وفاء النجفي
30-09-2010, 12:39 PM
السيد عمار الحكيم : انها أكذوبة كبيرة حينما يتهم المجلس الاعلى بأنه وراء تعطيل تشكيل الحكومة , ومشروعنا انتصر ..
في الملتقى الثقافي : السيد عمار الحكيم يستعرض ابعاد رؤية المجلس الاعلى للمشروع الوطني , ومواقفه الاخيرة من محاولات تشكيل الحكومة
http://www.tahmeel.net/upd/up/wh_51324114.jpg
بحضورٍ نخبوي وشعبي متميز للملتقى الثقافي الذي يعقد في المكتب الخاص لسماحة السيد عمار الحكيم , استعرض رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي خلفيات المواقف السياسية الاخيرة للمجلس الاعلى من مشاريع تشكيل الحكومة ؛ وابعاد الرؤية الستراتيجية والمبدأية التي اعتمدها المجلس في مسيرته التاريخية .
وجدد سماحته في كلمته التي القاها الاربعاء 29 / 9 / 2010 التأكيد على ان المجلس الاعلى لا يختزل المشروع الوطني برؤيته مهما كانت راسخة وواضحة , واكد ان المجلس يقف موقف الاحترام والتفهم من اي خطوة تساعد في تشكيل الحكومة , وانه لن يقف موقف الاعاقه من اي جهد يحقق تشكيل حكومة للبلاد , الا انه في الوقت ذاته لن يتخلى عن رؤيته ومتبنياته التي اعتمدها في مسيرته التاريخية .
وتطرق سماحته في كلمته الى محاور اخرى مهمة كان من بينها منهج المجلس الاعلى في تعامله مع القوى حلفاءه واصدقاءه والقوى الاقليمية والدولية , والموقف من الاكاذيب والاتهامات والحملات الاعلامية المنظمة التي يتعرض لها المجلس ؛ مؤكداً ان المجلس اليوم يشعر بالنصر في هذه الازمة السياسية , لان مشروعه المتمثل بالشراكة الوطنية الحقيقية انتصر ؛ واصبح الجميع اليوم يتحدث بالمشاركة الوطنية الحقيقية .
وشهدت جلسة الملتقى حضوراً واسعاً لشخصيات النخبة السياسية والمثقفين والاعلاميين والآلاف من مواطني العاصمة بغداد .
وفي ما يلي نص الكلمة :
يتابع الشارع العراقي بأهتمام المداولات التي يجريها التحالف الوطني والمشاورات بين العديد من القوى الكريمة في داخل الائتلاف مع إئتلاف دولة القانون للوصول الى مرشح واحد للتحالف الوطني . ويكثر الحديث على ان هذه القوى الكريمة تتجه نحو ترشيح مرشح دولة القانون لهذا الموقع .
مع قطع النظر عما تؤول اليه هذه المشاورات , علينا ان نؤكد بأننا نحترم كل جهد وكل خطوة تتخذ لتساعد في الوصول الى تشكيل الحكومة , وان أي خطوة بهذا الاتجاه هي خطوة تحظى بأحترامنا وتقديرنا , وكان هذا موقفاً مبدئياً طالما كررناه طوال الاشهر الماضية , وقلنا بأننا ملتزمون بالدستور وملتزمون بالقانون وكل من يحصل على فرصة ثقة الاغلبية المطلقة من اعضاء مجلس النواب يمكن ان يكون رئيساً للوزراء في الحكومة العراقية ويحظى بالأحترام .
وعلى هذه الخلفية لايمكن ان نكون في موقع إعاقة لأي جهد ينتج ويحقق عملية تشكيل الحكومة ـ هذا لا يمكن ان يصدر منّا ـ .
وتعرفون جيداً .. في ظروف سابقة وفي أشهر مضت كانت هناك حوارات مكثفة بين إئتلاف دولة القانون والعراقية وقلنا ان هذين الائتلافين يمتلكان 180 مقعد في البرلمان ، فأذا تفاهما بينهما فهذا يعني ان لدينا 180 نائباً يضعون ثقتهم في شخص ما وستحقق الغالبية حيث يمكن ان تشكل الحكومة وقلنا اننا نحترم هذه الخطوة لو تحققت .
وهكذا عبرنا عن احترامنا لكل جهد يبذل في هذا الاطار مع مختلف القوى السياسية بما يساعد على تشكيل الحكومة .
واليوم نؤكد هذا الموقف المبدئي من جديد , ونقول بأن كل خطوة يمكن ان تساعد في تشكيل الحكومة العراقية تحظى بثقتنا واحترامنا سواءاً كنا نراها خطوة ناجحة او لم نرها كذلك ؛ لاننا لانختزل المشروع الوطني في العراق برؤيتنا مهما كانت راسخة وواضحة في تحليلنا للأمور ولا نفرضها على الآخرين , واذا كانت هناك فرصة لتشكيل الحكومة ضمن السياقات الدستورية فهي خطوة محترمة سواءاً كانت ناجحة من وجهة نظرنا او لم تكن .
