وليد المشرفاوي
04-11-2010, 08:04 PM
السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي : المجلس الاعلى عبر عن رؤية واضحة تساعد في تقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسية
استنكر سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي المجازر التي يتعرض لها ابناء شعبنا ، معتبرا ان هذه الجرائم البشعة والانتهاكات الواسعة و الاشلاء التي تقطع في كل يوم تتقاطع مع أبسط مقومات الحس البشري فضلاً عن القيم الاسلامية والدينية السمحاء التي لا يمكن ان تسمح بها تحت أي غطاء وبأي مبرر .
واعرب سماحته عن التضامن والمواساة مع عوائل الشهداء والجرحى المنكوبين والمتضررين من جراء هذه العمليات ، داعيا الجهات المختصة الى تعويضهم والتقليل من آلامهم وتسكين جروحهم من خلال التواصل معهم و توفير ابسط مقومات التعويض التي تساعدهم على الأستمرار في حياتهم بعد الصدمات المادية والروحية التي تعرضوا لها ، مطالبا بالتحقيق العاجل والفاعل للوصول الى نتائج حاسمة لتشخيص هؤلاء المجرمين والتعرف على نواياهم ودوافعهم والاسباب التي تدفعهم لأرتكاب هذه المجازر وعلى القوى التي تقف وراءهم والتي تساندهم ومحاسبتهم ووضع حد لنزيف الدم العراقي .
جاء ذلك في المحاضرة السياسية التي القاها سماحته عصر الاربعاء 3 / 11 / 2010
في الملتقى الثقافي بحضور جمع حاشد من الوجوه الخيرة من السياسيين والمثقفين وابناء العشائر العراقية الذين توافدوا على المكتب الخاص من مختلف مناطق العاصمة بغداد .
وفيما يأتي نص الكلمة :
سلسلة التفجيرات الارهابية
" شهدت الايام القليلة الماضية تفجيرات دموية في بلدروز وفي بغداد بدءأ من كنيسة سيدة النجاة والمجزرة الكبيرة التي وقعت فيها وصولاً الى المجازر التي شهدناها في يوم امس الثلاثاء الدامي ، ان هذه السلسة الطويلة من التفجيرات المروعة والاستهداف الكبير للمواطنين والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى جعل الكثير من العوائل العراقية منكوبة ومن وراءهم جميع العراقيين ومثلت جرحاً أضافياً في ضمير العراقيين نتيجة هذه الاعمال الاجرامية والارهابية ، ان هذه الجرائم البشعة وهذه الانتهاكات الواسعة وهذه الاشلاء التي تتقطع في كل يوم تتقاطع مع أبسط مقومات الحس البشري فضلاً عن القيم الاسلامية والدينية السمحاء التي لا يمكن ان يسمح بها تحت أي غطاء وبأي مبرر لانها تعبر عن ظاهرة خطيرة وعن فكر هدام ولابد لنا ان نضع الحلول والمعالجات الحقيقية لها لأنها تجاوزت كل الحدود وأصبحت تخاطر بالحياة الانسانية في منطقتنا وفي كل بقاع العالم ، اننا نستنكر وندين بأشد العبارات هذه الجرائم الكبيرة وهذا الاستهداف الجبان للمواطنين العراقيين الابرياء ونعبر عن التضمان والمواساة مع عوائل الشهداء والجرحى المنكوبين ومع المتضررين من جراء هذه العمليات وندعو الجهات المختصة الى تعويضهم والتقليل من آلماهم لتسكين جروحهم من خلال التواصل معهم و توفير ابسط مقومات التعويض التي تساعدهم على أستمرار حياتهم بعد كل هذه الصدمات المادية والروحية التي تعرضوا لها كما نطالب بالتحقيق العاجل والفاعل للوصول الى نتائج حاسمة لتشخيص هؤلاء المجرمين والتعرف على نواياهم ودوافعهم وعن الاسباب التي تدفعهم لأرتكاب هذه المجازر وعلى القوى التي تقف وراءهم وتساندهم في هذا الاجرام الكبير ومحاسبتهم ووضع حد لنزيف الدم العراقي الذي لازال مستمراً مع مضي كل هذه السنوات .
