من الطائفة العلوية
03-10-2010, 12:12 PM
الفرق بين الشيعة والعلويين
بسم الله الرحمن الرحيم
أُرسل إلينا الاستفسارات التالية ــ عقب رسالة سابقة وردٍ عليها ــ:
ما الفرق بين الشيعة والعلويين، ولماذا انفصلت العلوية عن الشيعة إذا كانتا لا تختلفان في الاعتقاد.. (بمعنى: إذا كانتا تقولان بنفس المقولة..) ولماذا يكفِّر غالبية الشيعة العلويين.
1- لوحظ من خلال ردكم السابق أنكم تصرِّحون بنكرانكم لصحة "المقالة الباطنية"، من تقمص وخلافه، فكيف تفسرون ظهور كرامات لأولياء من أبناء الطائفة العلوية التي تقول بما تنكرون، لا سيما السادة العلماء الموقعين على بيان عقيدة المسلمين العلويين (http://alaweenonline.com/site/modules/news/article.php?storyid=6)؟ [وأُشيرَ إلى قوله تعالى: "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين". (سورة المنافقين: 8) وقيل في معناه ــ كما جاء في الرسالة ــ: أوضح الله بقوله هذا أن المؤمنين مخصوصون بعزته وقدرته مكافأة لهم على إيمانهم به!]
ونحن نجيب بعون الله بما يلي:
القسم الأول:
* الشِّيعة ــ بالكسر ــ: "الأتباع والأنصار، وقد غلب على كل مَن يتولَّى علياً وأهل بيته حتى صار لهم اسماً خاصاً".[1]
وقيل:
{الشيعة هم فرقة علي بن أبي طالب المسمون بشيعة علي في زمان النبي ــ ص ــ وما بعده، معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته، منهم: المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري وعمار بن ياسر، ومَن وافق مودته مودة علي ــ عليه السلام ــ، وهم أول مَن سُمي باسم التشيع من هذه الأمة لأن اسم التشيع قديماً لشيعة إبراهيم وموسى وعيسى والأنبياء ــ صلوات الله عليهم أجمعين ــ[2]. وصار أتباع علي يُعرفون بالعلوية مع بقاء إطلاق اسم الشيعة عليهم، واستمر ذلك مدة مُلك بين أمية. وفي دولة بني العباس نُسخ اسم العلوية والعثمانية وصار في المسلمين اسم الشيعة واسم السنة إلى يومنا هذا.[3]}[4]
إذاً، الشيعة هم كل مَن تولى علياً وأهل بيته، والعلوية كتسمية ليست حكراً على أبناء "الطائفة العلوية" بل تخص أتباع الإمام علي المخلصين على مرّ الدهور.
أمـــــــــــا:
* العلويون ــ فهم ــ: مسلمون، إماميون، جعفريون، يعتمدون أصول الشريعة الإسلامية عقيدة لهم ويطبِّقون أحكامها وِفقاً لمذهب الإمام السادس أبي عبد الله جعفر الصادق ــ عليه السلام ــ قولاً وعملاً..[5]
وهذا ليس رأيي أو رأي الموقع بل رأي سائر علماء الطائفة العلوية، ويمكن مراجعة بيان عقيدة العلويين للتأكد من صحة ذلك..[6]
أما القول لماذا انفصلت العلوية عن الشيعة ــ الاثنا عشرية ــ ما دام الاعتقاد واحداً والفقه واحداً فأقول:
لم تنفصل العلوية عن الشيعة، بل العلوية بكل أطيافها فرقة من الشيعة، أما ما يميز فئة منها عن الشيعة الأم فهو القول ببعض الأمور الخاصة، المندرج تحت عنوان: العرفانية أو الصوفية[7]، ولله درّ المرحوم الشيخ سليمان الأحمد، الملقَّب بــ: علامة الجيل، حين قال:
"ليس لدى العلويين مذهب مستقل للعبادات والأحكام المبنية على معرفة الحلال والحرام، والمعاملات كالمواريث وغيرها، وذلك اعتماداً منهم على المذهب الإمامي الجعفري، الذي هو الأصل، وهم فرع منه، فرجوعهم إليه في أصول الفقه وفروعه هو الواجب الحق الذي لا مندوحة عنه، وهو لم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها".[8]
أما القول بخلاف الطائفة العلوية مع الشيعة الاثنا عشرية فقديم، ومرجعه إلى القول ببابية السيد أبي شعيب محمد بن نصير، ولذلك يُفضِّل الكثير من الباحثين من قطبي الإسلام السنة والشيعة استعمال لفظة "النصيرية" بدل العلوية، للتمييز.
