نووورا انا
06-11-2010, 09:49 PM
بصائر المعرفة في دعاء عرفة
كما أن ليوم عرفة بعداً هاما هو الإعتراف بالذنب والتوجه لله تعالى، فإن هناك بعداً آخر ذا أهمية كبرى، وقد ذكرته الرواية الآنفة الذكر عن سبب تسمية عرفات بهذا الإسم، وهي قول جبرئيل لإبراهيم الخليل : (يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك فسميت عرفات لقول جبرئيل اعترف فاعترف)، فمعرفة المناسك هي المقصد الآخر والغاية الثانية من غايات يوم عرفة، والمناسك هي عموم المناهج والمقاصد التي يقصد بها الله تعالى ، وقد قال عز وجل في كتابه الكريم: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ) <الحج : 67>.
فلكل أمّة منسكاً عليهم أن يمتثلوا أمر الله فيه ويسلكوه ولا يجعلوا النزاع فيه صادّاً لهم عنه، ومعرفة المناسك تتمثل بمعرفة غايات الدين وواجباته ومنها مناسك الحج وسائر العبادات، ومن مصاديقها أيضاً هو معرفة الإمام المفترض الطاعة، لأنه الطريق الموصل إلى الله على هدى مستقيم، وقد جاء عن الإمام الكاظم عن ابيه (ع) قال: لما نزلت هذه الآية: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ) جمعهم رسول الله ثم قال: يا معشر المهاجرين والأنصار إن الله تعالى يقول: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ) والنسك هو الإمام لكل أمّة بعد نبيها حتى يدركه نبي، ألا وإن لزوم الإمام وطاعته هو الدين وهو النسك وهو علي بن أبي طالب (ع) إمامكم بعدي، فإني أدعوكم إلى هداه وإنه على هدى مستقيم، فقام القوم يتعجبون من ذلك ويقولون: والله إذاً لننازعنّه الأمر ولا نرضى طاعته أبداً، فأنزل الله عز وجل: (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ. وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ . اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ). <الحج :68ـ 70>. (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج24،ص362).
فيترشّح من ذلك أن يوم عرفة هو يوم معرفة الإمام المعصوم (ع) المفترض الطاعة، ولذلك فقد ارتبط هذا اليوم بالإمام الحسين (ع) كإمام معصوم وبقت الإمامة في ذريته إلى الإمام صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، والإمام الحسين (ع) هو الذي فدى الدين بنفسه وبذل مهجته في الله لتبقى راية الإسلام خفّاقة، إذ لولاه لما بقي لهذا الدين من أثر. فقد ارتبط يوم عرفة بالإمام الحسين (ع) ارتباطاً عقيدياً راسخاً، حيث جاءت الروايات من أئمة الهدى (ع) بالحثّ على زيارته في يوم عرفة وبيّنوا ثوابها العظيم، فعن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد الله (ع) : ربما فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسين (ع)، قال: أحسنت يابشر .. إلى أن قال: ومن أتاه ـ قبر الحسين ـ يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ألف حجّة و ألف عمرة متقبلات وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل.. (كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه، ص316).
زيارة الحسين عروج إلى الله
وذلك الثواب العظيم لبزيارة الإمام الحسين (ع) مرتبط بمعرفة الزائر بحق الإمام (ع) الذي جاهد في الله حق جهاده وبذل فيه مهجته، وهو مصباح الهدى وسفينة النجاة، وهو حبل الله وطريقه المستقيم، ومن هنا تكمن أهمية يوم عرفه وأثره في عقيدة الإنسان، حيث يربطه بالله تعالى من الجهة التي ارتضاها الله عز وجل، فمن يعرف الإمام الحسين (ع) يكون أخصّ منزلة من الذين يتعبدون في عرفات، لأن الحجاج يأتون من كل فج عميق ولا يرجع أغلبهم بزاد التقوى الحقيقي.. ومن هنا نعي تماماً لماذا ينظر الله لزوار قبر الإمام الحسين (ع) في يوم عرفة قبل أن ينظر للحجاج في عرفات، فعن عمر بن الحسن العرزمي، عن أبي عبد الله (ع)، قال: سمعته يقول: إذا كان يوم عرفة نظر الله إلى زوار قبر الحسين (ع) فيقول: ارجعوا مغفوراً لكم ما مضى، ولا يكتب على أحد منهم ذنب سبعين يوماً من يوم ينصرف. (كامل الزيارات، بن قولويه ص 319). وفي رواية ينظر إليهم قبل الحجاج.
فالإمام الحسين (ع) هو حبل الله الممدود بين السماء والأرض وسفينته أوسع كما في الحديث، لذلك أصبح زواره ذوو خصوصية، لأرتباطهم الحقيقي بالله، فزيارتهم إلى كربلاء هي في الحقيقة شدّ الرحال إلى الله تعالى و عروج إلى باب رحمته، وقد جاء في رواية حول هذا المعنى بعد أن ذكر الإمام ثواب زيارة الإمام الحسين يوم عرفة، قال: يابشر اسمع وأبلغ من احتمل قلبه : من زار الحسين (ع) يوم عرفة كان كمن زار الله في عرشه. (كامل الزيارات ، بن قولويه، ص320).
