مشاهدة النسخة كاملة : وقفات بين يدي جواد الائمة ( ع ) في ذكرى استشهاده
ابو فاطمة العذاري
01-11-2010, 03:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
بعد ايام ستمر علينا ذكرى مهمة في تاريخنا الإسلامي وتحديدا في أخر ذي القعدة وهي شهادة الإمام محمد الجواد ( ع ) .
وقد استشهد سلام الله عليه بالسم من قبل المعتصم العباسي وعلى يد زوجته ام الفضل بنت المامون في سنة عشرين ومائتين في آخر ذي القعدة وهو ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وثمانية عشر يوما تحديدا .
والشيء الملفت للنظر والذي نلاحظه دائما ان هناك إهمال واضح من قبل كثير من المختصين ومن قبل عامة الناس هناك إهمال كبير في التعرض لحياة الإمام الجواد والتعرض لفضائله وتاريخه ومواقفه حتى ان كثير من الناس لا يعرف شيء عن هذا الإمام الهمام حتى وصل الحال ان البعض لا يلتفت الى شخصه الكريم ومقامه العظيم .
ونحن هنا لا يمكن لنا ان نستوفي شيء من حياة هذا النجم الساطع والبدر الناصع وكيف لنا بعقولنا القاصرة ان ندرك مقدار هذا الولي المعصوم ولكن نقول حتى لا نقع في دائرة التقصير فيمكن لنا ان نتناول بعض من الأمور التي قلما يلتفت إليها كثير منا ومنها :
أولا :
أول شيء يصادفنا هو المشكلة التي كانت قائمة فبل ولادته حيث أن ولادة الجواد تأخرت حتى ظن بعض الناس ان لن يولد للإمام الرضا ( ع ) ولد ومن هنا بدا المششكون في إمامة أهل البيت يبثون سمومهم بين الناس خصوصا وإنهم أشاعوا ان الرضا لم يولد له ولد ومن هنا يسقطون فكرة ان الأئمة اثنا عشر إمام وان الإمامة ستنقطع عند الإمام الثامن وهو الرضا ( ع ) .
وهو تحدي كبير و ظروفاً عصيبة مرّت بالاِمام الرضا عليه السلام اثارها الانتهازيون للتشكيك بإمامته عليه السلام بعدم إنجابه الوَلَد خصوصا ان الإمامة لا تكون في أخ أو عمٍّ أو غيرهم ، ومن هنا سُئل الاِمام الرضا عليه السلام ، أتكون الإمامة في عمٍّ أو خالٍ ؟ فقال : « لا ، فقلت : ففي أخ ؟ قال : لا ، قلت : ففي مَن ؟ قال : في ولدي ، وهو يومئذٍ لا ولد له » .
لم يولد الجواد حتى وصل عمر الإمام الرضا ( ع ) إلى الخامسة والأربعين وكان الرضا ( ع ) واثق مطمئن بان الله يرزقه ولداً يكون امتدادا للإمامة ومن ذلك ما رواه الكليني قال : كتب ابن قياما إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام كتاباً يقول فيه : كيف تكون إماماً وليس لك ولد ؟
فأجابه أبو الحسن عليه السلام : « وما علمك أنّه لا يكون لي ولد ؟ ! والله لا تمضي الاَيام والليالي حتى يرزقني الله ذكراً يُفرّق بين الحق والباطل ».
وحين ولد ( ع ) اشار الرضا عليه السّلام الى جلالة قدره وبركة وجوده قولُ فقال: هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركةً على شيعتنا منه.
ثانيا :
تولى الجواد الإمامة وهو صغير لم يتجاوز الثمان سنوات وهي ظاهرة أول مرة تحدث في حياة أهل البيت ( ع ) ومن خلالها نعرف ان الإمامة والنبوة مرتبطة بعطاء الله عز وجل للعباد الذين يعلم جل جلاله أهليّـتهم لهذا المقام الرفيع ، قال تعالى : ( يا يحيى خُذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً ) .
وقال تعالى : ( قالوا كيف نكلم مَن كان في المهد صبياً * قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً ).
وبسبب صغر عمره ( عليه السلام ) تعرّض للاختبار والامتحان من قبل الأعداء والمشتبهين حتى ظهرت العلوم الإلهية على يده ( عليه السلام ) ، فكان واضح المعرفة غزير العلوم مما جعل أعداؤه يذعنون ويقرون له بالعلم .
الشيء الأخر الملفت للنظر هو كثرة الأسئلة التي وجهت إلى الإمام الجواد في صغر عمره الشريف و كان الإمام يجيب عن ألاف من الأسئلة فناظره كبراء العلماء على مختلف الاصعده فرؤوا فيه بحر لا ينفد وعطاء لا ينضب.
ومن القصص التي تروى في هذا المجال ما روي عن يحيى بن أكثم قاضي الدولة في سامراء قال :
بَيْنَا أنا ذات يوم دخلت أطوفُ بقبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرأيت محمد الجواد ( عليه السلام ) يطوف به ، فناظرته في مسائل عندي ، فأخرجها إلي ، فقلت له : والله إني اريد أن أسألك مسألة وإني لأستحي من ذلك .
فقال ( عليه السلام ) لي : أنا أخبرك قبل أن تسألني
تسألني عن الإمام ؟
فقلت : هو والله هذا .
فقال : أنا هو .
فقلت : ما هي العلامة ؟ فكان في يده ( عليه السلام ) عصا ، فنطقت وقالت : إن مولاي إمام هذا الزمان ، وهو الحجة .
ثالثا :
من الدروس المهمة في حياة الإمام الجواد هو ان الإمام كان قدوة لكل الناس ولكن هناك شيء يخص الشباب تحديدا وذلك لان عمر الإمام حينما استشهد كان في ريعان الشباب وهو خمسة وعشرون سنة ومن هنا نحن نوجه خطابنا لخواننا الشباب بان يجعلوا من الإمام الجواد قدوة لهم في حياتهم .
لقد كان الإمام الجواد (عليه السلام) شاباً في عز الشباب ورغم ان المأمون حينها كان يغدق عليه الأموال الوافرة وكانت الحقوق الشرعية ترد إليه من الشيعة إلاّ أنّه لم يكن ينفق شيئاً منها على نفسه بل كان ينفقها على الفقراء والمحرومين .
وقد رآه الحسين المكاري في بغداد، وكان محاطاً بالتعظيم والتكريم من قِبل الأوساط الرسمية والشعبية فحدّثته نفسه أنّه لا يرجع إلى وطنه يثرب وسوف يقيم في بغداد طالبا للراحة فعرف الإمام ما في نفسه فانعطف عليه وقال له:
( يا حسين، خبز الشعير، وملح الجريش في حرم جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحب إليَّ ممّا تراني فيه..) .
إنّه لم يكن من عشاق الترف والعيش الناعم بل كان زاهدا متوجها الى الله تعالى في كافة شؤنه جاعلا من قوة شبابه وسيلة لطاعة الله تعالى .
رابعا :
حينما نرجع للتاريخ سنجد ان الإمام الجواد (ع) واجه صعوبة في الأوضاع التي عاصرها في حكم بني العباس وهي فترة أُريقتْ فيها الدماء من اجل السلطة والأموال ومن نماذجها ان المأمون قتْل أخاه الأمين واستولى على السلطة وفي تلك الظروف الصعبة سعى المأمون العباسي إلى تقريب الإمام الجواد كما فعل من قبله مع الإمام الرضا (ع) وكان ذلك بدوافع كثيرة منها: نكاية بالعباسيين الذين وقفوا إلى جانب الأمين ومنها أنّ الناس عرفوا ملوك بني العبّاس بالظلم من اجل السلطة والجاه فمالوا إلى أهل البيت (ع) فأراد المأمون بذلك أنْ يصوّر للناس بأنّه محبّ للإمام ( ع) حتى يمتص غضب الأُمّة فاستدعاه من المدينة المنورة إلى بغداد حتى يكون تحت الرقابة المباشرة ومن ثم زوجه من ابنته أم الفضل من الإمام (ع) وقد أراد التمويه بإظهار براءته من اغتياله للإمام الرضا (ع) وحاول التجسس على الإمام الجواد (ع) عن طريق ابنته التي ستكون زوجةً له و من الأسباب هو محاولة إغراء الإمام بالترف والرفاهية لكي يسقطه من أعين الناس لكن كل مؤامراته فشلت بفضل مواجهة الإمام لمخططاته بشجاعة وحكمة .
خامسا :
ومن القصص الرائعة في مناظرات الإمام مع كبار العلماء هذه القصة فقد روى المفيد أنّ المأمون العبّاسيّ لمّا أجاب أبو جعفر الجواد عليه السّلام عن أسئلة ابن أكثم بما بان منه فضله لجميع من في المجلس، رغب إلى الإمام الجواد عليه السّلام في أن يسأل يحيى بن أكثم عن مسألة كما سأله يحيى.
فقال أبو جعفر عليه السّلام ليحيى: أسألُك ؟
قال: ذلك إليك ـ جُعلت فداك ـ فإن عرفتُ جواب ما تسألني عنه وإلاّ استفدتُه منك.