فكما هو معروف لدى العام والخاص أن جُلّ علماء الشيعة لا تعترف ببابية السيد أبي شعيب، بل تُسفِّه رأيه وتنسب إليه ما لا يليق بأكثر الأتباع لأهل البيت شذوذاً، وتواظب فئات كثيرة من العلوية على الإعلان بالتزامها التام بنهج السيد أبي شعيب، وتبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه[9]؛ ويبقى الجدل قائماً، ولن تُحلّ تلك المعضلة ما دامت قضية "السفراء الأربعة" للإمام المهدي منكرة من قِبل العلويين، وما دام العلويون يقولون ببابية السيد أبي شعيب وحده!
قال حسن يونس حسن:
{سيد العارفين أبو شعيب[10]: لقد كان الأَولى بهؤلاء المحرِّفين، الذين حملوا وزر اتهام خاصة الأئمة ــ عليهم السلام ــ وأبوابهم، وادَّعوا لهم نوابَ لم يسمع أحدٌ بهم، أن يرجعوا إلى الله تعالى وأهل العصمة ــ ع ــ، وإلى المكتبة العظيمة التي خطَّها أتباع السيد محمد بن نصير، والتي لولاها لضاعت معالم وعلوم الشيعة.}[11]
وإليكم رأي بعض أكابر علماء الشيعة المتأخرين في السيد أبي شعيب، السالكين بذلك الرأي مسلك الذي خلوا من قبلهم من سادات علماء الشيعة الأقدمين..
قال العلامة محمد حسين الأعلمي الحائري:
{محمد بن نصير النميري الفهري: غالٍ ضعيف، لعنه (الإمام) أبو الحسن العسكري ــ عليه السلام ــ.}[12]
وقال الإمام السيد محسن الأمين:
{وهناك جماعة مذمومون ادعوا البابية والسفارة كذباً وافتراءً.. منهم محمد بن نصير النميري، وإليه تنسب النصيرية. ادعى بعد الشريعي[13] مقام أبي جعفر محمد بن عثمان العمري[14]، وفضحه اللهُ بما ظهر منه من الإلحاد والجهل، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له، وتبريه منه، فلما بلغه ذلك قصد أبا جعفر ليعتذر إليه، فلم يأذن له. وكان يدعي أنه رسول نبي، أرسله الهادي ــ عليه السلام ــ، ويقول فيه بالربوبية... وقيل لمحمد بن نصير، وهو في مرض الموت مثقل اللسان، لمَن هذا الأمر من بعدك. فقال بلسان ضعيف ملجلج أحمد. فلم يُدْرَ مَن هو، فافترقوا بعده ثلاث فرق، فرقة قالت: إنه أحمد ابنه. وفرقة قالت: إنه أحمد بن موسى بن الفرات[15]. وفرقة قالت: إنه أحمد بن أبي الحسين بن بشر.}[16]
وقال العلامة هاشم معروف الحسني:
{كان محمد بن نصير كما جاء عن كتب الفِرق والتراجم يتصل بأبي الحسن العسكري ــ عليه السلام ــ في أول أمره، ثم ادعى أنه رسول من قِبله، وقال بالتناسخ والغلو فيه.. وكتب الإمام الهادي إلى أصحابه كتاباً يحذِّر المسلمين منه، يقول فيه:
"لعن الله الذين يستأكلون بنا الناس، فتَّانين مؤذين، آذاهم الله، وأرسلهم في اللعنة، وأركسهم في الفتنة ركساً، سَخِرَ منهم الشيطانُ فأغواهم".}[17]
وكتب الإمام الحسن العسكري ــ عليه السلام ــ ابتداءً منه إلى أحد مواليه:
"إني أبرأ إلى الله من ابن نصير الفهري، وابن بابه القمي، فابرأ منهما. وإني محذِّرك وجميع موالي، ومخبرك أني ألعنهما".[18]
أما لماذا يكفِّر غالبية الشيعة العلويين فجوابه:
لا يكفر أحد من الشيعة أياً من المسلمين العلويين الملتزمين بالإسلام "المعروف"، بل يكفِّرون أصحاب المقالات "الباطنية"..![19]
القسم الثاني:
بخصوص رأينا حول مقالات الباطنية فقد تبين مما سبق أنه راجع إلى رأي سائر المسلمين ببطلان تلك المقالات.
