ramialsaiad
05-11-2010, 06:46 PM
عن سعيد بن زيد بن أرطأة قال : لقيت كميل بن زياد وسألته عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقال : ألا اخبرك بوصية أوصاني بها يوما ( هي خير لك من الدنيا بما فيها ) فقلت : بلى ، قال : قال لي علي ( عليه السلام ) :
« يا كميل بن زياد سم كل يوم باسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وتوكل على الله ، واذكرنا وسم بأسمائنا وصل علينا ، واستعذ بالله ربنا ، وأدرء ( بذلك ) (3) عن نفسك وما تحوطه عنايتك تكف شر ذلك اليوم ، يا كميل ان رسول الله أدبه الله عز وجل وهو أدبني ، وأنا اؤدب المؤمنين واورث الأدب المكرمين ، يا كميل ما من علم إلا وأنا افتحه ، وما من سر إلا والقائم ( عليه السلام ) يختمه ، يا كميل ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا ، يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج إلى معونة فيها إلى معرفة ، يا كميل إذا أكلت الطعام فسم باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء ، وهو الشفاء من جميع الأسواء ، يا كميل إذا أكلت الطعام فواكل به ولا تبخل به ، فانك لم ترزق الناس ( شيئا ) والله يجزل لك الثواب بذلك .
يا كميل احسن خلقك وابسط إلى جليسك ولا تنهرن خادمك ، يا كميل إذا ( أنت ) أكلت فطول أكلك ، يستوف من معك ويرزق منه غيرك ، يا كميل إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك ، وارفع بذلك صوتك ليحمده سواك فيعظم بذلك أجرك ، يا كميل لا توقرن معدتك طعاما ودع فيها للماء موضعا وللريح مجالا ، يا كميل لا تنفذ طعامك فان رسول الله لم ينفذه ، يا كميل لا ترفعن يدك من الطعام إلا وأنت تشتهيه ، فإذا فعلت ذلك فأنت تستمرئه ، يا كميل صحة الجسم من قلة الطعام وقلة الماء ، يا كميل البركة في المال من ايتاء الزكاة ومواساة المؤمنين وصلة الأقربين وهم الأقربون ( لنا ) .
يا كميل زد قرابتك المؤمن على ما تعطي سواه من المؤمنين ، وكن بهم أرأف وعليهم أعطف وتصدق على المساكين ، يا كميل لا تردن سائلا ولو بشق تمرة أو من شطر عنب ، يا كميل الصدقة تنمى عند الله ، يا كميل حسن خلق المؤمن التواضع وجماله التعطف وشرفه الشفقة ، وعزه ترك القال والقيل ، يا كميل إياك والمراء فانك تغري بنفسك السفهاء إذا فعلت وتفسد الاخاء . يا كميل إذا جادلت في الله تعالى فلا تخاطب إلا من يشبه العقلاء ، وهذا ضرورة ، يا كميل هم على كل حال سفهاء ما قال الله تعالى : ( ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) ، يا كميل في كل صنف قوم أرفع من قوم فاياك ومناظرة الخسيس منهم إذا شتموك فاحتمل ، وكن من الذين وصفهم الله تعالى ( بقوله ) : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) .
يا كميل قل الحق على كل حال ، ووازر المتقين واهجر الفاسقين ، يا كميل جانب المنافقين ولا تصاحب الخائنين ، يا كميل إياك إياك والتطرق الى أبواب الظالمين والاختلاط بهم والاكتساب منهم ، وإياك أن تطيعهم وأن تشهد في
مجالسهم بما يسخط الله ( عليك ) .
يا كميل إن اضطررت الى حضورهم فداوم ذكر الله تعالى والتوكل عليه ، واستعذ بالله من شرهم واطرق عنهم ، وانكر بقلبك فعلهم واجهر بتعظيم الله عز وجل لتسمعهم ، فانهم يهابوك وتكفي شرهم ، يا كميل ان احب ما امت العباد الى الله تعالى بعد الاقرار به وبأوليائه التجمل والتعفف والاصطبار ، يا كميل لا بأس بأن لا يعلم سرك .
يا كميل لا تر الناس افتقارك ( واضطرارك ) ، واصبر عليه احتسابا تعرف بستر ، يا كميل ومن أخوك ؟ أخوك الذي لا يخذلك عند الشدة ، ولا يقعد عنك عند الجريرة ، ولا يخدعك حين تسأله ، ولا يتركك وأمرك حتى يعلمه فان كان مميلا أصلحه .
