كان مؤذيا لجاره من غير حق حرمه الله ريح الجنة وَ مَأْواهُ النَّارُ ألا و إن الله عز و جل يسأل الرجل عن حق جاره و من ضيع حق جاره فليس منا و من أهان فقيرا مسلما من أجل فقره و استخف به فقد استخف بحق الله و لم يزل في مقت الله عز و جل و سخطه حتى يرضيه و من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة و هو يضحك إليه و من عرضت له دنيا و آخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله عز و جل و ليست له حسنة تتقي بها النار و من أخذ الآخرة و ترك الدنيا لقي الله يوم القيامة و هو راض عنه و من قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها مخافة الله عز و جل حرم الله عز و جل عليه النار و آمنه من الفزع الأكبر و أدخله الله الجنة و إن أصابها حراما حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ و أدخله النار و من اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة و لا عتقا و لا حجا و لا اعتمارا و كتب الله عز و جل بعدد أجر ذلك أوزارا و ما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار و من قدر عليها و تركها مخافة الله عز و جل كان في
بحارالأنوار ج : 73 ص : 363محبة الله و رحمته و يؤمر به إلى الجنة و من صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة مغلولا ثم يؤمر به إلى النار و من فاكه امرأة لا يملكها حبس بكل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام في النار و المرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها أو قبلها أو باشرها حراما أو فاكهها أو أصاب منها فاحشة فعليها من الوزر ما على الرجل فإن غلبها على نفسها كان على الرجل وزره و وزرها و من غش مسلما في بيع أو شراء فليس منا و يحشر مع اليهود يوم القيامة لأنه من غش الناس فليس بمسلم و من منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه منعه الله فضله يوم القيامة و وكله إلى نفسه و من وكله الله إلى نفسه هلك و لا يقبل الله عز و جل له عذرا و من كانت له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها و لا حسنة من عملها حتى تعينه و ترضيه و إن صامت الدهر و قامت و أعتقت الرقاب و أنفقت الأموال في سبيل الله و كانت أول من يرد النار ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)و على الرجل مثل ذلك الوزر و العذاب إذا كان لها مؤذيا ظالما و من لطم خد مسلم لطمة بدد الله عظامه يوم القيامة ثم سلط عليه النار و حشره مغلولا حتى يدخل النار و من بات و في قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله و أصبح كذلك و هو في سخط الله حتى يتوب و يرجع و إن مات كذلك مات على غير دين الإسلام ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ألا و من غشنا فليس منا قالها ثلاث مرات و من علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعله الله عز و جل حية طولها ستون ألف ذراع فتسلط عليه في نار جهنم خالدا فيها مخلدا و من اغتاب أخاه المسلم بطل صومه و نقض وضوؤه فإن مات و هو كذلك مات و هو مستحل لما حرم الله و من مشى في نميمة بين اثنين سلط الله عليه في قبره نارا تحرقه إلى يوم القيامة و إذا خرج من قبره سلط الله عليه تنينا أسود تنهش لحمه حتى يدخل النار و من كظم غيظه و عفا عن أخيه المسلم و حلم عن أخيه المسلم أعطاه الله
بحارالأنوار ج : 73 ص : 364تعالى أجر شهيد و من بغى على فقير أو تطاول عليه أو استحقره حشره الله يوم القيامة مثل الذرة في صورة رجل حتى يدخل النار و من رد عن أخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عز و جل عنه ألف باب من الشر في الدنيا و الآخرة فإن لم يرد عنه و أعجب به كان عليه كوزر من اغتاب و من رمى محصنا أو محصنة أحبط الله عمله و جلده يوم القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه و من خلفه و تنهش لحمه حيات و عقارب ثم يؤمر به إلى النار و من شرب الخمر في الدنيا سقاه الله عز و جل من سم الأفاعي و من سم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها فإذا شربها تفسخ لحمه و جلده