المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كان السيد الشهيد الصدر قائداً ربانياً ومجدداً ومحييا ً لدين الله بعد قرون من الت


مسلم جميل جبر
09-10-2010, 08:40 PM
السيد ضياء الشوكي: كان السيد الشهيد الصدر قائداً ربانياً ومجدداً ومحييا ً لدين الله بعد قرون من التيه والضياع

http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-ed77cbbbe3.jpg (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-ed77cbbbe3.jpg)




أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الكوفة المعظم بإمامة سماحة السيد ضياء الشوكي والذي قال قبل البدء بالخطبة قام سماحته بتأبين السيد الشهيد الصدر (قدس سره) بقصيدة شعرية تجسد روح الإيمان والجهاد عنده ( قدس سره الشريف ) بعدها قال : بلغنا خبر من مصادرنا إن بنية الاحتلال توزيع أوراقاً على أبناء الشعب العراقي فيها سؤال محدد هو ( هل أنت متضرر من جيش الإمام المهدي عجل الله فرجه أم لا ؟ ) وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن رسالة السيد مقتدى الصدر في النجاحات المتكررة وعلى كافة المستويات قد وصلت إلى المحتل الكافر .
ثم طالب أبناء الخط الصدري الشريف بالمشاركة الواسعة بالفعاليات التي ستقام بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد العارف الكبير والمصلح العظيم السيد الشهيد محمد محمد الصدر ونجليه الطاهرين ، حتى نوصل رسالة إلى الكل .
اما في الخطبة الاولى فقال سماحته نحاول أن نلتمس الدور الأبرز الذي قام به السيد الشهيد الصدر (قدس سره ) في حياته ومثله أصدق تمثيل ومن خلال هذا الدور الشريف نستلهم محطات نور وهداية توصلنا لرضا الله تعالى .
وقبل أن نلج فيه لا بد لنا من مقدمة قصيرة :
يقول السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) (( الإنسان خلق حسياً أكثر منه عقلياً وإن الإنسان على طول الخط في تاريخ المعرفة البشرية أكثر تمسكا بمسموعاته ومنظوراته من أفكاره ونظرياته )) .
ويقول السيد الشهيد الثاني محمد الصدر (قدس سره) في محاضرة له عن الوحي ما نصه (( لئن بقيت القيم والأهداف والاعتبارات عقلية محضة فهي سوف تكون قليلة الفهم ضعيفة الجذب بالنسبة إلى الإنسان وكلما أمكن تمثيلها حسياً أصبحت أقوى وأكثر قدرة على الجذب والدفع )).
وضمن الاستعداد الفكري خطط شهيدنا الصدر (قدس سره)لدوره الذي نذر نفسه له وهو دور صعب مستصعب لا يتحمله إلا صفوة الأفذاذ من الرجال هم ذخيرة الله وهم ورثة الأنبياء ويمكن أن نسميهم كما سماهم الله تعالى : ( رجال صدقوا عاهدوا ما عاهدوا الله عليه ) .
وسيدنا الشهيد الذي كشف في موسوعته المهدوية عن معالم التخطيط الإلهي لتكامل البشرية كما يراها ، ألا يكون بمقدوره أن يخطط لدوره ؟!.
وحسب فهمي أن الدور الأبرز للسيد الصدر (قدس سره) والذي استوعب كل حياته وحركاته وسكناته وغطى كل وجوده الشريف هو :
خلق الأرضية الصالحة ، والاستعداد الذاتي ، عند الإنسان المؤمن لتكون القيم والمثل والمبادئ التي عرفها وسمع بها بمثابة محسوسات لديه مريبة لسلوكه رائدة وقائدة له لا مجرد معقولات غائمة أو قيم معرفية مخزونة يعني : استنزال الإيمان العقلي إلى مستوى الحس الفعلي .
لأن الإيمان العقلي المجرد عن الحس كما يوضح سيدنا الشهيد لا يهز قلب الإنسان ولا يدخل إلى ضميره ولا يسع كل وجوده ولا يتفاعل مع كل مشاعره وعواطفه .
ولقد قام السيد الشهيد (قدس سره ) بهذا الدور الأصعب ، دور استنزال المعقولات والمفاهيم والقيم إلى محسوسات رائدة تربي الإنسان وتخطو به خطوات تكاملية دفعية إلى الأمام .
طبق قدس سره هذا الدور خير تطبيق وعلى مستويين :
مستوى شخصي ومستوى عام .