يا كميل المؤمن مرآة المؤمن يتأمله ( ويسد فاقته ) ويجمل حالته ، يا كميل المؤمنون اخوة ولا شئ آثر عند كل أخ من أخيه ، يا كميل ان لم تحب أخاك فلست أخاه ، يا كميل انما المؤمن من قال بقولنا ، فمن تخلف عنا قصر عنا ، ومن قصر عنا لم يلحق بنا ، ومن لم يكن معنا ففي الدرك الأسفل من النار .
يا كميل كل مصدور ينفث فمن نفث إليك منا بأمر وأمرك بستره فاياك أن تبديه ، فليس لك من إبدائه توبة ، وإذا لم تكن (1) لك توبة فالمصير الى لظى ، يا كميل اذاعة سر آل محمد ( عليهم السلام ) لا يقبل الله تعالى منها ولا يحتمل أحد عليها . يا كميل وما قالوه لك مطلقا فلا تعلمه إلا مؤمنا موفقا ، يا كميل لا تعلم الكافرين من أخبارنا فيزيدوا عليها ، فيبدوكم بها يوم يعاقبون عليها ، يا كميل لابد لماضيكم من اوبة ولا بد لباقيكم من غلبة ، يا كميل سيجمع الله لكم خير البدء والعاقبة .
يا كميل أنتم ممتعون بأعدائكم تطربون بطربهم وتشربون بشربهم وتأكلون بأكلهم وتدخلون مداخلهم ، وربما غلبتم على نعمتهم ، إي والله على إكراه منهم لذلك ، ولكن الله عز وجل ناصركم وخاذلهم ، فإذا كان والله يومكم وظهر صاحبكم ، لم يأكلوا والله معكم ، ولم يردوا مواردكم ولم يقرعوا أبوابكم ولم ينالوا نعمتكم أذلة خاسئين ، اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا .
يا كميل احمد الله تعالى والمؤمنون على ذلك وعلى كل نعمة ، يا كميل قل عند كل شدة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، تكفها ، وقل عند كل نعمة : الحمد لله نزد منها وإذا أبطأت الأرزاق عليك فاستغفر الله يوسع عليك فيها .
يا كميل إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل : أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي ، وأعوذ بمحمد الرضي من شر ما قدر وقضي ، وأعوذ بإله الناس من شر الجنة والناس أجمعين وسلم ، تكف مؤونة ابليس والشياطين معه ، ولو انهم كلهم أبالسة مثله يا كميل ان لهم خداعا وشقاشق وزخاريف ووساوس وخيلاء على كل أحد ( على ) قدر منزلته في الطاعة والمعصية ، فيحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة يا كميل لا عدو أعدى منهم ولا ضار أضر ( بك ) منهم ، أمنيتهم أن تكون معهم غدا إذا اجتثوا في العذاب ( الأليم ) ، لا يفتر عنهم شرره ولا يقصر عنهم خالدين فيها أبدا ، يا كميل سخط الله تعالى محيط بمن لم يحترز منهم باسمه واسم نبيه وجميع عزائمه وعوذه جل وعز وصلوات الله على نبيه وآله وسلم .
يا كميل انهم يخدعونك بأنفسهم ، فإذا لم يجبهم مكروا بك وبنفسك بتحسينهم اليك شهواتك ، وأعطائك أمانيك وارادتك ، ويسولون لك وينسونك وينهونك ويأمرونك ، ويحسنون ظنك بالله عز وجل حتى ترجوه فتغتر بذلك وتعصيه وجزاء العاصي لظى .
يا كميل احفظ قول الله عز وجل : ( الشيطان سول لهم وأملى لهم ) ، والمسول الشيطان والمملي الله تعالى ، يا كميل اذكر قول الله تعالى لأبليس لعنه الله : ( واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) ، يا كميل ان ابليس لا يعد عن نفسه وانما يعد عن ربه ليحملهم على معصيته فيورطهم ، يا كميل انه يأتي لك بلطف كيده فيأمرك بما يعلم انك قد الفته من طاعة لا تدعها فتحسب ان ذلك ملك كريم وانما هو شيطان رجيم فإذا سكنت إليه واطمأننت ( حملك ) على العظايم المهلكة التي لا نجاة معها ، يا كميل ان له فخاخا ينصبها فاحذر ان يوقعك فيها .