فقال له أبو جعفر عليه السّلام: خبِّرني عن رجلٍ نظر إلى امرأةٍ في أوّل النهار فكان نظره إليها حراماً عليه، فلمّا ارتفع النهار حَلَّت له، فلمّا زالت الشمس حَرُمَت عليه، فلمّا كان وقت العصر حلّت له، فلمّا غربت الشمس حَرُمت عليه، فلمّا دخل عليه وقت العشاء الآخرة حلّت له، فلمّا كان انتصاف الليل حَرُمت عليه، فلمّا طلع الفجرُ حلّت له؛ ما حال هذه المرأة ؟ وبماذا حلّت له وحَرُمت عليه ؟ فقال له يحيى بن أكثم: لا واللهِ ما أهتدي إلى جواب هذا السؤال، ولا أعرف الوجه فيه؛ فإن رأيتَ أن تُفيدَناه!
فقال له أبو جعفر عليه السّلام: هذه أَمَةٌ لرجلٍ من الناس نظر إليها أجنبيٌّ في أوّل النهار فكان نظرهُ إليها حراماً عليه، فلمّا ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلَّتْ له، فلمّا كان الظُّهر أعتقها فحرمت عليه، فلمّا كان وقت العصر تزوّجها فحلّت له، فلمّا كان وقت المغرب ظاهَرَ منها فحرمت عليه، فلمّا كان وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظِّهار فحلّت له، فلمّا كان نصف الليل طلّقها واحدة فحرمت عليه، فلمّا كان عند الفجر راجعها فحلّت له.
فأقبل المأمون على مَن حضره من أهل بيته، فقال لهم: هل فيكم أحد يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب، أو يعرف القول فيما تقدّم من السؤال ؟!
قالوا: لا واللهِ...
سادسا :
وألان ننقل لكم بعض كرامات الإمام التي رواها التاريخ في كثير من المصادر واعتقد ان معظمكم لم يسمع بها فقد ورد :
فقد ورد ان نقل شخص في لحظة من سامراء الى القدس :
فعن أبو عمر هلال بن العلاء الرقّي قال: حدّثنا أبو النصر أحمد بن سعيد قال: قال لي منحل بن علي: لقيتُ محمّد بن عليّ ( الجواد ) عليه السّلام بـ « سُرّ مَن رأى » فسألته عن النفقة إلى بيت المَقدِس، فأعطاني مئة دينارٍ ثمّ قال لي: أغمِضْ عينَيك. فغمضتها، ثمّ قال لي: افتح.. فإذا أنا ببيت المقدس تحت القبّة، فتحيّرتُ في ذلك!
وروي انه يحيي بقرة ميتة بقدرة الله تعالى :
فعن أحمد بن محمّد الحضرميّ قال: حجّ أبو جعفر ( الجواد ) عليه السّلام، فلمّا نزل ( منطقة ) « زُبالة » فإذا هو بامرأة ضعيفة تبكي على بقرةٍ مطروحةٍ على قارعة الطريق، فسألها عن علّة بكائها، فقامت المرأة إلى الإمام الجواد عليه السّلام وقالت: يا ابنَ رسول الله، إنّي امرأة ضعيفة لا أقدِر على شيء، وكانت هذه البقرة كلَّ مالٍ أملكه. فقال لها أبو جعفر عليه السّلام: إنْ أحياها الله تبارك وتعالى لكِ ما تفعلين ؟ قالت: يا ابنَ رسول الله، لأُجدِّدنّ لله شكراً.
فصلّى أبو جعفر عليه السّلام ركعتين ودعا بدعوات، ثمّ ركض ( أي حرّك ) برِجْله البقرةَ فقامت البقرة، وصاحت المرأة: عيسى ابن مريم! فقال أبو جعفر عليه السّلام: لا تقولي هذا، بل نحن عِبادٌ مُكرَمون، أوصياء الأنبياء.
و شافى صمم احد الأشخاص :
فعن أبي سَلَمة قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام وكان بي صَمَمٌ شديد، فخُبِّر بذلك لمّا أن دخلتُ عليه، فدعاني إليه فمسح يده على أُذُني ورأسي ثمّ قال: « اسمَعْ وعِهْ ». [ قال أبو سلمة ] فوَ اللهِ إنّي لأسمعُ الشيءَ الخفيّ عن أسماع الناس مِن بعد دعوته.
وتتكلم العصا وتشهد له بالامامة فعن محمّد بن أبي العلاء قال: سمعت يحيى بن أكثم ـ قاضي سامرّاء ـ بعدما جهدتُ به وناظرتُه وحاورته وواصلته، وسألته عن علوم آل محمّد صلّى الله عليه وآله فقال: بينا أنا ذات يوم دخلتُ أطوف بقبر رسول الله، فرأيت محمّد ( الجواد ) بنَ عليّ الرضا يطوف به، فناظرتُه في مسائل عندي، فأخرجها إليّ، فقلت له: واللهِ إنّي أريد أن أسألك مسألةً وإنّي لأستحيي من ذلك. فقال: أنا أُخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الإمام ؟ فقلت: هو ـ واللهِ ـ هذا. فقال: أنا هو. فقلت: علامة ؟ فكان في يده عصاً فنطقت وقالت: إنّ مولاي إمامُ هذا الزمان، وهو الحجّة.
ومن كراماته استجابة دعائه عليه السّلام لأحد المرضى:
فعن محمّد بن عُمير بن واقد الرازي، قال: دخلتُ على أبي جعفر محمّد الجواد بن الرضا عليهما السّلام ومعي أخي به بَهَقٌ شديد، فشكا إليه من البَهَق، فقال عليه السّلام: عافاك اللهُ ممّا تشكو. فخرجنا من عنده وقد عُوفي، فما عاد إليه ذلك البهق إلى أن مات.
قال محمّد بن عمير: وكان يصيبني وجعٌ في خاصرتي في كلّ أُسبوع، فيشتدّ ذلك بي أيّاماً.. فسألته أن يدعوَ لي بزواله عنّي، فقال: وأنت عافاك الله. فما عاد إلى هذه الغاية.
السلام عليك يا ابا جعفر الجواد وجعلك الله شفيعا لنا يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
أبو فاطمة العذاري
(hareth1980***********)
وللبكاء بقيه
01-11-2010, 06:42 PM
الله يعطيك العافيه وذكرى مؤلمة جدا على
قلوبنا
مع فائق احترامي
ابو فاطمة العذاري
02-11-2010, 02:00 AM
نعيش هذه الايام ذكرى شهادة الإمام محمد الجواد سلام الله عليه وهو شمس من شموس الإيمان وبدر من بدور التقى تألق في سماء العصمة وورث عن جده الرسول وجدته فاطمة وأجداده الائمة كل صفات الكمال والرفعة حتى دان له بالفضل العدو قبل الصديق .
عندما نتحدث عن جواد الأئمة نشعر بالتصاغر امام شخصه الكريم فلا قيمة لخطابنا ولا لأقلامنا أمام تلك الروح الكبيرة فهو كالبحر من اين جئت اليه تغترف هديا وعلما وجهادا هذا مع قلة عمره الشريف حيث أنه الإمام الوحيد الذي قبض عن عمر لا يناهز الخامسة والعشرين عاما.
وهو كما اشتهر على المشهور التاريخي انه الابن الوحيد للإمام الرضا ( ع ) وأمه السيدة سبيكة وسماها الإمام الرضا (ع) الخيزران وكانت من أهل بيت ينحدرون إلى ماريه القبطية أم إبراهيم ابن الرسول (ص) وهي من أفضل نساء زمانها وقد أشار إليها النبي (ص) بقوله :
( بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيِّبة )
لقد استشهد الإمام الجواد عليه السلام ببغداد مسموماً بأمر الخليفة العباسي المعتصم الذي تأمر مع زوجه الإمام ( ع ) أم الفضل بنت المأمون .
ولنكمل مع القارئ ما ابتدئ من الوقفات :
الوقفة السابعة : عاش الإمام المحن والصعوبات منذ نعومة اضافره فعندما استدعى المأمون الإمام الرضا ( ع ) إلى ( خراسان ) ودع الرضا ( ع ) ولده محمد الجواد ( ع ) الذي كان عمره عندها قرابة الأربع سنوات حينها أحس الجواد بعقله العظيم وروحه الطاهرة لوعة الفراق ومرارة البعد عن أبيه وأدرك أن لا لقاء بعدها بينهما.
ثم واجه الصعوبات مع من استنكر إمامته صغيراً من الجهلة والمشككين وأزلام السلطة الظالمة بل حتى بعض الموالين المتحيرين فقد روي مثلا :
أن علي بن حسان قال لأبي جعفر (ع) يا سيدي إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك ، فقال: (( وما ينكرون من ذلك ؟ فوالله لقد قال الله لنبيه (ص) ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) فو الله ما تبعه إلا علي (ع) وله تسع سنين وأنا ابن تسع سنين )) .