كالجيفة يتأدى به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار و شاربها و عاصرها و معتصرها في النار و بائعها و متبايعها و حاملها و المحمول إليه و آكل ثمنها سواء في عارها و إثمها ألا و من سقاها يهوديا أو نصرانيا أو صابئا أو من كان من الناس فعليه كوزر من شربها ألا و من باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل الله عز و جل منه صلاة و لا صياما و لا حجا و لا اعتمارا حتى يتوب و يرجع منها و إن مات قبل أن يتوب كان حقا على الله عز و جل أن يسقيه بكل جرعة شرب منها في الدنيا شربة من صديد جهنم ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ألا و إن الله عز و جل حرم الخمر بعينها و المسكر من كل شراب ألا و كل مسكر حرام و من أكل الربا ملأ الله عز و جل بطنه من نار جهنم بقدر ما أكل و إن اكتسب منه مالا لا يقبل الله منه شيئا من عمله و لم يزل في لعنة الله و الملائكة ما كان عنده قيراط واحد و من خان أمانة في الدنيا و لم يردها على أربابها مات على غير دين الإسلام و لقي الله عز و جل و هو عليه غضبان فيؤمر به إلى النار فيهوي به في شفير جهنم أبد الآبدين و من شهد شهادة زور على رجل مسلم أو ذمي أو من كان من الناس غلق بلسانه بحارالأنوار ج : 73 ص : 365يوم القيامة و هو مع المنافقين فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و من قال لخادمه و مملوكه أو من كان من الناس لا لبيك و لا سعديك قال الله تعالى له يوم القيامة لا لبيك و لا سعديك أتعس في النار و من أضر بامرأة حتى تفتدي منه نفسها لم يرض الله عز و جل له بعقوبة دون النار لأن الله عز و جل يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم و من سعى بأخيه إلى سلطان لم يبد له منه سوء و لا مكروه أحبط الله عز و جل كل عمل عمله فإن وصل إليه منه سوء أو مكروه أو أذى جعله الله في طبقة مع هامان في جهنم و من قرأ القرآن يريد به السمع و التماس شيء لقي الله عز و جل يوم القيامة و وجهه مظلم ليس عليه لحم و زجه القرآن في قفاه حتى يدخله النار و يهوي فيها مع من يهوي و من قرأ القرآن و لم يعمل به حشره الله عز و جل يوم القيامة أعمى فيقول رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى فيؤمر به إلى النار و من اشترى خيانة و هو يعلم أنها خيانة فهو كمن خانها في عارها و إثمها و من قاود بين رجل و امرأة حراما حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِيراً و لم يزل في سخط الله حتى يموت و من غش أخاه المسلم نزع الله عنه بركة رزقه و أفسد عليه معيشته و وكله إلى نفسه و من اشترى سرقة و هو يعلم أنها سرقة فهو كمن سرقها في عارها و إثمها و من خان مسلما فليس منا و لسنا منه في الدنيا و الآخرة ألا و من سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن أتاها و من سمع خيرا فأفشاه فهو كمن عمله و من وصف امرأة لرجل و ذكرها جماله فافتتن بها الرجل فأصاب فاحشة
بحارالأنوار ج : 73 ص : 366لم يخرج من الدنيا حتى يغضب الله عليه و من غضب الله عليه غضبت عليه السماوات السبع و الأرضون السبع و كان عليه من الوزر مثل الذي أصابها قيل يا رسول الله فإن تابا و أصلحا قال يتوب الله عز و جل عليهما و لم يقبل توبة الذي خطاها بعد الذي وصفها و من ملأ عينيه من امرأة حراما حشاهما الله عز و جل يوم القيامة بمسامير من نار و حشاهما نارا حتى يقضى بين الناس ثم يؤمر به إلى النار و من أطعم طعاما رياء و سمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم و جعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضى بين الناس و من فجر بامرأة و لها بعل انفجر من فرجهما من صديد واد مسيرة خمسمائة عام يتأذى أهل النار من نتن ريحهما و كانا من أشد الناس عذابا و اشتد غضب الله عز و جل على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو غير ذي محرم منها فإنها إن فعلت ذلك أحبط الله كل عمل عملته فإن أوطأت فراشه غيره كان حقا على الله أن يحرقها بالنار بعد أن يعذبها في قبرها و أيما امرأة اختلعت من زوجها لم تزل في لعنة الله و ملائكته و