فعلى المستوى الشخصي قام بجذب تلك المعقولات من برجها المفاهيمي إلى أن صارت عنده بمستوى المحسوسات ثم على المستوى العام قام بحركات دفعية جمعية مؤثرة جعلت كثيرا من الناس ترى فيه دينها حياً غضاً طرياً عاد من جديد بعد قرون من البعد عنه والتنكر إليه فاقتحموا بحسهم كل المخاطر ولم يبالوا بكل الأهوال لأن السيد الصدر (قدس سره) رباهم بحسه فأدناهم إلى ملكوت الله بالعمل .
إذن هما مستويان تصدى لهما شهيدنا الحبيب مستوى الجذب ومستوى دفع .
ومستوى الجذب هو أن يهيأ قدس سره نفسه ويربي ذاته تربية حسية عالية تخرق الحجب الدنيوية الضاغطة وتزل المفاهيم العقلية المجردة إلى أشياء محسوسة جاذبة لروحه ومسيطرة على كيانه كله يتفاعل معها على مستوى الحس لأعلى مستوى الإدراك .
وهذه مرتبة صعبة المنال لا تتيسر لكل الناس بل هي لأهل القرآن وحملته وللذائبين في مودة العترة الطاهرة وطاعتهم .
انظروا إلى همام صاحب أمير المؤمنين عليه السلام عندما طلب من الإمام عليه السلام أن يصف له المتقين وبدأ الإمام عليه السلام يصف حال المتقين فماذا حدث لهمام بعد ذلك ؟!
إنه صعق ومات ، نعم مات من حينه .
والأغلب منا سمع بقصة هارون المكفوف الذي أمره الإمام الصادق عليه السلام أن يجلس في التنور المسجور فلم يكن منه إلا أن يجلس مختاراً طائعاً فرحاً غير خائف ولا وجل بل هو راض مستبشر لأن الإمام عليه السلام شرفه وأمره بالجلوس في تنور مسجور وهو يعلم أن أمر الإمام هو أمر الله وطاعة الإمام هي طاعة لله والانحراف عن الإمام هي جهنم الكبرى ، وأن أمر الإمام حتى لو كلفه حياته فإنه يطبقه برضا واختيار .
هذا المستوى من إنزال المعقولات إلى مستوى المحسوسات هو المطلوب وكذا هي الحال مع إسماعيل عليه السلام الذي امتثل لأمر أبيه بالذبح لرؤيا رآها في المنام . ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ) فما كان جوابه : ( قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ).
أي مستوى من الأنزال هذا وأي درجة من التسليم هذه .
وتأملوا في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( شيبتني سورة هود ) وماذا فيها ، إنه أمر من ربه : ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ) هذا الأمر بالاستقامة شيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإدراكه عظمة وخطورة هذا الأمر .
وتذكر الروايات المعتبرة أن الإمام المعصوم عندما يتوضأ ويصلي يغادر هذا العالم إلى عالم آخر فلا يكاد يحس بألم النبال إن أخرجوها من جسمه وتراه مرة يصفر وجهه ومرة يحمر ودموعه تسيل على خده .
إن قادتنا انزلوا معقولاتهم إلى مستوى حسهم فإيمانهم بالله ليس إدراكا عقلياً مفهوماً معرفياً بل إنهم يملكون ذلك الحس القائد الرائد وهذا الحس هو الذي رباهم فانفتحت أمامهم أقصى درجات الوضوح الحسي الصاعد .
ومن هذه المنطلق يمكن لنا أن نفهم لماذا يصلي المسلم عدة مرات في اليوم ولماذا يؤذن ويقيم ولماذا يكرر سورة الفاتحة في صلواته ويكثر من التعجيل للإمام المهدي عليه السلام.
إن هذا التكرار رحمة من الله لعبيده فعسى أن تنفتح المعقولات التي يؤمنون بها فتنزل من علياء العقل إلى ميدان الحس والمباشرة فتحدث له لحظة انفتاح وانكشاف لحقائق أنوار الغيب لتغمر القلوب فتصفو وتجلو وتكون محلاً لسطوع الرحمات الإلهية والفيوضات الربانية ، وذلك من خلال التأثير الذهني الذي يحولها من خلال التكرار شيئاً فشيئاً إلى حس مؤثر وفاعل في وجود الإنسان وكيانه .