ثم واجه الإمام ( ع ) مؤامرة المأمون في قضية تزويجه من ابنته أم الفضل ولم يكن القبول قراراً سهلا في تلك الفترة خصوصا وان المأمون أراد إزالة عن نفسه تهمة اغتيال الإمام الرضا (ع) فأقدم المأمون على هذه الخطوة كي يسكت الأصوات ويقطع الإشاعات ليبرهن أنه لم يقتل الرضا (ع) فبادر إلى تزويج ابنته من ابن الرضا (ع) وهو إمامنا الجواد عليه السلام إضافة إلى انه أراد إن يجعل الإمام الجواد تحت المراقبة الدائمة لكي يرصد كافة تحركاته ونشاطاته .
واستمرت الصعوبات حتى في عصر المعتصم الذي استقدم الجواد ( ع ) الى العاصمة بغداد ومن ثم عمد الى اغتيال الإمام بالسم .
الوقفة الثامنة : إن من أشهر المواقف المنقولة عن الإمام الجواد (ع) هي مناظراته مع كبار العلماء والفقهاء فلطالما أفحم الإمام علماء زمانه المشهورين وأجاب عن أسئلتهم دون تردد وخصوصا مناظراته مع اكبر قاضي في الدولة آنذاك وهو يحيى بن أكثم .
فقد ورد في تذكرة الخواص أن يحيى بن أكثم اراد اختبار الامام ( ع ) فقال: ما تقول في محرم قتل صيداً ؟
فقال له الإمام (ع) : قتله في حل أو حرم ؟ عالماً كان المحرم أم جاهلاً ؟ قتله عمدا أم خطأ ؟ حرا كان أم عبدا ؟ صغيراً كان أو كبيراً ؟ مبتدئاً بالقتل أم معيدا ؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها ؟ من صغار الصيد كان أم من كباره ؟ مصراً على ما فعل أم نادماً ؟ في الليل كان قتله للصيد أم نهاراً؟ محرماً كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرماً؟ فتحير يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع وتلجلج حتى عرف أهل المجلس أمره .
الوقفة التاسعة : كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) خير الخلق في زمانه وأشدّهم خوفاً من الله تعالى ، وأخلصهم في طاعته وعبادته فقد كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) كثير النوافل فمثلا يقول الرواة : كان يصلّي ركعتين يقرأ في كلّ ركعة سورة الفاتحة ، وسورة الإخلاص سبعين مرّة . وتميّز الجواد كإبائه وأبنائه المعصومين ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى واشتهرت عنه معاجزٌ وكرامَاتٌ كثيرةٌ سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ونذكر هنا كرامتين أظن ان أغلبكم لم يسمع بها :
الأولى ...
عن محمّد بن علي الهاشمي قال : دخلت على أبي جعفر صبيحة عرسه بأم الفضل بنت المأمون ، وكنت تناولت من الليل دواء فقعدت إليه ، فأصابني العطش ، فكرهت أن أدعو بالماء ، فنظر أبو جعفر في وجهي وقال : ( أراك عطشان ) ، قلت : أجل ، قال : ( يا غلام اسقنا ماء ) .
قلت في نفسي : الساعة يأتون بماء مسموم ، واغتممت لذلك ، فأقبل الغلام ومعه الماء ، فتبسّم أبو جعفر في وجهي ، ثمّ قال للغلام : ( ناولني الماء ) ، فتناوله فشرب ظاهراً ، ثمّ ناولني فشربت وأطلت المقام والجلوس عنده ، فعطشت فدعا بالماء ، ففعل كما فعل في الأوّل ، فشرب ثمّ ناولني وتبسّم .
قال محمّد بن حمزة : قال لي محمّد بن علي الهاشمي : والله إنّي أظن أنّ أبا جعفر يعلم ما في النفوس كما تقول الرافضة .
وكرامة أخرى ..
عن محمّد بن فضيل الصيرفي ، قال : كتبت إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) كتاباً ، وفي آخره هل عندك سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ونسيت أن أبعث بالكتاب ، فكتب إليّ بحوائج له ، وفي آخر كتابه : ( عندي سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، يدور معنا حيث درنا ، وهو مع كل إمام ) .
وقد سطر الإمام الجواد درسا رائعا في سجل التاريخ عندما أعرض وهو في ريعان الشباب عن حياة الترف والبذخ رغم الأموال الطائلة التي كان يبعثها إليه المأمون فينفقها على الفقراء والمحرومين .
فقد روي انه قد رآه الحسين المكاري في بغداد وكان الإمام محاطا بالتعظيم والتكريم من قبل الأوساط الرسمية والشعبية، فحدث نفسه أنه لا يرجع إلى وطنه بل يقيم عند الإمام في هذه النعم، فعرف الإمام قصده فانعطف عليه وقال: يا حسين خبز الشعير وملح الجريش في حرم جدي رسول الله أحب إلي مما تراني فيه.
سلام الله عليك يا جواد الأئمة منا أبدا ما بقي الليل والنهار وجعلنا الله ممن يستحقون شفاعتك يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم عامر بحبكم اهل البيت
أبو فاطمة العذاري
(hareth1980***********)
ابو فاطمة العذاري
02-11-2010, 08:12 PM
نعيش هذه الأيام ذكرى شهادة الإمام محمد الجواد سلام الله عليه وهو شمس من شموس الإيمان وبدر من بدور التقى تألق في سماء العصمة وورث عن جده الرسول وجدته فاطمة وأجداده الأئمة كل صفات الكمال والرفعة حتى دان له بالفضل العدو قبل الصديق .
عندما نتحدث عن جواد الأئمة نشعر بالتصاغر امام شخصه الكريم فلا قيمة لخطابنا ولا لأقلامنا أمام تلك الروح الكبيرة فهو كالبحر من اين جئت اليه تغترف هديا وعلما وجهادا هذا مع قلة عمره الشريف حيث أنه الإمام الوحيد الذي قبض عن عمر لا يناهز الخامسة والعشرين عاما.
وهو كما اشتهر على المشهور التاريخي انه الابن الوحيد للإمام الرضا ( ع ) وأمه السيدة سبيكة وسماها الإمام الرضا (ع) الخيزران وكانت من أهل بيت ينحدرون إلى ماريه القبطية أم إبراهيم ابن الرسول (ص) وهي من أفضل نساء زمانها وقد أشار إليها النبي (ص) بقوله :
( بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيِّبة )
لقد استشهد الإمام الجواد عليه السلام ببغداد مسموماً بأمر الخليفة العباسي المعتصم الذي تأمر مع زوجه الإمام ( ع ) أم الفضل بنت المأمون .
ولنكمل مع القارئ ما ابتدئ من الوقفات :
الوقفة العاشرة :حادثة الولادة المباركة
يشير المؤرخون انه كان قد مرَّ على الإمام الرضا ( عليه السلام ) - أكثر من أربعين سنة لم يُرزق بولد فكان هذا الأمر يثير قلق الشيعة لأنهم كانوا ينتظرون أن يَمُنَّ الله عزَّ وجلَّ على الإمام الرضا ( عليه السلام ) بولد يكون امتدادا لورثة الرسول من المعصومين فكانوا يذهبون إلى الإمام ( عليه السلام ) ويسالوه متى يرزقه الله سبحانه ولداً ، فكان الرضا يبشرهم ويقول لهم : ( إنَّ اللهَ سوف يَرزُقني ولداً يكون الوارث والإمام من بعدي ) .
حتى ولد الامام محمد الجواد في العاشر من رجب 195 هـ ، وقد سُمِّي بِـ( مُحَمَّد ) ، وكُنيتُه ( أبو جَعفَر ) الثاني .
فقد ورد في ( مناقب آل أبي طالب ) لابن شهر آشوب :
تروي السيدة حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر كيفية المولد العظيم ، وما لازَمَتْه من الكرامات ، فتقول : لما حضرت ولادة أم أبي جعفر ( عليه السلام ) دعاني الإمام الرضا ( عليه السلام ) فقال : ( يا حَكيمة ، اِحضَري ولادتَها ) .
وأدْخَلَني ( عليه السلام ) وإيّاها والقابلة بيتاً ، ووضعَ لنا مصباحاً ، وأغلق الباب علينا .
فلما أخذها الطلق طَفئَ المصباحُ ، وكان بين يديها طست ، فاغتممتُ لانطفاءِ المصباحِ ، فبينما نحن كذلك إذْ بَدْر أبو جعفر ( عليه السلام ) في الطست ، وإذا عليه شيءٌ رقيق كهيئة الثوب ، يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه .
فأخذتُه فوضعتُه في حِجري ، ونزعتُ عنه ذلك الغشاء ، فجاء الإمام الرضا ( عليه السلام ) وفتح الباب ، وقد فرغنا من أمره ، فأخذه ( عليه السلام ) ووضعه في المهد وقال لي : ( يَا حَكيمة ، الزمي مَهدَه ) .
فلما كان في اليوم الثالث رفع ( عليه السلام ) بصره إلى السماء ، ثم نظر يمينه ويساره ، ثم قال ( عليه السلام ) : ( أشهدُ أنْ لا إِلَه إلاَّ الله ، وأشهدُ أنَّ مُحمَّداً رسولُ الله ) .
