وليد المشرفاوي
28-10-2010, 11:06 PM
ألاخلاق وعاء السياسة
وليد المشرفاوي
ان ميدان السياسة او موضوعها هو قيادة الناس وادارة المجتمع لغرض تحقيق الاستقرار في كافة المجالات التي ينشدها الانسان على مختلف الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية ,ومن ثم تحقيق الرفاه للانسان وتأمين السعادة للمجتمع,وهذا يستلزم ان تكون الية ميدان السياسة التي يمكنها جلب هذا الاستقرار وتحقيق الرفاه وتشييد البناء على اساس السعادة والاسعاد هي محبة السياسي للانسان وخدمته كائنا من كان وتفانيه في توفيرمايصلح شأن الانسانية والعمل على البناء وليس الهدم ,الامر الذي يتطلب منه ان تتوفرفيه مقومات نفسية عالية,تلك التي تشكل قوام شخصيته,وتتجلى تلك المقومات بجمالية الخلق الرفيع وكماليته,فالخلق الرفيع يمثل الارضية التي ينطلق منها السياسي في الحياة والتي تؤسس له طبيعة المنطلقات التي تحدد مساره في العمل والتصرف والتفكير,وعلى هذا الاساس تبتني في شخصيته ارضية خاصة من مجموع تلك المنطلقات التي يصطلح عليها في علم السياسة ب(الغايات)التي يتحرك بأتجاهها السياسي على أختلاف مشاربه وماربه في الحياة ,والجميع بعرف ان رسول الله(ص)قد بنى امة واقام نظاما سياسيا له ابعاده الاقتصادية والاجتماعية والفكرية وغيرها,ومع ذلك فقد اعلن ان غايةرسالته(مكارم الاخلاق),لانها الوعاء الذي يعي حقائق الامور ويستوعب ادارة المجتمع على كافة المناحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها فقال (ص):(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق),ولم يقل بعثت لاحكم او اقود او اكون سياسيا,وذلك لان القيادة والسياسة والحكم والادارة والدولة يجب ان تكون محكومة لمكارم الاخلاق,وبعبارة اخرى يجب ان تمتلئ شخصية الانسان(بمقوم) مكارم الاخلاق,فاذا امتلات شخصية الانسان بهذا المقوم وكان سياسيا صار سياسيا حضاريا بمعنى الكلمة ولم يكن دمويا بوجه من الوجوه,واذاامتلات شخصيته بمكارم الاخلاق وكان رجل اقتصاد فانه سيصبح رجل بناء وعمارة وحياة وليس رجل استثراء ونهب واستحواذ,كذلك اذا اصطبغت شخصية ذلك الانسان بهذه الصبغةوكان رجل حكم ,فانه سيصبح حاكما عادلا يسعد المجتمع بوجوده والانسانية بفكره وعطاءه ومشروعه,ولما كان ميدان السياسة حياة الناس ومصائرهم ومقدراتهم صار من اول الواجب في قاموس السياسي ان يكون متمتعا بمكارم الاخلاق ,مفعما بطيب السجايا والخصال ,والا سيكون جبارا عصيا,واذا تصفحنا تاريخ الجزارين والطغاة على وجه الارض لوجدناهم منحرفين اخلاقيا,لايملكون من الخصال الا الهيمنة والقتل والاستحواذ والاقصاء ,فنجدهم منهومين للسلطة دائما,متعطشين للهيمنة ,ضالعين بالعنف,من هنا يتبين ان كل الذين يريدون التصدي لقيادة شؤون الامة وادارة امور الناس عليهم ان يكونوا على درجة عالية في اكتسابهم مكارم الاخلاق ,كما يجب على السياسيين تغليب العدالة على الجور حيث ان الظلم يفسد على الحاكم سياسته لان(ملاك السياسة العدل)وان(بئس السياسة الجور) كما قالها امام السلم وسيد المحبة وامير الحضارة والتحضر امير المؤمنيين علي بن ابي طالب (ع),ومن التجرؤ على الانسانية اتهام رجال الحضارة وائمة الفكر البناء بانهم رجال اخلاق لايصلحون للسياسة والادارة,فهولاء الرجال يمثلون عين رجال السياسةالناجحين واعمدةالحكم الحضاريين ,فعلى كافة السياسيين الشرفاء في العراق الجديد ان يعرفوا انهم امام مسؤوليات جسيمة تتلخص في بناء تجربة حيوية انسانية حضارية الامر الذي يحتم عليهم قبل غيرهم والان اكثر من ذي قبل ,معرفة الاسس الحضارية لعلم السياسة ومنطلقاته ومبادئه,وعايهم تعليم الامم والشعوب ان ميدان السياسة هو الانسان وادارة شؤونه بما يصلحه ويصلح له,وليس ميدان السياسة السلطة والتسلط والهيمنة والرئاسة والتشبث بالحكم مهما كلف ذلك من ثمن او استلزم من مستلزمات وان كان السبيل الى ذلك الاعدام والقتل والابادة والمفخخات في المساجد والشوارع والطرقات,فيجب على كل من يعتبر نفسه سياسيااو يدعي بالسياسة وصلا العمل على اكتساب مكارم الاخلاق واحراز معالي الصفات وتدريب نفسه وتعويده عليها ,