ولك أن تدرك وتتأمل في تكرار المسلم للشهادتين في صلاته عدة مرات فلابد أن تتهاوى تحت قدميه كل أوثان الأرض ، إذ لا إله إلا الله ولا رسول له إلا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا بد أن يرى المسلم الله ورسوله بعين البصيرة اليقينية هذه الرؤية إن اختزنها في ذهنه (وأكرر إن اختزنها في ذهنه ) وانزلها منزلة محسوسات ( وأكرر وانزلها منزلة محسوساته ) فلا يضل أبداً أبداً ، نعم من الممكن أن تأخذه الدنيا مرة أو مرات ولكنه يعود حتماً إلى الله تعالى .
إذن كان المستوى الأول الذي يتبناه السيد الشهيد قدس سره هو مستوى جذب المعقولات لتصبح محسوسات لديه ، أما المستوى الثاني فهو مستوى الدفع وهو مستوى أصعب بكثير من المستوى الأول ، فإن كان المستوى الأول نظرياً في أغلب وجوهه فإن المستوى الثاني عملي في كل وجوهه ، وهو أن يقيم السيد الشهيد قدس سره من وجوده الإنساني الشريف مثالاً حسياً لكل إيمان عقلي مختزن في الذاكرة للناس ليحوله إلى حس قائم .
مثلا : في الذاكرة المعرفية إن العلماء ورثة الأنبياء ، فلا يمكن للعلماء أن يسكتوا على الضيم أو الظلم فجسد السيد الشهيد قدس سره هذا المفهوم الشريف عملياً حسياً حتى وضح للقاضي والداني إن المواجهة العلنية بين الحق والباطل تمثلت بالدور الرائد الشجاع له قدس سره أمام الهجمة الظالمة على الدين والأمة فلم يخش قدس سره جبروت الظلمة وجسد عياناً وواقعاً أن الأمة أقوى من الطغاة وإن تفرعنوا وأن موسى عليه السلام قد جاء ثانية في أرض العراق يصاول فرعون العصر فينتصر ويعبر بأهل العراق المظلومين إلى عز طاعة الله بعد أن غرقوا في ذل طاعة الهدام ، وأعلن بعد الانتصار وقبله إن الحوزة هي القائد وصرخ بأعلى صوته ومن على منبر الجمعة : ( أطيعوا علمائكم فقط ) .... ( إلى متى أنتم نيام ) فدفع بتجسيده الحي لمثله أمة المهدي نحو التمهيد وفهم الناس مصطلحات جديدة عليهم مثل الحوزة الناطقة – الانتظار – التمهيد – التقية الايجابية –المشي إلى كربلاء – الحوزة والاستعمار ضرتان لا تجتمعان – كلا للشيطان – كلا أمريكا – نعم للمهدي – لبيك يا ربي – الأوامر الولائية – القضاء الشرعي – صلاة الجمعة المقدسة – شرائط الظهور – الموسوعة المهدوية – فقه الفضاء – جامعة الصدر الدينية – مجلة الهدى – شعراء الحوزة الناطقة – أولاد المرجع في مقدمة الصفوف – الاستفتاءات – مخاطبة الغجر – فضح المسلك الدنيوي داخل الحوزة وخارجها – دعوة الموظفين للتوبة – نزع القدسيات المزيفة – تحطيم الصنمية الجديدة المقنعة – معارض الفن – مسابقان الشعر العقائدي – جمع التحدي والمواجهة – التحدث بالسياسة وفضح الحركات الاستعمارية بأسلوب علني غير مطروق في الحوزة – سرجون الذي قتل الحسين عليه السلام – الاستعمار الذي قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – قتلة أمير المؤمنين عليه السلام في كل زمان .
ولا أطيل عليكم لسرد الحركات الدفعية التي أداها ضمن دوره المشرف .
ولقد أوجز السيد الشهيد قدس سره هذه الأعمال الجبارة بكلمة خالدة صريحة ومدوية ( لقد هدمت مخططات ألف سنة )).