ففي الوقت الذي نعبر فيه عن هذا الاحترام والتفهم لمثل هذه الخطوات ؛ إلا اننا لن نتخلى عن رؤيتنا في طبيعة الحكومة المطلوبة لتحقيق النجاح في هذا البلد الكريم .
إننا قلناها مراراً ؛ ان بلدا تعدديا ومحوريا كالعراق يضم كل هذا التنوع المذهبي والديني والقومي والسياسي والجغرافي والمناطقي لايمكن ان يحكم بغالبية سياسية , (نصف +1) تحكم , و(نصف – واحد) يجلسون في المعارضة .
هذا التنوع لايسمح بالنجاح لحكومة على هذه الاسس وهذه الخلفيات ؛ فالحكومة الناجحة هي الحكومة التي تحقق الشراكة الحقيقية بين أبناء هذا الوطن ، الحكومة التي توجد تمثيل واسع لكل أطياف الشعب العراقي هي الحكومة التي تطمئن جميع أبناء الشعب العراقي بكل توجهاتهم المتعددة والطيبة وهي الحكومة القادرة على أن تنفتح على محيطها الاقليمي والدولي وتتبادل المصالح مع الآخرين .
النجاح انما يكون ببناء الدولة الدستورية ..
ان النجاح يكمن في بناء دولة دستورية تحترم القانون وحقوق الانسان وتحترم الحريات العامة للمواطنين وتقدم الخدمات لهم وتعمل على تقدم وأزدهار هذا البلد الكريم .
ان الحكومة الناجحة هي الحكومة القادرة على وضع القواعد والاسس التي تنظم علاقة العراق مع محيطه الاقليمي العربي والاسلامي ومع المجتمع الدولي .
ان مثل هذه الحكومة هي المدخل الصحيح لأخراج العراق من الظروف الصعبة والتحديات التي تقف بوجهه ؛ هذه هي رؤيتنا التي تبنيناها منذ أمد طويل ولا زلنا وسنبقى عندها , وسندافع عنها في كل ظرف وكل وقت .
لن تشرق شمس العراق الّا اذا تكاتف أبناءه ، وشاعت المحبة والمودة بينهم, واتجه العراقيون بكل أنتماءاتهم الى طريق واحد يعضد بعضهم بعضاً ويساعد بعضهم البعض ؛ هذا هو مدخل النجاح والطريقة التي من خلالها نبني دولة وبلد يفتخر به جميع العراقيين .
أن التزامنا بهذه الرؤية وتمسكنا بها في مسيرتنا السياسية في المجلس الاعلى منذ يوم تشكيل المجلس الاعلى قبل ثلاثة عقود من الزمن والى يومنا الحاضر , كنا دعاة خير ودعاة جمع للعراقيين ؛ وكل مؤتمرات المعارضة العراقية التي عقدت آنذاك التي تصدى المجلس لدعوة الاطراف اليها كانت تعتمد على هذا الاساس , وتبنى على الوصول الى رؤية مشتركة يجتمع عليها العراقيون بكل أطيافهم وألوانهم وتوجهاتهم السياسية .
وهكذا بعد سقوط الصنم وتشكيل التجربة السياسية الجديدة في العراق كان الشرف للمجلس الاعلى في ان يكون عنصراً أساسياً وفاعلاً في كل المخاضات التي واجهناها في بناء العراق الجديد, وفي صياغة الدستور وإجراء الانتخابات , وفي دعوة الناس الى المزيد من التفاعل مع التجربة السياسية الجديدة , وكانت هذه المبادئ هي التي تحكم مسار المجلس الاعلى في كل خطوة وفي كل حركة .
إننا نعمل على تقريب وجهات النظر بين الاطراف العراقية ولا اعتقد ان احداً منصفاً يمكن ان يتنكر لدور المجلس الاعلى في تشكيل الائتلاف العراقي الموحد في الانتخابات الاولى والثانية ودور المجلس الاعلى في تشكيل الائتلاف الوطني العراقي والجهود الكبيرة والضخمة التي بذلت في هذا الاطار من أجل وحدة الصف ولملمة الاوضاع وتحقيق المزيد من الانسجام في ساحتنا الوطنية .
كل هذا الجهد بذل بمساعدة القوى الاسلامية والوطنية الكبيرة التي وقفت وساندت وحققت سوية هذا الانجاز العظيم لأبناء الشعب العراقي .
ان هذا الدور التزمناه أيضاً وبوضوح في الدفاع عن كل الاطياف العراقية حينما تعرضت الى أشكاليات وضغوط ؛ وقفنا ودافعنا عن الجميع وتحملنا الاعباء الكبيرة في ان نحقق ونجسّر العلاقة الطيبة مع كافة الاطراف في ساحتنا . وبرز هذا الدور جلياً في الازمة السياسية الراهنة التي نعيشها منذ عدة أشهر .
لقد دافعنا عن اخوتنا الصدريين ودافعنا عن القائمة العراقية بنفس القوة التي دافعنا بها عن الاكراد , ودافعنا عن الحكومة الحالية ورئيسها الاخ المالكي في أحلك الظروف التي واجهتها .