يا كميل ان الأرض مملوءة من فخاخهم فلن ينجو منها إلا من تشبث بنا ، وقد أعلمك الله عز وجل انه لن ينجو منها إلا عباده وعباده أولياؤنا ، يا كميل وهو قول الله عز وجل : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) وقوله عز وجل : ( إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) ، يا كميل انج بولايتنا من أن يشركك في مالك وولدك كما أمر .
يا كميل لا تغتر بأقوام يصلون فيطيلون ويصومون فيداومون ويتصدقون فيحسبون أنهم موفقون ، يا كميل اقسم بالله لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ان الشيطان إذا حمل قوما على الفواحش ، مثل الزنا وشرب الخمر والربا ، وما أشبه ذلك من الخنا والمآثم ، حبب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ، ثم حملهم على ولاية الائمة الذين يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون .
يا كميل انه مستقر ومستودع ، فاحذر أن تكون من المستودعين ، يا كميل انما تستحق أن تكون مستقرا إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرجك الى عوج ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه و ( ما ) هديناك إليه ، يا كميل لا رخصة في فرض ولا شدة في نافلة ، يا كميل ان الله عز وجل لا يسائل إلا على ما فرض ، وانما قدمنا عمل النوافل بين أيدينا للاهوال العظام والطامة يوم المقام ، يا كميل ان الله أعظم من أن تزيله الفرائض والنوافل وجميع الأعمال وصالح الأموال ، ولكن من تطوع خيرا فهو خير له ، يا كميل ان ذنوبك أكثر من حسناتك وغفلتك أكثر من ذكرك ، ونعمة الله عليك أكثر من كل عملك .
يا كميل أنه لا تخلو من نعمة الله عز وجل عندك وعافيته ، فلا تخل من تحميده وتمجيده وتسبيحه وتقديسه وشكره وذكره على كل حال ، يا كميل لا تكونن من الذين قال الله عز وجل : ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) ونسبهم الى الفسق ( اولئك هم الفاسقون ) يا كميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق ، ( انما ) (1) الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب نقي وعمل عند الله مرضي وخشوع سوي ابقاء للحد فيها ، يا كميل عند الركوع والسجود وما بينهما تبتلت العروق ( فيها ) والمفاصل حتى تستوفي ( ولا ) الى ما تأنى به من جميع صلواتك ، يا كميل انظر فيم تصلي وعلام تصلي ان لم يكن من وجهه وحله فلا قبول .
يا كميل اللسان يبوح من القلب ، والقلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما تغذي قلبك وجسمك ، فان لم يكن ذلك حلالا لم يقبل الله تسبيحك ولا شكرك ، يا كميل افهم واعلم انا لا نرخص في ترك أداء الأمانات لأحد من الخلق فمن روى عني في ذلك رخصه فقد أبطل وأثم وجزاؤه النار بما كذب ، اقسم لسمعت رسول الله يقول لي قبل وفاته بساعة مرارا ثلاثا : يا أبا الحسن أد الأمانة الى البر والفاجر فيما قل وجل في الخيط والمخيط .
يا كميل لا غزو إلا مع إمام عادل ، ونفل إلا مع إمام فاضل ، يا كميل أرأيت لو ( ان الله ) لم يظهر نبيا وكان في الارض مؤمن تقي أكان في دعائه الى الله مخطئا أو مصيبا ؟ بل والله مخطئا حتى ينصبه الله عز وجل ويؤهله .
يا كميل الدين لله فلا تغترن بأقوال الامة المخدوعة التي ضلت بعد ما أهتدت وأنكرت وجحدت بعد ما قبلت ، يا كميل الدين لله فلا يقبل الله تعالى من أحد القيام به إلا رسولا أو نبيا أو وصيا ، يا كميل هي نبوة ورسالة وإمامة وما بعد ذلك إلا متولين ومتغلبين وضالين ومعتدين .
يا كميل ان النصارى لم تعطل الله تعالى ولا اليهود ولا جحدت موسى ولا عيسى ، ولكنهم زادوا ونقصوا وحرفوا وألحدوا فلعنوا ومقتوا ولم يتوبوا ولم يقبلوا ( يا كميل انما يتقبل الله من المتقين ) .
يا كميل ان أبانا آدم لم يلد يهوديا ولا نصرانيا ولا كان ابنه إلا حنيفا مسلما ، فلم يقم بالواجب عليه ، فأداه الى أن لم يقبل قربانه ، بل قبل من أخيه فحسده وقتله وهو من المسجونين في الفلق الذين عدتهم اثنا عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين والفلق الأسفل من النار ومن بخاره حر جهنم وحسبك فيما حر جهنم من بخاره .