إنه بحق القائد الرباني الذي جاء مجدداً ومحييا ً لدين الله بعد قرون من التيه والضياع وفعلاً لقد هدم تلك المخططات الخبيثة التي كانت ترمي لفصل الدين عن المجتمع بالمكر وبالإشاعات والأموال والأفعال وتضخيم الشخصيات الدنيوية وإضفاء طابع القداسة عليها حتى تنفض الناس يدها من الدين ومن يمثله ، وكل ما سمعوه من المثل والقيم لا بد أن يحاصر في بطون الكتب والمجالس المغلقة بعيداً عن التطبيق أو التأسي والاقتداء ، نعم ، كان هناك علماء وأساطين فقه خدموا الدين وأسهموا في نشر علوم آل البيت عليهم السلام وهذا ما لا ينكره إلا محرف مخرف ، لكن الحديث هنا هو عن دور السيد الشهيد الصدر قدس سره في استنزال العلم النظري والروايات المسموعة والفقه وحديث آل البيت عليهم السلام إلى محسوسات مربية رائدة وجعل كيانه الشريف رائداً حسياً وقدوة حسنة تربي اقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهرين الذين كانت الأمة ترجع إليهم في سرائها وضرائها وكانوا بحق خير حس مربي للأمة ، وما دام العالم نائبا عنهم فلا بد أن يرثهم في هذا الدور الرائد القائد ، فإن غاب عنه هذا الدور لأي سبب كان من حق الأمة أن تسأل : أو ليس العالم نائبا عن المعصوم ؟ ولمن ترجع الأمة في قضاياها ؟ أو ليس هو مرجع الأمة ؟ إذن لماذا تصدى لقيادتها وأسمته إمامها ؟ أيعقل أن الدين العظيم محصور في زاوية لا يكاد يصلها مريد أو تتابع ؟.
هنا تسلط الفكر العنصري والقومي والعلماني والعشائري وضاعت هوية المسلم بين التيارات ، فلا بد من ثورة كثورة الحسين تعيد المشروعية لدين الله وتسقط الأصنام الظاهرة والمقنعة ، فلم يكن إلا من السيد الشهيد قدس سره ورغم قلة الناصرين وكثرة المخلين إلا أن يؤدي دوره الذي خطط له لنفسه واستخدام كل الأدوات الممكنة والمشروعة ليبرز للناس الإسلام نقياً صافياً قائدا ً حتى تتحقق العودة إليه فكان وهو المرجع يلطم الصدر في خطبته على مصاب جده الحسين عليه السلام كان يعلم الناس أن الحوزة هي القائد وهي الأمل وفيها العزة وكان شاعراً يؤبن أجداده قادة الخلق وسادة الأمم وخطيباً يلبس كفن الشهادة متقدما جموع المؤمنين وكان يكفيه أن يأمر غيره من وكلائه ليحل محله إماماً للصلاة وكان يهز بعصاه عرش الطغيان وكان يجتمع بالناس صباحا ومساء كل يوم يستمع لشكواهم ويبتسم لهم ولا يمد لهم يدا تقبل التقبيل واللثم ليبعدهم عن الرياء والتملق ويبتعد بنفسه عن العجب وكان يكنس بيت المال كل يوم ليذهب مرتاح الضمير وكان يدني من مجلسه كل احد ولا يستثني حتى من أساء إليه فكلهم أبناؤه وكان يأكل ويشرب مما يشربون ويستجيب لدعوة من يدعوه لبيته وكان يؤسس لحركة فنية ملتزمة بأوامر الله تعالى وكان كريما يعطي من دون مسألة ومن غير بخل أو منة وربما أعطى ابتداء وكان يقذف بأولاده في لهوات الموت غير مبال بهم مادام الهدف يستحق ذلك وكان يواجه أشرس عدوان وعلى عدة جبهات فلم ولم ينكل او يحزن وكان يدرك ان للهدام مفارم على نهر دجلة وعنده أحواض (التيزاب ) في معتقلات الرعب فلم يبال ولم يهتز له جفن من خوف بل كان رابط الجأش ساكن النفس مطمئنا لقضاء الله وقدره وينتظر الرصاصة التي تمنحه الشهادة والعبور إلى عالمه الذي يعشقه وقد رآه رؤيا العين الباصرة حسا وبحس بعد ان أدركه بعقله وإيمانا لا تزلزله العواصف ، كان الشهيد الصدر (قدس سره) يقود حركة (قولوا لا اله الا الله تفلحوا ) وكان زعيم (كونوا أنصار الله)، وكان يدرك ان هدفا عظيما كهذا يستحق التصدي له بل يجب ، وتكون التضحية بالحياة من اجله شرفا للإنسان ورفعة له في الدنيا والآخرة .
وهكذا حدث وكما أراد (قدس سره) مادام يملك الاستعداد النفسي والأرضية الصالحة واختيار الوقت المناسب للتصدي والمقارعة ، ودفعة دفعة تتلوها دفعة حقق (قدس سره) ما أراد بعد أن رأى الناس ان الإسلام قد عاد إليهم حيا يملك عناصر المقاومة كما هي وكما سمعوه عنها وان قائد المقاومة الشريفة هو العلوي الثائر العارف العالم البسيط سليل آل محمد وربيب القرآن والعترة الطاهرة السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره).
