المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هوامش تدقيقية على دعوى التزوير في حديث الكساء (2)


عبد الجليل احمد
21-10-2010, 03:29 AM
نشتغل في هذا الجانب من الهوامش بدعوى (ثقافة الحواشي)، و دعوى (عدم الخبر عن النسخة اليزدية لكتاب عوالم العلوم)..

هل الثقافة الدينية مستلة من حواشي؟

طرح بحثا عن الحواشي في الصفحة 1- 3 من الحلقة الثانية وإنما هي فكرة أراد توضيحها ثم تحويلها إلى قاعدة سيالة يستفيد منها في دعم الشكوك التي أخلص لها الوقت والعمل معا . .

فقد جردها سيفا صارما على زيارة عاشوراء في سنوات خلتْ وما لبث حتى سلها مرة أخرى على الصيغة المألوفة لحديث الكساء..

والا َمَــرُ في الذوق أنه أدعى بأن الحواشي ثقافة لا قيمة لها والأنكى في الدعوى أنه يقول قول الواثق: أن بعض معارفنا وثقافاتنا مأخوذة من حواشي بعض الكتب أستمع إلى نصه ثم إلى طينا لهذه الدعوى . .قال: "" وها نحن نعود مرة أخرى للحديث عن ثقافة الحواشي و حاصلها: أن بعض معارفنا وثقافتنا ـــ مع الأسف الشديد ـــ مأخوذة من حواشي بعض الكتب لا على أساس أنها لمن كتبها فإن هذا لا ضير فيه سواء أكانت في الحاشية أو في اصل الكتاب وسواء أكانت على قرطاس أو حجر أو عظام أو على جلود حيوان ما دام صاحبها معروفا وإبداء الرأي والرأي الآخر، قال الطهراني... "".

وقد عاد ثانية في ص 3 مجذرا لرأيه يقول: «وذلك أننا تعودنا على مثل هذه الثقافة كثيرا وانتشرت في كثير من الكتب التي تكتب الحواشي عليها بعد وفاة المؤلف بعشرات أو مئات السنين ولم يدر في خلد مؤلفه هذه المطالب»
وفي طي هذه الدعوى نقسط الإجابة على فقرات:
أ - يدعي الشيخ الراضي أن بعض معارفنا وثقافتنا مأخوذة من حواشي؟!
ما لمقصود من المعارف والثقافات؟
يا هل ترى يدور قصده في الإطار اللغوي لكلمتي معرفة وثقافة أي أنه يحسب كل مسألة وكل عنوان في الكتب الاسلامية مهما قـَلـتْ قيمته هو من المعارف عمل به الناس أم لم يعملوا..
أم أنه يرمي إلى أبعد من ذلك إذ كلنا يعلم بتعين كلمة المعارف والمعرفة والثقافة في هذا العصر بالذات في المباحث ذات الأساس وذات الركيزة في العقيدة والفقه؟
نعيب عليه أنه لم ينصب ولا حتى كلمة واحدة لتعيين مراده من هذه الكلمة والعاقل يدرك أن إطلاق نظير هذا الوصف المؤكد بالأسف الشديد من داعية ومعمم ليس أسلوبا بالمستوى العلمي أبدا؛ من حيث أنه يشجع على الجناية في حق أعلام المذهب ورؤساء الطائفة دعك عن متبعيه؟!
على أن زيارة عاشوراء وكذا حديث الكساء المشهور كلاهما لم يتضمنا شيئا انفردا به من المعارف بل جميع ما فيهما موجود في سواهما من الزيارات والأوراد فلو نظرنا إلى أهم ما في طيهما مما تنكره قريحة الشيخ المعاصر «هدانا الله وإياه» وهو اللعن في الزيارة أو ربط الخلق بأهل البيت عليهم السلام في حديث الكساء بصيغته الذائعة فإن كلا المضمونين مما استفاضت أو تواترت به الأخبار التي جاءت في متون كتب المسلمين ولم تأتي في حواشي الكتب فإن كانت فاسدة في نظره فلما تخصيص الحواشي بالذكر؟!
ومهما يكن من فهم..