يا كميل نحن والله الذين اتقوا والذين هم محسنون ، يا كميل ان الله عز وجل كريم رحيم عظيم حليم ، دلنا على الخلافة وأمرنا بالأخذ بها وحمل الناس عليها ، فقد أديناها غير مختلفين وأرسلناها غير منافقين ، وصدقناها غير مكذبين وقبلناها غير مرتابين ، لم يكن لنا والله شياطين نوحي إليها وتوحي الينا كما وصف الله تعالى قوما ذكرهم الله عز وجل ( باسمائهم ) في كتابه فاقرأ كما أنزل : ( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) ، يا كميل الويل لهم فسوف يلقون غيا .
يا كميل لست والله متعلقا حتى أطاع وممتنا حتى اعصى ، ولا مهانا لطغام الأعراب حتى انتحل إمرة المؤمنين أو ادعي بها ، يا كميل نحن الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول الله وقد جمعهم فنادى ( فيهم ) الصلاة جامعة يوم كذا وكذا وأياما سبعة وقت كذا وكذا ، فلم يتخلف أحد .
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس إني مود عن ربي عز وجل ولا مخبر عن نفسي ، فمن صدقني فلله صدق ومن صدق الله أثابه الجنان ، ومن كذبني كذب الله عز وجل ، ومن كذب الله أعقبه النيران .
ثم ناداني فصعدت فأقامني دونه ورأسي الى صدره والحسن والحسين عن يمينه وشماله ، ثم قال : معاشر الناس أمرني جبرئيل عن الله تعالى ، انه ربي وربكم أن أعلمكم ان القران ( هو ) الثقل الأكبر وأن وصيي هذا وابناي ومن خلفهم من أصلابهم هم الثقل الأصغر ( يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ويشهد الثقل الأصغر ) (3) للثقل الأكبر كل واحد منهما ملازمة لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله فيحكم بينهما وبين العباد .
يا كميل فإذا كنا كذلك فعلام تقدمنا من تقدم وتأخر عنا من تأخر ، يا كميل قد ابلغهم رسول الله رسالة ربه ونصح لهم ولكن لا يحبون الناصحين ، يا كميل قال رسول الله لي قولا ( اعلنه ) والمهاجرين والأنصار متوافرون يوما بعد العصر يوم النصف من شهر رمضان قائما على قدميه فوق منبره : علي وابناي منه الطيبون مني وأنا منهم وهم الطيبون بعد امهم وهم سفينة من ركبها نجا ومن تخلف عنها هوى الناجي في الجنة والهاوي في لظى .
يا كميل الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، يا كميل علام يحسدوننا والله أنشأنا ( من ) قبل أن يعرفونا أفتراهم بحسدهم إيانا عن ربنا يزيلوننا ؟
يا كميل من لا يسكن الجنة فبشره بعذاب أليم وخزي مقيم وأكبال ومقامع وسلاسل طوال ومقطعات النيران ومقارنة كل شيطان ، الشراب صديد واللباس حديد والخزنة فضضة والنار ملتهبة والأبواب موثقة مطبقة ينادون فلا يجابون ويستغيثون فلا يرحمون ، نداؤهم : ( يا مالك ليقض علينا ربك قال انكم ما كثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثرهم للحق كارهون ) .
يا كميل نحن والله الحق الذي قال الله عز وجل : ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ) ، يا كميل ثم ينادون الله تقدست أسماؤه بعد أن يمكثوا أحقابا اجعلنا على الرجا فيجيبهم : ( اخسأوا فيها ولا تكلمون ) .
يا كميل فعندها ييأسون من الكرة واشتدت الحسرة وأيقنوا بالهلكة والمكث جزاء بما كسبوا عذبوا ، ( يا كميل قل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) ، يا كميل أنا أحمد الله على توفيقه إياي والمؤمنين وعلى كل حال ، ( يا كميل ) انما حظا من حظا بدنيا زايلة مدبرة فافهم تحظى بآخرة باقية ثابتة ، يا كميل كل يصير الى الآخرة والذي يرغب منها رضا الله تعالى والدرجات العلى من الجنة التي لا يورثها إلا من كان تقيا ، يا كميل إن شئت فقم ».
