المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى عرعور ردها ان استطعت .... الحلقة الثالثة عشر


ابو فاطمة العذاري
07-10-2010, 02:31 PM
اغتيال محمد ( ص ) من القاتل ؟؟ أحداث قبل الاغتيال
كثير من المعطيات التاريخية التي لابد من أخذها بالاعتبار لمعرفة الحقيقة، فميقات الاغتيال كان بالضبط بعد ما أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جيش أسامة بن زيد بالتحرك إلى قتال الروم، وكان قد كلف وكثيرا من وجوه الصحابة ومنهم أبا بكر وعمر وعثمان وأمرهم بالانخراط في ذلك الجيش تحت إمرة أسامة، بينما أبقى علي (عليه السلام) حتى يهيئ له زمام الخلافة.
المهم كانت الأحداث تتسارع وشوكة الإسلام تقوى ونفوذ النبي يعظم وقد حصل قبل سنة الاغتيال كثير من الأحداث لا نريد ان نستغرقها تاريخيا وإنما نريد ان نقف عند من كان منها له علاقة قريبة او بعيدة بالاغتيال .
مجيء وفد نجران و قضية المباهلة
كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كتب إلى أُسقف نجران يدعوه إلى الإسلام أو دفع الجزية، أو الحرب بين الطرفين،
فتشاور ذلك الزعيم مع رجاله وشخصيات دينية كان من ضمنهم شرحبيل الذي عرف بالعقل والحكمة والتدبير فقال: قد علمتُ ما وعد اللّه إبراهيم في ذرّية إسماعيل من النبوّة. ثمّ اتّفقوا على إرسال وفد منهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضمّ ستين شخصاً من أهل العلم بقيادة ثلاثة من أساقفتهم:
ـ أبو حارثة بن علقمة: أسقف نجران الأعظم خاصة في الحجاز.
ـ عبد المسيح : رئيس الوفد.
ـ الاَيهم: من الشخصيات المهمة والمحترمة عندهم.
( السيرة الحلبية:3|211.)
المهم أنهم وصلوا الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمّ جرت المفاوضات بينهم و بين النبي ( ص ) و لم يرضخوا لقول النبي فدعاهم إلى المباهلة حينما نزلت عليه قوله تعالى :
(فَمَنْ حاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَتَ اللّهِ عَلى الكاذِبين) .
اتّفق الطرفان على المباهلة في الصحراء خارج المدينة، فاختار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعة أشخاص فقط هم: الإمام علي (عليه السلام) والسيدة الزهراء (عليها السلام) والحسن و الحسين «عليهما السلام» وفي الموعد المحدد سار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأهل بيته.
زعماء الوفد النجراني قرروا أنّه إذا خرج النبي بأهله فقط، لم يباهلوه لأن ذلك يدل على صدقه فلما شاهدوا ذلك نادى أُسقف نجران:
( يا معشر النصارى، إنّي أرى وجوهاً لو شاء اللّه أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة )
فسرعان ما اعلنوا عن استعدادهم لدفع الجزية للنبي «صلى الله عليه وآله وسلم».
اجمع الموَرخون بأنّ وقت المباهلة وكتاب الصلح كتب عام 10هـ.
في هذه السنة أيضا وفي اليوم 18 من هذا الشهر ـ و هو يوم الغدير، نصب علياً (عليه السلام) في غدير خم خليفة على المسلمين من ولم تكن حادثة الغدير بالأمر السهل على الكثيرين .
تعتبر قصة مباهلة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع وفد نجران من أحداث التاريخ الإسلامي المشهورة و عدداً من العلماء تناولوها بتفاصيلها ومنهم الزمخشري في الكشاف، وابن الاَثير في الكامل والاِمام الفخر الرازي في تفسيره.( الكشاف: 1|382؛ مفاتيح الغيب للرازي:2|471؛ الكامل: 2|112.)
يا ترى ما كان شعور المتامرين حينها خصوصا حين اخرج ابنته فاطمة دون زوجاته واعتبرها تعبيرا حيقيا عن ( نسائنا ) وما حال المنافقين من الصحابة حين افرد علي بأنه نفسه تعبيرا عن ( انفسنا ) فقد كان لهذا الموقف الأثر البالغ في نفوسهم التي ازدادت حقدا على محمد ومن خرج معه للمباهلة كما سنرى .