أما بخصوص الكرامات[20]، فتحتاج إلى تحقيق ودراسة!
فمعظم طوائف أديان الأرض تعتقد بكرامات لرجالها، من هندوس.. ويهودية ومسيحية وإسلام..
ورأينا في هذا الخصوص رأي جمهور علماء المسلمين[21]، فليراجع في محلّه.
أما عن قوله تعالى:
"ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين".[22]
فالعِزُّ في الأصل: القوة والشدة والغلبة، ثم: الرفعة والامتناع.[23]
والآية:
"يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذلَّ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون":
والقائل هو عبد الله بن أُبيّ بن سلول، وإنما عُبِّر بصيغة الجمع تشريكاً لأصحابه الراضين بقوله معه. ومراده بالأعز نفسه، وبالأذل رسول الله ــ ص ــ، ويريد بهذا القول تهديد النبي بإخراجه من المدينة بعد المراجعة إليها..[24]
قال الإمام الصادق ــ ع ــ في الآية المذكورة:
"فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً، يُعزّه الله بالإيمان والإسلام".[25]
وقال:
"إن الله تبارك وتعالى فوَّض إلى المؤمن كل شيء إلا إذلال نفسه".[26]
قال رجلٌ للإمام الحسن ــ ع ــ: إن فيك كِبراً، فقال:
{كلا، الكِبر لله وحده، ولكن فيَّ عزة، قال الله ــ عزَّ وجلَّ ــ: "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين".}[27]
إذاً، يجب أن يكون المؤمن مرفوع الرأس بحُسن إسلامه ممتنعاً عما لا يليق به. قال تعالى:
"مَن كان يريد العزّةَ فلله العزَّةُ جميعاً إليه يصعد الكَلِمُ الطيب والعملُ الصالح يرفعه".[28]
وبهذه الآية الكريمة أختم ردي المتواضع ــ معترفاً بعجزي وتقصيري ــ، وفوق كل ذي عِلم عليم.
الفقير لله تعالى
خادم الشريعة المحمدية
سام محمد الح
بسم الله الرحمن الرحيم
أُرسل إلينا الاستفسارات التالية ــ عقب رسالة سابقة وردٍ عليها ــ:
ما الفرق بين الشيعة والعلويين، ولماذا انفصلت العلوية عن الشيعة إذا كانتا لا تختلفان في الاعتقاد.. (بمعنى: إذا كانتا تقولان بنفس المقولة..) ولماذا يكفِّر غالبية الشيعة العلويين.
1- لوحظ من خلال ردكم السابق أنكم تصرِّحون بنكرانكم لصحة "المقالة الباطنية"، من تقمص وخلافه، فكيف تفسرون ظهور كرامات لأولياء من أبناء الطائفة العلوية التي تقول بما تنكرون، لا سيما السادة العلماء الموقعين على بيان عقيدة المسلمين العلويين (http://alaweenonline.com/site/modules/news/article.php?storyid=6)؟ [وأُشيرَ إلى قوله تعالى: "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين". (سورة المنافقين: 8) وقيل في معناه ــ كما جاء في الرسالة ــ: أوضح الله بقوله هذا أن المؤمنين مخصوصون بعزته وقدرته مكافأة لهم على إيمانهم به!]
ونحن نجيب بعون الله بما يلي:
القسم الأول:
* الشِّيعة ــ بالكسر ــ: "الأتباع والأنصار، وقد غلب على كل مَن يتولَّى علياً وأهل بيته حتى صار لهم اسماً خاصاً".[1]
وقيل:
{الشيعة هم فرقة علي بن أبي طالب المسمون بشيعة علي في زمان النبي ــ ص ــ وما بعده، معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته، منهم: المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري وعمار بن ياسر، ومَن وافق مودته مودة علي ــ عليه السلام ــ، وهم أول مَن سُمي باسم التشيع من هذه الأمة لأن اسم التشيع قديماً لشيعة إبراهيم وموسى وعيسى والأنبياء ــ صلوات الله عليهم أجمعين ــ[2]. وصار أتباع علي يُعرفون بالعلوية مع بقاء إطلاق اسم الشيعة عليهم، واستمر ذلك مدة مُلك بين أمية. وفي دولة بني العباس نُسخ اسم العلوية والعثمانية وصار في المسلمين اسم الشيعة واسم السنة إلى يومنا هذا.[3]}[4]
إذاً، الشيعة هم كل مَن تولى علياً وأهل بيته، والعلوية كتسمية ليست حكراً على أبناء "الطائفة العلوية" بل تخص أتباع الإمام علي المخلصين على مرّ الدهور.