فإني أراه مسئولا عن كلمته هذه «أن بعض معارفنا وثقافتنا مأخوذة من حواشي الكتب» لأننا لم نشك في أن معرفتنا واضحة في تفاصيلها ومفاصلها بدءا من توحيد الله وصفاته... إلى نبوة أنبيائه... إلى إمامة الأئمة عليهم السلام وما لهم من الشأن العظيم والمنزلة القريبة وكذا في الكثير من التعيينات الشخصية لهم عليهم السلام كالعصمة، ووراثتهم للأنبياء، والعلم بالأحكام والقرآن، وكذا بالنسبة لمعارف الكتاب العزيز من النسخ والتشابه والعموم والخصوص وخصائص التنزيل انتهاء بأمر الميعاد وظروفه...
وأن هذه المعارف المحورية لم تكن لتبقى في السليم إلا بجهود متظافرة وطاقات متفجرة من قبل طوائف من العلماء الأعلام الذين نفروا من كل فرقة ونسلوا من كل حدب وصوب ليتفقهوا في الدين على مدى سنينَ طوال هجروا فيه ملاذ الحياة وحملوا متاع دنياهم إلى آخرتهم وفيهم من شُـرد ومن قتل ومن أوذي كل ذلك في سبيل الإبقاء والحرص على قوة المذهب وضمان نشاط العقول وتفاعلها معه!
وإني لا أقول هذا إشعالا لجذوة عواطف المؤمنين، ولا أمنع مـَـنْ يَـأمَـن على نفسه ودينه من الاستماع إلى كل رسالة من أي ٍ كان..
بَـيدَ أنني أحاشي نفسي وكافة المؤمنين من قبول أي دعوى بهذا الحجم إلا أن يظهر لها مستمسك مسلم وتأسيسا على هذا نكلف جناب الشيخ الراضي أن يضع قائمة للمعارف التي لا توجد بلفظها أو بمضمونها إلا في حواشي الكتب - وفق مدعاه الخطير - ونكلفه أيضا إثبات أن تأثر المؤمنين راجع إلى تلك الحواشي لا شيء بعد؟!
وإلا فليسمح لنا بالقول أن نعيك للمعارف وللثقافة الدينية كنعي أم ٍ بَكـَتْ وحيدها الذي خطفته الأقدار في رؤية منام لم تدرك أنها من أضغاث الأحلام؟!!
بل-ى: يجب أن يكون ما يتمسك به لدعواه الخطيرة قاعدة أو بيان واضح ومسلم وعليه أن يأتينا به.. أما المستمسكات الجدلية «وهي التي يقبلها عقل ويمجها آخر» فمما تزيد الدعوى غموضا وتذهب ببسطاء المجتمع أدراج الفتنة!
ب - وعلى العكس مما يقول ويدعي «غفر الله لنا وله» فإن هناك الكثير من روايات ومقالات في المعارف رفضها العلماء الأعلام بالرغم من كونها في بطون الكتب ومتعددة الطرق وفيها الصحاح أيضا كما هو الحال في مقولة الجبر، وتحريف القرآن الكريم حيث امتلأت كتب المسلمين بما يدل على هذه وتلك بل لعل المجموع في المسألة الأخيرة فحسب ينيف على الألف رواية ولكنهم رفضوا ذلك رفضا باتا ولولا وعيهم ومرابطتهم في ثغور المعارف والثقافة لجرف الأمة شيعية ًوسنية ً تيارُ هذه الأخبار التي لا يشخص لها العاديون من الناحية العلمية أصلا أو يشخصونه ولكنهم لا يعلمون بالوجه الصحيح في معناها!
فإذا كنا ندين لعلماءَ هذه هي مساعيهم فكيف تتكون لدينا معارف الحواشي وثقافة الهوامش وهم لا زالوا بين ظهرانينا بأعيانهم وبآثارهم؟!
ج - إن أبتكاره لتقسيم المعلومة إلى:
- معلومة متون لم يتهجاها ولكن تأخذ من لحن كلامه
- معلومة حواشي وزيادات لا مسؤولة تدب إلى فراغات الكتب كما يدب النمل الأبيض على الورق أيضا فيجب أن يكافح كما تكافح؟!