رواه مختصرا في تحف العقول : 171 ـ 176 ، عنه البحار 83 : 284 و 84 : 230
http://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/03/book_22/main.htm (http://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/03/book_22/main.htm)
« يا كميل بن زياد سم كل يوم باسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وتوكل على الله ، واذكرنا وسم بأسمائنا وصل علينا ، واستعذ بالله ربنا ، وأدرء ( بذلك ) (3) عن نفسك وما تحوطه عنايتك تكف شر ذلك اليوم ، يا كميل ان رسول الله أدبه الله عز وجل وهو أدبني ، وأنا اؤدب المؤمنين واورث الأدب المكرمين ، يا كميل ما من علم إلا وأنا افتحه ، وما من سر إلا والقائم ( عليه السلام ) يختمه ، يا كميل ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا ، يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج إلى معونة فيها إلى معرفة ، يا كميل إذا أكلت الطعام فسم باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء ، وهو الشفاء من جميع الأسواء ، يا كميل إذا أكلت الطعام فواكل به ولا تبخل به ، فانك لم ترزق الناس ( شيئا ) والله يجزل لك الثواب بذلك .
يا كميل احسن خلقك وابسط إلى جليسك ولا تنهرن خادمك ، يا كميل إذا ( أنت ) أكلت فطول أكلك ، يستوف من معك ويرزق منه غيرك ، يا كميل إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك ، وارفع بذلك صوتك ليحمده سواك فيعظم بذلك أجرك ، يا كميل لا توقرن معدتك طعاما ودع فيها للماء موضعا وللريح مجالا ، يا كميل لا تنفذ طعامك فان رسول الله لم ينفذه ، يا كميل لا ترفعن يدك من الطعام إلا وأنت تشتهيه ، فإذا فعلت ذلك فأنت تستمرئه ، يا كميل صحة الجسم من قلة الطعام وقلة الماء ، يا كميل البركة في المال من ايتاء الزكاة ومواساة المؤمنين وصلة الأقربين وهم الأقربون ( لنا ) .
يا كميل زد قرابتك المؤمن على ما تعطي سواه من المؤمنين ، وكن بهم أرأف وعليهم أعطف وتصدق على المساكين ، يا كميل لا تردن سائلا ولو بشق تمرة أو من شطر عنب ، يا كميل الصدقة تنمى عند الله ، يا كميل حسن خلق المؤمن التواضع وجماله التعطف وشرفه الشفقة ، وعزه ترك القال والقيل ، يا كميل إياك والمراء فانك تغري بنفسك السفهاء إذا فعلت وتفسد الاخاء . يا كميل إذا جادلت في الله تعالى فلا تخاطب إلا من يشبه العقلاء ، وهذا ضرورة ، يا كميل هم على كل حال سفهاء ما قال الله تعالى : ( ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) ، يا كميل في كل صنف قوم أرفع من قوم فاياك ومناظرة الخسيس منهم إذا شتموك فاحتمل ، وكن من الذين وصفهم الله تعالى ( بقوله ) : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) .
يا كميل قل الحق على كل حال ، ووازر المتقين واهجر الفاسقين ، يا كميل جانب المنافقين ولا تصاحب الخائنين ، يا كميل إياك إياك والتطرق الى أبواب الظالمين والاختلاط بهم والاكتساب منهم ، وإياك أن تطيعهم وأن تشهد في
مجالسهم بما يسخط الله ( عليك ) .
يا كميل إن اضطررت الى حضورهم فداوم ذكر الله تعالى والتوكل عليه ، واستعذ بالله من شرهم واطرق عنهم ، وانكر بقلبك فعلهم واجهر بتعظيم الله عز وجل لتسمعهم ، فانهم يهابوك وتكفي شرهم ، يا كميل ان احب ما امت العباد الى الله تعالى بعد الاقرار به وبأوليائه التجمل والتعفف والاصطبار ، يا كميل لا بأس بأن لا يعلم سرك .
يا كميل لا تر الناس افتقارك ( واضطرارك ) ، واصبر عليه احتسابا تعرف بستر ، يا كميل ومن أخوك ؟ أخوك الذي لا يخذلك عند الشدة ، ولا يقعد عنك عند الجريرة ، ولا يخدعك حين تسأله ، ولا يتركك وأمرك حتى يعلمه فان كان مميلا أصلحه .