جهود القوات الامنية والكوادر الصحية
إننا نوجه شكرنا وتقديرنا للقوات الامنية والاجهزة المختصة والكادر الصحي والطبي الذي قدم العون والمساعدة لهؤلاء المضحين والمنكوبين والجرحي والشهداء وما الى ذلك ، واليوم أصبح الكادر الطبي العراقي محترفاً وقادر على أستيعاب مثل هذه الحالات الواسعة والكبيرة ، وشكرنا وتقديرنا لكل أولئك الشرفاء من الجنود المعروفين والمجهولين والمنظومة الكبيرة من الناس التي تخدم وتساعد وتخفف معاناة المصابين في مثل هذه الحالات الصعبة .
ضرورة تطوير المنظومة الامنية
ان القطعات العسكرية والفرق المدججة بالسلاح لا تستطيع ان توفر الامن الكامل للمدن لا في العراق ولا في أي منطقة اخرى في العالم وانما نحتاج الى تطوير حقيقي في منظوماتنا الاستخبارية والوقائية لكي تصل الى المعلومة وتكتشف الشبكات الاجرامية وتعمل على تفكيكها ومنع الجريمة من الوقوع . اننا نحتاج الى مضاعفة الجهد الاستخباري وتطوير هذه المنظومات بالشكل الذي يجعلنا قادرين على تلافي المشاكل ، اليوم نرى ان اكثر بلدان العالم أستقراراً وأماناً بوجود المنظومات الاستخباراتية ولانجد في شوارعهم دبابة او سيطرة او ما الى ذلك بل هناك منظومات أستخبارية فاعلة تقتنص الاخبار وتتعرف على المجرمين قبل وقوع الجريمة وهذا ما ينبغي ان يكون عليه الوضع في العراق .
ان العمليات الاجرامية الاخيرة جاءت لتعبر عن تطور نوعي في خطط ووسائل وآليات وتنفيذ هؤلاء المجرمين الارهابيين ، حينما نسمع ان هناك 8 او 10 من الانتحاريين يدخلون الى الكنيسة وهم مدججين بالسلاح والاحزمة الناسفة ليفجروا انفسهم ويقتلوا هؤلاء الابرياء وحينما نسمع عن عدد كبير من السيارات المفخخة يقودها أنتحاريون او احزمة ناسفة ينزلون بها الى الشوراع ليقتلوا الاخرين ان ذلك يشير الى تطور خطير في الوسائل والخطط التي يعتمدها هؤلاء لإلحاق الضرر بأبناء شعبنا وهذا ما يتطلب منا دراسة مستفيضة ومراجعة للخطط والسياسات الامنية المعتمدة بما يواكب ويتناسب مع تطور الخطط للمجاميع الارهابية ولا بد من مسك زمام المبادرة والتحول من ردود الفعل والترقب الى حالة الفعل والاقدام والتشويش على هؤلاء وارباك خططهم وأفساد مشاريعهم الدنيئة في الاساءة الى ابناء شعبنا ، نحن بحاجة الى رسم سياسات وستراتيجيات جديدة في التعاطي مع الواقع الامني لان اعتماد الوسائل التقليدية والاجراءات الاعتيادية ما باتت كافية لمواجهة هذا التطور النوعي الخطير في اداء الارهابيين والحاق الضرر بأبناء شعبنا .
ان الوسائل التقليدية المتاحة اليوم والاجراءات المتخدة لاتمكن الاجهزة الامنية من التفوق على الارهاب ووضع حد لنزيف الدم وعليه يجب التفكير بأجراءات وستراتيجيات جديدة للتعاطي مع الواقع الامني كما ان علينا ان نأخذ الاختراقات الامنية على محمل الجد .
تشخيص الثغرات الامنية ومعالجتها
إننا مدعوون جميعاً والاجهزة الامنية على وجه الخصوص للتدقيق في السياقات والاجراءات المعتمدة وتشخيص الثغرات التي تسمح لهؤلاء الارهابيين واستخدامها والوصول الى الناس الابرياء في كل مكان وإلحاق الضرر بهم .
أصبح المواطن يتسائل اليوم عن الجدوى من وجود السيطرات الكثيرة والتي يقضي المواطن وقت طويل خلفها وهي غير قادرة على تشخيص المسيئين والمجرمين والامساك بهم قبل إلحاق الضرر والاذى بالموطنين . ان علينا أشراك أبناء شعبنا في عملية تحقيق الامن وكلما اوجدنا ثقافة شعبية بين اوساط المجتمع للبحث عن المجرم وتشخيص الثغرات والاخبار عن أي معلومة يظن انها تسيء الى العراقيين وبذلك سنساعد الاجهزة الامنية الى حد كبير في السيطرة على هذه الامور ، ولذلك ادعو ابناء شعبنا الى الاهتمام الكبير وفتح عيونهم وان يرصدوا ويراقبوا ما يحيط بمنازلهم واماكن عملهم واتخاذ الاجراءات السريعة بأبلاغ الاجهزة المعنية للحد من نزيف الدم ووقوع الجريمة .