فقمتُ ذعرة فزِعةً ، فأتيتُ أبا الحسن ( عليه السلام ) فقلت : سَمِعْتُ مِنْ هذا الصبي عَجَباً .
فقال ( عليه السلام ) : ( ومَا ذَاكَ ) ؟ فأخبرتُهُ الخبر .
فقال ( عليه السلام ) : ( يَا حَكيمة ، مَا تَرَوْنَ مِنْ عجائبهِ أكثر )
الوقفة الحادية عشر :
من سجايا الإمام الجواد ( عليه السلام )الإحسان والبرّ إلى الناس حتى نقل الرواة قصص كثيرة في هذا المجال منها:
عن أحمد بن زكريّا الصيدلاني ، عن رجل من بني حنيفة من أهالي سَجِستان قال : رافقت أبا جعفر ( عليه السلام ) في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصم ، فقلت له وأنا على المائدة : إنّ والينا جعلت فداك يتولاّكم أهل البيت ويحبّكم وعليّ في ديوانه خراج ، فإن رأيتَ جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالإحسان إلي .
فقال ( عليه السلام ) : ( لا أعرفه ) .
فقلت : جعلت فداك إنّه على ما قلت ، من محبّيكم أهل البيت ، وكتابك ينفعني .
فاستجاب له الإمام ( عليه السلام ) فكتب إليه بعد البسملة : ( أمّا بعد : فإنّ موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهباً جميلاً ، وإن ما لك من عملك إلا ما أحسنت فيه ، فأحسن إلى إخوانك ، واعلم أنّ الله عزّ وجلّ سائلك عن مثاقيل الذرة والخردل ) .
ولما ورد إلى سجستان عرف الوالي ـ وهو الحسين بن عبد الله النيسابوري ـ أن الإمام قد أرسل إليه رسالة ، فاستقبله من مسافة فرسخين ، وأخذ الكتاب فقبّله ، واعتبر ذلك شرفاً له ، وسأله عن حاجته فأخبره بها .
فقال له : لا تؤدّ لي خراجاً ما دام لي عمل ، ثم سأله عن عياله فأخبره بعددهم .
فأمر له ولهم بصلة ، وظل الرجل لا يؤدي الخراج ما دام الوالي حيّاً ، كما أنه لم يقطع صلته عنه .
ومن مواساته ( عليه السلام ) للناس ما روي :
أن رجلاً من شيعته كتب إليه يشكو ما ألمَّ به من الحزن والأسى لفقد ولده ، فأجابه الإمام ( عليه السلام ) برسالة تعزية جاء فيها : ( أمَا علمتَ أن الله عزّ وجلّ يختار من مال المؤمن ، ومن ولده أنفسه ، ليؤجره على ذلك ) .
ومن ذلك ايضا ....
جرت على إبراهيم بن محمد الهمداني مظلمة من قِبل الوالي ، فكتب إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) يخبره بما جرى عليه ، فتألم الإمام ( عليه السلام ) وأجابه بهذه الرسالة : ( عَجّل الله نُصرتك على من ظلمك ، وكفاك مؤنته ، وأبشِرْ بنصر الله عاجلاً إن شاء الله ، وبالآخرة آجلاً ، وأكثِر من حمد الله ) .
الوقفة الثانية عشر :
الإمامة موهِبَة إلهيَّة يَمنحُها الله سبحانه لِمَنْ يستحقها من عِبَاده الصالحين من الكبار او حتى الطفل الصغير لان الإمامة والنبوَّة مرتبطان بإرادة الله عزَّ وجلَّ .
قال الله تعالى : ( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) مريم : 11 .
وقال تعالى : ( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) مريم : 29 - 30 .
كانت إمامة الإمام الجواد ( عليه السلام ) وهو صبيٍّ في الثامنة أو التاسعة من عمره فتولَّى الجواد ( عليه السلام ) الإمامة ، بعد استشهاد أبيه الرضا ( عليه السلام ) ولاجل صِغَر عمره ( عليه السلام ) تعرَّض للاختبار من قبل الكثيرين فكان متميزا حتى جعل أعداؤه يُذعِنون قبل الموالين .
فقد ورد عن يحيى بن أكثم ، قاضي سامراء ، قال : بَيْنَا أنا ذات يوم دخلت أطوفُ بقبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرأيت محمد الجواد ( عليه السلام ) يطوف به ، فناظرته في مسائل عندي ، فأخرجها إلي ، فقلت له : والله إني أريد أن أسألك مسألة وإني لأستحي من ذلك .
فقال ( عليه السلام ) لي : ( أنَا أُخْبِرُكَ قَبلَ أنْ تَسْألَني ، تَسْألُني عَنِ الإمَامِ ؟ ) .
فقلت : هو والله هذا .
فقال ( عليه السلام ) : ( أنَا هُوَ ) .
فقلتُ : ما هي العَلامة ؟
فكان في يده ( عليه السلام ) عَصَا ، فنطَقَتْ وقالَتْ : إنَّ مولاي إمَامُ هَذَا الزَّمَان ، وهو الحُجَّة .
فكان الجواد ( عليه السلام ) من تلك الكوكبة الطاهرة من ال الرسول فكان ملجأ للموالين في فهم القران فعن أبي هاشم الجعفري الذي قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) سائلاً عن معنى : ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ) الأنعام : 103 .
فقال ( عليه السلام ) : ( يا أبا هاشم ، أوهام القلوب أدَقُ مِنْ أبْصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون ) ؟
سلام الله عليك يا جواد الأئمة منا أبدا ما بقي الليل والنهار وجعلنا الله ممن يستحقون شفاعتك يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم عامر بحبكم اهل البيت
أبو فاطمة العذاري
(hareth1980***********)
العجل يا مولاي
02-11-2010, 08:31 PM
(اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد)
وفقنا الله واياكم
لخدمة الدين والمذهب
أبواسد البغدادي
02-11-2010, 10:37 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
بوركتم على هذه الوقفات النورانية
وجزيتم خيرا
άŀẒнгαα 8Đωτч
03-11-2010, 04:03 AM
بڛمِ ٱڵڵه ٱڵرحمِن ٱڵرحيْمِ
ٱڵڵهمِ ڝڵ عڵى مِحمِدِ ۈآڵ مِحمِدِ
مِشڪۈر ـأخ‘ـۈيْ ][ أبو فاطمة العذاري ][ ع ـأڵطرح ٱڵقيْمِ .,
فـ مِيْزـآن أعمِـٱڵڪ .,
مِۈفق .,
نسألكم الدعاء
ابو فاطمة العذاري
05-11-2010, 11:42 PM
نعيش هذه الأيام ذكرى شهادة الإمام محمد الجواد سلام الله عليه وهو شمس من شموس الإيمان وبدر من بدور التقى تألق في سماء العصمة وورث عن جده الرسول وجدته فاطمة وأجداده الائمة كل صفات الكمال والرفعة حتى دان له بالفضل العدو قبل الصديق .
عندما نتحدث عن جواد الأئمة نشعر بالتصاغر امام شخصه الكريم فلا قيمة لخطابنا ولا لأقلامنا أمام تلك الروح الكبيرة فهو كالبحر من اين جئت اليه تغترف هديا وعلما وجهادا هذا مع قلة عمره الشريف حيث أنه الإمام الوحيد الذي قبض عن عمر لا يناهز الخامسة والعشرين عاما.
وهو كما اشتهر على المشهور التاريخي انه الابن الوحيد للإمام الرضا ( ع ) وأمه السيدة سبيكة وسماها الإمام الرضا (ع) الخيزران وكانت من أهل بيت ينحدرون إلى ماريه القبطية أم إبراهيم ابن الرسول (ص) وهي من أفضل نساء زمانها وقد أشار إليها النبي (ص) بقوله :
( بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيِّبة )
لقد استشهد الإمام الجواد عليه السلام ببغداد مسموماً بأمر الخليفة العباسي المعتصم الذي تأمر مع زوجه الإمام ( ع ) أم الفضل بنت المأمون .
ولنكمل مع القارئ ما ابتدئ من الوقفات :
الوقفة التاسعة عشر
برع الجواد في علم التشريع و الأحكام ، وكان له مواقف كبيرة منها :
سَئَل محمد بن سليمان عنِ العِلَّة في جعل عِدَّة المطلَّقة ثلاث حيضات أو ثلاثة أشهر ، وصارت عِدَّة المتوفَّى عنها زوجها أربعة أشهر وعشراً ، فأجابه الإمام ( عليه السلام ) عن ذلك بقوله : ( أما عِدَّة المطلَّقة ثلاثة قروء فلاستبراء الرحم من الولد ، وأمَّا عِدَّة المتوفى عنها زوجها فإنَّ الله تعالى شرط للنساء شرطاً ، وشرط عليهِنَّ شرطاً ، فلم يُجَابِهنَ فيما شرط لَهُنَّ ، ولم يُجِرْ فيما اشترط عليهنَّ .
