الطوبجي
02-11-2010, 05:10 AM
كيف يكون السكوت طريق الرقي؟
قبسات من فكر المرجع الشيرازي
http://up.2sw2r.com/upfiles/5a359850.jpg
عبد الكريم العامري
شبكة النبأ: إن السكوت هو الطريق الأفضل والأسرع لرقي الإنسان وتكامله؛ لأن الإنسان ميال بطبيعته لأن يقول كل ما يشعر به ويعلمه ويعرفه، مع أن معظمه لا يتناسب من حيث القيمة مع ما يصرفه من وقت في هذا السبيل، بينما التأمل والتفكر يعطي نتائج أفضل. إذا كان الناس يعظمون المبدعين والمخترعين والمكتشفين، فإن الإبداع في كل مجالات الحياة لا يظهر نتيجة الكلام كظهوره نتيجة التأمل.
المؤمن الصموت
من بين المجالس المليئة بالمعارف والعبر، مجالس سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) يقول في أحداها: إذا كان المؤمن صموتا فإن تفكيره لا ينصرف الى المال والشهوات بل يفكر في التعالي والسمو في طريق الخير، الهداية، الفضائل، الكمال، وإذا أصبح كذلك أبدع فكره وأينع قوله وفعله، تفتحت أمامه آفاق الرقي والازدهار.
وسماحته يضرب لذلك مثلا فلو أن شخصا أراد أن يشتري بضاعة ما، فتأمل قليلا قبل الشراء، ربما انتهى الى أن هذه البضاعة يمكن اقتناؤها من أمكنة أخرى، وأن سعرها قد يكون أرخص مع الاحتفاظ بالمواصفات نفسها. لو كان هذا الشخص قد بادر الى شراء البضاعة دون تأمل وتفكر، فربما ندم؛ لفوات الأفضل أو الأرخص.
الحالة نفسها تصدق في المعنويات. فالطالب - مثلا- يتأمل، يفكر في اختيار الدروس وسلوك الطريق الذي يختصر فيه الوقت. المحاضر يفكر كيف يرفع من مستوى الحاضرين، الداعية يخطط قبل أن يبدأ بهداية الشباب، هكذا المجاهد والعالم والقائد...كل يبحث بالتأمل والتدبر عن أسهل الطرق وأسرعها بلوغها للهدف. هذا كله لا يأتي إلا بالصمت،فيه وبالتأمل وملاحظة الأمور ومقارنتها، بلغ العظماء ما بلغوا.
عندما نراجع سير العلماء والعظماء، ندرس تاريخ مراجع الدين نجد أنهم كانوا كثيري الصمت والفكر والتأمل.
فكر وتأمل ثم تكلم
عن الإمام علي (عليه السلام) قال: (لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الأحمق وراء لسانه) أي أن الأحمق سريع الكلام ، يطلق القول قبل أن يفكر فيه، خلافا للعاقل ، فإنه يفكر في الكلمة قبل أن يقولها.
من المواعظ التي يذكرنا بها سماحة المرجع فيهذا الباب، التي لا غنى عنها للمؤمن،قوله: نقل عن بعض الحكماء أنه كان يقول: لا ترسل كل كلمة مع أول خطورها الى الذهن بل أرجعها الى الفكر وتمعن فيها سبع مرات قبل أن يطلقها لسانك. لا شك أن من يتريث الى هذه الدرجة تقل شطحاته وزلاته غالبا ويقل ندمه إثر ذلك.
لقد عرف الشيخ محمد تقي الشيرازي (قدس) بأنه كان كثير الصمت، كثير الفكر، اشتهر بهذه الصفة حتى تناقلتها الكتب وألسن العلماء من جملة ما نقل عن أحواله في هذا الصدد أنه إذا دار نقاش بين تلاميذه في مسالة ما، كان لا يدخل في النقاش إن رأى أنه لا يعود بالنفع على الموضوع الذي يتكلم فيه.