إن هذا التقسيم لهو تمهيد لنفي حديث الكساء - بالرواية المفصلة طبعا - ولذا قال في ص 4: «والخلاصة أن الشيخ عبد الله البحراني صاحب العوالم لم يكن عنده خبر عن هذا الحديث ولم يضعه على كتابه وليس ببعيد أن يكون أحد المتطفلين أو المغرضين هو الذي تصدى لذلك».
فكل ردة الفعل هذه من الحواشي لأجل أن الزيادة جاءت في نسخة لا توجد في باقي النسخ والملاحظة على هذا الكلام بأمور أيضا:
يتراءى لي وأنا أساير هذا الكلام أن المتحدث ممن لا خبرة له بعالم المخطوطات أصلا!! إذ أن الزيادة والحواشي على المخطوطات من قبل المؤلفين والتلاميذ والمقرئين وغيرهم كثير جدا لا تنتصب معه أي علامة استفهام أو استنكار كما جرى للشيخ الكريم..
وسأذكر شواهد على ذلك طمئنة له ولكل أحبائي الشباب وذي الإهتمام:
1 يقول محقق كتاب أمالي المرتضى محمد أبو الفضل إبراهيم ص 20:
«نسخة بخط محمد بن أبي طاهر أبي الحسين الوراق فرغ من كتابتها في منتصف رجب سنة 586برسم مرشد الدين أبي الحسن علي بن الحسين بن أبي الحسن الواراني... إلى أن يقول: وفي آخر هذه النسخة الزيادات التي رأى السيد المرتضى إضافتها إلى الكتاب مما لم يذكر في نسخة الأصل... ».
فهذا الكلام يدلل على أن الزيادات التي أضافها السيد المرتضى لم تكن في كل النسخ وهذا شيء طبيعي أن المؤلف لا يرى من المستطاع مطاردة كل نسخ كتابه ليضيف عليها وهذا يبطل ما سيأتي منه في ص4 حيث استدل هناك على بطلان حاشية حديث الكساء لأن النسخة التي قوبلت بنسخة المؤلف ليس عليها هامش.
2 ويقول محقق كتاب زاد المجتهدين في شرح بلغة المحدثين أخونا الفاضل الشيخ نزار آل سنبل ص 35:
«نسخ الكتاب من نسخة الأصل التي هي بخط المصنف ولطبيعة كونها نسخة الأصل لم تخل من الشطب الكثير والتبديل في بعض الجمل والكلمات والحوالة إلى الحواشي الملتوية وما إلى ذلك من أمور.... ».
3 تقول لجنة التحقيق لكتاب وسائل الشيعة ص 90 حينما كانوا يعددون الحواشي والتعليقات التي كتبت على الوسائل: «وقد أهتم بعض العلماء بجرد حواشي الشيخ الحر على نسخته التي بخط يده منهم العلامة المقدس الشيخ علي القمي».
4 ويقول السيد تحسين آل شبيب الموسوي محقق كتاب فرحة الغري للسيد عبد الكريم بن طاووس الحسني ص: «لقد قمنا بمراجعة هذه النسخ بعد أعتماد النسخة ح هي الأصل ومطابقتها مع النسخة ق والمطبوعة ط حيث وجدنا كثيرا من الأخطاء في النسختين ح وق ومرد ذلك هم القائمين بالنسخ ليس إلا كما سقط بعض من سند الحديث وكذلك من المتن... ».
نص آخر لكن فيه الكثير من التأكيد على ما يدحض الدعوى:
5 يقول محقق كتاب علم اليقين للكاشاني: محسن بيدارفر عن الاختلاف الشديد بين النسخ المطبوعة منه ص 91-92:
«شهدت تهافتا كبيرا بين النسخة المطبوعة والمخطوطة ولم اتمكن من توجيه ذلك بشكل مقبول... إلى أن يقول وبعد مضي سنوات ظفرت على نسخة الأصل من الكتاب كانت في مكتبة جامعة طهران فحصلت على مصورة منها وكذا من مخطوطتين أخريين من الكتاب وبعد التأمل فيها ومقابلة النسخ تبين المسألة الأولى أي وجه الاختلاف الشديد بين نسخ الكتاب وذلك أن المؤلف كان يعيد النظر في كتابه دائما طوال عمره الشريف وابتداءا من حين الفراغ عن التأليف وإلى آخر سنوات حياته التي تقرب من خمسين سنة ويستدرك ما فاته أولا ويزيده في الهامش أو يحذف شيئا من المتن ويشطب عليه وأحيانا يكتب بدلا منه شيئا آخر في الهامش وذلك مشهود في مخطوطته مكررا موردا وحجما حتى أضطر قد سره إلى إضافة أوراق على الكتاب ليكتب عليها ما استدرك على الأول أو إسقاط أوراق من النسخة لزيادة ما أراد الشطب عليه من ورقة أو أروراق وفي هذه المدة يستنسخ تلامذته وسائر المستنسخين الكتاب لأنفسهم ويكتبون عنه وكلما أستنسخ أحد شيء منها كان يتابع حتما ما عمله المؤلف في نسخته ويدخل الزيادة في المتن ويغض النظر عما حذفها أو شطب عليها ولذلك أختلفت النسخ حسب أختلاف تأريخ كتابهم زيادة ونقصا أختلافا كبيرا».