وقد كان هذا فتحا عظيما في سير الإنسان نحو الله فهنيئا لمن أدرك ذلك الفتح وساهم فيه ، وأي فتح في عصرنا هذا أعظم منه واشرف .
لقد عشنا والله مع السيد الصدر أيام الفتوحات الكبرى ، فلقد كان وجوده فضلا من الله ونعمة وكان أعجوبة دهره وغريب عصره ولسوف يدرك المؤمنون المتقدم منهم والمتأخر إن السيد الصدر (قدس سره) هو الممهد الأكبر للإمام المنقذ الموعود وهو قائد الفتح الرباني الجديد في عصره .
ومن خلال تلك الحركات الدفعية المتصاعدة قدر للشهيد الصدر ان يدفع امة جده نحو المعالي (لاحظوا ).... فرد يدفع امة متداعية القوى حائرة الفكر مقهورة مستعبدة مستضعفة ضائعة الهوية ليخرجها من ذل معصية الله (إلا من رحم ربي ) الى عز طاعته لتصبح هي الأمة الأعلى كما ارادها الله عز وجل : (ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون ) فهل هذه مهمة سهلة ميسورة لكل احد ؟ ام إنها مهمة الأنبياء ولب رسالتهم ، ولقد كان دونها خرط القتاد وسفك المهج .
ولم يكن عمله عبثيا او عشوائيا بل كان منظما تنظيما دقيقا عن وعي وإصرار وهو يعلم ان هذا الدور يكلفه حياته حتما ، انظروا ماذا يقول (قدس سره) في فقه الأخلاق (ان هذه الحياة مادامت مختومة بالموت فمن الراجح ان يختار الفرد الموتة الشريفة التي تكون في رضا الله وعلو القدر في الدنيا والآخرة وهذا هدف يستحق التضحية من اجله في الحياة وعناصر الحياة فان الموتة لن تكون الا واحدة والتضحية لن تنتج موتا متعددا )
هكذا هو (قدس سره) وهكذا يجب أن نفهمه ونسير على منهجه ونندك في حركته الدفعية المباركة وهكذا مثل معقولاته تمثيلا حسيا مربيا ولغيره في حركة الجذب والدفع التصاعديتين.
لاحظوا أحبتي وتابعوا هذه الكلمات الشريفة للشهيد الصدر (قدس سره) واجعلوا منها طريقا يوصلنا لمرضاة الله ، انه يقول حول ضرورة استنزال المعقول إلى مستوى الحس : (يجب ان نخطط لأنفسنا ونخطط في علاقتنا مع الآخرين على هذا الأساس يعني : ان لا نكتفي بأفكار عقلية نؤمن بها ونضعها في زاوية عقلنا كإيمان الفلاسفة بآرائهم الفلسفية ، لا يكفي أن نؤمن بهذه القيم والمثل إيمانا عقليا صرفا بل يجب ان نحاول ان نستنزلها إلى أقصى درجة ممكنة من الوضوح الحسي ، طبعا نحن لا نطمع ان نكون أنبياء ولا نطمع ان نحظى بهذا الشرف العظيم الذي انغلق على البشرية بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ولكن ليس كل درجة من الوضوح معناها النبوة بل هناك ملايين من درجات الوضوح قبل ان تصبح نبيا ، يمكن ان تكسب ملايين من درجات الوضوح وهذه المراتب متصاعدة قبل ان تبلغ الى الدرجة التي اصبح فيها موسى (عليه السلام) في لحظة استحق فيها ان يخاطبه الله عز وجل ، وقبل ان يصل الانسان الى الدرجة التي بلغ اليها محمد (صلى الله عليه واله وسلم) حينما هبط اليه اشرف كتب السماء – لاحظوا علو همة السيد الشهيد (قدس سره) هناك ملايين من الدرجات هذه الملايين بابها مفتوح أمامنا ولابد ان لا نزهد في هذا التطوير العقلي للقيم الموجودة عندنا وان نطمع في اكثر من هذا الوضوح ولابد لنا ان نفكر في ان نعبأ كل وجودنا لهذه القيم والمثل لكي نكون على مستوى المحسوسات بالنسبة الينا ).
اللهم ارض عنا وارحمنا وتجاوز عن خطايانا ووفقنا لما تحب وترضى واحشرنا في زمرة اوليائك ووفقنا لطاعتك .
