ولد الشيعة
31-10-2010, 02:57 AM
علم الائمة " سلام الله عليهم"
الائمة من اهل البيت "سلام الله عليهم" قد خصهم الله سبحانه بعلم لم يشاركهم احد من الناس ،ومن ان الإمام يكون اعلم اهل زمانه فلا يمكن ان يسأله احد فيعجز عن الجواب!!!!
فهل لهذا الادعاء من دليل ؟
ولنبدأ بحثا في القران الكريم
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله :
"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " سورة فاطر أية 32
فالآية تدل دلاله واضحة بان الله سبحانه اصطفى عبادا من الناس وأورثهم علم الكتاب ،فهل لنا نعرف هؤلاء العباد المصطفين ؟
ما تقدم بان الإمام الثامن من أئمة اهل البيت علي بن موسى الرضا "عليه السلام" استدلال بنزول هذه الاية فيهم ،وذلك لما جمع المأمون أربعين قاضيا من مشاهير القضاء واعد له كل واحد منهم أربعين مسالة ،فأجاب عليها وأفحمهم واقروا له بالا علمية 1
إذا كان هذا الحال الإمام الثامن ولم يبلغ أربعة عشر عاما عندما وقعت هذه المماراة بينه وبين الفقهاء الذين اقروا له بالأعلمية فكيف يستغرب بعدها من قول الشيعة بأ علميتهم ما دام ان علماء السنة وأئمتهم يعترفون لهم بذلك
إما إذا أردنا تفسير القران بالقران فسوف تحدد العديد من الآيات ترمي معنى واحد وتبين بان سبحانه ولحكمة بالغة اختص الائمة من اهل البيت النبوي بعلم من لدنه موهوب حتى يكون أئمة الهدى ومصابيح الدجى
قال تعالى " يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر الا أولوا الألباب" سورة البقرة أية 269
وقال أيضا " فلا اقسم بمواقع النجوم ،وانه لقسم لو تعلمون عظيم ، انه لقران كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون " سورة الواقعة أية 75-79
اقسم سبحانه في هذه الاية بقسم عظيم بان القران الكريم انه له إسرار ومعاني باطنية مكنونه ،لا يدرك معانيها وحقائقها الا المطهرون ، وهم اهل البيت" سلام الله عليهم" الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" اللهم صلى على محمد وال محمد
دلت هذه الاية أيضا على ان القران علوم باطنية اختص الله سبحانه بها أئمة اهل البيت "سلام الله عليهم " ولا يمكن لغيرهم معرفتها الا عن طريقهم
وقال تعالى "وهو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ،فإما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا أولوا الألباب " سورة إل عمران أية 7
يفهم من هذه الاية الكريمة بان الله سبحانه وتعالى وضع إسرارا في هذه القران لا يعلم تأويلها الا هو والراسخون في العلم ،كما يفهم من مدلول الآيات السابقة بان الراسخون في العلم هم اهل البيت "سلام الله عليهم ولذلك أشار رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" الى هذه الحقيقة فقال :" لا تنقدوهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ،ولا تعلموهم فأنهم اعلم منكم" 2
كما قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" :" أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ان رفعنا الله وو ضعهم ،وأعطنا وحرمهم ،وأدخلنا وأخرجهم ،بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى " ان الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم "3
فإذا لم يكن أئمة اهل البيت هم الراسخون في العلم فمن هم إذن ؟؟؟؟
بان هناك في الامة قديما وحديثا من ادعى بان اعلم منهم
وقال تعالى : " فسئلوا اهل الذكر أم كنتم لا تعلمون "سورة النحل أية 43
وهذه الاية أيضا نزلت في اهل البيت "سلام الله عليهم "