لقد دافعنا ومازلنا ندافع وسنبقى ندافع عن شركائنا وحلفائنا في العملية السياسية وسنقف سداً منيعاً امام أي محاولة من محاولات الاقصاء والتهميش لأي طرف من الاطراف السياسية ، سنقف وندافع عن كل من يمثل الشعب العراقي الكريم , كل نائب وكل حزب وكل فئة وكل أئتلاف وكل تحالف يمثل هذا الشعب الكريم , ونعمل على ان يكون شريكاً أساسياً وحقيقياً في هذه العملية .
العراق لا يدار الا بمثل هذا النفس , ولا يمكن ان نحقق النتيجة الا من خلال هذه (اللّمة) العراقية وهذه الشراكة الحقيقية بين كل هذه المكونات .
كنا صادقين في كل هذه المواقف ومتصالحين مع انفسنا ومبادئنا وقيمنا واخلاقنا , وهي مواقف بنيناها على أساس المصالح العامة لهذا البلد الكريم ولهذا الشعب المبدع , وسوف لن نغير هذا الموقف بأذن الله تعالى ؛ لأن هذا الموقف يعكس مصداقيتنا واخلاقنا ويعبر عن مدى التزامنا المبدئي والاخلاقي والسياسي تجاه شركائنا في هذا البلد الكريم .
وأقول لأشقائنا وحلفائنا في المنطقة والعالم بأنكم عرفتمونا وخبرتمونا وجربتمونا طوال هذه الفترة السابقة , وتعاملنا دوماً مع ابناء شعبنا ومع جيراننا ومع العالم كله على اساس الصدق والوفاء والوضوح في الرؤيا والكلمة الواحدة الواضحة والصريحة والموقف الشفاف الذي لا غبار عليه , هذه هي الرؤية التي حملناها وهذا هو المنطق الذي تعاملنا من خلاله مع الاخرين .
ان سياستنا تبنى على احترام الاخر وليس الفرض على الاخر , وسنبقى نواصل هذا المنهج المبدئي الواضح كيف كانت الظروف وبأي اتجاه سارت الامور .
إننا وعلى هذه الخلفية سندعم بقوة أي حكومة تشكل على اساس الشراكة الحقيقية بين ابناء هذا الوطن , أي حكومة تضمن النجاح الحقيقي بتكوين الفريق الواحد ووضع الخطط الصريحة والواضحة التي بأمكانها ان تخرج العراق من إزماته الخدمية والتنموية والامنية والسياسية وتطور علاقاته مع دول المنطقة والعالم .
هناك من يسأل : لماذا اجتمع المجلس الاعلى مع القائمة العراقية ؟ , واود ان أجيبكم بسؤال : لماذا لا يجتمع المجلس الاعلى مع القائمة العراقية ؟ ولماذا لايجتمع المجلس الاعلى مع دولة القانون ؟ ولماذا لا يجتمع المجلس الاعلى مع التحالف الكردستاني ؟ ولماذا لا يجتمع المجلس الاعلى مع شركاءه في الائتلاف الوطني ؟ ولماذا لا يجتمع المجلس الاعلى مع القوى الاخرى في هذا البلد الكريم ؟
أليسوا شركائنا ومنتخبين من قبل ابناء الشعب العراقي ؟ أليسوا جزءاً من العملية السياسية القائمة في العراق ؟
اذا كنا لا نجتمع ولا نلتقي ولا نتبادل الاراء ولا نفكر بالطريقة التي تطمئن جميع القوى السياسية فكيف يمكن ان نبني دولة ناجحة وحكومة ناجحة ومشروع ناجح ؟ ولماذا لا يوجه هذا السؤال الى الاخرين الذين اجتمعوا مع القائمة العراقية في اوقات سابقة ؟
ان مثل هذه الاشارات تعبر عن ازدواجية واضحة في التعامل وفي النظر الى الامور , وتعبر عن تشويش في الرؤية وتخطئة لمواقف الاخرين وتوصيب لهذا الموقف او ذاك , وهذا ليس منطقاً يمكن ان نتعامل معه في بناء الدولة .
اللقاء مطلوب مع جميع الاطراف ، والتواصل مطلوب مع جميع الاطراف , وعلينا ان نواصل مثل هذه الاتصالات واللقاءات مع كافة الاطراف السياسية .
أننا أكبر من ان نقع فريسة هذه الظنون والاتهامات والتشكيكات التي يطلقها هذا او ذاك في عملية التشويش الاعلامية الواسعة التي نتعرض لها .
ان علاقاتنا السياسية الواضحة الشفافة النقية انما تعبر عن رؤية عميقة نمتلكها تجاه بناء الدولة في العراق وتجاه تشكيل الحكومة والسياقات والاليات المطلوبة لتحقيق هذا الامر المهم ، إننا في المجلس الاعلى عملنا بكل جهد لتقريب وجهات النظر بين الاطراف المختلفة .