في هذا المجال يستشهد المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي برواية عن النبي(ص) فيقول: يروى أنه قد صحب النبي (ص) أو عاصره الآلاف من المسلمين وغيرهم، لكن الذين عرفوا واشتهروا بالفضل (عدا أهل البيت عليهم السلام) يعدون بالأصابع، من أبرزهم أبو ذر الغفاري الذي عرف عنه من بين أصحاب رسول الله (ص) أن أكثر عبادته كانت في التفكر، فعن أبي عبد الله الصادق(ع) : (كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والاعتبار).
هكذا لو ألقيتم نظرة على من حولكم سترون أن أكثر الذين بلغوا المراتب العالية في الدنيا والدين والعلوم الدينية وغيرها كالطب والهندسة والتجارة هم أناس مفكرون قد ركزوا على التفكير والتأمل. لهذا عد الصمت من فضائل الأخلاق.
تجربة لوقتك وحياتك
ليس المقصود بالصمت عدم الحديث مطلقا، فكما أن الثرثرة بالباطل ممقوتة فكذلك السكوت عن قول الحق يكون ممقوتا أيضا، غاية الأمر المطلوب من الإنسان أن لا يصرف وقته في الحديث غير النافع، لأن الوقت أغلى من المال، فإذا كان المال قابلا لأن يعوض، فالوقت غير قابل للتعويض. يذكر آية العظمى الله السيد صادق الشيرازي، لقد ورد في الحديث عن الإمام أمير المؤمنين(ع) : ( إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها).
لذلك يوصينا السيد المرجع، حري بالإنسان أن يستفيد من ساعات عمره أقصى ما يستطيع . فكما يفكر باستثمار أمواله على أحسن نحو يمكن، فتراه لا يبذرها، بل لا ينفقها إلا حيث يجب، لا يعطي منها أكثر مما يجب ـ هذا مع أن المال سهل التحصيل نسبة، ولا يؤدي ذهابه بحياة الإنسان ـ كذلك يجب أن يكون وقت الإنسان ثمينا، فهو ثروته الحقيقية، التي عليه أن يحسن كيف ينفقها ولا يبيعها بالتافه.
فلنقرر من الآن أن نتعود على الصمت والاستفادة من الوقت، هذا لا يتحقق دفعة واحدة بل يأتي عبر الممارسة والترويض ويبدأ بالقليل ثم يزداد شيئا فشيئا، ذلك بأن يصمم المرء أن يكون منتبها لنفسه كل يوم في ساعة معينة، فلا يتكلم إلا بعد أن يتأمل فيما ينبغي أن يتكلم فيه، يستمر على هذا المنوال لمدة أسبوع ـ مثلاـ بعد ذلك يزيد المدة الى ساعتين ويستمر هكذا لمدة أسبوعين أو شهر، يستمر بزيادة عدد الساعات التي يراقب فيها نفسه مع مرور الزمن، حتى تصبح الحالة ملكة عنده.
هذه التجربة التي يريدنا السيد المرجع (دام ظله الوارف) تطبيقها عمليا، يقول عنها سماحته: التجربة التي أنقلها لكم خلال عدة ثوان أو دقائق يحتاج تحقيقها الى وقت طويل، لكنها ثمينة جدا، لأن ما يحصل عليه الإنسان منها هو أغلى شيء في الحياة، هو عمره وتاريخه وحياته، بل ثروته الحقيقية في هذه الدنيا التي يتاجر بها لكي يربح الحياة في الآخرة.
الفضائل الخمس
إن الإنسان المهذار الثرثار الذي يطلق للسانه العنان ويتفوه بكل ما يخطر بباله، لا يرى قيمة لوقته وحياته، مثل هذا الإنسان لن يصل الى شيء. أما الذي يهدفون الى بلوغ جوار الله تعالى والقرب من الأنبياء والمتقين، فليسوا كذلك، إن التكامل لا يأتي من لاشيء وبلا تأمل وفكر.
