نووورا انا
13-11-2010, 09:27 PM
زيارة الإمام الحسين يوم عرفة زيادة في المعرفة
حسن الهاشمي
الدعوة إلى الله تعالى تارة تكون عن طريق أوليائه وأخرى تكون عن ممارسات وطقوس يؤديها المؤمن تشذيبا للنفس وتكاملا لمكنوناتها التي بين جنب الإنسان، فلابد له بين الفينة والأخرى من صقلها بمحطات الرحمة والغفران الإلهية وإلا يصيبها الصدع والخسف على حين غرة، ربما يغفل الإنسان عن ذلك ولا يصحو إلا بعد انهيار السقف على رأسه ولات حين مندم، وأشد الخسف هو خسف الإيمان والوقوع في شرك الشيطان، ولعل مغريات الدنيا تحتم على المؤمن أن يعيد لياقته الإيمانية وباستمرار مطرد ليبعد عنه رياح السفه والضلالة والهجران.
ومن بين تلك المحطات الإلهية زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام الذي هو بحق مصدر إلهام وإشعاع فكري ومشعل هداية ليس للمسلمين فحسب بل لجميع الأحرار في العالم، ذلك الإمام الذي ضحى بكل ما يملك خالصا لوجهه الكريم ودفاعا وذودا عن كرامة الإنسان وعزته ورفعته في الدنيا والآخرة، إذن لا غرابة عندما نطالع أحاديث كثيرة معتبرة إن الله تعالى ينظر إلى زوّار قبر الحسين (عليه السلام) نظر الرّحمة في يوم عرفة قبل نظره إلى أهل عرفات.
فالذين يطوفون عند قبر الحسين عليه السلام فإنما يطوفون على قبر من قبور أوليائه الصالحين تقربا به إلى الله تعالى بأن يتدرجون مدارج الكمال والهداية ويضحون مشاعل نور تنير الدرب لكل من تاق ويتوق إلى معنى الإنسانية والكرامة والنبل والاستقامة، يوم عرفة هو اليوم الذي يعرف الإنسان ربه ويسير وفقا لتعليماته وهديه، فأيهما أقرب إلى الله تعالى وأنفع في تكريس المعرفة الإلهية الحقة الإمام الحسين عليه السلام أم جبل عرفة!! علما إن الإمام بتضحياته هو الذي دلنا على أحكام الله تعالى ومن ضمنها مراسيم الحج، ومن هذا المنطلق لا غرابة في تلك الأحاديث التي تؤكد إن الرحمة الإلهية تنهمر على زوار الحسين قبل انهمارها على الحجاج في يوم عرفة.
نحن عندما نذعن إن إثبات الشيء لا ينفي ما عداه، فإن الوقوف بعرفة واجب بالإستطاعة لمن أدرك الحج ومن لم يدرك الحج لسبب أو لآخر فإنه لم ولن يحرم من تلك النفحات الإلهية التي يمكن التعرض لها عند قبر الإمام الحسين في كربلاء المقدسة، وفي حديث معتبر عن رفاعة، قال: قال لي الصّادق (عليه السلام): يا رفاعة أحججت العام؟ قلت: جعلت فداك ما كان عندي ما أحجّ به ولكنّي عرفت عند قبر الحسين (عليه السلام)، فقال لي: يا رفاعة ما قصّرت عمّا كان أهل منى فيه لولا إني أكره أن يدع النّاس الحجّ لحدّثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه أبداً، ثمّ سكت طويلاً ثمّ قال: أخبرني أبي، قال: من خرج إلى قبر الحسين (عليه السلام) عارفاً بحقّه غير مستكبر صحبه ألف ملك عن يمينه وألف ملك عن شماله وكتب له ألف حجّة وألف عمرة مع نبيّ أو وصيّ نبيّ.
هذه العطاءات عادة تكون كبيرة ومتكثرة في مقاساتنا الدنيوية، أما لو أنها صدرت من رب العزة الذي لا يزيده كثرة العطاء إلا جودا وكرما فإنها قطرة في بحر جوده وكرمه، ولو نظرنا إلى تضحيات الإمام في واقعة الطف وبسالة من استشهدوا تحت لوائه المقدس من أهل بيته وأنصاره وذوبانهم في ذات الله وتنمرهم في عبادته وطاعته والانقياد لتشريعاته النبيلة، لأدركنا إن كل تلك العطايا من صحبة الملائكة وآلاف الحجج والعمرة والثواب المترتب عليها مع أخلص عباد الله من الأنبياء والأوصياء، هي قليلة ومعدودة قياسا لما بذله بطل كربلاء في سبيل الله الذي لا يحد إخلاصه وتفانيه حد، ولا يعده عدد ولا يحصي آلاءه إلا من بذل في سبيله دمه الطاهر.