وإذا لا حظنا هذا النص والتجربة الراقية لهذا المحقق «محسن بيدارفر» نصل إلى كثير من الحالات التي استغلقت على فهم الشيخ الراضي واعتبرها ظاهرة لا تقبل سوى التزوير والوضع وجهًا لها..
وأصفى القول وأنقاه:
أن الزيادات والشطب والحواشي ليس شيئا مستغربا من قبل المؤلفين والمصنفين.. وكذا النقصان من قبل الناسخين وأن المؤلف قد يصنع ذلك مرات ومرات وقد يكون المستنسخ للنسخة الأولى لم تصله النسخة التي جرى عليها التعديل أو الهوامش مثلا ومن هنا يتضح أن هذا التحامل والحساسية من الحواشي لا يصدر مما له أدنى خبرة بطريقة الكتابة والتأليف في ذلك الوقت وإنه يحتاج إلى طول ممارسة ومزوالة مع المخطوطات وصبر يشبه صبر هؤلاء المحققين!
وهكذا يعرف المتابع معنا في هذا الرد أننا لم نأتي بهذا الكلام كمبرر لإثبات أي زيادة أو التغاضي عنها بل أردنا أن نوصل للشباب المثقف والمعني بالمعارف الدينية أن جريان هذه الأمور كان باطراد في النسخ المخطوطة حتى ما يعود للمصنف نفسه فالاستفهام في شأنها إهراق للوقت وإرهاق للفكر؟
ثم إنه حاول أن يستدرك فيما بعد فقال ص 2:
«لا على أساس أنها لمن كتبها فإن هذا لا ضير فيه سواء أكانت في الحاشية أو في أصل الكتاب وسواء أكانت على قرطاس أو حجر أو عظام أو على جلود حيوان... ».
ولكن قد ذكرنا لشبابنا الغالي الشواهد والأمثلة حدا يستبين معه الجميع أن إضافة المؤلف للحواشي ليس أمرا بعيدا ولا نادرا أبدا فتمييز أنه من المؤلف أم من غيره يتبع فيه قواعد ومنهجية يعرفها المختصون في الآثار المخطوطة بمقابلة النسخ بعضها مع البعض ودراسة الخطوط وغير ذلك وليس من هذه القواعد ما تفرد به الشيخ الراضي «سامحنا الله وإياه»عندما قال: لو كان من المؤلف لأدرجه في الأصل!!
فهاهي عشرات بل مئات بل ألاف المؤلفين يضعون حواشيهم على نسخ كتاباتهم بقصد الإضافة والزيادة ولم يدرجوها في الأصل والنماذج التي نقلتها هي غيض من نبع وجرة من غدير فائض؟!!
زيارة عاشوراء من جديد:
قال ص 3: «إن الدراسة التي مررنا بها في كتاب مصباح المتهجد للشيخ الطوسي وما أدخل عليه من الحواشي التي كتبت عليه في فترة زمنية معينة حسب تاريخ النسخ وفي الفترات اللاحقة أنزلت تلك الحواشي إلى داخل أصل الكتاب وكأن المؤلف هو الذي خطها أو رواها وتصبح جزءا لا يتجزأ من كتابه وقد أثبتنا ذلك في كتاب زيارة عاشوراء في الميزان المطبوع المنتشر بالصور الفوتغرافية بما لا مزيد عليه».