رسله و الناس أجمعين حتى إذا نزل بها ملك الموت قال لها أبشري بالنار و إذا كان يوم القيامة قيل لها ادخلي النار مع الداخلين ألا و إن الله و رسوله بريئان من المختلعات بغير حق ألا و إن الله عز و جل بريئان ممن أضر بامرأة حتى تختلع منه و من أم قوما بإذنهم و هم عنه راضون فاقتصد بهم في حضوره و قراءته و ركوعه و سجوده و قعوده و قيامه فله مثل أجرهم و من أم قوما فلم يقتصد بهم في حضوره و قراءته و ركوعه و سجوده و قعوده و قيامه ردت عليه صلاته و لم تجاوز تراقيه و كانت منزلته عند الله عز و جل كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح لرعيته و لم يقم فيهم بأمر الله تعالى فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال بأبي أنت و أمي يا رسول الله بحارالأنوار ج : 73 ص : 367ما منزلة أمير جائر معتد لم يصلح لرعيته و لم يقم فيهم بأمر الله تعالى قال هو رابع أربعة من أشد الناس عذابا يوم القيامة إبليس و فرعون و قاتل النفس و رابعهم الأمير الجائر و من احتاج إليه أخوه المسلم في قرض فلم يقرضه حرم الله عليه الجنة يوم يجزي المحسنين و من صبر على سوء خلق امرأته و احتسبه أعطاه الله بكل مرة يصبر عليها من الثواب مثل ما أعطي أيوب ع على بلائه و كان عليها من الوزر في كل يوم و ليلة مثل رمل عالج فإن ماتت قبل أن تعينه و قبل أن يرضى عنها حشرت يوم القيامة منكوسة مع المنافقين فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و من كانت له امرأة لم توافقه و لم تصبر على ما رزقه الله عز و جل و شقت عليه و حملته ما لم يقدر عليه لم يقبل الله منها حسنة تتقي بها النار و غضب الله عليها ما دامت كذلك و من أكرم أخاه فإنما يكرم الله فما ظنكم بمن يكرم الله أن يفعل به و من تولى عرافة قوم و لم يحسن فيهم حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة و حشر و يده مغلولة إلى عنقه فإن كان قام فيهم بأمر الله عز و جل أطلقها الله و إن كان ظالما هوى به في نار جهنم سبعين خريفا و من لم يحكم بما أنزل الله كان كمن شهد شهادة زور و يقذف به في النار و يعذب بعذاب شاهد الزور و من كان ذا وجهين و لسانين كان ذا وجهين و لسانين يوم القيامة و من مشى في صلح بين اثنين صلى عليه ملائكة الله حتى يرجع و أعطي أجر ليلة القدر و من مشى في قطيعة بين اثنين كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الأجر مكتوب عليه لعنة الله حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب و من مشى في عون أخيه و منفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله و من مشى في عيب أخيه فكشف عورته كانت أول خطوة خطاها و وضعها في جهنم و كشف الله عورته على رءوس الخلائق و من مشى إلى ذي قرابة و ذي رحم يسأل به أعطاه
بحارالأنوار ج : 73 ص : 368الله أجر مائة شهيد و إن سأل به و وصله بماله و نفسه جميعا كان له بكل خطوة أربعون ألف ألف حسنة و رفع له أربعون ألف ألف درجة و كأنما عبد الله عز و جل مائة سنة و من مشى في فساد ما بينهما و قطيعة بينهما غضب الله عز و جل عليه و لعنه في الدنيا و الآخرة و كان عليه من الوزر كعدل قاطع الرحم و من عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما زوجه الله عز و جل من ألف امرأة من الحور كل امرأة في قصر من در و ياقوت و كان له بكل خطوة خطاها في ذلك أو بكلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام ليلها و صيام نهارها و من عمل في فرقة بين امرأة و زوجها كان عليه غضب الله و لعنته في الدنيا و الآخرة و كان حقا على الله أن يرضخه بألف صخرة من نار و من مشى في فساد ما بينهما و لم يفرق كان في سخط الله عز و جل و لعنه في الدنيا و الآخرة و حرم الله النظر إلى وجهه و من قاد ضريرا إلى مسجده أو إلى منزله أو لحاجة من حوائجه كتب الله له بكل قدم رفعها و وضعها عتق رقبة و صلت عليه الملائكة حتى يفارقه و من كفى ضريرا حاجة من حوائجه فمشى فيها حتى يقضيها أعطاه الله براءتين براءة من النار و براءة من النفاق و قضى له سبعين ألف حاجة في عاجل الدنيا و لم يزل يخوض في رحمة الله حتى يرجع