وليد المشرفاوي
ان ميدان السياسة او موضوعها هو قيادة الناس وادارة المجتمع لغرض تحقيق الاستقرار في كافة المجالات التي ينشدها الانسان على مختلف الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية ,ومن ثم تحقيق الرفاه للانسان وتأمين السعادة للمجتمع,وهذا يستلزم ان تكون الية ميدان السياسة التي يمكنها جلب هذا الاستقرار وتحقيق الرفاه وتشييد البناء على اساس السعادة والاسعاد هي محبة السياسي للانسان وخدمته كائنا من كان وتفانيه في توفيرمايصلح شأن الانسانية والعمل على البناء وليس الهدم ,الامر الذي يتطلب منه ان تتوفرفيه مقومات نفسية عالية,تلك التي تشكل قوام شخصيته,وتتجلى تلك المقومات بجمالية الخلق الرفيع وكماليته,فالخلق الرفيع يمثل الارضية التي ينطلق منها السياسي في الحياة والتي تؤسس له طبيعة المنطلقات التي تحدد مساره في العمل والتصرف والتفكير,وعلى هذا الاساس تبتني في شخصيته ارضية خاصة من مجموع تلك المنطلقات التي يصطلح عليها في علم السياسة ب(الغايات)التي يتحرك بأتجاهها السياسي على أختلاف مشاربه وماربه في الحياة ,والجميع بعرف ان رسول الله(ص)قد بنى امة واقام نظاما سياسيا له ابعاده الاقتصادية والاجتماعية والفكرية وغيرها,ومع ذلك فقد اعلن ان غايةرسالته(مكارم الاخلاق),لانها الوعاء الذي يعي حقائق الامور ويستوعب ادارة المجتمع على كافة المناحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها فقال (ص):(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق),ولم يقل بعثت لاحكم او اقود او اكون سياسيا,وذلك لان القيادة والسياسة والحكم والادارة والدولة يجب ان تكون محكومة لمكارم الاخلاق,وبعبارة اخرى يجب ان تمتلئ شخصية الانسان(بمقوم) مكارم الاخلاق,فاذا امتلات شخصية الانسان بهذا المقوم وكان سياسيا صار سياسيا حضاريا بمعنى الكلمة ولم يكن دمويا بوجه من الوجوه,واذاامتلات شخصيته بمكارم الاخلاق وكان رجل اقتصاد فانه سيصبح رجل بناء وعمارة وحياة وليس رجل استثراء ونهب واستحواذ,كذلك اذا اصطبغت شخصية ذلك الانسان بهذه الصبغةوكان رجل حكم ,فانه سيصبح حاكما عادلا يسعد المجتمع بوجوده والانسانية بفكره وعطاءه ومشروعه,ولما كان ميدان السياسة حياة الناس ومصائرهم ومقدراتهم صار من اول الواجب في قاموس السياسي ان يكون متمتعا بمكارم الاخلاق ,مفعما بطيب السجايا والخصال ,والا سيكون جبارا عصيا,واذا تصفحنا تاريخ الجزارين والطغاة على وجه الارض لوجدناهم منحرفين اخلاقيا,لايملكون من الخصال الا الهيمنة والقتل والاستحواذ والاقصاء ,فنجدهم منهومين للسلطة دائما,متعطشين للهيمنة ,ضالعين بالعنف,من هنا يتبين ان كل الذين يريدون التصدي لقيادة شؤون الامة وادارة امور الناس عليهم ان يكونوا على درجة عالية في اكتسابهم مكارم الاخلاق ,كما يجب على السياسيين تغليب العدالة على الجور حيث ان الظلم يفسد على الحاكم سياسته لان(ملاك السياسة العدل)وان(بئس السياسة الجور) كما قالها امام السلم وسيد المحبة وامير الحضارة والتحضر امير المؤمنيين علي بن ابي طالب (ع),ومن التجرؤ على الانسانية اتهام رجال الحضارة وائمة الفكر البناء بانهم رجال اخلاق لايصلحون للسياسة والادارة,فهولاء الرجال يمثلون عين رجال السياسةالناجحين واعمدةالحكم الحضاريين ,فعلى كافة السياسيين الشرفاء في العراق الجديد ان يعرفوا انهم امام مسؤوليات جسيمة تتلخص في بناء تجربة حيوية انسانية حضارية الامر الذي يحتم عليهم قبل غيرهم والان اكثر من ذي قبل ,معرفة الاسس الحضارية لعلم السياسة ومنطلقاته ومبادئه,وعايهم تعليم الامم والشعوب ان ميدان السياسة هو الانسان وادارة شؤونه بما يصلحه ويصلح له,وليس ميدان السياسة السلطة والتسلط والهيمنة والرئاسة والتشبث بالحكم مهما كلف ذلك من ثمن او استلزم من مستلزمات وان كان السبيل الى ذلك الاعدام والقتل والابادة والمفخخات في المساجد والشوارع والطرقات,فيجب على كل من يعتبر نفسه سياسيااو يدعي بالسياسة وصلا العمل على اكتساب مكارم الاخلاق واحراز معالي الصفات وتدريب نفسه وتعويده عليها ,