هناك من الفضلاء الباحثين من كَـتـَبَ زهاء سبعمائة صفحة في الرد على هذه الدعوى تحت اسم «المداخلات الكاملة» وقد حقق مع الشيخ الراضي في كل وقفاته على نسخ مخطوطات مصباح الشيخ الطوسي وأثبت له وجود نسخ مقابلة على نسخة ابن إدريس ونسخة ابن السكون مما وصلت إليها نسخة الشيخ الطوسي وناقشه في أمور كثيرة وأنا شخصيا لم يصلني جواب من الشيخ الراضي على ذلك النقاش الطويل رغم أنني علمت من مصدر قريب أنه قد أطلع على كتاب المداخلات الكاملة فلما لم يجب حتى اللحظة أو يعتذر لمدرسة أهل البيت عليهم السلام؟!
مع محقق كتاب عوالم العلوم:
قال ص3: «ومما يؤكد ثقافة الحواشي أن هذا الحديث الآن ينزل إلى عالم الطباعة بعنوان أنه من كتاب عوالم العلوم وها نحن نستمع إلى محقق الكتاب وناشره ماذا يقول حول النسخة التي على هامشها حديث الكساء الموضوع فهو يقول ما يلي: ونحن نأسف إذ لم نوفق في الحصول على تلك النسخة الكاملة والتي كانت كما كنا نعلم في يزد ولم ندر أين حل بها الدهر حتى طبع الكتاب إلا أننا واصلنا جهودنا الدائبة في البحث والتنقيب عنها دون كلل أو ملل.... ولأن حديث الكساء كان مكتوبا في هامش تلك النسخة من كتابنا هذا رأينا أن ندرجه في آخر الكتاب مع نسخته المصورة وإليك صورة نسخة العوالم الأصلية من مكتبة جامعة طهران وبهامشها حديث الكساء».
لكن.. حينما نتأمل التعبير داخل علامات التنصيص نجد أنه ساقه شاهدا على ثقافة الحواشي، بينما هو استشهاد باطل لأن محقق النسخة كان أمينا وشرح للقارئ وضعية حديث الكساء ومن أي نسخة أخذه وكان من عظيم أمانته أن أرفق بالكتاب صورة للنسخة الخاصة هذه مع الصفحة التي بهامشها حديث الكساء!!
فكيف يكون هذا من ثقافة الحواشي؟ فهل الشيخ الراضي قد نقم على المحقق أنه لم يحكم على الحاشية بالوضع ولم يبرئ المؤلف منها كما يرى هو؟
لا أتمنى ذلك..
هل نسخة يزد لا يعلم بخبرها كما يدعي الشيخ الكريم؟
قال في ص 4: «أن النسخة الخطية التي في هامشها حديث الكساء هي نسخة جامعة طهران أما نسخة يزد فلم يعلم خبرها.... الخلاصة أن الشيخ عبد الله البحراني صاحب العوالم لم يكن عنده خبر عن هذا الحديث ولم يضعه على كتابه وليس ببعيد أن يكون أحد المتطفلين أو المغرضين هو الذي تصدى لذلك».
كل من يقرأ هذه السطور يعلم بمدى التهافت الذي بين كلماتها.. فإن عدم العثور على نسخة يزد وهي نسخة ذات أهمية تقتضي أي محقق للكتاب أن يتريث في القطع والجزم بنفي زيادة عنها وجدت فيما عداها وذلك لتشكل احتمال أن هذه الحاشية المكتوبة في نسخة الجامعة دون غيرها من النسخ الماثلة بالفعل قد تكون موجودة على النسخة المفقودة أيضا إذ لا سبيل لنفي شيء أو إثباته عن نسخة غائبة والاحتمال متى تشكل لا يجتمع مع الجزم بالحكم على الزيادة بالتزوير إلا أن يكون الجزم بالتزوير سليقة عامة لدى بعض من يزاول التحقيق في المخطوطات وهي التي تسمى اليوم بـ «حالة نفسية»!