أمـــــــــــا:
* العلويون ــ فهم ــ: مسلمون، إماميون، جعفريون، يعتمدون أصول الشريعة الإسلامية عقيدة لهم ويطبِّقون أحكامها وِفقاً لمذهب الإمام السادس أبي عبد الله جعفر الصادق ــ عليه السلام ــ قولاً وعملاً..[5]
وهذا ليس رأيي أو رأي الموقع بل رأي سائر علماء الطائفة العلوية، ويمكن مراجعة بيان عقيدة العلويين للتأكد من صحة ذلك..[6]
أما القول لماذا انفصلت العلوية عن الشيعة ــ الاثنا عشرية ــ ما دام الاعتقاد واحداً والفقه واحداً فأقول:
لم تنفصل العلوية عن الشيعة، بل العلوية بكل أطيافها فرقة من الشيعة، أما ما يميز فئة منها عن الشيعة الأم فهو القول ببعض الأمور الخاصة، المندرج تحت عنوان: العرفانية أو الصوفية[7]، ولله درّ المرحوم الشيخ سليمان الأحمد، الملقَّب بــ: علامة الجيل، حين قال:
"ليس لدى العلويين مذهب مستقل للعبادات والأحكام المبنية على معرفة الحلال والحرام، والمعاملات كالمواريث وغيرها، وذلك اعتماداً منهم على المذهب الإمامي الجعفري، الذي هو الأصل، وهم فرع منه، فرجوعهم إليه في أصول الفقه وفروعه هو الواجب الحق الذي لا مندوحة عنه، وهو لم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها".[8]
أما القول بخلاف الطائفة العلوية مع الشيعة الاثنا عشرية فقديم، ومرجعه إلى القول ببابية السيد أبي شعيب محمد بن نصير، ولذلك يُفضِّل الكثير من الباحثين من قطبي الإسلام السنة والشيعة استعمال لفظة "النصيرية" بدل العلوية، للتمييز.
فكما هو معروف لدى العام والخاص أن جُلّ علماء الشيعة لا تعترف ببابية السيد أبي شعيب، بل تُسفِّه رأيه وتنسب إليه ما لا يليق بأكثر الأتباع لأهل البيت شذوذاً، وتواظب فئات كثيرة من العلوية على الإعلان بالتزامها التام بنهج السيد أبي شعيب، وتبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه[9]؛ ويبقى الجدل قائماً، ولن تُحلّ تلك المعضلة ما دامت قضية "السفراء الأربعة" للإمام المهدي منكرة من قِبل العلويين، وما دام العلويون يقولون ببابية السيد أبي شعيب وحده!
قال حسن يونس حسن:
{سيد العارفين أبو شعيب[10]: لقد كان الأَولى بهؤلاء المحرِّفين، الذين حملوا وزر اتهام خاصة الأئمة ــ عليهم السلام ــ وأبوابهم، وادَّعوا لهم نوابَ لم يسمع أحدٌ بهم، أن يرجعوا إلى الله تعالى وأهل العصمة ــ ع ــ، وإلى المكتبة العظيمة التي خطَّها أتباع السيد محمد بن نصير، والتي لولاها لضاعت معالم وعلوم الشيعة.}[11]
وإليكم رأي بعض أكابر علماء الشيعة المتأخرين في السيد أبي شعيب، السالكين بذلك الرأي مسلك الذي خلوا من قبلهم من سادات علماء الشيعة الأقدمين..