وتفيد بان الامة لا بد لها بعد فقد نبيها ان ترجع الى الائمة من اهل البيت لمعرفة الحقائق ،وقد رجع الصحابة الى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" لبين لهم ما أشكل عليهم ،كما رجع الناس على مر لسنين الى الائمة من اهل البيت لمعرفة الحلال والحرام ولينهلوا من معارفهم وعلومهم وأخلاقهم
وإذا كان أبو حنيفة يقول : لو السنتان لهلك النعمان يقصد العامين الذين قضاهما في التعليم من الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" وإذا كان الإمام مالك ابن انس يقول: ما رأت عين ، ولا سمعت إذن ،ولا خطر على قلب بشر أفضل من الإمام جعفر الصادق فضلا وعلما وعبادة وورعا4
وإذا كان الأمر كذلك باعتراف أئمة السنة والجماعة فلماذا كل هذا التشنيع والاستنكار بعد هذه الأدلة وبعد ما ثبت تاريخ المسلمين كافة بان أئمة اهل البيت عليهم السلام كانوا اعلم اهل زمانهم ،فأي غرابة في ان يخص لله سبحانه وتعالى أولياءه "الذين اصطفاهم " بالحكمة والعلم أللدني ويجعلهم قدوه المؤمنين وأئمة المسلمين
ولو تتبع المسلمون أدلة بعضهم بعضا ،لا اقتنعوا بقول الله ورسوله ،لكانوا امة واحدة يشد بعضها بعضا ، ولم يكن هناك اختلاف ولا مدارس ولا نظريات ولا مذاهب
ولكن لا بد من ذلك لقضى الله امرأ كان مفعولا " ليهلك من هلك عن بينة ويحبا عن بينة وان الله لسميع عليم " سورة الأنفال أية 42
ــــــــــــــــــــ
1- العقد الفريد لابن عبد ربه ج3 ص42
2- الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص148 –الدار المنثور للسيوطي ج2 ص80
3- نهج البلاغة ج2 ص143 شرح محمد عبده الخطبة رقم 143
4- كتاب مناقب إل أبي طالب في أحوال الإمام الصادق
ــــــــــــــــــــــــ
من كتاب : لأكون مع الصادقين
الدكتور : محمد التيجاني
الائمة من اهل البيت "سلام الله عليهم" قد خصهم الله سبحانه بعلم لم يشاركهم احد من الناس ،ومن ان الإمام يكون اعلم اهل زمانه فلا يمكن ان يسأله احد فيعجز عن الجواب!!!!
فهل لهذا الادعاء من دليل ؟
ولنبدأ بحثا في القران الكريم
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله :
"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " سورة فاطر أية 32
فالآية تدل دلاله واضحة بان الله سبحانه اصطفى عبادا من الناس وأورثهم علم الكتاب ،فهل لنا نعرف هؤلاء العباد المصطفين ؟
ما تقدم بان الإمام الثامن من أئمة اهل البيت علي بن موسى الرضا "عليه السلام" استدلال بنزول هذه الاية فيهم ،وذلك لما جمع المأمون أربعين قاضيا من مشاهير القضاء واعد له كل واحد منهم أربعين مسالة ،فأجاب عليها وأفحمهم واقروا له بالا علمية 1
إذا كان هذا الحال الإمام الثامن ولم يبلغ أربعة عشر عاما عندما وقعت هذه المماراة بينه وبين الفقهاء الذين اقروا له بالأعلمية فكيف يستغرب بعدها من قول الشيعة بأ علميتهم ما دام ان علماء السنة وأئمتهم يعترفون لهم بذلك
إما إذا أردنا تفسير القران بالقران فسوف تحدد العديد من الآيات ترمي معنى واحد وتبين بان سبحانه ولحكمة بالغة اختص الائمة من اهل البيت النبوي بعلم من لدنه موهوب حتى يكون أئمة الهدى ومصابيح الدجى
قال تعالى " يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر الا أولوا الألباب" سورة البقرة أية 269
وقال أيضا " فلا اقسم بمواقع النجوم ،وانه لقسم لو تعلمون عظيم ، انه لقران كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون " سورة الواقعة أية 75-79