لكن وبالرغم من كل هذا فأنا عندي ما يؤكد أن الحاشية «الزيادة» موجودة أيضا في نسخة يزد التي كان يفترض أن تكون عمدة نسخ كتاب عوالم العلوم وذلك أن ممن روى حديث الكساء عن نسخة يزد لكتاب عوالم العلوم هو الشيخ محمد تقي بن الحاج الشيخ محمد باقر اليزدي البافقي.. فهذا الرجل من علماء يزد وصرح أنه ينقل هذا الحديث من النسخة الموجودة في مكتبة المرحوم حجة الإسلام أقاي آقا ميرزا سليمان في يزد قال ما نصه بالفارسية:
«وحقير عباد الله محمد تقي بن محمد باقر اليافقي اليزدي القمي النجفي أين حديث شريف را أز كتاب مبارك نقل نمود إنشاء الله تمام شيعيان سعي نموده اين حديث وآن كتاب وسائر كتب را طبع خواهند فرمود وحضرت أحديت جلت عظمته همه را موفق ومؤيد فرمايد، توضيح آنكه هفتاد جلد آن در يزد در كتابخانه مرحوم حجة الإسلام آقاي ميرزا سليمان قد سره موجود ميباشد تتمه آن ظاهرا در بحرين در خانوادهء مرحوم مؤلف ميباشد... »
«إحقاق الحق: 2/ 554».
وترجمته ما قدمنا من أنه قد روى هذا الحديث من نسخة كتاب العوالم التي يوجد منها سبعون مجلد في يزد وهي عمدة النسخ بل يستفاد من كلامه أن هذه هي النسخة الأصل ولذا قال أن باقي أجزائه غير موجود ولعله عند أبنائه في البحرين!! ويزداد التأكيد أن النسخة اليزدية «نسخة الأصل» تحتوي على هذه الحاشية ما قاله في هامش إحقاق الحق بعد نقل النص السابق:
«ثم طلبت من الفاضل الجليل الحجة الشيخ محمد الصدوقي اليزدي أن يستكتب من نسخة العوالم سند الحديث ومتنه فأسعف مأمولي دام توفيقه فأتاني بالمرجو فقابلته مع نسخة المرحوم البافقي فوجدتهما متطابقين حرفا بحرف ولم يكن بينهما فرق بنحو من الأنحاء غير أن الصدوقي ذكر في كتابه أنه وجد الحديث وسنده مكتوبا في هامش العوالم».
إذا فهذان عالمان من علماء يزد قرءا الزيادة على النسخة هناك وعلى أساس من هذا لا يبقى وجه لقول الشيخ الراضي ص7: «أن النسخة الخطية التي في هامشها حديث الكساء هي نسخة جامعة طهران، أما نسخة يزد فلم يعلم خبرها»!
فها نحن قد جئناك بخبرها يا جناب الشيخ!!
وبما أننا لازلنا مع تعبير الشيخ الراضي والكشف عن خلوه من الدقة العلمية في كثير من ثناياه نضيف هنا بأن قوله: أن الشيخ عبد الله البحراني لم يكن عنده خبر لا يجتمع مع قوله وليس ببعيد أن يكون أحد المتطفلين أو المغرضين هو الذي تصدى لذلك؛ لأن المسألة من صغريات مانعة الخلو فإذا لم يكن للشيخ خبر كان من الحتم تصدي من ذكرهم للزيادة لا أنه محض احتمال هذا ما كان يجب أن يقوله هو ويصمد عليه مادام قد أدعى التزوير وأما نحن فنقول دون الجزم بتزوير بعض المتطفلين خرط القتاد كما سوف يتضح أكثر إن شاء الله تعالى!
موقع قبس - سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد

أبو مسلم الخراساني
21-10-2010, 06:41 PM
حديث الكساء صحيح السند وموثوق لا احد يقدر ان يدعي ان هذا الحديث غير صحيح
اما مشككين هذا الحديث طبعا هم الوهابية يشنون الحروب طائفية على الشيعة وهذا شيء طبيعي منهم يحاولون الطعن هذه الحديث لأن هذا الحديث دلالة قوية مرتبط مع الأية التطهير واهل البيت ليس جميعا النساء بل يوجد الذكور وهم علي والحسن والحسين

عبد الجليل احمد
22-10-2010, 12:43 AM
اخي العزيز من يشش الان هم من الشيعة من اصحاب العمة من الفكر التقريبي الحر