على مدار ستة أشهر مضت منذ الانتخابات لم نقدم مرشحاً أحتراماً للآخرين , ليقدموا مرشحاً يحظى بالمقبولية ويكون قادراً على تشكيل الحكومة ؛ وبعد الاصرار بادر الائتلاف الوطني العراقي لتقديم مرشحه , ومنذ المؤتمر الصحفي الاول الذي عقده مرشح الائتلاف الوطني والى يومنا الحاضر في كل مناسبة يقف هذا المرشح وتقف قيادات المجلس الاعلى لتؤكد بان هذا الترشيح انما هو خطوة في طريق الحل وليس لتعقيد المشهد السياسي واطالة أمد الازمة السياسية الراهنة في العراق .
وفي أي لحظة نتوصل الى قناعة بأن هذا الترشيح ليس حلاً وانما هو أزمة فسوف نسحب هذا الترشيح ؛قلناها مراراً وتكراراً .. ونعيدها من جديد ونكررها ..
فلم لا يقال ان المجلس الاعلى لديه وجهة نظر ويقال هو تشبث بالكراسي وبالمواقع وبحثه عن الفرص وأطماعه بشيء من الاشياء ؟
إننا حماة مشروع الوطن ومشروع الدولة ولسنا باحثين عن سلطة اوعن موقع اوطامعين بمناصب هنا او هناك ، هذا منطقنا وهذه رؤيتنا وسنعمل جاهدين من اجل تحقيق هذه الرؤية .
اكذوبة اتهام المجلس الاعلى بتعطيل تشكيل الحكومة ..
انها أكذوبة كبيرة حينما يتهم المجلس الاعلى بأنه وراء تعطيل تشكيل الحكومة لأنه يبحث عن المواقع والكراسي .
قدمت لنا المواقع والكراسي , وقدمت لنا فرص وإغراءات قيل انها تنسجم مع ثقلنا السياسي وليس مع عدد مقاعدنا النيابية ؛ ولكن المجلس الاعلى لم يدخل ضمن هذه الصفقات ولم يبني سياسته ومواقفه في أي يوم من الايام على اساس ما يحصل عليه من فرص او مواقع .
أقولها وبصراحة :
اننا أنتصرنا في هذه الازمة السياسية من خلال انتصار مشروعنا ؛ واصبح الجميع اليوم يتحدث بالشراكة الحقيقية , والجميع يتحدث ببناء الدولة القائمة على أساس الدستور والقانون , والجميع يتحدث بمنطق فريق العمل الواحد وهذا مانريد .
نحن نريد هذا المشروع , وقد أصبح متبنى من الجميع ، هذا هو انتصارنا , ونتمنى لكل من يقول ويطلق هذه الكلمات ان يكون مؤمناً بها وبذلك نكون قد أنتصرنا لمشروعنا .
ان نصرنا الحقيقي هو حينما ينتصر مشروعنا المتمثل بالشراكة الحقيقية , أما من يقول اين موقع المجلس الاعلى في هذا المشروع فهذه قضية اخرى .
ما نفكر به في هذه العملية اذا كنا نظلم بحملة منظمة من الاتهامات والاشاعات والمقالات التي تكتب هنا او هناك .. فأقول اننا صبورين ولنا ثقة عالية بالله سبحانه وتعالى وبحقانية مشروعنا , ولنا ثقة عالية بوعي ابناء شعبنا .
وبكل الاحترام والتقدير لجميع القوى السياسية الكريمة وما تبذله من جهد , لكن أسمحوا لي ان أقول لمن يكيل الاتهامات المضللة والمنظمة : ان كان يسعدكم ذلك فأفعلوا وأوغلوا في الاساءة وفي الظلم لنا وللمجلس الاعلى , يكفينا في الدفاع ان تنتصر سنن الحياة والكون لنا فأن الله سبحانه وتعالى يقول (( ولا يحيق المكر السيء الا بأهله)) , ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها .
يكفينا انتصار هذه السنن التي تقف وتنتصر لنا , وسنواصل مشوارنا بكل حرص وبكل عزيمة وبكل أصرار , وسندافع عن هذه الرؤية وسوف لن نتخلى عنها ولن نحيد بأذن الله تعالى .
أنني اتابع احياناً بعض المقابلات التي تجريها القنوات الفضائية مع مواطنين يتحدثون بعبارات بسيطة بألفاظها ولكنها تعبر عن عمق ودراية واضحة لأبناء هذا الشعب لتعقيدات هذه الازمة وظروفها وكيفية الخروج منها , ولنا ثقة عالية بوعي ابناء شعبنا بأنه يميز ويشخص ويعرف كيف يجب ان تدار الامور .
سنبقى قريبين من جميع الاطراف السياسية ومن جميع ابناء شعبنا , سنبقى مؤمنين بهذه الشراكة الحقيقية , سنبقى مدافعين عن حقوق الفريق الواحد الذي يُشعر جميع العراقيين بالأطمئنان والراحة , وسينطلق العراق بأذن الله تعالى في بناء مشروعه وفي تحقيق التقدم والازدهار وتوفير الخدمات للموطنين وتحقيق المزيد من الامن , والتواصل مع جيرانه العرب والمسلمين والعالم بأسره .