قال العلامة محمد حسين الأعلمي الحائري:
{محمد بن نصير النميري الفهري: غالٍ ضعيف، لعنه (الإمام) أبو الحسن العسكري ــ عليه السلام ــ.}[12]
وقال الإمام السيد محسن الأمين:
{وهناك جماعة مذمومون ادعوا البابية والسفارة كذباً وافتراءً.. منهم محمد بن نصير النميري، وإليه تنسب النصيرية. ادعى بعد الشريعي[13] مقام أبي جعفر محمد بن عثمان العمري[14]، وفضحه اللهُ بما ظهر منه من الإلحاد والجهل، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له، وتبريه منه، فلما بلغه ذلك قصد أبا جعفر ليعتذر إليه، فلم يأذن له. وكان يدعي أنه رسول نبي، أرسله الهادي ــ عليه السلام ــ، ويقول فيه بالربوبية... وقيل لمحمد بن نصير، وهو في مرض الموت مثقل اللسان، لمَن هذا الأمر من بعدك. فقال بلسان ضعيف ملجلج أحمد. فلم يُدْرَ مَن هو، فافترقوا بعده ثلاث فرق، فرقة قالت: إنه أحمد ابنه. وفرقة قالت: إنه أحمد بن موسى بن الفرات[15]. وفرقة قالت: إنه أحمد بن أبي الحسين بن بشر.}[16]
وقال العلامة هاشم معروف الحسني:
{كان محمد بن نصير كما جاء عن كتب الفِرق والتراجم يتصل بأبي الحسن العسكري ــ عليه السلام ــ في أول أمره، ثم ادعى أنه رسول من قِبله، وقال بالتناسخ والغلو فيه.. وكتب الإمام الهادي إلى أصحابه كتاباً يحذِّر المسلمين منه، يقول فيه:
"لعن الله الذين يستأكلون بنا الناس، فتَّانين مؤذين، آذاهم الله، وأرسلهم في اللعنة، وأركسهم في الفتنة ركساً، سَخِرَ منهم الشيطانُ فأغواهم".}[17]
وكتب الإمام الحسن العسكري ــ عليه السلام ــ ابتداءً منه إلى أحد مواليه:
"إني أبرأ إلى الله من ابن نصير الفهري، وابن بابه القمي، فابرأ منهما. وإني محذِّرك وجميع موالي، ومخبرك أني ألعنهما".[18]
أما لماذا يكفِّر غالبية الشيعة العلويين فجوابه:
لا يكفر أحد من الشيعة أياً من المسلمين العلويين الملتزمين بالإسلام "المعروف"، بل يكفِّرون أصحاب المقالات "الباطنية"..![19]
القسم الثاني:
بخصوص رأينا حول مقالات الباطنية فقد تبين مما سبق أنه راجع إلى رأي سائر المسلمين ببطلان تلك المقالات.
أما بخصوص الكرامات[20]، فتحتاج إلى تحقيق ودراسة!
فمعظم طوائف أديان الأرض تعتقد بكرامات لرجالها، من هندوس.. ويهودية ومسيحية وإسلام..
ورأينا في هذا الخصوص رأي جمهور علماء المسلمين[21]، فليراجع في محلّه.
أما عن قوله تعالى:
"ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين".[22]
فالعِزُّ في الأصل: القوة والشدة والغلبة، ثم: الرفعة والامتناع.[23]
والآية:
"يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذلَّ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون":
والقائل هو عبد الله بن أُبيّ بن سلول، وإنما عُبِّر بصيغة الجمع تشريكاً لأصحابه الراضين بقوله معه. ومراده بالأعز نفسه، وبالأذل رسول الله ــ ص ــ، ويريد بهذا القول تهديد النبي بإخراجه من المدينة بعد المراجعة إليها..[24]
قال الإمام الصادق ــ ع ــ في الآية المذكورة:
"فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً، يُعزّه الله بالإيمان والإسلام".[25]
وقال:
"إن الله تبارك وتعالى فوَّض إلى المؤمن كل شيء إلا إذلال نفسه".[26]
قال رجلٌ للإمام الحسن ــ ع ــ: إن فيك كِبراً، فقال:
{كلا، الكِبر لله وحده، ولكن فيَّ عزة، قال الله ــ عزَّ وجلَّ ــ: "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين".}[27]
إذاً، يجب أن يكون المؤمن مرفوع الرأس بحُسن إسلامه ممتنعاً عما لا يليق به. قال تعالى:
"مَن كان يريد العزّةَ فلله العزَّةُ جميعاً إليه يصعد الكَلِمُ الطيب والعملُ الصالح يرفعه".[28]
وبهذه الآية الكريمة أختم ردي المتواضع ــ معترفاً بعجزي وتقصيري ــ، وفوق كل ذي عِلم عليم.
الفقير لله تعالى
خادم الشريعة المحمدية
سام محمد الح