محمد الشرع
16-10-2010, 06:20 AM
كانت جدتي كعادتها , ان تستيقض مبكرا قبل ان تصيح الديكة ,
كانت تقوم لتمارس رياضتها الصباحية , متمثلة بالمشي في جوانب المنزل الكبير المترامي الاطراف
لتتفقد حاجات ذلك البيت واغراضه التي لم يكن يطمع بها سارق ابدا ..
كانت تستعد لصلاة الفجر , استعدادا ,
ومع فطرتها النقية , كانت تعتبر الامر الديني مقدسا , لا يمكن المساس به ..
بعد الفطور كانت تعمل لها شايا , وتبدا بتسخين تنور الطين , لعمل خبزا صباحيا شهيا ..
كان جدي , الامي , الذي لا يعرف القراءة والكتابة , هو الاخر كجدتي , يعيش حياة بسيطة بدون تعقيد ...
هذه الفطرة السليمة التي يعيشانها , كانت تقودهما الى الاعتقاد الراسخ بامر الدين
وان كل ما ياتي عبر رجال الدين , وعبر الدين نفسه , هو شيء واجب , ولا يخالفانه ابدا ..
هكذا كان كل اهل ذاك الزمن ,
مع عدم مواكبتهم للتطور , وعدم تعلمهم العلوم المختلفة , ولم يكونوا يعرفوا شيئا عن القراءة والكتابة ...
الا انهم كانوا يعيشون يقين الاعتقاد , ولا تتزعزع عقائدهم ابدا ...
لم يكونا (جدي وجدتي) قد مارسا حقهما الديموقراطي في الانتخاب الحر , في زمن البعث الصدامي
فقد كان يذهب جدي , ليضع بطاقة قد اعدت مسبقا , فيها علامة (صح) على المربع الذي فيه صدام , وهو ينافس صدام ..
فلم يكن لديه القرار كباقي افراد شعبنا ..
بعد تغير الحال والاحوال , شهد جدي وجدتي بعد عمرهما الطويل , اول تجربة , تفيد بان مصير بلد سيتقرر بصوتهما , واصوات الاخرين ..
و لفطرتهما السليمة , كانت اعينهم تتجه نحو مدينة النجف الاشرف , ينتظرون نصائح ترد من هناك ...
و ذهبا في يوم العرس الانتخابي , وهما موقنان من صوتهما , وسيذهب لخدمة المذهب والتشيع ...
ومضت فترة , لم يكن من اختاروهم يفكرون الا بانفسهم ,
لم تكن جدتي ولا جدي , قد حصدا شيئا من ذي قبل سوى الام اعتقال ابنائهم واعدام بعضهم والتضييق عليهم
حتى اثقلت كاهلهم السنين , وشابت قلوبهم ايام الشباب !!!
وكانا ينتظران , ممن اختاروهم , ان يمسحوا عنهم تعب السنين وامواج الالم .. والامل معقود بمن عاشوا نفس معاناتهم , وجاهدوا نفس جهادهم , وناضلوا من اجل حقوقهم ..
ولم ينزل غيثهم عليهم , ولم ينزل المطر ...
وجاء موعد الزواج الثاني , وقالا , سيكون افضل من الاول , وانتخبا , نفس اول الامر ...
ولم يواسيهما احد ... ولم يحدث أي تغير ...
لكن التغير , بين جدي وجدتي , ظهر اخيرا , في العرس الثالث ..
فقد انقسما بينهما , كانقسام (ربعنا الشيعة السياسي) ..
وكل اخذ يدافع عن جهة , ويعتبرها هي الافضل ...
ومع ان نقاشهما ساذج , ومن منطلق بسيط ,
لكنهما قررا ان يصوتا كل منهما لاحد الاطراف ...
وتوالت بينهما حملات الاقناع , واحد يريد ان يقنع الاخر ..
واصبح كليهما , يؤيد طرفا , ويطعن الطرف الاخر ...
هذه المرة , اصاب جداي , انحراف يعتبر خطير ...
فقد كانا يضعان نصب اعينهما , الى رجال الدين , و تعليماتهم التي تصدر من النجف ...
ولكنهما هذه المرة , اعتمدا على اجتهادهما وقناعاتهما , ولم يسألا احدا عن صحة اختيارهما ...
اصبح الشرخ في افكار جدي , وافكار جدتي , كبيرا
واصبح كرههما للطرف الاخر من الانتخاب كبيرا ...
حتى صارا , يلاحظان المشهد ...
فاذا اراد من انتخباهما ان ينضما مرة اخرى , ويتحالفا ...
شن جدتي وجدي , حملة ضد من انتخبوهم , بانهم خانوا المبدا والميثاق
واشارا انهم انتخبوهم حتى لا يتحالفوا مع الطرف الاخر ...
وتستمر حكياتهما , وانقسامهما , ونقاشهما ...
مررت بمشهدهما , ونظرت لنقاشهما ...