الدعوة الى اعتماد المزيد من الشفافية
كما أناشد السادة المسؤولين للتقليل من الاجراءات التي تتخذ مع من يدلي بالمعلومة وهناك من المواطنين من يظن انه بأدلاء مثل هذه المعلومة سوف يوقع نفسه في دائرة المسؤولية والتحقيق والاسئلة الكثيرة من قبل الاجهزة الامنية لتنسى المعلومة ويصبح الشخص الذي أدلى بها مورد للأستفسار والتحقيق ولذلك علينا ان نشجع الناس على الأدلاء بالكثير من المعلومات المفيدة ، كما وأدعو الجهات المختصة للتمتع بالمزيد من الشفافية حينما يتحدثوا ويطلقوا التصريحات حول هذه الجرائم وحول عدد الضحايا ، ان وسائل الاعلام اليوم تمتلك الكثير من الفرص والادوات للوصول الى المعلومة الصحيحة فحينما تطلق التصريحات الرسمية والتي تحاول التقليل من حجم الاضرار وتحاول ان تعطي معلومات خاطئة لأي سبب من الاسباب ونجد ان الفضائيات ووسائل الاعلام تتحدث عن ارقام مختلفة وسرعان ما تظهر الحقيقية متفقة مع ما تداولته وسائل الاعلام وتبدأ الجهات الرسمية بتصحيح معلوماتها وتتحدث بحديث آخر ، ان مثل هذا المنهج يسيء الى الجهات الرسمية أكثر مما يخفي الحقيقة لذلك ادعو الى اعتماد المزيد من الشفافية .
جريمة استهداف ابناء الديانة المسيحية
ان استهداف المسيحيين في كنسية سيدة النجاة مثل الم كبيراً لقلوب العراقيين جميعاً لأن ابناء الديانة المسيحية في بلدنا تعرضوا للكثير من الاستهدافات والتفجيرات من قبل قوى الظلام بالرغم من قلة عددهم حيث ان الكثير منهم قد تركوا العراق لأسباب وخلفيات مختلفة اننا نرى ان المسيحيين شركاء في هذا البيت الكريم وهم مواطنين أصليين كانوا وعاشوا معنا منذ القدم ولذلك فأننا نحرص على حضورهم وعلى تواجدهم وعلى تشبثهم بالأرض وتمسكهم بهذا الوطن وعدم مغادرته وتركه وسنعمل جاهدين من أجل حمايتهم الدفاع عنهم سندافع عنهم كما ندافع عن انفسنا وسنحميهم كما نحمي أنفسنا وسنطالب بحقوقهم وحقوق ابناء الديانات جميعاً كما نطالب بحقوقنا ، ان العراقيين بكل تلاوينهم الطيبة يمثلون باقة الورد العراقية وسوف ندافع عن هذا التنوع ونصونه بكل ما أوتينا من قوة .
مبادرة الرئيس البارزاني شهدنا في الاسبوع المنصرم اجتماعات مكثفة للكتل السياسية انسياقاً مع مبادرة الرئيس البارزاني الذي دعا الى عقد طاولة مستديرة وتحديد المشتركات وتوسيع رقعة موارد الاتفاق بين القوى والاطراف ولفرز نقاط الاختلاف التي سترحّل الى اجتماع القادة للبت فيها وحسمها ان الطاولة المستديرة تمثل مدخل مهم لتوحيد الرؤية والوصول الى ضمانات حقيقية في تعزيز الشراكة بين ابناء الوطن وستساعد على وضع برنامج حكومي تتوحد عليه الرؤى ويشترك فيه العراقيون مما سيسهل مهمة تشكيل الحكومة القادمة ، ان تأخر تشكيل الحكومة لكل هذه الاشهر يمثل مثلبة كبيرة وعلينا ان نتجاوزها ونتمنى ان تكون الطاولة المستديرة قادرة على حل الاشكاليات عبر تطمين الاطراف جميعاً والاتفاق على تشكيل الحكومة وتوزيع الادوار بين القوى والاطراف المشتركة ، ان المجلس الاعلى شارك بقوة وعزم في هذه الاجتماعات المكثفة وعبر عن رؤية واضحة وحاول ان يساعد في تقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسية الكريمة وكلنا امل في امكانية نجاح هذه المبادرة لا سيما وانها برعاية شخصية وطنية كانت ولا يزال لها الاثر الكبير في توحيد الموقف السياسية العامة وفي الدفاع عن العملية السياسية وحرصاً واسعاً على الوطن وعلى لحمة العراقيين متمثلاً بشخص الرئيس السيد البرزاني .