كان للإمام موسى بن جعفر(ع) ولد يكنى بزيد النار لم يكن سالكا طريق أبيه. قال له الإمام الرضا(ع) يوما ينصحه : ( إن كنت ترى أنك تعصي الله عز وجل وتدخل الجنة وموسى بن جعفر أطاع الله ودخل الجنة، فأنت إذا أكرم على الله عز وجل من موسى بن جعفر، والله، ما ينال أحد ما عند الله عز وجل إلا بطاعته).
ومن مرويات السيد المرجع قوله: صدق من قال : حجب الله سبحانه اللسان بأربع مصاريع لكثرة ضرره: الشفتان مصراعان، والأسنان مصراعان. فلماذا لا يلتزم الإنسان الصمت رغم كل ذلك؟!
هب أن بعض الكلام ليس حراما، لكن لماذا الإسراف والتبذير؟ أجل إن هذا من أسوأ أنواع الإسراف وإن لم يذكر تحت اسمه، قد لا يعرف ذلك كثير من الناس، مع أنه قد يكون أسوا من إسراف المال أحيانا.
ظهر مما تقدم أن الصمت أحد الفضائل الأخلاقية التي لا يمكن بلوغها إلا بالتجربة، التي تحتاج هي الأخرى الى زمن، الى ثبات وصمود. بيد أنه إضافة الى ذلك ينبغي للإنسان أن لا يغفل عن الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوسل به وصولا الى النتيجة المرجوة؛ قال تعالى: ( قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) الفرقان/ 77.
فهذه خمس فضائل يحددها السيد المرجع، خير دليل عمل للمؤمن الصموت :
1ـ معرفة قيمة الوقت.
2ـ التأمل قبل الكلام.
3ـ ترويض النفس.
4ـ الثبات.
5ـ الاعتماد على الله تعالى.
يمكن للإنسان من خلالها الوصول الى فضيلة الصمت التي إن وفقنا لبلوغها فسنشعر حينها كم أهدرنا من وقتنا وكلامنا بلا نفع لأنفسنا ولغيرنا. لننتهز الفرصة قبل أن يأتي يوم لا نستطيع أن نزيد فيه من حسناتنا ولا أن ننقص من سيئاتنا.
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/تشرين الأول/2010 - 15/ذو القعدة/1431
قبسات من فكر المرجع الشيرازي
http://up.2sw2r.com/upfiles/5a359850.jpg
عبد الكريم العامري
شبكة النبأ: إن السكوت هو الطريق الأفضل والأسرع لرقي الإنسان وتكامله؛ لأن الإنسان ميال بطبيعته لأن يقول كل ما يشعر به ويعلمه ويعرفه، مع أن معظمه لا يتناسب من حيث القيمة مع ما يصرفه من وقت في هذا السبيل، بينما التأمل والتفكر يعطي نتائج أفضل. إذا كان الناس يعظمون المبدعين والمخترعين والمكتشفين، فإن الإبداع في كل مجالات الحياة لا يظهر نتيجة الكلام كظهوره نتيجة التأمل.
المؤمن الصموت
من بين المجالس المليئة بالمعارف والعبر، مجالس سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) يقول في أحداها: إذا كان المؤمن صموتا فإن تفكيره لا ينصرف الى المال والشهوات بل يفكر في التعالي والسمو في طريق الخير، الهداية، الفضائل، الكمال، وإذا أصبح كذلك أبدع فكره وأينع قوله وفعله، تفتحت أمامه آفاق الرقي والازدهار.
وسماحته يضرب لذلك مثلا فلو أن شخصا أراد أن يشتري بضاعة ما، فتأمل قليلا قبل الشراء، ربما انتهى الى أن هذه البضاعة يمكن اقتناؤها من أمكنة أخرى، وأن سعرها قد يكون أرخص مع الاحتفاظ بالمواصفات نفسها. لو كان هذا الشخص قد بادر الى شراء البضاعة دون تأمل وتفكر، فربما ندم؛ لفوات الأفضل أو الأرخص.