و من قام على مريض يوما و ليلة بعثه الله مع إبراهيم الخليل ع فجاز على الصراط كالبرق اللامع و من سعى لمريض في حاجة فقضاها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رجل من الأنصار يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فإن كان المريض من أهله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من أعظم الناس أجرا من سعى في حاجة أهله و من ضيع أهله و قطع رحمه حرمه الله حسن الجزاء يوم يجزي المحسنين و ضيعه و من ضيعه الله في الآخرة فهو يرد مع الهالكين حتى يأتي بالمخرج و لما يأت به و من أقرض ملهوفا فأحسن طلبته استأنف العمل و أعطاه الله بكل درهم ألف قنطار من الجنة و من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا نظر الله إليه برحمته
بحارالأنوار ج : 73 ص : 369فنال بها الجنة و فرج الله عنه كربة في الدنيا و الآخرة و من مشى في إصلاح بين امرأة و زوجها أعطاه الله أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله حقا و كان له بكل خطوة يخطوها و كلمة تكلم بها في ذلك عبادة سنة قيام ليلها و صيام نهارها و من أقرض أخاه المسلم كان له بكل درهم أقرضه وزن جبل أحد و جبال رضوى و جبال طور سيناء حسنات فإن رفق به في طلبته بعد أجله جاز على الصراط كالبرق الخاطف اللامع بغير حساب و لا عذاب و من شكا إليه أخوه المسلم فلم يقرضه حرم الله عز و جل عليه الجنة يوم يجزي المحسنين و من منع طالبا حاجته و هو قادر على قضائها فعليه مثل خطيئة عشار فقام إليه عوف بن مالك فقال ما يبلغ خطيئة عشار يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال على العشار كل يوم و ليلة لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً و من اصطنع إلى أخيه معروفا فمن به عليه حبط عمله و خاب سعيه ثم قال ألا و إن الله عز و جل حرم على المنان و المختال و الفتان و مدمن الخمر و الحريص و الجعظري و العتل الزنيم الجنة و من تصدق بصدقة على رجل مسكين كان له مثل أجره و لو تداولها أربعون ألف إنسان ثم وصلت إلى المسكين كان لهم أجرا كاملا وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى للذين اتقوا و أحسنوا لو كنتم تعلمون و من بنى مسجدا في الدنيا أعطاه الله بكل شبر منه أو قال بكل ذراع منه مسيرة أربعين ألف ألف عام مدينة من ذهب و فضة و در و ياقوت و زمرد و زبرجد و لؤلؤ في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر و في كل قصر أربعون ألف ألف دار و في كل دار أربعون ألف ألف سرير على كل سرير زوجة من الحور العين في كل بيت أربعون ألف ألف وصيف و أربعون ألف ألف وصيفة و في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة و على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة و في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام و يعطي الله وليه من القوة ما يأتي على تلك الأزواج و على ذلك الطعام و ذلك الشراب في يوم واحد و من تولى أذان مسجد من مساجد الله فأذن فيه و هو يريد وجه الله أعطاه
بحارالأنوار ج : 73 ص : 370الله ثواب أربعين ألف ألف نبي و أربعين ألف ألف صديق و أربعين ألف ألف شهيد و أدخل في شفاعته أربعين ألف ألف أمة و في كل أمة أربعون ألف ألف رجل و كان له في كل جنة من الجنان أربعون ألف ألف مدينة في كل مدينة أربعون ألف ألف قصرا في كل قصر أربعون ألف ألف دار في كل دار أربعون ألف ألف بيت و في كل بيت أربعون ألف ألف سرير على كل سرير زوجة من الحور العين و في كل بيت منها مثل الدنيا أربعون ألف ألف مرة بين يدي كل زوجة أربعون ألف ألف وصيف و أربعون ألف ألف وصيفة و في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام لو نزل به الثقلان لأدخلهم في أدنى بيت من بيوتها ما شاءوا من الطعام و الشراب و الطيب و اللباس و الثمار و ألوان التحف و الطرائف من الحلي و الحلل كل بيت منها يكتفي بما فيه من هذه الأشياء عما في البيت الآخر فإذا أذن المؤذن فقال أشهد أن لا إله إلا الله اكتنفه أربعون ألف ألف ملك كلهم يصلون عليه و يستغفرون له و كان في ظل الله عز و جل حتى يفرغ و كتب