أما ما شرط لهنَّ في الإيلاء أربعة أشهر إذ يقول الله عز وجل : ( لِلَّذِينَ يُؤلُونَ مِنْ نِسَائِهِم تَرَبُّصُ أَربَعَةِ أَشهُرٍ ) البقرة : 226 ، فلم يجوز لأحد أكثر من أربعة أشهر في الإيلاء لعلمه تبارك اسمه أنَّه غاية صبر المرأة عن الرجل .
وأمّا ما شرط عليهنَّ فإنهُ أَمَرَها أن تعتدَّ إذا مات زوجها أربعة أشهر وعشراً ، فأخذ منها له عند موته ما أخذ لها منه في حياته عند الإيلاء ، قال الله عزَّ وجل : ( يَتَرَبَّصنَ بأنفُسِهِنَّ أربعةَ أشهُرٍ وعَشْراً ) البقرة : 234 ، ولم يذكر العشرة الأيام في العِدَّة إلا مع الأربعة أشهر ، وعلم أن غاية المرأة الأربعة أشهر في ترك الجماع ، فمن ثمّ أوجبه عليها ولها ) .
أُثيرت في عصر الإمام الجواد ( عليه السلام ) كثير من الشكوك حول العقائد الاسلامية وخصوصا التوحيد لِزَعزَعَة نفوس المسلمين وقد فند الجواد ( عليه السلام ) عن كثير من تلك الشُبَه ومن ذلك ما روي :
سأل محمد بن عيسى الإمام ( عليه السلام ) عن التوحيد قائلاً : إني أتوهم شيئاً .
فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : ( نَعم ، غيرُ معقولٍ ، ولا محدودٍ ، فما وقع وَهمُك عليهِ من شيءٍ فهو خَلافُه ، لا يشبهُهُ شيء ، ولا تدركُهُ الأوهام ، وهو خلافُ ما يُتَصوَّر في الأوهام ، إنما يتصور شيء غير معقولٍ ولا محدود ) .
ومنها ما روي ...
روى الحسين بن سعيد قال : سُئل الإمام الجواد ( عليه السلام ) : يجوز أن يقال لله إنه شيء ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( نَعم ، يُخرجُهُ مِن الحَدَّينِ : حَدُّ التعطيلِ ، وَحَدُّ التشبِيه ) .
ومنها ما روي ...
سأل أبو هاشم الجعفري عن قوله تعالى : ( لاَ تُدرِكُهُ الأبصَارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصَارَ ) الأنعام : 103 .
فقال ( عليه السلام ) : ( يَا أبَا هاشم ، أوهامُ القلوبِ أَدَقُّ مِن أبصارِ العُيون ، أنتَ قد تُدرك بوهمِكَ السند والهِند ، والبُلدان التي لم تدخلها وَلم تُدرِكها بِبَصَرِكَ ، فأوهام القلوب لا تدركه ، فَكيف أبصَار العُيون ) .
الوقفة العشرون :
طيل فترة إمامه الإمام الجواد ( عليه السلام ) التي دامت نحو سبعة عشر عاماً كان يرفد طلاب مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) بالعلوم والمعارف .
فالتف حول الإمام الجواد ( عليه السلام ) تلامذة ورُواة حتى عَدَّ الشيخ الطوسي ( رضوان الله عليه ) نحو مِائة من الثقات ، ومنهم امرأتان من تلامذة الإمام ( عليه السلام ) ورُوَاته .
و من أصحابه ( عليه السلام ) الذين روى العلماء والمحققون عنهم :
1 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي : صنّف كتباً كثيرة ، بَلَغت أكثر من تسعين كتاباً .
2 - علي بن مهزيار الأهوازي : له أكثر من ثلاثة وثلاثين كتاباً .
3 - صفوان بن يحيى : يقول الشيخ الطوسي : له كتب كثيرة ، وله مسائل عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
4 - أحمد بن محمد بن أبي نصر : كان عظيم المنزلة ، له كتاب ( الجامع ) ، وكتاب ( النوادر ) .
الوقفة الواحدة والعشرون :
أراد المأمون تزويج ابنته أم الفضل من الإمام الجواد ( عليه السلام ) فاعترضوا العباسيون على الخليفة ، وقالوا : يا أمير المؤمنين ، أتُزَوِّج ابنتك صبياً لم يَتَفَقَّه في دين الله ؟!! ، وإذا كنت مشغوفاً به فأمْهِلْه لِيتأَدَّبْ ، ويقرأ القرآن ، ويعرف الحلال والحرام .
فقال لهم المأمون : وَيْحَكم ، إِنِّي أَعْرَفُ بهذا الفتى منكم ، وإنَّه لأفْقَه منكم ، وأعلم بالله ورسوله وسُنَّتِه ، فإن شِئْتُم فامتحنوه .
فرضوا بامتحانه ، واجتمع رأيهم مع المأمون على قاضي القضاة يحيى بن أكثم أن يحضر لمسألته ، واتفقوا على يوم معلوم .
وجاء ابن أكثم وقال للإمام ( عليه السلام ) ، بحضور مجلس المأمون : يا أبا جعفر ، أصلَحَك الله ، ما تقول في مُحرم قتل صيداً ؟
فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( قَتله في حِلٍّ أو حَرَم ؟ ، عَالِماً كان المُحرِم أم جاهلاً ؟ ، قَتَله عمداً أو خطأً ؟ ، حُرّاً كان المُحرِم أم عبداً ؟ ، كان صغيراً أو كبيراً ؟ ، مُبتدِئاً بالقتل أم مُعِيداً ؟ ، من ذَوَات الطير كان الصيدُ أم من غيرها ؟ ، من صِغَار الصيد كان أم من كباره ؟ ، مُصرّاً على ما فعل أو نادماً ؟ ، في اللَّيل كان قتله للصيد في أوكَارِها أم نهاراً وعَياناً ؟ ، مُحرِماً كان بالعُمرَة إذ قتله أو بالحج كان مُحرِماً ؟ ) .
فتحيَّر يحيى بن أكثم ، وانقطع انقطاعاً لم يُخفَ على أحد من أهل المجلس ، وبَان في وجهه العجز .
فتلجلج وانكشف أمره لأهل المجلس ، وتحيَّر الناس عجباً من جواب الإمام الجواد ( عليه السلام ) .
فقال المأمون لأهل بيته : أعرفتُم الآن ما كنتم تُنكِرونه ؟
ونظر إلى الإمام ( عليه السلام ) وقال : أنا مُزوِّجُك ابنتي أم الفضل ، فرضي ( عليه السلام ) بذلك ، وتمَّ التزويج .
ولمَّا تمَّ الزواج قال المأمون لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إن رأيت - جُعلتُ فداك - أن تذكر الجواب ، فيما فَصَّلتَه من وجوه قتل المحرم الصيد ، لِنعلَمَه ونستفيدَه .
فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( إنَّ المُحرِمَ إذا قتلَ صيداً في الحِلِّ ، وكان الصيد من ذَوَات الطير ، وكان من كبارها فعليه شَاة .
فإنْ كانَ أصابه في الحرم ، فعليه الجزاء مضاعَفاً ، وإذا قتل فَرْخاً في الحلِّ ، فعليه حَمْل قد فُطِم من اللَّبن ، وإذا قتله في الحرم ، فعليه الحَمْل ، وقيمة الفرخ .
وإن كان من الوحش ، وكان حِمار وحش ، فعليه بقرة ، وإن كان نعامة فعليه بدنَة ، وإن كان ظبياً ، فعليه شاة .
فإن قتل شيئاً من ذلك في الحرم ، فعليه الجزاءُ مضاعفاً هَدْياً بَالِغ الكعبة ، وإذا أصاب المُحرِمُ ما يجب عليه الهدي فيه ، وكان إحرامه للحجِّ ، نَحَرَهُ بِمِنىً ، وإن كان إحرامه للعُمرة ، نَحَرَه بمَكَّة .
وجزاء الصيد على العالِم والجاهل سواء ، وفي العَمدِ له المأثم ، وهو موضوعٌ عنه في الخطأ ، والكفَّارة على الحُرِّ في نفسه ، وعلى السيِّد في عبده ، والصغير لا كفَّارة عليه ، وهي على الكبير واجبة .
والنادم يسقُط بِنَدمه عنه عقاب الآخرة ، والمُصرُّ يجب عليه العقاب في الآخرة ) .
فقال المأمون للإمام ( عليه السلام ) : أحسنتَ يا أبا جعفر .
سلام الله عليك يا جواد الأئمة منا أبدا ما بقي الليل والنهار وجعلنا الله ممن يستحقون شفاعتك يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم عامر بحبكم اهل البيت
أبو فاطمة العذاري
(hareth1980***********)
عاشق البقيع
06-11-2010, 02:34 PM
http://ansar-am.net/uploads/images/ansar-am404c1c90e8.gif
http://www.up.3ros.net/get-11-2008-tji61kig.JPG
بسم اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ
((انمـا يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهhttp://img405.imageshack.us/img405/8145/29037822.gif (http://img405.imageshack.us/my.php?image=29037822.gif)
http://img405.imageshack.us/img405/8145/29037822.gif (http://img405.imageshack.us/my.php?image=29037822.gif)
ابو فاطمة العذاري
06-11-2010, 02:46 PM
نعيش هذه الايام ذكرى شهادة الإمام محمد الجواد سلام الله عليه وهو شمس من شموس الإيمان وبدر من بدور التقى تألق في سماء العصمة وورث عن جده الرسول وجدته فاطمة وأجداده الائمة كل صفات الكمال والرفعة حتى دان له بالفضل العدو قبل الصديق .