وفود القبائل القادمة الى المدينة
بعد إعلان البراءة في سنة 9هـ ارتبكت القبائل فعمدت إلى إيفاد مندوبين عنها إلى المدينة وإعلان الخضوع للنبي و للنظام الإسلامي .
في اليمن دخلت قبيلة همدان كلّها في الإسلام على يد علي في يومٍ واحد، حينما قرأ عليهم كتاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فكتب علي (عليه السلام) بذلك إلى النبي فاستبشر وابتهجَ وخَرَّ ساجداً شكراً للّه وقال: «السلام على أهل هَمْدان». وعلى أثر إسلام همدان تتابع أهل اليمن في الدخول الإسلام.
( الكامل: 2|305؛ بحار الاَنوار: 21|360)
وفي نفس الوقت وكردة فعل اجرامية حاولت مجموعة من القبائل اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث اتّفق ثلاثة من أفراد قبيلة بني عامر أن يدخلوا المدينة على رأس وفد بني عامر متظاهرين بالتفاوض مع الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» واغتياله غدراً. و هم: عامر، أربد، و جبار.
كانت خطتهم أن يتحدث عامر إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الوقت الذي يتحرك فيه أربد لضربه بالسيف، إلاّ أنّ الوضع لم يجرِ كما خُطِّطَ له، و من ثم دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)على كبيرهم وعلى صاحبه، فاستجاب اللّه دعاءه سريعاً حيث مات في الطريق بمرض الطاعون، واحترق أربد بصاعقة في الصحراء.
هذه الإحداث لم تكن تمر بسهولة على كبار المنافقين الذين تربطهم علاقات وثيقة مع تلك القبائل مما راكم في نفوسهم الحقد على اتساع نفوذ محمد ومعتمده الرئيسي علي كما سنرى .

حجّة الوداع
في عام 10 هـ أمرَ اللّهُ تعالى نبيّه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يشارك في الحجّ، ليعلّم للناس مناسكه بصورة تفصيلية عملية .
في حينها تهيّأ عددٌ كبير من المسلمين لمرافقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الرحلة ، فخرج الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة يوم 26 من ذي القعدة كما يروي بعض المؤرخين .
ألقى النبي خطاباً تاريخياً هاماً في جموع بلغت 100 ألف.
وبدأ قائلاً: «أيّها النّاس اسمعوا قولي واعقلوه، فإنّي لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً، أيـّها النّاس، إنّ دماءَكم وأموالكم ـ وأعراضَكم ـ عليكم حرام إلى أن تلقوا ربّكم كحرمة شهركم هذا وكحرمة بلدكم هذا، وكحرمة يومكم هذا».
«وقد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، أمراً بيناً كتاب اللّه وسنّة نبيّه. والمسلمُ أخو المسلم، والمسلمون إخوة، ولا نبي بعدي ولا أُمّة بعدكم. ألا كلّ شيء من أمر الجاهلية موضوعٌ تحت قدمي».
حجة الوداع إعلان واضح بقرب الرحيل الى العالم الأخر وهذا كان بمثابة جرس الإنذار للمنافقين بان يفكروا جديا بمن سيكون خليفة للنبي في حال رحيله والجواب المعتاد هو ان الأولى والاكفا بين الصحابة بلا منازع إنما هو علي فكان عليهم ان يخططوا ما يرومون إليه .
إذن ستكون هناك اجرائات واضحة من محمد ( ص ) في تثبيت سلطة هذا الخليفة ودعم نفوذه ومن هنا بدا المنافقون يسابقون الوقت للحيلولة دون أي إجراء نبوي يدعم سلطة الخليفة الموعود .
بينما كان النبي أذكى منهم فقد سارع بأكبر خطوة في تاريخ هذا الأمر وهي حادثة الغدير و تحديد الخليفة بصورة مشددة من خلال إعلان عام وبحضور معظم المسلمين .