الحالة نفسها تصدق في المعنويات. فالطالب - مثلا- يتأمل، يفكر في اختيار الدروس وسلوك الطريق الذي يختصر فيه الوقت. المحاضر يفكر كيف يرفع من مستوى الحاضرين، الداعية يخطط قبل أن يبدأ بهداية الشباب، هكذا المجاهد والعالم والقائد...كل يبحث بالتأمل والتدبر عن أسهل الطرق وأسرعها بلوغها للهدف. هذا كله لا يأتي إلا بالصمت،فيه وبالتأمل وملاحظة الأمور ومقارنتها، بلغ العظماء ما بلغوا.
عندما نراجع سير العلماء والعظماء، ندرس تاريخ مراجع الدين نجد أنهم كانوا كثيري الصمت والفكر والتأمل.
فكر وتأمل ثم تكلم
عن الإمام علي (عليه السلام) قال: (لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الأحمق وراء لسانه) أي أن الأحمق سريع الكلام ، يطلق القول قبل أن يفكر فيه، خلافا للعاقل ، فإنه يفكر في الكلمة قبل أن يقولها.
من المواعظ التي يذكرنا بها سماحة المرجع فيهذا الباب، التي لا غنى عنها للمؤمن،قوله: نقل عن بعض الحكماء أنه كان يقول: لا ترسل كل كلمة مع أول خطورها الى الذهن بل أرجعها الى الفكر وتمعن فيها سبع مرات قبل أن يطلقها لسانك. لا شك أن من يتريث الى هذه الدرجة تقل شطحاته وزلاته غالبا ويقل ندمه إثر ذلك.
لقد عرف الشيخ محمد تقي الشيرازي (قدس) بأنه كان كثير الصمت، كثير الفكر، اشتهر بهذه الصفة حتى تناقلتها الكتب وألسن العلماء من جملة ما نقل عن أحواله في هذا الصدد أنه إذا دار نقاش بين تلاميذه في مسالة ما، كان لا يدخل في النقاش إن رأى أنه لا يعود بالنفع على الموضوع الذي يتكلم فيه.
في هذا المجال يستشهد المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي برواية عن النبي(ص) فيقول: يروى أنه قد صحب النبي (ص) أو عاصره الآلاف من المسلمين وغيرهم، لكن الذين عرفوا واشتهروا بالفضل (عدا أهل البيت عليهم السلام) يعدون بالأصابع، من أبرزهم أبو ذر الغفاري الذي عرف عنه من بين أصحاب رسول الله (ص) أن أكثر عبادته كانت في التفكر، فعن أبي عبد الله الصادق(ع) : (كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والاعتبار).
هكذا لو ألقيتم نظرة على من حولكم سترون أن أكثر الذين بلغوا المراتب العالية في الدنيا والدين والعلوم الدينية وغيرها كالطب والهندسة والتجارة هم أناس مفكرون قد ركزوا على التفكير والتأمل. لهذا عد الصمت من فضائل الأخلاق.
تجربة لوقتك وحياتك
ليس المقصود بالصمت عدم الحديث مطلقا، فكما أن الثرثرة بالباطل ممقوتة فكذلك السكوت عن قول الحق يكون ممقوتا أيضا، غاية الأمر المطلوب من الإنسان أن لا يصرف وقته في الحديث غير النافع، لأن الوقت أغلى من المال، فإذا كان المال قابلا لأن يعوض، فالوقت غير قابل للتعويض. يذكر آية العظمى الله السيد صادق الشيرازي، لقد ورد في الحديث عن الإمام أمير المؤمنين(ع) : ( إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها).
لذلك يوصينا السيد المرجع، حري بالإنسان أن يستفيد من ساعات عمره أقصى ما يستطيع . فكما يفكر باستثمار أمواله على أحسن نحو يمكن، فتراه لا يبذرها، بل لا ينفقها إلا حيث يجب، لا يعطي منها أكثر مما يجب ـ هذا مع أن المال سهل التحصيل نسبة، ولا يؤدي ذهابه بحياة الإنسان ـ كذلك يجب أن يكون وقت الإنسان ثمينا، فهو ثروته الحقيقية، التي عليه أن يحسن كيف ينفقها ولا يبيعها بالتافه.