عندما نتحدث عن جواد الأئمة نشعر بالتصاغر امام شخصه الكريم فلا قيمة لخطابنا ولا لأقلامنا أمام تلك الروح الكبيرة فهو كالبحر من اين جئت اليه تغترف هديا وعلما وجهادا هذا مع قلة عمره الشريف حيث أنه الإمام الوحيد الذي قبض عن عمر لا يناهز الخامسة والعشرين عاما.
وهو كما اشتهر على المشهور التاريخي انه الابن الوحيد للإمام الرضا ( ع ) وأمه السيدة سبيكة وسماها الإمام الرضا (ع) الخيزران وكانت من أهل بيت ينحدرون إلى ماريه القبطية أم إبراهيم ابن الرسول (ص) وهي من أفضل نساء زمانها وقد أشار إليها النبي (ص) بقوله :
( بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيِّبة )
لقد استشهد الإمام الجواد عليه السلام ببغداد مسموماً بأمر الخليفة العباسي المعتصم الذي تأمر مع زوجه الإمام ( ع ) أم الفضل بنت المأمون .
ولنكمل مع القارئ ما ابتدئ من الوقفات :
الوقفة الثانية والعشرون :
كان الرضا ( عليه السلام ) يشيد دوماً بالإمام الجواد ( عليه السلام ) وقد روي انه بعث الفضل بن سهل إلى محمد بن أبي عباد كاتب الإمام الرضا ( عليه السلام ) يسأله عن مدى علاقة الإمام الرضا بولده الجواد ( عليهما السلام ) .
فأجابه : ما كان الرضا يذكر محمداً ( عليهما السلام ) إلا بكنيته ، فيقول : كتب لي أبو جعفر ، وكنتُ أكتب إلى أبي جعفر .
ونقل المؤرخون الكثير عن تعظيم الإمام الرضا لولده الجواد ( عليهما السلام ) ، فقالوا : إنَّ عباد بن إسماعيل ، وابن أسباط ، كانا عند الإمام الرضا ( عليه السلام ) بمنى إذ جيء بأبي جعفر ( عليه السلام ) فقالا له : هذا المولود المبارك ؟!!
فاستبشر الإمام ( عليه السلام ) وقال : نعم هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه .
وأحيط الإمام الجواد ( عليه السلام ) بالتكريم من قبل الأخيار والموالين
حتى أنَّ علي بن جعفر الفقيه الورع ، وشقيق الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كان يقدس الجواد ( عليه السلام )
فقد روى محمد بن الحسن بن عمارة قال : كنت عند علي بن جعفر جالساً بالمدينة ، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب ما سمع من أخيه – يعني الإمام الكاظم ( عليه السلام ) – إذ دخل أبو جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء ، فقبّل يده وعظّمه ، والتفت إليه الإمام الجواد ( عليه السلام ) قائلاً : اجلس يا عَم ، رحمك الله .
وانحنى علي بن جعفر بكل خضوع قائلاً : يا سيدي ، كيف أجلس وأنت قائم ؟!
ولما انصرف الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، رجع علي بن جعفر إلى أصحابه فأقبلوا عليه يوبّخونه على تعظيمه للإمام ( عليه السلام ) مع حداثة سِنِّه قائلين له : أنتَ عَمُّ أبيه ، وأنت تفعل به هذا الفعل ؟!!
فأجابهم علي بن جعفر جواب المؤمن بِرَبِّه ودينه ، والعارف بمنزلة الإمامة قائلاً : اسكتوا ، إذا كان الله – وقبض على لحيته – لم يؤهل هذه الشيبة – للإمامة – وأهَّل هذا الفتى ، ووضعه حيث وضعه ، نعوذ بالله ممّا تقولون ، بل أنا عبد له .
بل اشاد بفضله العلماء من كافة المذاهب وكان بعض ما قالوه :
قال الذهبي : كان محمد يُلقَّب بـ ( الجواد ) ، وبـ ( القانع ) ، و( المرتضى ) ، وكان من سروات آل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان أحد الموصوفين بالسخاء ، فلذلك لُقِّب بـ ( الجواد ) .
قال السبط بن الجوزي : محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم والتقى والجود .
قال الشيخ محمود بن وهيب : محمد الجواد هو الوارث لأبيه علماً وفضلاً ، وأجلُّ أخوته قَدراً وكمالاً .
قال خير الدين الزركلي : محمد بن الرضي بن موسى الكاظم ، الطالبي ، الهاشمي ، القرشي ، أبو جعفر ، المُلقَّب بـ ( الجواد ) ، تاسع الأئمة الإثني عشر عند الإمامية ، كان رفيع القدر كأسلافه ، ذكياً ، طليق اللسان ، قوي البديهة .
قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة : أما مناقب أبي جعفر الجواد فما اتَّسَعت حلبات مجالها ، ولا امتدَّت أوقات آجالها ، بل قضت عليه الأقدار الإلهية بِقِلَّة بقائه في الدنيا بحكمها وأسجالها ، فَقَلَّ في الدنيا مقامه ، وعجَّل القدوم عليه كزيارة حمامه ، فلم تَطُل بها مدَّتُه ، ولا امتدَّت فيها أيامُه .
الوقفة الثالثة والعشرون :
بعد شهادة الرضا ( عليه السلام ) اقبلت إلى المدينة المنورة مجموعة من كبار العلماء والفقهاء يمثلون مجاميع من الجماهير الشيعية في بغداد وغيرها من المدن للتعرُّف على معرفة الإمام الجواد بعد وفاة أبيه الإمام الرضا ( عليهما السلام ) ، فكان عددهم فيما يقول المؤرخون ثمانين رجلاً .
فقد روي :
ولما انتهوا إلى يثرب قصدوا دار الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فَفُرِشَ لهم بساط أحمر .
وخرج إليهم عبد الله ابن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) فجلس في صدر المجلس مُضفِياً على نفسه المرجعيَّة للأمَّة وأنه الإمام بعد أخيه الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
فقام رجل ونادى بين العلماء : هذا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمن أراد السؤال فَلْيَسأل .
فقام إليه أحد العلماء فسأله : ما تقول في رجل قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء ؟
فأجابه عبد الله بجواب يخالف فقه أهل البيت ( عليهم السلام ) قائلاً : طُلِّقَتْ ثلاثاً دون الجوزاء .
وذُهل العلماء والفقهاء من هذا الجواب الذي شذَّ عما قرره الأئمة الطاهرون ( عليهم السلام ) من أن الطلاق يقع واحداً ، كما أنهم لم يعلموا لِمَ استثنَى عبد الله الجوزاء عن بقية الكواكب .
ثم انبرى إليه أحد الفقهاء فقال له : ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟
فأجابه على خلاف ما شرع الله قائلاً : تقطع يده ، ويجلد مائة جلدة .
وَبُهِتَ الحاضرون من هذه الفتاوى التي خالفت أحكام الله ، وحارُوا في أمرهم ، وبينما هم في حيرة وذهول إذ فُتِح باب من صدر المجلس ، وخرج شاب ، ثمَّ أطل عليهم الإمام الجواد ( عليه السلام ) وهو بهيبته التي تعنو لها الجباه ، فقام الفقهاء والعلماء إجلالاً وإكباراً له .
وانبرى شخص فَعرَّفَهُم بأنه الإمام بعد أبيه الرضا ( عليهما السلام ) ، والحُجَّة الكبرى على المسلمين .
ثم قام إليه صاحب السؤال الأول فقال له : ما تقول فيمن قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء ؟
فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : ( يا هذا اقرأ كتاب الله تبارك وتعالى : ( الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمسَاكٌ بِمَعرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) البقرة : 229 ، وهي في الثالثة ) .
وبُهِرَ الحاضرون من مواهب الإمام ( عليه السلام ) ، وقد أيقنوا أنَّهم وصلوا إلى الغاية التي ينشدونها .
ورفع السائل إلى الإمام ( عليه السلام ) فُتْيَا عَمِّهِ في المسألة ، فالتفت ( عليه السلام ) إليه قائلاً : ( يا عَم ، اتَّقِ الله ولا تُفتِ ، وفي الأمة من هو أعلم منك ) .
فأطرق عبد الله برأسه إلى الأرض ولم يدرِ ماذا يقول ، وقام إلى الإمام صاحب المسألة الثانية فقال له : ما تقول فيمن أتى بهيمة ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( يُعزَّرُ ، وتُحمَى ظهر البهيمة ، وتُخرج من البلد لئلاً يبقى على الرجل عَارُهَا ) .