اخفاقات وزارة التربية
اننا امام أخفاقات كبيرة في الشان التربوي والتعليمي وعلى مستويات عدة فبعد مرور هذه الفترة الطويلة من بداية العام الدراسي لم توزع العديد من المناهج الدراسية في مساحات واسعة في المدارس العراقية ولم تقدم القرطاسية المقررة من وزارة التربية الى شرائح واسعة جداً من الطلبة في مختلف مناطق العراق وان من وزعت عليه هذه القرطاسية كانت في الاعم الاغلب بضاعة رديئة غير قادرة على أيفاء باحتياجات الطالب ، إننا نأسف كثيراً لهذا الاخفاق ولما سيؤثر على الاداء التربوي التعليمي حينما لايكون المنهج حاضراً وحينما لاتكون القرطاسية متوفرة وحينما يعيش الطلبة ظروف خدمية صعبة نتيجة الاشكاليات الكبرى في البنايات المدرسية وعدم توفير الخدمات المطلوبة لهؤلاء الطلاب فحين ذاك ماذا سنتوقع من الطالب ان يقدم في سيره العلمية ان ذلك يؤشر الى اخفاقات كبيرة سيتحمل مسؤوليتها السادة المعنيون عن ادراة هذا الملف الحساس والمشكلة ايضا تمتد الى مضمون المناهج الدراسية والى وسائل وطرق التدريس والى غير ذلك من أشكاليات طالما طرحناها وتحدثنا عنها دون ان نجد أذناً صاغية لتتخذ الاجراءات وتعالج الاشكاليات .
استنكر سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي المجازر التي يتعرض لها ابناء شعبنا ، معتبرا ان هذه الجرائم البشعة والانتهاكات الواسعة و الاشلاء التي تقطع في كل يوم تتقاطع مع أبسط مقومات الحس البشري فضلاً عن القيم الاسلامية والدينية السمحاء التي لا يمكن ان تسمح بها تحت أي غطاء وبأي مبرر .
واعرب سماحته عن التضامن والمواساة مع عوائل الشهداء والجرحى المنكوبين والمتضررين من جراء هذه العمليات ، داعيا الجهات المختصة الى تعويضهم والتقليل من آلامهم وتسكين جروحهم من خلال التواصل معهم و توفير ابسط مقومات التعويض التي تساعدهم على الأستمرار في حياتهم بعد الصدمات المادية والروحية التي تعرضوا لها ، مطالبا بالتحقيق العاجل والفاعل للوصول الى نتائج حاسمة لتشخيص هؤلاء المجرمين والتعرف على نواياهم ودوافعهم والاسباب التي تدفعهم لأرتكاب هذه المجازر وعلى القوى التي تقف وراءهم والتي تساندهم ومحاسبتهم ووضع حد لنزيف الدم العراقي .
جاء ذلك في المحاضرة السياسية التي القاها سماحته عصر الاربعاء 3 / 11 / 2010
في الملتقى الثقافي بحضور جمع حاشد من الوجوه الخيرة من السياسيين والمثقفين وابناء العشائر العراقية الذين توافدوا على المكتب الخاص من مختلف مناطق العاصمة بغداد .
