وليد المشرفاوي
31-10-2010, 11:07 PM
مفهوم الانتظار
وليد المشرفاوي
تولى الإمام المهدي (عج) مسؤولية الإمامة بعد وفاة أبيه (ع) وهو ابن خمس سنوات سنة 260للهجرة , وصغر سن الإمام ليس ظاهرة غريبة فالإمامة هبة يمنحها الله تعالى من يشاء من عباده فيمن تتوافر فيه عناصر الإمامة وشروطها شانها في ذلك شان النبوة فقد أوتي النبي يحيى (ع) الحكم صبيا , وقام يحيى بالحجة وهو ابن اقل من ثلاث سنوات , ومما لا ريب فيه إن أهل البيت (ع) بمجموعهم ركزوا على مسألة الإمام المهدي أو الاعتقاد به قبل أن يولد وذلك تبعا للرسول الأعظم (ص) وبشارته به , حيث أكد أهل البيت على عنصر الانتظار الذي يجب أن يتحلى به الإنسان المسلم في غيبة الإمام , حيث صفة الانتظار تعتبر من اشد الدوافع نحو تهيئة الأرضية اللازمة لتحقيق الوعد المنتظر , ففي مرحلة الغيبة الكبرى سترتقي الأمة إلى أعلى مستويات الانتظار لان الغرض من الغيبة أو قل احد أغراضها قبول البشرية عدالة الإسلام التي يأتي بها الإمام وقد حملت الأمة قبل حين مسؤوليات هذا الانتظار بغية أن تمارس فيه مبادئها بصيغة عبادية وبوعي صبور, لان الانتظار لا يمثل حالة اجتماعية شأنها شان الظواهر الاجتماعية التي ينتجها الإنسان الذي يتحرك بحدود المباح أو المستحب وإنما الانتظار جزء من التخطيط الإلهي مرتبط بعملية العبادة التي خلق الإنسان من اجلها , فالإمامة وفق هذا التصور تعيش مرحلة من اعقد مراحل الوعي الإنساني وبهذا سوف تتعرض إلى اشد ألوان الابتلاءات , كل ذلك لأجل الارتقاء بها إلى مستوى التطبيق الذي نادت به الرسالة على المستوى النظري الذي تتولاه الأمة وتعمل بموجبه برعاية قائدها المعصوم المهدي المنتظر (عج) ,إذن مفهوم الانتظار مفهوم عقائدي وميداني مرتبط مع التوحيد والرسالة لا موقف سياسي أو عاطفي أو مرحلي مرتبط بقوانين التاريخ , فمفهوم الانتظار ينطلق من قيم الوحي ومتطلبات القران وهي نخاطب المسلم وتحمله مسؤولية التغيير والاستعداد للتضحية , وعليه فان الانتظار يعطي بعدا مستقبليا حيث ينشأ علاقة تأثير متبادل بين نشاط الإنسان ومستقبله فالمستقبل يؤثر في الإنسان من خلال الانتظار والإنسان يؤثر في المستقبل من اجل أن يكون المستقبل نتيجة عمل الإنسان ونشاطه ووعيه , وقد يفهم الناس الانتظار بطريقة سلبية يتحول فيها هذا المفهوم إلى عامل للتخدير والإعاقة عن الحركة , وقد يفهم بطريقة ايجابية تجعل منه عاملا من عوامل التحريك والبعث والإثارة في حياة الناس , إن الانتظار ثقافة ومفهوم حضاري يدخل في تكوين عقليتنا وأسلوب تفكيرنا ومنهج حياتنا ورؤيتنا إلى المستقبل وبشكل فاعل ومؤثر , وله تأثير في رسم الخط السياسي الذي نرسمه لحاضرنا ومستقبلنا , إذن فنحن مدعون إلى الانتظار والى أن نحقق أسباب النصر في غيبة الإمام كما إننا مدعون أن نحقق أسباب النصر في ظهوره(عج) وان تكون لنا إرادة النصر , كما وان الله تعالى أرادنا أن لانيأس حتى ونحن نعيش الزلزال أن لا نسقط وان ننطلق إلى ما قاله تعالى:(وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب) علينا أن نقف أمام فكرة مهمة وهي إن القضية ليست أن تحقق النتائج في حياتك بصفتك الشخصية بل أن تحققها لرسالتك ولأمتك وللمستقبل الذي يمهد لمستقبل أوسع, فكل جيل يحقق مرحلة للجيل الآخر حتى يأذن الله للنتائج أن تحصل من خلال استكمال الأسباب والظروف الموضوعية (ولقد كتبنا في ألزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحون) ,فعلينا أن نعمل من اجل تهيئة هؤلاء العباد والصالحين وإعدادهم حتى يكونوا في خط الإعداد لوراثة الأرض وحتى ترتفع رسالة الله في الأرض وتمتلئ قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