له ثوابه أربعون ألف ألف ملك ثم صعدوا به إلى الله عز و جل و من مشى إلى مسجد من مساجد الله عز و جل فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات و يمحى عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات و من حافظ على الجماعة أين كان و حيث ما كان مر على الصراط كالبرق الخاطف اللامع في أول زمرة مع السابقين و وجهه أضوأ من القمر ليلة البدر و كان له بكل يوم و ليلة يحافظ عليها ثواب شهيد و من حافظ على الصف المقدم فيدرك التكبيرة الأولى و لا يؤذي فيه مؤمنا أعطاه الله من الأجر مثل ما للمؤذن و أعطاه الله عز و جل في الجنة مثل ثواب المؤذن و من بني على ظهر الطريق مأوى لعابر سبيل بعثه الله يوم القيامة على نجيب من در وجهه يضيء لأهل الجمع نورا حتى يزاحم إبراهيم خليل الرحمن ع في قبته فيقول أهل الجمع هذا ملك من الملائكة لم ير مثله قط و دخل في شفاعته الجنة أربعون ألف ألف رجل
بحارالأنوار ج : 73 ص : 371و من شفع لأخيه شفاعة طلبها إليه نظر الله عز و جل إليه و كان حقا على الله أن لا يعذبه أبدا فإن هو شفع لأخيه من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيدا و من صام شهر رمضان في إنصات و سكوت و كف سمعه و بصره و لسانه و فرجه و جوارحه من الكذب و الحرام و الغيبة تقربا إلى الله تعالى قربه الله حتى يمس ركبتي إبراهيم الخليل ع و من احتفر بئرا للماء حتى استنبط ماءها فبذلها للمسلمين كان له كأجر من توضأ منها و صلى و كان له بعدد كل شعرة من شعر إنسان أو بهيمة أو سبع أو طائر عتق ألف رقبة و دخل يوم القيامة في شفاعته عدد النجوم حوض القدس قلنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ما حوض القدس قال حوضي ثلاث مرات و من احتفر لمسلم قبرا محتسبا حرمه الله تعالى على النار و بوأه بيتا في الجنة و أورده حوضا فيه من الأباريق عدد النجوم عرضه ما بين أيلة و صنعاء و من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة كان له بكل شعرة منه عتق رقبة و رفع له به مائة درجة فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله و كيف يؤدي فيه الأمانة قال يستر عورته و يستر شينه و إن لم يستر عورته و يستر شينه حبط أجره و كشفت عورته في الدنيا و الآخرة و من صلى على ميت صلى عليه جبرئيل ع و سبعون ألف ألف ملك و غفر له ما تقدم من ذنبه و إن قام عليه حتى يدفن و حث عليه من التراب انقلب من الجنازة و له بكل قدم من حيث شيعها حتى يرجع إلى منزله قيراط من الأجر و القيراط مثل جبل أحد يكون في ميزانه من الأجر و من ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة من دموعه مثل جبل أحد يكون في ميزانه و كان له من الأجر بكل قطرة عين من الجنة على حافتيها من الميادين و القصور ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر و من عاد مريضا فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف ألف حسنة و محي عنه سبعون ألف ألف سيئة و يرفع له سبعون ألف ألف درجة و وكل به سبعون ألف ألف ملك يعودونه في قبره و يستغفرون له إلى يوم القيامة بحارالأنوار ج : 73 ص : 372و من شيع جنازة فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف حسنة و يمحى عنه مائة ألف ألف سيئة و يرفع له مائة ألف ألف درجة فإن صلى عليها صلى على جنازته ألف ألف ملك كلهم يستغفرون له فإن شهد دفنها وكل الله به ألف ألف ملك كلهم يستغفرون له حتى يبعث من قبره و من خرج حاجا أو معتمرا فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف حسنة و يمحى عنه مائة ألف ألف سيئة و يرفع له ألف ألف درجة و كان له عند ربه بكل درهم يحملها في وجهه ذلك ألف ألف درهم حتى يرجع و كان في ضمان الله فإن توفاه أدخله الجنة و إن رجع رجع مغفورا له مستجابا له دعاؤه فاغتنموا دعوته إذا قدم قبل أن يصيب الذنوب فإن الله لا يرد دعاءه فإنه يشفع في مائة ألف ألف رجل يوم القيامة و من خلف حاجا أو معتمرا في أهله بعده كان له أجر كامل مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء و من خرج مرابطا في سبيل الله أو مجاهدا فله بكل خطوة سبعمائة