اقسم سبحانه في هذه الاية بقسم عظيم بان القران الكريم انه له إسرار ومعاني باطنية مكنونه ،لا يدرك معانيها وحقائقها الا المطهرون ، وهم اهل البيت" سلام الله عليهم" الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" اللهم صلى على محمد وال محمد
دلت هذه الاية أيضا على ان القران علوم باطنية اختص الله سبحانه بها أئمة اهل البيت "سلام الله عليهم " ولا يمكن لغيرهم معرفتها الا عن طريقهم
وقال تعالى "وهو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ،فإما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا أولوا الألباب " سورة إل عمران أية 7
يفهم من هذه الاية الكريمة بان الله سبحانه وتعالى وضع إسرارا في هذه القران لا يعلم تأويلها الا هو والراسخون في العلم ،كما يفهم من مدلول الآيات السابقة بان الراسخون في العلم هم اهل البيت "سلام الله عليهم ولذلك أشار رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" الى هذه الحقيقة فقال :" لا تنقدوهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ،ولا تعلموهم فأنهم اعلم منكم" 2
كما قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" :" أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ان رفعنا الله وو ضعهم ،وأعطنا وحرمهم ،وأدخلنا وأخرجهم ،بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى " ان الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم "3
فإذا لم يكن أئمة اهل البيت هم الراسخون في العلم فمن هم إذن ؟؟؟؟
بان هناك في الامة قديما وحديثا من ادعى بان اعلم منهم
وقال تعالى : " فسئلوا اهل الذكر أم كنتم لا تعلمون "سورة النحل أية 43
وهذه الاية أيضا نزلت في اهل البيت "سلام الله عليهم "
وتفيد بان الامة لا بد لها بعد فقد نبيها ان ترجع الى الائمة من اهل البيت لمعرفة الحقائق ،وقد رجع الصحابة الى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" لبين لهم ما أشكل عليهم ،كما رجع الناس على مر لسنين الى الائمة من اهل البيت لمعرفة الحلال والحرام ولينهلوا من معارفهم وعلومهم وأخلاقهم
وإذا كان أبو حنيفة يقول : لو السنتان لهلك النعمان يقصد العامين الذين قضاهما في التعليم من الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" وإذا كان الإمام مالك ابن انس يقول: ما رأت عين ، ولا سمعت إذن ،ولا خطر على قلب بشر أفضل من الإمام جعفر الصادق فضلا وعلما وعبادة وورعا4
وإذا كان الأمر كذلك باعتراف أئمة السنة والجماعة فلماذا كل هذا التشنيع والاستنكار بعد هذه الأدلة وبعد ما ثبت تاريخ المسلمين كافة بان أئمة اهل البيت عليهم السلام كانوا اعلم اهل زمانهم ،فأي غرابة في ان يخص لله سبحانه وتعالى أولياءه "الذين اصطفاهم " بالحكمة والعلم أللدني ويجعلهم قدوه المؤمنين وأئمة المسلمين
ولو تتبع المسلمون أدلة بعضهم بعضا ،لا اقتنعوا بقول الله ورسوله ،لكانوا امة واحدة يشد بعضها بعضا ، ولم يكن هناك اختلاف ولا مدارس ولا نظريات ولا مذاهب
ولكن لا بد من ذلك لقضى الله امرأ كان مفعولا " ليهلك من هلك عن بينة ويحبا عن بينة وان الله لسميع عليم " سورة الأنفال أية 42
ــــــــــــــــــــ
1- العقد الفريد لابن عبد ربه ج3 ص42
2- الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص148 –الدار المنثور للسيوطي ج2 ص80
3- نهج البلاغة ج2 ص143 شرح محمد عبده الخطبة رقم 143
4- كتاب مناقب إل أبي طالب في أحوال الإمام الصادق
ــــــــــــــــــــــــ
من كتاب : لأكون مع الصادقين
الدكتور : محمد التيجاني