كما أن ليوم عرفة بعداً هاما هو الإعتراف بالذنب والتوجه لله تعالى، فإن هناك بعداً آخر ذا أهمية كبرى، وقد ذكرته الرواية الآنفة الذكر عن سبب تسمية عرفات بهذا الإسم، وهي قول جبرئيل لإبراهيم الخليل : (يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك فسميت عرفات لقول جبرئيل اعترف فاعترف)، فمعرفة المناسك هي المقصد الآخر والغاية الثانية من غايات يوم عرفة، والمناسك هي عموم المناهج والمقاصد التي يقصد بها الله تعالى ، وقد قال عز وجل في كتابه الكريم: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ) <الحج : 67>.
فلكل أمّة منسكاً عليهم أن يمتثلوا أمر الله فيه ويسلكوه ولا يجعلوا النزاع فيه صادّاً لهم عنه، ومعرفة المناسك تتمثل بمعرفة غايات الدين وواجباته ومنها مناسك الحج وسائر العبادات، ومن مصاديقها أيضاً هو معرفة الإمام المفترض الطاعة، لأنه الطريق الموصل إلى الله على هدى مستقيم، وقد جاء عن الإمام الكاظم عن ابيه (ع) قال: لما نزلت هذه الآية: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ) جمعهم رسول الله ثم قال: يا معشر المهاجرين والأنصار إن الله تعالى يقول: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ) والنسك هو الإمام لكل أمّة بعد نبيها حتى يدركه نبي، ألا وإن لزوم الإمام وطاعته هو الدين وهو النسك وهو علي بن أبي طالب (ع) إمامكم بعدي، فإني أدعوكم إلى هداه وإنه على هدى مستقيم، فقام القوم يتعجبون من ذلك ويقولون: والله إذاً لننازعنّه الأمر ولا نرضى طاعته أبداً، فأنزل الله عز وجل: (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ. وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ . اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ). <الحج :68ـ 70>. (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج24،ص362).
فيترشّح من ذلك أن يوم عرفة هو يوم معرفة الإمام المعصوم (ع) المفترض الطاعة، ولذلك فقد ارتبط هذا اليوم بالإمام الحسين (ع) كإمام معصوم وبقت الإمامة في ذريته إلى الإمام صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، والإمام الحسين (ع) هو الذي فدى الدين بنفسه وبذل مهجته في الله لتبقى راية الإسلام خفّاقة، إذ لولاه لما بقي لهذا الدين من أثر. فقد ارتبط يوم عرفة بالإمام الحسين (ع) ارتباطاً عقيدياً راسخاً، حيث جاءت الروايات من أئمة الهدى (ع) بالحثّ على زيارته في يوم عرفة وبيّنوا ثوابها العظيم، فعن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد الله (ع) : ربما فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسين (ع)، قال: أحسنت يابشر .. إلى أن قال: ومن أتاه ـ قبر الحسين ـ يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ألف حجّة و ألف عمرة متقبلات وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل.. (كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه، ص316).
زيارة الحسين عروج إلى الله
وذلك الثواب العظيم لبزيارة الإمام الحسين (ع) مرتبط بمعرفة الزائر بحق الإمام (ع) الذي جاهد في الله حق جهاده وبذل فيه مهجته، وهو مصباح الهدى وسفينة النجاة، وهو حبل الله وطريقه المستقيم، ومن هنا تكمن أهمية يوم عرفه وأثره في عقيدة الإنسان، حيث يربطه بالله تعالى من الجهة التي ارتضاها الله عز وجل، فمن يعرف الإمام الحسين (ع) يكون أخصّ منزلة من الذين يتعبدون في عرفات، لأن الحجاج يأتون من كل فج عميق ولا يرجع أغلبهم بزاد التقوى الحقيقي.. ومن هنا نعي تماماً لماذا ينظر الله لزوار قبر الإمام الحسين (ع) في يوم عرفة قبل أن ينظر للحجاج في عرفات، فعن عمر بن الحسن العرزمي، عن أبي عبد الله (ع)، قال: سمعته يقول: إذا كان يوم عرفة نظر الله إلى زوار قبر الحسين (ع) فيقول: ارجعوا مغفوراً لكم ما مضى، ولا يكتب على أحد منهم ذنب سبعين يوماً من يوم ينصرف. (كامل الزيارات، بن قولويه ص 319). وفي رواية ينظر إليهم قبل الحجاج.
فالإمام الحسين (ع) هو حبل الله الممدود بين السماء والأرض وسفينته أوسع كما في الحديث، لذلك أصبح زواره ذوو خصوصية، لأرتباطهم الحقيقي بالله، فزيارتهم إلى كربلاء هي في الحقيقة شدّ الرحال إلى الله تعالى و عروج إلى باب رحمته، وقد جاء في رواية حول هذا المعنى بعد أن ذكر الإمام ثواب زيارة الإمام الحسين يوم عرفة، قال: يابشر اسمع وأبلغ من احتمل قلبه : من زار الحسين (ع) يوم عرفة كان كمن زار الله في عرشه. (كامل الزيارات ، بن قولويه، ص320).