وعرض السائل على الإمام ( عليه السلام ) فتوى عَمِّه ، فأنكر عليه أَشَدَّ الإنكار ، وقال له متأثراً : ( لا إله إلا الله ، يا عبد الله ، إنه لعظيم عند الله أن تقف غداً بين يدي الله فيقول لك : لِمَ أفتَيتَ عبادي بما لا تعلم ، وفي الأمة من هو أعلم منك ) ؟
وأخذ عبد الله يلتمس له المعاذير قائلاً : رأيت أخي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب .
فأنكر عليه الإمام ( عليه السلام ) وصاح به قائلاً : ( إنَّما سُئل الرضا ( عليه السلام ) عَن نَبَّاش ، نَبَشَ قبر امرأة ففجر بها وأخذ ثيابها ، فَأمر ( عليه السلام ) بقطع يده للسرقة ، وجَلدِه للزنا ، ونَفْيِهِ لِلمُثلةِ بالميت ) .
وسأله العلماء والفقهاء عن مسائل كثيرة في مختلف أبواب الفقه ، وقد بلغت فيما يقول المؤرخون ثلاثين ألف مسألة ، وصرح بعضهم أنه ( عليه السلام ) سئل في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب ( عليه السلام ) عنها .
والظاهر أنَّه ( عليه السلام ) سُئل عن ثلاثين ألف مسألة في أيامٍ متفرقة وليس في نفس المجلس واليوم .
ثم أنَّ بعض الشيعة سألوا الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن مسائل فأجابهم عنها ، فذهبوا إلى الإمام الجواد بعد وفاة أبيه ( عليهما السلام ) فسألوه عنها ليمتحنوه فأجابهم عنها نفس جواب أبيه ( عليه السلام ) .
وقد روى أبو خراش النهدي قال :
كنت حضرت مجلس الرضا فأتاه رجل فقال له : جُعلتُ فداك ، أمُّ ولد لي وهي صدوق ، أرضعت جارية لي بلبن ابني ، أَيُحرَم عليَّ نكاحها ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( لا رِضاع بعد فِطَام ) .
ثم سأله عن الصلاة في الحرمين فقال ( عليه السلام ) : ( إن شئتَ قَصَّرتَ ، وإن شئتَ أَتمَمتَ ) .
قال أبو خراش : فحججتُ بعد ذلك ، فدخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) فسألته عن المسائل ، فأجابني بعين ما أجاب به أبوه ( عليهما السلام ) .
سلام الله عليك يا جواد الأئمة منا أبدا ما بقي الليل والنهار وجعلنا الله ممن يستحقون شفاعتك يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم عامر بحبكم اهل البيت
أبو فاطمة العذاري
(hareth1980***********)
ابو فاطمة العذاري
07-11-2010, 03:54 PM
السيدة سبيكة الخيزران أم الإمام الجواد سلام الله عليه
كان المشهور أن اسمها سبيكة النوبيّة . وقيل : سكن المريسية وقيل أيضاً سكينة المريسيّة، وقيل: ريحانة، وتُسمّى درّة ويقال سمّاها الإمام الرضا عليه السّلام خَيزُران.
وتُكنّى بأُمّ الحسن.
وكانت نُوبيّة والنُّوب: والنوبيون قبائل تسكن المنطقة الواقعة في شمال السودان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86) وجنوب مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1).
وقد ورد في بعض المصادر منها كتاب ( بحار الأنوار ) إنّ الإمام الرضا عليه السلام لما اشتراها لاستيلادها أطلق عليها اسم « خيزران » ، وتؤكد مصادر التاريخ انها تنحدر من قبيلة مارية القبطية زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
والسيدة سبيكة كانت من جلالة والقدر أن عُدَّت في زمانها أفضل بنات جنسها ، و الثابت بين كل المؤرخين الذين ذكروها أنها كانت من أفضل نساء زمانها ، وقد أشار إليها النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) وهو في معرض إشارته الى حفيده الإمام محمد الجواد عليه السلام كما في كتاب (الارشاد ج 2) :
( بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيّبة ) .
وهو مدح كبير وثناء جليل أتحف به النبي هذه السيدة حين جعلها خير الإماء ونحن نعلم أن الإماء عبر التاريخ فيهن من الصالحات المؤمنات الكثير .
نقل في كتاب ( إعلام الورى ص 319 ) حادثة يزيد بن سليط وملاقاته للإمام الكاظم ( عليه السلام ) في طريق مكّة ، وهم يريدون العمرة :
قال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) لي :
( إنّي أُؤخذ في هذه السنة ، والأمر إلى ابني علي سَمِي علي وعلي ، فأمّا علي الأوّل فعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأمّا علي الآخر فعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أُعطي فهم الأوّل وحكمته وبصره وودّه ودينه ومحنته ، ومحنة الآخر وصبره على ما يكره ، وليس له أن يتكلّم إلاّ بعد هارون بأربع سنين ) .
ثمّ قال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) :
( يا يزيد ، فإذا مررت بالموضع ولقيته وستلقاه فبشّره أنّه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك ، وسيعلمك أنّك لقيتني فأخبره عند ذلك أنّ الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية جارية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن قدرت أن تبلغها منّي السلام فافعل ذلك ) .
وجرى ما جرى ويلتقي يزيد بالإمام الرضا في نفس ذلك الموضع ويخبره ، ويقصّ عليه الخبر . فيجيبه الإمام عليه السلام :
« أما الجارية فلم تجيء بعد ، فإذا دخلت أبلغتها منك السلام » .
قال يزيد : فانطلقنا إلى مكة ، واشتراها في تلك السنة ، فلم تلبث إلاّ قليلاً حتى حملت ، فولدت ذلك الغلام .
و هذا غاية السمو لهذه السيدة الجليلة حيث أن المعصوم يطلب وصول سلامه لها قبل وصولها الى البيت العلوي الشريف وما ذلك الا لان الكاظم علم علو شانها عند الله تعالى ثم قال الإمام الكاظم (( وسيعلمك أنّك لقيتني فأخبره عند ذلك أنّ الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية جارية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن قدرت أن تبلغها منّي السلام فافعل ذلك ))
والذي سيخبره هو الرضا (ع) بطبيعة الحال ولكنه طلب منه إخبار الإمام الرضا بشان نسب الجارية ولعل الإمام الكاظم (ع) أراد هنا التركيز على شخصها وبيان هذه المكرمة في نسبها وليس هنا من شك ان الرضا (ع) عالم بالأمر.
ثم طلب منه نقل السلام إليها أن قدر على ذلك ونفهم منه انه للإشارة انه من الصعب اللقاء بها من حيث عفافها وعدم لقائها بالناس إلا نادرا.
وقد ردت كثير من الروايات في الثناء عليها من قبل المعصومين (ع) ومن تلك الروايات :
في ( كتاب كشف الغمّة ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الإمام الجواد وفي أُمّه :
( بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيّبة ، يكون من ولده الطريد الشريد ، الموتور بأبيه وجدّه ، صاحب الغيبة )
فالنبي يتفدى ولده الجواد بابيه ومن ثم يعبر عن أمه أنها خير الإماء ولعمري فان الإماء فيهن كثير من المؤمنات والتقيات والسيدة الخيزران خيرهن على حد تعبير النبي (ص) فيالها من شهادة لم تتأتى لغيرها عبر التاريخ .
و قال الإمام الرضا ( عليه السلام ) متحدثا مع أصحابه عند ولادة ابنه الجواد ( عليه السلام ) فقد ورد في ( عيون المعجزات ) عن كليم بن عمران قال :
(( قلت للرضا عليه السلام : ادع الله أن يرزقك ولدا ، فقال : إنما ارزق ولدا واحدا وهو يرثني فلما ولد أبوجعفر عليه السلام قال الرضا عليه السلام لا صحابه : قدولد لي شبيه موسى بن عمران ، فالق البحار ، وشبيه عيسى بن مريم قدست ام ولدته ، قد خلقت طاهرة مطهرة ، ثم قال الرضا عليه السلام : يقتل غصبا فيبكي له وعليه أهل السماء ، ويغضب الله تعالى على عدوه وظالمه ، فلا يلبث إلا يسيرا حتى يعجل الله به إلى عذابه الاليم وعقابه الشديد ، وكان طول ليلته يناغيه في مهده ))
يصفها الرضا (ع) بقوله (( قدست )) فيشير الى أنها (( مقدسة )) لكمالها وعلو شانها الإيماني والقداسة صفة جليلة تعبر عن صفاء الذات وطهارتها من النجاسة المادية والمعنوية وهو تعبير واضح عن علو شانها الإيماني عند الله تعالى.
ومن ثم يصفها (( طاهرة )) من الرجس المادي والمعنوي طبعا ويصفها (( مطهرة )) من حيث وقوع التطهير الإلهي عليها واصطفاء الله لها ببعدها عن الذنوب ونفهم من كلام الإمام الرضا (ع) أنها معصومة بالعصمة المكتسبة التي تمثل أعلى مراحل التقوى لغير المعصومين بالعصمة الواجبة.
