محمد الشرع
07-10-2010, 12:47 AM
روى الإمام أحمد في مسنده عن عون قال : و حدثني رجل, قال : سمعت سمرة يخطب على منبر البصرة وهو يقول : سمعت رسول الله (ص) يقول : إن المرأة خلقت من ضلع و إنك إن ترد إقامة الضع تكسرها فدارها تعش بها.
لقد ناقش علماؤنا الأبرار هذا الحديث, ومن بينهم آية الله الشيخ جعفر السبحاني في كتابه الحديث النبوي بين الرواية والدراية, الذي ذهب إلى بطلان هذا الحديت وعدم صحة نسبته إلى النبي صلى الله عليه و آله, فهذا الحديث مرسل, يوجد مجهول في الرواة الذين رووه.
أما متنا فهو فاسد المعنى وهو يوافق ما جاء في الإسرائليات الموضوعة وهو موجود في التوارة المحرف في سفر التكوين. قال : وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم و أحضرها إلى آدم. فقال آدم : هذه الآن عظم من عظامي ...
كما أن هذا الحديث يخالف صريح القرآن الكريم : { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم : 21
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } النساء :1
{ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أي من خلق من جنسها زوجها, فالذكر و الأنثى من جنس واحد, وهو الجنس الإنساني.
ومعنى قوله تعالى: { خلق لكم من أنفسكم أزواجًا } أي أنه سبحانه وتعالى خلقهم من جنسكم لا أنّه خلقهن من أعضاء جسمكم.
كلمة ( من ) تفيد الجنسية, كقولنا : خاتم من ذهب, أي من جنس الذهب.
قال العلامة الطباطبائي في الميزان : "و ظاهر الجملة أعني قوله: و خلق منها زوجها أنها بيان لكون زوجها من نوعها بالتماثل. "
و في نهج البيان، للشيباني عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): من أي شيء خلق الله حواء؟ فقال (عليه السلام): أي شيء يقولون هذا الخلق؟ قلت يقولون: إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم فقال: كذبوا أ كان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك من أي شيء خلقها؟ فقال: أخبرني أبي عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك و تعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه و كلتا يديه يمين فخلق منها آدم، و فضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء.
كما ذهب الفخر الرازي (من علماء اهل السنة) في مفاتيح الغيب إلى ترجيح أنحواء من جنس آدم وليست مخلوقة من أضلاعه, حيث قال في مفاتيح الغيب :
قوله تعالى : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } فيه مسائل :
المراد من هذا الزوج هو حواء ، وفي كون حواء مخلوقة من آدم قولان :
الأول : وهو الذي عليه الأكثرون أنه لما خلق الله آدم ألقى عليه النوم ، ثم خلق حواء من ضلع من أضلاعه اليسرى ، فلما استيقط رآها ومال اليها وألفها ، لأنها كانت مخلوقة من جزء من أجزائه ، واحتجوا عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن المرأة خلقت من ضلع أعوج فإن ذهبت تقيمها كسرتها وإن تركتها وفيها عوج استمتعت بها
والقول الثاني :
وهو اختيار أبي مسلم الأصفهاني : أن المراد من قوله : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أي من جنسها وهو كقوله تعالى : { والله جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } [ النحل : 72 ] وكقوله : { إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ } [ آل عمران : 164 ] وقوله : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ } [ التوبة : 128 ] قال القاضي : والقول الأول أقوى ، لكي يصح قوله : { خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحدة } إذ لو كانت حواء مخلوقة ابتداء لكان الناس مخلوقين من نفسين ، لا من نفس واحدة ، ويمكن أن يجاب عنه بأن كلمة «من» لابتداء الغاية ، فلما كان ابتداء التخليق والايجاد وقع بآدم عليه السلام صح أن يقال : خلقكم من نفس واحدة ، وأيضا فلما ثبت أنه تعالى قادر على خلق آدم من التراب كان قادرا أيضا على خلق حواء من التراب ، وإذا كان الأمر كذلك ، فأي فائدة في خلقها من ضلع من أضلاع آدم .
وقد أورد ابن عادل الحنبلي في اللباب رأي قال ابنُ الخطيبِ في الرد على من قال أن حواء مخلوقة من ضلع آدم : وهذا مشكل؛ لأنَّهُ تعالى لمَّا كان قادرًا على خلق آدم ابتداء فما الذي يحملنا على أن نقُولَ خلق حواء من جزء من أجزاء آدم؟ ولِمَ لم نقل إنَّهُ تعالى خلق حواء أيضاً ابتداء؟ وأيضاً فالقادرُ على خلق الإنسان من عظم واحد لِمَ لا يقدر على خلقه ابتداء؟ وأيضاً فقولهم إنَّ عدد أضلاع الجانب الأيسرِ من الذَّكرِ أنقص من عدد أضلاع الجانب الأيمن بشيء واحد ، على خلاف الحسن والتَّشريح . وإذا عرف ذلك فنقول : المرادُ من كلمة مِنْ في قوله : { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أنَّ الإشارة إلى شيءٍ تكون تارة بحسب شخصه ، وتارة بحسب نوعه ."