في الملتقى الثقافي : السيد عمار الحكيم يستعرض ابعاد رؤية المجلس الاعلى للمشروع الوطني , ومواقفه الاخيرة من محاولات تشكيل الحكومة
http://www.tahmeel.net/upd/up/wh_51324114.jpg
بحضورٍ نخبوي وشعبي متميز للملتقى الثقافي الذي يعقد في المكتب الخاص لسماحة السيد عمار الحكيم , استعرض رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي خلفيات المواقف السياسية الاخيرة للمجلس الاعلى من مشاريع تشكيل الحكومة ؛ وابعاد الرؤية الستراتيجية والمبدأية التي اعتمدها المجلس في مسيرته التاريخية .
وجدد سماحته في كلمته التي القاها الاربعاء 29 / 9 / 2010 التأكيد على ان المجلس الاعلى لا يختزل المشروع الوطني برؤيته مهما كانت راسخة وواضحة , واكد ان المجلس يقف موقف الاحترام والتفهم من اي خطوة تساعد في تشكيل الحكومة , وانه لن يقف موقف الاعاقه من اي جهد يحقق تشكيل حكومة للبلاد , الا انه في الوقت ذاته لن يتخلى عن رؤيته ومتبنياته التي اعتمدها في مسيرته التاريخية .
وتطرق سماحته في كلمته الى محاور اخرى مهمة كان من بينها منهج المجلس الاعلى في تعامله مع القوى حلفاءه واصدقاءه والقوى الاقليمية والدولية , والموقف من الاكاذيب والاتهامات والحملات الاعلامية المنظمة التي يتعرض لها المجلس ؛ مؤكداً ان المجلس اليوم يشعر بالنصر في هذه الازمة السياسية , لان مشروعه المتمثل بالشراكة الوطنية الحقيقية انتصر ؛ واصبح الجميع اليوم يتحدث بالمشاركة الوطنية الحقيقية .
وشهدت جلسة الملتقى حضوراً واسعاً لشخصيات النخبة السياسية والمثقفين والاعلاميين والآلاف من مواطني العاصمة بغداد .
وفي ما يلي نص الكلمة :
يتابع الشارع العراقي بأهتمام المداولات التي يجريها التحالف الوطني والمشاورات بين العديد من القوى الكريمة في داخل الائتلاف مع إئتلاف دولة القانون للوصول الى مرشح واحد للتحالف الوطني . ويكثر الحديث على ان هذه القوى الكريمة تتجه نحو ترشيح مرشح دولة القانون لهذا الموقع .
مع قطع النظر عما تؤول اليه هذه المشاورات , علينا ان نؤكد بأننا نحترم كل جهد وكل خطوة تتخذ لتساعد في الوصول الى تشكيل الحكومة , وان أي خطوة بهذا الاتجاه هي خطوة تحظى بأحترامنا وتقديرنا , وكان هذا موقفاً مبدئياً طالما كررناه طوال الاشهر الماضية , وقلنا بأننا ملتزمون بالدستور وملتزمون بالقانون وكل من يحصل على فرصة ثقة الاغلبية المطلقة من اعضاء مجلس النواب يمكن ان يكون رئيساً للوزراء في الحكومة العراقية ويحظى بالأحترام .
وعلى هذه الخلفية لايمكن ان نكون في موقع إعاقة لأي جهد ينتج ويحقق عملية تشكيل الحكومة ـ هذا لا يمكن ان يصدر منّا ـ .
وتعرفون جيداً .. في ظروف سابقة وفي أشهر مضت كانت هناك حوارات مكثفة بين إئتلاف دولة القانون والعراقية وقلنا ان هذين الائتلافين يمتلكان 180 مقعد في البرلمان ، فأذا تفاهما بينهما فهذا يعني ان لدينا 180 نائباً يضعون ثقتهم في شخص ما وستحقق الغالبية حيث يمكن ان تشكل الحكومة وقلنا اننا نحترم هذه الخطوة لو تحققت .
وهكذا عبرنا عن احترامنا لكل جهد يبذل في هذا الاطار مع مختلف القوى السياسية بما يساعد على تشكيل الحكومة .
واليوم نؤكد هذا الموقف المبدئي من جديد , ونقول بأن كل خطوة يمكن ان تساعد في تشكيل الحكومة العراقية تحظى بثقتنا واحترامنا سواءاً كنا نراها خطوة ناجحة او لم نرها كذلك ؛ لاننا لانختزل المشروع الوطني في العراق برؤيتنا مهما كانت راسخة وواضحة في تحليلنا للأمور ولا نفرضها على الآخرين , واذا كانت هناك فرصة لتشكيل الحكومة ضمن السياقات الدستورية فهي خطوة محترمة سواءاً كانت ناجحة من وجهة نظرنا او لم تكن .