وفيما يأتي نص الكلمة :
سلسلة التفجيرات الارهابية
" شهدت الايام القليلة الماضية تفجيرات دموية في بلدروز وفي بغداد بدءأ من كنيسة سيدة النجاة والمجزرة الكبيرة التي وقعت فيها وصولاً الى المجازر التي شهدناها في يوم امس الثلاثاء الدامي ، ان هذه السلسة الطويلة من التفجيرات المروعة والاستهداف الكبير للمواطنين والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى جعل الكثير من العوائل العراقية منكوبة ومن وراءهم جميع العراقيين ومثلت جرحاً أضافياً في ضمير العراقيين نتيجة هذه الاعمال الاجرامية والارهابية ، ان هذه الجرائم البشعة وهذه الانتهاكات الواسعة وهذه الاشلاء التي تتقطع في كل يوم تتقاطع مع أبسط مقومات الحس البشري فضلاً عن القيم الاسلامية والدينية السمحاء التي لا يمكن ان يسمح بها تحت أي غطاء وبأي مبرر لانها تعبر عن ظاهرة خطيرة وعن فكر هدام ولابد لنا ان نضع الحلول والمعالجات الحقيقية لها لأنها تجاوزت كل الحدود وأصبحت تخاطر بالحياة الانسانية في منطقتنا وفي كل بقاع العالم ، اننا نستنكر وندين بأشد العبارات هذه الجرائم الكبيرة وهذا الاستهداف الجبان للمواطنين العراقيين الابرياء ونعبر عن التضمان والمواساة مع عوائل الشهداء والجرحى المنكوبين ومع المتضررين من جراء هذه العمليات وندعو الجهات المختصة الى تعويضهم والتقليل من آلماهم لتسكين جروحهم من خلال التواصل معهم و توفير ابسط مقومات التعويض التي تساعدهم على أستمرار حياتهم بعد كل هذه الصدمات المادية والروحية التي تعرضوا لها كما نطالب بالتحقيق العاجل والفاعل للوصول الى نتائج حاسمة لتشخيص هؤلاء المجرمين والتعرف على نواياهم ودوافعهم وعن الاسباب التي تدفعهم لأرتكاب هذه المجازر وعلى القوى التي تقف وراءهم وتساندهم في هذا الاجرام الكبير ومحاسبتهم ووضع حد لنزيف الدم العراقي الذي لازال مستمراً مع مضي كل هذه السنوات .
جهود القوات الامنية والكوادر الصحية
إننا نوجه شكرنا وتقديرنا للقوات الامنية والاجهزة المختصة والكادر الصحي والطبي الذي قدم العون والمساعدة لهؤلاء المضحين والمنكوبين والجرحي والشهداء وما الى ذلك ، واليوم أصبح الكادر الطبي العراقي محترفاً وقادر على أستيعاب مثل هذه الحالات الواسعة والكبيرة ، وشكرنا وتقديرنا لكل أولئك الشرفاء من الجنود المعروفين والمجهولين والمنظومة الكبيرة من الناس التي تخدم وتساعد وتخفف معاناة المصابين في مثل هذه الحالات الصعبة .
ضرورة تطوير المنظومة الامنية
ان القطعات العسكرية والفرق المدججة بالسلاح لا تستطيع ان توفر الامن الكامل للمدن لا في العراق ولا في أي منطقة اخرى في العالم وانما نحتاج الى تطوير حقيقي في منظوماتنا الاستخبارية والوقائية لكي تصل الى المعلومة وتكتشف الشبكات الاجرامية وتعمل على تفكيكها ومنع الجريمة من الوقوع . اننا نحتاج الى مضاعفة الجهد الاستخباري وتطوير هذه المنظومات بالشكل الذي يجعلنا قادرين على تلافي المشاكل ، اليوم نرى ان اكثر بلدان العالم أستقراراً وأماناً بوجود المنظومات الاستخباراتية ولانجد في شوارعهم دبابة او سيطرة او ما الى ذلك بل هناك منظومات أستخبارية فاعلة تقتنص الاخبار وتتعرف على المجرمين قبل وقوع الجريمة وهذا ما ينبغي ان يكون عليه الوضع في العراق .
