ولد الشيعة
08-11-2010, 10:50 AM
المناخ السياسي في نظرية عدالة كل الصحابة
بعد مقتل عمر آلت الأمور الى عثمان بن عفان ،وهو بعطبه مولع بحب أقاربه،وبتولية عثمان بدا بنوا أميه ينزون حوله واحدا بعد الأخر ،وبدا هو بتجميعهم حتى أصبحوا رجال الخليفة ومستشاريه ،وأصبحت مقاليد الأمور عمليا بيد مروان بن الحكم ،حتى ان مروان أمر بقتل محمد بن أبي بكر وطائفة من الصحابة دون ان يستشير الخليفة حتى مجرد استشارة ختم الأمر بخاتم الخليفة والخليفة لا يدري ،وبتعبير الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" صار عثمان سيفه بيد مروان يسوقه حيث شاء بعد كبر السن وصحبته الرسول 1
وما إدراك ما مروان ؟ انه طليق ،ومن المؤلفة قلوبهم ،وأبوه الحكم بن العاص كان محرما عليه يدخل المدينة في زمن الرسول "صلى الله عليه واله وسلم"وفي زمن أبي بكر وعمر ،وعندما تولى عثمان ادخله معززا مكرما وإعطاء مائة إلف درهم ،ومما ساعد حزب الطلقاء أيضا على تكوين دولتهم عبد الله بن سرح والى مصر بكل خيراتها ،وما إدراك ما عبد الله بن سرح ؟ انه الذي افترى على الله الكذب، وأباح الرسول دمه حتى لو تعلق باستار الكعبة- كما يروي صاحب السير الحلبية في باب فتح مكة- وجاء به عثمان يوم الفتح يطلب الأمان له ، سكت الرسول على أمل ان يتقل عبد الله خلال سكوته ،ولما لم يقتل إعطاء الأمان والغرسة التي زرعت في زمن أبي بكر ،وهي معاوية ،ضربت جذورها في الأرض ،فقد ظل عشرون عاما يجمع كما يشاء عمليا ويعطي يشاء
مروان الطليق ، ومعاوية الطليق ،وعبد الله بن أبي سرح الطليق ،والوليد بن عقبة الطليق أيضا صلى الصبح أربعا ووالى الكوفة، كلهم على مدرسة أبي سفيان حتى أبا سفيان حاول ان يخرج عثمان من مدرسته فقال يوما لعثمان :روى الجوهري انه لما بويع لعثمان قال أبو سفيان : كان الأمر في يتم واني هذا الأمر ،ثم صار لعدي فابعد وابعد ،ثم رجعت لمنازلها واستقر الأمر ،فتلقفوها تلقف الكرة وقال لعثمان يوما:بابي أنت وأمي ،انفق ولا تكن كابي حجر وتداولوها يا بني أمية تداول الولدان الكرة ،فوالله ما جنة ولا نار ،وكان زبير حاضرا فقال عثمان لأبي سفيان :اغرب ،فقال أبو سفيان :يا بني أههنا احد ؟ فقال زبير :نعم والله لا كتمتها عليك2
وبأيجاز قال مروان بن الحكم عمليا ويحق – كما يروى ابن الأثير في تاريخه الجزء الثالث قبيل مقتل عثمان – شاهت الوجوه تريدون ان تسلبوا منا ملكنا ،فقد أصبحت الخلافة في أواخر عهد عثمان ملكا أمويا ،فلا تجد مصرا الا وواليه أموي طليق او موال لبني أمية، فأي خليفة سيأتي بعد عثمان إما ان يصبح أداة بيد الأمويين او يدخل ليلا مظلما ويسير على ارض ملية بالعثرات والألغام
ونتيجة الفتوحات كثر عدد المسلمين الإحداث والمنتفعين من الدولة كدولة ،وقل عدد الصحابة الإجلاء الذين قامت الدولة المحمدية على اكتافهم ، وأصبح الصحابة السابقون كشعرة بيضاء في جلد ثور اسود من حيث العدد ،ومن حيث المصائب المتربصة بهم أصبحوا كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية –على حد تعبير الامام شرف الدين العاملي- وتلك أمور لم تكن خافية على معاوية الذكي ،فقال معاوية مهددا قبل قتل عثمان :"ما انتم في الناس الا كالشامة السوداء في السوداء في ثور الأبيض"