ففي الوقت الذي نعبر فيه عن هذا الاحترام والتفهم لمثل هذه الخطوات ؛ إلا اننا لن نتخلى عن رؤيتنا في طبيعة الحكومة المطلوبة لتحقيق النجاح في هذا البلد الكريم .
إننا قلناها مراراً ؛ ان بلدا تعدديا ومحوريا كالعراق يضم كل هذا التنوع المذهبي والديني والقومي والسياسي والجغرافي والمناطقي لايمكن ان يحكم بغالبية سياسية , (نصف +1) تحكم , و(نصف – واحد) يجلسون في المعارضة .
هذا التنوع لايسمح بالنجاح لحكومة على هذه الاسس وهذه الخلفيات ؛ فالحكومة الناجحة هي الحكومة التي تحقق الشراكة الحقيقية بين أبناء هذا الوطن ، الحكومة التي توجد تمثيل واسع لكل أطياف الشعب العراقي هي الحكومة التي تطمئن جميع أبناء الشعب العراقي بكل توجهاتهم المتعددة والطيبة وهي الحكومة القادرة على أن تنفتح على محيطها الاقليمي والدولي وتتبادل المصالح مع الآخرين .
النجاح انما يكون ببناء الدولة الدستورية ..
ان النجاح يكمن في بناء دولة دستورية تحترم القانون وحقوق الانسان وتحترم الحريات العامة للمواطنين وتقدم الخدمات لهم وتعمل على تقدم وأزدهار هذا البلد الكريم .
ان الحكومة الناجحة هي الحكومة القادرة على وضع القواعد والاسس التي تنظم علاقة العراق مع محيطه الاقليمي العربي والاسلامي ومع المجتمع الدولي .
ان مثل هذه الحكومة هي المدخل الصحيح لأخراج العراق من الظروف الصعبة والتحديات التي تقف بوجهه ؛ هذه هي رؤيتنا التي تبنيناها منذ أمد طويل ولا زلنا وسنبقى عندها , وسندافع عنها في كل ظرف وكل وقت .
لن تشرق شمس العراق الّا اذا تكاتف أبناءه ، وشاعت المحبة والمودة بينهم, واتجه العراقيون بكل أنتماءاتهم الى طريق واحد يعضد بعضهم بعضاً ويساعد بعضهم البعض ؛ هذا هو مدخل النجاح والطريقة التي من خلالها نبني دولة وبلد يفتخر به جميع العراقيين .
أن التزامنا بهذه الرؤية وتمسكنا بها في مسيرتنا السياسية في المجلس الاعلى منذ يوم تشكيل المجلس الاعلى قبل ثلاثة عقود من الزمن والى يومنا الحاضر , كنا دعاة خير ودعاة جمع للعراقيين ؛ وكل مؤتمرات المعارضة العراقية التي عقدت آنذاك التي تصدى المجلس لدعوة الاطراف اليها كانت تعتمد على هذا الاساس , وتبنى على الوصول الى رؤية مشتركة يجتمع عليها العراقيون بكل أطيافهم وألوانهم وتوجهاتهم السياسية .
وهكذا بعد سقوط الصنم وتشكيل التجربة السياسية الجديدة في العراق كان الشرف للمجلس الاعلى في ان يكون عنصراً أساسياً وفاعلاً في كل المخاضات التي واجهناها في بناء العراق الجديد, وفي صياغة الدستور وإجراء الانتخابات , وفي دعوة الناس الى المزيد من التفاعل مع التجربة السياسية الجديدة , وكانت هذه المبادئ هي التي تحكم مسار المجلس الاعلى في كل خطوة وفي كل حركة .
إننا نعمل على تقريب وجهات النظر بين الاطراف العراقية ولا اعتقد ان احداً منصفاً يمكن ان يتنكر لدور المجلس الاعلى في تشكيل الائتلاف العراقي الموحد في الانتخابات الاولى والثانية ودور المجلس الاعلى في تشكيل الائتلاف الوطني العراقي والجهود الكبيرة والضخمة التي بذلت في هذا الاطار من أجل وحدة الصف ولملمة الاوضاع وتحقيق المزيد من الانسجام في ساحتنا الوطنية .
كل هذا الجهد بذل بمساعدة القوى الاسلامية والوطنية الكبيرة التي وقفت وساندت وحققت سوية هذا الانجاز العظيم لأبناء الشعب العراقي .
ان هذا الدور التزمناه أيضاً وبوضوح في الدفاع عن كل الاطياف العراقية حينما تعرضت الى أشكاليات وضغوط ؛ وقفنا ودافعنا عن الجميع وتحملنا الاعباء الكبيرة في ان نحقق ونجسّر العلاقة الطيبة مع كافة الاطراف في ساحتنا . وبرز هذا الدور جلياً في الازمة السياسية الراهنة التي نعيشها منذ عدة أشهر .
لقد دافعنا عن اخوتنا الصدريين ودافعنا عن القائمة العراقية بنفس القوة التي دافعنا بها عن الاكراد , ودافعنا عن الحكومة الحالية ورئيسها الاخ المالكي في أحلك الظروف التي واجهتها .