ألف حسنة و يمحى عنه سبعمائة ألف سيئة و يرفع له سبعمائة ألف درجة و كان في ضمان الله حتى يتوفاه بأي حتف كان كان شهيدا و إن رجع رجع مغفورا له مستجابا له دعاؤه و من مشى زائرا لأخيه فله بكل خطوة حتى يرجع إلى منزله عتق مائة ألف رقبة و يرفع له مائة ألف درجة و يمحى عنه مائة ألف سيئة و يكتب له مائة ألف حسنة فقيل لأبي هريرة أ ليس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من أعتق رقبة فهي فداؤه من النار قال ذلك كذلك و قد قلنا يا رسول الله قلت كذا و كذا قال بلى و لكن يرفع له درجات عند الله في كنوز عرشه و من قرأ القرآن ابتغاء وجه الله و تفقها في الدين كان له من الثواب مثل جميع ما يعطى الملائكة و الأنبياء و المرسلين و من تعلم القرآن يريد به رياء و سمعة
بحارالأنوار ج : 73 ص : 373ليماري به السفهاء و يباهي به العلماء أو يطلب به الدنيا بدد الله عز و جل عظامه يوم القيامة و لم يكن في النار أشد عذابا منه و ليس نوع من أنواع العذاب إلا و يعذب به من شدة غضب الله عليه و سخطه و من تعلم القرآن و تواضع في العلم و علم عباد الله و هو يريد به ما عند الله لم يكن في الجنة أحد أعظم ثوابا منه و لا أعظم منزلة منه و لم يكن في الجنة منزلة و لا درجة رفيعة و لا نفيسة إلا كان له فيها أوفر النصيب و أشرف المنازل ألا و إن العلم خير من العمل و ملاك الدين الورع ألا و إن العالم من يعمل بالعلم و إن كان قليل العمل ألا و لا تحقرن من الذنوب شيئا و إن صغر في أعينكم فإنه لا صغيرة بصغيرة مع الإصرار و لا كبيرة بكبيرة مع الاستغفار ألا و إن الله عز و جل سائلكم عن أعمالكم حتى عن مس أحدكم ثوب أخيه بإصبعه فاعلموا عباد الله أن العبد يبعث يوم القيامة على ما مات و قد خلق الله عز و جل الجنة و النار فمن اختار النار على الجنة انقلب بالخيبة و من اختار الجنة فقد فاز و انقلب بالفوز لقول الله عز و جل فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ ألا و إن ربي أمرني أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها اعتصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله ألا و إن الله جل اسمه لم يدع شيئا مما يحبه إلا و قد بينه لعباده و لم يدع شيئا يكرهه إلا و قد بينه لعباده و نهاهم عنه لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ألا و إن الله عز و جل لا يظلم و لا يجاوزه ظلم و هو بالمرصاد لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى من أحسن فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ يا أيها الناس إنه قد كبر سني و دق عظمي و انهدم جسمي و نعيت إلي نفسي و اقترب أجلي و اشتد مني الشوق إلى لقاء ربي و لا أظن إلا و إن بحارالأنوار ج : 73 ص : 374هذا آخر العهد مني و منكم فما دمت حيا فقد تروني فإذا مت فالله خليفتي على كل مؤمن و مؤمنة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فابتدر إليه رهط من الأنصار قبل أن ينزل من المنبر و كلهم قالوا يا رسول الله و نحن جعلنا الله فداك بأبي أنت و أمي و نفسي لك الفداء يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من يقوم لهذه الشدائد و كيف العيش بعد هذا اليوم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)و أنتم فداكم أبي و أمي إني قد نازلت ربي عز و جل في أمتي فقال لي باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في الصور ثم أقبل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال إنه من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه ثم قال و إن السنة لكثيرة من تاب قبل أن يموت بشهر تاب الله عليه ثم قال و شهر كثير من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه ثم قال و جمعة كثيرة من تاب قبل أن يموت بيوم تاب الله عليه ثم قال و يوم كثير من تاب الله قبل أن يموت بساعة تاب الله عليه ثم قال و إن الساعة لكثيرة من تاب و قد بلغت نفسه هذه و أومأ بيده إلى حلقه تاب الله عز و جل عليه قال ثم نزل فكانت آخر خطبة خطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لحق بالله عز و جل