وقلت على أي كاهل احمل هذا ؟؟؟
اعلى جدي ؟
ام جدتي ؟؟
ام على من رفض ان يدخل بقائمة شيعية موحدة في الانتخابات ؟؟
قارئي الكريم ,. انت ما رايك ؟؟
على من تضع اللوم ؟
كانت تقوم لتمارس رياضتها الصباحية , متمثلة بالمشي في جوانب المنزل الكبير المترامي الاطراف
لتتفقد حاجات ذلك البيت واغراضه التي لم يكن يطمع بها سارق ابدا ..
كانت تستعد لصلاة الفجر , استعدادا ,
ومع فطرتها النقية , كانت تعتبر الامر الديني مقدسا , لا يمكن المساس به ..
بعد الفطور كانت تعمل لها شايا , وتبدا بتسخين تنور الطين , لعمل خبزا صباحيا شهيا ..
كان جدي , الامي , الذي لا يعرف القراءة والكتابة , هو الاخر كجدتي , يعيش حياة بسيطة بدون تعقيد ...
هذه الفطرة السليمة التي يعيشانها , كانت تقودهما الى الاعتقاد الراسخ بامر الدين
وان كل ما ياتي عبر رجال الدين , وعبر الدين نفسه , هو شيء واجب , ولا يخالفانه ابدا ..
هكذا كان كل اهل ذاك الزمن ,
مع عدم مواكبتهم للتطور , وعدم تعلمهم العلوم المختلفة , ولم يكونوا يعرفوا شيئا عن القراءة والكتابة ...
الا انهم كانوا يعيشون يقين الاعتقاد , ولا تتزعزع عقائدهم ابدا ...
لم يكونا (جدي وجدتي) قد مارسا حقهما الديموقراطي في الانتخاب الحر , في زمن البعث الصدامي
فقد كان يذهب جدي , ليضع بطاقة قد اعدت مسبقا , فيها علامة (صح) على المربع الذي فيه صدام , وهو ينافس صدام ..
فلم يكن لديه القرار كباقي افراد شعبنا ..
بعد تغير الحال والاحوال , شهد جدي وجدتي بعد عمرهما الطويل , اول تجربة , تفيد بان مصير بلد سيتقرر بصوتهما , واصوات الاخرين ..
و لفطرتهما السليمة , كانت اعينهم تتجه نحو مدينة النجف الاشرف , ينتظرون نصائح ترد من هناك ...
و ذهبا في يوم العرس الانتخابي , وهما موقنان من صوتهما , وسيذهب لخدمة المذهب والتشيع ...
ومضت فترة , لم يكن من اختاروهم يفكرون الا بانفسهم ,
لم تكن جدتي ولا جدي , قد حصدا شيئا من ذي قبل سوى الام اعتقال ابنائهم واعدام بعضهم والتضييق عليهم
حتى اثقلت كاهلهم السنين , وشابت قلوبهم ايام الشباب !!!
وكانا ينتظران , ممن اختاروهم , ان يمسحوا عنهم تعب السنين وامواج الالم .. والامل معقود بمن عاشوا نفس معاناتهم , وجاهدوا نفس جهادهم , وناضلوا من اجل حقوقهم ..
ولم ينزل غيثهم عليهم , ولم ينزل المطر ...
وجاء موعد الزواج الثاني , وقالا , سيكون افضل من الاول , وانتخبا , نفس اول الامر ...
ولم يواسيهما احد ... ولم يحدث أي تغير ...
لكن التغير , بين جدي وجدتي , ظهر اخيرا , في العرس الثالث ..
فقد انقسما بينهما , كانقسام (ربعنا الشيعة السياسي) ..
وكل اخذ يدافع عن جهة , ويعتبرها هي الافضل ...
ومع ان نقاشهما ساذج , ومن منطلق بسيط ,
لكنهما قررا ان يصوتا كل منهما لاحد الاطراف ...
وتوالت بينهما حملات الاقناع , واحد يريد ان يقنع الاخر ..
واصبح كليهما , يؤيد طرفا , ويطعن الطرف الاخر ...
هذه المرة , اصاب جداي , انحراف يعتبر خطير ...
فقد كانا يضعان نصب اعينهما , الى رجال الدين , و تعليماتهم التي تصدر من النجف ...
ولكنهما هذه المرة , اعتمدا على اجتهادهما وقناعاتهما , ولم يسألا احدا عن صحة اختيارهما ...
اصبح الشرخ في افكار جدي , وافكار جدتي , كبيرا
واصبح كرههما للطرف الاخر من الانتخاب كبيرا ...
حتى صارا , يلاحظان المشهد ...
فاذا اراد من انتخباهما ان ينضما مرة اخرى , ويتحالفا ...
شن جدتي وجدي , حملة ضد من انتخبوهم , بانهم خانوا المبدا والميثاق
واشارا انهم انتخبوهم حتى لا يتحالفوا مع الطرف الاخر ...
وتستمر حكياتهما , وانقسامهما , ونقاشهما ...
مررت بمشهدهما , ونظرت لنقاشهما ...
وقلت على أي كاهل احمل هذا ؟؟؟
اعلى جدي ؟
ام جدتي ؟؟
ام على من رفض ان يدخل بقائمة شيعية موحدة في الانتخابات ؟؟
قارئي الكريم ,. انت ما رايك ؟؟
على من تضع اللوم ؟