وكباقي أمهات الأئمة حفت السيدة الخيزران بكرامات كبيرة عند ولادة مولودها المعصوم (ع) فقد روى ابن شهر آشوب في كتاب ( مناقب آل أبي طالب: ج4 ) :
عن حكيمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليه السلام قالت: لما حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر عليه السلام، دعاني الرضا عليه السلام، فقال لي: (( يا حكيمة، احضري ولادتها وأخلني وإياها والقابلة بيتاً ))
ووضع لنا مصباحاً وأغلق الباب علينا فلما أخذها الطلق طفي المصباح وبين يديها طست، فاغتمت بطفي المصباح، فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السلام في الطست وإذ عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري ونزعت عنه ذلك الغشاء. فجاء الرضا عليه السلام ففتح الباب وقد فرغنا من أمره، فأخذه فوضعه في المهد وقال لي:((يا حكيمة، الزمي مهده ))
قالت: فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء، ثم نظر يمينه ويساره ثم قال:(( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله )) فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن عليه السلام فقلت: سمعت من هذا الصبي عجباً. فقال:(( وما ذاك )) ؟
فأخبرته الخبر فقال:(( يا حكيمة، ما ترون من عجائبه أكثر ))
نلاحظ هنا ان الرضا (ع) كان مهتما بشان هذا المولود حتى بادر بدعوة السيدة حكيمة أخته و قال الإمام لها
(( يا حكيمة، احضري ولادتها وأخلني وإياها والقابلة بيتاً ))
فهو لم يدعو السيدة حكيمة كقابلة بل دعاها للحضور ومشاهدة الحدث وتقديم العون عند الحاجة.
ثم تسترسل السيدة حكيمة في ذكر الكرامات التي وقعت للمولود الطاهر الذي كان نوره بديلا عن المصباح وكان مغشى بشيء رقيق يسطع نورا ومن ثم نطقه بالشهادتين وغيرها من كرامات المولود الطاهر ابن الطاهر والطاهرة.
ومن هنا يقول المؤرخون أن مولد الجواد عليه السلام كان في يوم الجمعة العاشر من رجب سنة ( 195 هـ ) الموافق لسنة ( 811 ) الميلادية . وهو التاريخ المشهور عند الشيعة .
وبعض العلماء يذهبون إلى أن ولادته كانت في شهر رمضان من عام ( 195 هـ ) ، وترددوا بين ( 15 ، 17 ، 18 ، 19 )
راجع كتاب ( إعلام الورى 2)
فقال أبو الحسن : أما إنه لا يولد لي إلا واحد ، ولكن الله ينشئ ذرية كثيرة ))
وقد ورد في ( الكافي ):
عن يحيى الصنعاني، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا (ع) وهو بمكة, وهو يقشّر موزاً ويطعمه أبا جعفر (ع)، فقلت له:
جعلت فداك, هذا المولود المبارك ؟
قال: (نعم، يا يحيى, هذا المولود الذي لم يُولد في الإسلام مثله مولودٌ أعظم بركةً على شيعتنا منه).
فلنا ان نفهم تعبير الرضا (ع) (( لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه )) بعدة أشكال وكلها صحيحة منها:
منها : انه إشارة لهذه المسالة حيث استمرار الإمامة ورفع الضيق الذي وقعت فيه الشيعة آنذاك وعودة الأمل في نفوسهم ودحر الشامتين الذين بثوا تشكيكهم السابق فصار مولد الجواد (ع) دليلا دامغا لصحة عقيدتهم وعزة مذهبهم.
منها: أن الرضا (ع) بقصد البركة بمعناها الكامل مقرونة بهذا المولود وليس فقط المعنى الأول بل كان الرضا (ع) مطلعا على حكمة الله تعالى وتخطيطه في أن هذا المولود سيكون مباركا وستعم بركته كافة الشيعة وهو مشابه لما أشار إليه القران في ولي أخر من أولياء الله تعالى حين ولادته وهو عيسى (ع) فقد قال جل جلاله:
(( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا {مريم/29} قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا {مريم/30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا {مريم/31} وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا {مريم/32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا {مريم/33} ))
والجواد مباركا أينما كان بما يزيد على عيسى (ع) من البركات بطبيعة الحال.
ومن المشهور تاريخيا أن الإمام الجواد (صلوات الله عليه) قد تقلد الامامة في الثامنة من عمره الشريف، وهو عمر لا يمكن الإنسان العادي لتحمل مسؤولية صغيرة فضلا عن قيادة الامة بكاملها فازدادت الحيرة .
ولاسيما مع ما يوضفه خصوم اهل البيت ( ع ) من قوة إعلامية كبيرة على نشر الثغرات والسلبيات وتهويلها ونشرها بين الناس من اجل يقضون على منصب الإمامة .
لكن الجواد ( صلوات الله عليه ) فرض شخصيته بقوة على العدو قبل الصديق وبين السلطة ومعظم الناس فضلاً عن شيعته واتباع اهل البيت وبذلك حفظ الجواد ( ع ) للإمامة هيبتها وقدسيتها وجلالها وبهاءها.
ومن المتوقع انه قد لعبت الأيدي العباسية دورا في افتعال الحوادث و المواقف للنيل من إمامة الجواد عليه السلام والطعن فيها .
من هنا كانت معاناة الأمام الرضا عليه السلام تتزايد خاصة وقد وصل عمره الشريف إلى نحو الخامسة والأربعين ، ولم يكن قد أتى بعدُ ( المولود الموعود ) الذي يليه بالإمامة ، ولو تتبعنا التاريخ لوجدنا انه مما زاد المحنة سوءاً هو تكالب بعض اقاربه من العلويين والعباسيين عليه لسوء فهم بعضهم و حسداً من بعضهم وبغضاً وكرهاً من البعض الآخر حيث أثاروا جميعاً حول شخصية الإمام الإشكالات تلو الإشكالات .
لكنّ الإمام عليه السلام كان يقف بحزم الواثق المطمئن من انه سوف يرزقه الله ولداً يحمل ارث الامامه فكان الجواد (ع) هو ذاك . .
عن كتاب ( إعلام الورى وكتاب الإرشاد ) :
ابْنُ قُولَوَيْهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَيْرَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ وَاقِفاً عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام بِخُرَاسَانَ فَقَالَ قَائِلٌ: يَا سَيِّدِي إِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلَى مَنْ ؟
قَالَ : إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ ابنِي وَ كَأَنَّ القَائِلَ استَصغَرَ سِنَّ
أَبِي جَعْفَرٍ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ عليه السلام اِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ عِيسَى رَسُولا نَبِيّاً صَاحِبَ شَرِيعَةٍ مُبْتَدَأَةٍ فِي أَصْغَرَ مِنَ السِّنِّ الَّذِي فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام.
سلام الله عليك يا جواد الأئمة منا أبدا ما بقي الليل والنهار وجعلنا الله ممن يستحقون شفاعتك يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم عامر بحبكم اهل البيت
أبو فاطمة العذاري
(hareth1980***********)
ابو فاطمة العذاري
08-11-2010, 11:22 PM
ومضة .....
أيها الساعي في رحاب الوصال
لم تبتغي غير الحبيب منال
سموت وسمت فيك صور الرجاء
أنرت بفيضك العلا
بسبحات من الجلال
سيدي جثت عندك قدميك في اشتياق
الأقداس ...
فأنت لها مدرج نحو الكمال
كنت سرا تهابه الأملاك
محال ان تطاله او أعماق كنهه تنال
أنت ربيع لأشواق الوصال
انت ملتقى للساميات الثقال
سيدي أبا جعفر ....
قد شاب بليغ الدهر
أن له في مقدار وصفك حرفا يقال
أبا الهادي ها قد تشرفت الفردوس
حينما تطأها خاطفا بشسع من نعال
لقد ارتقى موسى
لكنه دونك بسمو
فكنت أنت الكليم و أنت روح المقال
ولروح الإله عيسى تعالي ورقي
وأنت أعلى منه بفضل عال
ولخلة إبراهيم قد كنت فائقا
في كل حال
أمين الله نوح
وأنت الأمانة
بسر عميق شديد المحال
الجود منك غدا لنا يفاض
جود الجواد امثل الأفضال
قد بانت منك مكامن فخر
ضربت بها لسلوك ختم آجال
أبن خير الإماء ...
عنصر مجد
أشهدتك الدهور فجر آمال
محمد لرسول الله سبط
فيك محياه وهداه والجمال
محمد لعلي سليل مجد
وفيه من حسن الجود منوال
محمد للحسين وريث عز
من بعده أرانا
السجاد في هيبة الآل
محمد لباقر الحق امتدادا
مذ شابه الصادق هديا ومقال
محمد لكاظم الغيض شبل
جسد بحق أباه الرضا
انتهاجا ونوال
محمد لهادي الخير نبع
وللعسكري أصل فاق المنال
محمد لمهدي النور مهد
ذاك الجواد مجمع الأفضال
سلام الله عليك يا جواد الأئمة منا أبدا ما بقي الليل والنهار وجعلنا الله ممن يستحقون شفاعتك يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم عامر بحبكم اهل البيت
أبو فاطمة العذاري
(hareth1980***********)
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024