لقد دافعنا ومازلنا ندافع وسنبقى ندافع عن شركائنا وحلفائنا في العملية السياسية وسنقف سداً منيعاً امام أي محاولة من محاولات الاقصاء والتهميش لأي طرف من الاطراف السياسية ، سنقف وندافع عن كل من يمثل الشعب العراقي الكريم , كل نائب وكل حزب وكل فئة وكل أئتلاف وكل تحالف يمثل هذا الشعب الكريم , ونعمل على ان يكون شريكاً أساسياً وحقيقياً في هذه العملية .
العراق لا يدار الا بمثل هذا النفس , ولا يمكن ان نحقق النتيجة الا من خلال هذه (اللّمة) العراقية وهذه الشراكة الحقيقية بين كل هذه المكونات .
كنا صادقين في كل هذه المواقف ومتصالحين مع انفسنا ومبادئنا وقيمنا واخلاقنا , وهي مواقف بنيناها على أساس المصالح العامة لهذا البلد الكريم ولهذا الشعب المبدع , وسوف لن نغير هذا الموقف بأذن الله تعالى ؛ لأن هذا الموقف يعكس مصداقيتنا واخلاقنا ويعبر عن مدى التزامنا المبدئي والاخلاقي والسياسي تجاه شركائنا في هذا البلد الكريم .
وأقول لأشقائنا وحلفائنا في المنطقة والعالم بأنكم عرفتمونا وخبرتمونا وجربتمونا طوال هذه الفترة السابقة , وتعاملنا دوماً مع ابناء شعبنا ومع جيراننا ومع العالم كله على اساس الصدق والوفاء والوضوح في الرؤيا والكلمة الواحدة الواضحة والصريحة والموقف الشفاف الذي لا غبار عليه , هذه هي الرؤية التي حملناها وهذا هو المنطق الذي تعاملنا من خلاله مع الاخرين .
ان سياستنا تبنى على احترام الاخر وليس الفرض على الاخر , وسنبقى نواصل هذا المنهج المبدئي الواضح كيف كانت الظروف وبأي اتجاه سارت الامور .
إننا وعلى هذه الخلفية سندعم بقوة أي حكومة تشكل على اساس الشراكة الحقيقية بين ابناء هذا الوطن , أي حكومة تضمن النجاح الحقيقي بتكوين الفريق الواحد ووضع الخطط الصريحة والواضحة التي بأمكانها ان تخرج العراق من إزماته الخدمية والتنموية والامنية والسياسية وتطور علاقاته مع دول المنطقة والعالم .
هناك من يسأل : لماذا اجتمع المجلس الاعلى مع القائمة العراقية ؟ , واود ان أجيبكم بسؤال : لماذا لا يجتمع المجلس الاعلى مع القائمة العراقية ؟ ولماذا لايجتمع المجلس الاعلى مع دولة القانون ؟ ولماذا لا يجتمع المجلس الاعلى مع التحالف الكردستاني ؟ ولماذا لا يجتمع المجلس الاعلى مع شركاءه في الائتلاف الوطني ؟ ولماذا لا يجتمع المجلس الاعلى مع القوى الاخرى في هذا البلد الكريم ؟
أليسوا شركائنا ومنتخبين من قبل ابناء الشعب العراقي ؟ أليسوا جزءاً من العملية السياسية القائمة في العراق ؟
اذا كنا لا نجتمع ولا نلتقي ولا نتبادل الاراء ولا نفكر بالطريقة التي تطمئن جميع القوى السياسية فكيف يمكن ان نبني دولة ناجحة وحكومة ناجحة ومشروع ناجح ؟ ولماذا لا يوجه هذا السؤال الى الاخرين الذين اجتمعوا مع القائمة العراقية في اوقات سابقة ؟
ان مثل هذه الاشارات تعبر عن ازدواجية واضحة في التعامل وفي النظر الى الامور , وتعبر عن تشويش في الرؤية وتخطئة لمواقف الاخرين وتوصيب لهذا الموقف او ذاك , وهذا ليس منطقاً يمكن ان نتعامل معه في بناء الدولة .
اللقاء مطلوب مع جميع الاطراف ، والتواصل مطلوب مع جميع الاطراف , وعلينا ان نواصل مثل هذه الاتصالات واللقاءات مع كافة الاطراف السياسية .
أننا أكبر من ان نقع فريسة هذه الظنون والاتهامات والتشكيكات التي يطلقها هذا او ذاك في عملية التشويش الاعلامية الواسعة التي نتعرض لها .
ان علاقاتنا السياسية الواضحة الشفافة النقية انما تعبر عن رؤية عميقة نمتلكها تجاه بناء الدولة في العراق وتجاه تشكيل الحكومة والسياقات والاليات المطلوبة لتحقيق هذا الامر المهم ، إننا في المجلس الاعلى عملنا بكل جهد لتقريب وجهات النظر بين الاطراف المختلفة .