ان العمليات الاجرامية الاخيرة جاءت لتعبر عن تطور نوعي في خطط ووسائل وآليات وتنفيذ هؤلاء المجرمين الارهابيين ، حينما نسمع ان هناك 8 او 10 من الانتحاريين يدخلون الى الكنيسة وهم مدججين بالسلاح والاحزمة الناسفة ليفجروا انفسهم ويقتلوا هؤلاء الابرياء وحينما نسمع عن عدد كبير من السيارات المفخخة يقودها أنتحاريون او احزمة ناسفة ينزلون بها الى الشوراع ليقتلوا الاخرين ان ذلك يشير الى تطور خطير في الوسائل والخطط التي يعتمدها هؤلاء لإلحاق الضرر بأبناء شعبنا وهذا ما يتطلب منا دراسة مستفيضة ومراجعة للخطط والسياسات الامنية المعتمدة بما يواكب ويتناسب مع تطور الخطط للمجاميع الارهابية ولا بد من مسك زمام المبادرة والتحول من ردود الفعل والترقب الى حالة الفعل والاقدام والتشويش على هؤلاء وارباك خططهم وأفساد مشاريعهم الدنيئة في الاساءة الى ابناء شعبنا ، نحن بحاجة الى رسم سياسات وستراتيجيات جديدة في التعاطي مع الواقع الامني لان اعتماد الوسائل التقليدية والاجراءات الاعتيادية ما باتت كافية لمواجهة هذا التطور النوعي الخطير في اداء الارهابيين والحاق الضرر بأبناء شعبنا .
ان الوسائل التقليدية المتاحة اليوم والاجراءات المتخدة لاتمكن الاجهزة الامنية من التفوق على الارهاب ووضع حد لنزيف الدم وعليه يجب التفكير بأجراءات وستراتيجيات جديدة للتعاطي مع الواقع الامني كما ان علينا ان نأخذ الاختراقات الامنية على محمل الجد .
تشخيص الثغرات الامنية ومعالجتها
إننا مدعوون جميعاً والاجهزة الامنية على وجه الخصوص للتدقيق في السياقات والاجراءات المعتمدة وتشخيص الثغرات التي تسمح لهؤلاء الارهابيين واستخدامها والوصول الى الناس الابرياء في كل مكان وإلحاق الضرر بهم .
أصبح المواطن يتسائل اليوم عن الجدوى من وجود السيطرات الكثيرة والتي يقضي المواطن وقت طويل خلفها وهي غير قادرة على تشخيص المسيئين والمجرمين والامساك بهم قبل إلحاق الضرر والاذى بالموطنين . ان علينا أشراك أبناء شعبنا في عملية تحقيق الامن وكلما اوجدنا ثقافة شعبية بين اوساط المجتمع للبحث عن المجرم وتشخيص الثغرات والاخبار عن أي معلومة يظن انها تسيء الى العراقيين وبذلك سنساعد الاجهزة الامنية الى حد كبير في السيطرة على هذه الامور ، ولذلك ادعو ابناء شعبنا الى الاهتمام الكبير وفتح عيونهم وان يرصدوا ويراقبوا ما يحيط بمنازلهم واماكن عملهم واتخاذ الاجراءات السريعة بأبلاغ الاجهزة المعنية للحد من نزيف الدم ووقوع الجريمة .
الدعوة الى اعتماد المزيد من الشفافية
كما أناشد السادة المسؤولين للتقليل من الاجراءات التي تتخذ مع من يدلي بالمعلومة وهناك من المواطنين من يظن انه بأدلاء مثل هذه المعلومة سوف يوقع نفسه في دائرة المسؤولية والتحقيق والاسئلة الكثيرة من قبل الاجهزة الامنية لتنسى المعلومة ويصبح الشخص الذي أدلى بها مورد للأستفسار والتحقيق ولذلك علينا ان نشجع الناس على الأدلاء بالكثير من المعلومات المفيدة ، كما وأدعو الجهات المختصة للتمتع بالمزيد من الشفافية حينما يتحدثوا ويطلقوا التصريحات حول هذه الجرائم وحول عدد الضحايا ، ان وسائل الاعلام اليوم تمتلك الكثير من الفرص والادوات للوصول الى المعلومة الصحيحة فحينما تطلق التصريحات الرسمية والتي تحاول التقليل من حجم الاضرار وتحاول ان تعطي معلومات خاطئة لأي سبب من الاسباب ونجد ان الفضائيات ووسائل الاعلام تتحدث عن ارقام مختلفة وسرعان ما تظهر الحقيقية متفقة مع ما تداولته وسائل الاعلام وتبدأ الجهات الرسمية بتصحيح معلوماتها وتتحدث بحديث آخر ، ان مثل هذا المنهج يسيء الى الجهات الرسمية أكثر مما يخفي الحقيقة لذلك ادعو الى اعتماد المزيد من الشفافية .
