ابو فاطمة العذاري
09-11-2010, 03:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله اجمعين
اسمع معي قوله تعالى :
(( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ))
الآية تقرر ان من أراد من الله تعالى أن يفي بعهوده فعليه أن يفي بعهود الله ومن هنا كان وفاء العهد الإلهي من قبل الإنسان مقدمة لإتمام العهد الإلهي .
فما هو العهد الإلهي المطالب الإنسان بالإيفاء وشدد على الإيفاء به وقرن الكثير من ثوابه في وفاء الإنسان لذلك العهد ؟ .
والآن لنرجع إلى القران وكلام أهل البيت لوجدنا إن هنالك نصوص عديدة توضح أن هنالك عهدا قطعه الإنسان مع الله تعالى وكذلك هنالك عهد من قِبل الله تعالى للإنسان مشروط أن يفي الإنسان بعهد ه ، ومن تلك النصوص قوله تعالى :
(( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {يس/60} وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ))
هنالك عهدا بعبادة الله تعالى وترك الشيطان ومعرفة الصراط المستقيم . وكذلك قوله تعالى: :
(( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ))
وفي المقابل قال تعالى :
((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا {الأحزاب/23} ))
فالصدق في العهد ينتج إقدام الإنسان على التضحية في سبيل الله بالنفس ، فضلا عما هو دون النفس .
و في اية أخرى يبين الله تعالى أهمية هذا العهد ويتوعد من ينقض هذا العهد بأسوء أنواع العذاب في الدنيا والآخرة إذ يقول جلّ في علاه :
(( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
وهذا اشد أنواع العذاب لأنه يعبر عن غاية البعد عن الله تعالى فلا يكلمهم الله بالهداية ولا ينظر إليهم بالرحمة ولا يزكيهم بالتطهير ومن كان هذا حاله فهو في عذاب اليم .
ولكن ما هو العهد ؟
ما يمكن لنا ان نفهمه من العهد من خلال القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام )في قوله تعالى :
(( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {الأعراف/172} أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ))
فمما يمكن لنا أن نفهمه من الآية الكريمة إن الله تعالى اخذ عهدا على بني آدم جميعًا في زمان وفي مكان الله العالم به وقد ورد عن المعصومين ( ع ) انه حدث في عالم يسمى بعالم الذر أو عالم الميثاق رغم ذلك فان صورته غير واضحة عندنا نتيجة الانغماس في الدنيا وملذاتها وأهوائنا .
وهذا العهد الذي أخذه الله تعالى علينا سواء أكان لفضيًا أو غير لفظي إنما الأثر الموجود منه الآن و في كل بني آدم هي الفطرة في عقل وفي قلب الإنسان .
والمهم ان العهد الذي عاهدنا عليه الله هو التوحيد والالتزام بالأوامر الإلهية والتي ظهرت من الحالة الفطرية إلى الحالة الفعلية وتمثلت بالإسلام الحنيف .
ابو فاطمة العذاري
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله اجمعين
اسمع معي قوله تعالى :
(( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ))
الآية تقرر ان من أراد من الله تعالى أن يفي بعهوده فعليه أن يفي بعهود الله ومن هنا كان وفاء العهد الإلهي من قبل الإنسان مقدمة لإتمام العهد الإلهي .
فما هو العهد الإلهي المطالب الإنسان بالإيفاء وشدد على الإيفاء به وقرن الكثير من ثوابه في وفاء الإنسان لذلك العهد ؟ .
والآن لنرجع إلى القران وكلام أهل البيت لوجدنا إن هنالك نصوص عديدة توضح أن هنالك عهدا قطعه الإنسان مع الله تعالى وكذلك هنالك عهد من قِبل الله تعالى للإنسان مشروط أن يفي الإنسان بعهد ه ، ومن تلك النصوص قوله تعالى :
(( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {يس/60} وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ))
هنالك عهدا بعبادة الله تعالى وترك الشيطان ومعرفة الصراط المستقيم . وكذلك قوله تعالى: :
(( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ))
وفي المقابل قال تعالى :
((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا {الأحزاب/23} ))
فالصدق في العهد ينتج إقدام الإنسان على التضحية في سبيل الله بالنفس ، فضلا عما هو دون النفس .
و في اية أخرى يبين الله تعالى أهمية هذا العهد ويتوعد من ينقض هذا العهد بأسوء أنواع العذاب في الدنيا والآخرة إذ يقول جلّ في علاه :
(( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
وهذا اشد أنواع العذاب لأنه يعبر عن غاية البعد عن الله تعالى فلا يكلمهم الله بالهداية ولا ينظر إليهم بالرحمة ولا يزكيهم بالتطهير ومن كان هذا حاله فهو في عذاب اليم .
ولكن ما هو العهد ؟
ما يمكن لنا ان نفهمه من العهد من خلال القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام )في قوله تعالى :
(( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {الأعراف/172} أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ))
فمما يمكن لنا أن نفهمه من الآية الكريمة إن الله تعالى اخذ عهدا على بني آدم جميعًا في زمان وفي مكان الله العالم به وقد ورد عن المعصومين ( ع ) انه حدث في عالم يسمى بعالم الذر أو عالم الميثاق رغم ذلك فان صورته غير واضحة عندنا نتيجة الانغماس في الدنيا وملذاتها وأهوائنا .
وهذا العهد الذي أخذه الله تعالى علينا سواء أكان لفضيًا أو غير لفظي إنما الأثر الموجود منه الآن و في كل بني آدم هي الفطرة في عقل وفي قلب الإنسان .
والمهم ان العهد الذي عاهدنا عليه الله هو التوحيد والالتزام بالأوامر الإلهية والتي ظهرت من الحالة الفطرية إلى الحالة الفعلية وتمثلت بالإسلام الحنيف .
ابو فاطمة العذاري