حسن الهاشمي
الدعوة إلى الله تعالى تارة تكون عن طريق أوليائه وأخرى تكون عن ممارسات وطقوس يؤديها المؤمن تشذيبا للنفس وتكاملا لمكنوناتها التي بين جنب الإنسان، فلابد له بين الفينة والأخرى من صقلها بمحطات الرحمة والغفران الإلهية وإلا يصيبها الصدع والخسف على حين غرة، ربما يغفل الإنسان عن ذلك ولا يصحو إلا بعد انهيار السقف على رأسه ولات حين مندم، وأشد الخسف هو خسف الإيمان والوقوع في شرك الشيطان، ولعل مغريات الدنيا تحتم على المؤمن أن يعيد لياقته الإيمانية وباستمرار مطرد ليبعد عنه رياح السفه والضلالة والهجران.
ومن بين تلك المحطات الإلهية زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام الذي هو بحق مصدر إلهام وإشعاع فكري ومشعل هداية ليس للمسلمين فحسب بل لجميع الأحرار في العالم، ذلك الإمام الذي ضحى بكل ما يملك خالصا لوجهه الكريم ودفاعا وذودا عن كرامة الإنسان وعزته ورفعته في الدنيا والآخرة، إذن لا غرابة عندما نطالع أحاديث كثيرة معتبرة إن الله تعالى ينظر إلى زوّار قبر الحسين (عليه السلام) نظر الرّحمة في يوم عرفة قبل نظره إلى أهل عرفات.
فالذين يطوفون عند قبر الحسين عليه السلام فإنما يطوفون على قبر من قبور أوليائه الصالحين تقربا به إلى الله تعالى بأن يتدرجون مدارج الكمال والهداية ويضحون مشاعل نور تنير الدرب لكل من تاق ويتوق إلى معنى الإنسانية والكرامة والنبل والاستقامة، يوم عرفة هو اليوم الذي يعرف الإنسان ربه ويسير وفقا لتعليماته وهديه، فأيهما أقرب إلى الله تعالى وأنفع في تكريس المعرفة الإلهية الحقة الإمام الحسين عليه السلام أم جبل عرفة!! علما إن الإمام بتضحياته هو الذي دلنا على أحكام الله تعالى ومن ضمنها مراسيم الحج، ومن هذا المنطلق لا غرابة في تلك الأحاديث التي تؤكد إن الرحمة الإلهية تنهمر على زوار الحسين قبل انهمارها على الحجاج في يوم عرفة.
نحن عندما نذعن إن إثبات الشيء لا ينفي ما عداه، فإن الوقوف بعرفة واجب بالإستطاعة لمن أدرك الحج ومن لم يدرك الحج لسبب أو لآخر فإنه لم ولن يحرم من تلك النفحات الإلهية التي يمكن التعرض لها عند قبر الإمام الحسين في كربلاء المقدسة، وفي حديث معتبر عن رفاعة، قال: قال لي الصّادق (عليه السلام): يا رفاعة أحججت العام؟ قلت: جعلت فداك ما كان عندي ما أحجّ به ولكنّي عرفت عند قبر الحسين (عليه السلام)، فقال لي: يا رفاعة ما قصّرت عمّا كان أهل منى فيه لولا إني أكره أن يدع النّاس الحجّ لحدّثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه أبداً، ثمّ سكت طويلاً ثمّ قال: أخبرني أبي، قال: من خرج إلى قبر الحسين (عليه السلام) عارفاً بحقّه غير مستكبر صحبه ألف ملك عن يمينه وألف ملك عن شماله وكتب له ألف حجّة وألف عمرة مع نبيّ أو وصيّ نبيّ.
هذه العطاءات عادة تكون كبيرة ومتكثرة في مقاساتنا الدنيوية، أما لو أنها صدرت من رب العزة الذي لا يزيده كثرة العطاء إلا جودا وكرما فإنها قطرة في بحر جوده وكرمه، ولو نظرنا إلى تضحيات الإمام في واقعة الطف وبسالة من استشهدوا تحت لوائه المقدس من أهل بيته وأنصاره وذوبانهم في ذات الله وتنمرهم في عبادته وطاعته والانقياد لتشريعاته النبيلة، لأدركنا إن كل تلك العطايا من صحبة الملائكة وآلاف الحجج والعمرة والثواب المترتب عليها مع أخلص عباد الله من الأنبياء والأوصياء، هي قليلة ومعدودة قياسا لما بذله بطل كربلاء في سبيل الله الذي لا يحد إخلاصه وتفانيه حد، ولا يعده عدد ولا يحصي آلاءه إلا من بذل في سبيله دمه الطاهر.