كل الولايات أموية او موالية لبني أمية ،ومعاوية بن أبي سفيان قائد الأحزاب ورضيع هند بنت عتبة أصبح قطب الرحى فهو والى الشام كلها ،ومركز الدائرة،وهو الوصي على بني أمية ، ومن أعطى نفسه الحق بالمطالبة بدم عثمان او ان شئت فقل :رفع شعار المطالبة بدم عثمان ليضمن استمرار الملك الأموي ،أنها القضية ليست قضية قتل عثمان ،فهذا قتل عمر وسارت الأمور من بعده ،أنها قضية الملك الأموي هذا الملك الذي نشا عمليا من الناحية الفعلية يوم ولى ابوبكر يزيد بن أبي سفيان ،وتوطد الأمر لمعاوية ولبني أمية وانقلب في أخر عهد عثمان الى ملك حقيقي وهذا معنى قول مروان : " شاهت الوجوه يريدون ان تسلبوا منا ملكنا "
قتل عثمان ليس قضية ،ومعاقبة القتلة ليس هو المحور ،لان معاوية أصبح الخليفة فيما بعد لم يعاقب القتلة ،القضية هي الملك ،قتل الروح المؤمنة ليس بذي قيمة ،الم يصدر مروان بن الحكم امرأ بقتل محمد بن أبي بكر ومن معه من الصحابة بدون جريرة وذنب ؟ أليس معاوية هو قاتل الحضرمي الذي كتب فيه ابن زياد انه على دين الامام علي ؟ أليس معاوية هو قاتل عمر بن الحمق الذي أخلفت العبادة وجهه؟ أليس معاوية هو قاتل حجر بن عدي وأصحابه العابدين المخبتين الأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ؟ او ليس معاوية هو الذي سلط ابن زياد يوعز فيما بعد قتل عباد الله ويصلبهم في جذوع النخل ،المهم عند معاوية الملك بالدرجة الأولى والانتقام من قاتل جده وخاله وابن خاله وأخيه
وقد انتهز معاوية فرصة حروب الجمل فاخذ يحرض طلحة والزبير وعائشة ويظاهر هم وكان بعد طلحة والزبير بالبصرة والكوفة بان يحكم واحد منهما احدهما،حتى إذا انتهت الحرب بهزيمة من أثاروها أشعل الحرب بينه وبين الامام علي3
يقول الأستاذ عباس العقاد في كتاب "معاوية في الميزان" كانت لمعاوية حياته التي كررها وأتقنها وبرع فيها واستخدمها مع خصومه في الدولة من المسلمين وغير المسلمين ،كان قوام تلك الحيلة العمل الدائب على التفرقة والتحليل بين خصومه بإلقاء الشبهات بينهم ،وإثارة الإحن فيهم ،ومنهم من كان من اهل بيته وذوي قرباه،كان لا يطيق ان يرى رجلين ذوي خط على وفاق ،وكان التنافس الفطري بين ذوي الإخطار مما يعنيه على الإيقاع بينهم 4
ومضى معاوية على الخطة التي لا تتطلب من صاحبها حظا كبيرا من الحيلة والروية ،فلوا انه استطاع ان يجعل من كل رجل في دولته حزبا منابذا من رجال الدولة كافة لفعل ،ولو حاسبة التاريخ الصحيح لما وصفة بغير مفرق الجماعات،ولكن العبرة لقارئ التاريخ في زنة الإعمال والرجال ان نجد من المؤرخين من يسمي عامه انفراد بالدولة (عام الجماعة) لأنة الامة شيعا، فلا تعرف كيف نتفق إذا حاولت الاتفاق ، وما لبث ان تركها بعده تختلف في عهد كل شيعا بين ولاة العهود 5
واستعمل معاوية بشر بن أرطأة وبعثة الى المدينة والقي الرعب في قلوب الصحابة أذالهم 6
باختصار حصل معاوية على البيعة بالتقبيل والتدمير والتحريق والتفريق بين الناس ،وشتمه أنصار رسول الله وصحابة ،واستغل أموال المسلمين التي جمعها خلال عشرين عاما بولاية على الشام لتوطيد سلطانه بعد ان خرج أموال المسلمين عن مصارفها الشرعية، ورتب معاوية عطاء اسمه البيعة (رزق البيعة) يعطي للجند عند تعيين خليفة جديد
لقد عصى معاوية الخليفة الشرعي مطالبا بمعاقبة قتلة عثمان، وخرجت عائشة أم المؤمنين للمطالبة بمعاقبة قتلة عثمان، وعندما استولى معاوية بالخديعة على أمر المسلمين واغتصب رئاستهم، لم يعاقب قتلة عثمان ولم تخرج عليه أم المؤمنين ولم تطالبه بمعاقبة قتلة عثمان