نجد القران حينما يذكر حادثة الغدير فاه يدفع النبي ( ص ) بقوة ويطمأنه ان الله تعالى سيعصمه من الناس وفي نفس الوقت يجعل إعلانه العام للخليفة بمثابة إعلان لأصل الرسالة حتى كانت اللهجة القرآنية صارمة في ان عدم إعلان هذا الأمر معناه عدم تبليغ الرسالة وألان اسمع ماذا قال الله تعالى :
(( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {المائدة/67} ))
والآية واضحة في خطورة الموقف وأهميته بما لا يمكن التشكيك فيه.
وفعلا كان محمد ( ص ) مسلما مطيعا بأمر ربه ومن هنا باشر الإعلان بنفسه في يوم الغدير .
المهم ان حديث الغدير يُعدّ من أهمّ الأحداث حيث نزل جبرائيل (عليه السلام) على رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» بمنطقة تدعى غدير خم و بلغه الآية التي ذكرناعا قبل قليل : (يا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْلَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالتهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ)
وكان ذلك الإعلان عن خلافة الإمام علي (عليه السلام) أمام حوالي 100 ألف شاهد.
ومما قاله النبي في خطابه: «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً، كتابَ اللّه سببٌ، طرفٌ بيد اللّه، وطرفٌ بأيديكم، فتمسّكوا به؛ والآخر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا».
ثمّ رفع يَدَ الإمام علي (عليه السلام) قائلاً:
«يا أيّها الناس من أولى الناس بالموَمنين من أنفسهم؟»
قالوا: اللّه ورسوله أعلم.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ اللّه مولاي و أنا مولى الموَمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحب من أحبّه، و ابغض من أبغضه، وأدر الحقّ معه حيث دار».
وإمعانا في إزالة الشك ودحضا لمؤامرات المنافقين نجد أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر المهاجرين والأنصار وقبلهم نساءه بالدخول على الإمام علي (عليه السلام) لتقديم التهنئة له وقيل وأنّ أوّل من صافح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلياً: أبو بكر وعمر و عثمان وطلحة والزبير ومن ثم باقي المهاجرين والأنصار وعامة المسلمين .
أنّ 110 صحابياً تناولوا هذه الواقعة التاريخية الهامة بالرواية والحديث، كما رواه أيضاً 89 تابعياً، و 360 شخصاً من علماء أهل الشيعة وفضلائهم، وصحّحه جمع كبير من اهل السنة . فقد رواه في القرن 3هـ: 92 عالماً، وفي القرن 4هـ: 44 عالماً، إلى القرن 14 هـ حيث رواه عشرون عالماً. وألّف الطبري في ذلك كتاباً أسماه:الولاية في طرق حديث الغدير روى فيه الحديث عن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» بـ57 سنداً. كما رواه عدد من علماء الحديث أمثال: ابن حجر العسقلاني، وأبو سعيد السجستاني، والنسائي، وأبو العلاء الهمداني. وبلغ عدد من ألّف رسالة خاصة أو كتاباً مستقلاً حول الواقعة و تفاصيلها 26 شخصاً.
كان هذا الأمر هو المحفز الأكبر - حسب قناعتي - لاغتيال محمد فإنهم علموا انه ( ص ) لو استمر حيا فان سلطة علي ستكون واقع لا محال منه وهذا ما لا يريده أعداء الإسلام من أهل الكتاب والدول الكبرى آنذاك و كذلك لا يريده المنافقون الطامعون بالملك حيث يكون معناه ان هذا الدين قد شق طريقه للقضاء عليهم.
إذن لابد من قلب الطاولة واغتيال محمد قبل ان يقوم بأي خطوة أخرى .
من هنا بدا التخطيط فعليا لاغتيال الرسول وتحول من مجرد رغبة الى سلوك وعزم وإرادة في نفوسهم .
وهنا تبرز قراءة واعية متوازية مع تلك للإحداث تقول ان الصورة كانت كالأتي :
أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أخبر مقربيه ومنهم أسرته وخصوصا عائشة بقرب نهاية عمره وعزمه تنصيب عليا ( عليه السلام ) خليفة للمسلمين .
و وفق التسلسل التاريخي والمنطقي للإحداث وقعت هذه الحادثة قبل حادثة الغدير فلم تلبث عائشة أن أخبرت حفصة ، وأخبرت كل واحدة منها أباها فاجتمعا فأرسلا إلى جماعات محددة من أبرزهم الطلقاء والمنافقين فاخبروهم بالأمر .
لنسمع ما يقوله التاريخ هنا :
( أقبل بعضهم على بعض وقالوا : إن محمدا يريد أن يجعل هذا الأمر في أهل بيته كسنة كسرى وقيصر إلى آخر الدهر ، لا والله ما لكم في الحياة من حظ إن أفضي هذا الأمر إلى علي بن أبي طالب ، وأن محمدا عاملكم على ظاهركم ، وأن عليا يعاملكم على ما يجد في نفسه منكم ، فأحسنوا النظر لأنفسكم في ذلك وقدموا آراءكم فيه.
ودار الكلام فيما بينهم وأعادوا الخطاب وأجالوا الرأي فاتفقوا على أن ينفروا بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ناقته على عقبة الهريش ، وقد كانوا صنعوا مثل ذلك في تبوك ، فصرف الله الشر عن نبيه ( صلى الله عليه وآله ) فاجتمعوا في أمر رسول الله من القتل والاغتيال واستقاء السم على غير وجه )
اجتمع أعداء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الطلقاء والمنافقين من ومن كان من أهل الارتداد من العرب في المدينة وما حولها ،وليس بعيد ان هناك اتصالات سرية للغاية حصلت مع اهل الكتاب .
فتعاقدوا وتحالفوا على أن ينفروا به ناقته ، وكانوا أربعة عشر رجلا ، وكان قد عزم رسول الله أن يعين عليا ( عليه السلام ) وينصبه للناس بالمدينة إذا أقبل، فسار رسول الله يومين وليلتين ، فلما كان في اليوم الثالث أتاه جبرائيل ( عليه السلام ) بآخر سورة الحجر فقال : إقرأ ولنسألهم أجمعين عما كانوا يعملون ، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين .
هذا ما سجله التاريخ نقلناه بشيء من التحلل .

******************
تنويه وتنبيه هام جدا :
هذه هي الحلقة التاسعة التي يقف أمامها ( عرعور ) وأتباعه صامتين متخاذلين وأنا – وكلي ثقة بنفسي – أتحداه ان يرد هو وكافة مخالفي مذهب ال البيت ( ع ) على أي فكرة اطرحها وإني لأعلم أنهم لا يقدرون على الرد لان كل ما طرحته مأخوذ من مصادرهم وبالتالي سيكون ردهم علي في الحقيقة ردا على مصادرهم نفسها .


والبقية تأتي .....




أبو فاطمة العذاري


(hareth1980***********)

ملكة الاحزان
07-10-2010, 07:56 PM
شوووكرا اخي الكريم