هناك ظاهرة اجتماعية خاطئة تقول هذا القول الخاطيء !!
لقد ناقش علماؤنا الأبرار هذا الحديث, ومن بينهم آية الله الشيخ جعفر السبحاني في كتابه الحديث النبوي بين الرواية والدراية, الذي ذهب إلى بطلان هذا الحديت وعدم صحة نسبته إلى النبي صلى الله عليه و آله, فهذا الحديث مرسل, يوجد مجهول في الرواة الذين رووه.
أما متنا فهو فاسد المعنى وهو يوافق ما جاء في الإسرائليات الموضوعة وهو موجود في التوارة المحرف في سفر التكوين. قال : وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم و أحضرها إلى آدم. فقال آدم : هذه الآن عظم من عظامي ...
كما أن هذا الحديث يخالف صريح القرآن الكريم : { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم : 21
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } النساء :1
{ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أي من خلق من جنسها زوجها, فالذكر و الأنثى من جنس واحد, وهو الجنس الإنساني.
ومعنى قوله تعالى: { خلق لكم من أنفسكم أزواجًا } أي أنه سبحانه وتعالى خلقهم من جنسكم لا أنّه خلقهن من أعضاء جسمكم.
كلمة ( من ) تفيد الجنسية, كقولنا : خاتم من ذهب, أي من جنس الذهب.
قال العلامة الطباطبائي في الميزان : "و ظاهر الجملة أعني قوله: و خلق منها زوجها أنها بيان لكون زوجها من نوعها بالتماثل. "
و في نهج البيان، للشيباني عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): من أي شيء خلق الله حواء؟ فقال (عليه السلام): أي شيء يقولون هذا الخلق؟ قلت يقولون: إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم فقال: كذبوا أ كان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك من أي شيء خلقها؟ فقال: أخبرني أبي عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك و تعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه و كلتا يديه يمين فخلق منها آدم، و فضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء.
كما ذهب الفخر الرازي (من علماء اهل السنة) في مفاتيح الغيب إلى ترجيح أنحواء من جنس آدم وليست مخلوقة من أضلاعه, حيث قال في مفاتيح الغيب :
قوله تعالى : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } فيه مسائل :
المراد من هذا الزوج هو حواء ، وفي كون حواء مخلوقة من آدم قولان :
الأول : وهو الذي عليه الأكثرون أنه لما خلق الله آدم ألقى عليه النوم ، ثم خلق حواء من ضلع من أضلاعه اليسرى ، فلما استيقط رآها ومال اليها وألفها ، لأنها كانت مخلوقة من جزء من أجزائه ، واحتجوا عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن المرأة خلقت من ضلع أعوج فإن ذهبت تقيمها كسرتها وإن تركتها وفيها عوج استمتعت بها
والقول الثاني :
وهو اختيار أبي مسلم الأصفهاني : أن المراد من قوله : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أي من جنسها وهو كقوله تعالى : { والله جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } [ النحل : 72 ] وكقوله : { إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ } [ آل عمران : 164 ] وقوله : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ } [ التوبة : 128 ] قال القاضي : والقول الأول أقوى ، لكي يصح قوله : { خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحدة } إذ لو كانت حواء مخلوقة ابتداء لكان الناس مخلوقين من نفسين ، لا من نفس واحدة ، ويمكن أن يجاب عنه بأن كلمة «من» لابتداء الغاية ، فلما كان ابتداء التخليق والايجاد وقع بآدم عليه السلام صح أن يقال : خلقكم من نفس واحدة ، وأيضا فلما ثبت أنه تعالى قادر على خلق آدم من التراب كان قادرا أيضا على خلق حواء من التراب ، وإذا كان الأمر كذلك ، فأي فائدة في خلقها من ضلع من أضلاع آدم .
وقد أورد ابن عادل الحنبلي في اللباب رأي قال ابنُ الخطيبِ في الرد على من قال أن حواء مخلوقة من ضلع آدم : وهذا مشكل؛ لأنَّهُ تعالى لمَّا كان قادرًا على خلق آدم ابتداء فما الذي يحملنا على أن نقُولَ خلق حواء من جزء من أجزاء آدم؟ ولِمَ لم نقل إنَّهُ تعالى خلق حواء أيضاً ابتداء؟ وأيضاً فالقادرُ على خلق الإنسان من عظم واحد لِمَ لا يقدر على خلقه ابتداء؟ وأيضاً فقولهم إنَّ عدد أضلاع الجانب الأيسرِ من الذَّكرِ أنقص من عدد أضلاع الجانب الأيمن بشيء واحد ، على خلاف الحسن والتَّشريح . وإذا عرف ذلك فنقول : المرادُ من كلمة مِنْ في قوله : { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أنَّ الإشارة إلى شيءٍ تكون تارة بحسب شخصه ، وتارة بحسب نوعه ."
هناك ظاهرة اجتماعية خاطئة تقول هذا القول الخاطيء !!