يا كميل المؤمن مرآة المؤمن يتأمله ( ويسد فاقته ) ويجمل حالته ، يا كميل المؤمنون اخوة ولا شئ آثر عند كل أخ من أخيه ، يا كميل ان لم تحب أخاك فلست أخاه ، يا كميل انما المؤمن من قال بقولنا ، فمن تخلف عنا قصر عنا ، ومن قصر عنا لم يلحق بنا ، ومن لم يكن معنا ففي الدرك الأسفل من النار .
يا كميل كل مصدور ينفث فمن نفث إليك منا بأمر وأمرك بستره فاياك أن تبديه ، فليس لك من إبدائه توبة ، وإذا لم تكن (1) لك توبة فالمصير الى لظى ، يا كميل اذاعة سر آل محمد ( عليهم السلام ) لا يقبل الله تعالى منها ولا يحتمل أحد عليها . يا كميل وما قالوه لك مطلقا فلا تعلمه إلا مؤمنا موفقا ، يا كميل لا تعلم الكافرين من أخبارنا فيزيدوا عليها ، فيبدوكم بها يوم يعاقبون عليها ، يا كميل لابد لماضيكم من اوبة ولا بد لباقيكم من غلبة ، يا كميل سيجمع الله لكم خير البدء والعاقبة .
يا كميل أنتم ممتعون بأعدائكم تطربون بطربهم وتشربون بشربهم وتأكلون بأكلهم وتدخلون مداخلهم ، وربما غلبتم على نعمتهم ، إي والله على إكراه منهم لذلك ، ولكن الله عز وجل ناصركم وخاذلهم ، فإذا كان والله يومكم وظهر صاحبكم ، لم يأكلوا والله معكم ، ولم يردوا مواردكم ولم يقرعوا أبوابكم ولم ينالوا نعمتكم أذلة خاسئين ، اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا .
يا كميل احمد الله تعالى والمؤمنون على ذلك وعلى كل نعمة ، يا كميل قل عند كل شدة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، تكفها ، وقل عند كل نعمة : الحمد لله نزد منها وإذا أبطأت الأرزاق عليك فاستغفر الله يوسع عليك فيها .
يا كميل إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل : أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي ، وأعوذ بمحمد الرضي من شر ما قدر وقضي ، وأعوذ بإله الناس من شر الجنة والناس أجمعين وسلم ، تكف مؤونة ابليس والشياطين معه ، ولو انهم كلهم أبالسة مثله يا كميل ان لهم خداعا وشقاشق وزخاريف ووساوس وخيلاء على كل أحد ( على ) قدر منزلته في الطاعة والمعصية ، فيحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة يا كميل لا عدو أعدى منهم ولا ضار أضر ( بك ) منهم ، أمنيتهم أن تكون معهم غدا إذا اجتثوا في العذاب ( الأليم ) ، لا يفتر عنهم شرره ولا يقصر عنهم خالدين فيها أبدا ، يا كميل سخط الله تعالى محيط بمن لم يحترز منهم باسمه واسم نبيه وجميع عزائمه وعوذه جل وعز وصلوات الله على نبيه وآله وسلم .
يا كميل انهم يخدعونك بأنفسهم ، فإذا لم يجبهم مكروا بك وبنفسك بتحسينهم اليك شهواتك ، وأعطائك أمانيك وارادتك ، ويسولون لك وينسونك وينهونك ويأمرونك ، ويحسنون ظنك بالله عز وجل حتى ترجوه فتغتر بذلك وتعصيه وجزاء العاصي لظى .
يا كميل احفظ قول الله عز وجل : ( الشيطان سول لهم وأملى لهم ) ، والمسول الشيطان والمملي الله تعالى ، يا كميل اذكر قول الله تعالى لأبليس لعنه الله : ( واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) ، يا كميل ان ابليس لا يعد عن نفسه وانما يعد عن ربه ليحملهم على معصيته فيورطهم ، يا كميل انه يأتي لك بلطف كيده فيأمرك بما يعلم انك قد الفته من طاعة لا تدعها فتحسب ان ذلك ملك كريم وانما هو شيطان رجيم فإذا سكنت إليه واطمأننت ( حملك ) على العظايم المهلكة التي لا نجاة معها ، يا كميل ان له فخاخا ينصبها فاحذر ان يوقعك فيها .
يا كميل ان الأرض مملوءة من فخاخهم فلن ينجو منها إلا من تشبث بنا ، وقد أعلمك الله عز وجل انه لن ينجو منها إلا عباده وعباده أولياؤنا ، يا كميل وهو قول الله عز وجل : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) وقوله عز وجل : ( إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) ، يا كميل انج بولايتنا من أن يشركك في مالك وولدك كما أمر .