فلنقرر من الآن أن نتعود على الصمت والاستفادة من الوقت، هذا لا يتحقق دفعة واحدة بل يأتي عبر الممارسة والترويض ويبدأ بالقليل ثم يزداد شيئا فشيئا، ذلك بأن يصمم المرء أن يكون منتبها لنفسه كل يوم في ساعة معينة، فلا يتكلم إلا بعد أن يتأمل فيما ينبغي أن يتكلم فيه، يستمر على هذا المنوال لمدة أسبوع ـ مثلاـ بعد ذلك يزيد المدة الى ساعتين ويستمر هكذا لمدة أسبوعين أو شهر، يستمر بزيادة عدد الساعات التي يراقب فيها نفسه مع مرور الزمن، حتى تصبح الحالة ملكة عنده.
هذه التجربة التي يريدنا السيد المرجع (دام ظله الوارف) تطبيقها عمليا، يقول عنها سماحته: التجربة التي أنقلها لكم خلال عدة ثوان أو دقائق يحتاج تحقيقها الى وقت طويل، لكنها ثمينة جدا، لأن ما يحصل عليه الإنسان منها هو أغلى شيء في الحياة، هو عمره وتاريخه وحياته، بل ثروته الحقيقية في هذه الدنيا التي يتاجر بها لكي يربح الحياة في الآخرة.
الفضائل الخمس
إن الإنسان المهذار الثرثار الذي يطلق للسانه العنان ويتفوه بكل ما يخطر بباله، لا يرى قيمة لوقته وحياته، مثل هذا الإنسان لن يصل الى شيء. أما الذي يهدفون الى بلوغ جوار الله تعالى والقرب من الأنبياء والمتقين، فليسوا كذلك، إن التكامل لا يأتي من لاشيء وبلا تأمل وفكر.
كان للإمام موسى بن جعفر(ع) ولد يكنى بزيد النار لم يكن سالكا طريق أبيه. قال له الإمام الرضا(ع) يوما ينصحه : ( إن كنت ترى أنك تعصي الله عز وجل وتدخل الجنة وموسى بن جعفر أطاع الله ودخل الجنة، فأنت إذا أكرم على الله عز وجل من موسى بن جعفر، والله، ما ينال أحد ما عند الله عز وجل إلا بطاعته).
ومن مرويات السيد المرجع قوله: صدق من قال : حجب الله سبحانه اللسان بأربع مصاريع لكثرة ضرره: الشفتان مصراعان، والأسنان مصراعان. فلماذا لا يلتزم الإنسان الصمت رغم كل ذلك؟!
هب أن بعض الكلام ليس حراما، لكن لماذا الإسراف والتبذير؟ أجل إن هذا من أسوأ أنواع الإسراف وإن لم يذكر تحت اسمه، قد لا يعرف ذلك كثير من الناس، مع أنه قد يكون أسوا من إسراف المال أحيانا.
ظهر مما تقدم أن الصمت أحد الفضائل الأخلاقية التي لا يمكن بلوغها إلا بالتجربة، التي تحتاج هي الأخرى الى زمن، الى ثبات وصمود. بيد أنه إضافة الى ذلك ينبغي للإنسان أن لا يغفل عن الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوسل به وصولا الى النتيجة المرجوة؛ قال تعالى: ( قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) الفرقان/ 77.
فهذه خمس فضائل يحددها السيد المرجع، خير دليل عمل للمؤمن الصموت :
1ـ معرفة قيمة الوقت.
2ـ التأمل قبل الكلام.
3ـ ترويض النفس.
4ـ الثبات.
5ـ الاعتماد على الله تعالى.
يمكن للإنسان من خلالها الوصول الى فضيلة الصمت التي إن وفقنا لبلوغها فسنشعر حينها كم أهدرنا من وقتنا وكلامنا بلا نفع لأنفسنا ولغيرنا. لننتهز الفرصة قبل أن يأتي يوم لا نستطيع أن نزيد فيه من حسناتنا ولا أن ننقص من سيئاتنا.
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/تشرين الأول/2010 - 15/ذو القعدة/1431