وليد المشرفاوي
تولى الإمام المهدي (عج) مسؤولية الإمامة بعد وفاة أبيه (ع) وهو ابن خمس سنوات سنة 260للهجرة , وصغر سن الإمام ليس ظاهرة غريبة فالإمامة هبة يمنحها الله تعالى من يشاء من عباده فيمن تتوافر فيه عناصر الإمامة وشروطها شانها في ذلك شان النبوة فقد أوتي النبي يحيى (ع) الحكم صبيا , وقام يحيى بالحجة وهو ابن اقل من ثلاث سنوات , ومما لا ريب فيه إن أهل البيت (ع) بمجموعهم ركزوا على مسألة الإمام المهدي أو الاعتقاد به قبل أن يولد وذلك تبعا للرسول الأعظم (ص) وبشارته به , حيث أكد أهل البيت على عنصر الانتظار الذي يجب أن يتحلى به الإنسان المسلم في غيبة الإمام , حيث صفة الانتظار تعتبر من اشد الدوافع نحو تهيئة الأرضية اللازمة لتحقيق الوعد المنتظر , ففي مرحلة الغيبة الكبرى سترتقي الأمة إلى أعلى مستويات الانتظار لان الغرض من الغيبة أو قل احد أغراضها قبول البشرية عدالة الإسلام التي يأتي بها الإمام وقد حملت الأمة قبل حين مسؤوليات هذا الانتظار بغية أن تمارس فيه مبادئها بصيغة عبادية وبوعي صبور, لان الانتظار لا يمثل حالة اجتماعية شأنها شان الظواهر الاجتماعية التي ينتجها الإنسان الذي يتحرك بحدود المباح أو المستحب وإنما الانتظار جزء من التخطيط الإلهي مرتبط بعملية العبادة التي خلق الإنسان من اجلها , فالإمامة وفق هذا التصور تعيش مرحلة من اعقد مراحل الوعي الإنساني وبهذا سوف تتعرض إلى اشد ألوان الابتلاءات , كل ذلك لأجل الارتقاء بها إلى مستوى التطبيق الذي نادت به الرسالة على المستوى النظري الذي تتولاه الأمة وتعمل بموجبه برعاية قائدها المعصوم المهدي المنتظر (عج) ,إذن مفهوم الانتظار مفهوم عقائدي وميداني مرتبط مع التوحيد والرسالة لا موقف سياسي أو عاطفي أو مرحلي مرتبط بقوانين التاريخ , فمفهوم الانتظار ينطلق من قيم الوحي ومتطلبات القران وهي نخاطب المسلم وتحمله مسؤولية التغيير والاستعداد للتضحية , وعليه فان الانتظار يعطي بعدا مستقبليا حيث ينشأ علاقة تأثير متبادل بين نشاط الإنسان ومستقبله فالمستقبل يؤثر في الإنسان من خلال الانتظار والإنسان يؤثر في المستقبل من اجل أن يكون المستقبل نتيجة عمل الإنسان ونشاطه ووعيه , وقد يفهم الناس الانتظار بطريقة سلبية يتحول فيها هذا المفهوم إلى عامل للتخدير والإعاقة عن الحركة , وقد يفهم بطريقة ايجابية تجعل منه عاملا من عوامل التحريك والبعث والإثارة في حياة الناس , إن الانتظار ثقافة ومفهوم حضاري يدخل في تكوين عقليتنا وأسلوب تفكيرنا ومنهج حياتنا ورؤيتنا إلى المستقبل وبشكل فاعل ومؤثر , وله تأثير في رسم الخط السياسي الذي نرسمه لحاضرنا ومستقبلنا , إذن فنحن مدعون إلى الانتظار والى أن نحقق أسباب النصر في غيبة الإمام كما إننا مدعون أن نحقق أسباب النصر في ظهوره(عج) وان تكون لنا إرادة النصر , كما وان الله تعالى أرادنا أن لانيأس حتى ونحن نعيش الزلزال أن لا نسقط وان ننطلق إلى ما قاله تعالى:(وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب) علينا أن نقف أمام فكرة مهمة وهي إن القضية ليست أن تحقق النتائج في حياتك بصفتك الشخصية بل أن تحققها لرسالتك ولأمتك وللمستقبل الذي يمهد لمستقبل أوسع, فكل جيل يحقق مرحلة للجيل الآخر حتى يأذن الله للنتائج أن تحصل من خلال استكمال الأسباب والظروف الموضوعية (ولقد كتبنا في ألزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحون) ,فعلينا أن نعمل من اجل تهيئة هؤلاء العباد والصالحين وإعدادهم حتى يكونوا في خط الإعداد لوراثة الأرض وحتى ترتفع رسالة الله في الأرض وتمتلئ قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.