يا كميل لا تغتر بأقوام يصلون فيطيلون ويصومون فيداومون ويتصدقون فيحسبون أنهم موفقون ، يا كميل اقسم بالله لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ان الشيطان إذا حمل قوما على الفواحش ، مثل الزنا وشرب الخمر والربا ، وما أشبه ذلك من الخنا والمآثم ، حبب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ، ثم حملهم على ولاية الائمة الذين يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون .
يا كميل انه مستقر ومستودع ، فاحذر أن تكون من المستودعين ، يا كميل انما تستحق أن تكون مستقرا إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرجك الى عوج ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه و ( ما ) هديناك إليه ، يا كميل لا رخصة في فرض ولا شدة في نافلة ، يا كميل ان الله عز وجل لا يسائل إلا على ما فرض ، وانما قدمنا عمل النوافل بين أيدينا للاهوال العظام والطامة يوم المقام ، يا كميل ان الله أعظم من أن تزيله الفرائض والنوافل وجميع الأعمال وصالح الأموال ، ولكن من تطوع خيرا فهو خير له ، يا كميل ان ذنوبك أكثر من حسناتك وغفلتك أكثر من ذكرك ، ونعمة الله عليك أكثر من كل عملك .
يا كميل أنه لا تخلو من نعمة الله عز وجل عندك وعافيته ، فلا تخل من تحميده وتمجيده وتسبيحه وتقديسه وشكره وذكره على كل حال ، يا كميل لا تكونن من الذين قال الله عز وجل : ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) ونسبهم الى الفسق ( اولئك هم الفاسقون ) يا كميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق ، ( انما ) (1) الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب نقي وعمل عند الله مرضي وخشوع سوي ابقاء للحد فيها ، يا كميل عند الركوع والسجود وما بينهما تبتلت العروق ( فيها ) والمفاصل حتى تستوفي ( ولا ) الى ما تأنى به من جميع صلواتك ، يا كميل انظر فيم تصلي وعلام تصلي ان لم يكن من وجهه وحله فلا قبول .
يا كميل اللسان يبوح من القلب ، والقلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما تغذي قلبك وجسمك ، فان لم يكن ذلك حلالا لم يقبل الله تسبيحك ولا شكرك ، يا كميل افهم واعلم انا لا نرخص في ترك أداء الأمانات لأحد من الخلق فمن روى عني في ذلك رخصه فقد أبطل وأثم وجزاؤه النار بما كذب ، اقسم لسمعت رسول الله يقول لي قبل وفاته بساعة مرارا ثلاثا : يا أبا الحسن أد الأمانة الى البر والفاجر فيما قل وجل في الخيط والمخيط .
يا كميل لا غزو إلا مع إمام عادل ، ونفل إلا مع إمام فاضل ، يا كميل أرأيت لو ( ان الله ) لم يظهر نبيا وكان في الارض مؤمن تقي أكان في دعائه الى الله مخطئا أو مصيبا ؟ بل والله مخطئا حتى ينصبه الله عز وجل ويؤهله .
يا كميل الدين لله فلا تغترن بأقوال الامة المخدوعة التي ضلت بعد ما أهتدت وأنكرت وجحدت بعد ما قبلت ، يا كميل الدين لله فلا يقبل الله تعالى من أحد القيام به إلا رسولا أو نبيا أو وصيا ، يا كميل هي نبوة ورسالة وإمامة وما بعد ذلك إلا متولين ومتغلبين وضالين ومعتدين .
يا كميل ان النصارى لم تعطل الله تعالى ولا اليهود ولا جحدت موسى ولا عيسى ، ولكنهم زادوا ونقصوا وحرفوا وألحدوا فلعنوا ومقتوا ولم يتوبوا ولم يقبلوا ( يا كميل انما يتقبل الله من المتقين ) .
يا كميل ان أبانا آدم لم يلد يهوديا ولا نصرانيا ولا كان ابنه إلا حنيفا مسلما ، فلم يقم بالواجب عليه ، فأداه الى أن لم يقبل قربانه ، بل قبل من أخيه فحسده وقتله وهو من المسجونين في الفلق الذين عدتهم اثنا عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين والفلق الأسفل من النار ومن بخاره حر جهنم وحسبك فيما حر جهنم من بخاره .