وسلام على الصدر الذبيح الشهيد الشاهد الذي نحسه معنا مجسدا في كل فيض انعم الله به علينا
وسلام عليه يوم ولد ويوم لبس كفن الشهادة ويوم ذبح وولديه مظلوما حبيس أهات لا يطلقها الا إمام جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وسلام عليه يوم يقف مهدي الاممم عند قبره الشريف ليؤبنه بكلمات تختصر كل المأساة .


أما الخطبة الثانية فكانت مخصصة من قبل سماحة السيد ضياء الشوكي للتحدث عما يقوم به المنشقون عن طاعة مكتب السيد الشهيد الصدر قدس سره قائلا :
لولا الإلحاح الشديد والحملة الأشد ، الحملة الظالمة من قبل المنافقين الذين خرجوا عن طاعة المكتب الشريف وفي نفس الوقت يدعون الحرص على الإسلام وهم لا يفقهون من الإسلام إلا القشور .
كان لزاماً علينا كشف شبهات الباطل الشيطاني من هذه الحملة المسعورة والمقصودة ضد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر والتي هدفها تسقيط خط الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره والذي يقود هذه الحملة هم منافقون دجالون ولا يهمنا أي زي يلبسون ، وهم أتباع الشيطان من حيث يشعرون أو لا يشعرون .
فلا يخدعنكم الكلام ولا اللباس ولا هؤلاء المنافقين .
ولبيان الحقيقة أقول : إن السيد مقتدى الصدر ( أعزه الله ) هو أبن المرجع الشهيد الصدر الثاني قدس سره وهو من هذه العائلة العريقة بالعلم والجهاد ، فمنهم السيد شرف الدين الموسوي الذي قاوم الاحتلال في سوريا وهو أول عالم شيعي يؤم المصلين في مكة المكرمة ، ومن هذه العائلة السيد المغيب موسى الصدر (فرج الله عنه) الذي أسس حركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل ) ومنها خرج حزب الله الذي استطاع أن يقهر اسرائيل ومن هذه العائلة السيد محمد باقر الصدر قدس سره الذي يعتبر من أعظم مفكري الشيعة وهو مفجر ثورة الشعب العراقي ضد نظام البعث الكافر ، ومن هذه العائلة الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الذي قاوم أعتى طاغية على مر التاريخ الحديث واستشهد في سبيل الله وإليه يرجع الفضل في هداية أغلب الشباب ، ومن هذه العائلة الشهيدان السيد مصطفى الصدر والسيد مؤمل الصدر الذين أرخصا دمائهم للذود عن حمى المسلمين ومن هذه العائلة سيد المقاومة السيد مقتدى الصدر .
فهل جزاء هؤلاء العظماء معاداة أبنهم البار السيد مقتدى الصدر ؟
وهل أكرمنا السيد الشهيد الصدر في ولده كما جاء في الحكمة ( إن الرجل يكرم في ولده ) .
وهنا قال السيد الشوكي وفقه الله : أذكركم بقول السيد الشهيد الصدر الثاني في إحدى التسجيلات الصوتية له ( الشيعة لا يمكن أن تكون بدون ترتيب ، لا بد أن يأتمر الشيعة بأمر شخص لا يمثل التقليد بعنوان القيادة النائبة يعني يأتمرون بأمر شخص ويقلدون شخص آخر ) ولحد الآن لم يظهر من السيد مقتدى الصدر أي مفسدة والعياذ بالله ولم يدعوا إلى ضلالة ولم يزد خط السيد الشهيد الصدر قدس سره إلا قوة وعزة وتنمية وإكمالاً للمسيرة الهادفة إلى الله تعالى .
أما سعي هؤلاء المنافقين من أجل تحجيم سيدنا القائد فنقول إن تحجيم السيد (أعزه الله) بالسياسة هو هدف الثالوث المشؤوم ومن يقول بذلك فهو خادم لمخططات إسرائيل وأمريكا وإن السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) قد أوصل صوت الحق إلى العالم كافة ومثل المقاومة الشريفة ضد الباطل .
http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-9d3623d86a.jpg (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-9d3623d86a.jpg)
http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-8f6cf47a19.jpg (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-8f6cf47a19.jpg)

ابو سعد
18-07-2013, 02:30 AM
موفق لكل خير

صفاء العامري
19-07-2013, 03:03 PM
رحمه اللــــــــــــــــــــــــــــــه

صفاء العامري
19-07-2013, 03:03 PM
احسنـــــــــــــــــــــــت