استقام أمر لمعاوية وأصبح هو قائم مقام النبي ،وهو خليفة على امة محمد ،مع انه طليق ابن طليق ،وقاتل وهو وأبوه الإسلام بكل فنون القتال ،حتى أحبط بهما وبمن شايعهما ،فاسلموا رغبة ورهبة كيف حدث هذا الانقلاب ؟ كيف هزم الحق ؟ كيف أصبح المتأخر متقدما والمتقدم متأخر ؟ كيف أصبح الطليق أفضل من المهاجرين ؟ كيف أصبح الذي حاصر الإسلام وأبناءه أفضل من تحمل الحصار في سبيل الإسلام ؟ ومن عجيب ان العام الذي هزمت في الشرعية وانتصر فيه القوة سمي عام الجماعة "!!!!!واسقط بيد الصادقين وعمهم شعور بالندم والإحباط ،وندموا ولآت مندم لكأنهم كانوا في غفلة ثم استقاموا على اثر حلم مرعب ،ولما فتحوا أعينهم وصحوا تبيين لهم ان الحلم المرعب حقيقة
انشغل الناس بتحليل ما جرى ،نظريات وأفكار وذهبت بأصحابها مذاهب شتى ،كفكرة التصرف وفكرة الإرجاء وفكرة الجبر ونظرية عدالة كل الصحابة،وكان الاموين ومن والاهم وراء النظريات والأفكار واعتبروها بمثابة أسلحة استغلوها بكفاءة عالية بما يخدم الملك الأموي ،ويشتت جهد خصومه ويوقع بينهم ،وبما يثبت دعائم الحكم الأموي ويبرر شرعة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1- راجع تاريخ ابن الأثير وراجع تاريخ الطبري باب مقتل عثمان
2- راجع شرح النهج لابن أبي حديد ج1 ص307و327و326و327
3- راجع شيخ المضيرة للأستاذ محمود العقاد أبو ريه ص174-175
4- راجع معاوية في الميزان لعباس العقاد ص64 و66
5- راجع نظام الحكم القاسمي
6- راجع شيخ المضيرة للأستاذ محمود العقاد أبو ريه ص187-188
ــــــــــــــــــــ
نضريه عدالة الصحابة
والمرجعية السياسية في الإسلام
المحامي
احمد حسين يعقوب
بعد مقتل عمر آلت الأمور الى عثمان بن عفان ،وهو بعطبه مولع بحب أقاربه،وبتولية عثمان بدا بنوا أميه ينزون حوله واحدا بعد الأخر ،وبدا هو بتجميعهم حتى أصبحوا رجال الخليفة ومستشاريه ،وأصبحت مقاليد الأمور عمليا بيد مروان بن الحكم ،حتى ان مروان أمر بقتل محمد بن أبي بكر وطائفة من الصحابة دون ان يستشير الخليفة حتى مجرد استشارة ختم الأمر بخاتم الخليفة والخليفة لا يدري ،وبتعبير الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" صار عثمان سيفه بيد مروان يسوقه حيث شاء بعد كبر السن وصحبته الرسول 1
وما إدراك ما مروان ؟ انه طليق ،ومن المؤلفة قلوبهم ،وأبوه الحكم بن العاص كان محرما عليه يدخل المدينة في زمن الرسول "صلى الله عليه واله وسلم"وفي زمن أبي بكر وعمر ،وعندما تولى عثمان ادخله معززا مكرما وإعطاء مائة إلف درهم ،ومما ساعد حزب الطلقاء أيضا على تكوين دولتهم عبد الله بن سرح والى مصر بكل خيراتها ،وما إدراك ما عبد الله بن سرح ؟ انه الذي افترى على الله الكذب، وأباح الرسول دمه حتى لو تعلق باستار الكعبة- كما يروي صاحب السير الحلبية في باب فتح مكة- وجاء به عثمان يوم الفتح يطلب الأمان له ، سكت الرسول على أمل ان يتقل عبد الله خلال سكوته ،ولما لم يقتل إعطاء الأمان والغرسة التي زرعت في زمن أبي بكر ،وهي معاوية ،ضربت جذورها في الأرض ،فقد ظل عشرون عاما يجمع كما يشاء عمليا ويعطي يشاء