جريمة استهداف ابناء الديانة المسيحية
ان استهداف المسيحيين في كنسية سيدة النجاة مثل الم كبيراً لقلوب العراقيين جميعاً لأن ابناء الديانة المسيحية في بلدنا تعرضوا للكثير من الاستهدافات والتفجيرات من قبل قوى الظلام بالرغم من قلة عددهم حيث ان الكثير منهم قد تركوا العراق لأسباب وخلفيات مختلفة اننا نرى ان المسيحيين شركاء في هذا البيت الكريم وهم مواطنين أصليين كانوا وعاشوا معنا منذ القدم ولذلك فأننا نحرص على حضورهم وعلى تواجدهم وعلى تشبثهم بالأرض وتمسكهم بهذا الوطن وعدم مغادرته وتركه وسنعمل جاهدين من أجل حمايتهم الدفاع عنهم سندافع عنهم كما ندافع عن انفسنا وسنحميهم كما نحمي أنفسنا وسنطالب بحقوقهم وحقوق ابناء الديانات جميعاً كما نطالب بحقوقنا ، ان العراقيين بكل تلاوينهم الطيبة يمثلون باقة الورد العراقية وسوف ندافع عن هذا التنوع ونصونه بكل ما أوتينا من قوة .
مبادرة الرئيس البارزاني شهدنا في الاسبوع المنصرم اجتماعات مكثفة للكتل السياسية انسياقاً مع مبادرة الرئيس البارزاني الذي دعا الى عقد طاولة مستديرة وتحديد المشتركات وتوسيع رقعة موارد الاتفاق بين القوى والاطراف ولفرز نقاط الاختلاف التي سترحّل الى اجتماع القادة للبت فيها وحسمها ان الطاولة المستديرة تمثل مدخل مهم لتوحيد الرؤية والوصول الى ضمانات حقيقية في تعزيز الشراكة بين ابناء الوطن وستساعد على وضع برنامج حكومي تتوحد عليه الرؤى ويشترك فيه العراقيون مما سيسهل مهمة تشكيل الحكومة القادمة ، ان تأخر تشكيل الحكومة لكل هذه الاشهر يمثل مثلبة كبيرة وعلينا ان نتجاوزها ونتمنى ان تكون الطاولة المستديرة قادرة على حل الاشكاليات عبر تطمين الاطراف جميعاً والاتفاق على تشكيل الحكومة وتوزيع الادوار بين القوى والاطراف المشتركة ، ان المجلس الاعلى شارك بقوة وعزم في هذه الاجتماعات المكثفة وعبر عن رؤية واضحة وحاول ان يساعد في تقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسية الكريمة وكلنا امل في امكانية نجاح هذه المبادرة لا سيما وانها برعاية شخصية وطنية كانت ولا يزال لها الاثر الكبير في توحيد الموقف السياسية العامة وفي الدفاع عن العملية السياسية وحرصاً واسعاً على الوطن وعلى لحمة العراقيين متمثلاً بشخص الرئيس السيد البرزاني .
اخفاقات وزارة التربية
اننا امام أخفاقات كبيرة في الشان التربوي والتعليمي وعلى مستويات عدة فبعد مرور هذه الفترة الطويلة من بداية العام الدراسي لم توزع العديد من المناهج الدراسية في مساحات واسعة في المدارس العراقية ولم تقدم القرطاسية المقررة من وزارة التربية الى شرائح واسعة جداً من الطلبة في مختلف مناطق العراق وان من وزعت عليه هذه القرطاسية كانت في الاعم الاغلب بضاعة رديئة غير قادرة على أيفاء باحتياجات الطالب ، إننا نأسف كثيراً لهذا الاخفاق ولما سيؤثر على الاداء التربوي التعليمي حينما لايكون المنهج حاضراً وحينما لاتكون القرطاسية متوفرة وحينما يعيش الطلبة ظروف خدمية صعبة نتيجة الاشكاليات الكبرى في البنايات المدرسية وعدم توفير الخدمات المطلوبة لهؤلاء الطلاب فحين ذاك ماذا سنتوقع من الطالب ان يقدم في سيره العلمية ان ذلك يؤشر الى اخفاقات كبيرة سيتحمل مسؤوليتها السادة المعنيون عن ادراة هذا الملف الحساس والمشكلة ايضا تمتد الى مضمون المناهج الدراسية والى وسائل وطرق التدريس والى غير ذلك من أشكاليات طالما طرحناها وتحدثنا عنها دون ان نجد أذناً صاغية لتتخذ الاجراءات وتعالج الاشكاليات .