على مدار ستة أشهر مضت منذ الانتخابات لم نقدم مرشحاً أحتراماً للآخرين , ليقدموا مرشحاً يحظى بالمقبولية ويكون قادراً على تشكيل الحكومة ؛ وبعد الاصرار بادر الائتلاف الوطني العراقي لتقديم مرشحه , ومنذ المؤتمر الصحفي الاول الذي عقده مرشح الائتلاف الوطني والى يومنا الحاضر في كل مناسبة يقف هذا المرشح وتقف قيادات المجلس الاعلى لتؤكد بان هذا الترشيح انما هو خطوة في طريق الحل وليس لتعقيد المشهد السياسي واطالة أمد الازمة السياسية الراهنة في العراق .
وفي أي لحظة نتوصل الى قناعة بأن هذا الترشيح ليس حلاً وانما هو أزمة فسوف نسحب هذا الترشيح ؛قلناها مراراً وتكراراً .. ونعيدها من جديد ونكررها ..
فلم لا يقال ان المجلس الاعلى لديه وجهة نظر ويقال هو تشبث بالكراسي وبالمواقع وبحثه عن الفرص وأطماعه بشيء من الاشياء ؟
إننا حماة مشروع الوطن ومشروع الدولة ولسنا باحثين عن سلطة اوعن موقع اوطامعين بمناصب هنا او هناك ، هذا منطقنا وهذه رؤيتنا وسنعمل جاهدين من اجل تحقيق هذه الرؤية .
اكذوبة اتهام المجلس الاعلى بتعطيل تشكيل الحكومة ..
انها أكذوبة كبيرة حينما يتهم المجلس الاعلى بأنه وراء تعطيل تشكيل الحكومة لأنه يبحث عن المواقع والكراسي .
قدمت لنا المواقع والكراسي , وقدمت لنا فرص وإغراءات قيل انها تنسجم مع ثقلنا السياسي وليس مع عدد مقاعدنا النيابية ؛ ولكن المجلس الاعلى لم يدخل ضمن هذه الصفقات ولم يبني سياسته ومواقفه في أي يوم من الايام على اساس ما يحصل عليه من فرص او مواقع .
أقولها وبصراحة :
اننا أنتصرنا في هذه الازمة السياسية من خلال انتصار مشروعنا ؛ واصبح الجميع اليوم يتحدث بالشراكة الحقيقية , والجميع يتحدث ببناء الدولة القائمة على أساس الدستور والقانون , والجميع يتحدث بمنطق فريق العمل الواحد وهذا مانريد .
نحن نريد هذا المشروع , وقد أصبح متبنى من الجميع ، هذا هو انتصارنا , ونتمنى لكل من يقول ويطلق هذه الكلمات ان يكون مؤمناً بها وبذلك نكون قد أنتصرنا لمشروعنا .
ان نصرنا الحقيقي هو حينما ينتصر مشروعنا المتمثل بالشراكة الحقيقية , أما من يقول اين موقع المجلس الاعلى في هذا المشروع فهذه قضية اخرى .
ما نفكر به في هذه العملية اذا كنا نظلم بحملة منظمة من الاتهامات والاشاعات والمقالات التي تكتب هنا او هناك .. فأقول اننا صبورين ولنا ثقة عالية بالله سبحانه وتعالى وبحقانية مشروعنا , ولنا ثقة عالية بوعي ابناء شعبنا .
وبكل الاحترام والتقدير لجميع القوى السياسية الكريمة وما تبذله من جهد , لكن أسمحوا لي ان أقول لمن يكيل الاتهامات المضللة والمنظمة : ان كان يسعدكم ذلك فأفعلوا وأوغلوا في الاساءة وفي الظلم لنا وللمجلس الاعلى , يكفينا في الدفاع ان تنتصر سنن الحياة والكون لنا فأن الله سبحانه وتعالى يقول (( ولا يحيق المكر السيء الا بأهله)) , ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها .
يكفينا انتصار هذه السنن التي تقف وتنتصر لنا , وسنواصل مشوارنا بكل حرص وبكل عزيمة وبكل أصرار , وسندافع عن هذه الرؤية وسوف لن نتخلى عنها ولن نحيد بأذن الله تعالى .
أنني اتابع احياناً بعض المقابلات التي تجريها القنوات الفضائية مع مواطنين يتحدثون بعبارات بسيطة بألفاظها ولكنها تعبر عن عمق ودراية واضحة لأبناء هذا الشعب لتعقيدات هذه الازمة وظروفها وكيفية الخروج منها , ولنا ثقة عالية بوعي ابناء شعبنا بأنه يميز ويشخص ويعرف كيف يجب ان تدار الامور .
سنبقى قريبين من جميع الاطراف السياسية ومن جميع ابناء شعبنا , سنبقى مؤمنين بهذه الشراكة الحقيقية , سنبقى مدافعين عن حقوق الفريق الواحد الذي يُشعر جميع العراقيين بالأطمئنان والراحة , وسينطلق العراق بأذن الله تعالى في بناء مشروعه وفي تحقيق التقدم والازدهار وتوفير الخدمات للموطنين وتحقيق المزيد من الامن , والتواصل مع جيرانه العرب والمسلمين والعالم بأسره .