مروان الطليق ، ومعاوية الطليق ،وعبد الله بن أبي سرح الطليق ،والوليد بن عقبة الطليق أيضا صلى الصبح أربعا ووالى الكوفة، كلهم على مدرسة أبي سفيان حتى أبا سفيان حاول ان يخرج عثمان من مدرسته فقال يوما لعثمان :روى الجوهري انه لما بويع لعثمان قال أبو سفيان : كان الأمر في يتم واني هذا الأمر ،ثم صار لعدي فابعد وابعد ،ثم رجعت لمنازلها واستقر الأمر ،فتلقفوها تلقف الكرة وقال لعثمان يوما:بابي أنت وأمي ،انفق ولا تكن كابي حجر وتداولوها يا بني أمية تداول الولدان الكرة ،فوالله ما جنة ولا نار ،وكان زبير حاضرا فقال عثمان لأبي سفيان :اغرب ،فقال أبو سفيان :يا بني أههنا احد ؟ فقال زبير :نعم والله لا كتمتها عليك2
وبأيجاز قال مروان بن الحكم عمليا ويحق – كما يروى ابن الأثير في تاريخه الجزء الثالث قبيل مقتل عثمان – شاهت الوجوه تريدون ان تسلبوا منا ملكنا ،فقد أصبحت الخلافة في أواخر عهد عثمان ملكا أمويا ،فلا تجد مصرا الا وواليه أموي طليق او موال لبني أمية، فأي خليفة سيأتي بعد عثمان إما ان يصبح أداة بيد الأمويين او يدخل ليلا مظلما ويسير على ارض ملية بالعثرات والألغام
ونتيجة الفتوحات كثر عدد المسلمين الإحداث والمنتفعين من الدولة كدولة ،وقل عدد الصحابة الإجلاء الذين قامت الدولة المحمدية على اكتافهم ، وأصبح الصحابة السابقون كشعرة بيضاء في جلد ثور اسود من حيث العدد ،ومن حيث المصائب المتربصة بهم أصبحوا كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية –على حد تعبير الامام شرف الدين العاملي- وتلك أمور لم تكن خافية على معاوية الذكي ،فقال معاوية مهددا قبل قتل عثمان :"ما انتم في الناس الا كالشامة السوداء في السوداء في ثور الأبيض"
كل الولايات أموية او موالية لبني أمية ،ومعاوية بن أبي سفيان قائد الأحزاب ورضيع هند بنت عتبة أصبح قطب الرحى فهو والى الشام كلها ،ومركز الدائرة،وهو الوصي على بني أمية ، ومن أعطى نفسه الحق بالمطالبة بدم عثمان او ان شئت فقل :رفع شعار المطالبة بدم عثمان ليضمن استمرار الملك الأموي ،أنها القضية ليست قضية قتل عثمان ،فهذا قتل عمر وسارت الأمور من بعده ،أنها قضية الملك الأموي هذا الملك الذي نشا عمليا من الناحية الفعلية يوم ولى ابوبكر يزيد بن أبي سفيان ،وتوطد الأمر لمعاوية ولبني أمية وانقلب في أخر عهد عثمان الى ملك حقيقي وهذا معنى قول مروان : " شاهت الوجوه يريدون ان تسلبوا منا ملكنا "
قتل عثمان ليس قضية ،ومعاقبة القتلة ليس هو المحور ،لان معاوية أصبح الخليفة فيما بعد لم يعاقب القتلة ،القضية هي الملك ،قتل الروح المؤمنة ليس بذي قيمة ،الم يصدر مروان بن الحكم امرأ بقتل محمد بن أبي بكر ومن معه من الصحابة بدون جريرة وذنب ؟ أليس معاوية هو قاتل الحضرمي الذي كتب فيه ابن زياد انه على دين الامام علي ؟ أليس معاوية هو قاتل عمر بن الحمق الذي أخلفت العبادة وجهه؟ أليس معاوية هو قاتل حجر بن عدي وأصحابه العابدين المخبتين الأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ؟ او ليس معاوية هو الذي سلط ابن زياد يوعز فيما بعد قتل عباد الله ويصلبهم في جذوع النخل ،المهم عند معاوية الملك بالدرجة الأولى والانتقام من قاتل جده وخاله وابن خاله وأخيه
وقد انتهز معاوية فرصة حروب الجمل فاخذ يحرض طلحة والزبير وعائشة ويظاهر هم وكان بعد طلحة والزبير بالبصرة والكوفة بان يحكم واحد منهما احدهما،حتى إذا انتهت الحرب بهزيمة من أثاروها أشعل الحرب بينه وبين الامام علي3