يا كميل نحن والله الذين اتقوا والذين هم محسنون ، يا كميل ان الله عز وجل كريم رحيم عظيم حليم ، دلنا على الخلافة وأمرنا بالأخذ بها وحمل الناس عليها ، فقد أديناها غير مختلفين وأرسلناها غير منافقين ، وصدقناها غير مكذبين وقبلناها غير مرتابين ، لم يكن لنا والله شياطين نوحي إليها وتوحي الينا كما وصف الله تعالى قوما ذكرهم الله عز وجل ( باسمائهم ) في كتابه فاقرأ كما أنزل : ( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) ، يا كميل الويل لهم فسوف يلقون غيا .
يا كميل لست والله متعلقا حتى أطاع وممتنا حتى اعصى ، ولا مهانا لطغام الأعراب حتى انتحل إمرة المؤمنين أو ادعي بها ، يا كميل نحن الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول الله وقد جمعهم فنادى ( فيهم ) الصلاة جامعة يوم كذا وكذا وأياما سبعة وقت كذا وكذا ، فلم يتخلف أحد .
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس إني مود عن ربي عز وجل ولا مخبر عن نفسي ، فمن صدقني فلله صدق ومن صدق الله أثابه الجنان ، ومن كذبني كذب الله عز وجل ، ومن كذب الله أعقبه النيران .
ثم ناداني فصعدت فأقامني دونه ورأسي الى صدره والحسن والحسين عن يمينه وشماله ، ثم قال : معاشر الناس أمرني جبرئيل عن الله تعالى ، انه ربي وربكم أن أعلمكم ان القران ( هو ) الثقل الأكبر وأن وصيي هذا وابناي ومن خلفهم من أصلابهم هم الثقل الأصغر ( يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ويشهد الثقل الأصغر ) (3) للثقل الأكبر كل واحد منهما ملازمة لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله فيحكم بينهما وبين العباد .
يا كميل فإذا كنا كذلك فعلام تقدمنا من تقدم وتأخر عنا من تأخر ، يا كميل قد ابلغهم رسول الله رسالة ربه ونصح لهم ولكن لا يحبون الناصحين ، يا كميل قال رسول الله لي قولا ( اعلنه ) والمهاجرين والأنصار متوافرون يوما بعد العصر يوم النصف من شهر رمضان قائما على قدميه فوق منبره : علي وابناي منه الطيبون مني وأنا منهم وهم الطيبون بعد امهم وهم سفينة من ركبها نجا ومن تخلف عنها هوى الناجي في الجنة والهاوي في لظى .
يا كميل الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، يا كميل علام يحسدوننا والله أنشأنا ( من ) قبل أن يعرفونا أفتراهم بحسدهم إيانا عن ربنا يزيلوننا ؟
يا كميل من لا يسكن الجنة فبشره بعذاب أليم وخزي مقيم وأكبال ومقامع وسلاسل طوال ومقطعات النيران ومقارنة كل شيطان ، الشراب صديد واللباس حديد والخزنة فضضة والنار ملتهبة والأبواب موثقة مطبقة ينادون فلا يجابون ويستغيثون فلا يرحمون ، نداؤهم : ( يا مالك ليقض علينا ربك قال انكم ما كثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثرهم للحق كارهون ) .
يا كميل نحن والله الحق الذي قال الله عز وجل : ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ) ، يا كميل ثم ينادون الله تقدست أسماؤه بعد أن يمكثوا أحقابا اجعلنا على الرجا فيجيبهم : ( اخسأوا فيها ولا تكلمون ) .
يا كميل فعندها ييأسون من الكرة واشتدت الحسرة وأيقنوا بالهلكة والمكث جزاء بما كسبوا عذبوا ، ( يا كميل قل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) ، يا كميل أنا أحمد الله على توفيقه إياي والمؤمنين وعلى كل حال ، ( يا كميل ) انما حظا من حظا بدنيا زايلة مدبرة فافهم تحظى بآخرة باقية ثابتة ، يا كميل كل يصير الى الآخرة والذي يرغب منها رضا الله تعالى والدرجات العلى من الجنة التي لا يورثها إلا من كان تقيا ، يا كميل إن شئت فقم ».
رواه مختصرا في تحف العقول : 171 ـ 176 ، عنه البحار 83 : 284 و 84 : 230
http://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/03/book_22/main.htm (http://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/03/book_22/main.htm)