يقول الأستاذ عباس العقاد في كتاب "معاوية في الميزان" كانت لمعاوية حياته التي كررها وأتقنها وبرع فيها واستخدمها مع خصومه في الدولة من المسلمين وغير المسلمين ،كان قوام تلك الحيلة العمل الدائب على التفرقة والتحليل بين خصومه بإلقاء الشبهات بينهم ،وإثارة الإحن فيهم ،ومنهم من كان من اهل بيته وذوي قرباه،كان لا يطيق ان يرى رجلين ذوي خط على وفاق ،وكان التنافس الفطري بين ذوي الإخطار مما يعنيه على الإيقاع بينهم 4
ومضى معاوية على الخطة التي لا تتطلب من صاحبها حظا كبيرا من الحيلة والروية ،فلوا انه استطاع ان يجعل من كل رجل في دولته حزبا منابذا من رجال الدولة كافة لفعل ،ولو حاسبة التاريخ الصحيح لما وصفة بغير مفرق الجماعات،ولكن العبرة لقارئ التاريخ في زنة الإعمال والرجال ان نجد من المؤرخين من يسمي عامه انفراد بالدولة (عام الجماعة) لأنة الامة شيعا، فلا تعرف كيف نتفق إذا حاولت الاتفاق ، وما لبث ان تركها بعده تختلف في عهد كل شيعا بين ولاة العهود 5
واستعمل معاوية بشر بن أرطأة وبعثة الى المدينة والقي الرعب في قلوب الصحابة أذالهم 6
باختصار حصل معاوية على البيعة بالتقبيل والتدمير والتحريق والتفريق بين الناس ،وشتمه أنصار رسول الله وصحابة ،واستغل أموال المسلمين التي جمعها خلال عشرين عاما بولاية على الشام لتوطيد سلطانه بعد ان خرج أموال المسلمين عن مصارفها الشرعية، ورتب معاوية عطاء اسمه البيعة (رزق البيعة) يعطي للجند عند تعيين خليفة جديد
لقد عصى معاوية الخليفة الشرعي مطالبا بمعاقبة قتلة عثمان، وخرجت عائشة أم المؤمنين للمطالبة بمعاقبة قتلة عثمان، وعندما استولى معاوية بالخديعة على أمر المسلمين واغتصب رئاستهم، لم يعاقب قتلة عثمان ولم تخرج عليه أم المؤمنين ولم تطالبه بمعاقبة قتلة عثمان
استقام أمر لمعاوية وأصبح هو قائم مقام النبي ،وهو خليفة على امة محمد ،مع انه طليق ابن طليق ،وقاتل وهو وأبوه الإسلام بكل فنون القتال ،حتى أحبط بهما وبمن شايعهما ،فاسلموا رغبة ورهبة كيف حدث هذا الانقلاب ؟ كيف هزم الحق ؟ كيف أصبح المتأخر متقدما والمتقدم متأخر ؟ كيف أصبح الطليق أفضل من المهاجرين ؟ كيف أصبح الذي حاصر الإسلام وأبناءه أفضل من تحمل الحصار في سبيل الإسلام ؟ ومن عجيب ان العام الذي هزمت في الشرعية وانتصر فيه القوة سمي عام الجماعة "!!!!!واسقط بيد الصادقين وعمهم شعور بالندم والإحباط ،وندموا ولآت مندم لكأنهم كانوا في غفلة ثم استقاموا على اثر حلم مرعب ،ولما فتحوا أعينهم وصحوا تبيين لهم ان الحلم المرعب حقيقة
انشغل الناس بتحليل ما جرى ،نظريات وأفكار وذهبت بأصحابها مذاهب شتى ،كفكرة التصرف وفكرة الإرجاء وفكرة الجبر ونظرية عدالة كل الصحابة،وكان الاموين ومن والاهم وراء النظريات والأفكار واعتبروها بمثابة أسلحة استغلوها بكفاءة عالية بما يخدم الملك الأموي ،ويشتت جهد خصومه ويوقع بينهم ،وبما يثبت دعائم الحكم الأموي ويبرر شرعة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1- راجع تاريخ ابن الأثير وراجع تاريخ الطبري باب مقتل عثمان
2- راجع شرح النهج لابن أبي حديد ج1 ص307و327و326و327
3- راجع شيخ المضيرة للأستاذ محمود العقاد أبو ريه ص174-175
4- راجع معاوية في الميزان لعباس العقاد ص64 و66
5- راجع نظام الحكم القاسمي
6- راجع شيخ المضيرة للأستاذ محمود العقاد أبو ريه ص187-188
ــــــــــــــــــــ
نضريه عدالة الصحابة
والمرجعية السياسية في الإسلام
المحامي
احمد حسين يعقوب